مجاز ندى القلعة كدبابيس صغيرة لتنفيس البالون الطفيلي العربسل

Forum Démocratique
- Democratic Forum
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مجاز ندى القلعة كدبابيس صغيرة لتنفيس البالون الطفيلي العربسل

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

مجاز ندى القلعة كدبابيس صغيرة لتنفيس البالون الطفيلي العربسلامي

زعم د. حيدر ابراهيم عبر مشاهدة ندى القلعة فى برنامج تلفزيوني واحد انها تمثل "ثقافة مضادة لثقافة الهيمنة الراسمالية" وأنها تمثل "ظاهرة ثقافية وفنية تحرج المشروع الحضاري ... تحاربه وتضعفه وتتحداه " دون اللجوء الى الايدلوجيات الضخمة او السياسية والكفاح المسلح الخ. هذا الزعم والتحليل الثقافي والفني والسياسي والاجتماعي متعجّل وضَل طريدته كضربة فى الظلام اخطأت هدفها.
أسر مشهد ندى القلعة الايروسي استاذنا حيدر التى بانت له فى "كامل مشمشها" حسب محمود درويش كثقافة فرعية (sub-culture) وانها تمتلك المتلقي "تدريجياً وفجأة فى نفس الوقت" كونها "تدمج اغنيات السمع والبصر او كل الحواس واعقل معا. وان تغيب المستمع تماماً فى عوالمها المختارة بعفوية..." حتى يقع " فى سلطة ندى الثقافية بلا فكاك وهو لا يريد فكاكاً طوعيا ويفضل ان يكون خارج نفسه". واضح ان د. حيدر يتحدث عن نفسه مسحوراً بلقيات ندى الساحرة : خضابها وشعرها الغلامي الايروسي فتتمثل أمامه مجسدة لثقافة فرعية مضادة للسلطة كونها ذات طابع غير دينى وانها "تحرج السلطة وتحارب مشروعها وتضعفه وتتحداه. هذا الزعم والتحليل غير ملم بسيرة ندى المتاحة على اليوتيوب او اتهامها بانها ضابطة أمن او على الأقل مشاهدها وهى تغنى للسلطة والوالي والأمن وتجمع لها المستمعين والمشاهدين الى الاستادات والقاعات لتبدو انها جماهير خرجت لمباركة السلطة التى حاصرها عصيان 2016 ضم زيارات عمر البشير الى القضارف ومدني وزبده وصوته الراجف. هذا نموذج لثقافة ندى القلعة الأريوسية الفرعية السياسية الفجة:

https://youtu.be/jTQ370BP1PU

ومثال آخر لذكوريتها حيث جنة المرأة المدجّنة تحت اقدام أزواجهن :
https://youtu.be/WTBtHfnWc3g

توصيف مشهد ندى القلعة الايروسي بكتابات ليفى شتراوس ومحمود درويش وكتابات ادوارد سعيد عن عن تحية كاريوكا او شريفة زهور فى كتاب "اسمهان المرأة ، الحرب والأغنية " غير موفق لمن يعرفها. ندى مغنية تستغل السوق السياسي الطفيلي السوداني كما يستغله رجال الاعمال/الساسة كبزنس آز يوشيول. ندى يا استاذي ليست صاحبة مشروع فنى ثقافي يحارب ويضعف ويتحدي و"يحرج"مشروع الاسلام السياسي السوداني. ويحرج بين الأقواس لان المشروع العربسلامي لا يعرف حساسية الإحراج كونه لا يخجل انه يصرف اكثر من 80٪‏ من ميزانيته للامن والاستخبارات وعلى المليشيات وقتل شعوبه وابادها وأبعدها وشردها، بل استلم ثمن رقاب مليشياته كمرتزقة فى اليمن فى زمن الاسترقاق الجديد. ندى القلعة ليست بصدد أضعاف السلطة ومحاربتها ، بل تقويتها؛ ولكم استخدمت دبابيسها الصغيرة لتنفيس الحراك الشعبي المقاوم مباشرة او غير مباشرة كسلعة ثقافية للاستهلاك والثراء والإلهاء كما كرة القدم. يمكن ان تستخدم أسلحة السحر والغموض والمغامرة و"راجل المره حلو حلاة" ضمن حزمة رائجة فى سياق اسواق عربسلامية باطرياركية كالتي مارسها ترمب باحضار ابنته للسعودية ضمن مشهد توقيع الصفقات الدينية والسياسية وصفقات عقود اسواق المجمع العسكرى الصناعي الامريكي. مشهد السحر والغموض والمغامرة الايروسي مشهد كوكبي يدرّس فى المدارس ضمن حزمة اسواق البورصة المالية وكذلك الفن والغناء.
ان زعم انها تحشد الناس "مستخدمة سلطة قائمة على الرضا والقبول والمحبة" كأيقونة ورمز ومرجعية ، انه زعم مجاني. لماذا تحشدهم؟ . ندى القلعة "تمارس سلطتها الثقافية بكل قوة واندفاع لجذب أناس جدد" وتعزيز "سعي الثقافة الرسمية لحشد الناس بتوقف العمل وملاحقة الموظفين والموظفات ، وتحضير البصات ووجبة فطور" (بتصرف حول عبارة حيدر) لضعضعة المشروع المقاوم الثقافي والسياسي والاجتماعي. نعم ندى "سلعة ثقافية" وان " تداولها بانتشار واعادة انتاج بعض عناصرها" اتيحت للسلطة فعبثت بها برضى ندى وتورطها المخجل وليست بأى حال رمز ل "ثقافة الاختلاف والممانعة" الإيجابية المتمردة كما يسوّغ ويسوّق نص حيدر. بهذا المعنى فان ثقافة ندى رجعية وذكورية وان الزعم بان "ثقافة ندى الفرعية تقدم ملبسا حديثاً يثير التقليد والإعجاب بين النساء قبل الرجال" يجب موضعته ضمن خطاب الاسلام السياسي الطفيلي.
ان الزعم بان "الثقافة هى سياسة المجتمع والسياسة هى ثقافة الدولة. وعندما يبرز التناقض بين الاثنين تظهر الازمة، وقد أمسكت ثقافة ظاهرة ندى وغيرها من الظواهر المشابهة بالمجتمع وتركت السياسة للدولة بلا مجتمع" ، يبدو هذا الزعم معكوساً فى دور ندى كونها تسعى ايروسياً الى حل الازمة والتناقض بإعادة المجتمع وثقافته الى الدولة عبر صناعة خطاب رضا ومحبة خبيث وزائف. وليس محاولتها لاستخدام النغم الاثيوبي لتطعيم "الضكارة والعوارة السودانية برقة وحنان الامهرا" الا طلاشة ذكوريّة بدوية كأدوات انتاج ذلك الخطاب الرجعي. ضربات الظلام الطائشة دعت د. حيدر ليقرر ارتجالاً ان الإسلاميين جربو "طريقة اخرى لاغتيال شخصية ندى القلعة من خلال أدوات إعلامية توزّع هى نفسها الانحلال والتدهور الاخلاقى ونشر الفضائح" وكذلك ان القول بان ندى "تسعى لتأصيل نفسها دون حاجة لدعم حكومي او دعاية" لا علاقة له بالواقع؛ وان الواقع يقول انها "تمارس سلطتها الثقافية بكل قوة واندفاع لجذب أناس جدد" نحو خطاب التماهي مع السلطة.
لن تسمح السلطة بأنشطة ثقافة الاختلاف والخطاب الثقافي المختلف مثلما اغلقت مركز استاذنا حيدر نفسه كما منع جهاز الامن قيام مهرجان مبادرة لا لقهر النساء بجامعة الأحفاد للبنات فى آخر لحظة فى ابريل 2017 ولكنه يسمح لندى حليفته وشريكته بإقامة الانشطة والحفلات كما فى الفيديو اعلاه وتلغى حفلات الفنان المقاوم ابوعركي البخيت حتى يتضوّر.




The struggle over geography is complex and interesting because it is not only about soldiers and cannons but also about ideas, about forms, about images and imaginings
ادوارد سعيد "الثقافة والامبريالية 2004"
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

و على الأرض السلام

مشاركة بواسطة حسن موسى »


سلام يا الفاضل الفاضل
و سلام لحيدر
و سلام لندى القلعة
و سلام لمحمد وردي
و سلام لمحمد الامين
و سلام للطيب صالح
و سلام لصلاح أحمد ابراهيم
و سلام لإبراهيم الصلحي
و سلام لإبراهيم اسحق
و سلام لبشرى الفاضل
و سلام لعبد الكريم الكابلي
و سلام لمحمد المكي ابراهيم
و سلام لجون شتاينبيك هيمسيلف
تاني شنو؟
أهو دا رابط مقال حيدر



https://arabi.assafir.com/Article/2634

حتى اعود
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

ابو الحسن سلام
طولنا

"خبر الشوم
وخبر الروم فاح واتبادلو الحروم يا جنا
الدبارة نان كيفن ؟"


الشاعر هيثم عباس



عاش نضال ندى القلعة


:roll: :roll:


The struggle over geography is complex and interesting because it is not only about soldiers and cannons but also about ideas, about forms, about images and imaginings
ادوارد سعيد "الثقافة والامبريالية 2004"
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

ندى القلعة تدخل الغابة

مشاركة بواسطة حسن موسى »





1

ندى القلعة تدخل الغابة؟

قال لقمان الحكيم ينصح ابنه :ـ
يا بني ، لو أردت أن تكون فنانا في بلاد السودان فإيّاك و مناقرة الدولة، الدولة دي مسكت الأسد ملك الغابة و قفلته في قفص و خلّت الناس يجوا يتفرجوا عليه في حديقة الحيوان.فقال ابن لقمان :ـ يا ابتاه دا كله كان زمان، الليلة الدولة باعوها و حديقة الحيوان ذاتها باعوها و بنوا محلها برج القذافي.قال لقمان لإبنه : برضو أعمل حسابك.


سلام يا الفاضل
و عفوك على الَمحْرَكة فقد منعتني ملابسات المشاغل الصيفية عن العودة لهذا الخيط العامر
إن لم تكن قد سمعت بحكاية محمد وردي مع بونا ملوال فهاكها لأنها من جنس حكاوي لقمان الحافلة بالعبر. و بونا ملوال هذا رجل من مواطني جنوب السودان عينه جعفر نميري وزيرا للثقافة و الأعلام في السبعينيات[ المزعومة "زمنا جميلا " في ذاكرة شعب "اليسار المجازف" في بلاد السجم و الرماد التي لم يخلق مثلها في العباد .. إلى آخر كلام الشعراء].كان وردي [ و محمد الأمين ] في طليعة الفنانين المحظورين في اجهزة اعلام السلطة بسبب تاييدهم لحركة 19 يوليو التصحيحية. و بعد مرور سنتين تلاتة خفّ الحظر نوعا و سافر وردي لأديس أببا و غنى للأثيوبيين في واحدة من مساعي تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين النظامين ،و عاد وردي للخرطوم بعدها ليطالب وزير الثقافة برفع الحظر الأعلامي عنه باعتبار أن الغناء هو مهنته التي يكسب منها عيشه.قالوا أن بونا ملوال حاول ان يسخر من وردي فقال له : يا وردي أنحنا زمان اختلفنا مع النظام و دخلنا الغابة و إنتوا هنا تختلفوا مع النظام و قاعدين في الخرطوم و عاوزين تغنوا في الإذاعة و التلفزيون؟ فرد عليه وردي : يا بونا ما تقول لي دخلنا الغابة، إنتو الواحد في الجنوب دا لو مشى عشرة خطوات في أي إتجاه بيلقى نفسه دخل الغابة. قالوا ان بونا و وردي ضحكا معا و بعدها رفع الحظر الاعلامي عن وردي ـ
اها يا الفاضل مالك عليها ندى القلعة داير تدخلها الغابة بذريعة "المشروع الفني" و "الالتزام النضالي" و نوع رطانات اهلنا الشيوعيين السودانيين المبوظة عليهم شغل حزب الفن الديموقراطي في السودان؟
و الله هسع كان عاينت كويس للخرطوم دي تلقاها غابة كبيرة بلا حدود ،القوي فيها ياكل الضعيف و الأجر على الله.و في مشهد" الخرطوم/ الغابة"[ و الصحراء؟] فالفنانين السودانيين ، على إختلاف مشاربهم [و مآكلهم ]إنما يقفون اليوم في مقام أضعف الضعفاء.مستودعا للخزف مبذولا لراحة ثيران الإحباط السياسي المقيم بين ظهرانيهم.يوم يقوم عليهم شاب" مهووس" يقتلهم بذريعة الجهاد و مافي زول يقول بغم، و يوم يقوم عليهم حرس الدولة المتأسلمة يحبسهم لأسابيع في سطوح مباني الأمن أو يعذبهم في بيوت الأشباح، و يوم تاني يلم فيهم علي عروة داك بتاع شركة الإتصالات يفبرك ليهم جائزة فلان العالمية و يقيم عليهم الحد بين السياسة و الفن و يوم تالت يلم فيهم علان الفلتكاني بتاع وزارة الشنو كدا ما عارف ، يشردهم باسم الصالح العام، و يوم رابع يطلع ليهم أمين فنون و آداب الجنجويد يتعلم فيهم الزيانة بسكين ميتة و فيها يدفنهم في غير مقابر المسلمين و الأجر برضو على الله. اها رغم مسلسل الابتلاءات فحزب الفن السوداني ما زال واقف على حيلو يغني و يرقص و يرسم و يكتب و يمثل و يرمم وجدان الشعوب السودانية الصابرة على الاذى ـ

المهم يا زول ـ
مرة و نحن نتناقش في موضوع "سياسة الجسد في السودان " في منتدى جمعية "اجندة مفتوحة" الذي يلم السودانيين بلندن، حكى صديق أن أحد معارفه أصحف في قراءة عنوان الندوة و عاجله بقوله : إتوا يا السودانيين خلاص بطّلتوا كل حاجة و بقيتو تتكلموا في " سياسة الحسد في السودان؟". وقتها راقت لي فكرة سياسة "الحسد" في السودان، كموضوع لمنتدى قادم، ذلك على زعم مناهجي لا أتراجع عنه فحواه أننا يمكن ان نتناقش في كل شيء، على الإطلاق، لو راعينا المنهجية التي تصون التشبيك الذي يحكم الأطراف الذاتية و الموضوعية لإشكاليتنا. اقول قولي هذا و انا استغرب تحرّج الصديق حيدر ابراهيم من الخوض في موضوع الفنانة ندى القلعة، حتى أنه تمترس وراء البروفيسور فلان الذي كتب عن تحية كاريوكا و الباحثة المعروفة فلانة التي كتبت عن اسمهان. و ربما أمكن تفهّم حذر الدكتور حيدر إبراهيم علي من أحتمال اهتزاز صورة المثقف الرصين التي تلبّك حضوره الفكري في خاطر جماهير قراء سودانيين ينتظرونه في مرابط الموضوعات الجادة ـ و ربما "الكئيبة" ـ اكثر مما ينتظرونه في مقام " سفاسف الأمور" مثل سيرة مغنية شعبية من وزن ندى القلعة.ـ
لكن الدكتور حيدر ابراهيم علي، الباحث الذي قضى الجزء الاكبر من حياته بين هموم الفلسفة و علم الاجتماع و السياسة ، يعرف بانه لا يسطيع ،و لا ينبغي له ، مقاربة سيرة الفنانة ندى القلعة كما يفعل الناس" العاديون" في منابر التواصل الإجتماعي. حيدر يقارب سيرة القلعة بأدوات الباحث في انثروبولوجيا الثقافة و يخلص إلى توصيفها كـ " ظاهرة ثقافية" ذات أبعاد سياسية و رمزية و إيروسية إلخ.و ذلك أمر منطقي طبعا. لكن كون حيدر يقارب ظاهرة ندى القلعة بأدوات الباحث الانثروبولوجي لا يشفي الغليل، [غليلي أنا على الأقل]، لأن السؤال الذي ينهض بعدها هو : بأي أنثروبولوجيا يخوض حيدر في سيرة القلعة؟ و ما الذي الهم حيدر ابراهيم الالتفات للقلعة في هذا الوقت بينما هي ،كظاهرة ثقافية ـ موجودة و فاعلة في الساحة الثقافية منذ سنوات طويلة.



كتب حيدر ابراهيم علي :ـ
« 
       كان البرنامج التلفزيوني يستضيف المغنية المشهورة " ندى القلعة" وما ان انتهى البرنامج حتى تكونت كثير من الافكار و الاستنتاجات في ذهني.[
"
و هكذا ، من قولة "تيت" يشهر حيدر منهج الأنثروبولوجي الذي يؤطر ملاحظة الظاهرة بالإستنتاجات و القناعات الفكرية المتكونة في ذهن الباحث، و على أساس هذه " الإستنتاجات و الأفكار" يدخل الباحث على موضوعه مسلحا بقناعاته الايديولوجية و بأحكامه المسبقة. و بهذا فهو أبعد ما يكون عن خرافة الحياد العلمي البريئ التي يروج لها أهل العلوم الإجتماعية المحافظة، و في هذا المشهد فحيدر ـ مثل أي باحث أنثروبولوجي ـ لا ينجو من شبهة التحامل الآيديولوجي المبدئي في مقاربته لاي ظاهرة سياسية،اما مقاربة حيدر[ و آخرين] للظاهرة الثقافية المسماة بندى القلعة فهي تستحق التأنـّي لما تنطوي عليه من عبر في خصوص موقف الصفوة العربسلامية من الظاهرة الـ "طبجندرية" في السودان. و رغم ان "شبهة التحامل الآيديولوجي المبدأي "، كبداهة منهجية، لا تفلت عن فطنة حيدر الأنثروبولوجي الواقع من السما سبعة مرات، إلا أن حيدر استكتر علينا التنويه بهذه البداهة المنهجية الجبارة، لماذا؟ مندري؟. ربما لأن حيدر ينطلق من استنتاجاته " الثقافية" ليسوغ ادانته السياسية لنظام الانقاذ الاسلامي. و في هذا المنظور، منظور المنازعة السياسية السودانية ، فحيدر و الفاضل الهاشمي [ و آخرين] "في سرج واحد" كونهم يحمّلون ندى القلعة احمالا سياسية تفوق طاقتهاالمفهومية كفنانة شعبية بنت رأسمالها الفني تحت شروط اجتماعية و سياسية[ و جندرية] لا براح فيها للهم الجمالي الحر من التزامات البروباغندا السياسية.و هذه القلعة ،موضوع المنازعة، تظل في كل الاحوال قلعة حصينة بعيدا عن متناول نقادها السياسيون الذين تحول أولويتهم السياسية ـ المتمثلة في دحض سياسة نظام الانقاذ ـ تحول بينهم و امكانية معانقة الاشكالية الانثروبولوجية التي تطرحها علينا ظاهرة ندى القلعة و شركاهاـ اقول"و شركاها" لأن القلعة ليست سوى الجزء البارز من جبل الجليد الجمالي المغمور في ماء السياسة السودانية العكر. و حين أنوّه بالسعة المفهومية المتواضعة للقلعة بالنسبة للمهام السياسية الجبارة التي يراكمها لها خصوم نظام الإنقاذ فوق كاهلها الضعيف،فتنويهي قائم على كون هؤلاء الخصوم السياسيين الواقفين في مواجهة نظام الإنقاذ استغنوا بالظل عن ذلك الفيل الكبير الواقف أمامهم و الذي اسمه محمد وردي و محمد الأمين و محمد الكابلي و محمد المكي ابراهيم و محمد الطيب صالح و محمد الصلحي و محمد أحمد شبرين و محمد صلاح أحمد ابراهيم و محمد ابراهيم اسحق و محمد مصطفى سند و محمد الشوش و محمد بشرى الفاضل و غيرهم من محمدي حزب الفن الجزافي العظيم الذين جابوا الصخر بالواد وراء الأسئلة العويصة : اسئلة مسئولية الفنان الملتزم، و قعدوا و فككوا الجهاز المفهومي للمثقف العضوي، و دكلكوا [ دكلكوا دي منحوتة من "دياليكتيك" و الأجر على الله] التداخل بين جبهة الإبداع و جبهة السياسة و هلمجرا...ـ كل هؤلاء الجبابرة كانوا أولى من ندى القلعة بنظرة حيدر و نظرة الهاشمي الأنثروبولوجية النقادة، و ذلك لأنهم، بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، مسؤولون عن الفوضى المفهومية الحاصلة وسط فلول حركة الفن السوداني المعاصر.و معليش للفنانة القديرة ندى القلعة على التعكير المفهومي الكولاتيرال الذي لحق بها بسبب وجودها في وسط هذه المنازعة، لكن الدنيا ما بتدي حريف

سأعود
آخر تعديل بواسطة حسن موسى في الجمعة أغسطس 18, 2017 11:44 am، تم التعديل مرة واحدة.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

و أم كلثوم تدخل الصحراء

مشاركة بواسطة حسن موسى »





2

وأم كلثوم تدخل " الصحراء"

.
يستهل حيدر مقاله بإحالة القلعة لمقام الفنانة الواعية بوزنها الرمزي في خاطر الجمهور و التي تستثمر أدوات سيادتها المشهدية في إحكام مصيدة الغواية على الجمهور و تملـّكه بطريقة تنأى به عن مقام الإرادة السياسية الإسلاموية التي تجسدها سياسات دولة نظام الإنقاذ.و حيدر بكلمته القصيرة ينصّب ندى القلعة ـ لا إيدها لا كراعها ـ في مقام القوة الرمزية التي تتمتع بثقل سياسي يمكن أن يؤثر في المنازعة السياسية السودانية بين المعارضة الشعبية من جهة و السلطة القابضة باسم الدين من الجهة المقابلة ـ
كتب حيدر :"ـ
        جلست الى التلفزيون فأطلت امرأة " في كامل مشمشها" – كما يقول محمود درويش أي شديدة الاعتناء بنفسها لكي تبدأ اغنيتها قبل ان يسمع صوتها وان تقدم اغنية بصرية للمتلقي لكي تمتلكه تدريجياً وفجاءة في نفس الوقت. وبعد  هذه المقدمة و التهيؤ تستطيع ان تدمج اغنيات السمع و البصر او كل الحواس و العقل. معا. وان تغيب المستمع تماما في عوالمها المختارة بعفوية وان يقع لمدة ساعتين او زمن الحفلة كله في سلطة ندى الثقافية بلا فكاك وهو لا يريد فكاكاً طوعياً ويفضل ان يكون خارج نفسه وان لا ينتهي الوقت وقد يقول للزمن ارجع يازمن – كما تقول الست ثومة" .
من خلال هذاالتأطير السريع يقدم حيدر الفنانة ندى القلعة كأنثى تكيد للجمهور بما تملك من جاذبية إيروسية ،لخصها حيدر في صورة هذا الـ " مشمش" المبذول لنهم الحواس الذكوري [ "و العين تزني »كما جاء في الأثر]فكأنما القلعة تتذرّع بالغناء لتراود الجمهور الذكوري عن نفسه ، و كأن فنها الغنائي يضمحل لصالح اولويات الغواية الايروسية،التي تتيه بالذكور المنعظين بعيدا عن الموجهات الدينية القاطعة
": قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور:30-31 »


و حيدر هنا في مشهد من " جا يكحّلها عماها" لأن مقصده المركزي كان تقديم صورة المرأة الحديثة التي تتمتع بفرادة شخصية و بسيادة جمالية قمينة بالفعل السياسي المعارض ،فإذا به يمسخها ـ عن غير قصد أو بقصد اللغة الملغومة بإلتواءات الآيديولوجيا الذكوريةـ ـ لصورة المرأة الشيطانية التي تجسد الفتنة المتربصة بالرجال كما جاء في الحديث المنسوب لأسامة بن زيد عن النبي أنه قال"ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء".و في نظري الضعيف فحيدر ـ في هذا المشهد ـ إنزلق في عادات لغة النظر الذكوري العربسلامي للمرأة ربما لأنه ـ كـ "راجل سوداني" ـ نظر للأنثى المتبرجة الماثلة على خشبة مسرح الغواية الإيروسية و غفل عن رؤية الفنانة التي تبذل معرفتها و خبرتها بفن التصاويت الذي نسميه الغناء السوداني الحديث. طبعا نغمط حيدر حقه لو لخصناه في صورة "الراجل السوداني"، صريع تلك "النظرة الثانية" الممنوعة، لأنه يمثل أمامنا، أيضا ، في صورة الباحث الأنثروبولوجي الذي يمتلك منهجية علمية تجعله فوق مقام ثقافة المباح و الممنوع.
و أظن أن مفتاح نظر حيدر الأنثروبولوجي يكمن في عبارته الأخيرة التي تمسخ ندى القلعة لنوع من «  ثومة »سودانية تتمتع بسلطة ثقافية طاغية لا يسطيع أحدا منها فكاكا. و هذا جور مزدوج في حق "الست ثومة" و في حق ندى القلعة في نفس الوقت.و اظن ، آثما، أن حيدر هنا يقف موقف نفر كبير من المثقفين السودانيين الذين لا يعرفون عن ام كلثوم سوى الكليشيهات الدارجة في حق المغنية الشرقية التي تغني حرمانها العاطفي و غلبها المادي و كآبتها الجندرية. طبعا لا يليق أن ألوم حيدر عل إكتشافه المتأخر لندى القلعة لكن قلة عنايته بتاريخ فنانة و شخصية سياسية من وزن أم كلثوم، هو غلظة ثقافية لم أكن أتوسمها في الباحث الأنثروبولوجي و دارس العلوم السياسية الذي عاش و عمل عقودا طويلة في مصر أم كلثوم. حكى لي بعض اصدقائي الشيوعيين نكتة نقد و عبد الخالق الذي عاش في مصر و احبّ غناء ام كلثوم. قالوا ان نقد علق على سماع عبد الخالق المتحمس لغناء ام كلثوم بقوله : ام كلثوم غنـّاية بس بتبقى تقيلة شوية على الاضان لمن تعيد نفس المقطع سبعة مرات. قالوا ان عبد الخالق رد عليه بـ :و الله تقيل انت لأنك بتحسب عدد المقاطع المعادة.و هكذا، رغم إتصال العلاقات التاريخية و السياسية و الثقافية القديمة بين الشعبين المصري و السوداني، إلا أن السودانيين ـ بخلاف القلة ـ انتظروا حوالي اربعة عقود من الزمان قبل ان تتفتح حساسيتهم الموسيقية ناحية غناء ام كلثوم الذي كان منتشرا خارج مصر منذ نهاية عشرينيات القرن العشرين.و هو تفتح تمخضت عنه ملابسات جيوبوليتيك الحرب الباردة في الشرق الاوسط في ستينيات النسخة الناصرية لحركة القوميين العرب.ـ و ذلك حين انخرطت الصفوة السياسية السودانية في نزاع الشرق الأوسط بعيد هزيمة حرب 1967.[ مؤتمر" اللاءات الثلاثة"، القمة العربية في الخرطوم في أغسطس 1967]ـ فأم كلثوم وصلت للخرطوم أول مرة لتغني على المسرح القومي بالخرطوم في 1968، و ذلك ضمن حملة البروباغندا العروبية الواسعة التي أطلقها النظام الناصري تجاه الشعوب العربية من الخليج إلى المحيط.. غنت أم كلثوم " هذه ليلتي" في الخرطوم و اختارت " أغدا ألقاك؟" قصيدة الشاعر السوداني العروبي الهادي آدم، صاحب ديوان " كوخ الأشواق" لتغنيها في موسمها القادم.ـ
طبعا غناء أم كلثوم في الخرطوم كان نوعا من "دخول صحراء" السياسة العربية الممتدة بين الخليج و المحيط. و هو دخول سياسي بتوجيه المؤسسة السياسية العروبية ضمن سعيها لترميم الجسم السياسي العربي المثخن بجراح الهزيمة. هذا الدور السياسي الواضح لأم كلثوم لم ينبثق من فراغ و إنما كان نتيجة منطقية لمسلسل التطورات السياسية التقدمية التي هيأت أم كلثوم للتوافق السياسي مع المد الشعبي التقدمي المعادي للإمبريالية و الرجعية العربية الذي جسده نظام عبد الناصر على مستوى مصر و على مستوى العالم العربي في نفس الوقت. و لو راجعنا مسار أم كلثوم السياسي فسنجدها تنزلق بعفوية كبيرة لجانب القوى الشعبية الفقيرة في مصر، و لا عجب فهي في حقيقتها الطبقية واحدة من بنات الفلاحين الفقراء الذين عانوا الأمرين من تسلط تحالف الباشوات ودوائر رأس المال الكولونيالي. تقول بعض المصادر أن أم كلثوم أسست أول نقابة للموسيقيين في عام 1943 و ظلت برئاستها لمدة عشر سنوات.و هي فترة كان المجتمع المصري فيها يمور بتيارات الإستقلال و حركات التحرر الوطني من الإستعمار » و في عام 1946 غنت لأحمد شوقي « سلوا قلبي »التي استحالت لنوع من بيان سياسي وطني بسبب ابياتها التي تقول : و ما نيل المطالب بالتمني و لكن تؤخذ الدنيا غلابا

. و بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية و نكوص بريطانيا عن وعدها بمنح مصر الإستقلال التام غنت أم كلثوم قصيدة " ولد الهدى" التي احتج القصر فيها على كلمة " الإشتراكيون" في المقطع :
الإشتراكيون أنت إمامهم
لولا دعاوي القوم و الغلواء
لكن أم كلثوم أصرت على عدم تغيير أي كلمة في الأغنية

هذه الأم كلثوم الوطنية كانت بين جماهير الشعب المصري الفقير التي فرحت بقدوم التغيير الإجتماعي التقدمي على يد حركة " الضباط الأحرار"،[1952]، و لذلك نراها انخرطت بحماس في الخط السياسي للناصرية، و لعبت الدور الذي كان ينتظرها كحادية [ و لو شئت قل "حكّامة" و لا جناح ]للواقع السياسي الجديد. و كافأها النظام الناصري بأن جعل منها أيقونة عروبية وحدوية تجسد آمال التحرر من الهيمنة الإستعمارية و وحدة الشعوب العربية .كل هذا التاريخ سوّغ لمحبيها أن ينادونها بألقاب جديدة مثل" سيدة الغناء العربي" و "كوكب الشرق" و " موحدة العرب" ، و هي ألقابلم يكن أحدا يطلقها على المغنين الشرقيين قبل أم كلثوم.و لعل مجدها القومي الحقيقي تمثل في فترة الدعوة للنهوض العربي التي أعقبت هزيمة 1967 حيث صارت تصعد مسارح العواصم العربية و تخاطب الشعوب العربية بخطاب الوحدة العربية من فوق رؤوس الملوك و الرؤساء العرب.
بين هذه الأم كلثوم القادمة من القرية للقاهرة ثم للوطن العربي ثم للعالم بحاله و تلك القلعة المستحصنة داخل " مثلث حمدي" الضيق، فرق سياسي شاسع مثلما بينهما ـ في نفس الوقت ـ قرابة جمالية و جندرية حميمة
و لو تأملنا في البعد السياسي لكلتيهما فالمقارنة شبه مستحيلة أولا لأن أم كلثوم بتاريخها الطويل،[ 1898ـ1975]تمثل كـ "شاهد ملك" على هذا القرن العشرين الذي تقلب فيه المجتمع المصريـ و المجتمع العربي ككل ـ بين أقدار سياسات السلطات الخديوية و الإستعمار و الديكتاتورية الناصرية.بينما ندى القلعة ـ مع مراعاة الفوارق الزمانية و الثقافية ـ تمثل بيننا كضحية للدمار الكولاتيرال لتقلبات السياسة السودانية.و ربما لو اتيحت للقلعة فسحة من الزمان تقارب الفضاء الزماني الذي عبرته أم كلثوم ،لكان في وسعنا أن نستنطقها في المعاني السياسية و الجمالية لدورها كظاهرة ثقافية. طبعا هذا لا يعني أن القلعة تقف في الفضاء السوداني العام بلا دور على الإطلاق. لكن الدور الذي تصوره لها حيدر كأحد حملة راية المقاومة الشعبية العفوية لا يعوّ ل عليه .ـ
كتب حيدر :ـ
ـ« 
  مثلت ندى القلعة ثقافة مضادة لثقافة الهيمنة الرسمية ورغم القمع و الاموال  و الجهود من قبل الدولة و الاجهزة الرسمية لفرض ثقافة مهيمنة ذات طابع ديني لم تستطيع الدولة الغاء ظاهرة ندى القلعة وغيرها من الظواهر الثقافية و الفنية التي تحرج المشروع الحضاري. وهى تحاربه وتضعفه و تتحداه دون اللجوء الى الآيديولوجيات الضخمة           و مؤامرات السياسة وحتى اللجوء الى الكفاح المسلح. فهذه الظواهر تستخدم دبابيس صغيرة في تنفيس هذا البالون الضخم. وتقدم ندى القلعة ثقافة مقاومة وممانعة لا تريد ان تكون جزءا من الثقافة الكبرى، وهى ثقافة فرعية (‪sub – culture‬) ولكنها شديدة التأثير وقادرة على جذب الناس بوعي او لا وعي. »ـ
هذا الدور النبيل الذي تصوره حيدر لندى القلعة لا يعدو كونه أسقاط طوباوي أبيض ينطوي على لبس أنثروبولوجي غميس فحواه أن المبدع هو بطبعه الجمالي ديموقراطي و ثوري و مقاوم أصيل لسلطات العسف السياسي. بل أن حيدر ينتفع بحالة ندى القلعة لتمرير نظرية بحالها في الكفاح السياسي الناجع الذي يهدف لمحاربة المشروع الحضاري لساسة نظام الإنقاذ. و بالتالي ما علينا سوى تجييش كتائب الجهاد الإبداعي التي تستغني بسلاح الفن الفتاك عن" الآيديولوجيات الضخمة" و "مؤامرات السياسة" و "اللجوء إلى الكفاح المسلح"ـ و أشك كثيرا في كون حيدر مقتنع بنظرية "كتائب الجهاد الإبداعي" ،و موقفه لا يعدو مجرد تعبير عن مشاعر يأس سياسي من اهل الآيديولوجيات الضخمة [ ترجم :الحزب الشيوعي أو/و الجمهوريون و البعثيون ]، و أهل" مؤامرات السياسة"[ترجم : الأحزاب التقليدية المعارضة] و أهل " الكفاح المسلح"[ ترجم الحركات المعارضة المسلحة ]. طبعا يأس حيدر السياسي الذي ألهمه التحالف مع" حزب الفن" السوداني، يملك أن يعبر إما عن موقف التفاؤل الخلاق بدور المبدعين السودانيين في مخارجة أهاليهم من الأزمة السياسية الطاحنة أو عن موقف الغريق الذي يتشبـّث بقشة وسط لجة الأمواج المتلاطمة في بحر السياسة السودانية الهائج. فما العمل؟ مندري؟ لكن حسنة حيدر الكبرى تتلخص في كونه ابتدر المناقشة حول المسؤولية السياسية للمبدعين السودانيين من باب ندى القلعة التي هي فنانة [ و تاء التأنيث مهمة في هذا المقام] من غمار الشعب تدخل على صناعتها بالحس العفوي الذي يفرز بيّن الحلال و بيّن الحرام و يتأنـّى عند ما بينهما من أمور السياسة المشتبهات . و لو نجحنا في عقلنة المنهجية التي تدبر عليها فنانة مثل ندى القلعة ستراتيجيات البقاء على خشبة سوق الفن السياسي السوداني فمن المحتمل أننا سنتمكن من عقلنة مواقف مبدعين كبار اضطرتهم أسباب البقاء لمداهنة السلطان الجاهل في ذلك البلد الحار الجاف المتلاف و في غيره .
سأعود
ـ
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

لقمان:

لقينا عوجنا قايم بيننا ماعرفناهو ماقلنالو كيف حالك.



حسن موسى:


استخدم حزب الفنانين منهج طبجندري سياسي اجتماعي فني كمسند بصري لرسم لوحة صراع جيوسياسي مركّب.



لقمان:

الإتبلبل يعوم يافردة

---------

الفورة مليون يا ابا الحسن .

العود أحمد

The struggle over geography is complex and interesting because it is not only about soldiers and cannons but also about ideas, about forms, about images and imaginings
ادوارد سعيد "الثقافة والامبريالية 2004"
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

https://www.youtube.com/watch?v=85tqL4NX5c0

لقاء ندى القلعة ....
الشكر للأصحاب هذا الملف جميعهم ...
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



رابط قصة قصيرة لشخصي في مدوّنة "الراكوبة" عام 2015 :

( الرئيس مبسوط مني )

https://www.alrakoba.net/articles-actio ... -64923.htm

*
الشكر الجزيل مُجدداً على النظر للموضوع من جهات شتى .
ونخص بالشكر :

الدكتور حيدر إبراهيم
الأكرم الفاضل الهاشمي
الأكرم : حسن محمد موسى

وكافة قراء وقارئات مدونة سودان فور أول .
وأتمنى على الجميع أن يتناولوا أيضاً أصحاب الشراكات المُعلنة والخفيّة و الموسيقيين وأيضاً تقنيات الغناء عندنا ، وقد اخترتُم " ندى القلعة " أنموذجاً .

*

ÚÈÏ ÇáÝÊÇÍ ÚÈÏ ÇáÓáÇã
مشاركات: 15
اشترك في: الاثنين فبراير 11, 2013 6:20 pm

رسالة عبر الاستعراض

مشاركة بواسطة ÚÈÏ ÇáÝÊÇÍ ÚÈÏ ÇáÓáÇã »

أولا كل الشكر للمتداخلين و للاستاذ الهاشمي لابتداره هذا الموضوع الشيق و المعقد في آن.

و ثانيا لم استطع تنسيق الكتابة كما يجب فالمعذرة من الجميع.




من منظور الأنثي البشرية كموضوع جنسي نشأت في اعتقادناالضعيف عقب

عام 1989 و ماتلاه من أعوام طويلة في بلاد السودان أو بالأحري في حاضرة بلاد

السودان المكتظة بنحو 10 ملايين نسمة جلهم من الفقراء و المعدمين ،

مفاهيم جديدة طبقا لبنية السلطة و الثروة التي آلت بآلية الاستيلاء و

الاستحواذ بمبدأ قانون الأمر الواقع . و هذه المفاهيم الجديدة هي "محايثة"

بلغة المغاربيين الأكاديميين أو "مخالفة" بلغتنا نحن . أقول هذا لأني

رأيت "بأم عيني" في تلفزيون الحكومة السودانية قبل أعوام في برنامج طبي

طبيبة مختصة من أهل أمدرمان استضافها البرنامج في موضوع ما ، لا أذكره .

ما أدهشني أن تلك المختصة كانت ترتدي ثوبا سودانيا داكنا و كأنها ذاهبة

لحفلة و غطت ذراعيها بغوائش ذهبية فوق الزي "الآيدولوجي" المفترض أي غطت

رأسها بغطاء ملون و ذراعيها و رقبتها طبعا و فوقهم جميعا ثوب السهرة و

تظهر الحناء واضحة في كفيها و إضافة لذلك تلبس عددا مهولا من الخواتم

الضخمة حتي تظنها مدكوكة في صوابعها العشرة و كمية من الكحل الكثيف حول

العينين و أشفقنا علي المذيع الذي بدا عليه الانبساط و الانشراح و كذلك

المصورين من أن يكون هناك "دخان طلح" منبعثا من مكان ما داخل الاستديو

يؤدي للإصابة بالاختناق . تلك الصورة هي ما لم نكن اعتدناه في الطبيبات

السودانيات قبل 89 ، أي طبيبة سودانية عادية مرتدية طيب الذكر الثوب

الأبيض الرسمي.


و لما استقصينا عرفنا أن السيدة الدكتورة المختصة زوجها من المقربين من

السلطة و قال محدثي المختص في "السلوك البشري" أن هذا ما يفعله

بالضبط "التواقون" لنيل رضا الكثيرين من الممسكين بزمام الأمور و أن بعض


الممسكين أولئك ، إن توخينا الموضوعية ، إن لم يكن الكثيرين منهم ،


يعشقون النموذج الشكلي للطبيبة المختصة أو الأنثي المذكورة أعلاه .




و عندما تمعنت النظر في أحدي فيديوهات السيدة "ندي القلعة" و التي كانت

فيه ترغي و تزبد بيديها و برقبتها البائنة مكتنزة بالجواهر بأحد

أناشيد "الحماسة" القبلية الذكورية و حولها و أمامها جمع من أهل السطوة

و النفوذ أندهشت أيضا لأن منظرها كان لا يختلف البتة عن تلك الدكتورة

المختصة إياها . و فكرتُ ، أي أنا ، أن المغنية ندي إذن علي دراية كاملة

بمتطلبات "سوق السلطة و الثروة " الخفي و لا ندري بالطبع إن كانت علي

المام ما أو مهتمة بالمنازعة السياسية الدائرة في سوق الخرتوم و

لكنها "قطع شك" فاهمة لعبة "السلطة والثروة" بطريقتها.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

قصة الشقليني

مشاركة بواسطة حسن موسى »



سلام للجميع

كتب عبد الله الشقليني في "الراكوبة "بعضا من سيرة حضور المطربة ندى القلعة في" مؤتمر الحوار الوطني" و قد بدا لي إثبات النص هنا مفيدا لإستئناف المناقشة. في موضوع حضور و غياب المبدعين السودانيين على مسرح السياسة.




الرئيس مبسوط مني
10-10-2015 10:10 PM

لم تكُن تُصدق " المُطربة " أنها مدعوّة للمؤتمر، بوصفها تمثل الرأي العام الوطني والأهلي. وقد اختارها الحزب الحاكم بعد أن راجع كل لجانه، واتفقوا حول الشخصيات العامة، وتنازعوا بشأنها كثيراً، ولكن استقر الرأي على اختيارها ضمن المدعوات. واتفقوا أنها امرأة عمل أهلي عام، ثبت وجودها المؤثر في الحياة السودانية في الوسط ولها شعبية وسط العامّة!. ويشكل وجودها عنصراً هاماً في الدعوة إلى عودة الوطن إلى جادة طريق الحوار.

أكملتْ في اليوم الموعود كامل هندامها لتظهر بالصورة التي عرفها جمهورها، وتريد أن يتعرف عليها السياسيون في منصة الحوار. وأن لها رأي يتوقف عنده أصحاب السياسة، وأنهم ليسوا وحدهم منْ يقرر في شأن الوطن، بل هي سيدة ترى أنها تمثل رأياً عاماً، له منصته التي يجب أن يتحدث فيها أمثالها.

(1)

فكّرتْ ونجّمتْ كثيراً، ورأت أن تشور الأقربين، فالموضوع، لم تكن تعرف عنه كثير شيء، وما المطلوب منها؟ .هل المؤتمر بالليل أم بالنهار، أم هو في النهار دون غيره ،أما" الليل فهو يُغطي الجبال " كما يقول المثل. هل مطلوب منها شيء مُحدد، أم أن الموضوع سياسي و " طق حنك "؟. وهي تعلم في قرارة نفسها أنها سياسية في فنّها، وأن جمهورها من أصحاب السلطان كثرٌ، ويطلبونها في غير موعد، ولهم أغراض ليس من السهل الحديث عنها في العلن، ولكنها لا تعرف دورها في مؤتمر الحوار. سألتْ نفسها: ماذا يريدون يا ربي؟ أي نوع من الظهور سيكون لها، هل تتحدث أم تُغني، وهل تُغني للخاصة أم لعموم المؤتمرين ؟!. وماذا تَعني " الهوية السودانية " و"الحريات والحقوق " و " قضايا السلام "؟ ومن هم أصحاب الحركات المُسلحة؟، هل يأتون بسلاحهم أم بدونه؟ أما منْ استشارتْ ، فكان الرد :ما المسؤول أعلم من السائل؟!

(2)

هذا اليوم هو يوم افتتاح مؤتمر الحوار الذي يرغب أن يخلق واقعاً جديداً. تجلّت في صورتها وهي سيدة الطرب وملكة غناء " التُم تُم " التي تسيّدت الساحة الفنّية. ولكن ربما للمكان والحضور رأي آخر. وربما يقرر كيف تكون طلعتها. ربما تشارك في اللجان، وربما تكون رئيسة لجنة من لجان المؤتمر، فالله سبحانه قادر على كل شيء. فهي تملك خبرة طالت السنوات، تعرّفت خلالها على نبض الشارع، وتملُك تهدئته أو غليانه الثائر، وهي دون شك قد استجابت للرغبات الدفينة التي تقبع في قاع أذهان البعض. مرّ في خاطرها أن هناك مجموعة من غِمار الناس، كانت تُخاطب أفراحهم وتُرضي رغباتهم. وجاءت بها سلطة يهمها الرأي العام، ولم تكترث لما يقوله الحُساد، فهي ترى نفسها السودانية الأصيلة، وهو التعريف الجديد بها. إنها أيضاً تُمثّل غمار الناس والرعاة من الأطراف والتُخوم، وتذكر كثيراً أغنيات " الدلّوكة " التي استجاب لها أهل " البُطان ". وقفوا أمامها وهي تُغني، وتلاقت السياط مع الأجساد نصف العارية، وتذكر أنها رأت الدماء ترشح من الأجساد، وهي تُغني أول مرة تشاهد ما يحدث أمامها. ودون أن تحس قالت بصوتٍ هامس " ووب علي ".

(3)

إن البُطان في خرطوم السودان عادة قديمة من عادات وطقوس الأفراح منذ الثلاثينات وإلى الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي وانقرضت من بعد وانزوت في بطون الأرياف ولم تزل بقاياها هناك: يتكئ " الفارس " اصطلاحاً على عصاه، عاري الصدر والظهر، ويتقبل دون حراك ضربات السياط من " العريس " أثناء أغنيات " الحماسة ". الخوف والإثارة مرتبطان ببعضهما ارتباطاً وثيقاً. من بعد الحفل وفي الصباح وإلى أشهرٍ، ينام " الفارس " على بطنه إلى حين تشفى الجروح!، هي دعوة لمغالبة الأهواء ونزاعات النفس. السياط في هذا الزمان أخف وقعاً على الجسد، ولا تشبه عادة الأيام الماضيات. صورة يراها المختصون في دراسة علم الفلكلور، أنها اليوم تستعيد رونق ماضيها مع اختلاف الصورة والصوت والمُخرجات، بل الأغراض.

(4)

ترى ماذا يقول المُتزمتون من المنتمين للسلطة الحاكمة؟. يقفون بريبة، ويعتقدون أن اختيار المطربة المشهورة لم يصادف قناعة، وإنها جالبة معها مزامير الشيطان! فهم في دواخلهم يريدون أن يتمسّحوا بهذا النمط من رجس الشيطان، وأنهم في الظاهر اعترضوا على الجهات الحكومية المُنظِمة: كيف تجرؤوا لدعوتها، ألا يعلمون تاريخها الخفي والظاهر ؟!،

في مثل هذا اليوم المشهود، فإن الغائب، سيغيب عنه المشهد المحظور على الإعلام، وإن الحاضر لا يسعه كل شيء. فالدنيا مكنوزة بالعجائب، فرأت المُطربة أنها اليوم مطلوبة أمام الحوار، فدون شك لها شأن فيما يحدث. ربما يدعونها للغناء، ففقرات الحوار مفتوحة من أجل " الوفاق السلمي "، وإن الهدنة ووقف إطلاق النار حاضرتان بقرار جمهوري. والصحافة اليوم ستستعيد حُريّتها، على غير ما كان من قبل، فقد جاء الانفراج الكبير من الرئاسة. ورأت المُطربة أن طريقها سياسي، عبر فن غناءٍ يُحسن التعامل مع الغرائز. وهو اليوم لم يأت ليكون ديكور إخراج، بل جاء ليُشارك!

على أية حال أبلغتْ السيدة "المطربة"، طاقمها الموسيقى بأن يكونوا على أهبة الاستعداد، فربما يطلبون غناءها مشاركة في نثر بُهار افرح أو إثارة الرغبات الدفينة على أجواء المؤتمر، ليختلط الحوار السياسي بالمتعة، بدلاً عن تجهُم الأوجه السياسية. وسوف يتعدّل برنامج نشاطها الفني من حفلات وبروفات. وقد تم إخطارها من قبل القائمون على الأمر بأن التعويض " كاش داون "، لأن بنود الصرف جميعها بلا سقوف. وسوف ينوبها من الكرم الحاتمي الكثير، وأن الفندقة من لزوم الضيافة إن رأت " المطربة "أن تقضي يومها مع الضيوف، فلها سكنها الخاص بينهم إن أرادت، والجناح مُستأجر، ومتروك لها استخدامه وقت تشاء.

(5)

نظرت المُطربة حولها أثناء وجودها في الجلسة الافتتاحية، وقالت: " هذا مهرجان بحق، جمعٌ طيب دون شك"؟. تفرست في أزياء النساء من حولها، وقارنت مظهرها مع المتأسلمات من نساء السلطة، واطمأنت فهي متفوقة دون شك. وأقسمت في نفسها أنه لو تُرك الأمر لها لجرجرت النافرين إلى الخضوع إلى ما تريده الحكومة والسلطة، فقط أن يتركوا لها الحبل على الغارب، ويبعدونها عن " الداعشيين "! لأن مظهرهم لا يُريحها، رغم أنها عرفت البعض الذي يُظهر بخلاف ما يُبطن. وهي قصة معروفة أن الكثير من دُعاة العدالة والشرعية والنزاهة والأخلاق، عادة ما يبدؤون بسنة الإسلام السلام، ثم تطفر إلى العلن ما في سرائرهم من رغبات دفينة.

عبد الله الشقليني
10/10/2015
[email protected]
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

شوف و تأمـّل

مشاركة بواسطة حسن موسى »



سلام يا الفاضل
قالوا الإيد الواحدة ما بتصفـّق و أنا اليومين دي إيدي واحدة و كمان مغلولة إلى صدري فأمهلني يومين تلاتة حتى استعيد ما فقدت [ شوف رسالتي في ر.خ.]
و انا اقلب صفحات يو تيوب وقعت على هذا الفيديو الذي يضيئ وجها انسانيا لندى القلعة لا يحفل به مؤججوا المنابر الإسافيرية. و الناس غالبا ينسون [أو يتناسون] ان الفنان الذي يحمل قناع الايقونة الجماهيرية هو ايضا شخص يحيا ضمن تشابك علاقات الواقع اليومي الخاصة و العامة
بالله تامل في هذا الفيديو حتى اجيك راجع

https://www.youtube.com/watch?v=J1iV48TUoww

و كمان دا

https://www.youtube.com/watch?v=r2fVB7lc30c


و دا برضو

https://www.youtube.com/watch?v=FK3Bgap-KUU
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

سيرة المغنيات

مشاركة بواسطة حسن موسى »




سلام يا الفاضل

و هكذا يا صاح كلما قلبت صفحات الأسافير وراء ندى القلعة كلما تكشفت لي جوانبها الأكثر تشويقا من سيرتها البالغة التركيب.ففي فيديو برنامج " البساط أحمدي" تحكي الفنانة عن طفولتها التي تشبه طفولة بنات جيلها من أهل الحواضر.تلميذة يافعة تحب مدرستها و تحلم بأن تواصل تعليمها لتصبح دكتورة و تحفظ ذاكرتها من تجربة الدراسة وجه الغناء و الأناشيد رغم أنها لم تكن تتصور يوما أنها ستصير مطربة.ـ بهذه السيرة العادية التي أهلتها للإنخراط في القناعات الثقافية السائدة وسط عربسلاميي الطبقة الوسطى الحضرية تدخل القلعة الوسط الفني كمطربة، على أثر نساء سودانيات رائدات من ذوات المراس مثل عائشة الفلاتية و فاطمة الحاج و حوا الطقطاقة و مهلة العباديةو منى الخير و أمبلينا السنوسي و آخريات سبقنها و عبّدن أمامها الطريق و فرضن صفة المرأة المنتصبة ـ بذريعة الطرب ـ في الفضاء العام الذي تتحكم فيه الثقافة الذكورية، بل و طرحن أمامها أكثر من خيار فني و وجودي.ذلك أن ندى القلعة ، مثل غالبية بنات جيلها ، تسير على درب علمته تجربة الحركة النسوية السودانية في معناها العام الذي يشمل الحركة النسوية السياسية التي ازدهرت ضمن زخم " ثورة أكتوبر 1964 و حين علا صوت ام بلينا السنوسي في الستينيات مع صعود الأغنية الكردفانية الحضرية كان محمد الأمين حاضرا ليتلقف عطاء المغنية الشابة في "ملحمة أكتوبر" العظيمة . و بعيد أكتوبر تهيأت الأسماع لموهبة البلابل و لحضورهن الموسيقي و المشهدي الفذ الذي صاحب تفاؤل السودانيين في السبعينيات بغد مشرق جديد عماده التنمية و السلام و الوحدة الوطنية و القومية. و لا بد أن ندى القلعة الطفلة التي كانت تشدو بأناشيد المدرسة دون أن يخطر ببالها أنها ستحترف الغناء ذات يوم، لا بد أن خيالها الغنائي و المشهدي قد تشكّل على مرجع البلابل و مجموعة المغنيات الأصغر سنا اللواتي تبعنهن على خشبة مسرح الحضور النسائي الموهوب. و في هذا المنظور التاريخي يمكن القول بأن ندى القلعة لم تخرج من الفراغ و إنما تمخضت عنها جملة الشروط الثقافية و السياسية. التي صنعت مجتمع السبعينيات و الثمانينيات و لهذا السبب فهي لم تكتف بدور المطربة التي تغني و السلام و إنما تتجاوزه لدور المواطنة التي تسهم في العمل العام بمساعدة ضحايا السيول ف 2015 [ راجع الرابط

https://www.youtube.com/watch?v=FK3Bgap-KUU

].ـ
في يفاعتنا كنا نعجب بالبلابل ، لا كصوت جديد فحسب و إنما كفتح ثقافي حضري جريئ لكننا كنا نشيح بأسماعنا حين يصدحن بغناء البروباغندا السياسية لنظام النميري من شاكلة " أب عاج أخوي يا دراج المحن " مثلما كنا نشيح بأسماعنا عن " أبو داؤود" العظيم حين يصدح ب " الشعب قسم يقولها نعم ليك يا القائد الملهم" التي أخرجتها آلة البروبغاندا المايوية لتحضير أول استفتاءات النميري المزيفة.كنا نعرف أن ابو داؤود كان موجودا قبل النميري و أنه سيظل موجودا بعد رحيل النميري . و نفس المنطق يمكن أن يسري على الفنانين الموهوبين الذين تضطرهم ملابسات البقاء في سوق الفن الملغوم بألغام السياسة لممالأة السلطان الغاشم . و لو كان لي أن اوصف شجرة نسب ندى القلعة الجمالية فأمهاتها البلابل و جدّاتها حوا الطقطاقة و عاشة الفلاتية و آبائها محمد وردي وسيد خليفة و أجدادها ابراهيم عوض و الكاشف. و هي شجرة ممتدة في عمق تاريخ المجتمع العربسلامي لغاية عهد المغنيين الذين زينوا العصر الوسيط بمساهماتهم العالية.ـ

سأعود
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

رويدا يا أنجشة..

مشاركة بواسطة حسن موسى »



رويدا يا أنجشة ..


سلام يا الشقليني
و الله قريت قصتك و كدت اقول "«رويداً يا أنجشة، لا تكسِرْ القوارير»،[و في رواية "رفقا بالقوارير"]، بعدين تروْيدت شوية و قلت : القوارير شنو؟ يا خي ترفق بنا أنحنا القاعدين نراعي ساكت و نتأمل في أحوال حزب الفن السوداني.يا شقليني حملت على الفنانة الشعبية الكبيرة حملة شعواء بسلاح الأدب و ما خليت ليها صفحة ترقد عليها، و لم تكتف بذلك لأنك أمسكت قلمك عن العنقالة الذين انتفعوا بحملتك لإغراق هذه الفنانة في بحر من السباب البذيئ من نوع ما كتبه شخص يسمى " الأعيسر" و هو عسر مجاني و ركيك لا مبرر له
« 
واحدة من الاحزاب السياسية المدعوة للحوار الوطني هي ندي القلعة لاني لااعرف اسم والدها وندي القلعة هذي هي التي غنت للشريف والفضبحة التي يعرفها كل سوداني وهي التي غنت اغنية يقال انها هابطة ومنعت من النشر كما يفعل حهاز الامن بالصحف وندي القلعة هي واحدة منالصور الغير مشرفة بل مسيئة للاغنية السودانية بل للادب والذوق السوداني هذي هي تشارك في الحوار بربكم من هي هذة الندي حتي تتحدث باسم الحوار ام ان الموتمر الوطني يحشد كل عاهرة في موتمراتة اليس هذالعب عل الشعب السوداني اليس هذا نوع من قرف الموتمر الوطني فيا ندي القلعة ان كان شريف مبسوط منك فالقوي سياسية لا تعرفك فاولي لك لمسات وبسمات الشريف
« 


يا شقليني الزول البيكتب نوع قصتك الفي الراكوبة دي و يشنع بيها في حق المطربة الشعبية الكبيرة مفروض يقوم على الفيل الصفوي الكبيرالطيب الصالح يمسح به الأرض و يلف على محمد المكي ابراهيم يمسح بيه السما و يعرج على صلاح أحمد ابراهيم و صلاح محمد وردي و محمد الكابلي اللعمى البقولولو ود البادية و بقية الأفيال العربسلامية العظيمة يمسحها مسح غرائب الإبل . زمان الطيب صالح طلع لينا بـ " البشير كويس معانا"، و ما عجبنا كلامه و لمناه على ممالأته البايخة للسلطان كونها تموّه البروباغندا السياسية الدارجة وراء غشاء المجاملة السودانية الغليظة .و شفنا محمد وردي يطرّب مجلس عمر البشير بصوته الذي أشجانا بالأكتوبريات العظيمة بتاعة مقطوع الطاري محمد المكي هارون و خلافه وخلافه. أها يا الشقليني ، في الوكت داك قمت علينا و زجرتنا على «  إطلاق الرصاص  » على كبار مبدعينا كما جرت عبارتك  على الرابط
https://www.sudan-forall.org/forum/viewt ... 689a529b44
و حين يزكّي الطيب صالح عمر البشير كـ " رئيس كويس جدا للسودان في هذه الفترة", فهذا الكلام الخطير في خشم العالم الجليل ، و الذي استفزانا كلنا ،[ و ضمير الجماعة عائد لقبيلة قراء و معجبي الطيب صالح و لكافة الديموقراطيين] ، كان مفروض يستفزك و يحفزك لكتابة دراسة طويلة في موضوع الخذلان السياسي و الأخلاقي لمبدعينا الخائضين في مياه السياسة السودانية العكرة، و الحاصل إنك أشحت عن مشهد الفيل الطيب الصالح [ وأخوانة الكواشف]و كشفت عن الإستفزاز الذي أصابك من جراء حضور المطربة ندى القلعة في محفل سياسي من محافل النظام الكثيرة ،و كمان كتبت " قصة" في الموضوع. لماذا؟ مندري؟
شوف الرابط بتاع كلام الطيب صالح هنا و تأمل .

https://www.youtube.com/watch?v=wqf2IZrv6U4




سأعود
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


( يا روحي سلام عليك.. أنا الحار في دواي عُلما وأطبَّا )


الأكرم : الهاشمي ...
تحية كبيرة لتخيُرِك الموضوع .

(1)

التحية ( للدكتور حسن موسى ) ، وأعلم أنه لا يُحب أن تٌشيع المناصب بين الأصدقاء ، ومنهم منْ قال " كما أن بعضهم لا يُحب إشاعة الفاحشة بينهم "
{ لم نزل في خلافنا ذاك ، عن السادة المُبدعين وزلاتهم . وتلك قضية أخرى }

*
عزيزي حسن موسى

يا سلام ! ...( كما يقول صديقنا: الأستاذ مصطفى آدم )

لم تجد سوى تلك الأقصوصة لتحميلّها ، كل هذه العتاب ! ، فماذا لو كتبت موضوعاً يحمل رأيي المُباشر ؟. فلم تكُن الأقصوصة إلا أن تُحاسب وفق قواعد نقد القص . فنحن نعلم الكثير المُثير الخَطِر . وخير وسيلة لتسريب بعض المعاني هو من خلال النصوص القصصية ، كي نفلت من المُحاسبة . في ظل أننا نكتُب وننثر الغشاوة على أعيُن الذي يُمسكون بالمحاضر القانونية ، وينتظرون التعويضات المالية !!.
لم ننس زلّات المُبدعين ، وظروفهم القاهرة ( من قاهرة المُعِز) ، للغناء للسلطة ، بل أدخلوني مرة في لجنة لتكريم الموسيقار من منازلهم والمُلحن " بشير عباس " ، وقد تداعت حفلات التكريم من كندا عبوراً بالسودان وإلى أبوظبي .

حينها تذكرت أن المُحتفى به قد اختار من دون النصوص ( من فِكرك ووعيّك يا ريس .. يا داب سوداننا بقى كُويس ) ولحنها وغنتها البلابل في السبعينات من القرن الماضي ....،عزّ عليَّ أن أكون في اللجنة ، وانسحبت بأعذار اُخر ، كي لا أغضب بعضهم وهم من أقرباء " الموسيقار ". لأن الغناء للسلطة ، شيء ، و( من فِكرك ووعيّك ) شيء آخر . والفرق – لا كما يقول الجمهوريون – ليس فرق مِقدار .
انظر رابط التكريم في اليوتيوب :

https://www.youtube.com/watch?v=1ipoGe3xm24


(2)

من الطيب الدخول في التفاصيل ، لأن كلمات التنظير الكُبرى الأيدولوجية ، لا تترك مجالاً للتفاصيل التقنية .
أذكر قصة مرويّة ومُتداولة عن الراحل طيب الذكر والمُبدع ( النِعام آدم ) ، يقولون في مرة التقى برئيس 25 مايو . وسأله الرئيس : ( ما حصل غَنيت لينا يا النعام ؟) فرد عليه النعام :

( والله أنا ما بغني لى راجل زيي ) . قيل فيما قد قيل : فبُهتَ الذي كفر!.

(3)

أرجو التدقيق في اليو تيوب الخاص بالطيب صالح ، في أيامه الأخيرة ، فهو أقل من (3) دقائق، بعد التصفية وهندسة الفيديو الأمنية التقنية . فقد قام مندوب من الدولة بالسفر إلى لندن ، لعمل خامة هذا اللقاء . أليس غريباً أن يُسافر أحدهم ويقوم بتسجيل مع الطيب صالح ويستغرق أقل من (3) دقائق !.

وتلك قضية من الصعب شرحها هنا ، في موضوع خاص بالسيدة ( ندى القلعة ) !

*
ربما أعود ، فيدي مغلولة إلى عُنقي ، في بلدٍ وفي لغة عامّيّة الوسط ( في بلدن ) لن تعيش فيها كما تُحب .

سلامي للجميع

*
صلاح النصري
مشاركات: 607
اشترك في: السبت يوليو 01, 2006 12:32 pm

مشاركة بواسطة صلاح النصري »

اتهم الحاج محمد احمد سرور بانه عدو لكرومة , فقال البغني وراء كرومه وشو عضم , ندي القلعة في ظني فنانة شعبية بتغني غني بنات او غني قعدات { بقياس زمن فات وغنايو مات } وليس لديها مشروع سياسي او اجتماعي لنحملها له .
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

المشروع الجمالي سياسي أيضا

مشاركة بواسطة حسن موسى »


سلام يا صلاح
و شكرا لندى القلعة الجابتك لينا بعد الغيبة
كتبت بخصوص ندى القلعة أن " ليس لديها مشروع سياسي أو إجتماعي لنحملها له" و ربما صحّت قولتك لو كنت قلت أن ليس للقلعة وعي بأبعاد مشروعها السياسي ، ذلك أن "غناء البنات " ـ لو تأملت في مضامينه المبذولة للسامعين و للناظرين ـ لوجدت أنه ينطوي على مشروع سياسي عفوي فحواه مقاومة جماليات المؤسسة السياسية الطبقية المهيمنة. و في نظري الضعيف فالمشروع السياسي عند معظم فنانينا ، على تباين مشاربهم الجمالية [ ولا أستثني نفسي ] إنما هو مسار كفاح مفتوح على كافة المخاطرات. و الفرق بين زيد و عبيد إنما يكون في قدرة كل على تأصيل مساهمته الجمالية بشكل نقدي واع بالعواقب السياسية لعمله الفني. و لو تأملت في مسيرة كفاح فنان من وزن محمد وردي ، فهذا الفنان اليساري و المثقف بدأ مشروعه السياسي بالغناء للثورة البيضاء بتاعة ناس عبود [ "جيشنا الباسل هبّ و على راية الجمهورية"] ـقبل أن يلهمه الواقع السياسي الإنخراط في المقاومة الواعية للدكتاتورية العسكرية. و هكذا يا صديق قول " العافية درجات" و امنح " القوارير" براحا ليتدبروا أمر افضل الأساليب في التضامن مع الشعب الصابر الممكون و الأجر على الله..
سأعود
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

المعيار والعيار بالله ونطاق عمل السياقات وفهمها..يا حسن موسى تنجيضك الحصيف ما مدي اي زول فرصة يقول معاك حاجة على سبيل التنازع وتقليب الامور من كم جانب 🙂 ، كفيت و وفيت ولم تترك هامشاً، بقيت زي عابد الذهب في اقصوصة المطالعة في نظام السلم التعليمي تبع عز الدين الحافظ، الذهب..الذهب يكاد عقلي يذهب. الحين لمست ندى القلعة في محمل الفاضل الهاشمي السياسي، فاحلتها لتمثال ذهبي عيار 24 قيراط وهي في الحقيقة سطح صفيح ساخن او سقالة بناء تصلح لتوصيل المونة الحرة وغير الحرة وصبة الخرسانة للطابق السابع فما فوق. ما اريد قوله في حضور ندى القلعة كمظلومة من مجتمع النخبة وصفوة خلق الله أوقعك في تبخيس بضاعتها من حيث اردت لها رد الاعتبار كفنانة وذلك في معرض مقارنتك لها في ترتيب أولويات النقد مع محمد الامين ومحمد وردي والطيب صالح،صلاح احمد ابراهيم، محمد المكي ابراهيم... بوصفهم على قدر المسئولية ومحلها في حين ان القلعة لا مؤاخذة نتيجة لقلة حيلتها و وعيها بما تفعل من سفه وفي ذلك لوم للصفوة المتحاملة؟ وأشرت الى النظر الى ظاهرتها واستيعابها في سياقها؟ طيب سياق ندى القلعة خارج القلعة الفنية كيف؟ جمهورها وثقافته القوة التى تقف من خلفها وتساندها وتفتح لها المعابر والطرق لا كظاهرة فنية محضة بل كخطاب سياسي ، تموضعها في مركز الدائرة...أليس جديراً بالطعن فيه بإرجاع تمثال ندى القلعة الذهبي الى شروطه الحيوية، الطبيعية وتفكيكه واعادة الاعتبار له بغض النظر عن السرج الواحد القاعد فيهو الدكتور الأنثربولوجي حيدر ابراهيم والاقتصادي الماركسي الفاضل الهاشمي؟ لماذا ندى القلعة اقل قدراً في حيز النقد مقارنة مع العظماء اصحاب المشاريع الفكرية النخبوية؟
السايقه واصله
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


نقتطف من مقال الأكرم حسن موسى يوم 28 أغسطس الآتي :


و لو كان لي أن اوصف شجرة نسب ندى القلعة الجمالية فأمهاتها البلابل و جدّاتها حوا الطقطاقة و عاشة الفلاتية و آبائها محمد وردي وسيد خليفة و أجدادها ابراهيم عوض و الكاشف. و هي شجرة ممتدة في عمق تاريخ المجتمع العربسلامي لغاية عهد المغنيين الذين زينوا العصر الوسيط بمساهماتهم العالية.ـ




لحين أن نتفرغ للحوار ....،

ونشكر الأكرم الوليد ، لكتابته الناقدة من طرف مُغاير .

حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

الطين و النور

مشاركة بواسطة حسن موسى »





الطين و النور

سلام يا وليد و عفوك على تأخري في الكتابة، فقد شغلتني ملابسات مادية و  "فنية" [ بينهامعرضي في باريس في سبتمبر الجاري] عن العودة لهذه المنازعة العامرة. و أنا جد سعيد بدخولك هذا الخيط الذي نخوض فيه من علياء بر الأنثروبولوجيا و السياسة، بعيدا عن مخاطر بحر التصاويت و أهلها القاعدين يقروا و يراعوا ساكت بينما نحن نرجم بالغيب في سيرهم الجمالية و السياسية التي لا نعرف من تفاصيلها "شروى نقير"،[ و شرحها في إقتصاد بلاغة العربان أننا لانملك من أمرها ما يعادل قيمة ثقب صغير في نواة التمرة. بالله شوف العربان المطاميس باعوا الطير في السماء و باعوا السمك في البحر و لم يكفهم ذلك فباعوا الثقب في نواة التمرة].ـ
و أنا أقلب تفاكير هذه السيرة خطرت لي اسطورة خلق آدم على مسند التصاويت، و فحواها أن روح آدم لمّا أتوا بها لتدخل في الطين تمنـّعت و أبت و تذرّعت بأن الروح علوي و الطين سفلي فأمر الله الملائكة أن يلعبوا لها لحنا من موسيقى الفراديس ففعلوا. عندها لانت الروح و تخللت الطين ، فلما توقفت الموسيقى حاولت الروح الخروج من الطين فاستوى آدم واقفا.و من حينها ورثنا من آدم توق الطين للنور الذي يتوسل بالموسيقى ليكون فصرنا بلا حول و لا قوة نذوب طربا أمام بأس التصاويت . قال محمود سامي البارودي مكابرا" و ما أنا ممن تملك الخمر لبّه و ياسر سمعيه اليراع المثقـّب " و هو الكذب الصراح الذي تبيحه ضرورة الشعر لأن صاحبنا أوتي مزمارا يأسر الأسماع لكن شغل السياسة يبوّظ على عيال المسلمين أمور فنهم .ـ
: قلت يا وليد
« 

حين لمست ندى القلعة في محمل الفاضل الهاشمي السياسي، فاحلتها لتمثال ذهبي عيار 24 قيراط وهي في الحقيقة سطح صفيح ساخن او سقالة بناء تصلح لتوصيل المونة الحرة وغير الحرة وصبة الخرسانة للطابق السابع فما فوق. »ـ

لا أظن أن من الممكن تلخيص ندى القلعة في صورة "التمثال الذهبي" ، في معنى الفنانة المنزهة عن شوائب الواقع السياسي السوداني، كما لا أظن أن في وسعنا إحالتها لـصورة " سقالة البناء" التي توصّل توجيهات النظام الآيديولوجي العربسلامي المحافظ لشعوب السودان.ـ طبعا أنا ميّال ، مبدئيا، لتنصيب كل الفنانين في مقام التماثيل الذهبية، ذلك لأني أرى من يمتهن مهنة الفن في بلادنا في مقام من يرتكب مخاطرة جسيمة، وجودية و نفسية و مادية. فالفنان ـ[ و لو نظرت معنى " الفنان" في معاجم العربية لوجدت أنه حمار الوحش لأنه يتفـنـّن في العدو..أي و الله و " الحمار يفتن بأتنه حين يأخذ في طردها و سوقها يمينا و شمالا و على استقامة و على غير استقامة "، طبعا المعاجم العربية تقدم الفن على مبدأ التنويع في الأداء لكنها تهمل مفهوم الفنان كصاحب فرادة تعبيرية و هذا الإهمال يجد تفسيره في كون معاجمنا ما زالت تعبر عن ثقافة بائدة لم يكن للفنان فيها أدنى سيادة جمالية.].ـ أقول : الفنان التشكيلي المصوّر، مثلا ، شخص مريب في ذاكرتنا الدينية ، بل هو بين" أشد الناس عذابا يوم القيامة" .و أهل الفقه يحيلون الفنان الممثل المسرحي لمصير المصورين كونه من" الذين يضاهون بخلق الله". أنظر الرابط :
https://library.islamweb.net/newlibrary/ ... 52&ID=3323

أما لو سألت عن الفنان الراقص [ في غير حلبة الذكر] فهو ليس أفضل حالا، و العهدة على البروفسور عبد الله الطيب الشاب الذي استنكف و استعاذ حين دعاه مضيفه البريطاني للرقص في احتفال عائلي، فحدث :ـ
« 
قال : ابنة زوجتي احتفال عيد ميلادها غدا، يمكنكما أن تحضرا فاحضرا.و حاولنا الإعتذار فقال : ندعوكما، سيكون رقص، طبعا تعرفونه جيدا.و أنـّى له أن يعلم أن أولاد العرب بالسودان لا يرقصون، و أنه يوشك من رقص أن يُظن يعمل عمل أهل القريات.على أن أصنافا من الرهز جعلت تدب بين طبقات في البنادر منذ ظهور " التم تم"، و العياذ بالله من الردّة بعد إيمان."ـ[ من نافذة القطار، الطبعة الثالثة 1980،دار جامعة الخرطوم للنشر].طبعا لو كان الله قد مدّ في عمر عبد الله الطيب ليشهد "عرضة " الرئيس عمر البشير لاحتار في تصنيفها بين أنواع التعبير الحركي المبذولة في محافل شعوب السودان. أما مهنة الفنان المغني فهي من المهن التي كانت لعهد قريب تقتصر على صيّاع الحواضر و من لف لفهم من " أهل القريات" [ ترجم : سلالات الرقيق و المقاطيع إلخ]. و في هذا المنظور يمكننا أن نتخيل المسافة الشاسعة التي اجتازتها أجيال المغنين السودانيين حتى صار عيال المسلمين المعاصرين يحتفون بالمغنيات جبن الصخر بالواد لتطريب جماهيرهن في أنحاء الدنيا بأداء مشهدي يمازج التصاويت بالرقص و أشياء شيقة أخرى ـ
ـ أما صورة " سقالة البناء"التي أحلت إليها ندى القلعة يا وليد فهي قائمة على لبس مفهومي فحواه أن هذه المغنية الشعبية واعية بمجموعة الخيارات السياسية المبذولة أمامها، و أنها تختار ، عن وعي ، موقف " السقالة" السياسية المتواطئة مع النظام العربسلامي المحافظ و تشيح بوجهها بعيدا عن موقف الفنانة" المعارضة"المنحازة لجماهير الشعب ضد نظام الإستبداد الظلامي.. إلى آخر كلام الشعراء.ـ و هو لبس ينطوي على قناعة سياسية بكون الفنانين يدخلون فضاء العمل الفني و في متاعهم الفكرة السياسية الجميلة بكونهم اصحاب رسالة "إجتماعية" أسمى من مجرد " معط العدّاد" و تأمين معاش العيال. و نفس اللبس المفهومي أعلاه ينطوي أيضا على قناعة بريئة بكون سدنة النظام السياسي الإنقاذي الحاليين يمتلكون من الخيال السياسي ما يلهمهم أن يلتفتوا للمغنين الشعبيين لتحميلهم التوصيات الآيديولوجية التي تدعم رأس المال الرمزي للنظام في خاطر الجماهير الشعبية. لقد انقضى ذلك الزمان الذي كان الدعاة الإسلاميون يرفعون فيه رايات النضال من أجل" المشروع الحضاري الإسلامي" و اليوم الجماعة بقوا في " معط العدّاد" السياسي و تأمين معاش العيال و الأرزاق بيد الله. . ـ

قلت يا الوليد :ـ
« 
ما اريد قوله في حضور ندى القلعة كمظلومة من مجتمع النخبة وصفوة خلق الله أوقعك في تبخيس بضاعتها من حيث اردت لها رد الاعتبار كفنانة وذلك في معرض مقارنتك لها في ترتيب أولويات النقد مع محمد الامين ومحمد وردي والطيب صالح،صلاح احمد ابراهيم، محمد المكي ابراهيم... بوصفهم على قدر المسئولية ومحلها في حين ان القلعة
لا مؤاخذة نتيجة لقلة حيلتها و وعيها بما تفعل من سفه وفي ذلك لوم للصفوة المتحاملة؟
« 
يا وليد، أنا شايف، حسب نظري الضعيف، أن ندى القلعة مظلومة من ما سميته بـ " مجتمع النخبة" ـ سواء كانت نخبة معارضة أو نخبة متسلطة ـ ذلك أن "هؤلاء الناس" ، مثل "أولئك الناس" ، تعوّدوا أن يسقطوا على صورة المغني هواجسهم و برامجهم السياسية بينما صاحبنا ـ أو صاحبتنا ـ مشغولة بإحسان واجبها المباشر، و ذلك في معنى العناية بمهنتها كوسيلة كسب قوامها تعاقد بسيط مع جمهور مستمعيها الذي ينتظرها في أرض الحلال البـّين [ و الحرام البيّن] و لا يبالي بما يحدث في منطقة الإشتباهات السياسية الرمادية. يعني جمهورها لا يطلب منها ما يتجاوز امكاناتها كمغنية شعبية. و في مشهد المغنية الشعبية فالقلعة ، رهينة مرموقة في يد جمهورها،لا تستنكف عن شيئ بسبيل إرضاءه. و لإرضاء جمهورها لا بد من معرفته. و بسبيل معرفة جمهورها فالقلعة تكشف عن فراسة أنثروبولوجية غريزية، من خلالها ترسم صورة للعلاقة مع الجمهور. و تخاطبه بلغة و بإشارات يفهمهاـ القلعة تدير ظهرها للصفوة المثقفة لتخاطب شعب الحواضر المشبوح بين أحابيل الحنين للحياة في الفردوس الريفي المفقود ومقتضيات الحياة الحديثة و صعوباتها المادية و الرمزية. هذا الجمهور الذي زعزعته التحولات الإجتماعية و فتـّتت الأزمات السياسية قناعاته الثقافية التقليدية يجد العزاء في صوت القلعة و طريقة أداءها و مضامين أغانيها التي تراوح بين معاني الإمتثال لقيم الحياة الريفية التقليدية [ إقرأ : الفولكلورية] و معاني التمرد الحضري القائمة على أمشاج من القيم التي ثبتتها الحركة النسوية السودانية[ بشقيها الديني و العلماني]، حول المساواة بين الجنسين و حقوق المرأة و جملة أنماط السلوك الحضري التي يروّج لها اعلام الطبقة الوسطى الشرقأوسطية إلخ. و القلعة ، مثل عدد كبير من بنات جيلها، تقف اليوم عند مفترق دروب الحركة الإجتماعية المعاصرة المنفتحة على منظومة القيم و المراجع الثقافية و الأخلاقية و الجمالية و السياسية التي يطرحها واقع العولمة. و أظن ، غير آثم ، أن هذا الموقف سيؤدي بها ـ حسب التطورات السياسية القادمة ـ لتطوير حساسية جديدة تجاه فنها و تجاه جمهورها ، و بالتالي تجاه المؤسسة السياسية التي كتب عليها أن تواجهها.[ سأعود لتفصيل مساعي القلعة الأنثروبولوجية بعد إعمال النظر في الفيديوهات المبذولة أعلاه فصبرا] ـ
أما لو عاودنا النظر في مشهد فناني النخبة الحضرية العربسلامية و موقفهم من قضية المسؤولية السياسية للمبدع، و ذلك على ضوء تساؤلك الجبار :ـ"
لماذا ندى القلعة اقل قدراً في حيز النقد مقارنة مع العظماء اصحاب المشاريع الفكرية النخبوية؟". فهؤلاء الناس، "أصحاب المشاريع الفكرية النخبوية" أثبتوا ـ عبر التاريخ ـ أن ليس هناك مكتسبات نهائية في هذا المقام البالغ التركيب. و هم يشتركون مع ندى القلعة في كونهم يتذبذبون بين أحابيل الحنين للتقليد الثقافي البائد و غوايات التقليد الثقافي الحديث. مرة في نهاية الستينيات سمعت الموسيقار المبدع جمعة جابر يشيد بمحمد الأمين كـ " مخترع" للتراكيب الموسيقية الجديدة، و يحتج ـ في نفس الوقت ـ على المضمون الرجعي لأغنيته الذائعة التي تحكي عن «  عيال اب جويلي" و كلماتها التي تقول :ـ
عيال اب جويلي الكمبلوا وعرضوا
في دار كردفان اتغربوا وسدروا
ضربوا الجوز عديل حاشا ما ضلوا
لبنات البلد سمح الخبر جابوا
غني و شكري يأم قرقدا سايح
من دار كردفان جانا الشناع فايح
في الفاشر الكبير طلعوا الصايح
دقوا الجوز عديل اصلوا العمر رايح
دقي وزغردي يام قرقدا حسوا
الليله بجيب القول علي البيسوا
عيال اب جويلي الجيلوا وتعلوا
ديل درب اب درق شقوا
« 

. »

في تلك الأيام التي لم يكن الكردفانيون و الدارفوريون فيها قد توصلوا بعد لمفهوم التهميش الثقافي،كان جمعة يتساءل :ـ لمن يغني محمد الأمين ؟. لكن محمد الأمين ليس نسيج وحده، فالمغنون من جيله ،و من الأجيال الأصغر سنا ـ يغنون لليوتوبيا التقدمية حين يستشعرون أن " الجمهور عاوز كدا" و لكنهم أيضا يغنون لـ " العدّاد" لأن "المعايش جبارة ».
طبعا الجمهور متحول و لا يعوّل عليه إلا من يعوّل على الراكوبة في الخريف.
أها يا الوليد، هنا لازمنا فرز تاني للمويات بين صفوة أهل التصاويت الذين يقتاتون من "ما يطلبه المستمعون"، و صفوة الأدباء و الشعراء و الباحثين في سوسيولوجيا الثقافة الذين يقتاتون من " ما يطلبه السلطان" و من المال العام الذي تجعله لهم دولة طبقتهم الوسطى العربسلامية. "هؤلاء الناس" الناجين من شقاء العداد، هم عموما اولاد قبايل ،قارين الكتاب و شايلين الشباب و كمان مرطبين و مستفيدين من فرق العملة بين الدولار و الريال. ايامهم عسل و شعارهم " إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية". أما رياضتهم المفضلة فهي ترشيد الهويولوجيا الرسمية لدولة طبقتهم :ـ يوم أممية و يوم عربية و يوم تالت سودانوية و يوم رابع إسلاموية و يوم رابع "تقلية" و الأجر على الله.ـ أين ندى القلعة من كل هذا الكدح؟ و أين أبو عركي؟ و أين مصطفى سيد أحمد؟ و أين محجوب شريف؟ مندري؟.
سأعود
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

[font=Verdana][size=24]الأعزاء
حيدر ابراهيم
ابو الحسن
عبدالله الشقليني
عبدالفتاح عبد السلام
صلاح النصرى
الوليد يوسف (فى الحسن )

دى كلمة عامة ترحيبية اتمنى ان اعود فيها لتفاصيل الشياطين (يبدو ان حكمة الشعب بالغة حينما أطلقت لقب شواطين على احدى لاعبيها ذات زمكان) وسأعود.

موضوعة تعريف وتحديد قوى مشروع الاستنارة ومكافحة ثقافة وخطاب الهيمنة السوشيو اقتصادية وجيوسياسية التى تنام فى عناقريبنا وتقبع فى كراسى جلوسنا وتتوارى فى تلاجاتنا (او قل مشلعيبنا - المشلعيب هو شبكة متاحة لحفظ الطعام بعيدا عن متناول الحيوانات ) لهى موضوعة مهمة.
مروركم مفيد للتفاكر وجزء مهم فى وضع سريقة (بضم السين) او مدماق فى صرح ثقافة مضادة للهيمنة الراسمالية المعاصرة وتجلياتها البليغة والبالغة فى المراكز والتخوم.

سأعود لجميع التفاصيل حسب خطاب الفورة مليار (زادت تلاتة أصفار)

ليس من خطاب فصل الا لدى الدواعش الجدد كترامبيين قدامى.

وانا لا محالة قادم نحو تفاكير مشروع المناهضة ، مناهضة فعايل قوي راس المال فى المركز والتخوم حتى ولو ترنمو بالجاز وحقيبة البلوز الجديدة "وراجل المرا حلو حلاة". أقول قولى
هذا وفى البال مشروع تهتك مجانى داعشي محمول على ظهر نوق ذات بأس وتضليل .


[/siz


The struggle over geography is complex and interesting because it is not only about soldiers and cannons but also about ideas, about forms, about images and imaginings
ادوارد سعيد "الثقافة والامبريالية 2004"
أضف رد جديد