مجاز ندى القلعة كدبابيس صغيرة لتنفيس البالون الطفيلي العربسل

Forum Démocratique
- Democratic Forum
صورة العضو الرمزية
الصادق إسماعيل
مشاركات: 295
اشترك في: الأحد أغسطس 27, 2006 10:54 am

مشاركة بواسطة الصادق إسماعيل »

أدهشني في الفديو تعليقها على أغنيتها (خبر الشوم)
أنها ضد (العلنية) بعبارتها فهي ترى أن المثلية ابتلاء
ويجب أن يتستر المُبتلى.
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

عن ندى القلعة
الأكرم : الصادق تحية طيبة وود كثير

الحديث عن ندى القلعة يحوي الكثير من الشخصيات المُدمجة في زمن يتعين نزع مكانتك بشراسة . ترد بأغنيات ركيكة هابطة ، وقالت أنها ترُد بذات الشراسة والركاكة والابتذال . في صورة أخرى تكون حريصة على أسرتها . وتمارس رقابة تقليدية على أسرتها .
لها احترام وتقدير لمُعجبيها . تلبس لهم ، وترتدي أفخم الثياب من أجلهم . في ذات الوقت تترفق بالفقراء وتناشد من يتبرع لهم . وتقول أن المساعدات تمت بواسطة جموع غفيرة من عامة الناس ، بعد استجابتهم لندائها .

لها كما تقول أكثر من 150 أغنية ، ولها متعاون في مشروعها الغنائي الطبيب الشاعر والملحن " علي الكوباني " في الإمارات.
من الغريب خروجها من مؤسستي زواج ، انتهت بموت الشريكين . وبقيت المرأة التي نعرفها في السودان ذو السالب الاجتماعي ، والذي يعتبر الأرملة أو المُطلقة فريسة ، في سوق الحياة الفاسد . أن تخرج " ندى القلعة " من المصيدة ، أكثر قدرة على مصارعة المجتمع .بل أن أحد أصحاب المناصب السيادية قد تقدم بطلب الزواج منها ، وقد رفضت التعليق على ذلك .

إن مجتمع أغاني البنات ، مُجتمع قاسٍ ، لأنه عُرضة لنبش السيرة الشخصية . ولم تزل تحاول المقاومة بشراسة من المصير المحتوم ، الذي تقف المؤسسة التقليدية للزواج فيها موقف المُعادي للغناء . وتوجد نماذج كثيرة حتى من المطربات اللائي امتهنَّ دراسة الموسيقى والغناء . فجاءت مؤسسة الزواج التقليدي ومنعتهنَّ من الغناء .
كل تلك الأحداث ، تُشير بأن " ندى القلعة " ليست مثل سائر النماذج التي تخلّت عن مهنة الغناء إرضاء للمجتمع بنقائضه .

ونواصل.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

راجل المرا "نو بروبلم"

مشاركة بواسطة حسن موسى »




سلام للجميع
و
سلام يا عدلان
عندي تعليق قصير على كلامك بتاع خيارات الموسيقيين المرهونة بمن يدفع أجرهم
« 
وأكد على ذلك حسن موسى بجلبه المثل الانجليزي مقطوع الطاري الرأسمالي البيقيس كل شيء بالمال الذي يقهر القيم المعنوية: "من يدفع للموسيقي يختار الموسيقى »ـ"

ياخي المثل الإنجليزي دا ما بطّال، عشان بيدينا فرصة نطبـْقـن موضوع الفنانين في مواجهة الرعاة ، سواء كانوا من الأفراد الموسرين أو كانوا من العصبة السياسية المهيمنة.ولا يغيب على فطنتك السياسية أن موضوع الفنانين و رعاتهم ما بنفهم لينا خارج إطار المنازعة الطبقية التي تدفع الفنانين للوقوف على ابواب السلاطين و المعايش جبارة و الحمد لله.بالله عليك شوف فضيحة مواطنكم الاشهر هذه الأيام : الخواجة "هيرفي واينستين" الذي يحتل موقع أهم منتجي السينما الأمريكية.هذا الواينستين تعود منذ سنوات طويلة على ابتزاز الفنانات الطامحات للعمل في إنتاجه السينمائي لمضاجعتهن مقابل توقيع عقود عمل معهن. و تتناقل وسائل التواصل الإجتماعي تفاصيل حكاياته وسط الإستهجان العام حتى أن شركة الإنتاج السينمائي التي تحمل اسمه اضطرت لفصله لإنقاذ سمعتها. طبعا المستهجنون يتناسون أن واقع المجتمع الرأسمالي النيوليبرالي يسلب الناس انسانيتهم و يمسخهم لمجرد سلع تباع و تشترى في سوق كبير سعته العالم.طبعا لما السلعة الآدمية تكون أنثى فهذا يضيف للقهر الطبقي بعدا جندريا لا سبيل لتجاهله. يعني إذا كانت الممثلات الأمريكيات الكبار [ من وزن أنجلينا جولي وشريكاتها] غلبن حيلة أمام ضغط السوق فما بالك بالغنايات المسكينات في غابة [و صحراء] السودان المعاصر التي تعج بالغيلان و السعالي؟ يا خي خليك من الممثلات الأمريكيات، الرجال الضكور أولاد القبايل السودانية ذاتهم انمسخوا شغيلة حروب في منازعات الآخرين وبقوا يسوموا أرواحهم في حروب لا يعنيهم منها سوى الرزق .
و حين أقرأ تساؤلك الذي تقول فيه :ـ
« 
فهل يا سادة أنتم مطمئنون أن ندى بت الكلاكلة القلعة، الحي الشعبي جنوب غربي الخرطوم، هي فِعلاً كدة؟"ـ فقد حيرني لأني قرأت هذه الـ " كده" اللعينة أكثر من مرّة و ما وقعت لي . لكن المهم في موضوعي هنا هو أن ندى القلعة ـ زيها و زي أخوانها الفنانين السودانيين ـ ما عندها طريقة تفلت من قانون السوق. بس السوق المتاح في السودان متميز بخصوصيته السياسية زي ما هو متميز بخصوصيته الجندرية حين يكون الفنان من جنس النساء. عشان الرجال ممكن يغنوا على كيفهم لكن النسوان ما عندهن طريقة يغنن شي خارج التحديدات التي ترسمها لهن العقلية الذكورية. و في هذا المشهد فالفيديو الذي تنفي فيه ندى القلعة صلتها بأغنية راجل المرا يمثل كدليل على هذه الذهنية التي تتولى سنسرة المغنيات الإناث.طبعا لو القلعة ما دايرة تغني راجل المرا فهذا حقها . و لو شاءت أن تغنيها فهذا أيضا حق مكفول لها و الماعاجبو يسد أضانو و كفى الله المؤمنين شر القتال. طبعا الموضوع داير كلام زيادة و يا حبذا لو نورتنا بما ترى . ـ.


غناء البنات "هابط" من وين؟

درج نقاد " غناء البنات " على إلحاق صفة الهبوط [ إقرأ: الإنحطاط]، بهذا النوع الأدبي القديم حتى صار اسمه بالكامل " غناء البنات الهابط". وعلى الرغم من إنو مافي زول تاعب نفسه عشان يقول الغنا دا هابط من وين؟ فنحن اليوم أمام إتفاق جمعي على أن " غناء البنات" نوع منحط عن مقام الغناء الأصلي. و في هذا المشهد، مشهد التصنيف الجمالي استوقفني تصريح منسوب للمغنية الشعبية حواء احمد التي بنت مجد اسمها الفني : "حوّا الطقطاقة"، من خامة " غناء البنات".نقل موقع النيلين عن صحيفة اسمها " الأسطورة" [ أي و الله "لأسطورة"]أن الطقطاقة
"هاجمت المطربات الشعبيات اللائي يفضلن الإستماع إلى أغاني مثل راجل المرا حلو حلا ، وورا ورا ، وقالت عليهن أن يخجلن من أنفسهن ويعدن للإستماع للإغاني الهادفة الأصيلة" ..
و في نفس المقابلة تختتم الطقطاقة حديثها بـ " بأنها تفخر أيضاً كونها عاصرت حقبة الإستقلال ، وشاركت في المظاهرات التي كانت تنادي بإستقلال الوطن عن الإحتلال الإنجليزي البغيض .. وانها لا تنسى مقولة الرئيس الأزهري عندما قال :- ( نحن سعداء ، بأن يعود السودان للسودانيين ) .وقالت: وهي توجه حديثها إلى الرئيس عمر البشير بأن يضع السودان في أيدٍ أمينة تجلب لأهله الخير والرفاهية ، وتنقله من حالة البؤس والفقر التي يعيشها الشعب السوداني الآن .. ورددت قائلة : ( البشير مطلوب منه أنْ يحافظ على السودان ، مثل صحن الصيني ، بدون شق وطق ) .
الرابط
https://www.alnilin.com/211781.htm

لو صدّقنا حديث الفنانة الطقطاقة ،التي تقف بين زمن اسمعيل الأزهري و زمن عمر البشير كأضخم نصب جمالي لغناء البنات، فنحن أمام موقف غريب كونها تتنكر لبناتها و حفيداتها بعد أن عبدت أمامهم درب غناء البنات الواسع. طبعا " ما غريب إلا الشيطان" فللضرورة أحكام فقهها، و لا جناح على الطقطاقة، فتاريخها الفني يشفع لها أكثر من " الجماعة الطيبين" الفنانين المثقفين و الشعراء الثوريين الذين تنكروا لأغاني الشباب و أشعار الشباب حين استشعروا في تلك المواريث أثقالا لم تعد فيهم طاقة لحملها فـ " خفضوا الرؤوس و طأطأوا الهامات و اعتذروا عن الأيام" و الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.

"غناء البنات" هو تقليد أدبي و مشهدي قديم و حي و فاعل في عمق الحياة الإجتماعية السودانية، و ذلك بفضل ارتباطه اللصيق بأسئلة الواقع اليومي للرجال و النساء في مجتمعات الحواضر. و غناء البنات ينظم كل اللحظات المفتاحية في طقوس الزواج فهن يغنين بمناسبة "الخطوبة" و في لحظة " الحنـّة" و " الجرتق"و في "السيرة » و « قطع الرحط » إلخ.و "غناء البنات"، رغم كونه متخلـّق على هامش الأنواع الأدبية الرسمية، لكنه في ملابسات المحافل المهمة كالزواج أو الختان، يحتاز على حظوة مؤقتة مرتبطة بالمناسبة المحفلية، و ذلك بحكم أنه يتم غالبا في وسط محفل النساء في طقس" التعليمة". و " التعليمة" هي تعليمة رقص العروس التي لا يحضرها الذكورعادة. في إطار التعليمة يخلّق غناء البنات بعفوية هامش الحرية المؤقت الذي تعرّف النساء حدوده بعيدا عن رقابة الذكور. وعلى خشبة هذا المسرح الهامشي المنبثق بذريعة "طقس العبور"، عبور البنت من مقام الطفولة لمقام الزوجية، تطلق بنات الطبقة الوسطى العربسلامية العنان لخيالهن الأدبي و تقوم المغنيات بصياغة الأغاني التي لا يتحرجن فيها من مفارقة المواصفات الأدبية وأعراف الإحتشام السائدة، فيشطحن في التعبير عن الرغائب الممنوعة و قد يتهتكن بلا قيود في مشهد الإختراع الأدبي الجامح السعيد.
قالت المغنية الحضرية تتشبّب بـ «حمادة»:ـ
حمادة بابو جمب بابنا
حمادة يا ناس بريدو
حمادة بوّظ أعصابنا
حمادة دا

و التشبب بـ " حمادة" ما هو إلا نسخة " سوفت " من الطلب الملحاح الـ " هارد" لـ "راجل المرا". و التهافت العاطفي الظاهر في كلمات " راجل المرا" لا يبالي بـ "الحياء السوداني"[إقرأ : "بالخنوع "] القديم الذي يتوسمه ذكور و أناث الطبقة الوسطى الحضرية في أدب البنات، و ذلك ببساطة لأنه يستثمر ثغرة دينية في استحكامات التقليد الذكوري الذي ظل يضبط حرية التعبير في أدب البنات لقرون. هذه الثغرة الدينية اسمها "حكم الشرع" الذي استنبتته المؤسسة السياسية في تربة العادات و التقاليد السودانية.فإذا كانت الشريعة تتيح للرجل أن يتخذ من النساء مثنى و ثلاث و رباع، فنفس الشريعة تسمح للمرأة أن تطلب جهارا الإقتران برجل متزوج ،" بالحلال" كما تغني الفنانة إنصاف مدني، و على سنة الله و رسوله ،و لا جناح، فالزواج ـ في زمن "قانون النظام العام" صار ضرورة أمنية لكل أنثى تحيا تحت سيف ديموقليس الشرعي و سياطه و عصيه الرمزية و المادية ، ناهيك عن الضرورة الإقتصادية التي تفرضها على جمهور النساء السودانيات الكادحات ملابسات الطحن اليومي بسبيل البقاء في لجة الأزمة الإقتصادية المستديمة.و بسبيل نيل حظوة الزواج فالفتاة السودانية صارت مضطرة لركوب الصعب الذي يتمثل في القبول بالمركز الثاني في "عش الزوجية" الذي طالما مجّده الأدب الغنائي. و في حالة تعذر الوصول للمركز الثاني فهي مستعدة لقبول اي مركز و " نو بروبلم"فـ " ضل الراجل و لا ضل الحيطة" :ـ
« 
لو جاب الأولى ما مشكله
لو جاب التانيه ما مشكله
لو جاب التالته ما مشكله
لو جاب الرابعه ما مشكله
لو جاب الخامسه ده إفترا
..
اتلمو رجال الحلة ديل
حلفو علي اسم الله مقدرة
انا حلفت بالله
راجل المره دا مابتخلّى
مغرزة
والليلة مغرزة
وراجل المره دا حلو حلا
« 
و مشروع الزواج الذي كان في الماضي ـ قل في " الزمن الجميل" ـ كان موضوعا للأحلام السعيدة صار اليوم ساحة حرب شاملة تخوضها الفتاة الآملة في الزواج مع " راجل المرا"، تخوضها ضد كل الأعداء المحتملين من أهل العريس ، ابتداءا بالزوجة الأولى و مرورا بأم العريس و أبيه و جدته و إنتهاءا برجال الحلة..
فهي تبدا بالتحرش بالزوجة الأولى في قولها :
أمرقي يا خاينة
إنتي صاحية و لاّ نايمة
لو إنتي مرتو الأولى
ببقى ليهو التانية


و بعد الزوجة الأولى تستعرض قائمة الأعداء و ظهرها مسنود على تواطؤ الجمهور السعيد بهذا الخروج العظيم.ـ

اهلك شعروا بيّ
وفتحوا علي قضية
قضية ما أهمية
كفاية حبك ليّ

تموت أمّو كان حيّة
تنقص أُختو الفتية
ابو تطسـُّو عربية
خالتو تطير حديّة
تسلم انت ليّ

العجوز القاعدة برّا
قاعدة لي انا للمضرّة
يا نكير اديها طلّ
ة
ايوا ها النقدة وين
يا الماشي السعودية
جيب لي معاك خلاّطة
اخلط امك بجزماتها
جيب لي معاك سحّانة
اسحن امك بفستانها

أمام النجاح الواسع الذي لقيته أغنية " راجل المرا" اضطرت السلطات لحظرها في وسائل الأعلام ،و لكن الحظر فشل أمام حماس عيال المسلمين الكبير لهذه الأغنية المشاترة.الأغنية؟ أغنية شنو يازول ، هي و احدة من تلك العبوّات الجمالية المتفجرة التي خلّقتها في خاطر الشعب سنوات القهر المادي و الرمزي الطويلة التي ما زال السودانيون يكابدون جراحها . و إنفجاراتها المتناسلة في المحافل الشعبية و في وسائل التواصل الإجتماعي لن تنتهي بأخوي و أخوك ما لم يهيئ لها المجتمع السوداني حيزا يسع طاقاتها و يعقلنها لصالح تربية سياسية جديدة عمادها احترام ود ابن آدم في بلاد نا.

قلت في مطلع هذه الفقرة أن الشريعة الإسلامية كقانون لأحوال المسلمين الشخصية، تسمح للمرأة أن تطلب جهارا الإقتران برجل متزوج ، على سنة الله و رسوله
و في كتب التفسير أدب واسع في موضوع تلك المرأة التي " وهبت نفسها " للنبي :ـ
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۗ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا « الأحزاب »(50)
الرابط
https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/ ... aya50.html

ـطبعا السائد في عاداتنا و تقاليدنا السودانية السمحة هو أن الفتاة تقبع في خدرها في انتظار " قسمتها" من طرف " فارس الأحلام" أو "ود الحلال" أو "ود الخال" الذي يتقدم و يطلب يدها من أهلها و يخرجها من حرز الأسرة لحرز الحياة الزوجية. في هذا العرف لا مكان للفتاة التي تطلب يد زوجها، و من تفعل تعرض نفسها لسياط النقد الجارح كخارجة و قاهرة إلخ. رغم أن تاريخ السيرة النبوية أورثنا حكاية السيدة خديجة التي خطبت الرسول لنفسها "..و قالت له -: يا ابن عم إني قد رغبت فيك لقرابتك وَسِطَتِكَ في قومك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك، ثم عرضت نفسها عليه. وكانت أوسط نساء قريش نسبًا، وأعظمهنَّ شرفًا، وأكثرهنَّ مالاً، كل قومها كان حريصًا على ذلك منها لو يقدر عليه، فلما قالت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكر ذلك لأعمامه، فخرج معه عمه حمزة حتى دخل على خويلد بن أسد، فخطبها إليه، فتزوجها عليه الصلاة والسلام.
نقلاً من ا
لبداية والنهاية لابن كثير.

الرابط

https://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.p ... d&Id=36320

و لو رجعنا لمنهجة فعل الخروج في أغاني البنات ،فهذا الخروج الظاهر المتعمد على لائحة الآداب الذكورية العامة يضفي على التمرّد الأنثوي غلالة دينية تسوّغ عليها المغنيات في محفل " التعليمة" اعتراضهن على المعاني الأخلاقية التقليدية التي تصادر صوت النساء من الفضاء العام باسم ثقافة الطبقة الوسطى الحضرية في السودان .و هو خروج يوازي حالة الخروج الأخرى التي نجدها في أدب مجتمعات الذكور المهمشين مثل رواد "الإنداية" الذين يجتمع شملهم، ذكورا و إناثا، على معاقرة الخمر " أم الكبائر" على هامش المجتمع المسلم.و قد ذكر الطيب محمد الطيب في كتابه " الإنداية" أغنية "ست الكيري" التي تتشبب فيها بمحبوبها " اللابس العرّاقي". و " الكيري" هو " إنداية" شبه سرية، تعمل بدون تصديق رسمي، فيؤمها أهل الحظوة الإقتصادية ويجتمع فيها الخاصة للشرب،و مجالسة الفتيات.قالت فتاة "الكيري" :ـ
اللابس العرّاقي
أنا منـُّو وا حَراقي
هوي الليلة
موتي الليلة
و هلاكي الليلة

و من أغاني رواد الإنداية عند المناصير يورد الطيب محمد الطيب كلمات أغنية هذا العاشق المرهق التي تقول :ـ
«  أرقدي جمبي ترقدي ميتي
واي الليل يا بخيتي
أرقدي جمبي ترقدي ميتي
هاك اب خمسي
أرقدي اندمسي
أرقدي جمبي ترقدي ميتي
جيتا فتران من قنتـّي
و جيتا فتران يا بخيتي
أرقدي جمبي ترقدي ميتي"

طبعا أدب الإنداية الغنائي لا يكتمل بدون "راية الحان"، درة محمد المهدي المجذوب ، كبير المتمردين بين شعراء العربسلامية المتصالحة مع ذاتها والتي يقول فيها :ـ
«  مريستنا ملأت بُرمة على فمها يستدير القمر
تلوح رايتها فوقنا شراعا يعود بنا من سفر
يوشوش متـّكئا دُلّق عليه جلال النهي و الخطر
تقدمه بيننا كاعب لها عَرَق كالجمان انتثر
تشد إزارا على صخرة و ما ألصقت شعرا بشعر
تناولني فأسيغ الشراب و أجرع من قرع معتبر
و تطعمني من قديد الشواء و تطرفني بعجيب السير
حفظت لها ودّها شاكرا و تحفظ وُدّي ست النفر

و رواد الإنداية، مثلهم مثل مغنيات" التعليمة" هم عيال مسلمين لا يستغنون عن الإطار المرجعي للإسلام و إن عكفوا على" أم الكبائر".أو، كما قال صاحب " موسم الهجرة"، الطيب الصالح :ـ « تحت هذه السماء الجميلة الرحيمة أحس أننا جميعا اخوة. الذي يسكر و الذي يصلي .. « » و لا أحد يعلم ماذا يدور في خلد الإله » ـ
بعد صدور الطبعة الأولى من كتاب " الإنداية" [1974] تعرض الطيب محمد الطيب لإنتقاد بعض حراس الفضيلة الإسلاميين في أجهزة اعلام النميري .و هي لحظة كان نظام النميري فيها ، تحت ضغط الأزمة الإقتصادية العالمية ، كان قد بدأ إنخراطه في تيار الإسلام السياسي على هدي الدعوة الوهابية المدعومة بالبترودولار. في تلك الفترة اصدر نميري قراره بإغلاق الأنادي و محلات بيع الخمور في جميع أنحاء السودان، و تبع ذلك إلغاء مؤسسة الرهان الرياضي " توتوكورة" وغيره من الإجراءات الدينية التي هيأت المسرح السياسي السوداني لصعود الإسلاميين السودانيين بقيادة الترابي في مطلع الثمانينيات لغاية صدور" قوانين سبتمبر "التي صعدت الأزمة السياسية نحو إنفجار الحرب الأهلية في الجنوب.و الطيب بحساسيته الأنثروبولوجية العالية كان يعرف أن توجس الدعاة الإسلاميين من كتابه يموّه من وراءه روعا كبيرا من مواجهة واقع التعدد الثقافي السوداني الذي كان ، و ما زال، يسع الإنداية و المسجد في آن .و في خاتمة الطبعة الأخيرة لكتابه يحكي الطيب بعضا من سلوك أهل الإنداية المتسرب لجلسات الأعيان و يقول :ـ  "و أظن أن الجماعة التي خطّـّأتني تعجلت و استعجلت، و لا أظن أن رجلا راشدا يكتب عن الأنادي بقصد الترويج لها، و حسبي الله و نعم الوكيل مما يقولون. و لا حظت في تلك الجلسة أن أحد المشاركين ادّعى أنه ترك شرب الخمر فعزم عليه أحد كبار الجالسين للشرب و كان يقول له «  صلي على النبي » و امسك الكأس، و ذلك الشخص يرفض و يكرر الرفض و هذا يعزم عليه بالصلاة على النبي، و هذا سلوك في معظم الأنادي و محلات الخمر.
و زعموا أن الإنجليز صدّقوا ببناء كنيسة للطائفة المسيحية في أم درمان، فسخط معظم أهل أمدرمان : ميف تبنى كنيسة في بقعة المهدي؟.و هاج الفقهاء و خطبوا في المساجد معارضين بناء الكنيسة في بقعة المهدي. و ذهب فقيه حماسي إلى السوق و أماكن التجمعات يحرض الجمهور على قرار الحكومة فلم يتحركوا. و ذهب أخيرا إلى رواد الأنادي فخرجوا معه كلهم إلى أن وصلوا مكان الكنيسة فردهم البوليس على أعقابهم. و كما ذكرت فإن رواد الأنادي لهم غيرة على الدين و سمعة الدين، و الويل لمن يسب الدين في مجتمعاتهم »[ الطيب محمد الطيب " الإنداية، دراسة إجتماعية فولكلورية، دار عزة للنشر، الخرطوم 2004.ص 204]ـ.

 ».


معظم دارسي أغاني البنات ينظرون لهذا النوع الأدبي كإرشيف يوثق لتحولات القيم الإجتماعيةـ
ـ
و قد تنبهت الباحثة و المسرحية سلمى الشيخ سلامة في مبحثها عن أغاني البنات إلى المنفعة الإجتماعية الظاهرة في هذا الغناء الذي تقوم فيه الفتيات بتسجيل الوقائع الإجتماعية بروح المؤرخ الراصد لتطورات القيم و المعاني الثقافية . تقول :ـ

المتابع لغناء البنات ،سيجد انهن من خلال الغناء ، يكشفن عن التطورات الاجتماعية والاخفاقات الاقتصادية ، فتجد المتن الغنائى محتشد بالالقاب ،والانواع من الثياب ، الماركات ، ويخلعن الاسماء علي الالبسة نسائية ورجالية ، والوظائف التي كانت علي قمة التدرج الاجتماعي ( السفير ، المهندس ، المحامي ، الطبيب ، المدرس ، ) الذي كلنا يذكر ما حلت عليه من القاب وتمنيات من المغنيات

يالماشي لي باريس
جيب لي معاك عريس
شرطا يكون لبيس من هيئة التدريس

لكن حين اختل الميزان الاجتماعي عاد المدرس الي خانة:

المدرسين ، المفلسين ؟
بري منهن ؟؟؟؟

فالافندي كان صاحب حظوة اجتماعية رفعته خلالها المغنيات الي الاعالي ،وحين يرتبط اسمه فانه يرتبط بالوظيفة مباشرة :
ناري نا ، المهندس وجا ورسم البنا ء
ناري نا
سدوا مالا مية مدبسة
المهندس شافا وعرسا


رابط " أغاني البنات" سلمى الشيخ سلامة
https://sudaneseonline.com/board/279/msg/اغانى-البنات-ـ-غناء-الهامش--1189401237.html



على صعيد المضمون الإجتماعي لأغاني البنات، فالسمة الغالبة لهذا الأدب الشعبي تتخلق على تخوم التعبير الإيروسي المكشوف ، بذريعة تعليم العروس.و ضمن هذا السياق البالغ التركيب تخوض المغنيات في أدب التعليم الإيروسي للعروس و بطريقة مكشوفة ،[ و لو شئت قل : بطريقة "تطهرية" في المدلول النفسي للعبارة:Catharsis
التي تعالج فكرة التخلص من عقد الكبت العصابي و الإلتفاف على الأزمات النفسية بجلبها لمقام التعبير الفني
.].. و أحد أهم منافع هذا المحفل النسوي الشعبي إنما تتأتى من ضلوعه الواعي في المسعى التطهري الجمعي . و في مسرح " التعليمة" تتضامن جماعة الإناث الراشدات على منفعة ظاهرة هي تعليم العروس تقنيات رقصة العروس ، بينما الغرض الباطن المسكوت عنه هو تحضير هذه الطفلة المقبلة على الزواج لدور الأنثى المنتظر منها غواية زوجها و إرضاءه و تمتيعه رمزيا و ماديا ضمن إتفاقات الجماعة الثقافية. و في صميم هذه الإتفاقات صورة الأنثى الحيوان" الصيدة" الجفولة في بكارة " القزاز المقفّل" . قالت المغنيات :ـ

يا عريسنا ما تتغفّل
جاك صيد الخلا البتجفّل
جاك صيلون قزازو مقفّل
اظبط الساعة قطرك صفّر


داخل هذا التركيب المتكوّن حول مؤسسة الزواج يتمازج الخلق الأدبي بالخلق الموسيقي بالتربية الإيروسية ليمنحنا هذا الشيئ الذي نسميه « غناء البنات ». هنا تتم صناعة هذا النوع الجمالي الأنثوي المتمرد الذي ظل يفتن السودانيين ، ذكورا و إناثا،على تباين مستوى الوعي بين جماهير الشعب الأمي و حلقات الصفوة العربسلامية.. و لو حاولنا تتبع شجرة نسب هذا النوع الجمالي الذي نسميه غناء البنات [ و قد نضيف للعبارة صفة   "الهابط"  متبرئين من تبعات إلحاقه بمقام الفن الرسمي الذي يحلق في علياء الروح بعيدا عن حضيض الطين]. فتاريخنا الأدبي عامر بالأمثلة المتنوعة عربيا و إفريقيا.ـ

ما نسميه بـ " غناء البنات" يندرج ضمن فئة غناء المستضعفين الذين هم، بسبيل البقاء في مجتمع تناحري لا يعرف الرأفة، لا يملكون سوى موهبتهم الإبداعية. و لو تصفحنا مشاهد العلاقة بين المبدع و السلطان عبر التاريخ لوجدنا أن القاعدة هي أن السلطان يملك أن ينعم على الفنان بآيات من كرمه الفياض مثلما يملك أن يبطش به و يهلكه في لمح البصر ، و في الحالتين فالفنان يحيى و يموت رهن نزوات السلطان و تقلبات مزاجه. و حين يأمر الرئيس بشار الأسد رجال أمنه بكسر يدي رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات لأنه ينتقد سياسته فهو في الحقيقة يصون تقليدا شرقيا عريقا في البطش بالمبدعين. جاء في الأثر أن " سنمار" المعماري العراقي،بنى "قصر الخورنق" للملك النعمان ابن امرؤ القيس، فلما انتهى البناء اعجب به النعمان أعجابا كبيرا حتى أنه أمر رجاله فألقوا بسنمار من أعلى القصر حتى لا يبني قصرا آخرا ينافس "قصر الخورنق". ترى هل تغير الحال منذ عهد النعمان /سنمار؟ مندري؟ ـ
قالوا أن السلطان أحمد الثالث ـ[ ت 1143ـ1703]ـ من تلاميذ الخطاط الحافظ عثمان، "كان يمسك الدواة لأستاذه و هو يكتب، متخليا بذلك عن أصول التشريفات السلطانية ، حتى يستطيع الحافظ أن يغمس قلمه بسهولة في مدادها و ذات يوم تعجّب السلطان لبراعة استاذه في تنميق الحروف، فقال : لا أظن أن حافظا آخرا سيأتي بعدك، فكان جواب الحافظ أن قال : إذا جاء سلاطين يمسكون الدواة لمعلميهم مثل سلطاننا لأتى كثيرون مثل الحافظ"[ فن الخط،سيد إبراهيم، أورده محمد بن سعيد شريفي في " اللوحات الخطية في الفن الإسلامي"، نشر ابن بادس للكتاب، الجزائر 2011]. ستمر مياه كثيرة تحت الجسور المشيدة في صحراء الثقافة العربية قبل أن نرى بين الملوك و الرؤساء العرب من يمسك الدواة للمبدعين ، لكن أهل السلطان السياسي في العالم العربسلامي المعاصر لا يتحرجون من البكاء و النواح على جنازة المبدع و التحسر على ضياع موهبته بعد موته و ذلك عملا بالحكمة الأمريكية الهولويودية الشهيرة : الهندي الطيب هو الهندي الميت
Agood Indian is a dead Indian

و قد شهد السودانيون في العقود الأخيرة إحتفاء الساسة المحترفين و أعيان السلطة بجنائز المبدعين و حرصهم على الظهور محافل العزاء ذلك أن القوم ، بغريزتهم السياسية ، استشعروا المنفعة السياسية الكامنة في التزلف لجمهور المبدعين الراحلين عساهم يختلسون لأنفسهم قبسا من التعاطف الشعبي الذي يعطي المبدعين ثقلهم الرمزي في خاطر الشعب. و في هذا المشهد يمكن تفهم العناية المتأخرة التي ابدتها دوائر السلطة في السودان ببعض المغنيين الشعبيين وبعض المغنيات الشعبيات من وزن القلعة و إنصاف مدني و أخريات.
ـ ترى هل شطحنا بعيدا عن "غناء البنات"؟ مندري؟ و قيل :لا، لم نشطح، نحن في عز موضوعنا ،لأن غناء البنات يمثل في مشهد العلاقة بين السلطان و الفنان كتجسيد حي لأغلظ أشكال القهر المركب الواقع على الفنانات القائمات على " غناء البنات" في السودان.ذلك لأنهن ـ بحكم وضعيتهن الخاصة في اسفل سلم القهر الإجتماعي " الطبجندري" يعانين من القهر الذكوري العربسلامي لأنهن ينتمين لجماعة النساء ثم هن يعانين من القهر الطبقي لأنهن تاريخيا ، في السودان، ينحدرن من سلالات المسترقين الموصومة بإنحطاط العرق،و التي أوكل لها المجتمع السوداني قبل الرأسمالي وظيفة القيام بالأعمال التي لا تليق بفئة النساء " الحرائر"، مثل الغناء و الرقص و صناعة الخمر و الدعارة، فضلا عن كونهن كمغنيات يحصدن هوان مهنة الفن التي تترفع عنها "بنات القبايل" في الغالب الأعم. كل هذا التاريخ القبيح يسهم بصورة سلبية في تسفيل صورة المغنية في الذاكرة الشعبية و يجعل الناس العاديين يتوجسون من إحتمال إحتراف بناتهم لمهنة الغناء أو الرقص أو التمثيل.و في هذا المنظور يمكن تخيل المسار الطويل الشاق الذي عبرته النساء السودانيات المغنيات و الممثلات و الراقصات بسبيل انتزاع حقهن في الوقوف في الفضاء الإجتماعي الذي تحكمه قناعات ثقافة ذكورية عرقية معادية لكل تعبير حر صادر عن جماعة النساء.
ه




سأعود
عدلان عبد العزيز
مشاركات: 102
اشترك في: الخميس فبراير 02, 2006 6:52 pm

في تفسير "كِدَه"!

مشاركة بواسطة عدلان عبد العزيز »

في تفسير "كِدَه"!

أشكرك، د. حسن موسى..

حول تساؤلي الاستنكاري: أن هل ندى القلعة "هي فِعلاً كدة؟" لا أعتقد أن مقصدي المباشر يفوت على فطنتك، لكن أسعد بالفرصة التي تسمح لي بالاسترسال المؤدي إلى تِبيان مواقفي الأيديولوجية ما ظهر منها وما بطن، ويساعد في فهم ما بين السطور وما خلفها. وذلك مقصد محمود ومطلوب. ندلف إلى المعنى المباشر المقصود في التساؤل هل ندى القلعة كدة؟ والذي هو، وبناءً على مقطع فيديو الكاميرا الخفية يُبين بجلاء أن ندى القلعة أولاً؛ أبداً لم تتغن ب "راجل المرا حلو حلا" كما أوحى بذلك مُبتدر الخيط، الأستاذ الفاضل الهاشمي. وثانياً ليس صحيحاً أن ندى القلعة –الغناية، بحسب تعبير السيد وليد- تغنى لمن يدفع لها ما يُراد لها أن تتغنى به، بل هي في مقطع الفيديو أبدت استعدادها أن تغني ما يروق لها وتدفع كمان، في مقابل أن تقبض وتغني ما لا ينسجم ووجدانها. وبما أن الاتجاه السائد في المداخلات كان الإزْرَاء بالسيدة ندى القلعة، يصبح من الطبيعي للقارئ أن يفهم من مقولة "الغناية تغني لمن يدفع لها" أن ندى القلعة يمكن أن تغني أي غناء يرغب فيه مالك المال الذي سيدفع مقابل الغناء. ذلك ما فهمته من ما كُتب في هذا السياق، وفهمت أنك أيدت ذلك الاستنتاج، هكذا، مُطلقاً، وبدون أي تحفظ أو خط رجعة.

إذاً ما هو التحفظ أو خط الرجعة المطلوب؟ التحفظ يكمن في التفسير الصحيح للمثل "من يدفع للموسيقي يختار الموسيقى" أو بحسب ما ورد في التعبير الآخر، أن "الغناية تغني لمن يدفع لها ويجب أن تظل كذلك". فالمعنى الحقيقي للمقولة يُشير إلى أنه طالما هناك عقد بين الموسيقي أو "الغناية" وبين المُتكفل -تُقرأ الراعي- فليس من حقّ المتفرجين، مجاناً، أن يتقدموا بطلبات للموسيقي أو "الغناية" تتعارض مع طلبات المُتكفل أو الراعي! ذلك صحيح، وينطبق على أي طرفين مُتعاقدين في أي مجال، فلا يمكن لأي شخص، مثلاً، أن يطلب -وهو حجر دُغش ما داقيه- من عامل البناء في سور جاره أن يُعلي السور أكثر مما طلب مُخدِّم العامل!

أما إطلاق مقولة الغنّاية، بعد جندرتها وخصّ النساء بها، ليس فقط استخدمت في سياق قُصد به أن كل شيء قابل للشراء والبيع، بل حتى أن الرجال رُبما مُستثنيين من ذلك الفعل. مع العلم أن مُشهِر "راجل المرا"، في الأصل رجل!

أعتقد أن في الاستنتاج القائل بأن "الغناية" تغنى لمن يدفع لها، في السياق الذي وردت فيه ضمن المساجلات أعلاه، تقليلاً من شأن ندى القلعة، إنما هو تطبيق ميكانيكي للاستنتاجات المستخلصة من استخدام منهج التحليل الطبقي للظواهر الاجتماعية بطريقة توقع حتى التقدميين في شُبهة تسليع البشر بما لا يترك مساحة أو مجال لصمود القيّم المعنوية أمام الكاش البقلل النِقاش! مُبتدر الخيط، الفاضل الهاشمي، أورد اسم الفنان المناضل أبوعركي البخيت كمثال ساطع على عدم صلاحية مقولة أن "الغناية تغني لمن يدفع لها ويجب أن تظل كذلك"! وما يؤكد أكثر أن استخدام مقولة "من يدفع للموسيقي يختار الموسيقى" تمّ في غير مُرادها الصحيح، يُعزز ذلك ما أوردته أنت، كاتباً أن "المنازعة الطبقية التي تدفع الفنانين للوقوف على ابواب السلاطين".. ولا جدال في أن المنازعة الطبقية تدفع **بعض** الفنانين والسياسيين والكتاب وغيرهم للوقوف على أبواب السلاطين. ولكني مثلك أتساءل؛ أين أبو عركي؟ وأين مصطفى سيد أحمد؟ وأين محجوب شريف؟ مندري؟ بل ندري، انه الوعي والالتزام الثوري.. كما ندري أن الإنسان أعقد كثيراً من أن يُفسر عبر التطبيق الميكانيكي (اللا جدلي واللا تأريخي) لاستنتاجات منهج التحليل الطبقي مهما بلغت درجة دِقتها وصوابها، فكل شاة مُعلقة من عصبتها، كما وأزعم أن المنهج الذي استَخدِّم، ليس به مقاس واحد يناسب الجميع. فبينما المنهج يُساعدنا في التوصل إلى استنتاجات عامة حول الظواهر الكُلية، إلا أنه في نفس الوقت يمكننا من المسك بالخيوط المفردة المتميزة التي تُشكِّل الْكُل. أرجو أن أكون بذلك قد أبنت مقاصدي بما يسمح بمواصلة هذا الخيط الغني في مجراه إلى مستقرٍ حميد.
"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ" آل عمران 159

We cannot always oblige but we can always speak obligingly - Voltaire
ÚÈÏ ÇáÝÊÇÍ ÚÈÏ ÇáÓáÇã
مشاركات: 15
اشترك في: الاثنين فبراير 11, 2013 6:20 pm

مشاركة بواسطة ÚÈÏ ÇáÝÊÇÍ ÚÈÏ ÇáÓáÇã »

أعزائي المتداخلين ،

حرمني الايرلنديون الذين أعمل معهم من هذا الموقع فترة ثلاثة أسابيع أو
أكثر ، أي منذ أخر مرة تداخلت فيها معكم.


و السبب هو تجديدهم للمزايا الأمنية للكمبيوترات التي نعمل عليها ، و
مشكلتهم التي أعرفها و لكنهم لا يصرحون بها علنا أن المواقع التي بها
كتابة غريبة من اليمين للشمال صارت تخيفهم ، و ذلك بفضل "داعش الجن"
التي تصدر فرماناتها و تجند الشباب أساسا بلغة بني تغلب .


ساعود حتما عما قريب لأن لي بعض التفاكير في هذا الموضوع المثير للجدل
حقا.

و دمتم جميعا[size=24]
[color=black]
[/color]
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

https://www.youtube.com/watch?v=ULZdev5kJio

سير يا ريس سير - غناء جمال فرفور

وجه أمني خاص بالغناء للسلطة


هذا يغني لمن يدفع

حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

إقتراح

مشاركة بواسطة حسن موسى »

عبد الله الشقليني كتب:https://www.youtube.com/watch?v=ULZdev5kJio

[size=24]سير يا ريس سير - غناء جمال فرفور

وجه أمني خاص بالغناء للسلطة


هذا يغني لمن يدفع









سلام يا الشقليني
ياخي مادام الشاب دا "يغني لمن يدفع" اقترح عليك :-? :-? م تجمعوا تبرعات و تدفعوا ليهو عشان مايضطر للغناء لخصومكم السياسيين. و دي ما كتيرة عليكم. ولا شنو؟


حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

في تفسير الكاش

مشاركة بواسطة حسن موسى »




في تفسير " تفسير كده"


سلام يا عدلان و شكرا لك أنك استللت شعرة هذه المناقشة من عجين ندى القلعة لأفق التناقض الطبقي الكبير بين المبدعين و رعاتهم، و هو أفق أكثر رحابة من الضيق الذي تضطرنا إليه منازعة ندى القلعة. و أنا أعني بـ «  الضيق » تلك المغالطة، التي قد ننزلق إليها مضطرين، حول تفسير مواقف القلعة على ضوء شريط فيديو لا أحد يضمن مصداقيته كما نوّه الصادق اسماعيل في عبارته :ـ « والفيديو للحقيقة (إن لم يكن تمّ الاتفاق مسبقاً على
محتواه بين ربيع وندى) يظهر لنا ندى كفنانة تحترم جمهورها « ـ.

هذا الفيديو الذي تستند عليه يا عدلان، في أن ندى القلعة لم تتغن بأغنية : راجل المرا" لا يؤدّي ،لأننا لو قبلنا اسباب التحفظ الرسمي على هذه الأغنية بذرائع قلة الإحتشام لأنكرنا جملة غناء البنات الذي صعّد ندى القلعة لمقام المغنية الشعبية الأكثر رواجا.و يمكن لندى القلعة أن تزعم ـ
لأغنية " راجل المرا " أيضا دورا إصلاحيا في المجتمع من خلال فضح و إدانة الممارسات السلبية للبعض ـ كما زعمت لأغنية " خبر الشوم"، و ذلك من واقع كونها [كـفنانة " لينينية كيري"] تعتبر أن " الفن رسالة" كما جرت عبارتها في فيديو برنامج : "كل الحكاية"ـ
الرابط
https://www.youtube.com/watch?v=85tqL4NX5c0

لكن فيديو "الكاميرا الخفية" يملك أن يتكشّف ، أيضا، عن مناورة إعلامية غايتها تبرئة المغنية
المرموقة من "عار" هذه الأغنية "الهابطة" ، بالذات بعد أن حظرتها شرطة أمن المجتمع .
« 
ذكرت الأخبار ان شرطة أمن المجتمع قد منعت التغنى بأغنية «راجل المرا» التى تصنف ضمن أغانى البنات والتى وجدت نجاحاً منقطع النظير في معظم الاوساط وقد يرجع ذلك الى طرافة ما تنادى به مقاطع الأغنية والتى تزداد مع الأيام بحيث تضاف
اليها بعض الزيادات من مكان لآخر مع الاحتفاظ بالقالب اللحنى." و يضيف محرر " الرأي العام  :ـ"الجديد في الأمر ان مصادر متفرقة ذكرت ان شرطة أمن المجتمع قد بدأت إجراءات فعلية في تنفيذ قرار حظر الأغنية وذلك بإضافة تحذير صغير الى جواب التصديق بأمر قيام الحفل مما يلزم بعدم التغنى بها تحديداً وإلاّ...".ـ
الرابط
https://sudaneseonline.com/msg/board/59/ ... /rn/1.html

حين قرأت تدخل شرطة أمن المجتمع في تحديد ما يغنيه المغنون وقعت لي حسرة الناس في السودان على ذلك الفردوس المفقود الذي يسمونه بـ " الزمن الجميل"، حين ما كان ليخطر على بال رجال الشرطة الإستماع إلى كلام المغنين لفرز ما يصلح و ما لا يصلح للغناء.ـ طبعا ما كان في "زمن جميل" و لا حاجتين، و المسألة و ما فيها مجرد مجاز بلاغي يجنب السودانيين توصيف" الزمن القبيح" الراهن الذي يكابدونه في كافة أحوال حركتهم و أحوال سكونهم. و قد زادت حسرتي حين قرأت الكلام المنسوب للفنان أنس العاقب الذي يقول فيه :ـ
"
نحن لا نحتاج الي السلطة القوية بقدر ما نحتاج الي الفكر القوى. هكذا بدأ د. أنس العاقب بشرح فكرته تجاه منع الأغنية.. وقال ربما يكون سبب منعها التخوف من خلق مشاكل آنية وذكر أنه مع منع الغناء الهابط ولكن يجب ان يكون ذلك عبر قنوات وقوانين وأصحاب إختصاص ويمكن لأمن المجتمع ان يشارك في القرار، كما يجب مراقبة غناء البنات المحترفات في العصريات ودق الريحة والبيوت لأنه تنتج عنه مثل هذه الأغنية..

"
حين قرأت توجيه " الجنرال" أنس العاقب بـ " مراقبة غناء البنات المحترفات في العصريات و دق الريحة و البيوت .. »، ندهت " النبي نوح" سبعة مرات.. لكن حسرتي تضاعفت حين تبدّى لي الأذى الذي أدرك فناننا الكبير عبد القادر سالم فانمسخ ـ بجاه الزمن اللئيم ـ لشرطي يتعقب المغنين بذريعة الهبوط و يتوعّدهم بالسجن أو بالغرامة أو بالعقوبتين معا.ـ
«
  صبرك لحظة واحدة
يا ظابط السجن
أزَّوّد بنظرة
و أرجع انسجن
« 

غايتو عبد الرحمن عبد الله الله شاف ليهو، عشان لو كان غنـّى " يا ظابط السجن " في الزمن السخيف " دا كان جابت ليهو الهوا مع "العقوبتين ". المهم يا زول، إذا« ندى القلعة ما كده » فأنس العاقب و عبد القادر سالم «كده» و المنطر يركب الهوا و الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه..ـ
ـ
بالله عليك إقرأ هذا الكلام الغريب المنسوب [ و الله يكضب الشينة] للفنان
الدكتور عبد القادر سالم :ـ

«
أكد الأمين العام لمجلس المهن الموسيقية و المسرحية الدكتور عبد القادر سالم إتجاه المجلس لفتح عدد من البلاغات في ال|ايام القليلة القادمة ضد قنوات فضائية و مطربين و صالات و أندية مناسبات، لمخالفتهم قوانين المجلس و عدم الإكتراث بها.ـ
و أشار د. عبد القادر إلى متابعة المجلس للساحة الفنية في الفترات الماضية عبر مشرفين و مختصين رصدوا كل المخالفات و المخالفين للقانون حتى وصلت جملة المخالفات في اليوم الأول و الثاني و الثالث لعيد الفطر المبارك خمس عشر مخالفة.، التركيز فيها على القنوات الفضائية التي أظهرت أصواتا غنائية لا تحمل ترخيص مزاولة المهنة، و عازفين أيضا. رغم أننا سلمناهم قبل فترة أسماء الفنانين و العازفين المسموح لهم قانونيا بممارسة المهنة المعتمدين لدينا، بالإضافة لفتحهم للمجالات لبث مجموعة من الأغنيات الهابطة بدون أي ذرة خجل.و أشار د. عبد القادر سالم إلى أن العقوبة على القنوات الفضائية هي عقوبة تقديرية متروكة للقضاء، أما الفنانون، فحسب المادة 72 من القانون، التي تقول أي مطرب يغني بدون ترخيص يعاقب بالسجن أو الغرامة أو العقوبتين معا.و أكد أن كل فنان ردد أغنيات هابطة و حاصل على الرخصة، سوف يتعرض لتحقيق معه فيما قدمه و يعاقب بالإيقاف المؤقت و الغرامة و الإنذار و التوجيه.[جريدة آخر لحظة]ـ
أنظر الرابط
https://sudanelite.com/vb/archive/index.php/t-15506.html



الكاش أو الكلاش البقطع النقاش

يا عدلان ياخي كاورتني ، لا إيدي لا كراعي ،في الجماعة التي اتهمتها بتهمة " الإزراء بالسيدة ندى القلعة" بينما أنا في هذه المناقشة أطمح لإضاءة التركيب الكبير في مسارها و في مواقفها، مش لأني عضو ناشط في الـ "فان كلُب"بتاع ندى القلعة، و لكن لأني أراها حليفة ممكنة في حزب الفن الديموقراطي الذي يهجسنا كمخرج مشرّف من كوارث السياسة السودانية، و لأنها ـ في مسارها العامر تقف نموذجا طيبا للتعقيد اللاحق بوضعية الفنان المضطر لعبور أرض السياسة السودانية المفخخة بألغام ما أنزل الله بها من سلطان.[ شي سياسي و شي ديني و شي عرقي وشي نفسي و شي إقتصادي و شي جمالي مما جميعه].ـ
و تحفظاتي على فيديو الكاميرا الخفية لا تعني أننا سنطوي ملف القلعة نهائيا، و لكننا سنعاود النظر فيه، حسب موقعه ضمن دروس اللوحة الكبيرة التي تضم مبدعين سودانيين أكثر تنوعا.ـ
ـ
كتبت يا عدلان تحفظك على فهمي للمثل الإنجليزي الذي وصف العلاقة بين "رب العمل" الذي يدفع و "العامل" الذي يبيع عمله الموسيقي على ضوء منطق "العقد" .و طبعا ما فايت عليك وضعي لعبارات :ـ "رب العمل/العامل/ العقد" ، بين الأهلّة، و ما فينا زول [ غير الهاشمي و النصري كان ما نخاف الكضب] متخصص في علم الإقتصاد، لكننا نحاول شق تُرَب الإقتصاد اضطراراو فوق كل ذي علم واحد أزرط منه علما. لكن الداير أقوله هنا ، هو أن مجرد ذكر « العقد» يقطع قول كل خطيب، ذلك أن العقد هو حجر الأساس الذي انبنت عليه حضارة رأس المال التي نتنفس هواءها و نتشرب معانيها السمحة و المرذولة. العقد في ابسط أشكاله، مثلما في أكثرها تعقيدا، هو شكل من أشكال الإلتزام القانوني الطوعي يلغي اي شخص آخر خارج الثنائي المكون من طرفي التعاقد ، و شكرا لك كونك تفضلت ونوهت بعدم أهلية الشخص الذي لا يملك « حجر دغش » في التطفل على موضوع المتعاقدين.و العقد قائم على مبدأ التراضي، يعني الموسيقي لو ما عايز يبيع موسيقاه مافي زول جابره، و لو عايز يلعب موسيقاه إحسانا بقصد إسعاد المستمعين مجانا و بدون مقابل مادي فهذا من حقه. لكن المشكلة هي أن حضارة رأس المال التي تسلع كل شيء تطال الموسيقى و الموسيقي و جمهور الموسيقى [ ترجم : جمهور المستهلكين] و ترميهم كلهم في بحر السوق الواسع تحت رحمة قانون العرض و الطلب القاسي. و أنت تقول:ـ
« 

أعتقد أن في الاستنتاج القائل بأن "الغناية" تغنى لمن يدفع لها، في السياق الذي وردت فيه ضمن المساجلات أعلاه، تقليلاً من شأن ندى القلعة،
« 
و قولك يا عدلان لا يقيم وزنا لمبدأ التعاقد الذي يشمل " الغنايات" كما يشمل " كبار الفنانين"ـ و مبدأ التعاقد ، لعلمك، ميكانيكي و بسيط، و أظن أن سر كفاءته في بساطته.أما كونك تعيب على " التقدميين" [ "التقدميين" ديل أنحنا القاعدين نتناقش معاك يا "زميل"]، الذين يخوضون في هذه السيرة لمجرد أنهم قاموا بـ"تطبيق ميكانيكي للإستنتاجات المستخلصة من استخدام منهج التحليل الطبقي للظواهر الاجتماعية"، تعيب عليهم الوقوع في "شبهة تسليع البشر" فهذا جور مفهومي مجاني لا نستحقه.و أنا كواحد من هؤلاء " التقدميين" ما حصل سلّعت أيّ زول لكن بقول ـ مع سيدنا ماركس كرّم الله وجهه ، أن مجتمع رأس المال ـ رضينا أم أبيناـ فارش كل شي في السوق ـ أما كلامك عن

"
مساحة أو مجال لصمود القيّم المعنوية أمام الكاش البقلل النِقاش! 
»
فهو ـ في نظري ـ بعض من تعبيرات الأدب الديني البائد الراسب في ذاكرة التقدميين، و هو الذي يجعلنا نعتقد ـ بدون أية أسباب وجيهة ـ في صلاح الجنس الإنساني و في حتمية التغيير نحو يوتوبيا الرفاه و العدالة و المساواة و الديموقراطية و الشيوعية في الأرض و كدا. أها بعد دا ينهض السؤال العويص القديم : ماذا نفعل مع الكاش؟ مندري؟و هو سؤال الإجابة عليه ـ في المدى الطويل جدا جدا ـ تكون بتنظيم الثورة على مجتمع رأس المال. أما في المدى القريب فليس في وسعنا إلا أن نعزّي النفس بفتح باب النقاش في سيرة هذا " الكاش" و الله ما شقّ حنكا ضيّعُه. و بعد داك يجي السؤال الفرعي بتاع "ماذا نفعل بالفنانين الذين يستعصون على قانون الكاش؟". طبعا سؤالنا القبيل داك ، بتاع " أين أبوعركي؟ و أين مصطفى سيد أحمد؟و أين محجوب شريف ؟" ينطوي على إضمار جميل بكون أبوعركي و مصطفى سيد أحمد و محجوب شريف فلتوا ـ بجاه "الوعي و الإلتزام الثوري " الذي يجمّلهم ـ فلتوا من مذلة الوقوف بأبواب السلطان الجاهل. و ربما كان في ذلك القول بعض من حقيقة، بحكم أن هؤلاء المبدعين الكبار هم بين أهل المراس الذين تشربوا الوعي و الإلتزام الثوري من أيام " الزمن الجميل" فحازوا على نوع من" الحصانة الثورية" التي تعصمهم من الوقوف بباب السلطان.أها " الحصانة الثورية" دي بيشتروها من وين؟مندري؟ و ستين مندري؟عشان الحاجة الغميسة القاعدين نسميها " الإلتزام الثوري" دي، تبدو [ و لا تكون] في حقيقتهاإلا كلحظة حظوة تاريخية هشـّة تتضامن عندها جملة من الملابسات المادية و الرمزية لتسوّغ للمبدع مماطلة أقدار سوق رأس المال. و ربما كان للأمر علاقة بكون هؤلاء المبدعين الأماجد الذين مانعوا و ماطلوا قانون السوق، تعودوا الوقوف في مواجهة غول رأس المال، لأنهم استشعروا وراءهم دعما شعبيا مستلهم من تاريخ طويل في العمل الديموقراطي ، و ذلك لأنهم ينتمون لجيل يحمل ذاكرة أتوبر 1964، بل أن محجوب و أبوعركي ـ بحكم السن لأن مصطفى من مواليد 1953 ـ كانا بين حداة ملحمة أكتوبر المجيدة.و الحدو في لغة العربان هو سوق الإبل و الغناء لها، و حين كان الشعراء و المغنون يحدون قوافل ثورة أكتوبر 1964 الثقافية، [ أبادماك و شركاه ]، كانت أصواتهم تصل الجماهير من خلال مكبر صوت جديد اسمه الحظوة الشعبية المؤقتة التي احتازتها القوى التقدمية، في غفلة من عمر الزمان الرأسمالي، لاشهر معدودات في سودان ما بعد أكتوبر 1964. طبعا هذه التجربة الفريدة لم تحصّن محجوب شريف الشاعر الشاب" الشيوعي" من الغناء لإنقلابيي 25 مايو 1969 لأن المؤسسة السياسية التي ينتمي إليها وجّهت أعضاء الحزب بدعم النظام" الثوري" الجديد. لكن مثال محجوب شريف الذي استقر في صورة " شاعر الحزب" يطرح أسئلة اكثر عواصة حين نقرأه يهجو النميري أو يمدح إنقلابيي حركة 19 يوليو التصحيحية الذين انقلبوا على النميري. ذلك أن محجوب شريف ، في هذا المقام ن ينمسخ لـ"شاعر القبيلة" وفق التعريف الجاهلي للشاعر الذي يلجم لسان فرادته لينطق بلسان قبيلته [ و القبيلة سلطان أيضا].ترى هل يحتاج الحزب الشيوعي لشاعر ينطق بلسانه؟ مندري؟ لكن الشاهد هو أن حزب الشيوعيين السودانيين دأب، عبر تاريخه الطويل، على تفريخ سلالات الشعراء و الكتاب و الفنانين" الملتزمين بخط الحزب" كما يلتزم الشاعر الجاهلي بـ «خط» القبيلة، أو كما قال دريد بن الصمّة :ـ"و ما ألأنا إلاّ من غزية إن غزت غزوت و إن ترشد غزية أرشد" . و لا عجب، فقد دأب الحزب الشيوعي على النظر للمبدعين كـ "جنود" في ساحة الحرب الطبقية،و أنا استخدم المصطلح " جنود" في مدلوله العسكري التراتبي.ذلك أن المبدعين في صفوف الحزب اللينيني لا يرتقون لمرتبة " الجنرالات" الذين يصنعون " خط الحزب". ترى هل يمكن فهم العلاقة العصيبة بين المبدعين و الحزب الشيوعي بحس التوجّس السري الذي يضمره الكادر السياسي القيادي تجاه المبدعين باعتبارهم نتاج بورجوازية صغيرة تستوجب الحذر؟ أم لأن الكادر السياسي القيادي للحزب ـ الذي هو عمليا «ترباية»بورجوازية صغيرةـ يصون مسافة التوجس السري تجاه المبدعين من باب درء الشبهات عن ذاته البورجوازية الصغيرة المهيمنة على سدة حزب يزعم أنه حزب العمال و المزارعين ؟ مندري؟عبدالله علي ابراهيم ، الذي عرفناه في سنوات السبعينيات، عندما كان يتولى ، عن الحزب، توجيه جبهة الإبداع، هو خير من يدري خفايا العلاقة المركبة المتحولة بين الحزب الشيوعي و المبدعين السودانيين. كتب عبد الله «  نحو حساسية شيوعية تجاه الإبداع و المبدعين » في منتصف السبعينيات في الفترة التي أعقبت التضييق الدموي و الملاحقة التي تعرض لها الحزب الشيوعي عقب عودة النميري ، بعد فشل إنقلاب 19 يوليو 1971 الذي دبره عسكريون شيوعيون. و وثيقة " نحو حساسية شيوعية" ، مثلت نقلة نوعية في تعريف المسافة الجديدة بين الحزب و المبدعين في ساحة العمل العام.فقد كتبت «  نحو حساسية » لترشيد دعوة الحزب لإستثمار منابر العمل القانوني في تثبيت مبادئ العمل الثقافي الجاد بغاية صيانة فضاء العمل الثقافي من الغوغائية السياسية و ترميم الجسم الثقافي الديموقراطي الذي يشكـّل ـ بجاهه الرمزي ـ خط دفاع أول بالنسبة للمعاني التقدمية التي يدافع عنها الحزب.دعا عبد الله الشيوعيين لسماحة لينينية تجاه المبدعين كافة ، حتى و لو مالوا لسبب أو لآخر للتعاطف مع "سلطة الردة" التي كانت تطارد الشيوعيين. و باسم هذه السماحة تجاوز عبد الله عن طبزة الطيب صالح السياسية حين وصف النميري بـ «  الحكمة ». مرت أمواه و أمواه تحت كباري الخرطوم القديمة قبل أن يتنبه عبد الله [ الشاعر] لصعوبة الإستمرار في دور " الكاتب المطيع" لتوجيهات الكادر السياسي القائد. يقول :ـ ـ

 »
هذا الدور مرّ عندي بعدة أطوار، إذ نشأت على مسألة الكاتب الملتزم، وكانت هذه المسألة قريبة من الكاتب المطيع (صوت الحزب أو صوت الطبقة) او (المُحرش) على الخصوم، وكان هذا الدور مقبولاً، وقد نظرنا الى من نشأوا في ظله وازدهروا مثل «ناظم حكمت» بالتالي نشأنا وسط هذه العلاقة الحميمة مع الجماهير والحزب والطبقة العاملة، وكان ذلك هو المبحث عن الحق والفضيلة. ولكنا كنا نعرف ان الحزب او الحركة الجماهيرية ليست مؤتمنة علينا، إذ نبهني كتاب «الكاتب والحزب الشيوعي» لمثل هذه المسائل. ومع تطور الزمن أصبحت أفهم أن وضع المثقف في علاقته مع السلطة، يمكن أن يتسع لأكثر من: أن السلطة هي الحكومة فحسب، خاصة أثناء خلافي مع الحزب الشيوعي، الذي دخلت إليه بالأصل متحفظاً باعتباري كاتباً، رأى وقرأ كثيراً من غلواء الحزب، وان كان من حسن الطالع أننا صادفنا رجلاً مثل عبد الخالق الذي كان شفيفاً، وهو كاتب وله ملكات. ثم اطلعت بعد ذلك على كتابات «مشيل فوكو» حول السلطة وكيف انها شائعة، وذلك ما حررني من ان اكون في موضع من يرى ان الحكومة هي الخصم الوحيد الذي يستحق الزجر. وانه لا يمكن أن يهدأ لي خاطر وهناك سلطة، أي سلطة سواءً كانت الاسرة ام الحزب ام الطريق الصوفي ام غيرها، تبتذل إنسانها أو تبتذلني انا أو قلمي او تبتذل أي معنى من المعاني. ولعل هذا خلاف كبير مع بعض زملائي الآن، إذ عندما يطرحون موضوع السلطة، يريدون الحكومة فحسب. وانهم -هؤلاء الزملاء- اذا لم يشاهدوك وأنت في حالة خصومة مع الحكومة، فإنهم يعدونك مصالحاً ومستسلماً.
« .ـ
الرابط
https://www.alsahafa.sd/News_view.aspx?id=57026


. .ـ
. أذكر أن أول علاقتنا بالعمل المشترك مع الشيوعيين، في الجبهة الديموقراطية ـ و نحن طلبة في كلية الفنون ـ. في ذلك الوقت صاغ الشيوعيون مفهوم " جبهة الإبداع" لتعريف حيز العمل السياسي المشترك بين الشيوعيين و الديموقراطيين المعنيين بالآداب و الفنون. و تعبير " جبهة الإبداع" ينطوي على كفاءة لينينية بينة كونه ، من جهة أولى، يمكن الشيوعيين من استثمار طاقة المبدعين الديموقراطيين و الإستناد على وزنهم الرمزي في تسويغ الإستراتيجيات السياسية التي يرفعها الحزب، مثلما هو ، من جهة ثانية يسوّغ مفهوم النشاط الإبداعي كممارسة قتالية في ساحة المواجهة الطبقية.في سنوات السبعينيات كناـ و ضمير الجماعة عائد لمجموعة التشكيليين الشباب الناشطين في الجبهة الديموقراطية ـ كنا في حالة منازعة مستمرة مع الرفاق الشيوعيين الذين كانوا ينتقدون قلة حماسنا لأداء مهام البروباغندا السياسية، بينما كنا نؤاخذهم على إهمال أسئلة البحث الجمالي الوجودي و قضايا الكدح الفكري في أرض الفن ، باعتبار أرض الفن حيز مشروع لعقلنة مباديء الثورة الإجتماعية بفهم مغاير للفعل السياسي.. كانت تلك أيام حربنا مع الرفاق"الأعدقاء"، و ذلك سجال لم ينته بعد. المهم يازول، كل هذا يحتاج لفرز متأني يتجاوز سعة هذه الأسطر المتفائلة.و خلاص أمري هو أنني أتمنى لموهبة محجوب الشعرية براحا أوسع مما يتيحه ادب البروباغندا السياسية، و أنا لا أنفي منفعة أدب البروباغاندا السياسية حين لا يكون في يد المناضلين أفضل منه، لكنه في نهاية المطاف لا يؤدي ،و «  السحلية ما بتبلع دَقَر » كما تعبر بلاغة الأهالي. و في نهاية التخليل ربما كانت منفعة الحزب الشيوعي من شعر الشاعر الشيوعي الطليق أعمق و أكبر من المنفعة العاجلة التي جناها من شغل الناشط الهتـّاف الذي شغل مساحة واسعة من طاقة محجوب الإبداعية.أقول قولي هذا و استغفر الله لي و لكم إن كنت قد عكّرت عليكم بهجة يومكم بفتح هذا الباب الذي ظل موصدا لسنوات، أمام ريح التفاكير النقدية التي نحتاجها و نحن نتساءل عن ما يحفز المبدعين على الوقوف بأبواب السلاطين . و هكذا يبقى لي أكثر من عزاء في دعاء منصور المفتاح الذي ختم به خيط " أغنية راجل المرا" في سودانيزأونلاين :ـ" يارب مهدى يعيد الأمة للإستقامه ويشفيها من بعض وجوه العتوه والمسخ والفسوق الذى لا يفعل غير تعجيل الهلاك ولا حوله ولا قوة إلا بالله ".ـ
مثلما يبقى العزاء في رجاء عدلان  أن يبين مقاصده:ـ " بما يسمح بمواصلة هذا الخيط الغني
في مجراه إلى مستقرٍ حميد "ـ
سأعودـ
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

سلام يا الشقليني
ياخي مادام الشاب دا "يغني لمن يدفع" اقترح عليك Confused Confused م تجمعوا تبرعات و تدفعوا ليهو عشان مايضطر للغناء لخصومكم السياسيين. و دي ما كتيرة عليكم. ولا شنو؟


الأكرم حسن : من هم خصومنا السياسيين ؟
من يغني له هذا الشاب " الأمني " لا يرقى ليكون خصماً سياسياً.


حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

اعرف عدوك و اعرف نفسك

مشاركة بواسطة حسن موسى »

سلام يا شقليني
ياخي لو كنا نملك أن نختار خصومنا لاخترنا افضلهم وأشجعهم و أكرمهم و اشهمهم و غير ذلك من كلام الشعراء
لكننا مضطرين على التعامل مع الخصوم الذين ترميهم الأقدار على طريقنا
زمان مولانا صن تزو، الحكيم الصيني [544ـ496 قبل الميلاد] كتب في " فن الحرب":ـ
إذا عرفت نفسك و عرفت عدوك فأنت أهل للإنتصار في ألف معركة.
و كما ترى فمعرفة الذات هنا ترد قبل معرفة العدو و في كلام صن تزو أصداء من حكمة الأهالي التي تقول" الجاهل عدو نفسه"
شايف؟
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

الأكرم حسن :

أنا أملك أن أختار أعدائي السياسيين ،
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

كيف؟

مشاركة بواسطة حسن موسى »


كيف؟
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

لأنني أعرف نفسي
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

سلام للجميع

متابعة ولي رغبة في قول كلمتين تلاتة، لكن الليد قصيرة والوقت قصير.
في انتظار أن أعود، هذه دعوة للاستماع لندى القلعة في أغنيتها رسالة يونس ود الدكيم إلى ونجت باشا كبير النصارى :wink:





[video width=640 height=400]https://www.youtube.com/embed/CU60zzWXMFg[/video]


.
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

فَنَكْ وقائع وأحداث عن الشرق الأوسط وشمال افريقيا / السودان / وُجوه من السودان / المطربة ندى القلعة: جدلٌ مستمر حول السيرة والمسيرة والأنوثة
ديسمبر 27th, 2018 / ديسمبر 27th, 2018

المطربة ندى القلعة: جدلٌ مستمر حول السيرة والمسيرة والأنوثة
في ساحةٍ تحتشد بالمئات من المطربين، تحظى الفنانة السودانية ندى القلعة بالقدر الأوفر من الشهرة. في بلدها، لا تشتهر فحسب بسبب ما تقدمه من أغنيات، بل أيضاً بسبب الجدل المستمر الذي ظلت تثيره من خلال أغنياتها وإطلالتها وبعض تفاصيل حياتها الفنية والشخصية، ولحضورها أيضاً في الحياة العامة.

أسمها ندى محمد عثمان، أما “القلعة” الذي اشتهرت به كلقبٍ، فهو اسم منطقة بالخرطوم كانت تسكنها عندما ظهرت كمغنية في منتصف تسعينات القرن العشرين. ولدت في الأول من فبراير 1975، واحترفت الغناء منذ 22 عاماً. تزوجت مرتين، ولكن كلا زوجيها توفيا. زوجها الأول هو عازف الأورغن وليد حجازي الذي اقترن بها وهي في السابعة عشر من عمرها وقدمها للغناء وأنجب منها ولدها وائل، أما الثاني فهو أحمد الفكي الذي توفى في عام 2009 بعد أن أثمر زواجهما عن بنتهما ود.

أغاني البنات الهابطة
تحتوى مكتبات الأغاني السودانية بالانترنت نحو 240 أغنية لندى القلعة، منها 200 أغنية خاصة بها، أما البقية فمعظمها من الأغنيات الشعبية والأغنيات التراثية وأغنيات الحقيبة المسموعة من قبل. تعاملت القلعة مع عدد من الشعراء والملحنين، لكنها لحنت لنفسها أيضاً 32 أغنية حسب ما أفادت إدارة الصفحة الفنية الرسمية للفنانة في الفيسبوك في تصريح لـفَنَك.

يميل الكثيرون إلى تصنيف أغنيات ندى القلعة ضمن ما يسمى أغاني البنات، وهو ضرب من الغناء الشعبي في السودان تؤلف أغنياته البنات وتتغنى بها، وتؤدي العروس رقصات مرسومة على إيقاعاته ونغماته كطقس من طقوس الزواج. وعلى الرغم من أن القلعة قدمت عدداً من الأغنيات من هذا النوع، إلا أنها لا توافق على وضعها في إطاره، وتقول إنها لا تميل كثيراً لهذا النوع من الغناء.

وهي بالفعل تودي أغنياتها بمصاحبة الآلات الموسيقية الحديثة بخلاف أغاني البنات التي تؤدى غالباً بمصاحبة آلات شعبية مثل “الدلوكة” و”الشتم.” كما أنها لا تمارس الغناء لترقيص العروس مثلما تفعل جُل مطربات أغاني البنات، وهي ترفض بشدة اتهامها بأداء “الأغنيات الهابطة.”

تميل ندى القلعة لأداء ما يعرف في السودان بـ “أغاني الحماسة،” وهي نوع قديم من الغناء الشعبي يتم فيه تمجيد قيم الرجولة والفروسية والشهامة والكرم عند الرجال، وغالباً يؤلف كلمات هذه الأغاني النساء. كما اشتهرت القلعة بتقديم نوع من أغاني النصح الاجتماعي الموجه غالباً للنساء والشباب، وتعد أغنيتها “راجل السترة” من أشهر ما قدمته في هذا الإطار. وأثارت أغنيتها “خبر الشوم” التي وصفت فيها سلوك المثليين الرجال وهاجمتهم بشدة، ضجةً كبيرة عندما أطلقتها في العام 2015 وجرى منعها من قبل مجلس المصنفات الأدبية والفنية.

أداء متحرر ومواقف محافظة
تعبر القلعة من خلال أغنياتها والمقابلات الإعلامية التي تجري معها عن آراء تقليدية محافظة حول الحياة الاجتماعية والأدوار الجندرية لكلٍ من الرجل والمرأة.

لا تنبع شعبية ندى القلعة والاهتمام الذي تثيره من أغنياتها فقط، فهي تحظى بنصيبٍ وافر من الجمال الأنثوي وفقاً لمعاييره في الثقافة السودانية السائدة، كما أنها شديدة الاهتمام بمظهرها وبتفاصيله من ماكياج وتسريحة شعر وأزياء وزينة وإكسسوارات، لدرجة أنها أصبحت إيقونةً للأناقة ونموذجاً يُحتذى به من قبل النساء السودانيات. وباتت ثيابها ونقشات الحناء التي تظهر بها تشكل موضة تستمر إلى حين ظهورها بهيئة جديدة.



كتب عنها المفكر السوداني الدكتور حيدر إبراهيم: “أصبحت ندى القلعة إيقونة ورمزاً، بل مرجعية في بعض تفاصيل مرتبطة بالشكل والموضة والسلوك. فهي ليست مجرد مغنية وصوت بل سلعة ثقافية، أي انه يمكن تداولها وإعادة إنتاج بعض عناصرها. وتدرك ندى كيف تمارس سلطتها في الاختلاف من خلال اللبس والزينة. فقد قدمت أشكالاً جديدة لنقش الحناء، وقدمت شكلاً للشعر بين الإخفاء والإظهار.”

ووصفها الكاتب الدكتور حسن موسى بأنها “صرح جمالي شعبي كبير،” إذ كتب: “في فيديوهاتها لا يمكن للمشاهد أن يغفل عن تلقي علامات الأنوثة الطاغية التي تفرض نفسها على كل من ينظر في تصاوير وفيديوهات المغنية الشعبية. فهي تعرض عنايتها الفائقة بـما بدا و ما لم يبد من زينتها، وهي عناية أهلتها لتصبح مرجعاً في زينة الجسد الشاب المؤنث المراوح بين معاني الجمالية الجسدية للمجتمع التقليدي التي تغنى بها شعراء الحقيبة وآخر صيحات صالونات التجميل الشرق أوسطية.”

نجاح ندى القلعة مع أثرياء نيجيريا
أكثر ما أثار اللغط في مسيرة ندى القلعة الفنية حتى الآن هو رحلاتها إلى نيجيريا، فقد ذهبت إلى هناك أكثر من مرة بدعوة من حاكم ولاية مايدوقري السيناتور علي الشريف لإحياء حفلاتٍ خاصة. القلعة أخذت أجراً كبيراً جداً في هذه الرحلات وصل إلى مائة ألف دولار أمريكي في حفلةٍ واحدة، غير حصيلة “النقطة،” إضافة إلى سيارة ليكزس وهاتف خليوي من الذهب والألماس هدية من الشريف.

وظهرت في احد الفيديوهات وهي تتوسط كومة كبيرة من الأوراق المالية التي غطت سريرها، كما ظهرت في فيديو آخر وهي تغني وترقص في إحدى حفلات الشريف بزي غير الزي السوداني التقليدي الذي اعتادت الظهور به في السودان. كل ذلك أثار موجة من الهمس واللمز في الأوساط السودانية عن طبيعة علاقتها بشريف نيجيريا، وصاحب ذلك هجوم كثيف عليها وطعن صريح ومستتر في سمعتها و”عفتها” وأخلاقها.

تصدت القلعة للحملة ضدها وأكدت أن الأجر الكبير الذي أخذته جاء تقديراً لفنها فقط دون غيره، وصاغت دفاعها في أغنية “الشريف مبسوط منى” التي أحدثت ضجة إضافية عندما سخر منها الكثيرون واعتبروا أنها أغنية هابطة وركيكة.



وفي السنوات الأخيرة حرصت القلعة على عدم الاكتفاء بتقديم نفسها كفنانة تقتصر مهمتها على الغناء، فابتدرت مبادراتٍ وشاركت في أنشطةٍ تصب في مجرى العمل الاجتماعي العام، ومن ذلك قيامها بتفقد ومواساة ضحايا السيول والأمطار في عام 2015 وتقديم المساعدات لهم، وإحيائها حفلة يعود ريعها لصالحهم وأداء أغنية عنهم. وفي العام 2016 نظمت القلعة حملة لدعم بائعات الشاي بالعاصمة الخرطوم، وأبدت تعاطفها مع “عمال الدرداقات” الذين يقتاتون من مساعدة المشترين في الأسواق في حمل مشترياتهم في عربات تدفع بالأيدي. وفي سبتمبر من العام الجاري 2018 أطلقت القلعة مبادرة للتضامن مع سكان مدينة كسلا في مواجهة حمي الشيكونغونيا التي اجتاحت المدينة، وأطلقت ضمن الحملة أغنيتها الجديدة “كسلا كفارة وسلامة.”

إدارة الظهر للمثقفين
يقول حسن موسى: “إن سر شعبية ندى القلعة لا يكمن في قدرتها على التطريب وحده لأنها تستثمر في سبيل بناء جماهيريتها جملة من أقنعة الاتصال التقليدية والحديثة التي تمنح حضورها في الفضاء العام أكثر من وجه. فهي تدخل بقناع الفنانة المطربة، لكنها أيضاً تحمل قناع الأنثى التي لا تخجل من أنوثتها ولا تخفيها في الفضاء الذكوري العام، لقناع الخبيرة في العلاقات العاطفية التي تسدي النصح للمحبين، لقناع الأم ربة الأسرة الرؤوم التي تتفانى في توفير أسباب التربية القويمة والتعليم النافع لفلذات كبدها، لغاية قناع الناشطة الاجتماعية التي تدافع عن قيم التراث الثقافي السوداني الأصيل.”

وعموماً، فإن ندى القلعة فنانة للعامة، فهي لا تروق كثيراً للمثقفين. ويتهمها المعارضون بالتعاون مع “النظام الديكتاتوري” الحاكم في السودان (نظام الانقاذ)، وذهب بعضهم لاتهامها بأنها عضو في جهاز الأمن التابع للنظام، وازداد هجوم المعارضين عليها عندما شاع أن السلطة دعتها للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد في عامي 2015 و2016 وقاطعته قوى المعارضة الرئيسية، على الرغم من أنها لم تشارك في المؤتمر ولكنها أحيت حفلاً على هامشه.

لكن للدكتور حيدر إبراهيم رأيٌ آخر، فهو يعتبر أن ندى القلعة تمثل “ثقافة مضادة لثقافة الهيمنة الرسمية،” وإنها والنظام الحاكم “نموذجين متناقضين.” فقد قال لفَنَك: “الجهود المبذولة من قبل الدولة والأجهزة الرسمية لفرض ثقافة ذات طابع ديني، والأموال المخصصة لهذه الغاية، والقمع، لم تستطع جميعها إلغاء ظاهرة ندى القلعة وغيرها من الظواهر الثقافية والفنية التي تحرج «المشروع الحضاري».” فندى القلعة تتحداه وتحاربه وتضعفه. وتقدم ندى القلعة (بوعي أو لاوعي) ثقافة مقاومة وممانعة لا تريد أن تكون جزءاً من الثقافة الكبرى. وبحسب إبراهيم “تحاول أن تبث الفرح والحياة والحب بينما وبالمقابل، يقدم «الإنقاذ» ثقافة الموت والحقد والكراهية.”

ويرد الكاتب اليساري الفاضل الهاشمي على الدكتور إبراهيم، معتبراً أن تحليله غير ملم بسيرة ندى القلعة، وباتهامها بأنها ضابطة أمن. فقد أشار إلى أن الدكتور إبراهيم لم يشاهدها “وهى تغني للسلطة والوالي والأمن،” ويقول: “ندى مغنية تستغل السوق السياسي الطفيلي السوداني كما يستغله رجال الأعمال/الساسة” وهي “ليست بصدد أضعاف السلطة ومحاربتها، بل تقويتها؛ ولكم استخدمت دبابيسها الصغيرة لتنفيس الحراك الشعبي المقاوم مباشرة أو غير مباشرة كسلعة ثقافية للاستهلاك والثراء والإلهاء.” ويصف الهاشمي ما اسماه “ثقافة ندى” بأنها “ثقافة فرعية سياسية فجة،” و”رجعية وذكورية.”

ويعلق حسن موسى معتبراً أن كل من إبراهيم والهاشمي حملا القلعة “أحمالاً سياسية تفوق طاقتها المفهومية كفنانة شعبية.” ويقول إن ندى القلعة “فنانة من غمار الشعب تدخل على صناعتها بالحس العفوي،” مُضيفاً أن جمهورها “لا يطلب منها ما يتجاوز إمكاناتها كمغنية شعبية.”ووفقاً لموسى فهي في هذا السبيل “تكشف عن فراسة أنثروبولوجية غريزية ترسم صورة للعلاقة مع الجمهور، وتخاطبه بلغة وبإشارات يفهمها،” وأضاف أنها “تدير ظهرها للصفوة المثقفة لتخاطب شعب الحواضر المشبوح بين أحابيل الحنين للحياة في الفردوس الريفي المفقود ومقتضيات الحياة الحديثة وصعوباتها المادية والرمزية.”


https://fanack.com/ar/sudan/faces/nada-al-qalaa/
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

https://www.youtube.com/watch?v=ItsrpHkUQSU

المطربة تقرأ الجنقو مسامير الأرض
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

سماحة حزب الفن السوداني

مشاركة بواسطة حسن موسى »


وقعت على كلمة استاذنا "ود الريح" عن الفنانة العظيمة عاشة الفلاتية في واحدة من صدف "واتساب" السعيدة
و لمست فيها عرفانا و أريحية أدبية مستحقة و أظننا بحاجة لهذا النوع من الأدب لتدعيم صورة الرجال و النساء الذين أثروا وجداننا الجمعي بآيات خلقهم. و قد وقع لي حديث ود الريح عن "عشوشة" في جرح و أنا أطالع بعض مناوشي منابر التواصل الإجتماعي يتشامتون على نفر من المغنين و المغنيات الذين اضطروا لممالآة سلطان الإنقاذيين في العقود الثلاثة الماضية.



"عائشة الفلاتية
شجون وخواطر لأيام خلت

محمد عبدالله الريح

عندما كنت أقدم من تلفزيون السودان برنامج طبيعة الأشياء، في تلك الأيام وبالتحديد في أوائل السبعينيات.. كنا نقدم البرامج على الهواء ودون أي تسجيل وكانوا يعطوننا كمكافأة على الحلقة الواحدة خمسة جنيهات، كانت الضرائب تقتطع منها خمسين قرشاً، وكنا نقبض أربعة جنيهات ونصف
وقد كان في هذا اليوم ونحن صفوف أمام شباك فيصل الصراف أن لمحت عشوشة .. «هذا هو الاسم الذي كان يناديها به الموسيقار الراحل إسماعيل عبد المعين طيب الله ثراه».
اقتربت عائشة من الشباك، وقد كانت تحمل شيئاً في يدها .. فدفعني الفضول لأقول لها:
- دا شنو ياعشوشة؟
أخرجت لوحة كانت تخفيها تحت ثوبها وأجابت:
- كرتلة ..
قلت .. وعندك شنو في الكرتلة؟
قالت : مطلعة ساعة جوفيال والتذكرة بخمسة قروش
.
هذه عائشة الفلاتية الفنانة الظاهرة وليست الفنانة الحدث العارض .. تضطرها ظروف الحياة وقسوتها أن تطلع ساعتها الجوفيال في الكرتلة «اليانصيب».
واهتم الواقفون كثيراً لموضوع عشوشة وقمنا بشراء جميع الأرقام التي في الكرتلة وسلمناها مبلغ الخمسة جنيهات

ثم فتحنا الكرتلة وكانت من نصيب أحد الواقفين . وقامت عائشة بتسليمه الساعة الجوفيال في احتفال شبه رسمي إذ أنه قد حضره فيصل الصراف وأشرف على عملية تقديم الجائزة بنفسه.

الشعب السوداني شعب عظيم .. من اللمسات الانسانية الصغيرة يخلق حدثاً كبيراً . والناس عامة ذوو مروءة ونبل يندر وجوده، فقد قام الشخص الذي نال ساعة الجوفيال بإهدائها مرة أخرى للفنانة عائشة الفلاتية، وحلف وأقسم أن تأخذها لتطلعها مرة أخرى في كرتلة .. وتطوع آخر بأن يذهب لكنتين بالقرب من مجلس بلدي أم درمان ليحضر كرتلة جديدة ..
وتكرر نفس المشهد مرة أخرى . وفاز بالجائزة أحد الأطفال من الذين كانوا يشاركون في برامج الأطفال بالتليفزيون . وهؤلاء كانوا يصرفون لهم جنيهاً واحداً عن الحلقة. وكانت الضرائب تخصم منهم عشرة قروش..

وبالرغم من أن الطفل كان فرحاً جداً بفوزه بالساعة الجوفيال إلا أنه تيمناً بعمه الذي سبقه أمسك بالساعة برهة وهو ينظر إليها ثم قدمها للفنانة عائشة الفلاتية قائلاً:
- خدي يا خالتي عشة الساعة وطليعها في كرتلة .«لاحظ خالتي مش خالتو»
في تلك اللحظة شاهدت دموع عائشة الفلاتية تنهمر وتسقط على ثوبها وهي تحتضن الطفل في موقف يصعب تصويره.
لقد قضت الفنانة عائشة الفلاتية حياتها وهي تعطي فناً أصيلاً لا يشبهه شيء .. بصوتها الذي لم يأت صوت في قوته وصفاته .. وماتت مثلها مثل «أخيها» الكاشف وهي تملك رصيداً كبيراً من حب جمهور وفي لا يزال يردد أغانيها ويطراها بالخير وكل الخير.
:

سأعود
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

*
نذكر والذكرى تيقظ النائمين
نذكر زيارة أم كلثوم عام 1968 لتغني في كل بلد عربي تبرعاً لحرب الاستنزاف ، التي تكونت نتيجة هزيمة يونيو 1967 ، بعدة أسباب : منهاوجود أكثر من 40 ألف جندي مصري في اليمن ، عندما حاصر عبد الناصر خليج العقبة ، ومنها أيضاً نصيحة الاتحاد السوفيتي بألا يبدأ الحرب..

عموماً جاءت أم كلثوم للسودان ، وتم إعادة هيكلة المسرح القومي ، وصار حجمه مضبوطاً والسماعات تنزل من الأعلى .وكان وزير الإعلام عبدالماجد أبوحسبو.
طلبت المطربة أم كلثوم أن ترى ( عائشة الفلاتية )، وقد كانت المطربة السودانية الشهيرة ترقدفي عنبر العامة في مستشفى أم درمان.

سمع المسؤولون بالخبر ، وأصدروا أمر بنقل الفنانة من عنبر الدرجة العامة إلى غرفة خاصة . وتم طلاء المستشفى بالجير الأبيض . ( كل ذلك زمن الديمقراطية السودانية )!!!

عموماً تم الطلب من المريضة بعد الزيارة أن ترجع للعنبر العام ...وحدث هرج ومرج واعتراضات وشتيمة للحكومة..
*


حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

هندسة الوجدان

مشاركة بواسطة حسن موسى »



"..تم الطلب من المريضة بعد الزيارة أن ترجع للعنبر العام .."


لقد صنع النظام الناصري من أم كلثوم أقوى وسائل "السوفت باور" المصري و سماها " موحدة العرب" بينما
الناس الأراذل عديمي الخيال و عديمي المروءة الذين سلطتهم الأقدار على شعوب السودان لا يرون في الفنان ـ في احسن الأحوال ـ سوى مطبلاتي يهلل و يزغرد لقاء عطية مزين لا تغني و لا تسمن.
الفنانون هم الذين يتولون مسئولية هندسة الوجدان القومي، و أنت مهندس تعرف أهمية الهندسة في حياة الجسد و في حياة الروح.
لا بد من عودة
أضف رد جديد