"الشهيد المظلوم"

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí
مشاركات: 552
اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am

"الشهيد المظلوم"

مشاركة بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí »

"الشهيد المظلوم"
قصيدة تخترق الحصار وتقاوم التزييف
ا

[align=right][align=left]المكان مطار الخرطوم (الذي كان دوليا)ً
الزمان 20/8 1971
صالة المطار تضج بالخوف والترقب, والقلق, حيث كانت هذه اول رحلة تغادر الي دول شرق اوربا
[وبلغاريا وتشيكوسلوفاكيا / سابقا اً
, بعد تلك الاحداث الدامية التي شهدتها البلاد يوليو 1971, والتي اصابت البلاد, والحزب الشيوعي السوداني بوجع كثيف,ما تزال توابعه تتلاحق, وماتزال الجراح التي احدثها في جسد الحزب تنز. ومنطقة شرق اوربا, تعتبر لدي الدكتاتور, ونظامه الشمولي مصدراً لتصدير الشيوعية, باعتبارها شر مستطير, والآتون منها هم حفدة الشيطان الرجيم.
وفي صالة المغادرين, العيون شاخصة, والترقب يشغل المكان, والكل ينتظر اللحظة التي ينطلق فيها نداء التوجه الي الطائرة. غير ان شاباً نحيلاً, كان اكثر المسافرين قلقا وخوفاً, كان يعرف ان رسالة مهمة ستصل اليه ليحملها لشخص ما في تلك الجهات من شرق اوربا. وكان يعرف انها رسالة مهمة, حسب ما اُفهم, ولكنه كان يجهل, كيف ستصله, ومن الذي سيوصلها له, وكون رسالة بتلك الاهمية, فان قلقه اصبح مضاعفاً,حيث ما تزال كلاب النظام في اوج سعارها,
وحين اعلن المايكرفون الداخلي الركاب بالتوجه الي الطائرة, تضاعف قلق الشباب من طلاب شرق اوربا, وكان اكثرهم قلقلاً الشاب النحيل,والذي ينتظر رسالة مهمة ولكنها لم تصله, وهاهو يتوجه الي الطائرة, وتكاثرت الاسئلة داخل دماغه المزدحم اصلاً باحزان يوليو واوجاعه.
جلس في مقعده وسط الركاب, غير مصدق ان سيفوته شرف توصيل رسالة بتلك الاهمية, خاصة وهو يعرف المرسل, واهمية ما يشير الي انه مهم. واغلقت ابواب الطائرة, استعداداً للاقلاع, ودارت في راسه الكثير من الاسباب التي منعت وصول الرسالة, وتمني في نفسه ألا يكون مكروهاً قد حدث لحاملها في تلك الظروف المليئة بالخوف. والطائرة ومضيفوها, يجرون الاستعداد للاقلاع, فجأة توقفت الاستعدادات, وفتحت الابواب, وفتحت معها صنابير الخوف والقلق. كل شئٍ كان مخيفاً تلك الايام. ومع فتح الابواب صعد الطائرة ثلاثة من طاقم الخطوط الجوية السودانية ويتقدم احدهم يدل مظهره علي مكانته المهمة في سلك الهيئة واتجه مباشرة الي كابينة القيادة. ومضت الدقائق القليلة, كأنها دهرعلي الطلاب, وعلي وجه الدقة, علي الشاب النحيل الذي ينتظر رسالة مهمة. وفجأةً ثالثة, اعلن مايكرفون الطائرة اسمه, وسقط قلبه الي سحيق قبل ان يتماسك ووقف,اسنجابة للنداء. وما ان وقف حتي تقدم منه قائد المجموعة , وفي يده مغلف, سلمه له دون ان ينطق بكلمة واحدة, وغادر, واغلقت ابواب الطائرة, وهدأت النفوس, وزال القلق, واطمأن الشاب الاسمر النحيل, فهوالوحيد الذي ادرك سطوة الشعر وسلطته الطاقية! واقلعت الطائرة.
وحين وصل براغ, سأل عن الزميل فتحي فضل, حيث كانت وصية صاحب الرسالة ألا تسلم الا له يداً بيد. كان فتحي فضل, حين وصل الشاب الاسمر النحيل الي براغ, كان في رحلة عمل الي اليابان, استمرت شهراً, وبمجرد حضوره سلمه الشاب الاسمر النحيل المغلف, وعندما فتحها, وتبين انها قصيدة (الشهيد المظلوم), وتم نشرها في مجلة اتحاد الطلاب السودانيين ببراغ, ونشرت باسم (نقابي), وكانت قد كتبت,اواخر يوليو, واوائل اغسطس1971 . ونشرت في مجلة اتحاد الطلاب السودانيين ببراغ في عدد سبتمبر/ اكتوبر, وباسم نقابي, ايصاً.
ثم حملها فتحي فصل الي منزل ابراهيم زكريا, حيث اعد احتفال كبير. فيه ما لذ وطاب من مأكل ومشرب. وقرأت في ذلك الحشد القصيدة, بمؤلفها المموه في "نقابي". وبقدر ما اثارت من احزان, حازت ايضاً اعجاب الحضور وتصفيقهم, وكان الحضور كثيفاً, من طلاب تلك الجهات,
وكوادر الحزب العاملة في المنظمات العالمية هناك, وكان من بين الحضور الصديق الشاعر كمال الجزولي, والذي تأثر بالقصيدة. وعبر عن اعجابه ان قال ما معناه: دا الشاعر, مش زي صلاح احمد ابراهيم!
فقال له فنحي فضل:"ما لو صلاح؟"
فرد كمال :"انت ما عارف انه صلاح نشر قصيدة يرثي فيها القتلي من ضباط قصر الضيافة"
وكان كمال يشير الي قصيدة "في اعقاب الفتنة" بعد المذبحة في يوليو , وقد قدم لها ونشرها في جريدة الصحافة, الاديب الكبير جمال محمد احمد, والذي كان يشرف علي الجريدة في تلك الايام, الامر الذي عرضه لتعنيف من اذيال النظام, مما اضطره لاحقاً الي ترك موقعه فيها.
وكعتبة لتلك القصيدة كتب صلاح: " في ايام المحنة الدامية, والدخان ما يزال منعقداً في سماء الخرطوم, كانت امنا- هذا الوطن العظيم,منتحبة علي ابنائها الصرعي, في مأتم ثكلها الكبير, وكانت هذه القصيدة, مرثية واعلاء للامل والحياة" (غضبة الهبباي ص 72 /طبعة ابنوس 2013 "
ابتسم فتحي فضل ولم يعلق علي ملاحظة كمال.
اما الحقيقة, فهي ان المغلف الذي سلم لفتحي فضل كان بداخله قصيدتان, واحدة باسم "الشهيد المظلوم" في رثاء الشفيع احمد الشيخ, والثانية في رثاء الشهيد جوزيف قرنق.
وتتمثل سطوة هذه القصيدة في انها استطاعت ان تفك الحصار وتتجاوزه لتصل الي الناس في شرق اوربا, وحتي تلك اللحظات, كل ما يعرف عن مؤلف تلك القصيدة انه :"نقابي" ولهذا السبب تعرضت القصيدة لأذي كبير, وتعرض شاعرها لظلم النحل والتزييف, فقد نشرها الدكتور عبد المجيد بوب في كتابه الموسوم "19 يوليو اضاءات ووثائق" بعنوان ينم عن سوء الطوية والتزييف, حيث منحها عنواناً مزوراً "من مسدار النسيب في رثاء الشفيع احمد الشيخ, شعر الحاج عبد الرحمن" وتحوي ثمانية مربعات من الدوبيت, في حين ان القصيدة الاصل والمنشورة باسم نقابي بعنوان "الشهيد المظلوم" تعود لشاعرنا الكبير, صلاح احمد ابراهيم, وتحوي في اصلها المنشورة في ديوانه " محاكمة السلطان الجائر" الطبعة الاولي 1986 الناشرون دار شبر/ مطبة النجم الفضي"وتشتمل علي 33 مربعاً شعرياً, علي تصنيفات الدوبيت. اماالقصيدة المنشورة في كتاب د. بوب, والذي يزعم لنفسه التوثيق, الذي يكذبه نشر
القصيدة ونسبتها للحاج عبد الرحمن, فهي لا تحوي سوي 8 مربعات فقط. اما تأليف العنوات فهو حكاية جد مؤسفة في كتاب ضخم يدعي كاتبه صفة الموثق.
ان ذريعة "نقابي" والتي سمحت للمؤلف ان يساوي بين قامة صلاح الشعرية, وبين شاعرية الحاج عبد الرحمن – مع احترامنا له, ولكن الذريعة جد بائسة ولا يليق التذرع بها من رجل يتوغي التوثيق!
هلا دلنا الدكتور اين نجد مسدار النسيب, لشاعره الحاج عبد الرحمن؟
ان هذا التزوير والتشويه, يضر بالشاعرين, كما يضر بمؤلف يدعي التوثيق, كما يضر بشاعرية صلاح, والتي ظلت مكان اثارة وظلم بين للشاعر, وقد تصدي يوماً الاديب الدكتور عبد الله علي ابراهيم محقاً لهذا الظلم. الا ان البعض ما زال يسير في هذا الطريق, ومثل هذ النحل قد يثير مجدداً اسئلة ذلك التعدي!
ان مثل هذه السقطة, قد تلقي بظلال الشط حول كل الكتاب.
فلو كنت مكان الدكتور بوب, لسحبت الكتاب من الاسواق, وتصحيح الوضع والاعتذارلعائلة الشاعر, ولروحه الشاعرة وما يستتبع ذلك من حقوق مادية ورمزية.
ان المسافة الشعرية بين صلاح والجاج لا يمكن ان تعبر بذريعة "نقابي" كما اشك
اشك ان الدكتور بوب كان ضمن حضور ذلك المحفل الذي تليت فيه القصيدة, وقد ضللته " نقابي"بزعم نقابية الحاج.

https://www.facebook.com/elnourahmed.al ... 6626131687
آخر تعديل بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí في الجمعة ديسمبر 16, 2016 5:45 pm، تم التعديل 3 مرات في المجمل.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

الرابط ما رابط

مشاركة بواسطة حسن موسى »


سلام يا النور اللحمر
ياخي الرابط بتاعك دا ما رابط معانا. شوف لينا دبارة تانية.
و بعدين كمان افتقدناك في مدرسة خرطوم الشارقة و كذا
ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí
مشاركات: 552
اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am

مشاركة بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí »

صديقنا حسن بكل القابه المموهة في كل افعاله, والتي كلها حسن. اشكر للالتفاته لسوي التقني, وقيل اميتي عديل, كما أأسف لملابسات الوجود والتي حرمتنا بلاغة احضان الصحبة, كما اعتذر لك ولكل عضوية المنبر المتابعة لهذا السهو.[align=right]
صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »

عزيزي النور الأحمر
تحية ومودة
رغم أن ما كتبته هدف لتصحيح وضع خاطئ إلى أنه احتوى على قدرة في القص ونفسا شعريا غاية في اللطف.
من قال إن كتابة الحقائق "لازم تكون ناشفة"؟. كانت قطعتك الأدبية هذه خير مفتتح ليومي. ولحا الله ملابسات الوجود التي حرمتنا من رؤيتك في انعقاد الشارقة الأول، وحرمت من حضر من الصحاب لقياك في الانعقاد الأخير.
دمت لأصدقائك
((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí
مشاركات: 552
اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am

"الشهيد المظلوم" رد

مشاركة بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí »

[color=brown][size=24]العزيز د.النور حمد
كم انا ممتن لتوقفك المنتج امام هذه الكتابة، كونك منحتني ثقة في ما اكتب. ليس لكتابة ان تنمو دون قارئ قادر علي الانماء، وعلي ما تشير به نظرية التقبل، والتي تمنح القارئ مكانة منتج النص، كونه يمﻷ فجواته المفهومية والجمالية، وبذلك يصبح منتجا حقيقياً للنص مكان التقبل.
اسعدتني مداخلتك، كونك رجل كاتب، بل وخبير بتدابير الكتابة.
وانا أيضاً، افتقدك صديقي، في محفل "مدرسة الخرطوم نسخة الشارقة".نلتقي في"النسخة" القادمة من مدرسة الخرطوم، وفي فضاء آخر، كما انني افتقدت الكثير من الاصدقاء، من من حضروا تلك السانحة، وساهموا في
فعالياتها
ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí
مشاركات: 552
اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am

مشاركة بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí »


عامدا، اصعد هذا "البوست" فقد لحظت به لثغة، وانا هارونها، حتي تبلغ.
خلال تعاملي في هذا المنبر، كنت، دائماً، اتخير الماعون جيداً واتفحصه، متكئ علي ارث سوداني اصيل في شأن كرم الضيافة؛ فنحن، [ اقوام السودان ]، حبن يهل علينا الضيف، نهش، وتتهلل اساريرنا، ونتفحص بعناية، محتوي الضيافة ومواعينها، وقد يكون المحتوي متواضعاً؛ لأنه يخضع، للظروف، اما الماعون فهو دائماً هناك، تحسباً للطوارئ، كوننا نعتبره جزءاً اصيلا من تقاليد الضيافة.
وانا اقدم مساهماتي في هذا المنبر،، ومهما كان محتواها متواضعا، إلاّ انني اتخير الماعون جيداً، ذلك انني اعتبر كل منتسبي هذا المنبر ورواده ضيوفا علي مائدتي. وحين كتبت "الشهيد المظلوم" كقضية ثقافية، تهم العاملين في الحقل الثقافي، كما تهم طرفيها: د.بوب، والشاعر المعتدي علي إرثه الثقافي. وهي كقضية صدق ثقافي، فقد اصابت الحاج عبد اارحمن، كمناضل وشاعر، قبل ان تصيب صلاح. ذلك ان سيرة الحاج النضالية والشعرية، ليست بحاجة الي تجيير قصيدة شاعر اخر لصالحه؛ خاصة إذا كان الشاعر المعتدي عليه هو صلاح احمد ابراهيم، وما ادراك ماهو؟ اما صلاح وورثته، فقد اصابهما جور بائن.
ما كتبت، مر علي المنتبهين علي مدار الساعة لما يكتب فيه، كما مر علي غير المنتبهين، حتي تخيلتني اكتب قصيدة نثر رديئة، يخضع تلقيها للمزاج، ولاحوال الذات، من حب وبغض. وهذ اوجعني من القراء، ومن الدكتور بوب. فلو قرأها وصمت،فهذا يدعو للريبة، وتعمد التزوير، والجور عليصلاح وارثه الثقافي، وان كان لم يقرأها، فهااناذا ااعيدها، فقد تقع عينه عليها صدفة، او قد ينبهه احد اصدقائه المناولين، فيناولها له، وينال اجر المناولة، وننال وجهة نظر الدكتور بوب في ما جري؟
وشكراً مرة اخري للصديق الدكتور النور حمد، كونه ابصر اامعني والمبني.
اما انا فحين كتبت ذلك، كتبتها كقضية ثقافية، ترمي الي ضبط التوثيق، ورفض التساهل فيه، ولم اقصد ان يبهر الماعون عن المحتوي. اما جماليات المواعين، فلي لها دروب اخري، اعرف كيف اتقصدها، وامشي في شعابها كعارف.
أضف رد جديد