و " مدرسة الخرطوم" نسخة الشارقة..

Forum Démocratique
- Democratic Forum
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

و " مدرسة الخرطوم" نسخة الشارقة..

مشاركة بواسطة حسن موسى »





مدرسة الخرطوم في مؤسسة الشارقة للفنون

تقدم مؤسسة الشارقة للفنون واحدة من أهم التظاهرات الفنية السودانية في السنوات الأخيرة، بل هي أهم تظاهرة فنية سودانية في العقود الأخيرة لأنها تجمع نخبة معتبرة من التشكيليين السودانيين في محاولة لرسم لوحة للواقع الثقافي الذي تم ضمنه تخليق حركة الفن الحديث في السودان. و المعرض الذي سيفتتح في الشارقة يوم 19 الجاري هو بمثابة تتويج للمؤتمر الذي انعقد في الشارقة[ أبريل2015] حول ثقافة الحداثة و الهوية في فترة الستينيات و السبعينيات في السودان.ـ
و ذلك بتضامن جهود مؤسسة الشارقة للفنون و معهد دراسات الحداثة المقارنة [ جامعة كورنيل ]. و يقوم المعرض الحالي بفضل جهود مقدرة من قبل الشيخة حور القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون بالتعاون مع البروفسير صلاح محمد حسن.ـ]

.[ أنظر الرابط][size=10].[size=10]
https://www.sudan-forall.org/forum/viewtopic.php?t=
8518&start=0&sid=e8d5a102058de41f26f2b28a9e24c802


و " مدرسة الخرطوم" كعنوان للمعرض الجماعي يضيق عن سعة و تنوع حركة التشكيل السودانية التي تعرض مساهمات أعضاءها في الشارقة هذا الشهر،و رغم أن العنوان يكسب تيار " مدرسة الخرطوم" صفة مركز الثقل في تظاهرة الشارقة ، إلا أن المعرض الجمعي الكبير، الذي يضم مساهمات تشكيليين سودانيين سبقوا ظهور" مدرسة الخرطوم" و فنانين عارضوا هذا التيار و انتقدوه ، مثلما يضم أعمال فنانين عاصروا صعود نجم " مدرسة الخرطوم" دون أن ينخرطوا فيها، كل ذلك يحجّم تيار " مدرسة الخرطوم" لقيمته الرمزية كونه استفاد من الدعم السياسي و المادي الذي وفره له نظام جعفر النميري بين الستينيات و الثمانينيات . . إلى جانب المعرض الجماعي تقدم مؤسسة الشارقة للفنون معرضين إرتجاعيين لأثنين من أهم الفنانين السودانيين المعاصرين هم الرسامة كمالا اسحق و النحات عامر نور.و كمالا علم كبير بين التشكيليين السودانيين بفضل مثابرتها على مشروع جمالي ضخم عملت فيه لعقود طويلة كانت محصلتهاثروة تشكيلية ضخمة.و قد واصلت كمالا عملها باستغراق لا يفتر رغم أن دوائر العناية الإعلامية بالفنانين الشرق أوسطيين أو الفنانين الأفارقة لم تهتم بها كثيرا، مقارنة مع فنانين أكثر تواضعا[ حتى لا أقول : أقل موهبة].و أنا محظوظ كوني كنت بين طلابها في قسم الرسم بكلية الفنون في السبعينيات، و قد حكيت طرفا من تلك التجربة في خيط عنوانه " و كمالا" على الرابط

https://www.sudan-forall.org/forum/viewtopic.php?t=7809&start=0&sid=e8d5a102058de41f26f2b28a9e24c802

ـ أما عامر نور فهو، بحق، أحد أميز النحاتين السودانيين الذين خرجوا من السودان في منتصف الستينيات و شقوا طريقهم بنجاح ضمن مشهد النحت المعاصر في الولايات المتحدة. عامر نور من مواليد 1939 و قد تخرج في كلية الفنون و عمل بها رئيسا لقسم النحت بين 1963و 1965. و عمل عامر نور معروض في متاحف و صالات العالم. لقد اكتشفت عامر نور بالصدفة في منتصف السبعينيات حين نشرت له مجلة " آفريكا ريبورت" مقابلة تحدث فيها عن عمله و عن ظروف عمل الفنان في السودان. خرج عامر نور في منتصف الستينيات و ترحل بين أوروبا و أمريكا حتى حط رحاله في شيكاغو حيث عمل أستاذا بترومان كوليج في 1974. منذ ذلك التاريخ ظل عامر يعمل و يدرس في شيكاغو.
مؤسسة الشارقة للفنون هي مؤسسة ثقافية غير ربحية غايتها تقديم الفن المعاصر لجمهور الأمارات و العالم العربي و العالم عموما.تأسست مؤسسة الشارقة للفنون في أمارة الشارقة عام 2009 بفضل جهود الشيخة حور القاسمي و مثابرتها المشهودة في دعم الفن المعاصر.ـ

سأعود
تنويه:ـ قمت بتعديل العنوان من " مدرسة الخرطوم" في الشارقة لـ " مدرسة الخرطوم" نسخة الشارقة حتى يستقيم المعنى الذي أعمل عليه في منظور الإنمساخات المفهومية العديدة التي صاحبت تطور مفهوم " مدرسة الخرطوم" على مدى نصف قرن من الزمان.
آخر تعديل بواسطة حسن موسى في الأربعاء يونيو 13, 2018 8:19 pm، تم التعديل 5 مرات في المجمل.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

عامر نور

مشاركة بواسطة حسن موسى »

منحوتات عامر نور
الرعي في شندي، 1969
202 قطعة


صورة


/
عامر نور، ثعبان،1970،88،5 في 31،5 بوصة، 34 قطعة من الصلب

صورة


/
الصور من كتالوغ معرض المتحف الوطني للفن الأفريقي.واشنطن انستيتيوشن، للمعرض المشترك " عامر نور و محمد عمر خليل". سيلفيا ويليامز



/
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

بيست آند كط

مشاركة بواسطة حسن موسى »



و قعت عيني بالصدفة على تقرير لصحيفة " الوطن " القطرية
جاء فيه الآتي :ـ
« 
الخرطوم-الوطن- فاطمة رابح
تشهد قاعة الشارقة للفنون بالخرطوم حدثا استثنائيا من نوعه حيث تنظم لفصل الخريف ثلاثة معارض نوعية في 12 نوفمبر الجاري، تقدّم من خلالها معاينة استثنائية للحركة الفنية في السودان، والمنتوج الإبداعي للشخصيات التأسيسية في هذه الحركة، وتجليات الحداثة الفنية نشأة وتطوراً وتنقسم المعارض إلى معرضين فرديين ومعرض جماعي: «نساء في مكعبات بلورية – معرض استعادي (1965- الحاضر)» للفنانة كمالا إسحق، و«سعة الأفق..إيجاز العبارة – معرض استعادي (1956-الحاضر)» للفنان عامر نور، بينما يأتي المعرض الجماعي تحت عنوان «مدرسة الخرطوم: حركة الفن الحديث في السودان (1945 – الحاضر)»، والذي يضم أعمال 60 فناناً من أبرز الفنانين السودانيين، منهم إبراهيم الصلحي وأحمد شبرين وحسن موسى، إضافة لأعمال جماعة «سودان فيلم فاكتوري».

«.ـ
و من يقرأ التقرير يفهم أن المعرض المذكور حاصل في الخرطوم و في قاعة اسمها "قاعة الشارقة للفنون بالخرطوم » فأرجو أن يتنبه المهتمون بالتشكيل في الخرطوم لأن المعرض المذكور هو في مؤسسة الشارقة للفنون في الشارقة و ليس في الخرطوم.و هذه واحدة من عواقب صحافة الـ " بيست آند كط " [الحقوق محفوظة يا حاتم].و طبعا غلطانين ناس الشارقة عملوا لينا قاعة للفنون في الخرطوم و لم يخطر ببالهم أن ينبهوا مراسلي " الوطن".
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

https://sudaneseonline.com/board/490/msg/%d8%af%d8%b9%d9%88%d8%a9-%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d8%ad%d8%b6%d9%88%d8%b1-3-%d9%85%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d8%b6-%d9%84%d9%84%d8%ad%d8%af%d8%a7%d8%ab%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%af%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%28-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%82%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%81%d9%86%d9%88%d9%86-%29-19-%d9%86%d9%88%d9%81%d9%85%d8%a8%d8%b1-2016-1479445862.html


دعوة عامة لحضور 3 معارض للحداثة السودانية في ( الشارقة للفنون )
الافتتاح السبت 19 نوفمبر 2016
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

يوسف ادريس
مشاركات: 12
اشترك في: السبت سبتمبر 24, 2016 4:00 pm

مدرسة الخرطوم في مؤسسة الشارقة للفنون

مشاركة بواسطة يوسف ادريس »

لرابط للخبر عن المعرض كما اوردته صحيفة البيان الاماراتية:https://www.albayan.ae/five-senses/east-and-west/2016-11-20-1.2769819
يوسف ادريس
مشاركات: 12
اشترك في: السبت سبتمبر 24, 2016 4:00 pm

مدرسة الخرطوم في مؤسسة الشارقة للفنون

مشاركة بواسطة يوسف ادريس »

حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

المعلوم في سيرة " مدرسة الخرطوم"

مشاركة بواسطة حسن موسى »



سلام للجميع و شكرا للشقليني و ليوسف على الروابط و أرجو أن نتمكن من رفد الخيط بجملة المساهمات الواردة هنا و هناك.




المعلوم في سيرة " مدرسة الخرطوم"..ـ


1
مدخل[ و مخرج] أوّلي

التظاهرة الفنية التي تنظمها مؤسسة الشارقة للفنون على شرف حركة التشكيل السودانية هي حدث ثقافي مهم على مستوى حركة الفن التشكيلي السوداني كونها تتيح للجمهور العربي مثلما تتيح للكثيرين من سودانيي المهاجر الخليجية التعرف على جوانب خفية من حركة التشكيل السوداني ، فضلا عن التعرف على آثار فنانين سودانيين مهمين من وزن عامر نور و كمالا اسحق.و في نفس الوقت فتظاهرة الشارقة مهمة على المستوى الخارجي الإقليمي و العالمي لأنها تبذل للمهتمين و الهواة و البحاث تقديما مممنهجا لحركة التشكيل في السودان منذ الأربعينيات حتى اليوم.ـ و بصرف النظر عن رأينا في الطريقة التي تمت عليها منهجة هذا العرض فهو بداية طيبة يمكن أن تنبني عليها المساهمات النقدية المختلفة.و لهذا السبب ساغ لي أن أبذل للقراء هذه المحاولة المتواضعة في تقديم "مغاير"،حسب وجهة نظري ، للظروف التي تمخضت فيها حركة التشكيل السودانية عن هذا الشيئ الذي صار يعرف بـ " مدرسة الخرطوم".ـ



غاية هذه الكلمة هي طرح اداة معاجمية لمساعدة المهتمين بالحركة التشكيلية في السودان لتأسيس نوع من وعي نقدي بالظواهر الفنية التي طرحتها حركة الفن التشكيلي في السودان في علاقتها بالحركة الإجتماعية الحديثة.وتتوسل الكلمة لتحقيق غايتها بوسيلة التصاوير، المسنودة باللغة السهلة الموجزة، لتوصيل المفاهيم النقدية الضرورية لتفهم التحولات الجارية في حركة الفن المعاصر في السودان و ذلك من خلال الإجابة على الأسئلة التي تدور بخلد الناس من غير المتخصصين الذين يقرأون أو يسمعون عن "مدرسة الخرطوم " من وقت لآخر. من
شاكلة.ـ

ما هي " مدرسة الخرطوم"؟ـ
من اين أتت " مدرسة الخرطوم" و ما هي ضرورتها الإجتماعية؟
من هم رواد " مدرسة الخرطوم" و من هم تلاميذها؟
من هم رعاة " مدرسة الخرطوم" و من هم المستفيدين منها؟
من يعارض " مدرسة الخرطوم" و لماذا؟
ماذا تمثل " مدرسة الخرطوم" في المشهد الفني السوداني المعاصر و في المشهد الفني العالمي؟
و غيرها من الأسئلة التي قد ترد من خلال العرض.سأحاول أيضا توفير سيرة موجزة لكل الأعلام الذين ترد اسماءهم خلال عرضي.ـ

2

لو تساءلنا عن مدلول الـ "مدرسة" في مشهد التعبير الإبداعي؟ فالإجابة القريبة يمكن أن تتلخص في كون "المدرسة" في الفن تدل على عمل الجماعة التي يلتئم همها الإبداعي على خدمة مفاهيم و غايات جمالية بعينها تشكل برنامجا تكون عاقبته أن المتلقي يميزها به عن سواها من التيارات و " المدارس".و قد أورثتنا حركة التعبير الجمالي في أوروبا تقليد المدارس التي تعبر عن إتجاهات جمالية ذات عمق إجتماعي وثيق الصلة بواقع المنازعة الطبقية، مثل « الواقعية» و « التأثيرية» و « السوريالية» و «التجريدية» و الـ «بوب آرت» إلخ.ـ


العبارة " مدرسة الخرطوم" تدل على الإنتاج الفني الذي ارتبط ، منذ منتصف الستينيات ـ بالتيار التشكيلي السوداني الذي حاول طرح نظرية لـ "الفن التشكيلي السوداني" كتجسيد جمالي لمفهوم الهجنة العربية الإفريقية في التشكيل.و رغم أن الفنانين الذين انخرطوا في هذا التيار لم يعلنوا في " بيان" فني عن قيام مدرستهم إلا أن رواد الحركة مثل إبراهيم الصلحي و أحمد شبرين كتبوا و تحدثوا في مناسبات متفرقة عن تيار الهجنة الذي يعملون في إطاره باعتباره " مدرسة" فنية سودانية.و كانوا في بعض الأحيان يتحدثون عن مباحثهم التشكيلية بقبول ظاهر للتسمية " مدرسة الخرطوم" التي أطلقها "دنيس وليامز"، الفنان و الباحث البريطاني من أصول كاريبية، على اسلوب إنتاج عصابة الفنانين الخرطوميين الذين زاملهم في فترة الدراسة ببريطانيا في نهاية الخمسينيات ، ثم في كلية الفنون في السودان.بعدها ثبت المصطلح « مدرسة الخرطوم» كاسلوب جمالي قوامه الهجنة العربية الإفريقية بعد أن روّج له الباحث في الفن الأفريقاني المعاصر، «أولي باير» خارج السودان..و لإبراهيم الصلحي و أحمد شبرين القدح المعلّى في ذيوع "مدرسة الخرطوم" بفضل النجاح العالمي الذي حققاه خارج السودان بين مؤسسات الفن الحديث في أوروبا و أمريكا ، و الذي أكسبهما وزنا رمزيا و اعلاميا جعل السلطات السياسية السودانية تهتم بهما بوصفهما يحملان مضمونا سودانيا للثقافة الحديثة يصالح بين البعد العربي و البعد الإفريقي للمجتمع السوداني.من هذا النجاح صعد نجم الصلحي حين اهتمت به السلطة الجديدةاليسارية التوجه في نظام النميري [ 1969 ـ1985] بينما خبا نجم أحمد شبرين في نظر السلطة اليسارية الجديدة و ذلك بحكم قربه السابق من الإتجاه الإسلامي[ جبهة الميثاق الإسلامي]. و في كتابه " بيت الجاك"،[ حوار مع الصلحي، فتحي عثمان، دال قروب 2011 ]، يحكي الصلحي ملابسات تكليفه بتنظيم وزارة الثقافة و الأعلام في مطلع السبعينيات بعد أن نبّه الدكتور منصور خالد سدنة النظام الجديد للصلحي كشخصية مفيدة في التأسيس لمفهوم الثقافة ضمن الأفق السياسي للنظام الجديد..و الصلحي يعتبر بحق الشخصية المركزية في ظهور و تطور " مدرسة الخرطوم". و "مدرسة الخرطوم" تدين له بالكثير سواء على مستوى اسهامه الجمالي العملي و النظري أو على مستوى وزنه الأعلامي و السياسي.و في مطلع السبعينيات شهد تيار " مدرسة الخرطوم" تضخما عدديا بفضل إنخراط عدد كبير من زملاء و من تلاميذ الصلحي و شبرين السابقين في كلية الفنون [مجذوب رباح،كمالا اسحق، أحمد عبد العال، موسى الخليفة ، إبراهيم العوام، عتيبي، صالح الزاكي، بكري بلال و مبارك بلال و عتيبي]، في هذه المؤسسة الجمالية السياسية التي صارت تتورّم بمباركة السلطات السياسية التي دأبت على كافأتهم بالأوسمة و الأنواط و الجوائز و المناصب الإدارية. و تجربة مدرسة الخرطوم مهمة في المشهد الثقافي السوداني لأنها تشهد عن سعي الفنانين لتجذير ممارستهم الفنية في عمق الحركة الإجتماعية مثلما تشهد عن الاستجابات المتنوعة الصادرة عن السلطات السياسية المتعاقبة تجاه مبادرة الفنانين التشكيليين الذين اجترحوا مغامرة مدرسة الخرطوم. ـ
سأعود.
عادل إبراهيم عبد الله
مشاركات: 230
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 12:22 am
مكان: أم درمان

مشاركة بواسطة عادل إبراهيم عبد الله »

سلامات أيها الحسن
أثرت فيَّ "شجوناً" صعيبة لكوني متابع لبأسك النقدي في إرشيف الأيام عن مدرسة الخرطوم منذ سنوات خلت
وسعدت للغاية، بكون الأشتغال وقد صار ينحو إلى ما قد يكون شبيهاً بـ(إعادة التعيين) وكالعادة أرتجي منه الكثير
وسعيد أكثر بكون "عامر نور" قد عاد إلى صدارة الصورة، ولي في عامر نور كتابة قديمة ضاعت للأسف في فقدانات السودان المكلفة
لـ"أراشيف" العباد الشخصية، متابع عن وأتوقع الكثير
سلامي لك تربيع
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

و شجرة نسب مدرسة الخرطوم أيضا

مشاركة بواسطة حسن موسى »




و شجرة نسب " مدرسة الخرطوم" أيضا.ـ
سلام يا عادل
و شكرا على المتابعة.ياخي مدرسة الخرطوم بتاعة الشارقة دي آخر نسخة من مسلسل إنمساخات فن الطبقة الوسطى الحضرية التي انتحلت لنفسها حق القوامة على الأقدار الجمالية للسودانيين و الكلام عنها هو في حقيقته كلام عن أحد أشكال المنازعة الطبقية السودانية التي تتخذ من فضاء الفن ساحة مواجهة لا تقل عنفا عن ساحات الصراع المدمم الأخرى المستشرية بين ظهرانينا الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه. .ـ
في اليوم التالي لإفتتاح تظاهرة الشارقة السودانية إجتمعنا في أمسية نقاش على منتدى حول موضوع المساهمات النقدية التي نازع أصحابها تيار " مدرسة الخرطوم" حول المشروعية الجمالية و المفهومية و الإجتماعية لمفهومهم.في هذا المنتدى الذي اقترحه و أداره الصديق صلاح حسن الجرّق، قيّم المعرض، مع الشيخة حور القاسمي، كان المتحدث الأول هو الفنان محمد شداد الذي عرض الملابسات التي تخلق ضمنها التيار الذي عرف بـ
"جماعة الفكر الليبرالي"ثم بـ " المدرسة الكريستالية" [ أو البلورية] ثم سرد ملابسات معارض الجماعة مثل «  معرض الإنسان الجالس » و "معرض المرايا العادية" و "معرض الثلج » و «  معرض النيل الأزرق ». ».ـ ]،
اثم أتيحت لي فرصة عرض الظروف التاريخيةالتي تشكلت فيها حركة الشبان الذين خرجوا من زخم إنتفاضة "أكتوبر 64 »و تحلقوا حول بولا في السبعينيات و عارضوا معه المشروع الجمالي و السياسي الذي طرحه سدنة " مدرسة الخرطوم". و هي معارضة ممنهجة ـ على أمشاج من فكر ماركس و شركاه ـو قوامها إعادة النظر في جملة القناعات الجمالية و السياسية التي صنعت تيار" مدرسة الخرطوم" و مثيلاتها في منظور تاريخ الفن ـ
في حديثي أذكر أنني تعرضت بإيجاز للملابسات التاريخية التي تخلّق فيها الوعي الجمالي لرواد " مدرسة الخرطوم" .و قد ذكرت أن رواد تيار مدرسة الخرطوم كإبراهيم الصلحي و أحمد شبرين[ و آخرين] قد ابتعثوا للدراسة في المؤسسات التعليمية البريطانية في سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية، و أنهم حين عادوا للسودان جلبوا معهم التعاليم المدرسية و المفاهيم الجمالية التي كانت سائدة في كليات الفنون الأوروبية آنذاك.و هي التعاليم و والمفاهيم التي تأسست عليها حركة الفن الأوروبي الحديث، من ميراث "البدائوية الروسية"، [ 1911] ،و حركة" الباوهاوس" [1919]، [في مساهمات بول كلي و كاندنسكي] ،و حركة التعبيرية الألمانية [دو بروك/الجسر و «  الفارس الأزرق »]و "الوحشية" الفرنسية[ ماتيس] و التكعيبية الفرنسية[ بيكاسو و براك] و التجريد " نيوبلاستيك" [ موندريان].و كلهامفاهيم شكلت العمود الفقري في مناهج التربية الفنية مثلما مثلت نوعا من التسويغ النظري للتحول الحديث في مجالات الفنون التشكيلية التي وسمت البيئة الإجتماعيىة من مسكن و ملبس و متاع بمياسمها الجمالية التي نعايشها اليوم.
مشكلة رواد " مدرسة الخرطوم" في نظري هي أنهم تجاهلوا الميراث الجمالي الذي تلقوه عن حركة الحداثة الأوروبية، بل و أظهروا العداء لحركة الحداثة " الأم"و أنكروها و حاولوا إختراع العجلة على زعم جمالي جائر تاريخيا و ملتبس فكريا قوامه إحياء النزعة القومية في الممارسة الفنية.هذا الزعم الذي بنيت عليه المسوغات الفكرية لـ "مدرسة الخرطوم" كان منسجما مع الواقع الإجتماعي الذي خلفته ظروف الإستعمار. ذلك أن المستعمر ورّث سلطاته و امتيازاته الطبقية للوطنيين من أبناء الطبقة الوسطى الحضرية الذين قاموا ـ بذريعة العقيدة الوطنية الجامعة ـقاموا بإنتحال القوامة السياسية على الوطن و الشعوب الساكنة في جغرافيته.و المستعمر لم يفعل هذا من باب عرفانه للطبقة التي قاومت هيمنته على البلاد كما لم يفعله من باب الحرص على مصالح الشعوب السودانية، و إنما كان توريث السلطات الإستعمارية للوطنيين من باب تأمين مصالحه بعد الاستقلال الشكلي للبلاد.و في هذا المنظور يمكن فهم الأصل الإستعماري لشعار «  السودان للسودانيين » الذي رفعه سدنة النيو مهدية المتحالفين مع الشريك الأقوى في الحكم الثنائي ضد من رفعوا شعار « وحدة وادي النيل ». و في هذا المشهد يمكن فهم الأصل البريطاني لمدرسة الهجنة الإفريقية العربية التي رفع رايتها بين الفنانين السودانيين الرواد إداري بريطاني إسمه «  جان بيير غرينلو » هو أحد أهم مؤسسي تعليم الفنون في السودان.كان "غرينلو" يتحرى فرص جمالية سودانية قوامها التمازج بين المعاني الجمالية للحضارة العربيةالإسلامية و تلك التي تنبثق من الواقع الجمالي الإفريقي لشعوب السودان.هذا الواقع الذي تتخلق فيه حركة تعبير جمالي حديثة تستلهم التقليد المحلي لم يكن نسيج وحده في منظور حركة الفن غير الأوروبي، لأن من يتأمل في ظاهرة الحركة الفنية الحداثية ،خارج المشهد الأوروبي، يلمس التشابه الكبير بين حركات موازية في مجتمعات آسيا و أمريكا اللاتينية و الشرق الأوسط و إفريقيا.و هي حركات نشأت ضمن زخم حركة التحرر الوطني و بحث الطبقة الوسطى، التي ورثت السلطة السياسية من المستعمرين الأوروبييين،عن مضمون قومي يمكن على أساسه بناء وحدة الهوية القومية الضرورية لإدارة الكيان الجغرافي الموروث من الإدارة الإستعمارية.سأعود لسيرة "جان بيير غرينلو " لاحقا، و يهمني هنا تقديم موجز لسيرة "خواجة" آخر من خواجات "مدرسة الخرطوم" و هو " دينيس وليامز"، الرجل الذي "قطع من راسه" إسم " مدرسة الخرطوم"ـ
أضع عبارة " خواجة" بين مزدوجين للتنبيه لهيئة الرجل التي تشبه السودانيين حتى أن استاذنا تي إس أحمد حكى أنهم كانوا يأخذونه معهم في سياحاتهم الخرطومية الليلية بعد أن يلبسوه جلابية فيمر بين الأهالي دون أن ينتبهوا لكونه أجنبي.
دنيس وليامز رسام و كاتب قاص و مؤرخ و آثاري من غويانا البريطانية
ولد دنيس وليامز في 1923 و توفى في يونيو 1998
و هو أول غوياني يحصل على منحة دراسية من المجلس البريطاني لدراسة الفنون في بريطانيا"
و بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بعام وصل دنيس وليامز لبريطانيا و التحق بـمدرسة كامبرويل للفنون بلندن.في عام 1949بدأ اهتمامه بدراسة تاريخ الفن الأوروبي. بعدها عاد لغويانا البريطانية ليعكف على دراسة التقليد الفني المحلي" و ربما ليصالح بين التناقضات التي تعتمل في دخيلته و المتعلقة بواقعه التاريخي كمستعمَر.و قد نقلت عنه مجلة"تايم ماغازين" قوله:ـانشغلت كثيرا بفهم الفن الأوروبي و عجزت عن رؤية الأشياء التي كانت وراء بابي " .ـ "
[كارل هازلوود،[مجلة "إنكا"شتاء 1998 ’ العدد9.]. حقق وليامز الرسام نجاحا فنيا في لندن كرائد لتيار "الفن البدائوي"[لو جازت ترجمتي لـ "بريميتيفيزم"]،حتى أن بعض نقاد الفن اللندنيين قارنوه بالكوبي" ويلفريدو لام" الذي يعتبره النقد الباريسي رائدا للنزعة الزنجية في الرسم الحديث.في مطلع الستينيات وصل وليامز لكلية الفنون و عمل فيها بالتدريس قبل أن ينتقل لنيجيريا في 1966. و هناك طور اهتمامه بالآثار و بتاريخ الفن الإفريقي كما عمل مع الفنانين النيجيريين في ورش عمل تمخضت عن حركة فن أوشوقو المعاصر. عاد وليامز لغويانا البريطانية في 1968 حيث عمل مديرا لمعهد الفنون الجميلة.

و من يتمعن في سيرة فنان كالصلحي لا يقاوم إحالتها لسيرة "وليامز".فكلاهما من الرعيل الأول الذي غادر الوطن للدراسة في بريطانيا ضمن ملابسات الهيمنة الإستعمارية، و كلاهمامن المجودين لصناعتهم ممن حازوا على إعجاب الأوروبيين و كلاهما انشغل بالفن الأوروبي قبل أن ينتبه "فجأة" للمتاع الجمالي المهمل في البيئة المحلية التي خرج منها.بل أن الصلحي يمشي على خطى "وليامز" من بريطانيا للسودان لنيجيريا في تلك المغامرة الـفنأفريقانية التي تقاطعت فيها دروبهما مع درب خواجة آخر من خواجات الفن الإفريقي الحديث هو الألماني "أولي باير".ـ
سأعود
آخر تعديل بواسطة حسن موسى في الخميس ديسمبر 01, 2016 8:46 pm، تم التعديل مرة واحدة.
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »




اقتراح إعادة تسمية الملف إلى ( تاريخ الفنون ......... ) أو نحو ذلك

الأكرم : حسن محمد موسى ،
السادة الكرام والفاضلات ،
تحياتي


وللفنان التشكيلي والناقد حسن موسى كثير تقديري لما تفضلت به من توثيق ،و الشُكر أجزله على ما تفضلت به من استفاضة حول التأسيس والرؤى والصراع الطبقي ومُخرجاته الفنية ، وتأسيس تاريخ مدرسة الخرطوم ، بدأ من المؤسس أو المؤسسين ، ثم الذين بذلوا جُهداً في تمييز مدرسة الخرطوم عن غيرها ، والأساس " العربي والأفريقي " الذي تم البناء عليه .
ومن ثمة المدارس أو الرؤى التي اجتمع عليها كوكبة من الفنانين التشكيليين ، منذ سالف العصر والأوان ، إلى الحاضر الغائب عنا .

وفي خضمَّ تلك المعارك الفنية في الفنون التشكيلية ، كانت هنالك معارك موازية في أسس هندسة العمارة ، وتخلقها من الهندسة المدنية ، ثم انفرادها بالنموذج الذي ورثناه منذ البروفيسور " أليك بُتر " الذي أسس قسم العمارة في جامعة الخرطوم عام 1957 ، وكانت تتبع النظام الإنكليزي الذي فيه تبعية هندسة العمارة لكلية الهندسة ، وكانت تضم ( الهندسة المدنية ، الكهربائية ، الميكانيكية ، الكيمائية ، ...........الخ) . وقد تداخلت علوم هندسة العمارة ، وهو المنشط الوحيد في الهندسة الذي له علاقة بالإبداع في كلية الهندسة . ومن اشتراطه في زمان السبعينات ( مادة الرياضيات والرياضيات الإضافية + مادة الفنون) . ثم تعقب ذلك مقابلة مفصلة ، تجعل الطالب مؤهلاً للقبول بهندسة العمارةو عدم قبوله .

في السنة الأولى أهم مادة ( نظري وعملي ) : BASIC DESIGN
وهو ذات المنهاج الإنجليزي ، المقتبس من جامعة لندن . فيه الأسس النظرية لعلم الجمال والتكوين ، ونظريات
الهارموني ، التناقض ، الانسجام ، العلاقة بين الأفقي والرأسي ، الألوان ونظريات تركيبها، تركيب الوحدات ثلاثية الأبعاد ، مقاييس علم الجمال ....
ومن ثمة التدريب العملي ...
النموذج لتقديم فكرة عن تداخُل المناهج بين هندسة العمارة وما كانت تُسمى الفنون الجميلة :

(2)

السنة الأولى
العلوم النظرية ( 60% ) من التقييم
- THE BASIC DESIGN
- علم هندسة الإنشاء والتي يشرف على مناهجها أساتذة الهندسة المدنية
- تاريخ العمارة
- هندسة التركيب
- مبادئ علم المنطق
- مبادئ علم الاجتماع والنشاط الحقلي
- علوم العمارة
- علم التركيب
العملي 40% :
- THE BASIC DESIGN
- علم وطرائق الرسم ببعدين
- علم وطرائق الرسم اليدوي ذو الثلاثة أبعاد
- الرسم الحُر ( مدرسة النقل ) وكان يُشرف عليها يشرف عليها ويدرّسها
أستاذ من أساتيذ كلية الفنون الجميلة منهم ( الأستاذ الراحل ( حسن الهادي )

(3)
في السنة الثانية عام 1970 ، حضر دكتور البدري عمر ألياس من إنكلترا ،
وكانت أطروحته LOW COST HOUSING . وتم تعديل منهاج السنة الثانية ليضم
دراسة مفصلة لتخطيط وتصميم ( بيوت الطين الشعبية في العاصمة وأريافها المتاخمة ) وهو مناج يتعلق
بدراسة العمارة الشعبية وفق المُتاح وبالتنسيق مع الإسكان التخطيط سابقاً.......
ألموضوع أكبر من السرد المتعجل .

(4)
لذا من الطبيعي التمييز بين الحوارات المتداخلة ، وبين التوثيق لهذه المدارس التي يُعنى طلابها الدارسين وأساتذتهم بقضايا الفن والإبداع . بين مدرسة النقل من الطبيعة بغرض التعلُّم وبين الاستمرار في النقل ومدارسه . الفروق بين التدريب على الرسم بقوانين رؤية العين الآدمية وبين مُحاكاة ذلك ، ومن ثمة الخروج عن القوانين ......

(5)

هذا التأريخ والتوثيق لقضايا متعلقة بتاريخ الرسم والنحت والرسم الإيضاحي ورسومات الأقمشة والخط والرسم الصناعي ، ...... ، ودور التقنية الرقمية في القفز بتنفيذ الأعمال الفنية ، كما في تجربة تصميم الأغلفة الإلكترونية ، للفنان التشكيلي " علي الجاك " . كل ذلك من طرف وفي الطرف الموازي ( نشاطات قسم العمارة بكلية الهندسة - جامعة الخرطوم )قبل نشأة أقسام هندسة العمارة في الجامعات ، مع ضعف المنهاج وتداعي كل الأسس الأكاديمية ، كما نشهد اليوم في السودان !! التي هي من ابتداعات الذين استولوا على السلطة في السودان عام 1989 ، والآثار السالبة عما يسمى بإعادة هيكلة الإنسان والبيئة إلى ما نرى اليوم مُخرجات محصوله :
راجع الرابط أدناه :

مقال عن الفنان التشكيلي ( علي الجاك ) :

https://www.alrakoba.net/articles-action ... -72865.htm

(6)

نرجو التفضل بفتح ملف بإسم آخر حتى لا يضيع التوثيق في زحام الحوار.
تقبل شكري وتقديري


*
آخر تعديل بواسطة عبد الله الشقليني في الجمعة ديسمبر 02, 2016 12:13 am، تم التعديل مرة واحدة.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

أبواب الريح

مشاركة بواسطة حسن موسى »

سلام يا الشقليني

و الله فتحت للريح بابا كبيرا لأن الكلام في سيرة العمارة السودانية يستحق خيطا مستقلا فشكرا لك و سأجمع وثائقي النادرة و أسوي المديدة حرقتني لكل من يهمه أمر العمارة في السودان ، سواء في مشهد التعليم أو في مشهد التصميم.
سأعود في غير هذا الموضع.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

و من أين أتى الصلحي؟

مشاركة بواسطة حسن موسى »



من أين أتت" مدرسة الخرطوم" ؟

قلت أن الصلحي،[1930]، مشى على خطى "وليامز" ،[1923ـ1998] ،كما يمشي الاخ الأصغر على خطى شقيقه الأكبر في ثقة تامة، و قد كان في وسع الصلحي أن يمشي على خطى حداة جماليين بخلاف " وليامز"، فقد مشى الفنانون المصريون من جماعة " الفن و الحرية"،[1938ـ1948]، التي أسسها الفنان و الشاعر جورج حنين [1914ـ1973] مع مجموعة من الفنانين المصريين ذوي الميول اليسارية [ التروتسكية] مثل رمسيس يونان،[1913ـ1966] و انجي أفلاطون و كامل التلمساني و سمير رافع ، على خطى السورياليين الفرنسيين في أربعينيات القرن العشرين، أو كما مشى عارف الريّس [1928ـ2005]و روضة شقير النحاتة اللبنانية القديرة[ 1916] على خطى التكعيبيين الفرنسيين [ على هدي "فيرنان ليجيه" ] أو كما مشى " إرنست مانكوبا"الجنوب إفريقي [1904ـ2002 ] على خطى فناني جماعة « كوبرا»[كوبنهاجن/بروكسل/أمستردام  1948ـ1951].ـ

ربما نظلم الصلحي كثيرا لو طالبناه بمخاطرة مفهومية و سياسية في جسامة مخاطرات جورج حنين و رمسيس يونان الذين خرجوا من ثنايا الحركة اليسارية المصرية و لجأوا في رحاب السوريالية الفرنسية، أو إرنست مانكوبا" الهارب من جحيم القهر العرقي و الثقافي لجنوب إفريقيا لمثابة حركة الكوبرا الطليعية.ـ فالصلحي " الأفندي"لم يحضر لأوروبا هاربا من أي جحيم في وطنه. فهو مبعوث من طرف المؤسسة الرسمية بغاية التحصيل المدرسي و قدره أن يعود للوطن ليؤدي واجبه في تأهيل الأجيال الجديدة ،و الصلحي بحماسه الوطني و بتربيته الدينية المحافظة، ظل على الدوام مخلصا لتعاليم الطبقة الوسطى الحضرية العربسلامية المتوجسة ـ في دخيلتها من المزالق الأخلاقية لـ" الحضارة الغربية"و متاهاتها الفكرية وجملة بلاويها السياسية " المستوردة" في فولكلور الأدب الشعبي السوداني.ـو في هذا المشهد فالصلحي كـ "مستعمَر/ غاز" [موسم الهجرة"] ليس نسيج وحد ، و نوعه كثير في تاريخ تخلق الطبقات الوسطيات في البلدان التي خبرت تجربة الإستعمار..
و لو نظرنا في تاريخ الحركات التشكيلية في نواحي الهند أو بلدان أمريكا اللاتينية، لعثرنا على أشكال تطور مفهومي مشابهة تستلهم تعاليم المدارس الجمالية الأوروبية و تخلّق من أمشاجها نسخا قومية تغالي في إشهار أصالتها و إرتباطها بالتراث الجمالي المحلي إن لم تعلن عداءا صريحا تجاه « الفن الغربي».و خيار إتباع الصلحي لمثال "وليامز" يجد مسوغاته في التحضير الفكري و العملي الطويل الذي خضع له الصلحي و صحبه تحت رعاية " جان بيير غرينلو"، الإداري و المعلم البريطاني الذي وضع أسس مناهج تعليم الفنون في السودان و الذي كان يحلم بفن سوداني أصيل عماده التمازج بين العناصر الجمالية العربية و العناصر الجمالية الإفريقية.ـ
و لكن على خطى من مشى وليامز؟
"وليامز" هو بحق ربيب النظرية الجمالية الإثنولوجية[ الأنثروبولوجية] التقدمية التي سعت، منذ مطلع القرن العشرين، لرد الإعتبار لجماليات الشعوب غير الأوروبيية، تلك الشعوب المستعمَرة التي روّجت بروباغندا الإستعمار لكونها مجرد أقوام بربرية غير متحضرة.همج دهماء من الماساي و الإنويت والأمازون والبدو و الآباش و الزولو و الباشتون و النيام نيام والدراويش و الابوريجين إلخ، شعوب بلا متاع ثقافي يعول عليه.شعوب بحاجة لمن يمدّنها و ينورها بنور المعارف الحديثة و يؤهلها لشراكة الهوية الإنسانية [ في نسختها الأوروبية طبعا]، و عودة وليامز من بريطانيا لأفريقيا ـ رغم القبول الذي حظي به وسط دوائر المثقفين الأوروبيين في بريطانيا ـ ثم عودته لغويانا للعناية بالميراث الجمالي المحلي في موطنه الغوياني و عكوفه على المباحث الآثارية .كل هذا المسلك يقوّي فكرة الإنسان الذي لا يقنع بالعمل في صمت داخل الوعاء الضيق الذي صنعه تاريخ الفن الأوروبي، منذ القرن الخامس عشر، للفنان الذي يجمّل بعمله الفضاء الوجودي للطبقة التي ترعاه.لقد تعلم "وليامز"  الذي درس في أوروبا مابعد الحربين العالميتين و ما بعد الثورة الإشتراكية التي قسمت العالم الأوروبي لمعسكرين متناحرين و ألهمت الشعوب المستعمرَة أن الإستقلال ممكن و واجب، تعلم وليامز ـ و آخرون من أبناء المستعمرات في مدارس الفنون الأوروبية ـ أن صناعة الفنان تتجاوز وظيفة الزخرفة الشكلية لتعانق الواقع الإجتماعي الذي يحيا ضمنه الفنان و أن هذا الواقع قابل للتغيير نحو الأفضل.و إن كان للصلحي من كسب في إتباع خطى "وليامز" فهو في هذا الموضع. موضع مسئولية الفنان تجاه مجتمعه.فماذا صنع الصلحي بالعطايا المفهومية التي تلقاها من طرف " وليامز"[ بحر حفروه و ترابه وين ودّوه؟].لقد صنع الصلحي من عطايا "وليامز" زفّة" مفهومية كبيرة من اللبس الجمالي و الإنتهاز السياسي غير المسبوق، كانت عاقبتها تعطيل البحث الحر و الإنحراف بطاقات الإختراع التشكيلي لدى جيل كامل من تلاميذ الصلحي الذين استكانوا في حدود نسخ لقيات الصلحي التشكيلية و تكرار مقولاته التقريبية عن الهجنة الجمالية و ألوان السودان و رائحة التراب و بعض شطحات الجذب الصوفي التي لا يطالها أي تناول موضوعي[ سأعود بتفصيل لكل شطح الصلحي التشكيلي و السياسي الذي انتفع به سدنة « مدرسة الخرطوم » فصبرا].ـ




سأعود
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

هوية التخلّس و هوية التخلّص

مشاركة بواسطة حسن موسى »





من مدرسة التخلّس لمدرسة التخلّص

من الصعب الحديث عن هوية مدرسة الخرطوم في صيغة الإفراد لأن من يتأمل في تطور مفهوم الهوية الجمالية و الإجتماعية لمدرسة الخرطوم يلمس تطورا في الأفكار و المفاهيم التي طرحها الفنانون المحسوبون على "مدرسة الخرطوم".و هو تطور تأثر بالتحولات السياسية المحلية و الإقليمية أكثر من تأثره بالخيارات الجمالية الصادرة عن الفنانين المنتسبين لهذا التيار.ـ

ظهرت موضوعة الهوية في أدبيات "مدرسة الخرطوم" ،منذ البداية، كهم وطني جليل غايته لم شمل الأشتات العرقية و الثقافية التي تتقاسم الفضاء السوداني على مفهوم التمازج بين الثقافات،و على أساس نظرية للهجنة غايتها تخليق الإنسان السودانوي المجدول من عناصر العروبة و الأفرقة في آن معا.طبعا رواد "مدرسة الخرطوم" ظلوا يرددون أنهم لم يصدروا بيانا[ مانيفيستو] يعرفون عليه برنامج مدرستهم بطريقة توحي بأن المدرسة تكونت عفويا من المبادرات الطبيعية للفنانين السودانيين العاملين في الساحة الفنية بوصفهم أفراد مستقلين عن اي مؤسسة سياسية رسمية أو أهلية. لكن من يتتبع مكاتيب و تصريحات سدنة "مدرسة الخرطوم" يخلص إلى قراءة بيانهم المبذول " بالقطّاعي" و الذي نجحوا في تهريبه خلسة عبر الأزمنة و المناسبات المتواترة في وسائل الأعلام المتنوعة .و الأسلوب الذي يبذل به سدنة مدرسة الخرطوم بيانهم ينطوي على مكيدة مفهومية مهمة كونه يمنحهم حرية كبيرة في المناورة حسب الظروف السياسية التي يتم فيها تخليق عناصر البيان الفكري للمدرسة. فمدرسة الخرطوم انطرحت من بداياتها في الستينيات و حتى نهاية السبعينيات باعتبارها فضاءا تتصالح عنده و تلتئم فيه المساهمات الجمالية للثقافة العربية مع المساهمات الواردة من الثقافة الإفريقية.هذا الطرح كان يتماهى مع شعار «الوحدة في التعدد» الذي رفعته دولة الطبقة الوسطى تحت سلطة نظام النميري،و بالذات بعد "إتفاقية السلام بـ أديس أبابا" التي أوقفت الحرب الأهلية في جنوب الوطن.ـ "و لعل ندرة الادب النقدي الذي كان يفترض فيه مصاحبة النتاج الفني لمدرسة الخرطوم ، تتفسر بكون معظم الفنانين الذين انخرطوا في عرض " مدرسة الخرطوم" انما كانوا من أصدقاء الصلحي و زملاءه كأحمد شبرين و كمالا اسحق و مبارك بلال أو من تلاميذه في كلية الفنون كأحمد عبد العال و ابراهيم العوام و موسى الخليفة و عتيبي . و قد جاء انخراطهم في مغامرة " مدرسة الخرطوم" كنوع من المؤازرة العفوية لمشروع فني وطني.هؤلاء الناس الذين تحلقوا حول مشروع الصلحي كانوا فنانين ذوي مزاج أدبي و جلهم يقرض الشعر، لكن حلقتهم لم تتمخض عن كاتب قادر على تركيب المفاهيم الجمالية التي تتجاوز العموميات التي أطلقها الصلحي و شبرين حول الطبيعة « السودانوية» لإنتاجهم. و قد عولوا كثيرا على ما جادت به قريحة الأستاذ أحمد الطيب زين العابدين الذي يعتبر صاحب المساهمة النظرية الأكثر أهمية في تسويغ مفهوم« مدرسة الخرطوم» كتجسيد لواقع الهجنة السودانوية. أحمد الطيب زين العابدين التشكيلي الذي هجر الرسم لينشغل بمبحث السودانوية كان في طليعة كتاب "مدرسة الخرطوم" الذين اعتنوا بتأصير العلاقة مع تيار «مدرسة الغابة و الصحراء»..و قد لاقت فكرة وطن الهجنة العرقية الثقافية رواجا كبيرا وسط صفوة الطبقة الوسطى العربسلامية فظهر بين الأدباء من طرحوا فكرة أدب الهجنة الآفروعروبية، في منتصف الستينات، على زعم أن الأدب السوداني يتميز عن أدب العرب الآخرين بـ "الدم الافريقي" الذي يتخلل أساليبه البلاغية السودانية .ـ
و لعل أفضل أدب الهجنة في السودان كان يتمثل في ما جادت بهى قرائح أنصار ما عرف بـ " مدرسة الغابة و الصحراء " و التي ألهمت نفرا من التشكيليين الخرطوميين المتأخرين الإنتفاع بدفوعات شعراء مهمين مثل محمد عبد الحي و المحمد المكي ابراهيم و النور عثمان أبكر في تسويغ تيار «  مدرسة الخرطوم ».و على أثر تجربتي" مدرسة الخرطوم" و" مدرسة الغابة و الصحراء" عرفت نهاية الستينات و بداية السبعينات مباحث و نقاشات في موضوع جمالية التمازج العربي الافريقي في مجالات الثقافة السودانية المتنوعة. و هي فترة بدأ فيها النقاش ، في الصحف السودانية ، حول موضوعات خصوصية" الموسيقى السودانية" بين التأثيرات العربية و الافريقية ،(جمعة جابر و مصطفى سيدأحمد)، و في خصوصية" المسرح السوداني" بين التقليد الاوروبي الحديث و الموروثات الطقوسية الافريقية[ عثمان النصيري] . لغاية خصوصية " الاسلام السوداني" كدين منقّح و مهجن بمعطيات المعتقدات الافريقية. و الصلحي على قناعة كبيرة بموضوعة "الاسلام السوداني" فيما عبر عنه في حديثه لأولي باير في حوار بمناسبة معرض الصلحي في بايرويت عام 1983 : ـ
« في السودان أخذ الإسلام دائماعناصر من الثقافات المحلية.الكثير من العادات البسيطة التي يمكن وصفها بالوثنية تم تبنيها إجتماعيا و ادغامها في حياة المسلمي.و الكثير من الطقوس الجارية في الأعراس أو في مناسبات الختان قديمة يعود تاريخها لم قبل دخول الإسلام في البلاد."
.[ أنظر نصي " الصلحي العدو العاقل، بين سلطة الفنان و فنان السلطة " على الرابط :ـ

[size=10]https://sudan-forall.org/forum/viewtopic.php?t=4161&postorder=asc&start=30&sid=e436db3f5fbc84594096e7ba5129c33c

و فيما وراء سياسات نظام النميري كان مفهوم الهجنة العربية الإفريقية، على المستوى الإقليمي يتيح لرواد مدرسة الخرطوم الإصطفاف ضمن الجماعة الحروفية العربية التي شهدت بأسها الأعلامي و السياسي بفضل دعم الأنظمة العربية القومانية [ البعث العراقي ]ـ على مزاعم جلب الدم الجمالي الإفريقي لجسم الحروفية العربية.أو كما قال استاذنا إبراهيم الصلحي في مقابلة أجراها معه الصديق صلاح أحمد :ـ*
 »
هل ترى نظائر لمدرسة الخرطوم في المنطقة العربية؟
- استخدام الحرف العربي قاعدة للتشكيل يفرض نفسه بقوة في أعمال العديد من الفنانين العراقيين والخليجيين واللبنانيين والجزائريين. ولكن - على وجه الخصوص - هناك «جماعة البعد الواحد» العراقية، (اتخذت اسمها من أن الحرف العربي يقوم على بعد واحد هو في الواقع أصل الأشياء)، وديناموها المحرك صديقي الفنان الراحل شاكر حسن آل سعيد. هذه الجماعة لا يكتمل ُذكر التشكيل الحروفي الا بها.
على ان ما يميّز مدرسة الخرطوم هو انه بينما يوظف الفنانون العرب الحرف للتعبير عن «ثقافة عربية إسلامية»، فإن السودانيين يوظفونه للتعبير عن «ثقافة عربية اسلامية لا يمكن ان تنزع عنها العنصر الافريقي». « « 
على الرابط
https://sudan-forall.org/forum/viewtopic ... e13b10a889

و مثلما يحمل الفنان الخرطومي الدم الإفريقي للفن العربي فمن الممكن، نظريا، القول أن هذا الفنان الهجين يملك أيضا أن يحمل "الدم العربي " إلى الفن الإفريقي.لكن الحاصل هو أن فناني مدرسة الخرطوم" لم يهتموا كثيرا بهذا الفن الإفريقي" مثلما أن شعراء "مدرسة الغابة و الصحراء" لم يهتموا كثيرا بالأدب الإفريقي. و عند هؤلاء و أولئك نجدنا أزاء جماعة من الفنانين و الأدباء الأفندية الذكور من المنتسبين للعرق و للثقافة العربية الإسلامية. هذه الجماعة تعودت أن تخاطب جمهورها داخل الإطار المرجعي المشترك للثقافة العربسلامية في السودان.و رغم أن السودان بحكم واقع التعدد العرقي و الثقافي الذي يميزه، يزخر بفنانين و أدباء يعملون خارج الإطار المرجعي للثقافة العربسلامية، إلا أن سجل "مدرسة الخرطوم" و سجل "مدرسة الغابة و الصحراء" لم يحفظا أسماء فنانين و شعراء بخلاف مجموعة " المؤلفة قلوبهم" إياها.


و عندما تبدلت سياسات دولة النميري، في النصف الثاني من السبعينيات، أثر الأزمة الإقتصادية العالمية وبعد إنصياع النظام للتوجيهات السياسية الصادرة عن حلفاء جدد إقليميين و دوليين، بدأ التخلي عن شعار " الوحدة من خلال التعدد"لصالح إعلاء الثقافة العربية الإسلامية و محاولة فرض التشريعات الإسلامية على جملة أعراق السودان بما فيهم غير المسلمين.في تلك الفترة برزت ظواهر دينية جديدة في فضاء التشكيل الذي كانت تسكنه "مدرسة الخرطوم".و ظهر تيار سمى نفسه" مدرسة الواحد" ، قاده أحمد عبد العال الحائز على "وسام الإستحقاق" من رئاسة الجمهورية و ابراهيم العوام و آخرون من حواريي "مدرسة الخرطوم" سابقا.و صدر بيان المدرسة الجديدة بمزاعم تجاوز " مدرسة الخرطوم" في نبرة أدبية تداهن العواطف الدينية للجمهور و تطمئن السلطات السياسية العائدة لحظيرة الدين، على تماهي النوايا السياسية للمدرسة الجديدة مع "النهج الإسلامي" للنظام. ـ و في مارس 1981 نظم شبرين ،مع كوكبة أعيان " مدرسة الخرطوم" السابقين [ رباح، كمالا، أحمد عبد العال و العوام و غيرهم]، نظموا تظاهرة تشكيلية كبيرة عرفت بـ"معرضالمخطوطات و الجماليات الإسلامية"بمناسبة الإحتفال بالقرن الهجري الخامس عشر .تم تنظيم المعرض التشكيلي الكبير الذي افتتح في " قاعة الصداقة" على نفقة " منظمة الدعوة الإسلامية" و أشرف عليه المجلس الأعلى للشئون الدينية و الأوقاف.كان هذا المعرض بمثابة مقدمة للتسونامي الإسلاموي الذي سيغمر المجتمع السوداني بجاه البترودولار.و قد كتب أحمد شبرين، أمين لجنة " معرض المخطوطات و الجماليات الإسلامية" في منشور المعرض :ـ
"إن هذا المعرض يعتبر مقدمة متعجلة لنشاط مستقبلي واسع يمكن له التخطيط ليؤسس للمتحف الإسلامي و المكتبة الإسلامية في السودان". و بعدها بأشهر وجّه الرئيس نميري بتكوين لجان لتعديل الدستور و القوانين على هدي الشريعة الإسلامية و أشهرت "محاكم العدالة الناجزة" سيف الحدود الشرعية كوسيلة سياسية في يد النظام غايتها إرهاب الشعب و التنكيل بالخصوم السياسيين للنظام.في تلك الظروف انهار صرح الوحدة الوطنية الهش الذي كان يعتمد على إتفاقية أديس أبابا و اندلعت الخرب الأهلية في الجنوب في 1983بعد إعلان "قوانين سبتمبر"ـ

هذا الإنمساخ التراجيدي في مفهوم مدرسة الهجنة السودانية يمثل كنوع من آليغوريا تعيسة لغياب العدل في علاقة الفنان و السلطات.فالفنان هو في نهاية التحليل عبد السلطان.و في بلد تحتل الدولة فيه موقع الراعي الأول و المخدم الوحيد للفنانين يصبح الفن مطيّة طيّعة لمن هم في سدّة السلطة. و السودان ليس نسيج وحدهفي هذا الأمر، ففي العالم الثالث عموما، و في البلدان التي تغيب فيها الديموقراطية يركض الفنان وراء المسئولين السياسيين طالبا رضاءهم، حين لا يركض أمامهم هاربا من بطشهم.
و في العالم العربي حين نتأمل في الإجتهاد التشكيلي الحروفي العربي، نجده انطرح في أفق تاريخ حركة الرسم الحديث كنوع من تغرير رمزي بالغ الإلتواء بميراث حركة الـحداثة التشكيلية عند رواد ال " باوهاوس " ، مثلما هو غش و تدليس ثقافي شنيع في حق جمهور التشكيل العربي الذي انتحل له الفنانون الحروفيون المتواطئون مع السلطات ، انتحلوا له حاصل المعالجات التشكيلية الأوروبية للكتابة كمتاع جمالي عربي أصيل .لكن شقاء جمهور التشكيل العربي لم ينته بإضمحلال خرافة " عبء الرجل العربي " الذي كان يحلم بالحرية و الإشتراكية و الوحدة العربية من الخليج إلى المحيط. فما ان انفض مولد العروبة [ كامب دافيد ، حرب الكويت، حرب العراق إلخ ] حتى أتته " الصحوة الإسلامية " بـ " عبء الرجل المسلم ". و مع عبء الرجل المسلم ظهر للحروفيين رعاة جدد ورثوا مناهج الرعاة القوميين المتقاعدين على طموح سياسي يتجاوز ضيق جغرافيا عروبية محدودة بين "المحيط و الخليج " نحو جغرافيا إسلامية تتخلل " المخيط و المحيط" لأمّة تعدادها يتجاوز المليار من المسلمين ! [
هؤلاء الرعاة" المؤمنون" هم فصل مجهول من كتاب تاريخ التشكيل الشرق أوسطي، المعاصر و هم ـ على إختلاف ألسنتهم ـ واعون تماما بالمرامي السياسية لرعاية فن إسلامي و معاصر مصيره أن ينخرط ـ بطريقة أو بأخرى ـ في المنازعة الطبقية الحاصلة في زمن العولمة ».ـ.
للإستزادة أنظر نصي " صورة الأمة" في خيط " جنازة الخط ، ميلاد الكتابة " على الرابط

https://sudan-forall.org/forum/viewtopic ... c6042d2e13

.ــ

سأعود
آخر تعديل بواسطة حسن موسى في الخميس يناير 19, 2017 8:13 am، تم التعديل مرة واحدة.
محمد سيد أحمد
مشاركات: 693
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:21 pm
مكان: الشارقة

رد

مشاركة بواسطة محمد سيد أحمد »

فى حلقات تبث فى قناة سودانية برنامج الوراق
يتحدث فيها ابراهيم العوام عن مدرسة الخرطوم
والحوار حول كتاب له عن مدرسة الخرطوم
يتحدث كمؤسس ومنظر للمدرسة
الحلقات متوفرة فى اليوتيوب
Ahmed Elmardi
مشاركات: 1279
اشترك في: الأحد مايو 08, 2005 8:08 pm

مشاركة بواسطة Ahmed Elmardi »

عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

https://www.youtube.com/watch?v=U3WCYzmAB3E



بعض من ملفات أحمد عبد العال ، وقصته ( مدرسة الواحد ) !!!


https://www.youtube.com/watch?v=t7SmV49gstY
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

إذا إختلف التشكيليان

مشاركة بواسطة حسن موسى »


الأعزاء محمد سيد أحمد و أحمد المرضي و الشقليني
شكرا لكم على دفع الخيط بالإشارات و الروابط. و موضوع " مدرسة الخرطوم" ما بتمسك بيد واحدة لأنه يتجاوز إقليم الفن التشكيلي البريئ لأقاليم السياسة السودانية المترامية الأطراف.. و أحاديث أحمد عبد العال و ابراهيم العوام و شركاهم تستحق التأني النقدي و البركة في قوقل الذي يحفظ كل شاردة و واردة و الحمد لله على كل شي.
من يستمع لشهادة العوام يفهم منها أنه هو صاحب مبادرة " مدرسة الواحد" و أن عبد العال وصل لا حقا [ كظابط عظيم] و وقع على البيان.، بينما قال راشد دياب في الحوار الذي أجراه معه فاضل كباشي لصحيفة الأشقاء، عدد 12 يناير 1988
«  أصبحت معارضي مؤخرا عبارة عن ندوة يومية حول هموم التشكيل و الفكر..و توّج معرض هذا العام بتكوين جماعة اسمها " جماعة الواحد"التي تأسست من الاستاذ د.أحمد عبد العال، الأستاذ إبراهيم العوام و شخصي. و جماعة الواحد عبارة عن إمتداد فكري موازي للحركة التشكيلية، لصهر الثقافات السودانية المتعددة.و في رأي مجموعتنا أن التشكيل و الفكر رافدان أساسيان في التكوين الثقافي الذي يؤدي لخلق الحضارة، و الحضارة ما هي إلا مظهر مادي للفن و الثقافة.و عن طريق الفن عرفنا كل ما عرفنا من الحضارات السابقة".ـ

و في رابط توثيق شموس يقول محمد حسين الفكي"اقترح أحمد أن نسمي مشروعنا " مدرسة الواحد" فوافقنا عليه و وقعناه نحن مع عتيبي و العوام و أحمد حامد العربي و قدمناه بمناسبة انعقاد إسلامية المعرفة الذي نظمته منظمة نمارق".ـ


https://www.youtube.com/watch?v=rLmyDjddGwM


يا شقليني الرابط الأولاني يقود لعبد العال حسن الرسام المصري و ليس لأحمد عبد العال.

سأعود
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

ملف من ملفات أحمد عبد العال ، وقصته ( مدرسة الواحد ) !!!




https://www.youtube.com/watch?v=t7SmV49gstY[/quote]

تم التعديل بناء على تصحيح حسن موسى
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

مدرسة الخرطوم ميد إن سودان

مشاركة بواسطة حسن موسى »





نهاية مدرسة الخرطوم " ميد إن سودان" :ـ

قلت في نهاية مكتوبي السابق أن " الرعاة المؤمنون فصل مجهول من كتاب تاريخ التشكيل الشرق أوسطي المعاصر" لأنهم نتاج جيوبوليتك جديد تمخضت عنه ملابسات ما بعد "الحرب الباردة».فمع نهاية "الحرب الباردة" بإنهيار "الإتحاد السوفييتي"،1991، ظهرت في فضاء الفكر السياسي مفاهيم جديدة مثل " نهاية التاريخ" وميلاد" النظام العالمي الجديد" و" إضمحلال الدولة القومية" و "نهاية الحدود" بين المحلي الداخلي و الأجنبي العالمي بفضل لبرلة التجارة [بعد " الإتفاقية العامة للتجارة و الرسوم الجمركية في العالم"
(AGETAC)
دورة أورغواي 1986]و التي تمخضت عن "منظمة التجارة الدولية،1994]، و بذريعة لبرلة الإقتصاد فالعالم بأكمله لم يعد سوى سوق كبير يختلط فيه الحابل بالنابل و يشتري فيه القادرون و يبيعون كل شيء بما في ذلك الحياة و الموت .و بشّرنا آيديولوجيو رأس المال المعولم بقسمة جديدة للعالم و بـنوع جديد من العلاقات الكونية عماده" صدام الحضارات" و "حرب الهويات" أو مواجهة" الشرق " و " الغرب" و "الإسلام" و "المسيحية" و " الشيعة و السنة" و" البيض و السود"إلخ ..

في سياق عولمة الإقتصاد لا يفلت النظام الثقافي المحلي لأي جماعة من عاقبة الإنمساخات المفهومية و التقنية التي تلحق بالوسط الذي يتم فيه إنتاج المادة الثقافية، ذلك لأننا صرنا نحيا في عالم لا يعرف الحدود بين الداخل و الخارج و بين المحلي و الكوني.و في هذا المنظور نفحص جثة " مدرسة الخرطوم" المحلية التي ماتت غرقا في تسونامي الإسلام المعولم في مطلع الثمانينيات و لم يتردد تلاميذها السابقون في إنكارها على خشبة مسرح السياسة الإسلامية في السودان.أقول مدرسة الخرطوم " المحلية" لأن الجثة التي مثل بها التشكيليون العائدون لحظيرة الإيمان [ ناس "مدرسة الواحد" و شركاهم]، كانت نتاج الجهد المحلي للتشكيليين الذين حملوا ، وراء الصلحي، شعار الهجنة الثقافية في مواجهة مخاطر التجزئة السياسية و الفرقة العرقية في سودان ما بعد الإستقلال.ترى كيف كان الصلحي سيتصرف في مواجهة رفاقه و تلاميذه الخرطوميين لسابقين الذين انخرطوا في مسعى التخلص من عقابيل الهجنة الآفريقية العربية على هدي شريعة الحدود؟ مندري؟ لكن "الصلحي بخيت " كما عبر الصديق عبد الماجد محمد عبد الماجد في واحدة من إشراقاته، لأن العناية جنبته حضور الإنمساخ الإسلاموي لـ " مدرسة الخرطوم" .فبين منتصف السبعينيات و مطلع الثمانينيات كان الصلحي، المغضوب عليه من قبل سلطات نظام النميري [ بعد إنقلاب قاده قريبه حسن حسين ،1976]، كان يجوب الصخر بالواد عبر منافيه الخليجية و الأوروبية. و قد نفعته غربة المنافي في العكوف على مشروعه الفني فطور مبحثه التشكيلي في أكثر من إتجاه بعيدا عن لقياته الأيقونية القديمة التي دأب على إجترارها رهط "مدرسة الخرطوم".ـ
و في مباحث فترة المنافي ابتعد الصلحي من لائحة التعاليم الايقونية التي صنعت مفردات "مدرسة الخرطوم ». و " قدرة الصلحي على تجاوز قناعاته النظرية التي يؤطر بها ممارسته العملية شيء يستحق التأمل كونه يؤشر على أولوية الممارسة العملية على التنظير في خاطر الرجل.و لا عجب ، فالصلحي في نهاية التحليل رسام ممارس كتب عليه، تحت شروط جيوبوليتيك الفن السوداني ، أن يضطلع بالمساهمة في الجهد الآيديولوجي الوطني بتأسيس جمالية للطبقة الوسطى العربسلامية في السودان.ففي الستينات كانت أعمال الصلحي تبدو كما لو كانت بيانا بصريا ( مانيفست ) لمقولاته النظرية.ذلك أن تصاوير الصلحي كانت تنبني على حضور الخط العربي وطراز الزخارف الهندسية المزعومة أفريقية مع تنويعات لونية تتراوح بين الرمادي والأسود و البني باعتبارها" ألوان أرضنا"أو " ألوان السودان"، كما كان يحلو للصلحي وغيره أن يرددوا أمام خواجات التشكيل من شاكلة أولي باير.
« ..as sudanese individual coming from the Sudan « .. » I find the colour in it particularly looks very much like our earth, and maybe that ‘s why I feel it’s Sudanese”( )
لكن هذا التصريح الذي يداهن العواطف الوطنية للجمهور السوداني ، و الذي تكذبه الجغرافيا الطبيعية للسودان، يصبح سجنا حين يستنفذ الصلحي التشكيلي مباحث الألوان الترابية و يبدأ في التطلع لآفاق ابداعية جديدة. و في الواقع فقد هجر الصلحي" ألوان الوطن" مع منتصف السبعينات، وقادته غريزة التشكيلي الباحث نحو تنويعات لونية جديدة بالحبرو ألوان الفلوماستر الزاهية القوية، و البعيدة كل البعد عن أنواع البني و الرمادي و الاسود التي صارت نوعا من " ماركة مسجلة" عند حراس" مدرسة الخرطوم". في تلك الفترة اهتم الصلحي بطراز رسومات تقليد" التانترا" الهندية بعد مشاهدته لمعرض أعمال التانترا في غاليري هايوارد بلندن كما قال في حواره مع أولي باير في 1983: عندما شاهدت معرض الـ "تانترا" الكبير في صالة "هاوارد غاليري" شحذت تلك التصاوير فضولي لحد كبير".." فقد وجدت فيها نوع من التصويرعلى قدر كبير من التوازن. و فيها شيئ يحررك و يحفزك على التأمل.و الرسم بالنسبة لي كان على الدوام بمثابة فضاء للتأمل. و هذا ما وجدته في تصاويرالـ " ماندالا"، و بالذات في التصاميم التي تنفتح خطوطها لتدخل المشاهدو تجعلك تشعر بالطمأنينة داخلها. »[ص 38].ـ
)
و على درب التانترا " تحرر" الصلحي من أثقال" مدرسة الخرطوم" الاسلوبية نحو مباحث تشكيلية جديدة. و بين الثمانينات و التسعينات يهجر الصلحي الالوان ليتابع تجارب الرسم بالابيض و الاسود، كما في اعمال الحبر على الورق التي نشرتها في اضبارة تصاوير( بورتفوليو) دار " بومرانغ برس نوربير آس" عام 1991 .
“Painting in Shades:Ibrahim Elsalahi” (20)
،و لعله من الامور ذات الدلالة كون المهتمين بعمل الصلحي و نقاده و تابعيه لم يهتموا أبدا بمبحث الصلحي في منطقة التصوير الفتوغرافي. و هو مبحث لم ينقطع عنه صلحي أبدا منذ منتصف الستينات.و بخلاف الاعمال الفتوغرافية القليلة التي نشرت للصلحي في كتاب " مدينة من تراب " لعلي المك، الذي نشرته " دار جامعة الخرطوم للنشر عام 1974 ،(صّمم الكتاب
الفنان حسين شريف)، فان عمل الصلحي الفتوغرافي ظل مجهولا للجميع تقريبا ».ترى هل أهمل نقاد الصلحي و مؤرخوه درب المبحث الفتوغرافي لأن فتوغرافيا الصلحي العالمة لا تنسجم مع النظرة البدائوية التي يصونها النقد الأفريقاني المهيمن؟ مندري؟
ـ أنظر الرابط
[size=10]https://www.sudan-forall.org/forum/viewtopic.php?t=4161&postdays=0&postorder=asc&start=30&sid=52e3aee3d2b542a4b65115d76869214f

.بعد الثمانينيات بدأ الصلحي يبتعد عن الأساليب و المفاهيم التي تقاسمها زمنا مع رهط " مدرسة الخرطوم"، بل هو ، في بعض أحاديثه و مكاتيبه لا يتردد في إنتقاد حالات ضيق الأفق الفكري و العملي لجماعة " مدرسة الخرطوم" . و في الحوار مع فتحي محمد عثمان [1991]، في كتاب " بيت الجاك"، يقول الصلحي :ـ".. مما سبب لي خيبة أمل أني لاحظت في أعمال الناس الذين اشتغلوا فيما سمي" مدرسة الخرطوم"، أنها كانت عبارة عن تكرار مشوّه لمحاولتنا الأولى، ألهم إلا عتيبي فعنده شيئ آخر. لكن وجدت أنها تكرارا مشوّها لأعمال عملناها زمان، لأنها صارت تباع و وجدت رواجا لكنها تفتقد المعنى و المغزى و ليس فيها أصالة و لا معرفة بالهدف الأول الذي بدأت به الحركة، كأنما شخص ما صنع ماكينة تنتج نسخا في قوالب جاهزة ».. »صاروا يدورون في دائرة مغلقة بطلاسم و رموز بلا معنى »[ ص 144].ـ
هذا الإبتعاد أخرج الصلحي من دفء العشيرة الوطنية وزاد من وحشته الجمالية فتخندق لسنوات في حرز الوظيفة البيروقراطية.و لا عجب فالصلحي لم ينس أبدا هوية "خدام الحكومة" الـ " سيفيل سيرفانت" التي كانت في اصل خروجه الأول من السودان لأوروبا مثلما كانت في أصل خروجه الثاني من السودان، بعد فترة الإعتقال السياسي. و بينما كان أحمد شبرين و عبد العال و العوام و راشد دياب و محمد حسين الفكي يحتكرون منابر الإعلام السوداني الثمانينياتي بأقاويل فطيرة في أسلمة التشكيل في السودان،انشغل الصلحي بتمويه هويته كفنان سوداني وراء هوية " الأفندي" الخبير الإعلامي في الديوان الأميري بالدوحة [ قطر].و انتظر الصلحي في العتمة لسنين حتى قيضت له " بخاتته" بالتضامن مع ملابسات عولمة الثقافة أن يدرك قطار " الفن الإفريقي المعاصر" بوصفه من أقدم أعلام الـ "دياسبورا" الفنية الإفريقية. و قد كان أول الغيث في المعرض و التقديم الذي بره بهما صديقه القديم " أولي باير".أنظر
Ulli Beier,
Painting in Shades :Ibrahim Elsalahi.Edition Boomerang Press Norbert Aas,ISBN 3-9802212-4-5, Bayreuth 1991)
ـ.


فمن هو هذا الـ "ولي باير" الذي ارتبط اسمه بظهور و صعود الصلحي أكثر من مرة على مشهد الفن الإفريقي ؟
Ulli Beier
و اسمه بالكامل
هورست أولريش باير ،]1922ـ2011]هو ناشر و كاتب و مترجم و باحث أفريقاني لعب دورا في الستينيات في تقديم الأدب النيجيري[ أدب اليوروبا] للأوروبيين، كما ساهم ، مع زوجته [الثانية] جورجينا بيتس ـ باير في إحياء جماعات التشكيليين النيجيريين المحدثين.و في عام 1956، بعد زيارته لمؤتمر الأدباء و الفنانين السود في باريس
Congress of Black Writers and Artists

عاد باير لنيجيريا ليؤسس مجلة ثقافية اسمها " بلاك أورفيوس" مع الباحث الألماني جانهاينز جان
Janheinz Jahn
. و هي أول مجلة كانت تعتني بنشر آثار الأدباء النيجيريين المعاصرين.ـفي عام 1961 شارك باير في تأسيس أندية أدباء و فناني أمباري
Mbari Artists and Writers Club
و هي منتديات كانت ـ في سنوات ما بعد الإستقلال ـ تتيح للأدباء و المسرحيين الشبان مثل" شنوا آشيبي "و "وول سوينكا" التلاقي و عرض أعمالهم.بعدها في 1962قام باير ، بالتعاون مع الكاتب المسرحي النيجيري "ديورو لا ديبو" بتأسيس جماعة "مباري ـ مبايو
" Mbari-Mbayo بأوشوقو و في هذه المنتديات قدم باير عمل الصلحي للفنانين و الأدباء النيجيريين.
بعد الحرب الأهلية النيجيرية في بيافرا عام 1966 غادر باير إفريقيا ل غينيا الجديدة حيث انشغل بالتدريس في جامعة بابوا وأسس مجلة"كوفاف"، دورية للأدباء النيو غينيين
Kovave: A Journal of New Guinea literature.

بجانب عنايته بالفنون البصرية لغينيا الجديدة.ـ
و في مطلع الثمانينيات عاد باير لألمانيا حيث أسس و أدارمركز "إيوالوا هاوس" للفنون في جامعة بايرويت
walewa Haus
عاش باير سنواته الأخيرة في سيدني بأوسترالي حيث وفته المنية عن 88 عاما في 3 أبريل 2011. ـ
و سيرة باير تهمنا هنا لأنها تتداخل مع سيرة الفن السوداني المعاصر و مع مجموعة الأشخاص الذين نشطوا في تيار "مدرسة الخرطوم".و لعله أحد أهم " خواجات مدرسة الخرطوم"لأنه كان في طليعة الباحثين الأوروبيين الذين اعتنوا بتقديم عمل الفنانين السودانيين للعالم الأوروبي و للعالم الإفريقي، بعقود قبل ظهور ما صار يعرف، منذ مطلع التسعينيات، بـ " الفن الإفريقي المعاصر"
أنظر
Contemporary Art in Africa, Pall Mall Press, London, 1968; published in German as Neue Kunst in Afrika: das Buch zur Austellung, Reimer, Berlin, 1980.

،و قد لعبت صداقته الطويلة الممتدة مع الصلحي [ منذ الستينيات عبر إنجلترى و السودان و نيجيريا و ألمانيا]، لعبت دورا كبيرا في إعادة وضع الصلحي في دائرة فن الإفريقي المعولم باعتباره رائدا اصيلا للفن الإفريقي المعاصر. للإستزادة أنظر أولي باير :ـ [ ugn hgvhfù
https://en.wikipedia.org/wiki/Ulli_Beier

].ـ.
سأعود
آخر تعديل بواسطة حسن موسى في الخميس يناير 19, 2017 8:15 am، تم التعديل مرة واحدة.
أضف رد جديد