مجاز ندى القلعة كدبابيس صغيرة لتنفيس البالون الطفيلي العربسل

Forum Démocratique
- Democratic Forum
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

=24]

الأعزاء

حيدر ابراهيم
ابو الحسن
عبدالله الشقليني
عبدالفتاح عبد السلام
صلاح النصرى
الوليد يوسف (فى الحسن )

دى كلمة عامة ترحيبية اتمنى ان اعود فيها لتفاصيل الشياطين (يبدو ان حكمة الشعب بالغة حينما أطلقت لقب شواطين على احدى لاعبيها ذات زمكان) وسأعود.

موضوعة تعريف وتحديد قوى مشروع الاستنارة ومكافحة ثقافة وخطاب الهيمنة السوشيو اقتصادية وجيوسياسية التى تنام فى عناقريبنا وتقبع فى كراسى جلوسنا وتتوارى فى تلاجاتنا (او قل مشلعيبنا - المشلعيب هو شبكة متاحة لحفظ الطعام بعيدا عن متناول الحيوانات ) لهى موضوعة مهمة.
مروركم مفيد للتفاكر وجزء مهم فى وضع سريقة (بضم السين) او مدماق فى صرح ثقافة مضادة للهيمنة الراسمالية المعاصرة وتجلياتها البليغة والبالغة فى المراكز والتخوم.

سأعود لجميع التفاصيل حسب خطاب الفورة مليار (زادت تلاتة أصفار)

ليس من خطاب فصل الا لدى الدواعش الجدد كترامبيين قدامى.

وانا لا محالة قادم نحو تفاكير مشروع المناهضة ، مناهضة فعايل قوي راس المال فى المركز والتخوم حتى ولو ترنمو بالجاز وحقيبة البلوز الجديدة "وراجل المرا حلو حلاة". أقول قولى
هذا وفى البال مشروع تهتك مجانى داعشي محمول على ظهر نوق ذات بأس وتضليل .


ا
The struggle over geography is complex and interesting because it is not only about soldiers and cannons but also about ideas, about forms, about images and imaginings
ادوارد سعيد "الثقافة والامبريالية 2004"
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

و كيد الرجال أيضا

مشاركة بواسطة حسن موسى »



و كيد الرجال أيضا


الفاضل الفاضل
شكرا على شرح المشلعيب و في الإنتظار هاك بعض التفاكير في موضوع كيد الرجال و كشف الحال..

من تقليبي لصفحات الأسافير التي تتناول سيرة الفنانة ندى القلعة هالني الكم الضخم من الوثائق المشهدية والنصوص الأدبية التي تسهم في تشييد هذا الصرح الجمالي الشعبي الكبير الذي اسمه " ندى القلعة".ـو الباحث الحريص يحتاج لأعوام ـ و ربما لسنوات ـ حتى يتوفر على رؤية و فرز المادة الوثائقية المتنوعة التي يمكن أن تساعده في تفهم المسار البالغ التركيب الذي قطعته هذه الفنانة في ظرف زماني قصير نسبيا.ـ و من جولتي السماعية بين الفيديوهات الكثيرة لم أمل من سماع صوت القلعة بقدر ما اضجرني ركام التصاوير الكثيرة التي يطبعها الإفراط الثقيل في المحسنات البصرية التي يبذلها القائمون على إدارة صورة الفنانة الشعبية، حتى لتكاد صورة ندى القلعة الفنانة تنمحق و تغيب تحث ثقل المؤثرات التي تؤطر صورة الأيقونة الشعبية، لكن ضجري الذي يزكي خبرتي البصرية كتشكيلي و منهجي في المشاهدة النقدية لا يوزن حماس المعجبين بالنجمة الكبيرة و الحمد لله على كل شيئ.ـ
في فيديوهاتها لا يمكن للمشاهد أن يغفل عن تلقي علامات الأنوثة الطاغية التي تفرض نفسها على كل من ينظر في تصاوير و فيديوهات المغنية الشعبية.فهي تعرض عنايتها الفائقة بـ «ما بدا  » [و ما لم يبد] من زينتها و هي عناية أهلتها لتصبح مرجعا في زينة الجسد الشاب المؤنث المراوح بين معاني الجمالية الجسدية للمجتمع التقليدي التي تغنى بها شعراء الحقيبة و آخر صيحات صالونات التجميل الشرقأوسطية و هو ما حفز الدكتور حيدر على الإشارة إلى «  كامل مشمشها » الذي يمكنها من أن " تبدأ اغنيتها قبل ان يسمع صوتها". هذه الحيلة الإيروسية البصرية التي نبّه إليها حيدر لا دخل لها في المضمون الجمالي لفن القلعة لكنها تمثل في خاطر حيدر كوجه من وجوه ذلك الكيد الذكوري العظيم الذي ألحقته الميثولوجيا الدينية العربسلامية بجنس الإناث.و كون حيدر يستنتج من عناية المطربة بمحاسنها أنها" تقدم اغنية بصرية للمتلقي لكي تمتلكه تدريجياً وفجاءة في نفس الوقت"، فهذا الإستنتاج ينطوي على جور بلاغي غميس يجد أصله في مفهوم مستحيل منهجيا اسمه " الأغنية البصرية".طبعا حيدر أدرى باستحالة مفهوم " الأغنية البصرية" ، لكن نقل الفن الغنائي من مقام السمع لمقام البصر يتيح لحيدر تمرير صورة الأنثى الساحرة قبل صورة المطربة المجودة لفنها. و لحيدر الحق في أن يسقط على صورة القلعة الجسدية ما شاء من الإسقاطات لكن لا يحق له أن يغمط الفنانة حقها الجمالي بذريعة أنوثتها الطاغية المبذولة للعيان.و يبدو أن إنقضاء عقدين من الزمان على قهر أنوثة النساء في السودان [ قانون النظام العام إلخ] جعل السودانيين يندهشون من عودة حضور الأنوثة في الفضاء العام. أو هذا ما فهمته من مكتوب عبد الفتاح عبد السلام الذي يؤاخذ الطبيبة التي ظهرت في التلفزيون على إبداء زينتها في هذا الفضاء الذكوري المتلفز..ـ
كتب عبد الفتاح عبد السلام ـ بعد مقدمة قصيرة، لم أفهم مراميهاـ يقول فيها :ـ
« ..
رأيت "بأم عيني" في تلفزيون الحكومة السودانية قبل أعوام في برنامج طبي
طبيبة مختصة من أهل أمدرمان استضافها البرنامج في موضوع ما ، لا أذكره .
ما أدهشني أن تلك المختصة كانت ترتدي ثوبا سودانيا داكنا و كأنها ذاهبة
لحفلة و غطت ذراعيها بغوائش ذهبية فوق الزي "الآيدولوجي" المفترض أي غطت
رأسها بغطاء ملون و ذراعيها و رقبتها طبعا و فوقهم جميعا ثوب السهرة و
تظهر الحناء واضحة في كفيها و إضافة لذلك تلبس عددا مهولا من الخواتم

الضخمة حتي تظنها مدكوكة في صوابعها العشرة و كمية من الكحل الكثيف حول
العينين و أشفقنا علي المذيع الذي بدا عليه الانبساط و الانشراح و كذلك
المصورين من أن يكون هناك "دخان طلح" منبعثا من مكان ما داخل الاستديو
يؤدي للإصابة بالاختناق . تلك الصورة هي ما لم نكن اعتدناه في الطبيبات
السودانيات قبل 89 ، أي طبيبة سودانية عادية مرتدية طيب الذكر الثوب
الأبيض الرسمي. « .ـ
من هذا يستخلص القارئ ـ على أثر حيدر الذي سمع "الأغنية البصرية " قبل أن تشرع القلعة في الغناء ـ أن عبد الفتاح عبد السلام قد" شمّ بعينه" رائحة دخان الطلح في الاستوديو .أو كما قال :"-عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية.".و هو تحامل مجاني على الطبيبة المختصة التي يكاد عبد الفتاح يطعن في كفاءتها المهنية لمجرد أنها أبدت عناية بعلامات أنوثتها. و في هذا الموقف فعبد الفتاح ،الذي يشفق على المذيع و المصورين الحاضرين في الأستوديو من كيد هذه الأنثى، ما كان ليمانع لو أن بعض غلاة الإسلاميين أقام "حد الطيب" على هذه الطبيبة المتبرجة.و لم لا؟ فقد زعموا أن عمر بن الخطاب كان "يضرب بدرته من تتطيّب ويقول: تتطيبن وقد علمتن أن قلوب الرجال عند أنوفهم.؟ »
أنظر الرابط

 https://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=118844

و تحامل عبد الفتاح عبد السلام يجد تفسيره في الإستقصاء الذي أجراه حول هذه الطبيبة، إذ يقول : »
و لما استقصينا عرفنا أن السيدة الدكتورة المختصة زوجها من المقربين من
السلطة ".يعني لو كان زوج هذه الطبيبة في المعارضة السياسية للنظام لكانت فلتت من غضبة عبد الفتاح السياسية.و يواصل عبد الفتاح :"و قال محدثي المختص في "السلوك البشري" أن هذا ما يفعله
بالضبط "التواقون" لنيل رضا الكثيرين من الممسكين بزمام الأمور و أن بعض
الممسكين أولئك ، إن توخينا الموضوعية ، إن لم يكن الكثيرين منهم ،
يعشقون النموذج الشكلي للطبيبة المختصة أو الأنثي المذكورة أعلاه.. « 
و مشكلة عبد الفتاح ،الذي يتوخى الموضوعية مع محدثه "المختص في السلوك البشري"، ـ تتلخص في كونه لا يبالي كثيرا بتعريف هوية هذه السيدة موضوع تحامله السياسي ، و ذلك بفضل هذه الـ " أو" اللعينة في عبارته " النموذج الشكلي للطبيبة المختصة أو الأنثي المذكورة أعلاه ". طبعا عبد الفتاح يتذرع بسيرة هذه " الطبيبة المختصة أو الأنثى المذكورة أعلاه » لينزلق ، متخففا من أثقال مسؤولية الكاتب ، نحو سيرة ندى القلعة،و يقول :ـ" عندما تمعنت النظر في أحدي فيديوهات السيدة "ندي القلعة" و التي كانت
فيه ترغي و تزبد بيديها و برقبتها البائنة مكتنزة بالجواهر بأحد
أناشيد "الحماسة" القبلية الذكورية و حولها و أمامها جمع من أهل السطوة
و النفوذ أندهشت أيضا لأن منظرها كان لا يختلف البتة عن تلك الدكتورة
المختصة إياها".و عبد الفتاح هنا يستبيح قواعد المنطق و مبادئ الذوق العام لمجرد أنه يزعم، بدون بذل أية بينة موضوعية، أن كلتا الأنثيين، الطبيبة و المطربة، "صابون في صابون ". فيكيل للقلعة الشناعات في طريقة أدائها و زينتها و هيئتها الجسدية و ذلك لمجرد أنها تغني" وحولها و أمامها جمع من أهل السطوة و النفوذ". و الله يا عبد الفتاح جنس شداعتك دي "أنجشه" ، بتاع القوارير داك، ذاته ما قدر عليها. عشان بطريقتك دي كان مفروض تعرّج على ناس محمد وردي و أخوانه الكواشف و ترميهم بحجارة من سجّيل بالمرة، عشان ما يجي زول يقول ليك :يا زميل ليه دا خيار و دا فقـّوس ؟ـ
.. ..ـ
في سياحاتي الإسفيرية وقعت على حوار مع الفنان محمد ميرغني
سألته محاسن أحمد عبد الله [ اليوم التالي ديسمبر 2014] :ـ"

وندى القلعة؟
ـ
ندى ما عندها صوت مؤثر.. وبدأت تتلاشى الآن وما عندها جمهور.!

ألا تعتقد أن إجابتك هذه بها نوع من (التحامل) على القلعة؟

رد سريعاً: شوفي جمهور ندى كلو من المراهقين (كبار السن) والجهلاء من أصحاب المال والمصلحة.. وديل طبعاً (محرومين) ليس إلا.!
« 

يا النبي نوح .. ماذا يفعل الحاسد مع الرازق؟

سأعود
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

الأعزاء الفاضل الهاشمي
حسن موسى
وجميع المشاركات و المشاركين المتابعات والمتابعين...سلام وفيض أعزاز

وانا بدوري اطلب عفوك يا حسن موسى على تأخري في الكتابة، غير ان ما شغلني عنها ليس ملابسات مادية وفنية، انما اوقعني حديث "الطين والنور" في أعراض متلازمة (الاصلة الداقسة) وما أدراك ما أعراض متلازمة الاصلة الداقسة؟ يقال ان الاصلة عندما تقوم بابتلاع حيوان ضخم، تصيبها تعسيله وخمول وربما تحتاج لعدة أيام، لإتمام عملية هضم الفريسة، الوجبة الدسمة وفي هذه الحالة لا تفارق جحرها ابداً لان عضلات جسمها تكون شبه مشلولة، لا حول لها ولا قوة واصغر حيوان ممكن يفعل بها ما يشاء من شدة الدقاسة. لذلك فهي لا تغادر جحرها وتظل مختبئة الي حين زوال اعراض الدقسة...هذا ما فعله في حديث الطين والنور في خلق ابونا ادم الذي سن المعاصي وعلمنا مفارقة الجنان والفراديس العلياء. :wink:

تغني ندي القلعة وكل يغني على ليلاه:

أحاول تخيل دقسة ..اقصد دهشة! الفنانة ندي القلعة، لو انها عبرت من هذا المنحني ورأت او سمعت ما كتب هنا. وكيف ستكون ردة فعلها؟ حول ما كتب من الدكتور الأنثروبولوجي حيدر إبراهيم علي، حول ظاهرة ندي القلعة باعتبارها "ثقافة فرعية" مقاومة لثقافة الهيمنة الرأسمالية، بثوبها ذلك المشمشي ومفاتن جسدها الانثوي المحرج للمشروع الحضاري، فأرتد بذلك بالثقافة السودانية في الحواضر الى عصور (حقيبة الفن) في خطاب طابق البوخة قام "ندي" يهتف نام من الدوخة او اقيس الفم بودعة فألقى الودع واسع أعاين فيه واضحك وأمشي واجيهو راجع!... بس أمسك راجع هذي كدعوة رجعية ضد الحركة والتنامي الداخلي التي ترتد بخطاب الثقافة الفرعية المقاومة وتستلهمه في رموز الماضي وحلاوة التوب وسيد التوب يكون كيفنه؟، هذا غير وقوعه من وجهة نظري في تصور الثقافة المهيمنة فقط من خلال السلطة السياسية ومشاريعها الفوقية، متناسياً ربما ان مفهوم الثقافة المهيمنة متجاوز لهذه المنطقة المحدودة ليمتد ويتسع ليشمل كل المجتمع في كل ابعاده و فئاته؟. ثم بعد فتحة خشم الدقسة..اقصد الدهشة من ندى القلعة من تناول الصديق الفاضل الهاشمي ناقداً للدكتور حيدر إبراهيم علي في محاولته رد الظاهرة الي ابعادها في الصراع على المستوى السياسي، بتحميل الفنانة الداقسة اوزار الموقف السياسي وهي يا حبة عيني حيلتها من ذلك اللضي! أتذكر هنا قبل فترة ليست بالقصيرة، على صفحات الفيس بوك، قيام مجموعة من المهاجرين السودانيين المقيمين في استراليا، بحملة لمقاطعة حفل للفنانة (الغناية) إنصاف مدني كان مزمع اقامته في واحدة من المدن الاسترالية الكبرى، بتنظيم من بعض افراد الجالية السودانية المحسوبين على النظام الحاكم في الخرطوم. باعتبار ان الفنانة إنصاف مدني كانت من ضمن المشاركين بأغنياتها في فريق حملة الانتخابات الرئاسية الأخيرة في السودان، لمرشح حزب المؤتمر الوطني الحاكم الرئيس (عمر حسن احمد البشير) كأن هذه المجموعة كانت تتوقع موقف سياسي من الفنانة (الغناية) إنصاف مدني!! كتابتي كلمة غناية اكثر من مرة متجاورة مع كلمة فنانة و وضعها بين قوسين، للتنبيه الي تصنيف هذه الفئة من الفنانات وأخذها على قدر عقلها ليس تبخيساً بالتأكيد. لأنني قد لاحظت أيضا في خطاب الفنان حسن موسى ان هناك عدم انتباه لهذه الجزئية المهمة للغاية. لماذا؟ الفنانة ندى القلعة لن يحتملها فقط التصنيف داخل مفهوم غناء المرأة؟ زيها وزي عشة الفلاتية،فاطمة الحاج، ام بلينا السنوسي، زينب خليفة، منى الخير، أماني مراد، حنان النيل، مهلة العبادية، البلابل، ثنائي النغم، الرحمة مكي...هؤلائي الفنانات ارتبطت تجاربهن الغنائية باغنية أذاعه أمدرمان. فحملت تجاربهن نفس خصائصها العامة من حيث النصوص المغناة وطرق الاداء التلحين والتوزيع وما الى ذلك. في حين أن الفنانة ندى القلعة صحيح انها مرأة الا ان تجربتها الغنائية تنتمي لاسلوب غناء البنات،او غناء السباتة ومؤخراً حسب الاذاعية عفاف الصادق (بنات حواء) في إشارة لبرنامجها التلفزيوني الذي جمعت فيه بنات حواء الطقطاقة بعض الغنايات مثل إنصاف مدني،حنان بلوبلو،حرم النور، مونيكا ويليام اضف اليهن،قسمة، زهرمان وقديماً عشه ام رشيرش وحتى المغني الشاب ايمن بنه والمغني كبشور... وعدة من مغنيات ومغنين أخر يتغنون بأغاني البنات لا يتسع المجال لذكرهن.داخل هذه المجموعة تتم قراءة تجربة الفنانة ندى القلعة الغنائية ومجالها النوعي الذي تتمدد فيه. يعني يا حسن موسى مافي شيء بلم ندى القلعة بمحمد الأمين أنظر (اشغال العمالقة) :wink: الخبر الأكيد أن غناء كل على ليلاه كان أجمل من غناء ندى القلعة وعمل من فسيح غنائها شربات... قال لوكي القرضة وامسكي فيه راجل السترة ما تفكي :lol: .

خذوا ندى القلعة على قدر قلعتها:

ذهب الفنان حسن موسى في قراءته الدكتور حيدر إبراهيم علي، في حديثة عن علاقات المغنيين مع التحولات السياسية وانحيازا تهم العفوية مع خيارات وآمال الجماهير العريضة، في نموذج المغنية العظيمة (ام كلثوم). طبعاً هنا حسن موسى كفنان منحاز للفنون على نحو مطلق، أعادا الاعتبار لشخصية الفنان واخرجه كالشعرة من العجين، في معترك السياسة وتحولاتها المتأرجحة ما بين القضايا العادلة انظر آمال التحرر من الهيمنة الاستعمارية و وحدة الشعوب العربية، في نموذج كوكب الشرق شاهد الملك كما اسماها. ونموذج ندي القلعة باعتبارها ضحية للدمار الكولاتيرال لتقلبات السياسة السودانية. اتفق في معظم ما جاء في ملاحظات الفنان حسن موسى في رده على مزاعم الدكتور حيدر إبراهيم علي المتعجلة ، الانطباعية. عدا النقطة التي تقول أن (بينما ندى القلعة ـ مع مراعاة الفوارق الزمانية و الثقافية ـ تمثل بيننا كضحية للدمار الكولاتيرال لتقلبات السياسة السودانية). أعتقد ان ندى القلعة ورصيفاتها مثل الغناية انصاف مدني لا يمثلن حالة ضحية لسبب انهن "غنايات" يغنن غناء البنات المتعارف عليه بوصفه غناء عفوي ساذج يرتبط بالمناسبات العابرة وهن في ذلك اقرب للحاكمات في الذاكرة الشعبيةوايضاً مثل القريوت والجالي في غرب افريقيا. وهذه الفئة من المغنين و المغنيات شروطهن اشبه بالأجهزة الإعلامية الراصدة والملتقطة للأحداث في لحظتها الخاطفة، الغناية أول ما تصل لمكان المناسبة تبدأ بالسؤال عن أهل المناسبة و وظائفهم، خلفياتهم العرقية، قبائلهم.. كل ذلك تمهيداً لعملية الإرتجالات اللحظية التي تتخلل غناء الفرح، كمحاولة استفزازية لرفع انهمار النقطة(الشريف مبسوط مني)!.. لهذا يمكن ان تطلب الغناية لمناسبة شيوعيين فتعدد مأثرهم وبطولاتهم وتقول كمان نقد مبسوط مني ويصادف بعد انتهاء مناسبة الشيوعيين،أن تطلب نفس الغناية للغناء في مناسبة زواج واحد مؤتمر وطني فتقوم تردم اهل المناسبة بما يحبوا ان يسمعوا من شكير وربما مغارز في الشيوعيين، تماماً كما يفعلن في مناسبات الفرح البرئ بتشكير دافع النقطة ومطاعنة اهل العريس، اذا الغناية أجرها كان مدفوع من اهل العروس والعكس صحيح، مجرد همسة صغيرة في اذنها تكفي لتحديد ملامح خطاب غنائها ومضمونه. هذه هي ثقافة الغنايات التي تنتمي لها الفنانة ندي القلعة، يعني ما عندها أي تعارض مع ثقافة محددة حتى يتم ترشيحها للعب دور الثقافة الفرعية المقاومة للثقافة المهيمنة.الغناية تغني لمن يدفع لها ويجب أن تظل كذلك والتعامل معها يجب ان يعطي هذه الخصوصية الاعتبار اللازم والا لاختلط الحابل بالنابل.

فنان البروباغندا ام فنان الزنق:

هنالك فنانين ارتبطوا ارتباط مباشر و وثيق، ببعض النظم السياسية وكانوا جزءً اصيلاً منها. مثل الفنانة المصورة الراقصة والممثلة الألمانية (ليني رافنشتال) صديقة الديكتاتور السفاح أدولف هتلر ومهندسة برامج البروباغندا الدموية لحركته القومية.او الفنان السوداني (سيد خليفة) والثنائي الوطني الذين لم يتغنوا سوى لنظام مايو وتمجيد القائد جعفر المنصور...مثل هذه النماذج أيضا يصعب أن يطلب منها ابدا موقف سياسي واضح من القضايا العامة فهي تعبر عن صورة آحادية ذات بعدين لا ثالث لهما وهم بذلك فاقدي للشئ فلا يطلب منهم عطاء واظن أن الفنان الموسيقي الذي لا يملك تجربة باسمه مثل الفنان (فرفور) أيضا ينتمي لهذه الفئة فاقدة الشئ فلا تطلبوا منه موقف سياسي من القضايا العامة أما الفنان الذي يقف موقف سياسي يساند قضايا عادلة من وجهة نظرة، فهو أيضا ليس بمنجاة البروباغندا المضمرة في خطاب الاغنية السياسية المباشرة التي ربما توقعه في المحظور من غير ما يشعر اثناء مباراته الجداد السياسي الذي يقود الى مزبلة التاريخ في بعض الأحيان، زي تجربة الفنان العظيم وردي في حكايات مايو وتنكر محمد الأمين للأكتوبريات مؤخراً.
غير أن هنالك في الأفق البعيد تتشكل اشكال موسيقى وغناء جديد لا يرتبط بالخطاب السياسي اليومي لا من قريب ولا بعيد، بل قل أكثر من موسيقى هي حركة لشابات وشباب يعيشون في قاع المدينة، يتغنون بغناء يختلطون فيه مع بعضهم البعض بلا حواجز او عقد، تجدهم منكبون في مجموعات تحمي وطيس الرقص والتقفيل، رقص يتجاور فيه منفنساً عنصر بوليس الشرطة بزيه الرسمي مع الشماسة و المخنثين والمخنثات،يتزيئون بأزياء متمردة فيها نزق للحرية، هي مزيج من الألوان الحارة والنظارات الشمسية داكنة اللون ينظرون للعالم بعين مسطول متأمل أكثر من نظرتهم للمحيط القريب.هذا هو غناء الزنق الذي يمكن تصنيفه ضمن حركة الهيب هوب Hip Hop التي تشهد العالم باسره من بغداد الي الصين. ربما يقدمون موسيقى فقيرة من حيث العناصر الماديةوالمحتوي الشكلي، لكن المؤكد انها موسيقى خارجة عن المالوف نزقة،متمردة،تمازج بين غناء البنات وايقاعات موسيقى التريم تريم موسيقى اقرب لموسيقى الـ ( آفرو بييت) في الجوار النيجيري... بدأت موسيقى الزنق في الظهور على يد عازف الكيبورد الرآستا (ايمن الربع) وتابعه النيجري ثم طفقت بالانتشار في شتى بقاع المدينة المتحولة المكتظة بالسكان والباعة المتجولين، مشكلةً عالمها التحتي غير المعترف به من معظم فئات وشرائح المجتمع المحافظ..انها الثقافة الفرعية بمعنى الكلمة. عالم موسيقى الزنق تناولته الفنانة ندى القلعة بأغنيتها ذائعة الصيت (خبر الشووم والرووم) في حالة دفاع عن الثقافة السائدة بعد انتهاء مرحلة التمكين.

ساعود






:lol:
آخر تعديل بواسطة الوليد يوسف في الاثنين سبتمبر 25, 2017 6:31 am، تم التعديل 3 مرات في المجمل.
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

خبر الشوم وخبر الروم ..ندي القلعة

https://www.youtube.com/v/1dMzBAeQEqs
آخر تعديل بواسطة الوليد يوسف في الأحد سبتمبر 24, 2017 6:00 pm، تم التعديل مرة واحدة.
السايقه واصله
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


أشيد بالملف ومشاركات الأفاضل ...
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

https://www.youtube.com/v/gMIZHbxM3a0
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

عبد الله الشقليني :oops:
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
الصادق إسماعيل
مشاركات: 295
اشترك في: الأحد أغسطس 27, 2006 10:54 am

مشاركة بواسطة الصادق إسماعيل »

سلام للجميع
مما بلغنا عن السبعينات أن عبدالله بن بولا شُوهد وفي معيته نجار وحداد
وصانعة طُبَاقَة، ذهب بهم إلى "دار بني تشكيل"، فما إن رأوا الجمع قادماً نحو دارهم
إلا وتحسسوا ما "تضبضبَ لديهم من عِصِى".
والآن نشهد حسن موسى يحاول ادخال "المغنية" وربما "بني زَنِق" الى زمرة
"الفنانين".

تبدو لي عودة "الانسان الممتاز" اشبه بالبعاتي هنا، لكن عند امعان النظر
نجد أن "امتيازات النخبة" عويصة على النسيان. فهم في برجهم العاجي
يسمون ثقافة (الشعب) وممثلهم (رجل الشارع العادي داك)، بالهبوط، ولا يدور بخلدهم للحظة
كلمة "هبوط" تنم عن "موقف "طبقي" أو بأخف لهجة هي "وصف نابع من تصنيف غير متفق عليه مع (الهابطين) أنفسهم"
ودا بيقودنا (من أضانا) للكلام الزمان داك، ما هو الفن؟ وما هو المثقف؟ ومنو هو (رجل الشارع العادي).
مأسسة الثقافة واحتكارها هي التي أدت للتصنيفات التي لا أساس لها من الواقع. فعدم قيام النخبة الصفوة المثقين وإن شئت (المُصنفاتية)
بدورهم في الربط بين كل حالات الابداع، أقول تقصيرهم هذا، حملوه والقوه على "كاهل" الشعب المسكين.



وعموماً فإن التعبير (بكل أشكاله) يأخذ صوراً مبتكرة، والتعبير السياسي ليس حِكراً
للحزب السياسي وتفرعاته.
"الزنق" والفنانين والفنانات (أي والله فنانيين ونص وخمسة كمان) ناس نيجيري، والجقول (شوف
ليك جنس اسم) وكل ما هبط من غناء في القاموس النخبوي (الصفوي؟)، هو تأسيس لحزب
سياسي كامل يصارع في جبهته وبادواته ولا يضيره أن يطلق البعض عليه اسم مغني
أو فنان أو زعيم أو حِرَفِي أو (زول منطقة صناعية ساكت).
المحصلة النهائية هي "فن" لو كان عنقريب أو لوحة، ولو كان الراسم حسن موسى ولا النجار حسن جالون
ولو كان المغني وردي ولا المغنية "نون العنكبوتة".

وأنا ذاتي بجي راجع تاني يا وليد
واحتمال أسكن هنا ذاتو هههه
والمرة الجاية بجي شايل "يافطتي" وكاتب عليها


"حزب الفن بيسع الجميع، فلا تضيقوا واسعاً بنو ثقيف"
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


لا أعرف هل المقال أدناه سيضيف للملف أم يحوره :

https://www.alrakoba.net/articles-actio ... -82456.htm

10-01-2017 07:57 AM

الفنانة ندي القلعة... تصدح في المسجد الحرام
بقلم : م/ معاوية عبد الماجد


فَلَق الصباح قـول لى


أهـو نورك لاح خِلِّى
يا خفيــف الــروح
هــو هـــذا نـداك
أم نــدى الأزهــار


كاني أري الشاعر العملاق النوبي خليل فرح أفندي يرنو الي ذلك الصباح الأنيق حينما خاطبني صوتها بلغة الانتماء
...السلام عليكم... أسوداني أنت؟؟
التفت ناحية الصوت فوجدت أمراة ترتدي عباءة ذات لون بيج, مطرزة بأيمان عميق فرددت عليها و ذاكرتي تبحث عن ملامحها في خارطة وطن عشقته حد الارتواء
... وعليكم السلام...
ساد الصمت بيننا لحظات ثم خاطبتها متسائلا
أأنت ندي... ندي القلعه ؟؟
فكان ردها كطيف الصباح في بقعة هي الاطهر لكل نفس مؤمنة بل هي خالصة النقاء, انها البيت العتيق بمكة المكرمة..
... نعم أنا هي...
خالجني شعور غريب بان التقيها في زحام غير الزحام وأصوات تصدح بالدعاء والابتهال غير تلك التي اعتدنا عليها في صالات الافراح..
...سعيد انا بان التقي بك..ما بالك... اني اري القلق بعينيك..؟؟
ردت و صوتها يرتجف..
... فقدت في هذا الزحام الام والولد...فهل لي بجهازك الجوال حتي استطيع مخاطبتهم ,فجوالي بحوزتهم..
مددت اليها بالجوال في حركة وصفة سودانية خالصة نفخر بها جميعا
.. اليك بالجوال , خذيه واتصلي بهم حتي تطمئن نفسك بسماع صوتهم
اتصلت علي رقم ما و ظلت ممسكة بالجوال لبرهة ..
... لا يوجد رد ... لا يوجد رد
قالتها وهي تشغل ناظريها بالزحام علها تجدهم
قلت لها مخاطبا الاطمئنان فيها
...حاولي مرة أخري عسي و لعل يصل اليهم صوتك
أعادة الاتصال مرة اخري والأمل يحدوها برد يعيد الي نفسها الطمانينة
.. لا يوجد رد..
قالتها وهي تنظر الي مترقبة...
فعاجلتها برد مطمئن..
..تحدث كثيرا مثل هذه المواقف في هذا التزاحم , لذلك يتم اتفاق مسبق بين المجموعه بان يلتقوا في مكان ما يتم الاتفاق عليه فيما بينهم , لكن في نهاية الامر سوف تلتقي بهم
مدت الي بالجوال و كلماتها تخاطب الفعل و الموقف
... شكرا لك كثيرا.. اخي الفاضل
ثم أردفت قائلة
... اتيت لاداء مناسك العمرة مع أبنائي و والدتي وكنا مجتمعين طوافا, فتفرقنا بتدافع المعتمرين ,فارجو منك اذا اتاك اتصالا منهم ان تخبرهم بانني سوف امكث منتظرة لهم امام بوابة الملك فهد.
...باذن الله , لك ما أردت
فقالت لي وهي تمشي علي استحياء و بيدها مسبحتها
... مرة اخري اشكرك كثيرا..
فحال بيننا الزحام وأصبحت من الذاكرين ,اخذت مصلاتي بيدي وبدات الطواف ذكرا و شكرا لله بعد صلاة الفجر حيث اعتدنا علي ذلك.
بعد لحظات ليست بالقصيرة وصل الي مسامعي رنين جوالي... فجاة انقطع ذلك الرنين نظرت الي الجوال فظهر لي رقم مميز عاودت الاتصال به
... الو
اتاني صوتها يمشي علي الخير
... اخيرا وجدت الوالدة و الابناء... أكرمك الله و تقبل منك صالح الدعاء
... حمدا لله علي سلامتهم وتقبل الله منا ومنكم صالح الدعاء
أنهيت المكالمة و واصلت في مبتغاي
فجاة رايت ندي و هي ممسكة بيد والدتها وأبناءها الي جوارها و هم طواف أمامي , وصل الي مسامعي صوتها هامسا وهي تصدح بدعاء و افراد أسرتها يرددون معها و أعينهم تومض باحلام بيضاء وهي معلقة بالبيت العتيق...
هي لحظة وميضة لقرار يقاوم أمنية الرجوع للديار الا باسطحاب هذا الضياء الذي لملم بعثرة الأشياء بالنفس..فأنها رحلة مكتوبة بمداد القدر..

راجل السترة ما تفكي
لوكي القرضة وامسكي في
بيت حلال ما تخربي
لوكي المرة وامسكي في

بي الفي المافي عيشي معاه
بيت جالوص وضي شمعة
شن المرة بلا السترة
وشن الزول بلا السمعة

العملاقة ندي القلعة ..... كن للفن ضياء...

م/ معاوية عبد الماجد
[email protected]
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

جولة في قلعة القلعة الغنائية

مشاركة بواسطة حسن موسى »






جولة في قلعة القلعة
..........
سلام للجميع
شكرا يا الصادق اسماعيل على النظر المؤازر،و القصد هو تحصين المبدعين ، الذين هم مستودع الطاقات الوجدانية السودانية، غايتها و آيتها، تحصينهم من عوارض الحياة السياسية و غلظاتها التي لا تحصى. و أنت تعرف أن الساسة في بلادنا، في غالبيتهم، و لو شئت قل : " في غالبيتهم العظمى" ـ قوم جهاليل غلاظ القلوب لا يتورعون عن قتل من يعترض سبيلهم لتحقيق أغراضهم [ النبيلة أو المرذولة].ـ و أنا أخوض في هذه المنازعة بطموح بناء نوع من حصانة تحمي الفنانات السودانيات ـ باعتبارهن خط دفاعنا الأول ، نحن حزب الفن الديموقراطي ـ من التجاوزات المجانية التي تجد تعبيرها في السباب القبيح و أنواع أدب الإزراء الغليظ التي تطالهن من طرف عنقالة السياسة الذين لا يدرون كوعهم من بوعهم.ـ
قلت أن القلعة ليست أم كلثوم السودان، لكن الدنيا ما معروفة و يمكن بكرة بعد بكرة الظروف تمكنها من بناء بأس شعبي يؤهلها لمقام أم كلثوم السودان و أكثر، و الزلابيا مبذولة لمن يطلبها حتى و لو كان من «بني زنق»، و يالهم من شباب.. هؤلاء هم "شعراء الشعب" الذين خرجوا من ثنايا التربية الإسلاموية الرسمية و خرجوا عليها من ثغرة الطرب، يصنعون الموسيقى عفو الخاطر ـ على منطق حرب العصابات الحضرية، يضربون و يهربون و لا يبالون برضاء الراضين ولا بكلامات الناقدين. و من يقرأ في حركة و سكون هذه الفنانة الشعبية الصاعدة يجدها على الطرف الأبعد من حركة " بني زنق" لكنها تتبع طريقها الخاص في طلب رضاء الجمهور بشتى الوسائل.ـ[ حتى أعود ل " بني زنق " تأمل في هذا الفيديو العامر بالمعاني :ـ


https://www.youtube.com/watch?v=aQyI4W99X1A

]
و من تأملي في سجل كلمات أغاني ندى القلعة أجدها في حالة تعليق متواصل على أحداث الحياة الإجتماعية العاطفية و السياسية. و لو لم تكن مغنية لكانت احتلت مكانها بين كتاب الأعمدة الراتبة في الصحف السودانية الذين آلوا على أنفسهم شرح و ترشيد وقائع الحياة الإجتماعية للسودانيين من خلال التعليق اليومي في ما يسوى و ما لا يسوى و الأجر على الله. و تعليق القلعة هو تعليق حر قوامه النصح و التضامن مع جماهير المحبين جنبا إلى جنب مع أنواع التأجيج العاطفي و العرقي و .الجندري دون أن تستنكف ـ من وقت لآخر ـ عن النهي و الهجاء والكاريكاتير المشهدي من نوع أغنيتهاالمشهودة التي طالت فئة الشبان المثليين و استقطبت حماس قطاعات واسعة من الجمهور التقليدي المرتاع من لعنة المثلية التي تتهدد عيال المسلمين [ و بناتهم ايضا في آخر الأنباء].ـ
قالت :ـ
خبر الشوم وخبر الروم
فاح واتناقلو الحروم ياجناا
الدبارا نان كيفن

ولدا ماشي يتقلم
اريت لا سمعتو لا إتكلم
اسعد قلبو سوسو سعاد
ناقصو التوب ويتبلم ياجنااا
الدبارا عاد كيفن !!

الدبارا يادراج
شيتا جابلو عقد وزواج ياجناا
البنات كان قنعن
ماتلومن يا سراج
الدبارا عاد كيفن !!

و في هذه الأغنية فالقلعة ـ مثل جمهورها ـ لا تملك "دبارة" ناجعة لدرء خطر هذه المصيبة المعلقة بسبيبة فوق رؤوس عيال المسلمين الواقفين بلا حول و لا قوة أمام غول الربكة الجنسية المفترس[ الجديد/ القديم]، لكنها تكتفي بالهجاء و الترويع و استنفار معاني الرجولة الخارجة من تلافيف ثقافة المجتمع قبل الرأسمالي . بل هي ـ أمام قلة حيلتها في مواجهة الظاهرة ، الإجتماعية البالغة التعقيد ـ لا تملك أكثر من الإحتماء بـ " الرجال"،[ لزّمني الرجال يا جنا"] و في حالة فشل " الرجال" فهي تقوم بـ "فتح بلاغ" لدى السلطات الرسمية حتى تمنع سفر المثليين لخارج البلاد فيحرجوننا مع الأجانب و يكسروا عيننا بين الأمم و كذا. ـ

يالسفارة شغلك ني
أشرتيلو كايرو دبي
كسر العين هو نان كيفن
نكورك نضرب السكلي
الدبارا نان كيفن !!

خت الشملة زيط ونطع
وطبق البوخة فعلو بشع
البنات يعاينن ليه
خشمو الفلقة نضمي وصقع ياجنا
الدبارا عاد كيفن !!

الكلام بجيبلو كلام
يا خشمي الفصيح نضام
وقولك طور كلام علقم
لزمني الرجال قداام ياجنا
الدبارا عاد كيفن !!

طبعا ستجري مياه كثيرة تحت [ و فوق] جسور الخرطوم قبل أن يبني المثليون السودانيون بأسا رمزيا و ماديا يمكنهم من شراء " عداد" المغنيين الشعبيين حتى يجعلونهم يطنبون في مدح الخيار المثلي، لكن الحي بشوف و "كل شي في الحيا جايز" على قول كلمات مولانا رمضان زايد.ـ
لحسن حظنا جميعا فبرنامج القلعة الغنائي لا يقتصر على مناهضة المثليين، و ربما كانت خصلة التنويع هي نقطة قوة المغنيين الشعبيين، ذلك أن تنويعهم من تنويع الجمهور الذي يدفع لهم عدادهم. و القطاع الأعظم من الجمهور ـ" جمهور" بتاع شنو يا زول؟ قول " القطاع الأعظم من الشعب السوداني " يحرص على سماع نوع الغناء الذي يعالج تقلبات الوجدان العاطفي العابرة للأعراق و الطبقات و الثقافات.. هذا الشعب المسلح بسماحة جمالية عالية تجعله يفسح براحا لـتصاويت " بني زنق" و لـتصاويت " محمد الأمين " في داخل نفس حقل السماع، هو قادر في نهاية المطاف ، مطاف التاريخ ، قادر على نسيان نوع الغناء الزائف المصنوع للسلطات و صيانة الغناء الحقيقي الذي يخاطب الناس في حنايا ذاكرة قمينة بفرز ما ينفع الوجدان من ذلك الذي يذهب جفاء.ـ
و في مقام التنويع يحسب للقلعة حضور حسها الفكاهي الذي يلف معظم أدائها الغنائي بثوب المرح الجامح [ " أموت و أعرف في شنو في دُبي؟]ـ"]
https://www.youtube.com/watch?v=MBGwxlStgh4


و في كلمات أغنيتها " خلي باب الريد متاكى" ، تتخذ المغنية هيئة الصديقة الآسية التي تواسي و تعزي جماهير العشاق المحبطين ـ و ما أكثرهم ـ عن فجائع العلاقات الغرامية الصغيرة و تبشرهم بغد أفضل و تنصحهم بالبقاء على انتظار ما تجود به الأيام ، و ذلك على زعم عريض متفائل عابر للثقافات فحواه أن الحب ظاهرة فالته عن كل منطق و أن كل شيئ ممكن و لا داع لليأس:ـ

« 
لو حبيبك فات نساك
والزمان سابك جفاكا
اصبر الايام تعدى
خلي باب الريد متاكا
*****
اصلو طبع الناس بتنسى
وتاني بتلين لما تقسى
والغرام لو موجه لجه
بكره فوق الشاطىء بيرسه
*****
تلقي زول يعرف جمالك
ويعرف الحب في وصالك
وتلقي في الطيب منالك
والسنين تصدق معاك
*****
« 

و في أغنية " راجل السترة " تباشر" القلعة ـ في دور "خبيرة" العلاقات الزوجية ـ نصح النساء بآيات من مخزون البلاغة الشعبية التي تروض المرأة على أدب الصبر و الإمتثال، و ذلك على هدي مسلك براغماتي ينظم أولويات العلاقة الزوجية عن وعي مستبطن بالضعف الكبيرة لوضعية المرأة ، باعتبارها أنثى ذات حظوة إجتماعية هشة تجعلها عرضة للهجران و التعليق و للطلاق و الترمّل الخ. أمام مخاطر مواجهة مصاعب الحياة المادية و الرمزية، بدون عون الرجل، تنصح القلعة أخواتها الرازحات تحت شقاء الزوجية، بأن لا يفرطن في الزوج و أن يقبلن عيش الكفاف في عصمته مهما غلا الثمن و " ضل الراجل و لا ضل الحيطة"  :ـ

" راجل السترة ما تفكي
لوكي القرضة وامسكي في
بيت حلال ما تخربي
لوكي المرة وامسكي في
بي الفي المافي عيشي معاه
بيت جالوص وضي شمعةـ"
و ذلك لأن المرأة ـ بدون الرجل ـ كائن بلا قيمة. و فوق قلة القيمة فهي تظل عرضة للشبهات و الإهانات :ـ

"شن المرة بلا السترة
وشن الزول بلا السمعة
فقرو وعدمو ما عيبة
بعيد عن شبهه أو ريبه
في لقمةحلال صافي
ليك بيخدمه يجيبه

بعد الإمتثال لقسمتها تختم القلعة خطابها للمرأة المتزوجة التي تعاني الفقر و الإملاق و الجوع، بحكمة دينية فحواها أن كل شي من عند الله و أن لا معنى للتمرد على احكام القدر :ـ
« ..

الغنى والروقة من الله
جوعة ولا شبع زله
قال يا الله يا رازق
ما قال يا محسنين لله
راجل العيشة ما ساهل
وين بيتلقي هو بالساهل
عدم مع حسيس بفهم
ولا بوبار مع جاهل
صلي الصبح وقام حاضر
وقال يا مهون يا ساتر
الفي جيبو ختاها
عدم الهلله وقال حاضر"

..


"دحين ابقي عليه عشرة
وصونية وقدري العشرة
يجازيك الله في طاعته
حسنتك تجزئ بالعشرة"

"
أنظر نصوص الأغاني على الرابط

Read more: https://www.blue-nil.net/vb/showthread.p ... z4sdIkPcIN

و عند مشهد الزوجة التي تقبل براجل السترة، على علاته الكثيرة، و التي سيجازيها الله في طاعته كل حسنة بعشرة أضعافها، تتباعد القلعة من دور الصديقة الناصحة المتضامنة لتتبنى دور الناصحة البراغماتية التي تداهن سدنة الثقافة الذكورية العربسلامية ،[ القابضين على العداد]ـ الذين يستعينون بالحجج الدينية على صيانة قهر النساء كمسلك طبيعي، إما بالتي هي أحسن ، أو بقوة الشرع عند مقتضى الحال.[ و قوة الشرع تشمل الزجر و الهجر و التعليق و بيت الطاعة و الضرب "غير المبرّح" إلخ]ـ
ربما لو تمكنت جماعة النساء المتمردات على أحكام القدر الذكوري يوما ما، من التحكم في سلطة العداد فلا بد أن ندى القلعة و أخريات و آخرون سيعدلون و يبدلون في نصوص الأغاني المصنفة في مقام " غناء البنات" لصالح من يدفع.أو كما قال صاحب المثل البريطاني :ـ
من يدفع للموسيقي يختار الموسيقى.
Who pays the piper calls the tune

و في موقف الاسرة السودانية تقف ندى القلعة ، بنت أمها ، على المسرح تتغنى بأفضال الأمهات عامة و تشيد بأمها « " السارة" سر هناي و مناي"
..
" ربتني و معاي و هسّة بتلولي جناي
تسلمي يا يمّة في هناي و مناي
الصبر الصبرتي يا يمة ما محدود
و ربي يعوضك عن حيلك المهدود
الضهر انحنى و لسه الحنان ممدود
ربتني و معاي هسة بتلولي جناي"
، لكن ندى القلعة أم عيالها الماثلة في دور " الأم شجاعة" ،لا تتغنى بأطفالها على الملأ ،إلا أنهم حاضرون إلى جانبها في أكثر من فيديو و أكثر من مقابلة. و في مشهد الأم فالمشاهد يرى الأم التي تعتني بأطفالها و تقوم على تربيتهم و تعليمهم و تتضامن معهم بكل ما في وسعها. و هذا موقف لا يخلو من المشقة بالنسبة لأم هي في الوقت نفسه فنانة شعبية لها إلتزاماتها الفنية و المهنية تجاه الجهات التي تتعاون معها و الجمهور الذي يطلبها. و بين صورتها كأم رؤوم بعيالها و كبنت فخورة بأمها تمثل القلعة، بالنسبة لكثير من الأسر السودانية التي عانت تراجيديا الأزمات المادية و الرمزية المتلاحقة، التي ظلت تعصف بالمجتمع السوداني منذ الإستقلال، تمثل كنموذج للتمسك بقيم التضامن الأسري على هدي التقاليد السودانية العريقة.هذا النزوع الظاهر لصيانة قيم التماسك الاسري هو حاجة حقيقية يطلبها الجمهور العريض المتوجس من تقلبات الحياة الإجتماعية. و حين تتغنى ندى القلعة بأفضال أمها فهي تشرّك جمهورها في علاقة الأمومة البنوّة الحميمة التي هي لمثابة الزاد الوجداني المتجدد أبداـ.
ـ لكن نجاح القلعة في تقديم صورة التضامن الأسري السوداني و الذي يكسب لها تعاطف الجمهور الواسع معها كإنسانة و كفنانة لا يفت في عضد الناشطين السياسيين الذين نصبوها ممثلة رسمية للنظام السياسي الإسلامي المقيم في الخرطوم منذ حوالي ثلاثة عقود. و قد نظرت في رابط المقال الذي بذله صديقنا الشقليني من موقع "الراكوبة"
https://www.alrakoba.net/articles-actio ... -82456.htm

[الفنانة ندي القلعة... تصدح في المسجد الحرام
بقلم : م/ معاوية عبد الماجد" ]،فقادني لتعليقات المعلقين على المقال الذي يقدم وجها أسريا مشرقا من سيرة القلعة في الحرم المكي. هالني أن ما يقارب الخمسة عشر تعليقا المكتوبة عقب مقال معاوية عبد الماجد، كلها عدائية و بعضها محض سباب مقذع في حق الفنانة ندى القلعة و في حق كاتب المقال. لكن القاسم المشترك الأعظم لكل هذه السخافات هو أن اصحابها يتسترون وراء أسماء مستعارة. فعلا "الإختشوا ماتوا".ـ




أظن أن سر شعبية ندى القلعة لا يكمن في قدرتها على التطريب وحدها لأنها تستثمر في سبيل بناء جماهيريتها جملة من لأقنعة الإتصال التقليدية و الحديثة التي تمنح حضورها في الفضاء العام أكثر من وجه .فهي تدخل بقناع الفنانة المطربة ، لكنها أيضا تحمل قناع الأنثى التي لا تخجل من أنوثتها و لا تخفيها في الفضاء الذكوري العام، لقناع الخبيرة في العلاقات العاطفية التي تسدي النصح للمحبين اليتامى في شعاب صحراء البؤس العاطفي و البؤس المادي المهيمن على حيوات القطاع الأكبر من السودانيين، لقناع الأم ربة الأسرة الرؤوم التي تتفانى في توفير أسباب التربية القويمة و التعليم النافع لفلذات كبدها،لغاية قناع الناشطة الإجتماعية التي تدافع عن قيم التراث الثقافي السوداني الأصيل و لا تتحرج من " البيان بالعمل" لتقنع جمهورها بأصالتها الوطنية كما في الفيديو الذي يعرض تضامنها مع المتضريين من السيول. و قد يبلغ بها الحماس الوطني درجة توجية مخاطبة شديدة اللهجة لكل من يتعرض بالأذى لصورة السودان و أهله[ كما في حكاية السعودي الذي أهان طبيبا سودانيا يعمل في مستشفى سعودي]
الرابط
https://www.rasid.co/sudan/article-224786.html

.. ـ

سأعود
عدلان عبد العزيز
مشاركات: 102
اشترك في: الخميس فبراير 02, 2006 6:52 pm

شن الزول بلا السمعة

مشاركة بواسطة عدلان عبد العزيز »

سلام يغشى الجميع..

اليوم توفرت لي الفرصة لأبرُك على هذا السوح.. والذي، رغم أن مادته محورها ندى القلعة، إلا أن جوهره، في تقديري، عن كيفية تناول المثقفين لظواهر الفن وعلاقته بالسياسة. وأقر قطعاً، كما القول الدارج.. "الليلة عِرفنا حاجة!"
لكن والله غلبني أتابع من سُكات، وقد هالني ما كتبه الوليد يوسف، وهو يعني ندى القلعة: " الغناية تغني لمن يدفع لها ويجب أن تظل كذلك والتعامل معها يجب ان يعطي هذه الخصوصية الاعتبار اللازم والا لاختلط الحابل بالنابل."

وأكد على ذلك حسن موسى بجلبه المثل الانجليزي مقطوع الطاري الرأسمالي البيقيس كل شيء بالمال الذي يقهر القيم المعنوية: "من يدفع للموسيقي يختار الموسيقى"

فهل يا سادة أنتم مطمئنون أن ندى بت الكلاكلة القلعة، الحي الشعبي جنوب غربي الخرطوم، هي فِعلاً كدة؟ لا أعرف .. ولكن لنحاول أن نتعرف أكثر على الشخصية الحقيقية لندى بت الكلاكلة القلعة من خلال الفديو التالي:





[video width=640 height=400]https://www.youtube.com/embed/g_I-IXgXyns[/video]
"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ" آل عمران 159

We cannot always oblige but we can always speak obligingly - Voltaire
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

العزيز عدلان عبد العزيز وسلام يغشاك وما يبراك

كتبت : وقد هالني ما كتبه الوليد يوسف وهو يعني ندى القلعة: " الغناية تغني لمن يدفع لها ويجب ان تظل كذلك و التعامل معها يجب ان يعطي هذه الخصوصية الاعتبار اللازم والا لاختلطت الحابل بالنابل." ثم اشرت الى تاكيد (حسن موسى) لهذه الفكرة بجلبه المثل الانجليزي مقطوع الطارئ الراسمالي... الى نهاية العبارة.

سأتكفل بتوضيح ما كتبته وتأكيد حسن موسى له رب يحميه.
بالطبع كما هو واضح ان عبارتي لا تقتصر على ندى القلعة فحسب و على وجه التحديد، انما فيها اشارة الى كل رهط "الغنايات" الشعبيات في مختلف الازمان والأمكنة وقد اشرت لذلك بوضوح في تفصيلة تحدثت فيها عن نمط نوع الاغنية الشعبية وتقاليدها وعرضت لبعض النماذج في التاريخ المعاصر والقديم وان كان لابد من التكرار، فأقول ان الغنايات، الحكامات، الغريوت، الجالي،الكيتا، المغنين الجوالين، التروبادور، الحكايين ورواة القصص... هؤلاء الفنانين الشعبيين بمختلف مشاربهم، هم حافظي الذاكرة الهشة، الذاكرة المتناقلة بالمشافهة، التي تعتمد التقاط الاحداث والأخبار ونقلها من مكان لآخر ومن جيل لجيل او كما قال الأديب المالي (أمادو هامباطي با). : متحدثاً عن مدى هشاشة الثقافة الإفريقية القديمة، عندما أطلق صرخة الإنذار الشهيرة ((في إفريقيا عندما يرحل رجلٌ مُسن او قريوت، فإنَّ ذلك يكون بمنزلة احتراقِ مكتبةٍ بكاملها !)). هؤلاء الفنانين الشعبين هم الجينات الحاضنة للذاكرة الشعبية الشفاهية، تجدهم مطلعين على شجرة الأنساب وأسرار وخفايا المجتمعات والافراد، كما هم ايضاً بمثابة السلطة القضائية لدى العقل الجمعي انظر كلمة (حكامة) الغناية في غرب السودان ،التي يهابها الجميع ويعملون لها الف حساب، لذلك فهي اشبه بالسلطة القضائية او القاضية الشعبية عبر وسائط المؤانسة entertainment ، التي من المفترض ان تفصل وتظل مستقلة عن بقية السلطات الاجتماعية الاخرى وكيما تحافظ على هذا الاستقلال والحيادية ، العناصر اللازمة، لأداء مهمتها الاجتماعية بكفاءة. فهذا يتطلب ان تستقل ايضاً في تمويل حياتها وطرق كسبها لتفادي التحيّز او التعصب لزيد في مواجهة عبيد فهي بذلك حكم متعاقد تعاقد اصيل مع كل المجتمع وعلى المتقاضين دفع أتعابها ،.تماماً كما هو مطلوب في الديمقراطية الرومانية ويعرف بمبدأ فصل السلطات الثلاث (السلطة القضائية، التشريعية، التنفيذية) هذا على سبيل المثال طبعاً لتقريب الفكرة. اذا عممنا هذا المبدا على المجتمعات الشعبية. وما اشرت اليه انا (بحتى لا يختلط الحابل بالنابل)، هو هذا الفصل بين سلطة المغنيين الشعبيين عن بقية السلطات الاجتماعية الاخرى في عوالم الفنون والممارسات الاجتماعية التقليدية . او هم ايضاً فيما يخص حفظ الذاكرة الهشة المستعادة بسلطة التذكر مثل المكتبة وفِي المكتبة يمكن ان تجد كتاب (كفاحي ) للفهرور أدولف هتلر جنباً الى جنب للكتاب المقدس وكتاب كاما سوترا متجاوراً مع كتاب حكم بوذا وكل انسان حر في اختيار ما يروق له وما يحتاجه من الذاكرة المكتبية الشفاهية او حتى تعبئتها بجديد.. لو كان جمعك الحظ بجلسة مع الغناية (حواء الطقطاقة) لخرجت منتشياً من الكم الهائل من القصص والحكايات حول الخاصة والعامة، علية القوم وغمار الناس. حواء الطقطاقة كانت تعسكر قبل شهور تسبق تحضيرات حفلات الزواج (بيت العرس) فيما يعرف بالتعليمة، تعسكر في بيت العرس تنوم وتقوم تاكل وتشرب، يعني بتكون عضو في بيت العرس، تتطلع على اسرار البيوت وتساهم بآرائها موضع التقدير من النساء والرجال وفِي احيان كثيرة يهابها الرجال وتشارك في حل المشاكل وتسفه حلايف الطلاق بالتلاتة، تحل المشبوك والمعقد وعشان تتم مهمة الشكير او الهجاء، التعيير وباللغة المعاصرة المغارز، لابد وان تتوفر على المعلومة الدقيقة ذات التاثير و من حقها ان تقدر سعرها لشراء السكوت كان بالنقطة ولا العداد. شخصية اجتماعية مهمة مثل تلك يجب ان يحافظ على استقلالها وحياديتها بدون اسقاطات عمودية لمفاهيم حديثة نسبياً مثل ربطك للقضية بمفهوم الراسمالية الحديثة وما الى ذلك . اذا اخذنا في الاعتبار ان هذا العقل الذي نحن بصدده هو العقل الجمعي الشعبي او مثلما اشار حسن موسى في مكان ما هنا الى مرحلة ما قبل الراسمالية..
قلت خذوا ندى القلعة على قدر قلعتها؟ فاذا بك تحملها ما لا طاقة لها به!.
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

بعدين يا عبد العزيز عدلان "جلبك" لفيديو من برنامج الكاميرا الخفية واستخدامه كوثيقة ادانة ضد ندى القلعة او عشان من خلاله نتعرف على شخصيتها الحقيقية... الا ترى في ذلك غرابة وعدم مصداقية ؟
السايقه واصله
عدلان عبد العزيز
مشاركات: 102
اشترك في: الخميس فبراير 02, 2006 6:52 pm

عندما يختلط الحابل بالنابل عند الوليد يوسف

مشاركة بواسطة عدلان عبد العزيز »


الوليد بن يوسف، سلام ..

تجنيت علي ولم تتحل بالأمانة الفكرية وفقدت المصداقية في ردك على مكتوبي أعلاه كما وتجاوزت حدود اللياقة في ردك الثاني..
الأمانة تقتضيك أن تقر أنك في مكتوبك: "الغناية تغني لمن يدفع لها ويجب أن تظل كذلك والتعامل معها يجب ان يعطي هذه الخصوصية الاعتبار اللازم والا لاختلط الحابل بالنابل."

إنما كنت تعني ندى القلعة تحديداً. ما كان ف داع للف الصينية الثقافية الكبيرة في شرح موضوع الحكايين ورواة القصص! فقارئنا العزيز، وخاصة في هذا المنبر، أزعم أنه قارئ حصيف.
يا سيدي أنت ندى القلعة بنظرك مجرد "غَناية". وما لهم "الغنايين"؟ ما هُم برضو فنانين وموهوبين كمان، خاصةً "البيدفعوا" ليهم أجر. ها هي كلماتك تخبر عنك يا سيدي:
"كتابتي كلمة غناية اكثر من مرة متجاورة مع كلمة فنانة و وضعها بين قوسين، للتنبيه الي تصنيف هذه الفئة من الفنانات وأخذها على قدر عقلها ليس تبخيساً بالتأكيد. لأنني قد لاحظت أيضا في خطاب الفنان حسن موسى ان هناك عدم انتباه لهذه الجزئية المهمة للغاية. لماذا؟ الفنانة ندى القلعة لن يحتملها فقط التصنيف داخل مفهوم غناء المرأة؟ زيها وزي عشة الفلاتية،فاطمة الحاج، ام بلينا السنوسي، زينب خليفة، منى الخير، أماني مراد، حنان النيل، مهلة العبادية، البلابل، ثنائي النغم، الرحمة مكي...هؤلائي الفنانات ارتبطت تجاربهن الغنائية باغنية أذاعه أمدرمان. فحملت تجاربهن نفس خصائصها العامة من حيث النصوص المغناة وطرق الاداء التلحين والتوزيع وما الى ذلك. في حين أن الفنانة ندى القلعة صحيح انها مرأة الا ان تجربتها الغنائية تنتمي لاسلوب غناء البنات،او غناء السباتة ومؤخراً حسب الاذاعية عفاف الصادق (بنات حواء) في إشارة لبرنامجها التلفزيوني الذي جمعت فيه بنات حواء الطقطاقة بعض الغنايات مثل إنصاف مدني،حنان بلوبلو،حرم النور، مونيكا ويليام اضف اليهن،قسمة، زهرمان وقديماً عشه ام رشيرش وحتى المغني الشاب ايمن بنه والمغني كبشور... وعدة من مغنيات ومغنين أخر يتغنون بأغاني البنات لا يتسع المجال لذكرهن.داخل هذه المجموعة تتم قراءة تجربة الفنانة ندى القلعة الغنائية ومجالها النوعي الذي تتمدد فيه. يعني يا حسن موسى مافي شيء بلم ندى القلعة بمحمد الأمين أنظر (اشغال العمالقة) الخبر الأكيد أن غناء كل على ليلاه كان أجمل من غناء ندى القلعة وعمل من فسيح غنائها شربات... قال لوكي القرضة وامسكي فيه راجل السترة ما تفكي."

ثم أنك أكدت على فكرتك تلك حينما كتبت:
"أعتقد ان ندى القلعة ورصيفاتها مثل الغناية انصاف مدني لا يمثلن حالة ضحية لسبب انهن "غنايات" يغنن غناء البنات المتعارف عليه"

وعدت مرة ثالثة لتكتب:
"هذه هي ثقافة الغنايات التي تنتمي لها الفنانة ندي القلعة" والجملة التالية بعدها مباشرة، كانت "الغناية تغني لمن يدفع لها ويجب أن تظل كذلك والتعامل معها يجب ان يعطي هذه الخصوصية الاعتبار اللازم والا لاختلط الحابل بالنابل."

هسي جاي تنكر كلامك ده حطب.. وتقول "بالطبع كما هو واضح ان عبارتي لا تقتصر على ندى القلعة فحسب و على وجه التحديد"؟ لا يا حبيب.. بحسب كتابتك هنا، واضح إنك قاصد ندى القلعة وأوردت الآخرين في المعية لتأكيد حججك في مواجهة ندى القلعة.. هو في محور تاني للموضوع غير ندى القلعة؟

أما قصة جلبي "لفيديو من برنامج الكاميرا الخفية واستخدامه كوثيقة ادانة ضد ندى القلعة".. في الأوال خلني ال اتأكد.. يازول إنت بي صِحّك؟ الفيديو ده.. وثيقة إدانة ضدك إنت بالتحديد، يا وليد يوسف.. لأنك صنفت ندى القلعة ك "غنّاية" وقلت أن "الغناية تغني لمن يدفع لها ويجب أن تظل كذلك" في حين أن الفيديو أثبت أن ندى القلعة ليست كما إدعى الوليد بن يوسف، فرفضت المال مقابل أن تغني غناء "راجل المرا حلو حلاة" وأعتبرت مجرد طرح الموضوع لها "مهزلة"! أما دعوتي بأن نحاول أن نتعرف على شخصيتها الحقيقية من خلال الفيديو، فذلك، وببساطة، لأن الشخصية التي يعكسها مقطع الفيديو الذي جلبته، يعكس شخصية إنسان يحترم نفسه وجمهوره وفنه، وفي نفس الوقت ينفى الايحاء الوارد في هذا البوست أن ندى القلعة تتغنى ب راجل المرا حلو حلاة!

ردودك السابقة .. دي ياها الفهلوة ذاتها التي رميت بها أشرف أشوش ذات نقاش.. وهذا يقودني لموضوع "تجاوز حدود اللياقة في ردك الثاني".. فعندي احساس أنك لا تقبل أن يخاطبك أحدهم بغير اسمك المكتوب هنا.. إذاً ما الذي دعاك أن تكتب "بعدين يا عبد العزيز عدلان"؟ ده ما الخطا ذاته؟ يا حبيب .. لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَهُ, عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتَ عَظيمُ! أو ليس أنت من كتبت:

"أشرف الشوش الفهلوي ،تختني مع (الحجاج بن يوسف) في سرج واحد لمجرد تعبيري عن وجهة نظر بوسيلة الكتابة؟"
المرجع: منبر الحوار الديمقراطي ارسل: الاحد ديسمبر 09, 2012 8:02 pm موضوع: نضوب البحــــــر

المهم يا زول أنا عافي ليك، كان كتبت عبد العزيزعدلان، أوعدلان عبدالعزيز، أو حتى اسمي الكامل عدلان بن أحمد بن عبد العزيز، لكن أحب أفيدك ألا علم لدي بأي صلة تجمعني بقبيلة ثقيف، اِحتياطاً وكِده.

"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ" آل عمران 159

We cannot always oblige but we can always speak obligingly - Voltaire
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »


السيد عدلان
فيما يبدو ومن واقع مداخلتك الاخيرة،انك بصدد احداث هرجلة وغوغائية مجانية ساكت، ينحرف بسببها الخيط الى مهاترات ومغالطات لا تضيف الى النشيد سوى النشاز. لحدي هنا وكفى.
وبالمرة كمان اناشد المشاركين والمتابعين هنا، عدم الالتفات والانسياق وراء هذا التهافت الرخيص وخلونا نركز في موضوع الخيط الرئيس. قشة ما تعتر لينا. عشان نستفيد من هذا التفاكر الرفيع.
.
آخر تعديل بواسطة الوليد يوسف في الجمعة أكتوبر 06, 2017 11:52 pm، تم التعديل مرة واحدة.
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
الصادق إسماعيل
مشاركات: 295
اشترك في: الأحد أغسطس 27, 2006 10:54 am

مشاركة بواسطة الصادق إسماعيل »

الأستاذ الوليد يوسف
أعتقد أنك استعجلت في الرد ودمغ الاستاذ عدلان بعدم المصداقية في جلبه
لفديو ندى القلعة باعتباره وثيقة ادانة ضدها أو للتعرف على شخصيتها الحقيقية
فهو نفسه قال (لا يعرف)، والفيديو للحقيقة (إن لم يكن تمّ الاتفاق مسبقاً على
محتواه بين ربيع وندى) يظهر لنا ندى كفنانة تحترم جمهورها وتعمل على
صيانة تلك العلاقة القائمة بينها وبين جمهورها لدرجة انها قالت في الفيديو
انها يمكن ان تدفع لهم ان كان مشكلتهم هي
المال.
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

https://www.youtube.com/watch?v=85tqL4NX5c0



من اللقاء أعلاه :
في" كمودينة " غرفة النوم ، توجد رواية " الجنقو مسامير " للكاتب" عبد العزيز بركة ساكن "، وكتاب " الأسود يليق بك " للكاتبة " أحلام مستغامي " و" عطر نسائي " للكاتب " عماد براكة ". وذكرت " ندى القلعة " أنها تقرأ روايات ل "الطيب صالح".
- ندى القلعة :من مواليد 1975
- في رحلة نيجيريا تلقت أجراً " 100 ألف دولار، وهدية تلفون موبايل من الذهب الخالص وهدية سيارة " لكزس ".
- ندى :ربنا بحبني ودة برجع لعلاقتي معه .
- ندى :أحب الدول الأفريقية أكثر من دول الخليج أو الدول الأوروبية.
- في ردها على سؤال أن أحد المسؤولين تقدم لها للزواج ، فرفضت الإجابة .
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

العزيز الصادق اسماعيل

تحية طيبة

معذرة... ما عندي اي رغبة زي ما ذكرت عاليه، معلقاً على مداخلة السيد عدلان الاخيرة، للخوض في مهاترات مجانية معه ولا ارى في طرحه ما يفيد ويخدم الموضوع المطروح هنا من وجهة نظري ، ارجوا ان تجد لي العذر لعدم تمكني من التعليق على مداخلتك الاخيرة ولا تاخذ ذلك على انه تجاهل او عدم تقدير .
مع بالغ ودي وتقديري لشخصكم ولمداخلاتكم البناءة

وليد يوسف
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
الصادق إسماعيل
مشاركات: 295
اشترك في: الأحد أغسطس 27, 2006 10:54 am

مشاركة بواسطة الصادق إسماعيل »

الأستاذ الوليد يوسف
ما في مشكلة ولنمضي قدماً في هذا الحوار الثر.
صورة العضو الرمزية
الصادق إسماعيل
مشاركات: 295
اشترك في: الأحد أغسطس 27, 2006 10:54 am

مشاركة بواسطة الصادق إسماعيل »

أستاذ الشقليني
مشكور على الفديو الجميل، ونوع الفديوهات دي
بتخليك تعيد تركيب صورة الفنان في رأسك، وللحقيقة
شدتني صورة الفنانة الانسانة التي تأكل الطعام وتمشي
في الأسواق مقابل صورة المغنية المشهورة.
أضف رد جديد