نظمت مجموعة أجندة مفتوحة ندوة حول مساهمة عبد الله بولا الفكرية، بدأت بمحاضرة تحت عنوان:
"حول المساهمة الفكرية للدكتور عبد الله بولا"، أعقبها نقاش ثر.
هذه هي الدعوة التي قدمتها أجندة مفتوحة قبل انعقاد هده الفعالية بلندن يوم السبت 9 سبتمبر 2017.
ندوة أجندة مفتوحة «حول مساهمة عبد الله بولا الفكرية»
- نجاة محمد علي
- مشاركات: 2809
- اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
- مكان: باريس
- نجاة محمد علي
- مشاركات: 2809
- اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
- مكان: باريس
-
- مشاركات: 1514
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm
عن بولا أنا بحكي ليكم
التحية للأستاذة نجاة محمد علي،
والتحية لسلالته التي وقفت تُساند أن ترى بعض مُنجزاته النور . ودعم البروفيسور محمد محمود الذي ذكرتيه.
وتحية لك ثانية على هذا الاهتمام بمنجزات الدكتور عبدالله بشير بولا . وهو عمل غاية في الصعوبة. فصاحب الأثر يهتم بالدقة وصواب الفكرة والعبارة واللغة .إن الإنسان الخلاق الذي وجدناه في بولا ، هو الإنسان رقيق الحال ، قريبة دموعه إلى شطآن المآقي . يُحب الفقراء ويرغب أن تكون المرأة مثل الرجل في الحقوق والواجبات . يلهث من أجل الديمقراطية ، رغم معرفته بالخلل من تراكُم سيطرة مُجتمع الذكور ، في المجتمعات التي تنأى عن التطور والحداثة المُتقدمة . ويعرف أن الديمقراطية أمر بعيد المنال في مجتمع تأسست وحدته الأسرية على تفضيل الذكور ، واضطهاد المرأة كلما توفرت له من سانحة .
هذا العبدالله بولا ،
أكبر من الطموح نفسه . نفسه أبيّة وروحه طلقة ، وديمقراطيته مُتفردة كحالة وحدها في حاجة لفك طلاسمها . ذلك يجعله يُحاور الصغار والكبار ومُتوسطي الأعمار . لا يحسّ بالغربة بينهم . يطرح قضاياه بقدر كبير من التسامُح مع الآخر .
بيننا كثير حديث لم يتم . وكنتُ أحسب الدنيا رفيقة بنا وبه . ولكن خابت ظنوني . تم نزع تلك الحوارات التي لم تكتمل بيننا ، وبقيت الذاكرة حبلى بتلك الآثار والتُحف وهضاب الحديث . إن الذاكرة لم تزل حبلى بموضوعات بيننا ، كل أملي أن يتوفر لي الوقت والبراح لتناولها واحدة فأخرى .
هناك الكثير من حياة عبدالله بولا ، التي في حاجة للتنقيب والحفر من أجل معرفة الفكر النيّر من ورائها . كثير من نشاطاته الفكرية لم تزل بين ضفاف نهر شفهي عظيم ، تركه لأصدقائه . ربما يأتي الزمان في هجعة من استراحاته أن ييسر لنا أن نُثير تلك التُخوم الفكرية التي لم تزل مُتراصة تنتظر الكشف .
بعض الأصدقاء والمُتداخلون حاولوا قول جزء من وصف تلك الشخصية النبيلة ، ولكن شخصية هذا الكائن عصية عن الإحاطة . فقد تمّكن من غسل عقله الباطن من كل أخطاء الماضي المُجتمعي والتاريخي في السودان. وأولد ذاته من جديد . أكثر ضخامة مما كُنا نظن ونتخيّل .
تحضرني مُحاضرة رائعة مدوّنة في الذاكرة عن ( هزيمة الواقعية الاشتراكية في الفن التشكيلي – أنموذج الاتحاد السوفيتي ) . كانت عام 1975 ، في قاعة محاضرات بكلية هندسة جامعة الخرطوم . وقد تنبأت تلك المحاضرة بأن انهيار الفن التشكيلي في ذلك البلد، مدعاة لانهيار الأنموذج بكامله !!. وبعدها طلب من بعض الأصدقاء أنه يرغب في فتح حوار من الحزب الشيوعي السوداني . وأظن أن الأمر قد بدأ ، ولكنه وفق معرفتي به لم يكتمل . فقد بدأت السلطات المايوية في تتبُع خطواته حتى غادر لفرنسا ...
هذا أظنه يكفي ،
عبدالله الشقليني ( بيكاسو)
19 سبتمبر 2017