قضايا ثقافية في ذكرى دكتور أحمد شامي

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

قضايا ثقافية في ذكرى دكتور أحمد شامي

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



قضايا ثقافية في ذكرى دكتور أحمد شامي

دُنيا الستينات دُنيا تمور بالنهضة الفكرية . إطلاع كثيف لأعمال متنوعة في دُنيا الثقافة . هذا مسلك الجميع ، قراءة كل شيء . كانت الوجودية والقومية العربية يملئان الساحة، نهضة هنا ونهضة هناك، إلا أن التجارب الديمقراطية الفطيرة في مجتمعاتنا ، لم تكُن كما نحب أو نودّ. لم نجد الحرية والتعليم الذي يناسب تلك الرفاهية الديمقراطية . ومع ذلك كان تطلعنا إلى النوافذ العُليا ، وفضاء السماوات ، أضخم من أن تُحبطها المعارك المُتوقعة .

*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


(1)

كانت أرض العقول بكراً خلال وجودنا بمدرسة المؤتمر الثانوية نهاية ستينات القرن العشرين. انتبهنا أننا نشبه بعضنا ، من ذات الطينة الطبقية ، ومن ذات الوعي بالحداثة التي تفتحت عليها عقولنا. نُعيد التفكير في كل شيء ولا نستسلم للقناعات الموروثة. أسئلة لم تعُد فلسفية سفسوطائية دائرية ، بل أسئلة وجودية تمس صُلب الحياة التي نعيشها .

كان " أحمد شامي " منتمياً لفريق الصول " العشا" للتدريب العسكريي . وأيضاً يحب ويهوى لعب كرة السلّة في الميدان المخصص لها في المدرسة . تجدني أجلس ضمن المشاهدين انتظره في المساء ،بعد أن حاولت ثم فشلت في تعلم كرة السلة ،. أرقبه يُخلع نظارته الطبية ويربطها على رأسه برباط مطاطي مرِن ، كي لا تسقط النظارة أثناء اللعب .

كانت فترة الستينات ، مقدمة للقراءة في الفكر وفي الفلسفة . وبدأنا في مراجعة المقولات التاريخية وما يُطلق عليه اليسار الفضفاض بكل ملاءاته الملونة . ونتعرف على صراعاته العملية والفكرية لأنه رائد الحداثة في ذلك الزمان ، دون غيره من الأحزاب الطائفية ذات العلاقات الثعلبية التي ليس لها محتوى فكري. من ضمن تلك القضايا : لماذا انفصل الحزب الشيوعي إلى حزبين؟: أحدهما بقيادة " عبد الخالق محجوب " والآخر بقيادة " يوسف عبد المجيد " و " أحمد شامي " – عم صديقي الذي نتحدث في ذكراه - عام 1963؟. بدأنا قراءة الأحوال التي بدت لنا أنها نظرتين سياسيتين مختلفتين، أحدهما ترى في عمال المدن والنقابات رصيد يتعين البناء عليه ، في الطريق لمعرفة أين تتجه مرحلة " الثورة الوطنية الديمقراطية " التي كان يراها الحزب الشيوعي السوداني ، أنها تسبق مرحلة الاشتراكية ، أو ما تسمي المرحلة التي خلقها وجود مجتمع زراعي رعوي .

وكان في الطرف لثاني الحزب الشيوعي "القيادة الثورية "، يرى أن الثورة تبدأ من الريف . وأن أشباه المُدن السودانية يقطنها من يسمونهم بصغار البرجوازيين. وهؤلاء يرونهم طينة طيّعة لتحويل الحزب إلى مُهادن للبرجوازية الصغيرة ، ومُعبراً عنها في مُقبل الأيام .لذا بدأت " القيادة الثورية " عملها في منطقة جبال النوبة . وتم إنشاء وحدات محو أميّة القراءة والكتابة ومحو الأميّة السياسية . وأنموذج " ثورة الصين الشعبية " بقيادة "ماوتس تونج" كانت الشاهد والدليل المادي لكيف تكون الثورة من الريف ، ومن ثمة تزحف على المُدن حتى تنتصر .

*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


(2)

بدأنا دراسة وافية حول جذور النهج الطائفي لدى الأحزاب السودانية ، وذوبان الدّين والسياسة في بوتقة عصيّة على الفهم. وأصبحت الأحزاب الطائفية راعية لأحزابها بواسطة قياداتها ، مُتحكّمة في حركتها ، بل وفي شخوص قيادتها. تنتقي من القيادات المُتعلمة ، منْ يدين لها بالولاء التام .

كان من رأي " أحمد شامي " ، عدم الانتماء لأي من الأحزاب السودانية ، لأن الإنتماء يُضعف الاستقلالية الفكرية من ناحية ، ومن ناحية أخرى أن الأحزاب السودانية تُعاني غلبة التحشيد على التناول الفكري. وكان من رأيه أن نعكف على دراسة الأفكار من مصادرها الأصيلة ، ونعيد نقدها لنتعرف عليها وفق المنهج المعرفي الجديد. والنماذج السودانية كانت في معظمها شعبوية أكثر من تعاملها مع الفكر .

كانت دراسة الطائفية ملتبسة وهلامية ومُعقدة ، حيث أنها ترتكز على أسس العقيدة السُنية من طرف، ومن الطرف الآخر لعب "الدّين الشعبي " في تأسيس المحبة لمؤسسي الخلاوي والحركات الدينية ، فصارت توجيهات حديثهم هي كالأوامر، واجبة التنفيذ . وأنهم مثل أولياء الله ، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . وأن سلالتهم ترث الولاية ! ، وتضمن لهم ديمومة في قلوب المُريدين . ورعايتهم للأحزاب تُضفي عليهم مسوحاً مُقدساً .

كان زملاؤنا في المدرسة الثانوية ، لا يهتمون للقضايا الفلسفية أو السياسية ولا تشغل بالهم. كثير منهم كانوا خارج قضية صراع الأحزاب السياسية السودانية ، فأواخر ستينات القرن العشرين كان تزخر بالصراعات الحزبية في ميادين الخطابة في الندوات العامة والليالي السياسية . ولم تكُن الأحزاب تُقدم قدراً من المعرفة بالقضايا الفكرية ، فيما عدا "الحزب الشيوعي السوداني "، فقد كان يحتمل في برنامجه قضايا فكرية ، تكاد تكون متميّزة في الساحة السياسية السودانية ، ولكن لقصة طرد نوابه من البرلمان عام 1965 ، وتكفير كل دعاة الحزب ،أصاب الحزب الشيوعي بما يشبه اليأس . و أصاب الشارع السياسي ، بشعبوية القول: إن الشيوعيين كفار !. واحتار الشيوعيون في طبيعة التعامل مع الناس الذين لا يعرفون اتجاه مصالحهم ، الذين هم على درجة من الأميّة ، للدرجة التي لا يعرف الواحد منهم مصالحه الخاصة أو العامة!. هذا ما كان يراهُ الشيوعيون.

*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


(3)

أول مرة أتذوق " القُرّاصة بالدّمعة " في الإفطار بمنزل أسرة " أحمد شامي " في قشلاق الجيش ببانت ، صبيحة عيد الفطر المبارك في ذات صباح . كان طعاماً طيباً لن أنس مذاقه ما حييت . جلسنا برفقة والده " إبراهيم أحمد شامي " نستأنس . تناول الحديث بوابة كانت مغلقة ، منذ رحيل " إبراهيم أحمد شامي " من " تنقاسي السوق "، بسبب رفضه منح نخيل كان يخصه ليكُن هبة للسيد " علي الميرغني " زعيم طائفة الختمية. انتهى به الأمر أن غادر " تناقسي السوق " دون رجعة ، بعد أن قاطعه أهله بذات السبب !.

كان لوالد " أحمد شامي" جاذبية في الحديث وتخيّردقيق للألفاظ . هو صاحب رؤى جديدة تختلف عن رؤى ومفاهيم أهلنا من كبار السّن . تكاد تحسبه شقيقاً أكبر من قرابته اللصيقة بطريقة تفكيرنا وسعة مخزونه الفكري وسلاح منطقه. كانت نظرته للموضوعات شاملة ونقدية ومُتجددة . ذات الطبائع ورثها ابنه " أحمد شامي".

*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


(4)

قصصت لأحمد شامي قصص المدرسة الوسطى ، وكيف أنني تعرفت على قصة الهوية ، بدون معرفة تفاصيلها الفكرية :
"عباس " و "جون " :
وجدنا أنفسنا في مواجهة الهوية دون أن نعي ، ونحن في المدرسة الأهلية الشمالية الوسطى في بداية ستينات القرن العشرين . بالفصل الدراسي 40 تلميذأ. معظمهم من مواليد أمدرمان وبحري وشرق النيل . وقليلون من أبناء قرى وشبه مدائن الجزيرة . كان بيننا تلميذ من أصول يونانية ، لكن التناقض على أشده بين "عباس" من أبناء الجزيرة ، وبين " جون " وهو من مواليد أم درمان ، لكن أصله من جنوب السودان .

يوجد في الفصل مقعدين لكل طالبين ، يشتركان المقعد " الكنبة " ولكل منهما درج وبه خزانة للكتب وكراسات المدرسة . لكل خزانة مكان للقفل حيث تقوم أنت بشرائه ، وكنتُ أفضل قفلاً يفتح ويغلق عن طريق ثلاثة أرقام سريّة ، فقد كنتُ لا أرغب وجود مفتاح وطبلة . يوجد في سوق ذلك الزمان مكان لصُنع " دلاية للمفاتيح " ، من البلاستيك المُصمت ، تختار أنت الاسم أوالعبارة التي تريد ، كما يُمكنك اختيار صورة ضوئية ، ليقوم الصانع بتجهيزها ، وتُكلف خمسة عشر قرشاً ، بمكان في سوق أم درمان .
*
بين " جون " و "عباس " ماءٌ يغلي ، ومشاغبات وتصعد إلى مُشاجرات نعرفها كل فسحة نجدها بين الدروس ، نستغها نحن للراحة والجري واللعب ، ويستغلها " جون " و " عباس " في النقار. يعرض كل منطقه ولغته . ولو كُنا في هذا الزمان لقُلنا أن جدل الهوية . " عباس " ينطلق بلسان الأرياف بعامية كُنا نصبُر عليها بضع ثوان لنتعرف على المعنى . و" جون " يعيد نُطق الكلمة الريفية بتهكُم وسُخرية . أما " عباس " فلديه منطق آخر :
- لماذا أنتم هنا ، الجنوب هو موطنكم ؟
فيرد " جون " :
- وأنت يا "عباس " من أتى بك من الجزيرة إلى هُنا ؟

ويستمر الجدال الدائري ، فقد افتقدنا مسيرة النقاش البناء ، بحكم أننا نحوم حول الفكرة ولا نستطيع الحديث عنها .

تطلعت أن أقرأ عن الذين يكتبون عن تعقيد التناقض بين وجود أهل جنوب السودان بيننا فلم أجد أمامي إلا كتاب " مشكلة الجنوب " لكاتبه " عبد الخالق محجوب " . رغم بساطة طرح المشكلة إلا أنها ليست عصية على فهم الإنسان العادي ، في سنين التلمذة تلك . وقد قادني الكتاب إلى معرفة الرأي الذي تفرد به الحزب الشيوعي السوداني بأدبياته الباكرة . وقادني الكتاب للتعرف على أدبيات أصل مشكلة القوميات التي جاء بها السوفيت من تاريخ " البلاشفة " الذين استلموا الحُكم عام 1917 . بدت تلك الأدبيات حائط أصم أمام الأذهان اليافعة . ولم نستسلم لمقولة " عدم الفهم " .
تناقشت مع " أحمد شامي " عن الملف بمنظور جديد ، وأعدنا النظر في بعض المقولات ، وألقينا أنوار كاشفة لطبيعة الصراعات بين المُجتمعات المُتباينة في أصولها الثقافية .

*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


(5)

في امتداد الدرجة الأولى ، وفي الطريق الأوسط الذي يمتد جنوباً وشمالاً ، كان " المركز الثقافي للصين الشعبية " يفتح على الشرق ، مواجهاً الطريق.إثر دعوة ذهبنا سوياً أنا و" أحمد شامي " مساء أحد أيام الخميس وكانت هنالك ذكرى عيد وطني يخص الصين الشعبية في العام 1970 .على مناضد متراصة مع مقاعدها على الهواء الطلق ، في الباحة الأمامية للمركز الثقافي للصين الشعبية . عُرض علينا فلم صيني عن العمال في أرياف الصين . وكيف كانت تحيا فيهم " الثورة الثقافية " في الصين الشعبية . وكيف نمت طرائق تدريس الطب لأنصاف الأطباء أو منْ يطلقون عليهم " الأطباء الحُفاة " وهو نظام غريب ، يقومون فيه بتدريس نصف العلوم الطبية للطلاب ، حتى مرحلة الجراحة ، ولكنهم بنصف المعارف الطبية . الغرض الرئيس هو تخريج عدد من الأطباء الحُفاة " خلال عدد قليل من السنوات !.

انتهى العرض . وقُدمت لنا المائدة الصينية . وتتكون طبيعتها من المُخلالات والسلطات وما يشبه الفلافل . وقطع لحم صغيرة مشوية ، وخبز صيني الطابع . وكأسات مياه ، متوزعة على الموائد وكأسات أخرى بها شراب أبيض مُصفّر . كان الطعام وفق تذوقنا جيد الطعم وبه الكثير مما نعرف ، لا غرائب في الطهي أو الأنواع ، فيما عدا الأعواد الثنائية الصغيرة بدلاً عن الملاعق والشوّك.

بقينا أمام الكوؤس التي بها شراب أبيض مُصفّر ، واحترنا أهو عصير صيني أم ماذا ؟. همستُ في أذن صديقي ، وقال لي أن نُجرّبه. وبدأنا الشراب ، وبدأ الطعم غريباً علينا ، ونظرت صديقي ، وكاد يقطّر عرقاً من الخوف والرهبة . توقفنا عن الشراب مرة واحدة، وندمنا أننا لم نسأل عن نوعية الشراب.
*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


(6)

دعاني مرة لحضور جلسة من جلسات عمه " أحمد شامي " قبيل يوم صادف أن يكون سابقاً لعيد الأضحى . حضرت معه المجلس . كان الحوار مفتوحاً حول قضية الكون وقضايا الأديان وتناولها للقضايا الاجتماعية والمعرفية ، وتم تحديد الدين الإسلامي السُني ومراجعه ، بالاستناد إلى فقهاء أهل السنة الحنفية وتفسير ابن كثير وتاريخ الطبري . ودار نقاش مُطوّل حول مقولات العقائد حول نشأة الكون ومقارنتها بالمُكتشفات العلمية . كان نقاشاً مُثمراً ، تفتحت فيه نوافذ للحرية الفكرية ، مع تنوع المصادر واختلاف الآراء .
*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


(7)

من رفوف المكتبة الثقافية ، اخترت قصة صينية مُترجمة باسم " راعي القرية " . كانت تلك حصيلتي من زيارة المركز الثقافي الصيني ، فالكتاب الأحمر ، كُنا نغتنيه من قبل ، وهو ملخص لأقوال زعيمهم " ماوتسي تونج " .والميداليات الحُمر بأقراصها مبذولة لمن يُحب .

بعد أيام قرأت رواية " راعي القرية " ، التي تدور حول قرية ، يتحكم فيها تُجار ، تم وصفهم بأنهم من البرجوازية ، بل دكتاتوريين . يستغلون المزارعين ، ويتحكمون في أسعارالغلال . وكان راعي القرية الذي يرعى الأغنام شاعر مفوّه . يطلق أشعاره الغنائية ، ويحفظها العامة والخاصة . كانت تصور تهكمه من استغلال التجار الجشعين ، وطريق الخلاص من سيطرتهم بتكوين نقابة تقوم بعمل " جمعيات تعاونية " يشترك فيها الجميع بأسهم ، وبتلك الطريقة يتم التخلص من طبقة التُجار .
*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


(8)

في سبتمبر 1970 نظم لنا الصديق " محمود الشيخ " أن نجتمع مع الشاعر السياسي " صلاح أحمد إبراهيم " ، فقد كان لدينا فضول لنتعرف على طبيعة انقسام الحزب الشيوعي السوداني : بين من انضمّوا لصفوف" 25 مايو" كأفراد ، وبين من فضّلوا معارضة" 25 مايو". كان الشاعر " صلاح أحمد إبراهيم " من الذين أيدوا حركة" 25 مايو" .

التقينا بالشاعر في صالون بيتهم في أم درمان - العباسية شرق . وكُنا حينذاك في السنة الأولى الجامعية . شرع الشاعر يحدثنا عن تجربة " 25 مايو" ، ومقارنتها بالاشتراكية الإفريقية التي نادى بها " جوليس نايريري" في تنزانيا . وقال إنها محاولة جادة للخروج بفكر يتناسب مع الواقع والثقافة الإفريقية ، وأن مجلس قيادة " 25 مايو "، يسير في ذات الاتجاه . وأن هذا الصراع المُضاد، أداره سكرتير الحزب الشيوعي " عبد الخالق محجوب " بدكتاتورية مُفرطة في الاجتماعات، الذي أوضح أن وجهة نظره هي الصائبة، وأن منْ يريد أن يبقى مع النظام فهو حُر ، ولكنه سيصبح خارج الحزب .

وفي نقاشنا مع الشاعر ، رأينا أن التجربة هي ذات التجربة التي أُطلق عليها سابقاً " البلانكية " ، وهي صعود الصفوة إلى السلطة ، ومن ثم ينقلون أفكار الثورة ووعيها للجماهير ، من أعلى إلى أسفل ، وأن سؤالنا : منْ يضمن أن يظل الحكم العسكري ديمقراطياً في سلطته ورؤاه ؟، وأن الطبيعة الانقلابية للسلطة التي تحكم السودان تُريد أن توظف الوزراء بانتماءاتهم كأفراد ، دون مؤسساتهم الحزبية. وذلك مدخل لغموض وضبابية ،فربما يقوم الانقلابيون بأي سلوك ، بما فيه الدكتاتوري .
استمر الجدل حول الموضوع ساعتين .وانتهى الحوار بلا اتفاق ، ولكننا أوضحنا وجهات النظر كلها .

*
أضف رد جديد