الشعلة ......كوستي وعشية عيد الميلاد

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

الشعلة ......كوستي وعشية عيد الميلاد

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »


الشعلة ......كوستي وعشية عيد الميلاد


في كل عام وعند وقت العصر من عشية يوم عيد الميلاد المجيد، في مدينة كوستي، يحتشّد ويصطف الأشقاء المسحيين في صفوف متسقة. جلّهم من الطلاب والشباب والأطفال ومعظمهم من الجنوب الحبيب، ومعهم بعض الاقباط. هذا الاحتفال السنوي يخطط ويعدّ له الإخوة المسيحيين جيدا حتى يخرج في ثوب قشيب.

المشاركون تميزّهم ملابسهم الزاهية، وخاصة القمصان البيضاء، وعلى أعناقهم تتدلى مناديل حمراء، وفي يد كل واحد منهم شعلة متقدة، متوسطة الحجم مازلت أشم رائحة الجازولين المنبعثة منها حتى الآن. هناك فرقة موسيقية تتقدّم الموكب، تعزف مقطوعات شجية، تلقى تجاوبا ًوترحابا من الجماهير الذين اصطفوا وملأوا الطرقات ليظفروا بمشاهدة هذا الحدث الفريد، والذي لا يتكرر إلا مرة واحدة كل عام. الموكب يردد ترانيم دينية منغمة تتحدث عن السلام والوئام والمحبة.

خلف حملة المشاعل هناك عربة المطافئ التى تسير على مهل وفوقها وخلفها يسير رجال الأطفاء في كامل ملابسهم وعدّتهم مشاركين في هذا الموكب، وبين الفينة والأخرى تطلق صفارتها المميزة ابتهاجا، ومشاركة في هذا الاحتفال السنوي. هناك أيضا الشرطة والتى تسير أمام وخلف الموكب، ليس لحماية الموكب ولكن لحفظ النظام وقيادة الموكب في الشوارع الرئيسية.

كان عندما يمرّ هذا الموكب أمام الآلاف من الجماهير، كانوا يلهبون أيديهم بالتصفيق الحار، والنساء يزغردن ابتهاجا وسرورا بذلك الحدث السعيد. لا أذكّر بالضبط من أين يبدأ هذا الموكب، ولكن كنا نجري وراءه عندما يمرّ بحيّ المرابيع حيث كنت أقطن، ومنها إلى المستشفي ثم ينعطف شمالا إلى الحلة الجديدة عابراً خط السكة الحديد المتجه من الشرق إلى الغرب قاطعا المدينة إلى نصفين. في الحلة الجديدة- وهي ليست بالجديدة- فهو حيّ عريق، يكون للموكب طعم ومذاق آخر،فيدخل ويخرج الكثير من الأطفال، وطلاب المدارس في الموكب لا يمنعهم المنظمين ولا- ينهرونهم- بل يتبسّمون في وجوههم، ولا يمنعهم أهليهم أو أولياء أمورهم من التفاعل والمشاركة في هذا الحدث المجيد الذي كان وما يزال عطلة رسمية.

من المشاركين في هذا الموكب طلاب وشباب الكنائيس الكاثوليكية والبروتستانية، والأنجليكانية، والكنيسة القبطية، مع مشاركة معتبرة من قطاعات مختلفة من كوستي فبالإضافة إلى الشرطة، والمطافئ هنالك أيضاً فرقة الكشافة.

مدينة كوستي، مع إنها معروفة كمعقل لطائفة الانصار إلا أنها مشهورة بالتسامح وقد يكون مرد هذا لانتشار التعليم وموقعها الجغرافي كملتقى طرق للشمال والجنوب والشرق والغرب لاسيما دور السكة حديد في نشر المعرفة والتنوير.

هذا الموكب الذي شاركنا فيه ونحن اطفال وأيفاع ثم شباب لا أعرف هل مازال قائما؟! أم اختفي كغيره من الأعياد والمناسبات الجليلة كعيد العلم ويوم الشجرة، وثورة اكتوبر ويوم النظافة - ومازلت أذكر حين شارك فيه دكتور جرجس عياد إسكندروأسرته في حملة نظافة ميدان الحرية. دكتور جرجس عياد إسكندر هو من الأطباء المشهورين الذين عملوا في كوستي منذ أيام الانجليز، أمد الله في أيامه.

وبمناسبة ذكري عيد الميلاد المجيد أبعث التحية لكل الإخوة المسيحيين في كل أرجاء المعمورة وخاصة في مدينة كوستي. المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة.



عمر عبد الله محمد علي

عشية الميلاد 2010-12-24
مونتري-كلفورنيا
آخر تعديل بواسطة عمر عبد الله محمد علي في الأحد ديسمبر 26, 2010 8:28 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
مصطفى آدم
مشاركات: 1691
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 5:47 pm

مشاركة بواسطة مصطفى آدم »

عزيزي عمر مري كرسماس رغم أنف متاهات الدكتاتوريات
في عام 1962-1963 كنت تلميذاً بمدرسة كوستي الأولية نمرة أتنين سنة رابعة ( ميدان المدارس) و كنا نسكن في منزل حكومي على مرمى حجر من المدرسة و الميدان من جهة ومن المجلس الريفي و المستشفى من جهة أخرى ، و يطل على ما يعرف في كوستي حتى الآن بالسرايات . كان يجاورنا الخواجة " ينّي" على ما أعتقد ، وربما لم يكن أسمه " ينّي" في حقيقة الأمر و ألصقت به الإسم لاحقاً . عموماً كنت أتسلق الحائط الذي يفصل ما بيننا لاقتطاف ثمر الجوافة من شجرة بالجانب الآخر . بتكرار الأمر، جاءت زوجة الخواجة " بخشم" الباب و تحدثت مع الحاجة لتدعوني لبيتهم " بخشم" الباب و لألعب مع إبنها إبلاسي الذي يصغرني بعام تقريباً ، بدلاً من المخاطرة بتسلق الحيطة " التي لا تضر بصاحبها" حسب رواية علاء الجزولي نقلاً عن نجاة . و كان أن أستمتعت برفقة لا أنساها و ألعاب لم تخطر على بال جيلنا مجتمعاً و بكرسماس دينر على أصول لم تخطر على خاطر . لم يكن هناك ما يمنع كل ذلك و لم يخطر ببال والدي مولانا شيخ آدم ( لاحظ الأسم و ألقابه العديدة) و لو للحظ على ما أعتقد إن هذا التردد على منزل صاحب البار و عائلته مفسدة لعقلي الصغير . كنت سأكتب " فتأمل" و لكن لابتذال التعبير اسفيرياً عدلت عن ذلك و لك أن ترى ما ترى في ذلك.
أمضينا في هذه المدينة الرائعة ، التي تحتل موقع القلب من السودان حتى الآن ،عامين و حظيت أيضاً بمشاهدة زفة الكرسماس عينها من أمام باب عمة لنا كانت تقطن في المرابيع .
عيد ميلاد سعيد للجميع مسيحيين ومسلمين و غير ذلك من يعتقد( أو لا يعتقد) شعوب السودان
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »

عزيزي الفاضل الأستاذ مصطفي آدم.
الحديث عن كوستي له نكهة خاصة للذين سكنوا تلك الديار.
وأتمنى من صديقنا مسعود محمد علي مسعود أن يبرّنا ببعض مذكرانه ومشاهداته
إبان فترته التى قضاها في كوستي.
شكرا على المرور ولك عامر الود.

عمر
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »

[size=24][size=24][color=blue][size=24] بمناسبة ذكري عيد الميلاد المجيد ابعث التحية لكل الإخوة المسيحيين في كل ارجاء العالم وأتمنى ان
يكون عام سلام ومحبة
[/]
أضف رد جديد