فسخ وجلخ النغمة الخماسية الشائنة

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

فسخ وجلخ النغمة الخماسية الشائنة

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

تماماً مثل عمليات الفسخ والجلخ وتبييض البشرة والوجوه وسط بعض فتيات السودان،تحت مزاعم الهرب من السمرة الشائنة!!.هنالك ايضاً عمليات فسخ وجلخ وتبييض موسيقي، مقامي من بعض الشباب، تحت مزاعم الهرب من زرقة المقامات الخماسية الشائنة. عدم الرضاء عن النفس مصيبة.
ما تلتقطه العين من عدم تناسق وتجميل قشري، في وجوه بعض البنات، المتهربات من السمرة الشائنة، البنات اللائي يعدلن شروط أجسادهن الطبيعية، حتى تتوائم مع مساحيق وكريمات أسواق دبي وعموم الخليج العربي، فيفزن بود الحلال الساعي لإكمال نصف دينه بجسد ابيض وشعر سبيبي...هذا كله لا تلتقطه الاذن فيما يقوم به بعض الشباب، من عمليات اقحام قسري، للمقامات الغربية او الشرقية، في اغاني الحضر او حتى في اغاني ما يسمى بالتراث، لا تلتقط الاذن، عدم التناسق في العلاقات النغمية مثلما تلتقطه في العلاقات البصرية، لا تلتقط الاذن الاقحام القشري في عمليات التوزيع الموسيقي مثلما تلتقطه في عدم التناسق وضعف التباين في الالوان، الاقحام القشري، التلذيق والتلفيق الذي لا يضيف الى اللحن سوى النشاز، النشاز هنا ايس بالضرورة الخروج عن النظام النغمي للقطعة الموسيقية؟ بل النشاز بالمعنى اللغوي العام، بحيث تصير القطعة الموسيقية أياً كانت، عبارة عن مسخ مشوه، وجه من غير مزعة لحم. كل ذلك محاولة من هؤلاء الشباب لتسويغ اكذوبة نقصان السلم الخماسي امام كمال المقام الشرقي او السلالم الغربية المعدلة، ليفوزوا بو حلال يسعى لإكمال هيمنة ثقافته وقتل بقية اشكال التعدد والتباين الموسيقي في العالم، ربما ايضاً كتعبير عن حالة غربة موسيقية واستلاب ثقافي او ارتباك تكويني، سببه الهجرة والاغتراب الحقيقي او المجازي المتمثل في سطوة قنوات البث المباشر، وانتشار برامج التسجيل الرقمية، المكتظة بالمؤثرات والفلاتر (جمع فلتر) وما فيها من خطورة، كونها تسهل عملية التسجيل وعمليات تعديله وفبركته...كل ذلك سيؤدي في النهاية الى خروج ذلك المسخ المستكين الذي لا يشابه في عملية انمساخه، المسخ الكافكاوي.

اردت لفت الانتباه الى استخدام الخبرات البصرية، وتعميمها على مناطق اخرى، لفض التباس، لماذا ترى الغالبية عورة السلخ والجلخ في البشرة ولا تسمعها في الموسيقى وبقية اشكال الحياة الاخرى، المتهربة من السمرة او الزرقة الشائنة؟

سأواصل
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

https://www.youtube.com/v/-VSfJWtONQs
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
الصادق إسماعيل
مشاركات: 295
اشترك في: الأحد أغسطس 27, 2006 10:54 am

مشاركة بواسطة الصادق إسماعيل »

لماذا ترى الغالبية عورة السلخ والجلخ في البشرة ولا تسمعها في الموسيقى وبقية اشكال الحياة الاخرى، المتهربة من السمرة او الزرقة الشائنة؟

سلام وليد
وانا صغير كنت اسمع موسيقى غربية من مسجل خالي، وموسيقى شرقية
(حليم وثومة) من مسجل أبي، وغناء (امدرماني) من اذاعة امدرمان، وغناء كردفاني
لمن امشي النهود مسقط رأسي. وتطور الامر واصبحت اسمع الكثير من الغناء
(السوداني) عندما دخلت للثانوي وبعده الجامعة.

الموسيقى (الرسمية) وإن شئت (المؤسسية)، هي المعيار الذي ينطلق منه
بعض الناس لتقييم محاولات الشباب الجدد ديل، (وأنا شامي ريحة الجزّار
في الشغل الإنتا جبته دا)، مثلاً أنا لم أرى الفسخ والجلخ فيه، ولكني أتضايق
من الاوركسترا السودانية وتزعجني جداً وأميل لسماع الاغاني (الرسمية)
بالعود. ولدي طالب هنا في امريكا أدرسه لغة عربية وهو موسيقي محترف
لم يستطع سماع معظم الأغاني السودانية في يوتيوب بسبب النشاز، حسب زعمه، وقد اسمعته
جزء من شغل يوسف الموصلي أيام حصاد فأعجبه وقال أنه جيد.

ازعم (من غير هدي ولا كتاب منير)، أن موسيقانا السودانية مقموعة بسبب
الموسيقى الرسمية (الأمدرمانية).
وسؤال:
هل يتم تدريس الموسيقى السودانية وآالاتها في معهد الموسيقى؟
الموسيقى السودانية هنا اعني بها موسيقى المجموعات السودانية في اركان
السودان المختلفة (الوازا ام كيكي الطنبور الخ).
ولو هناك امكانية أن تشرح لنا السلالم الموسيقية السودانية
ولماذا اخترناها دون غيرها(طبعاً هذا يعود لك ولزمنك إذا لم يؤثر على خطتك الأساسية للخيط)
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

تحية لك أيها الأكرمين : وليد ، الصادق

هنالك الكثير الذي يقتضي التفسير والمنهاج ، ولكن يظل أهل الموسيقى والغناء السوداني في صمت حقيقي . وأذكر الصديق الموسيقار جمعة جابر ، إذ أقام معهداً لدراسة النوتة الموسيقية في الأبيّض قبل أن يفتتح أحمد مرجان صالون منزله لتدريس النوتة الموسيقية عام 1964 ، في حي الضباط بأم درمان .
أجرى الموسيقار حوارات في الصحف مع الصادق المهدي ، وكان له رأي في هجمة التديّن الذي حلّ بالسودان من جراء قوانين سبتمبر الدينية .ورأى أن يقوم معهد الموسيقي بالنظر في التجارب الموسيقية وأغاني التراث في جميع أنحاء السودان .
كنت أتعلم بالمجاني في قصر الشباب والأطفال في العام 1987/ لمحو الأمية الثقافية في الموسيقى ، وسألت حينها الموسيقار " محمد عجاج " :

- لمِ كانت أغنيات الحقيبة في السلم الخماسي دون أي نغمة " نصف التون "

وكان جوابه : أننا وجدنا ذلك في كل أغنيات الحقيبة منذ العشرينات ، والتابعين وتابعي التابعين ، وهو حالة واقعة في ثقافة العاصمة ، ولم نعرف سبباً لذلك !

إن الحاجة مُلحة للنظر في تاريخ الموسيقى عندنا ، ولاسيما وسطها ، لأنه حظي ببعض التطوير . ولم أزل أستغرب لماذا لم يستفد مجتمع الغناء والموسيقى بموسيقى القوات المسلحة أو الشرطة إلا بعد إضراب 1952 !

الموضوع ثري إن دخل فيه المختصون في الموسيقى ، وللأسف ، فكل ما سمعته لا يعدو أن يكون ونسة عادية ليس لها علاقة بالتخصص .
أما ما أشرت إليه فهو لا يعدو أن يكون في نظري تجريب ليس إلا.

مثلاً :

ليوبولد موزارت (1719 - 1787)
لودفيج فان بيتهوفن (1770 - 1827)

أحدثهما مات قبل ستين عاماً من دولة المهدية التي حرمت الغناء والموسيقى ، رغم أن المتوفر كان ضعيفا!!!!

شكراً لكما
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

الف مرحب بالصادق إسماعيل

طيب يا الصادق انا ما بتكلم عن موسيقى رسمية او شعبية...بل عن نظام نغمي مستخدم على نطاق واسع، داخل إقليم ثقافي متوزع في عدة دول او حدود سياسية.
هذا النظام النغمي الخماسي، منتشر تقريباً في كل الاشكال والأساليب الموسيقية في هذا الإقليم. ما يشير الى أنه يتناسب تناسباً كاملاً مع درجة تطورها الاجتماعي لدي مستخدميه ويتوافق شكلاً ومضمونا مع أسلوب حياتهم، نغمة الخماسي تلازم هذه الشعوب في هذا المكان في كل تفاصيلها، في مختلف المناسبات والمواسم وهي أيضا تلازم إيقاع الحياة اليومية لدى الباعة المتجولين في رفع الأذان ومزامير الكنائس الارثوذوكسية في الهضبة الاثيوبية، هذا النظام النغمي نجده مسيطرا، متجذرا حتى في اللهجات الكلامية والانفاس الطالعة ونازلة بل يمكن تعرقه بدون مبالغة... بالمناسبة الموسيقى تبدأ خارج القوالب اللحنية والاغاني غير انا نرصدها فيهم؟. المهم يازول في ناس عندها عقدة نقص نتيجة لغربة مكانية بفعل الهجرة والنزوح او غربة نفسية داخلية خلتهم يشوفوا هذا النظام النغمي، نظام متخلف ويقف حاجز بين موسيقى الوسط والحواضر السودانية وبين أنتشارها خارج المكان الجغرافي ويحد من قدرتها على التمدد في الأقاليم السياسية الناطقة بالعربية، لسبب "عجز" كامن في النغمة الخماسية وفي هذا المضمار انكتب كثير من التنظير الخطير ودلوقت جاء هؤلاء الشباب لتطبيق هذا التنطير الخطير عملياً بالتهرب الواضح والرضوخ للهيمنة الثقافية لارضاءآخر لن يرضي عنا حتى نتبع ملته ونغمته الموسيقية. وهنا اذكر فيلم تلفزيوني شهير بطولة أحمد زكي وآثار الحكيم، تناول هذه الموضوعة اقدم ليك نبذة صغيرة عن حكايته وحكمتها:

(تدور قصة الفيلم حول شاب جامعي متفوق من أسرة فقيرة تسكن بمنطقة المقابر، حيث يعمل أبيه حفاراً للقبور، وأمه تعمل بخدمة البيوت. وهذا الشاب يعاني من حالة من النفور والتمرد على الوضع وبيئة الفقر التي يعيشها; ونتيجة لذلك يتظاهر أمام رفاقه بالكلية بأنه من أسرة ميسورة وغنية. تنشأ علاقة حب بينه وبين إحدى زميلاته بالكلية (آثار الحكيم)، وهي من عائلة ثرية وتسكن بأحد الأحياء الراقية، ولا يخبرها بحقيقة الفرق بالمستوى المادي بينهما. ولكن يتم كشف هذا الخداع على يد أحد زملاءه، فتفاجأ الفتاة بأول الأمر، ولكنها تلتمس له العذر، بل وتتمسك به أكثر، بالرغم من نصيحة المقربين لها بعدم جدوى هذه العلاقة وعدم تكافؤها، وتقرر الارتباط به بعد أن يتخرج من الجامعة، فالفقر ليس بأمر معيب حسب قولها. ولكن يتبين لهذه الفتاة بأن تمسكها بهذا الشاب بعد معرفة حقيقته لم يكن إلا ردة فعل مؤقتة. فتخبره بأنها لن تستطيع أن تكمل معه الارتباط. فيتفاجأ هو بقرارها ويحاول أن يبرر لها بأن مافعله هو أمر يفعله الجميع، رجالا ونساء، فهو لم يكذب عليها بمشاعره ولكنه كان يتجمل ويحاول تحسين صورته)أنتهى ملخص الفيلم.

أعتقد أن هؤلاء الشباب يلعبون نفس دور البطل أحمد ذكي في الفيلم التلفزيوني. (التجمل) لإحساس داخلي لديهم أن النغمة الخماسية فقيرة، لا تتميز بالغنى كما المقامات الشرقية او السلم الغربي الكامل وبالمناسبة تاني حتى الجزار سيد الريحة يعاني من هذه العقدة وشغال في جزارته فسخاً وتجليخاُ ثم سلخا بما يتناسب واسمه سبحان الله.

كونك تتضايق من الأوركسترا السودانية وتجد انها تسبب لك الإزعاج. فهذ شيء لا يمكن الاخذ والرد فيه، اذ أنه أمر يتعلق بالمزاج الخاص وعمليات التفضيل الشخصي. الخ. لكن الطالب الأمريكي الذي تقوم بتدريسه اللغة العربية الموسيقي المحترف.. ببساطه قول ليهو طز فيك :wink: أن كان يزعم أن معظم الأغاني السودانية في يوتيوب فيها نشاز؟؟!! عموماً يجد غربيون كثيرون صعوبة في تلقي السلم الخماسي نتيجة لتعودهم سماع السلم الكامل ذو السبع نغمات زائد النغمة الثامنة في درجة الاوكتاف او لنفس السبب الرئيسي هنا المركزية الثقافية.

الموسيقى او ما اشرت اليه بأغنية أمدرمان تقريباً هي الأكثر معاناة مع الفسخ والجلخ ولا استطيع الاتفاق معك في انها موسيقى رسمية، هي شكل او خيط في نسيج التعدد الموسيقي في السودان وجدت حظ أكثر من غيرها نتيجة لظروف موضوعية هي التي انتخبتها ويجب الانتباه لبقية الموسيقات السودانية والاهتمام بها واعطائها الاعتبار اللازم. وهذا لا يحدث في الغالب بالإشارة لتساؤلك عن تدريس الموسيقى السودانية لصعوبة أن معظمها غير مدون وما عندنا لخدي الآن لغة خاصة بها،عدا بعض الإشراقات المحدودة زمان في مركز دراسة الفلكلور مجهودات الدكتور علي الضوء،امين أحمد السيد وأخيراً جراهام عبد القادر في محاولة الفرقة القومية للالآت الشعبية.

هذا الامر المتعلق بالثقافة المهيمنة والثقافة التابعة المتجملة، يظهر بسهولة و وضوح في امر التجمل الجسدي، اعني التجمل بمعايير محددة مكتسبة من ثقافة مهيمنة وعندها القدرة المادية، لفرض هذه الهيمنة ومن خلال هذا الجانب، امتلكنا القدرة على تبين حجم التشوه وعدم التناسق (الشنا) والاثار الضارة للعقاقير الكيميائية ....بس ياهو فلاحتنا في كريمات البنات والبدرة، كحيل الحواجبين..واحد يجي يقول ليك البنات مالن حواجبهم بقت عاملة زي السفروق؟، ملطخين وشهم زي المضروب جير ابيض وهن يا حبة عيني بيعملن كل ده هرباً وتجملاً كاذباً لإكمال نصف الدين و عشان يلقوا قبول من الثقافات البتبخسهم وتعتبر لون بشرتهم الطبيعية سمرة شائنة وحقيرة فيقوموا يجوا يكحلوها اي السمرة الشائنة فيطبزوا عيونهم بالمظهر القشري الخارجي في عملية التعديل.... بس نفس التشوه وعدم التناسق المظهري في ثقافة التجمل غير الواعي، الظاهر للناس بوضوح في الوجوه وتبييض البشرة وملييس الشعر، هرباً من السمرة الشائنة عشان يقبلنا الاعراب وغيرهم .. هو نفسه ما يحدث في الثقافة الموسيقية وفِي محاولة بعض الشباب التهرب من السلم الخماسي الشائن، عشان يلقوا قبول من المستمع العربي او الغربي، يعني المقود والدافع لعملية تسييك المقام وتشريق الاداء الغنائي او تغريبه، لا لاسباب جمالية بحتة بل تجملية ولا يعبر في الغالب عن مشاعر ورؤى خاصة بالفنان، بل لاعتقاد خاطئ مفاده ان عدم قدرة الموسيقى السودانية على الانتشار عربياً وعالمياً هو السلم الخماسي، الغريب عليهم، فلا باس من انكاره وتجميله ونمشي عليهم خطوة. وانا بعتقد ان عمر السلم الموسيقي ما كان هو سبب "ازمة" موسيقى السودان والقضية بالغة التركيب واذا تم تناولها بهذا التبسيط فسيكون الناتج متواضعاً كما أراه في النماذج المحتفى بها... فيا ويلنا ان ادركتنا الحداثة المادية قبل ان تدركنا الحداثة الفكرية.

مودتي



السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

الاكرم عبد الله الشقليني تحايا وسلام

ابدا بتساؤلك :

لمِ كانت أغنيات الحقيبة في السلم الخماسي دون أي نغمة " نصف التون " ؟

كما ذكرت عاليه في معرض تعليقي على مداخلة الصادق اسماعيل، ان الموسيقى كامنة في كل تفاصيل الحياة، عالقة في الوسط البيئي، في الأثير ، انتقال الأصوات من على البعد، صفير الرياح في الصحاري والعتامير،درجة تطور المجتمع ونضوجه العاطفي ، أنماط انتاجه... من الملاحظ ان النغمة الخماسية تنتشر في المجتمعات الريفية او المتحولة حديثاً من الريفية الى المدنية؟ ربما كان السلم الخماسي هو اخر السلالم الطبيعية غير المعدلة؟.

تاريخ الموسيقى الانسانية رصد عدة أنماط في عملية تطور الغناء والموسيقى اذكر منها (وليد الكلمة) وهو نمط يعمل على ترديد الكلمات في نغمات محدودة لا تتجاوز النغمتين Monotone وتجد هذا النمط في تمتمات الطقوسية لدى الكهنة والشامان ساحر القبيلة وما الى ذلك.
ثم هناك (وليد العاطفة) المتحرك اكثر في النغم لاكثر من نغمتان وفيه بداية تحريك الكلمات مشحونة بالمؤثرات النفسية ، العاطفية واظهار التعابير المتباينة من فرح، شجن،حنين وما الى ذلك. مع تطور المجتمعات البشرية في اماكن مختلفة وبدرجات متفاوتة بدا في بعضها استخدام اكثر من ثلاث نغمات في تركيب الألحان والأغاني وبناء الالات الموسيقية البسيطة وهذا ما يعرف بالنظام النغمي السابق للخمااسي per pentatonic Scale وفيه يستخدم اربعة نغمات في الغناء وبناء الآلات الموسيقية،مثل الناي والرباب، السنطور وغيرهم من الآلات الموسيقية البدائية وهو اقرب الى نمط المجتمعات الرعوية او المتحولة منها،الانسان الرعوي غير المستقر علاقته ضعيفة مع البناء والتكوين انظر الخيام وهوادج التنقل؟، ثم أعقب هذا المرحلة بروز وظهور السلم الخماسي كما ذكرت متلازماً مع المجتمعات الزراعية، حيث الاستقرار النسبي في المكان مقارنة مع المجتمع الرعوي المتنقل، ضعيف العلاقة مع المكان، في المجتمع الزراعي بدا الانسان صناعة فردوسه الخاص وهنا يمكن ان تتوفر مادة وخيال تصنيع الأدوات بمهارة اكثر ومنها بالطبع الآلات الموسيقية وتطوير نظمها الصوتية، اضافة الى تطور الانسان العاطفي، هذا من ناحية النظام النغمي الخماسي وتطوره في المجتمعات البشرية، لانه اذا مسكنا النظام الموسيقي المقامي ستتغير الظروف واشكال التطور بما يتناسب مع حركة ونمو المجتمعات التي تستخدم المقام الشرقي. اما فيما يتعلق بالسلم الغربي الدياتوني او السلم المعدل الذي يستخدم نغمة نص التون كما تفضلت، فهو سلم تم تعديله من قبل الموسيقي العظيم،الالماني (يوهان سبيستيان باخ) تعديله من عدة نظم موسيقية،قياسية اعتمدت على نظريات رياضية حديثة، مثل نظرية فيثاغورث حول المربع وكل منجزات عصر النهضة الاوروبي، كانت معظم الآلات الموسيقية مصممة على هذا النظام، اهم الالات كانت هي الة (الهاربيسكورد ) السابقة لآلة البيانو والتي تشابهها لحد كبير غير ان المفاتيح البيضاء كانت باللون الاسود والمفاتيح السوداء بالأبيض، الى ان قام الموسيقار باخ بعمل خدعة رياضية معقدة نوعاً ما باختراع السلم الملون (chromatic) المكون من اثني عشر نغمة ، سبعة منها باللون الابيض وخمسة باللون الاسود وهو شكل وتصميم الة البيانو المعاصرة التي تحمل تركيب السلم الكامل او المعدل، الطبيعي. من ذلك نخرج بان بناء الآلات الموسيقية يلعب دوراً حاسماً في تحديد هوية النظام النغمي المحدد، الالات الموسيقية بوصفها المصاحب الموجه لعملية الغناء،التلحين، التاليف.. وما الى ذلك .

ما آردت توضيحه هو ان النظام النغمي لاي شعب في العالم، هو ليس اختياراً بل انتخاباً طبيعياً تحدده الظروف والشروط الموضوعية لهذا الشعب وهو بذلك مصير حتمي لا فكاك منه وتطويره لا يتم بمعزل عن تطور المجتمع باكمله وفق نظام الحركة والنمو الداخلي، لا ذلك القشري، السطحي.
آخر تعديل بواسطة الوليد يوسف في الأحد أكتوبر 01, 2017 8:27 pm، تم التعديل 4 مرات في المجمل.
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

كنت بصدد إنزال صور فوتغرافية تدعم الموضوع،لكن يبدو ان صفحة رفع الصور بالموقع تعاني من ايرورر حاد... بالمناسبة انا موسيقى يا عبد الله الشقليني ..يعني من اهل التخصص :wink:
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

عزف على آلة الكيمبالو او الهاربيستكورد العدل من نظامها النغمي يوهان سبيستيان باخ السلم الغربي الكامل او المعدل
https://www.youtube.com/v/X4mO4KPdtEM
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
الصادق إسماعيل
مشاركات: 295
اشترك في: الأحد أغسطس 27, 2006 10:54 am

مشاركة بواسطة الصادق إسماعيل »

الوليد
كيفك
الحقيقة أنا أكثر ما استوقفني في كتابتك أعلاه هو كلامك عن القصور في تدوين
الموسيقى السودانية. اعتقد أنه وبعد كل هذه المدة ولَم يبدأ مثل هذا المشروع
فهو يفسر لجوء البعض لمااسميته انت (فسخ وتجليخ) السلم السوداني.

على الرغم من انني لا افهم مسألة السلالم هذه لكني اجد ان موسيقى كردفان
مثلاً تختلف عن موسيقى البجا، وعن موسيقى الدينكا ولكن اعتقد ان عدم
تقديم تلك الموسيقى على انها موسيقى سودانية وحظرها في ( ربوع سودانا)
أو الفنون الشعبية يجعل المشهد الموسيقي يعاني من هذا الاغتراب الذي
تنعاه هنا.
عشت لفترة في ارتريا ورأيتهم يقدمون موسيقى قومياتهم السبعة على قدم
المساواة، وفِي السودان نجد ان الدخول لعالم الموسيقى كان محمي بلجنة
نصوص وألحان وموسيقى تتلقى رواتب رسمية من دافع الضرائب
السوداني لتحدد له نوع الغناء الذي يمكن ان يسمعه، وهذا ما عنيته
بالموسيقى الرسمية.
اعتقد أن ما يحدث في الموسيقى هو نتيجة طبيعية لعدم نقد وتحليل الموسيقى
السودانية. ومسألة قبولها عربياً كان يمكن تجاوزه لو تم قبولها محلياً عبر تدوين
ودراسة ونشر كل الموسيقى السودانية على قدم المساواة، الامر الذي كان سيتيح
لموسيقانا درجة من التطور تجعلها تتجاوز حدودنا لتصبح مسموعة عالمياً
كما هو الحال مع موسيقى اثيوبيا أو غرب افريقيا.
وعلى العموم هي بعض الملاحظات لإثراء النقاش واعتقد انك اكثر مقدرة
على نقاش هذا الموضوع بحكم تخصصك، وأتمنى ان تجد الوقت
لتواصل بشيء من التحليل والتعريف عن مشاكل
الموسيقى السودانية وخارطة طريق لانقاذها من التشويه وتقديمها
على صورتها الحقيقية بدون محسنات جمالية.

وشكراً على تشبيهك للحاصل بفلم (أنا لا أكذب ولكني أتجمل)
فقد شاهدته وقرأت الرواية وأظنها لاحسان وهو من الأفلام
التي علقت بذاكرتي لروعته.
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



ربما ملخص محاضرة الراحل الدكتور مكي سيد أحمد في منتدى السودان الفكري في أبوظبي
تلقي الضوء على مسيرة الملف :


ملخص محاضرة " الفن الموسيقي بين العلوم والوجدان "
فبراير 2007
المحاضر : الدكتور مكي سيد أحمد
المقدم : الدكتور عز الدين هلالي



تحدث عن أن لديه سِفران حول السلم الخماسي ، وأوضح أنه وبدراسته العملية تبين وجود حوالي سبعة أنواع من السلالم الخماسية ، من أصل (98) شكلا مستنسخا من السلالم الخماسية ، وسفره الثاني يتحدث عن أساليب تجويد النغم على الخماسي .وذكر أن لديه سفر عن " خصائص اللحن النوبي بالسكّوت "
أنجزه عام 1981 م .
وذكر أن السلم الخماسي هو الوعاء الذي تُكتَب عليه المادة المبدعة ، مع التواصل والتجويد . وإن الموسيقي تدور في نظام إبداعي محلي ، وأن الموسيقى وضعت نفسها وفق ما رأينا في خدمة الكلمة ، المدحة المعزوفة وذهبت بخطى وئيدة إلى الجمال . منها ألأغاني التي مجدت " مؤتمر الخريجين " ، مثل " غريب بلدك " و" وطن الجدود " و" سوداني بلادنا" لـ "يوسف فتاكي ".
في الماضي استندت الموسيقى على الموهبة والعبقرية مع قدر قليل من العلم الموسيقي ، وظهر في إبداعات " كرومة " والكاشف " .
ثم أعقبها جيل جعل للموسيقى مقدمة ولازمات موسيقية ، وارتجاليات خاصة باستخدام آلة " الكمان " وهو " الصولو " مع الأصوات النسائية والرجالية ، وذلك في فترة من فترات تطور الأغنية ، وفيه لكل كوبليه وحدته كما تمثله أغنية " شجن " لعثمان حسين و " الطير المهاجر " لمحمد وردي و" هل أنت معي " لعبد العزيز داود ، و " مرت الأيام " لعبد الدافع عثمان و " على ضوء القمر " و " سيد اللبن جا " ، وهي الموسيقي التي تم تقديمها من خلال اوركسترا الإذاعة السودانية في أم درمان ، بعد انضمام آلات النفخ من بعد إضراب العازفين في الإذاعة أوائل الخمسينات وقد ساهمت هذه الآلات القادمة من المؤسسة العسكرية والشرطية في ثراء وتلوين الأغاني .
ومن بعد ذلك ارتفعت الجرعات التي قدمها المعلم " مصطفى كامل " و " أوزوا الايطالي " وبفضل خريجي معهد الموسيقى والمسرح .
*

يغلب على الموسيقى عند التلحين التفكير التراكمي الموسيقي : غناء أم مديحا ، فهو نهج تلحين للأغاني يقوم على الموهبة أكثر من الدراسة .
ويعتقد الدكتور مكي سيد أحمد أن العمر الافتراضي للموسيقى على تلك النظم قد انتهى منذ أكثر من عقدين من الزمان ، وتوقفت عام 1986 في آخر عمل قدمه الفنان وردي .وهو "عرس السودان" من كلمات الفيتوري .

وقد يرى كثيرون أن في تلك النظرة قسوة غير ضرورية ، ولكن الحقيقة غير ذلك ، ففي مرحلة الوطنية والنضال ضد الاستعمار والسعي للتنمية هي التي سمّاها الدكتور " مرحلة التفكير التراكمي للموسيقى "، متوجهة لتلحين الكلمات . لكننا يتعين التوقف قليلاً لنميّز بين العمر الافتراضي للنهج الموسيقي وبين العمر الافتراضي للمبدع .فالمبدع ليس له عمر افتراضي ، وله أن يكيف حياته ويستخدم رافعات جديدة .
والحديث عن الأفق الجديد يتطلب الآتي :
الاعتراف بأن المنهاج يقود إلى طريق مسدود وتدنى للعمل الفني .
ضروري الخروج من التفكير التراكمي إلى التأليف الموسيقي التفاعلي والصعود إلى آفاق أرحب .
المرحلة الجديدة لا تلغي الماضي ، نحن نبحث عن إبداع لصناعة موسيقية " ثقيلة بجانب الصناعة " الخفيفة " إن صحّ المصطلح .فالتطور الرأسي لا يلغي التطور الأفقي .
ونسأل أنفسنا : ما هي أهم متطلبات المرحلة الجديدة ؟
يحتاج : العلم الموسيقي المناخ العام المٌشجع ، وهنا أشار الدكتور إلى سهرة تلفزيونية ضمت " محمدية "و " كابلي " و"وردي" ودار حديثهم جميعاً عن تردي الأغنية السودانية .
نحن في حاجة لمناهج علمية حديثة ، كما يتعين النظر لجميع الثقافات من خلال مؤتمر ليستمر الحراك الثقافي ، وليلتقي العلم الموسيقي بالمناخ العام المشجع ، وبعناق غناء العولمة .
لقد كان في و باستثناء تجارب محددة ، فإن الغناء هو الأساس ، ولم يتم اختراق حقيقي إلا بظهور معهد الموسيقى والفنون الشعبية عام 1968 م ، عندما كونت لجنة برئاسة "محمد صالح الشنقيطي "وعرضت على" عبد الماجد أبوحسبو " ومن ثم نشأت فكرة " معهد الموسيقى والمسرح "
*
نرى كل ذلك ولم يزل الناس يتحدثون عن هل الموسيقى حرام أم حلال؟!!.
لقد كان للموسيقى وتدريسها تاريخ ، ففي أوائل الستينات كون في الأبيض الموسيقار والباحث " جمعة جابر " معهدأ للموسيقى وكذلك كون العقيد " أحمد مرجان " معهداً في الستينات للموسيقى في حي الضباط بأم درمان .
وقد ذكر الدكتور مكي سيد أحمد أنه كان له شرف تخريج أولى دفعات معهد الموسيقى عام 1974 م ، وضمت الأساتذة " علي ميرغني " و " محمد سيف " والماحي سليمان " و " أنس العاقب " ومن جانب المسرح ، تخرج " محمد شريف علي و " أنور محمد عثمان " وتم الاستعانة بالأستاذة الكوريين الشماليين ، وهي إضافة على الخبرات الأجنبية القديمة لدى " أوزو مايستريو الإيطالي " ، وقام المعهد بعمل أوركسترالي لأعمال الكاشف وكرومة الخالدة .

ثم ظهرت فرق غنائية من خريجي معهد الموسيقى كفرقة " السمندل " و " عقد الجلاد " و " نمارق " وفرقة الأصدقاء ... حتى انهزمت لاحقاً بسبب المناخ العام !.
*
ارتفع الأداء الموسيقي عندما تهيأ المسرح لإطلالة " مصطفى سيد أحمد " مع فرقة المعهد ، وقد كتبت الصحافة عن ولود فرقة أوركسترالية . وانضمت إليها مهرجانات الإبداع العسكري ، وامتد ثراء معهد الموسيقى بأن نقل خريجي المعهد كفاءات علم الموسيقى لدول الخليج .
خرج الأرشيف الموسيقي للوجود بواسطة " علي إبراهيم الضوي " ودخول دائرة البحث العلمي بدرجة الماجستير والدكتوراه .
ولكن هنالك عناصر كثيرة تآلفت وتسببت في انهيار العمل الموسيقي في السودان وأضعفت قدرته في نهضة موسيقية طموحة ، وعلى رأس تلك العوامل الهدامة :
- موقف معادي للإبداع سواء ارتبط بالمشروع الحضاري أو بالدعوة لإراقة الدماء .
- تضييق الخناق على المبدعين وملاحقتهم في الحفلات ، وملاحقة الجماهير أيضاً .
- إتاحة الفرصة للغناء والمديح تحت ظلال الحديث عن إسلام الغناء وأغلق معهد الموسيقى لمدة خمس سنوات ، وانقطعت العلاقة بالخبرة الأجنبية ، في حين أننا في أمس الحاجة لمؤسسات خارجية نتفاعل معها .ولم يتسع للتفكير الجديد لنظام يعطي المنزل والمدرسة دورها ويفسح للموسيقى لتخرج من " التفكير التراكمي " إلى " التفكير التفاعلي "
- النقلة التي يتعين أن تكون لن تقود للسطو على أعمال الآخرين والتشويه بدون الضوابط الخاصة بالملكية الفكرية.

لدينا ملف ثري مفتوح لإبداعات الشعوب السودانية ، فإبداعات" الطيب صالح "و"إبراهيم الصلحي" و" عثمان وقيع الله" لم تأت من فراغ ، بل لدينا تاريخ يسع أفق المبدعين .
تم تكوين كلية للفنون والموسيقى في جامعة جوبا وقبلنا التحديات .
من الضروري ترك أمر المشروع القومي لمجلس قومي حقيقي للفنون والآداب ، لدراسة خلق فرص تربط الدولة بالأسس الاجتماعية وتنوع الثقافات والهويات ، بحيث لا يكون الحكم على الأقليات والأغلبية ، بل تسود المواطنة فهي العامل المشترك بين الجميع ، ويتعين تشجيع مبادرات المبدعين ، ويتحدث الدكتور عن أن يُترك الأمر للمجلس العالى السوداني للفنون وينفتح بعناق سوداني سوداني على درب سودانٍ جديد بتنوع ثقافاته وترك الباب مفتوحاً للثقافات المتعددة ، لتعزز لثقافة الانفتاح لا الانغلاق ، مما يؤسس لسلام اجتماعي حقيقي مع تداول سلمي للسلطة وديمقراطية حقيقية ، تمارس فيها شعوب السودان حريتها ونهلها من العلم الموسيقي بدون حواجز . وسيتم التفاعل مع سلبيات العولمة بسودانوية تبحث عن هويتها تضيف ولا تنمحي في ثقافة الآخرين ، تتطور ولا تتوقف في محليتها ، تنهل من العلوم المشتركة التي توصل لها العلم الموسيقي .

لقد تغني إبراهيم عوض " أعز مكان وطني السودان "

والسودان زاخر بكل الإمكانات لو اتسعت صدور القابضين على السلطة من الإفساح للتنوع .
أضف رد جديد