,الي احمد سيد احمد الحسن
متدثراً بحزنه الشفيف
_1 _
"لك الصهيل
ولي الخيول
اطهو علي صهواتها
قلقي
وسنبلة الرحيل"
نص قديم؟ يا لبكمي, ما ذا قلت؟ "نص قديم", وهل هناك نص قديم؟ النصوص كلها جديدة, وكلها لا يخضع لقانون التقادم, فهي اطفال الكون, حية وازلية, كالانهار والاشجار, تتحلرك دائماً, صانعة للحياة, تركة الموت لما ليس بنص. اما القديم فهو تاريخ اخراجه من عتمات روحي. وانا ايقظته الان, لمصاحبتي بحثاً عن احمدنا, ولاقول لاحمد افتقدك كمن صحا ذات صباح, ولم يجد مغارس اصابعه في كفيه!
فقط افتقدك, كما تفقد اللغة كفاءتها وهي تحاول كتابة المطلق! . اخرجتني كلي, وبعثرتني في جهات الكون؛ حتي تلك التي لم يخترعها الرب بعد, ولم اجدك؛ علي الرغم من انني اعرف اين انت, وماذا تفعل الان! غير اني وجدتك ولم اجدك! اعني تلك التفاصيل الحميمة. والتي تعطي للحياة معناها ومقاصدها.
_2 _
لعائشة سيد احمد الحسن
في عتمتها تلك
قرنفلة رشحتها الريح
لعالي المديح
ورشحت للفوح شذاها.
لم يشخ فوحها
وشذاها لم يشخ!
ربما هي الان تتدبر مكراً بالعدم
كما ايتمتنا وهي تمكر بالحياة.
اعرف يا صديقي معني ان تصفع علي سهوٍ, وان من يصفعك, ليس رباً مكلفاً بصيانة العدم, ولا هو كائن حتي ترد صفعته صفعتين!
هو لم يصفع علي خدك, فهو يعرف انك لست نصرانياً, لتدير خدك الذي لم يصفع؟
ولم يصفعك علي قفاك, المحمي بنبلك وبصحاباتك, انما صفعك علي عائشة, والتي يعرف انها كلك. اعرف انها منك بمثابة الاطراف من سائر البدن, انها الشعر في جسد القصيدة, بل هي قصيدتك التي كانت تشغل خاطرك الشعري؛ والذي هو انت في كامل حضور.
اعرف انها فوق قدرتي علي الكتابة, وفوق قدرة الكتابة علي البوح.
هكذا مشت عائشة الي عتمتها مطمئنة, بعد ان بلغت.
وهذا انت في غيابك الحضور, متدثراً بحزنك, وعلي الرغم من عمومية ذلك الحزن الا انك احتكرته وحملته انابة عن كل الحزاني.
ما اثقل حملك يا صاحب, علي روحك الطائر الملكي.
هذا هو انت:
رجل يصادق العواصف,يؤلف جموحها, يصاحب الحرائق ويبني بها, وينام مطمئناً في حدقات الكوارث. قادرا علي ترويضها. حتي كأنها اسود مروضة في سيرك الواقع.
ما نقول يا صديق في خراب يغافلك؟
وفي مدخل شتاءٍ مزدحم بالفواجع؟
كنت في ما مضي, وفي ماهو اتٍ, اتسلل الي روحي. محتقباً خواطر نبيلة, رعيناها خلال صحبتنا, ذات ضحي, واحملها شارة وبشارة, وادخل بها السهو علي مهلٍ
انت القريب , فوق قدرة اللغة علي توصيف القرب, او كأحد اضلاع قفصي الصدري, والتي لم يذكرها الرب في معاجم علم التشريح.
لك ما تشاْ
ولي جفاف هذا الشتاء
ووحدتي المنتجة [font=Georgia]
احمد سيد احمد الحسن
-
- مشاركات: 552
- اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am
- تاج السر الملك
- مشاركات: 823
- اشترك في: السبت أغسطس 12, 2006 10:12 pm
- مكان: Alexandria , VA, USA
- اتصال:
-
- مشاركات: 435
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:56 pm