بيت القصيد: رشأ شيخ الدين والصادق شيخ الدين

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
تماضر شيخ الدين
مشاركات: 356
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:14 pm
مكان: US

بيت القصيد: رشأ شيخ الدين والصادق شيخ الدين

مشاركة بواسطة تماضر شيخ الدين »

https://www.youtube.com/watch?v=mhcLvdcMUnA

تحياتي يا أعزاء


من زحمة الدنيا أطل عليكم بناء على رغبة الصديق اللحو الغالبي ( اللخو الغالي ) الفنان حسن موسى ...لأنشر هذا اللقاء المميز لجضراتكم الأفاضل

للعرض والنقاش ..اذا لزم الأمر

فتفضلوه ...
آخر تعديل بواسطة تماضر شيخ الدين في الاثنين أغسطس 08, 2016 4:02 am، تم التعديل مرة واحدة.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

رشا، حزب الفن

مشاركة بواسطة حسن موسى »


شكرا يا تماضر على بذل رابط فيديو رشا و الصادق فقد وقعت عليه بصدفة سعيدة في فيس بوكو و حال جهلي الرقمي عن تدبير نقله هنا.و شكرا يا رشا و الصادق على كرمكما الحاتمي الفياض الظاهر في هذه المقابلة و الفن بلا عطاء ما بخارج.
فعلا ، الغنا فعل ثوري و مش في السودان بس.و الثورة الشعبية القادمة لن تكون ما لم تمر من باب الخلق الفني فيضبط إيقاعها و يغني برامجها و يهندس مسرحها و يرقص خطاها أهل حزب الفن الديموقراطي.[ زمان ثورة أكتوبر 64 ما كان ممكن تستقر في الوجدان الشعبي بدون مساهمات محمد وردي و محمد الأمين و غيرهم من فناني الشعب]
يا تماضر "اللحو الغالبي "دي ما فهمتها لكن اللحو ـ حسب المعجم ـ لحو الشجرة الذي هو بمثابة جلدها، أما الغالبي [ لا غالب إلا الله] فشكلها ما بطّالة . غايتو ما يجي منك إلا الخير 8-)
سأعود
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

سلام يا تماضر وحسن
كنت في طريقي لإنزال هذا البرنامج هنا، لكنك سبقتيني بثانيتين :wink: .
كنت أيضاً أود التعليق في بوست رشا في فيسبوك، ولكن أعاني من الصباح من عدم القدرة على كتابة مداخلات هناك أو قراءة المداخلات الأولى في أي بوست. المهم، كنت سأكتب لرشا أن الحوار كان ممتعاً، وقد أعجبني وثوقها في نفسها وفي عملها، ومهنيتها العالية، وهذا ما لا نجده في السودان (ويحدث في غير السودان أيضاً) في الوقت الحالي، فقد أصبحت الساحة الإعلامية مفتوحة للمرددين والمرددات وسدت أبوابها أمام المبتكرين والمبتكرات.
من ناحية أخرى، استغربت أن يقول صادق، وهو الموسيقي المحنك، أن "أغنية الحقيبة هي المرجعية للغناء السوداني الحديث"، لكن أعجبني تدخل رشا لتصحح المعلومة وتوضح أن أغنية الحقيبة آتية من الشمال العربي.
ما لم يعجبني، واستغربت له أيضاً، هو مجاراة رشا للهجة اللبنانية. إذا كان القصد هو تسهيل التلقي بالنسبة للمتابع العربي، فأعتقد أن لهجتنا السودانية ولغتنا الدارجة تمتلك القدرة على التوصيل، وقد كان بإمكانها استخدام لغة محايدة، تماماً كالتي نتحدثها في الندوات واللقاءات العامة وفي أجهزة الإعلام. ونلاحظ أن المذيع اللبناني نفسه كان يتحدث بعربية "محايدة". أيضاً شريف شرحبيل، طلال وصادق.
أداء رشا لعروس الروض كان جميلا ورفيعاً. وعزف صادق على العود فيها وفي بقية الأغنيات كان جميلاً كالعادة.
استمتعت كثيراً بهذا الحوار.

التحية لرشا وصادق، وأتمنى أن نراها في ساحات أخرى في بلدان العالم.

نجاة

صورة العضو الرمزية
تماضر شيخ الدين
مشاركات: 356
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:14 pm
مكان: US

مشاركة بواسطة تماضر شيخ الدين »

العزيز حسن

لعلك لا تعرف الظرف (القاهر) الذي كتبت فيه الكلمتين أعلاه، اذ كانت يسرا (تضرب بوري) من تحت لانها كانت سايقانا وطلع كلامي كلو غلط ...هههه فاعتذر عن تلك العجلة والتي هي طبعا من الشيطان والعياذ بالله

فعجبتني تخريجاتك للخطأ الاملائي و(حلفت) ما أصلحو عشان الكلام يكون متسق مع بعضو ...

لكن في النهاية الفكرة انه نعرض الفيديو ...وعرضناه ..فشكرا لك على تشجيعك لعرض الفيديو هنا ...تاني مرة

العزيزة نجاة: عمرك أطول من عمري ...ولك تحياتي ومشتاقين ياخي ( همسة في اذنك: انا قربت أخلص وسنعاود التواصل تاني قريبا باذنه تعالى)

نرجع لي كلامك مع انه رشا والصادق لحمي ودمي ...لكن السهرة صارت ملك الجميع ..

فشكرا على تعليقك اللطيف ...أما بخصوص اللغة اللبنانية ..ما حادافع عن رشا لاني سمعت أكتر من شخص عبروا عن نفس احساسك ده

بس في نظري أنا يبدو انها كانت عايزة تسهل عليهو وعلى جمهورو فهم مقاصدها ...والله أعلم
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

اللغة العربية غنيمة حرب

مشاركة بواسطة حسن موسى »



كتبت تماضر
"
.أما بخصوص اللغة اللبنانية ..ما حادافع عن رشا لاني سمعت أكتر من شخص عبروا عن نفس احساسك ده

بس في نظري أنا يبدو انها كانت عايزة تسهل عليهو وعلى جمهورو فهم مقاصدها
"

,أنا أيضا فهمت إنها ـ بأريحيتها المشهدية ـ قصدت توصل مقاصدها بما بدا لها افضل الوسائل.و رشا كما نعلم ناطقة بأكثر من لغة في مشهد برج بابل الذي نكابد الحياة في شعابه و بالمناسبة وسيلة اللغة " المحايدة" برضها لغة مصنوعة زيها زي العامية السودانية التي انخرط فيها مشاهير " الناطقين بغيرها" من وزن محمد وردي أو بونا ملوال أو خليل فرح أو بابكر كنديو هيمسيلف.
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

يا حسن
واضح إنه رشا أرادت توصيل كلامها "بما بدا لها افضل الوسائل". لكن العيب شنو في لهجتنا السودانية البنتكلم بيها مع بعض أنا وإنت وتماضر، والاتكلم بيها طلال وصادق وشريف شرحبيل، والبتتكلم بيها رشا نفسها عادةً؟ وليه بعض السودانيين بيفتكروا إنه لهجتنا أقل وضوحاً من لهجة غيرنا من الناطقين بالعربية؟ أنا بشوف دا تنازل ما في ليهو أي داعي، لانهم في المقابل ما قاعدين يقدموا لينا مثل هذا التنازل.
وفي النهاية رشا تفعل ما يبدو لها. لكنه في نظري خيار غير موفق. أن تتكلم بالإسبانية أو الانجليزية، ليس كخلط الكلام السوداني بلهجة عربية هي مثله نوع منحدر من نفس اللغة.


صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

https://www.youtube.com/v/OMVb3QvxGRA

سلام تاني يا تماضر
هنا رشا في أغنيتها "تماضر".

حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

كلام في خيار الكلام

مشاركة بواسطة حسن موسى »




كلام في خيار الكلام


« .. »
يمكن القول أن ما تم من هزائم مذهلة للحركة العمالية على نطاق العالم ترجع اسبابه – وفى حدود لا يستهان بها - إلى حقيقة أن العدو الطبقي قد فاز دائما فى معركة اللغة ، وان الحركة العمالية قد اهملت –دائما – هذا المجال".ـ

مقتطف من مقدمة "جاك لوسيركل" لـ الفلسفة الماركسية للغة" التي ترجمها عصام علي في الرابط

https://sudan-forall.org/forum/viewtopic ... 2be88a21c8



1
الصراع اللغوي

الأعزاء تماضر و نجاة و المتابعين
معذرة على تأخري في العودة لهذه المنازعة الشيقة التي سكنت الخاطر و استوطنت رغم المشاغل
أقول " المنازعة الشيقة "لأني أرجو نقل المناقشة من مقام الخيار "التكتيكي" الذي انتفعت به رشا في توصيل مضمون حديثها لجمهور القناة الشرقأوسطية التي استضافتها، لمقام " الصراع اللغوي" كوجه من وجوه الصراع الطبقي في زمن العولمة.و «الصراع اللغوي» في السودان ،و في غير السودان، فضاء مواجهة مستمرة بين الفرقاء الإجتماعيين لا ينبغي لنا تجاهلها. و هي مواجهة مفهومية « ناعمة»[1] في أغلب الأحوال لكنها تملك أن تتكشف عن عنف مريع عند مقتضى الحال.و في أدبنا السياسي مساهمات مهمة من مفكرين و أدباء سودانيين معاصرين انتبهوا ـ منذ وقت مبكر ـ لفضاء المواجهة اللغوية بين السودانيين ، منهم عبد الله علي ابراهيم و عشاري محمود وبولا و آخرين. و قد نبهنا عبد الله للعنف الكامن في ثنايا سؤال الهوية اللغوية في مكتوبه الرائد «الماركسية و مسألة اللغة في السودان » الذي اصدرته «دار عزة"بعد صدوره الأول باسم الحزب الشيوعي السوداني. و ذلك حين أشار للإنتماء اللغوي كمخاطرة وجودية مهلكة حاقت بأسرى حركة حسن حسين الناطقين في عربية دارفور ،و الذين قدمهم تلفزيون النميري كغزاة أجانب لأنهم لا يتحدثون عربية أهل وادي النيل الأوسط التي كان سدنة النظام يطرحونها كقرينة مواطنة . و بالتوازي مع العنف السياسي المشار إليه في مكتوب عبدالله ظهرت إشكالية العربية الإقليمية[ الغرباوية] في السبعينيات كعقبة أمام النقد الخرطومي الذي كان يطرب لعامية الطيب صالح و يشيح بوجهه عن عامية ابراهيم اسحق فيي " حدث في القرية"[1969] و " أعمال الليل و البلدة »[1971] و غيرها. و قد كان في وسع إبراهيم اسحق أن " يجاري" جمهور الأدب الخرطومي لكن من يعرف حساسيته الجمالية تجاه بلاغة أهله الناطقين في غير عامية الوسط ،[ ناهيك عن حساسيته السياسية التي تفتحت على استبعاد سودانيي الهوامش في سودان ما بعد الإستقلال]
لا يتوقع منه غير التمسك بهذا الكنز الجمالي المفخخ بالمظالم السياسية.ـ
بهذا المدخل "الطبعرقي"أطمح لفلفلة خيار الكلام بالشامية في فيديو رشا في القناة الشرقأوسطية و الذي يبدو أنه روّع الكثيرين حتى أن تماضر نفضت يدها من المنازعة و قالت " أنا برّة" عديل كدا ـ
كتبتي يا نجاة
..« 
واضح إنه رشا أرادت توصيل كلامها "بما بدا لها افضل الوسائل". لكن العيب شنو في لهجتنا السودانية البنتكلم بيها مع بعض أنا وإنت وتماضر، والاتكلم بيها طلال وصادق وشريف شرحبيل، والبتتكلم بيها رشا نفسها عادةً؟ وليه بعض السودانيين بيفتكروا إنه لهجتنا أقل وضوحاً من لهجة غيرنا من الناطقين بالعربية؟ أنا بشوف دا تنازل ما في ليهو أي داعي، لانهم في المقابل ما قاعدين يقدموا لينا مثل هذا التنازل.ـ »ـ.

أها، أنا فهمت " التنازل" و "العيب" كعبارات مفتاحية في حديثك لأن خيار رشا للكلام بالعامية الشامية في هذه المقابلة يبدو عندك كأنها تسعى لتلافي قصور تعبيري في العامية السودانية فتتنازل عنها و تتبنى عامية المذيع الشامية التي هي أكثر كفاءة في التوصيل من العامية السودانية.ـ

و صحيح ان اللغة، مكتوبة أم شفاهية، هي في تعريفها الإبتدائي : " وسيلة" إتصال. و في "وسيلة" يمثل البعد الأداتي الذي يمنح مستخدميها مسافة من جسم اللغة تمكنهم من التأمل في أفضل السبل لتملكها و تطويعها في الإستخدامات التي تمليها ضرورات الإتصال.لكن " ضرورات الإتصال" ـ كما لا يغيب على فطنتك ـ تفيض عن سعة الإستخدام الوظيفي لوسيلة اللغة و ترشح في فضاءات سايكولوجيا ودابن آدم الغلب الهدّاي التي تلهمه أحيانا أن ينتج لغة معادية للتوصيل. أقول من " ضرورات الإتصال" يتكشف لمستخدم اللغة أن هذه الأداة ليست مجرد وسيلة تواصل بدائي من شاكلة "
You Tarzan, me Jean
" فحسب، لكنها أيضا وسيلة عالية الكفاءة في تخليق المؤاصرة التي تجعل من الجمع القطيع مجتمعا إنسانيا أعضاءه يتضامنون على أساس جملة الإتفاقات الرمزية المكنونة في اللغة المشتركة

في منظور الكفاءة التوصيلية للغة أظن أنننا يمكن أن نكسب وقتا غاليا لو قاربنا الظاهرة اللغوية من منظور صراع الطبقات ، و اللغة مثل غيرها من الظواهر الإجتماعية لا تفلت عن طوائل واقع المنازعة الطبقية.في شروط المنازعة الطبقية فاللغة ، كما الفن و الأدب و العلوم الإنسانية كافة إنما تتخلق لخدمة مصالح الطبقة أو الطبقات المهيمنة و الطبقات المهيمن عليها تنخرط في الدروب التي رسمها المهيمنون على الواقع الإجتماعي.ـ
.

2
شـقـّيش؟

مرة كنت استمع للصديق الفنان عبد الرحمن عبد الله و هو يغني رائعته " شقـّيش " و يجود على المستمعين [الخرطوميين غالبا] بشرح "ضي اللمبة" بـأنه " ضو اللمبة "، فتعجبت من أريحية هذا الكردفاني الذي يشفق على جمهوره المديني من سوء اللبس اللغوي
فيشرح لهم "ضي اللمبة" و هم "مصنقرين جنبه ".

الرابط
https://www.youtube.com/watch?v=sIT6C8VgE_Q&NR=1
و قد بدا لي موقف رشا من اللغة الشامية في هذه المقابلة اقرب لموقف عبد الرحمن. و اعتبرته نوعا من الكرم العفوي للفنان الذي ينظر لمحاوره من علياء جاه جمالي و لغوي يلهمه الإشفاق على المحاور من ثقل الإشتباهات المحتملة في لقاء شخص متعدد اللغات و الغوايات، و هو موقف أقرب لموقف الشخص الراشد الذي يخاطب طفلا و يمازحه بلثغة مصطنعة و بعبارات سوريالية بلا معنى غير اللعب. و لو شئت فهو أيضا موقف ينطوي على شيئ من السماحة الأنثروبولوجية تجاه الكائنات الأعلامية التي لا يُتوسم فيها القدرة على فهم اشتباهات التعبير البلاغي في اللغة المهمشة. و "لغتـ / نا"السودانية ـ لو قبلنا بمشروعية ضمير الجماعة الحضرية[2] في هذا المصنف الإعتباطي في مجتمعنا السوداني متعدد الألسن ـ هي لغة مهمشة في المشهد الأعلامي الشرقأوسطي الذي تتقاسمه عاميات المصريين و الشوام بحكم أنهم استفردوا ـ عبر عقود طويلة بحظوة ثقافية كبيرة مكنتهم من غمر السوق المشهدي الشرقأوسطي بركام المنتجات المشهدية السينمائية و التلفزيونية التي صاغت عادات المشاهدة و السماع من الخليج إلى المحيط وفق مراجع العاميات المصرية و الشامية.و العامية السودانية ليست وحدها التي تعاني من التهميش في المشهد الإعلامي الشرقأوسطي، فالتهميش لاحق بمعظم عاميات المجتمعات التي ليس لها حظ في إنتاج الأفلام و المسلسلات العربية في العقود الأخيرة. و قد بدأ السعوديون الذين ينتجون و يستهلكون المنتجات المشهدية العربية في إبداء ضيقهم من عدم العناية بعاميتهم في المنتجات التلفزيونية المتوجهة للجمهور السعودي و التي يشرف على اعدادها للتلفزيون السعودي فنيون مصريون و شوام.
كتبت أمل الحسين في صحيفة " الرياض"[ سبتمبر2006]

« ..
قلة الممثلين السعوديين وخاصة العنصر النسائي جعل الاستعانة بالممثلين الخليجيين والعرب أمر ضروري لا بد منه، وبما أن اللهجة السعودية قد تكون أكثر اللهجات اختلافا مقارنة ببقية دول الخليج باستثناء المنطقة الشرقية التي يقارب لهجة سكانها دول الخليج، هذا الاختلاف يجعلك تشعر وأنت تتابع عملاً درامياً لممثلين من المنطقة الوسطى وبمشاركة ممثلين خليجيين وعرب بأنك بحاجة إلى ضبط نفسي كي تتمكن من متابعة العمل، فقد تقبل أن يكون الأب نجدياً يتحدث اللهجة النجدية القح وتكون الزوجة تتحدث اللهجة الكويتية أو البحرينية من باب التزاوج الخليجي أوالعربي، ولكن ما هو التبرير عندما يكون الوالدان يتحدثان بهذه اللهجة والابنة تتحدث المصرية أو الأردنية؟! هنا لن تستطع أن تخدع نفسك أو بمعنى ألطف تروضها!! ".. » فتعلم لهجة العمل من الأدوار الصعبة التي على الممثل إجادتها ليجعل المشاهد ينسجم مع العمل ولا يشعره بشرخ حقيقي، فعندما تشاهد أفراد أسرة واحدة كل يتحدث بلهجة مختلفة تماماً فبدل أن تتابع أحداث العمل تتحول المتابعة إلى مساحة جيدة من النكت والتعليق، علاوة على أننا سنعرف وقتها اهتمام الممثل بعمله وهل هو مقدم عليه لقناعته به أو لأسباب أخرى!!
« 
الرابط
https://www.alriyadh.com/183768

و ستكون عاقبة ضيق السعوديين بضعف حضور اللغة السعودية في مشهدهم الإعلامي حافزا لكي يتولوا بأنفسهم أمر إنتاجهم التلفزيوني أو أن يجبروا الفنيين الشوام و المصريين على مراعاة الواقع اللغوي السعودي في إنتاج يموله السعوديون ،و هذا أضعف الإيمان.أما نحن و التوانسة و المغاربة و الموريتانيين و ما شاكلنا من فقراء الناطقين بها فقدرنا أن نكابد هيمنة عربيات الآخرين و عواقب الواقع اللغوي المهيمن على المشهد الإعلامي الشرق أوسطي إلى أن يرث المستضعفون الأرض و يرعى الحمل آمنا في جوار الذئب إلخ.ـ

3
كلام أهلي


لقد عشت في مدينة النهود حتى الخامسة قبل أن يقرر أهلي الإنتقال إلى الأبيض التي صعدها الإقتصاد و السكة حديد لمصاف حاضرة ذات حظوة تجذب إليها الناس من كل فج حتى ساغ للأهالي توصيفها بـ «  أب قَبـَّة فحل الديوم ».و إنتقالي من النهود للأبيض لم يكن مجرد تغيير للمكان الجغرافي و لكنه تحول كامل في جملة أساليب يفاعتي .أذكر مرة ، و أنا طفل في السادسة ،أنني ذهبت لزيارة بعض أهلي من " جلابة " الأبيض الوافدين حديثا من البسابير، و هم الطرف الأدخل في فئة «البحّارة» المُحالة للبحر أي جملة البلاد الواقعة في وادي النيل الأوسط. كان بيتهم يبعد بحوالي ثلاثة كيلومترات عن بيتنا. و حين دخلت البيت سألتني قريبتي التي اندهشت من حضوري:ـ"جيت مع منو يا حسن؟"ـ
ذلك أنها لم تكن تتصورني قادرا على الحضور من بيتنا لبيتهم بدون صحبة شخص راشد .فأجبتها:ـ«وحيدي».ـ.
ضحكت و رددت عبارتي " وحيدي" متعجبة، بل و نادت بعض افراد الأسرة لتحكي لهم عبارتي التي اضحكتها فضحكوا بدورهم و كل منهم يردد عبارتي مع التأكيد على كسر الواو و الحاء، بينما بقيت أنا محتارا في معنى الطرفة التي لم أفهمها.

بعدها بسنوات ـ فهمت أنهم ضحكوا من عبارتي لأنني كنت مازلت اتحدث بطريقة "ناس النهود" و لم اطوع لساني بعد للهجة ناس الأبيض التي كانت تنتمي [ و هيهات]لأسلوب كلام أهل حواضر السودان الأوسط.و في الوسط الحضري الحديث لم أنتبه لكوني من الناطقين في لهجة مغايرة ربما لأن معظم الناس الذين كنت احيا بينهم كانوا ينطقون في لهجات مغايرة،و أنا لا أتحدث عن أعراق الإقليم من غير الناطقين بها لكني أعني أهلي المبثوثين في أقاليم السودان المتباعدة. فطريقة كلام " ناس البسابير» كانت مختلفة عن طريقة كلامنا نحن «ناس النهود» لكن أولاد أهلي من جلابة جنوب دارفور الذين نشأوا بين نيالا و برام كانوا ينطقون في لسان"ود حامد الغرباوي"، تلك الشخصية الكوميدية التي كان قسم الدراما في إذاعة أمدرمان ـ في الخمسينيات و الستينيات ـ قد ثبتتها في الخاطر الشعبي كشخصية نمطية تدل على كاريكاتير " ناس الغرب" في خيال " ناس الخرطوم ».أما طريقة كلام أهلي من «ناس بورسودان» فقد كانت عالما قائما بذاته ،أمشاج عجيبة من لحون الجعليين والحضارمة و الحجازيين. و قد استهوتنا آنذاك طريقتهم في نطق عبارة "الساعة ستة" كما لو كانت مضافا و مضاف إليه.ـ وغير ذلك أذكر أننا في المدرسة الأولية فوجئنا ذات يوم بتلميذ جديد اسمه عبد الواحد و كنا نسميه "عبد الواحدالحلفاوي" رغم أنه لم يكن نوبيا، لكنه كان يتحدث في لسان مصري صعايدي.كان عبد الواحد قد عاش بعض سنوات طفولته في مصر.و كنا نستطيب صحبته لنسمعه يحكي في عاميته المصرية الخام التي لم تكن تشبه عامية السينما المصرية في شيء.كان عبد الواحد حكواتي من الطراز الأول جرابه عامر بنوع جديد من الحكايات التي لم نكن نألفها. و كانت كل حكاية أكثر تشويقا من سابقتها تبدأ غالبا بـ " ديك النهار حصل كذا و كذا" و كنا نغض النظر عن سبب حضور هذا الـ "ديك" العجيب لنسمع بقية الحكاية إلى أن تجاسر أحدنا يوما و سأله " إنت يا عبد الواحد " ديك النهار" دا شنو ؟ ما عندك ديك صباح و لا ديك رومي و لا حتى ديك عدّة بس ؟" ـ
كل هذا كوم و طريقة «ناس الجزيرة»في تمطيط الكلام كوم آخر أو كما قال ذلك الشاعر [الضليل] الذي عبر أقاليم اللهجات السودانية و هو يعيّر المواطنين الغلابة من نافذة "قطار الغرب" لأن " لهجتهم في لين القطن" و أشياء شيقة أخرى و الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.ـ.
كل هذا الخلق الناطق في عاميات بابل السودانية ينتهي في لهجة " ناس
الخرطوم"كما تنتهي الأنهار في البحر. وحين يتملكون نواصي هذه اللغة الجديدة و يستقرون في شعابها فهم يعبّرون عن امتنانهم بإظهار العجب من طرائق كلام الإقليميين و قد يصعّدون عجبهم لمقام الطرب الصراح ببلاغة عربيات أهل الهامش ممن كتبت عليهم مكابدة التعبير في لغة العربسلاميي، و هو في الغالب طرب "إكزوتي" مصنوع ،مثل جملة الصناعات الرمزية التي يستعين بها عيال و بنات الطبقة الوسطى الحضرية العربسلامية في تخليق هوية سودانوية "تلاتية و قدها رباعي" ، جملها ماشي و لو نبحت كلاب الهامش في لغة الضادأو كما قال :ـ

يوم أداني نزرة
سوري لي إنت ياكي
سوري كفارة لي أنا
لامن قلبي فرّ
سكلي منقة زاتو
ساكن أتلا برّة
طبعا " ناس الخرطوم" ـ في غيهم المعهود لا يخطر ببالهم أنهم يمكن أن ينمسخوا بدورهم لموضوع للعجب الإكزوتي ـ و قيل الطرب ـ المعكوس الذي قد يصدر عن الناطقين في عربيات الهامش الإجتماعي ، و الذين يتأملون في اسلوب الكلام الخرطومي عن مبعدة و يتخذونه ذريعة لصناعة بلاغة ريفية حداثية تمد لسانها لمساخر " تطوير التراث" و تنهش حظها التعبيري من لحم اللغة الحضرية السائب على عينك يا تاجر، أو كما قالت فاطمة الباتيل الشاعرة الريفية الحديثة:.ـ
" مبسوطة جمهور يقول هنيا
.. و انا ماني مادّيا
حاس بيها عقليّا
أنا قريبة نسبّيا
ما بخلّي نهائيّا
لو كان بحريّا
لو كان جوّيا

محترم ادبيّا
فاهم علميّا
راقي ذوقيا
صريح إجتماعيا
منطق شفويا
لائق طبيا
مريود قلبيا
رائق إجتماعيا
أنا استاذة فنيا
أنا مرتاحة ذهنيا.
.."
أنظر الرابط

https://www.youtube.com/watch?v=d-i_4IhX ... re=related





++++++++++++++++++++++++++++
هوامش
]1[
انظر الرابط
https://sudan-forall.org/forum/viewtopic ... 246c763066
[2]
قال العبادي في مسرحية" المك نمر"في محاولة لتعريف هوية بعد قبلية

جعلي شايقي ودنقلاوي إيه فايداني
غير خلقت خلاف خلت أخوي عاداني
خلو نبانا يسري للبعيد والداني
يكفي النيل أبونا والجنس سوداني*

سأعود
…......
.........
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

لك الشكر الجزيل أستاذة تماضُر شيخ الدين
هذه هدية غالية في زمن صعب .
*
إن تميُّز أصوات السودانيين لها أصول من جينات تراثية . وأصوات الألطو ( الصوت الغليظ النسائي ) وأصوات ( الباص ) الصوت أقصى الغليظ الرجالي . وهي حقيقة .

رابط لقاء صاحب حقيبة الفن : سعادة السفير (م) صلاح أحمد محمد صالح :
https://www.youtube.com/watch?v=B_pVYhCGNuU
*
للسودان تنوع إيقاعي وموسيقي وله ثقافة ثرية ، في كل ربوعه وأطرافه ،و لم تنل حظها من المباحث الجادة ، لظروف نعرفها جميعاً .

*

أذكر عند انعقاد مؤتمر " مجمع الموسيقى العربية " بالخرطوم في ثمانينات القرن الماضي ، وكان نائب رئيس المجمع حينها " الموسيقار جمعة جابر " . كان أكثر هَّم الحاضرين من الموسيقيين من الدول الناطقة بالعربية ،هي سماع التنوع الموسيقي والأغاني التي يسمونها شعبية ، وعلت الجميع الدهشة : كيف يُخزِّن السودان كل تلك الإبداعات دون أن يعرفها العالم !
*
أسهمت فترة " الهمج " في انهيار المشاريع الفنية كلها ولم يزل السودان يعاني من الهدم المؤسسي .
ولولاها لكانت الفنانة المتكاملة رشا شيخ الدين سيدة الموسيقى السودانية في الزمان الحاضر .


*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


أخونا حسن موسى ( حسب رغبتكم بدون تمييز )

أليس من الأفضل ألا تحرِم اللغة المكتوبة ( في كتاب ) من قضايا اللغات :
بين الإحياء وموت اللغة العامية بفضل أهل السلطان وآخرين .

أكتب كتاب وأنت الضليع ، وأترك المداخلات الثرية كما هي.
شكراً لرأيكم الفخم ..

كانت الفنانة المطربة ماهرة ...

*
أضف رد جديد