في بلدي يتبختّر المفسدون،
والساديون والقتلة المحترفون
يصولون نهاراً جهاراً بأعين
مكفهرّة تحجبها نظّارات سوداء،
يعتلون فاره المركبات المشبوهة
عديمة اللوحات،
مركبات تضمر الشرّ للمشاة
تتميّز غيظاً عند مرأى
الجموع، وتطلق الأعيرة النارية
وحدها،
مركبات يقودها الجنّ،
تتطاير وحدها،
وتحطّ وحدها، كطائرات بلاربابنة،
مركبات تحصد الأرواح كالمنجل،
ولا أحد يعلم من أين جاءت،
وإلى أين آبت.
في بلدي يرفل المجرمون المبجّلون
في فاخر الثياب السندسية،
معتدّين أمام الملأ بالكتاب المثقل
بالكبائر والموبقات
من وراء زجاج المركبات
المظلل عند مرأى الحسان
يتلمّظون.
للعرائس الدمويّين فيبلدي،
بالزغاريد المغصوبة
ترتفع عقائر النساء،
وتحت لسع السياط،
يُنشَدُ الغناء،
ويرقص الناس، كالحمام
الذبيح، في الساحة الغبراء.
كالآلهة يتجوّل الأشرار في بلدي
بلاخشية من الجزاء،
لامعي الوجوه، وباسمي الثغور،
تلاحقهم كنجوم السينما، آيات
الإعجاب وآلات التصوير.
عرائس بلدي المخضّبو الأكفّ
بحِنّاء الدماء.
عثمان محمد صالح
عرائس بلدي الدمويّون
- عثمان محمد صالح
- مشاركات: 733
- اشترك في: السبت يناير 21, 2006 9:06 pm
- الوليد يوسف
- مشاركات: 1854
- اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
- مكان: برلين المانيا
- عثمان محمد صالح
- مشاركات: 733
- اشترك في: السبت يناير 21, 2006 9:06 pm
سلام يا وليد،
إنّهم كما وصفتهم أفاعٍ سامة، لكنّ شعب السودان يراقب الحكّام الذين استباحوا كلّ شيء، ويقدلون متباهين
بالآثام، يراقبهم بطريقته العجيبة تلك بعين مطفأة والثانية مفتوحة، لايفلتهم من نظره ريثما يبتكر وسيلة الخلاص الّذي هو قادم وإن طال الإنتظار.
على الأشرار وقد أهانوا السودنيين وجوّعوهم أن ينتظروا من المحكومين الودعاء أسوأ العواصف الترابية، عاصفة الكرامة وغريزة البقاء.
إنّهم كما وصفتهم أفاعٍ سامة، لكنّ شعب السودان يراقب الحكّام الذين استباحوا كلّ شيء، ويقدلون متباهين
بالآثام، يراقبهم بطريقته العجيبة تلك بعين مطفأة والثانية مفتوحة، لايفلتهم من نظره ريثما يبتكر وسيلة الخلاص الّذي هو قادم وإن طال الإنتظار.
على الأشرار وقد أهانوا السودنيين وجوّعوهم أن ينتظروا من المحكومين الودعاء أسوأ العواصف الترابية، عاصفة الكرامة وغريزة البقاء.