مُنتج برنامج نجوم الغد يستقيل من قناة النيل الأزرق

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

مُنتج برنامج نجوم الغد يستقيل من قناة النيل الأزرق

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »



مُنتج برنامج "نجوم الغد" يستقيل من قناة "النيل الأزرق"


صورة


عندما سمعت الخال بابكر صديق عثمان فى لقاء بقناة النيل الأزرق يجيب على سؤال: ما هو مصدر إهتمامك الزائد برعاية المواهب الفنية ؟ .. أن ذلك مردّه إلى أنه عندما نظر إلى بداياته فى طريق التشكيل، لم يجد هناك من شجعه فى يفاعته بالإرشاد أو بالمواد أو حتى بمجرّد التربيت على كتفه إستحساناً لعمله، وهو يرى أن تشجيع ورعاية المواهب شرط ضرورى لنموها وتطوّرها. أدركت عندها لماذا كان يُحيطنى بإهتمامٍ كبير وأنا لمّا أزل بعد يافعٌ أتلمّس طريقى فى دروب الفن. حتى إذا ما بدا على أعمالى سيماء النضج والثقة، قدّمنى ضمن فقرة "مواهب" فى برنامجه بتلفزيون الجزيرة الرِّيفى: "دنيا الفنون". فبعد أن تأكد من رغبتى ومقدرتى على الصمود أمام الكاميرا، صحبنى إلى بوتيك إبتاع لى منه هديّة عبارة عن قميصين مشجّرين يليقان بتشكيلى يافع، كنت سعيدا بهما لدرجة أنّى إحترت أيهما أرتديه فى هذه المناسبة الكبيرة لولا مساعدته التى بدّدت حيرتى فى الإختيار. وجلس معى يحاورنى إعداداً لى لما سيدور فى لقاءنا التلفزيونى، فسألنى: ماذا سترسم إذا ما طلبت منك أن ترسم شيئاً ما ؟ .. فأجبته على الفور: وجه إنسان. فإستفسر ما إذا كان هذا الوجه لشخصيةٍ معروفة ؟ .. فقلت له بأنه شخصية خيالية. لم يثنينى عن رغبتى هذه، ولكنى شعرت بعدم إستحسانه لها عندما طرح علىّ فكرة أخرى وترك لى حرية الإختيار، إذ كان يرى أن من الأفضل أن تكون للرّسمة علاقة بالإعلام وأجهزة نقل الصورة الحديثة. فقلت له: إذاً سأرسم كاميرا أو جهاز تلفزيون. فإستحسن الفكرة.

فى الإستديو سارت الأمور على خير ما يرام، فقد بدوت واثقاً، فى قميصى ذاك الأنيق المشجّر، وأنا أتحدث عارضاً لوحاتى مُجيباً على أسئلة الخال بلسانٍ ذرب أثار حيرته، حتى إذا ما طلب منى أن أقدم للجمهور نموذجاً لرسمٍ على الهواء مقدّماً لى ورقة بيضاء وقلم "شينى"، حينها شعرت بحرارة الأستديو المرتفعة واشعة الكشافات المسلّطة على جسدى ووجهى الصغيرين تصليهما بألسنةٍ من لهب، وإقتراب إحدى الكاميرتين بعينها الضخمة الفضولية المخيفة بجانبى الأيسر بينما ظلت الأخرى تناور من الجانب الآخر، ورغم أنى إحتملت كل ذلك وأنا أحاول رسم جهاز تلفزيون بقلم الشينى الذى لم أكن أُتقن الرّسم به، إلاّ أن أنفاسى إختنقت وأصبح الأمر فوق الإحتمال حين سمعت صوت مخرج البرنامج يصلنى عبر سمّاعات صاحب الكاميرا الذى كان يُسلط عدسته فوق رأسى الصغير، يطلب منه بصوتٍ درامى أن يقترب أكثر .. ثم يعلّق: "والله ولد رسّام !" .. حينها إضطربت أناملى وأصبح كل همّى أن أنهى هذا الرّسم بأى كيفيةٍ كانت، فقد بتُّ من حرارة الأستديو وتعليقات المخرج وحركة الكاميرات كمن يجلس فوق صفيحٍ ساخن، لذلك خرج الرّسم أقرب للرّسم الكاريكاتورى. وحمدت الله أنه كان آخر فقرات اللقاء، فوقتها كان ممنوعاً إستخدام المكيفات داخل الأستديو لأمرٍ له علاقة بالكاميرات والتصوير ! لذلك كنت كثيراً ما تلاحظ الناس على شاشة التلفزيون يتصببون عرقاً ويستخدمون المناديل. وعند عودتى للمنزل قالن لى الخالات أنهن كُن بين حضور البرنامج من الجيران متوترين عسى أن أخذلهن فأبدوا خجولاً مُتلعثماً، ولكنهن مددن سيقانهن حين شاهدننى "أُربربُ" بلسانٍ ذرب، ولأن الرّسم على الهواء لم يكن جيّداً شكّك المشاهدون أن أكون أنا صاحب الرسومات المُتقنة التى عرضتها فى البرنامج. هذا ومازلت أتحسّر على عدم تسجيل لقائى التلفزيونى ذاك اليتيم، فوقتها لم يكن تلفزيون الجزيرة الحديث يستخدم تقنية التسجيل.

فى عزاء زوج خالتى زينب، إبراهيم محمد الصافى، قبل بضعة أيام، قال لى الخال أنه فى منزل حوش الخرطوم بحرى الذى شهد ميلاده، وهو "الحوش" الذى كان المنزلة الأولى لكل القادمين من منطقة السكوت المحس إلى الخرطوم، وكان كذلك بالنسبة لـ"خليل فرَح"، أراهُ عمه صورة نادرة لخليل فرح، فيها يبدو شعره ناعم "مُجلّط" ويرتدى جاكيت مع كرفتة "فيونكة"، وبرأسٍ مائل يمسك بكمان بين كتفه وذقنه وهو يمرر على الأوتار عصا الكمان. ذكر الخال تلك التفاصيل بحسرة كونه لم يسعى للإحتفاظ بتلك الصورة الكنز، ومعها أشياء أخرى غريبة تركت أثرها فى ذاك "الحوش" العريق، الذى فيه تعلمت الوالدة "بابا التايا" الطبخ كما تعلّم "شرحبيل أحمد" العزف على الجيتار. طلبت من عثمان عامر أن يسأل مَنْ يُحتمل أن يكون قد إحتفظ بمخلّفات "الحوش" الثمينة، فإتصل أمامنا بالتلفون وجاءته الإجابة أن لا أمل فى العثور على ذاك الماضى الجميل.

بابكر صديق عثمان
، الذى لم يجد فى بداية مسيرته فى دروب الفنون من يشجّعه ويرعاه، والذى نتيجة لذلك آل على نفسه تنكّب هذا الدور النبيل فى هذا البلد الحار الجاف المتلاف، بدأ هذا الدور إعلامياً ببرنامجه "دنيا الفنون"، الذى تطوّر إلى برنامجه المشترك مع أديبين من "ود مدنى": "فى محراب الآداب والفنون"، ثم برنامجه منفرداً: "لمسات"، ثم: "أصوات وأنامل" وأخيراً: "نجوم الغد" الذى إبتكر فكرته قبل أن تعرف القنوات العربية: "أميريكان آيدول" فيقلِّدونه بـ: "أراب آيدول" !، يقضى وقتاً ثميناً وساعاتٍ طوال، خصماً على صحته ووقت أسرته، يستمع بصبرٍ لكمٍ هائل من الشباب الباحث عن فرصة تتولى موهبته بالرعاية والإحسان، يغربل هذا السيل من المواهب ليخرج منه بعشرات يتنافسون فى برنامجه للفوز بلقب "نجم الغد". وبعد هذا المجهود المخلص والمُضنى، وبعد أن يبدو من مُجريات حلقات البرنامج مَنْ سيؤول إليه لقب "نجم الغد"، يأتى عاطلى المواهب من "همباتة" الفيافى ولصوص الليل البهيم لينتاشوا زبدة مجهوده هذا، صيداً سهلاً يقدِّمونهُ فى برنامج "أغانى وأغانى" ! .. وذلك حتى قبل إنتهاء مسابقة برنامج "نجوم الغد" ؟!

صبر بابكر صديق على كثير من مثل هذا الأذى والمكاره، الذى منبعه خصلة الحَسَد، فالذى يمد يده لأخذ ما للغير هو فى حقيقته حاسد، لأنك إذا رغبت أن يكون ما للغير بحوذتك وأنت لا تستطيع أن تصنع أو تأتى بمثله، وفى نفس الوقت لا تستطيع أن تقنعَ بحقيقة فقرك وعطالة مواهبك، فليس أمامك إلاّ أن تسرقه. هذا ما ظلَ يفعله المسؤول عن قناة "النيل الأزرق"، وكنت أول المهنئين للخال حال علمى بمفارقته هذه القناة الظالم أهلها، فقد تعدّى ظلمها الحسد وفاق قلّة الأدب.

للخال أسمى آيات الإكبار والإجلال، والأمنيات العراض بالتوفيق والنجاح والصحة والعافية، وأنك بجردنا لعُشر ما أنجزته من رعايةٍ للمواهب حتى الآن لكفاك، فسر للأمام وعين الله و"حورّس" ترعاك:





صورة

آخر تعديل بواسطة ياسر عبيدي في الأربعاء مايو 31, 2017 8:11 am، تم التعديل مرة واحدة.
ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »


صحيفة الجريدة - عدد اليوم 25 أبريل 2017

سفينة بَـــوْح – هيثم الفضل
بابكر صديق ( نجم اليوم والغد ) .. !!


أعرفه منذ ما يقارب الأربعين عاماً ، في مدني أرض الإبداع والألق والجمال ، كان مُعلماً وتربوياً و رساماً تشكيلياً شاباً تمورُ في أعماقه جذوة الإبداع والعطاء والحماس الذي تدفعه في عروقه دماء الشباب الغضة ، وكان أيضاً حادباً وصبوراً ومُحباً ومحبوباً ، ومهذباً وخفوت الصوت جهور الإبداع وفي ذات الوقت جليُّ الأفكارِ والرؤى ، قَّدم من خلال تلفزيون الجزيرة الريفي حينها البرنامج التلفزيوني الإستثنائي (في محراب الأدب والفنون) والذي أعتبره على المستوى الشخصي طفرةً كبرى لم يتجاوزها أيي برنامج على مستوى الإنتاج التلفزيون حتى زماننا هذا ، فقد كان حداثيُّ الرؤية وبعيد النظرة في فقراته وأهدافه ومدلولاته ، كل ذلك والأستاذ الجليل بابكر صديق لا يراوح مقعد التواضع وإيثار الآخرين على مكاسبه الذاتية ، حينما يتحدث متحدث عن تاريخ الحركة الثقافية والإعلامية في مدني ورغم صغر سنه فلن تتحقق الرؤية بالضرورة العلمية والتاريخية بغير أن يكون بابكر صديق في مقدمة أعلامها من أمثال عبد الحليم سر الختم وطه كرار ومحمد الحاج محمد صالح وعبد الحميد الفضل ومحمد محي الدين وجمال عبد الرحيم ومحمد عز الدين وعز الدين كوجاك وغيرهم من الكثيرين الذين لن يسع المجال لذكرهم ولا لعطائهم وإنجازاتهم في مجال إزكاء شعلة الثقافة والعلوم والفكر والأدب في مدني الخضراء نهاية السبعينات وحتى منتصف الثمانينات ، ثم وبعد نجاح برنامج (محراب الأدب والفنون) إقليمياً ومركزياً بعد بثه عبر التلفزيون القومي قدَّم الأستاذ بابكر صديق برنامجه الشهير الذي شغل الدنيا في زمانه والمسمى (أصوات و أنامل)، وهكذا كان الرجل طيلة حياته جذوة إبداعية وفكرية وتربوية مشتعلة وما زال ، وها هو بعد سنوات عديدة من عطائه الثر والذي أسس به مع آخرين اللبنات الأولى لتربع قناة النيل الأزرق على عرش الفضائيات السودانية من خلال إنتاجه لصالحها برنامجه الشهير (نجوم الغد) يضطر للإعتراف (أخيراً) بالحقيقة المُرة التي تفيد أن النيل الأزرق ليست إلا إمتداد لنهج الظلم العام المستشري في هذه البلاد ، وأنها أي النيل الأزرق لن تستطيع أن تخرج من دائرة الكيل بمكيالين في كل حكم تصدره في قضاياها المُلِّحة ، ولما كان برنامج (نجوم الغد) ومقدمه الأستاذ بابكر صديق هو أيضاً قضية (مُلِّحة) على مستوى القاعدة الجماهيرية التي تقف وراءه رغم إختلاف آراء النقاد والمتخصصين حول (البرنامج) ، فإن ذلك يكفل لنا وبلا حرج الدفاع عن مُكتسباته الإبداعية والتربوية ، لأنه إنطلق من مدارس إنتاجية شبيهة بما كان يجري عليه حال الدورات المدرسية إبان مجدها السابق ، بالقدر الذي جعلها شانها وشأن (نجوم الغد) تُخرِّج أجيالاً من المبدعين والفنانين طالما أثروا وجدان الشعب السوداني وساهموا في رفد مسيرة الأغنية السودانية بالكثير من المواعين الموسيقية والأدائية الجديدة (كان من آخر هداياها الفنان المُجدِّد عصام محمد نور) ، أنا شخصياً لم أستغرب أن يصطدم بابكر صديق بالوجه المظلم للنيل الأزرق الذي طالما تفاداه في سنين عديدة مضت بأدواته المعهودة من الأدب والصبر والحياء وإيثار الغير على مصالحه الذاتية ، لكن يبدو أن السيل قد بلغ الزُبى ، وأنا شخصياً شديد التفاؤل بأن بابكر صديق وبرنامجه وأفكاره الإبداعية التي لم تزل مخزونة في فكره الخصيب ، ستستفيد كثيراً من هذا (الطلاق) الذي أرجو ألا يكون هناك سبيل لرجعةٍ فيه ، فما يمتلكه الرجل من طاقات وإبداعات وأفكار لا تمِل ولا تكِل بالفعل تحتاج إلى (بيئة) مؤسسية جديدة تتوفَّر فيها شمائل الإيمان بالفن الرصين وكذا العدالة في الحكم على الأشياء ، هذا فضلاً عن الإحترام المُطلق واللا مشروط لشخص في مقام الأستاذ بابكر صديق .

ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »



صورة

ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

تصحيح

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »



بعد مشاهدتى أمس فى قناة "سودانية 24" لقاء جديد مع بابكر صديق حكى فيه عن برامجه التلفزيونية، إتضح لى أننى خلطت بين إسم برنامجين من برامجه، وذلك لأن أوّل برامجه كان "دنيا الفنون"، الذى قدّمه منفرداً، تطوّر لاحقاً بالإشتراك مع زميلين له من الأدباء إلى برنامج "فى محراب الآداب والفنون"، وقد كان لقائى معه فى برنامجه الأول "دنيا الفنون"، فقمت بتصحيح جملتين فى رسالتى الأولى أعلاه، لتصبح إحداهما:

(.. بدأ هذا الدور إعلامياً ببرنامجه "دنيا الفنون"، الذى تطوّر إلى برنامجه المشترك مع أديبين من "ود مدنى": "فى محراب الآداب والفنون"، ثم برنامجه منفرداً: "لمسات"، ثم: "أصوات وأنامل" وأخيراً: "نجوم الغد" ..)

أضف رد جديد