هل فكر عبدالخالق فى الذهاب للحاره الأولى

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
حاتم الياس
مشاركات: 803
اشترك في: الأربعاء أغسطس 23, 2006 9:33 pm
مكان: أمدرمان

هل فكر عبدالخالق فى الذهاب للحاره الأولى

مشاركة بواسطة حاتم الياس »


منذ فترة بدأت أسال عن المفكر الشهيد عبدالخالق محجوب فى جوانب اخرى من حياته لصيقة بهويته الفكرية والسياسية التى عُرف بها حتى لحظة رحيله لكنها من جهة أخرى مرتبطة بعبدالخالق فى صفاته الأنسانية الصرفة التى عُرف بها وهي جزء من تكوينه النفسي والروحي والأجتماعي كشخص نشأ أسرياً وأجتماعياً وسط بيئة سودانية أمدرمانية ترج وتخلط عناصرها المختلفة داخل حيز تفكيره ووجدانه المتناغم بين النظري والفكري والسياسي وأطلالتها الحياتية المتعددة فى مشهد اليومي. أظننى سالت قبل فتره د. كمال عبدالكريم ميرغني الذى كان على مرآى ومشهد عبدالخالق الصديق العزيز لوالده عبدالكريم ميرغني وذلك بتواجده المستمر والمعتاد فى ساحة منزلهم مع والده عبدالكريم ميرغني وأصدقاء أخرين من خارج مدرسة عبدالخالق الفكرية والسياسية فيهم من حزب الشعب الديمقراطي وحزب الأمة . حكي لى كمال أنه فى مرة من المرات حضر عبدالخالق اى منزلهم فى نهار أمدرماني غائظ ووجد كمال (الصغير وقتها) يقوم بالأشراف على عامل يومية تم الأتفاق معه على نقل تراب جلب من ضفاف النيل (تراب بحر) لينقله الرجل لداخل منزلهم نظير أجرة معلومة , قال لى كمال بأن عبدالخالق توقف قبل أن يدخل للمنزل وسال كمال بكم أتفقت مع هذا الرجل ,أوضح كمال قيمة الأتفاق فقال عبدالخالق لكمال (لاشويه زيدو كذا ..وحدد مبلغ الزياده) ثم دلف للمنزل . يضيف كمال بأنه كثيراً مارأى عبدالخالق يصلي حين يكون فى منزلهم وصائماً نهارات رمضان الحاره مثله مثل كل المسلمين من أهل السودان , فى مكان أخر سألت أيضاً رفيقة عبدالخالق الدكتوره نعمات مالك عن جانب أخر يتعلق بعلاقة عبدالخالق محجوب بالمال فقالت لى أن علاقته كانت ضعيفه للغاية بالمال وقد كان يقسم مايتحصل عليه بشكل معلوم على بعض المحتاجين من المعارف وألأهل وأغلبهن كما قالت لى كن من النساء اللائي شاحت عنهن أسباب اليسر فى الحياة وكان ويوصيها بذلك بشده (أدي فلانه وأدي فلانه ) فالرجل كان كريما أجوادا وهو أمر أثبتته عن حق الأيام اللاحقة من حياته فلاكرم يفوق كرم تقديم النفوس والأرواح.
سأل محمود محمد طه عبدالخالق (حسب افادة محدثي الذى كان حاضراً) ماذا أعطتك الصلاة فقال له عبدالخالق الذى كان يطفي سجارته على صينية طعام فارغة أمامه فمنزل محمود لم يكن به معد لأحتياجات المدخنين فكان عبدالخالق يستخدم الصينية التى أمامه المزينه بصور فواكه ملونة قال عبدالخالق أعطتني الصلاة...قدرة التحمل فى المعتقلات ..كانت تعينني على الحبس . عبدالخالق كان يزور محمود محمد طه فى منزلهم بالحارة الأولى بشكل متكرر محدثي الذي عاصر تلك الفترة قال لي ان ثمة صداقة عميقة جمعت بين الرجلين وهو مازال يذكر سؤالاً وجهه محمود لعبدالخالق ما الأخلاق عندكم؟ فرد عبدالخالق هى السلوك فقال محمود لعبدالخالق أن الأخلاق عندنا نحن الجمهوريين هي (حسن التصرف فى الحرية الفردية المطلقة) وقال لي أيضاً أن محمود محمد طه كان يصف عبدالخالق بالذكاء الشديد وفي ذلك الحوار قال محمود محمد طه أن دكتاتورية الطبقة الحزب الواحد هى مرحلية لكن النظرية الماركسية فى حد زاتها هي نظرية ممتازة.
قلت وبشكل تخيلي بالطبع بحاول أن يستعير التاريخ ضمن صورة درامية أكثر من كونها تآرخة ووقائع أن لا أحد يدرك ماكان يفكر فيه عبدالخالق حين كان هارباً قبل أن يقبض عليه وهو يمضى من جهة الى جهة ومن شارع الى أخر يلتمس مظان الأمان والمصائر كلها تتأمر عليه ويطلبه ثأر العالم كله وهو وقتها كان يدرك أن ثمة قدر محتوم ينتظره قدر أستثنائي لرجل أستثنائي , ماكان بالطبع بأمكان البشر العاديين تحمل ما وضعته الأقدار فى طريقه من أعباء تنؤ عن حملها الجبال وغاب عنهوأختفى فى تلك اللحظة بالطبع من كان يفترض أن يكونوا بجانبه يؤمنون له الحماية والمسار الآمن لكن الظرف العام كان بغاية الشراسة والأرتباك, ربما أدرك هو أنها لحظات تدفع أكثر الرجال ثباتاً للأنزواء وطلب النجاة . ولا أعتقد أنه قد داهمه شعور الخذلان من غياب الرفاق مثلما لم يشعر بذلك أيضاً بعد سنوات محمود محمد طه تحت المشنقة ففي الحياة يعلم كل منهما أن ثمة مواقف ولحظات تصبح الذات وحدها هى الصوت الحاضر فى مقام الكل الغائب .
لكننى فقط أسأل ترى هل فكر عبدالخالق ولو للحظة فى عبور مقابر أحمد شرفي والذهاب نحو الحارة الأولى للأحتماء هناك ....حيث منزل محمود محمد طه
أضف رد جديد