ظهور الحقيبة هل هو ظهور (العداد) فى الغناء..مقاربة ماركسية

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
حاتم الياس
مشاركات: 803
اشترك في: الأربعاء أغسطس 23, 2006 9:33 pm
مكان: أمدرمان

ظهور الحقيبة هل هو ظهور (العداد) فى الغناء..مقاربة ماركسية

مشاركة بواسطة حاتم الياس »

ظهور الحقيبة هو ظهور (العدَّاد) في الغناء السوداني
(نحو مقاربة ماركسية لحقيبة الفن)

تساءل صديقي صبحي آدم: هل ثمة مقاربة حملت أدوات الماركسية لمبحث الغناء في السودان؛ أي اللحظة الاجتماعية والثقافية التي ظهر فيها ما يعرف اصطلاحاً بـ(حقيبة الفن)؟ ومنذ فترة، انكببت ابحث في هذا الاتجاه؛ ليس في اتجاه الحكي والقصص ونسب الأغنيات إلى الشعراء والمغنين، وكيف مرَّ سرور بشارع في حي (السيد المكي) أو خرج كرومة من بيت ناس فلان، كما عوّدتنا قصص السيرة في الحقيبة، على أهميتها والمساهمة الكبيرة التي قدمها برنامج (حقيبة الفن)، وهو يحافظ على الذاكرة الغنائية السودانية.
لكن ثمة أسئلة مهمة حول اضراب (الطنابرة)، وتلك الواقعة الشهيرة في عشرينيات القرن العشرين في بيت التاجر الشهير بشير العمرابي التي قدمت الشكل الجديد للغناء السوداني، وللمفارقة، تم إسقاط مفهوم الإضراب الحديث عليها.

أولًا، مدينة (مابعد الاستعمار) أمدرمان، وقتها، بدأت تحس بهويتها المدنية، وبدأت طبقاتها تتشكل، خصوصاً تلك الطبقات الجديدة المرتبطة بجهاز الدولة الاستعماري (الأفندية)، ووفقًا لذلك اتسعت حاجتها المادية والوجدانية.

ثانيًا، العزلة التى فرضتها المهدية انتهت وبدأت تلك الطبقات تتواصل مع العالم، خصوصاً مصر، ظهر بعدها السيد (ديمتري البازار) في التسويق الفني وخاطب شركات الأسطوانات العالمية ومقرها في مصر.
ثالثًا، الطنابرة وغناء الطمبارة وشكله القائم على التنغيم الحلقي كان مرتبطاً بنمط رعوي، القيمة فيه الرمزية والمادية للماشية، من أبقار وجمال وغيرها؛ فكان صوت (الكرير) في حقيقته هو محاكاة لرمزيات هذه البنية الرعوية.

رابعًا، القول إن أضراب الطمبارة كان مفاجئاً هو قول مشكوك فيه؛ لأنني أعتقد بأن سرور والعبادي وديمتري قادوا عملًا منظمًا للغاية ومدروس؛ وهو يعد أول (تنظيم فني) سعى في مجال الموسيقى والغناء لصياغة الذوق الغنائي في السودان.


خامسًا، لحظة الحقيبة هي لحظة انفصال المغني واستقلاله بشكل تام، وتموضعه على نظام علاقات السوق كسلعة ترفيهية؛ لأن المغني في السابق كان جزءًا من نشاط العمل الجماعي للمجوعات القبلية والرعوية في طقوسها المختلفة، ولم يكن له وجود مستقل (كمغني) بالمعنى الحديث للمغني المحترف داخل هذه الجماعة في رعيها وزراعتها وطقوسها المختلفة: زواج وختان وغيره من المناسبات، أي أن الغناء قبلها كان مرتبطًا بقيم الجماعة ومتوجهًا نحوها.


سادسًا، في الكتاب المهم لتاريخ الغناء والموسيقى للمؤلف معاوية حسن يسن يقول إن مغني كبوشية (ود الفكي) اعتزل الغناء لأنه كان يحتج على التعظيم الزائد عن الحد للفنانين والمقابل المادي الذى يعطى لهم؛ فقد كان يرى أن المقابل المادي يقلل من قيمة الفن أو يراه عيباً في حق الفنان، وربما لأن ود الفكي كان الغناء بالنسبة له يرتبط برمزية وقيمة الفنان داخل الجماعات القبلية والرعوية كصاحب دور مهم يؤدي مهامه وسطهم وفق الوظيفة الاجتماعية داخل نمط إنتاج هذه الجماعات أى بمعني أن الغناء كان جزءاً من نشاط العمل الجماعي ولاينفصل عنه
سابعًا، من المؤكد أن الطمبارة لم يتركوا في حالهم! وتقول القصص إنه قد تمت مطاردتهم وقمعهم بالعنف حتى بعد أن هاجر بعضهم إلى مدينة مدني، ويبدو أن حملات قمع الطمبارة العنيفة لم تكن تعبيرًا عن سطوة وقوة الحاج محمد أحمد سرور فقط؛ لكن بشكل عميق داخل الوعي وتعبيراته الاقتصادية والاجتماعية، كان وكأنه قهر من نمط الإنتاج الكولونيالي الجديد وقيمه الايدلوجية والفنية للأنماط التي قبله. لم يكن المقصود الطمبارة كشكل غنائي فقط، وإنما هو دحر عنيف للنمط الاجتماعي والاقتصادي الذي يمثله الطمبارة.

ثامنًا، لحظة بزوغ الحقيبة بعد إحجام الطمبارة من الغناء خلف سرور في زواج بمنزل التاجر العمرابى لاحظ أن ظهورها تم في المكان المناسب طبقيًا، لهذا الشكل الغنائي (أي الحقيبة) حتى أن العبادي الذكي والماكر أحتفى بهذه الحفلة شعراً وغناءً: "حفلة بشير ما أعجبا لسرورنا أسفر حاجبها". وكان حفلة الزواج في العام 1921، لم تكن هي لحظة ظهور غناء الحقيبة؛ فلحظة ظهور الحقيبة هي لحظة ظهور المقابل أو (العدَّاد) في الغناء السوداني، وهي لحظة ظهور الفنان كوظيفة مستقلة، لها رمزيتها الاجتماعية والترفيهية والمادية، أي المغني داخل علاقات جديدة، هي علاقات السوق في مدينة مابعد الاستعمار.


يتبع
صورة العضو الرمزية
الصادق إسماعيل
مشاركات: 295
اشترك في: الأحد أغسطس 27, 2006 10:54 am

مشاركة بواسطة الصادق إسماعيل »

حاتم سلام

كدي قبل ما تتعمق في الموضوع:
انتا قلت اضربوا من الغنا ورا الحاج سرور

يعني الطمبارة ديل كانوا (كورس) بتاع سرور وكانوا بيغنوا وراه
عادي وجات لحظة هم رفضوا الغنا (لأنه شافوا سرور بيشيل عداد، مثلاً يعني ضرب مثل
وكدا)، ولّا اضربوا لأنه سرور جاب ليه غنا جديد (عُرِفَ فيما بعد باسم
الحقيبة، برضو ضرب مثل).
للحقيقة أي زول بسأله عن اضراب الطنابرة دا (بيعتبرني ما ود قلبا) وما بيجاوب
اي إجابة مقنعة.

فينوبك ثواب لو عندك معلومة موثقة ورينا.
أضف رد جديد