حكاوي عبد الزمبار

Forum Démocratique
- Democratic Forum
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »

حكاوي عبد الزمبار
عمر عبدالله محمدعلي

السباحة....

زمبرة في مرة من المرات ذهب إلى المركز الرياضي لمدينتهم الصغيرة مع ابنه الذي يداوم في أخذ كورسات متقدمة في السباحة. تصادف في ذاك اليوم أن وجد في طرف حوض السباحة الكبير وهو في سعة ميدان كرة القدم تقريبا، حوالي عشرين شخصا من الرجال والنساء من ذوي الحالات الخاصة. لكل فرد منهم مدرب خاص من الشباب يتولى أمره أو أمرها. طبعا، زمبرة عجبتو ليك الحاجة دي والاهتمام الكبير بهذه الشريحة من الناس. بعضهم كان خائفا لدرجة الموت !، وبعضهم ما جايب خبر ! ، والآخرين كانوا فرحين كأطفال يوم العيد. زمبرة، يشيل ويتكشم، وسعيد جدا لهذه الإنسانية التي تنفق ضرائبها فيما ينفع الناس بغض النظر عن حالتهم الجسمية والذهنية؛ عدالة للجميع ياخي!..زمبرة. تمنى لو كنتو معاهو لكي تسمعوا أصواتهم وهم يعبرُون عن فرحتهم وسعادتهم داخل الماء. منتهي الروعة والجمال... زمبرة، تذكر في هذا المسبح عندما تعلم مبادئ السباحة الأولى، وهو من أولاد بحر أبيض!؟. زمبرة، مع أنه من كوستي حيث النيل الأبيض على مرمى حجر من منزلهم إلا أنه لم يجرؤ ولا يوم للسباحة فيه!. أسرتهم كانت تحرُم عليهم الذهاب للبحر!؟. لوجود التماسيح فيه!. وثانيا، كون كوستي اكبر ميناء نهري في السودان هذا يعني أن الميناء غريق لدرجة كبيرة فالسباحة فيه تعني الهلاك. بالرغم من ذلك فهناك العشرات من أبناء كوستي الذين بجاذفون ويسبحون فيه؛ من ضمنهم بعض أخوة زمبرة ذاتو !؟. والشفوت والمدردحين كانوا يذهبون ويسبحون في الينبوع واسبانيا وهي عبارة عن السنة خارجة من النيل الأبيض بالقرب من الميناء. زمبرة، عندما كان في ميعة الصبا، كان يذهب تقريبا اسبوعيا مع رفاقه أولاد حلتهم لميناء كوستي أيام الزمن العديل!؟، ولكن ليس للسباحة. كانوا يذهبون لمشاهدة الحركة الدوؤبة لقدوم ورواح بواخر الجنوب. يا حليلو. كانت البواخر محملة بخيرات الجنوب من اناناس وسبائط الموز والباباي وبعض أخشاب. ومن خيرات الشمال المتوجهة للجنوب، كانت بعض المواد التموينية وأدوات البناء والأدوات الكهربائية والاقمشة وبعض الوقود. كان للمسافرين للجنوب أو القادمين من منه ويريدون السفر للخرطوم، قطار الباخرة كل يوم أربعاء. ويتحرك حوالي الساعة الواحدة ظهرا. وللمسافرين الفقراء استراحة خاصة بهم؛ قبالة الميناء مباشرة!. وللقادرين استراحة درجة أولى، تسمى استراحة السكة حديد عبارة عن فندق خمسة نجوم، كما كانت أيضا متنفسا لمدينة كوستي. المسافرون من و إلى الجنوب كانوا يمثلون كل الوان الطيف و احيانا من ضمنهم سواح و مغامرين من الخواجات. تذكر زمبرة ذلك اليوم عندما أتى لأول مرة لتعلم السباحة. كان معلمه طالب ثانوي خبير يحمل رخصة معلم سباحة!. بدأ الدردشة مع زمبرة، ليزيل توتره ومخاوفه. فقد شاهد زمبرة وشو مختوف ومقلع عيونو كأنه أمام داهية كبيرة!. فسأله، أسمك هنا في القائمة عبد الزمبار . هل هذا هو اسمك.
ايوه عبد الزمبار، وأسم الشهرة زمبرة. رد زمبرة
معلم السباحة، هل سبحت أو عندك أي فكرة عن السباحة.
زمبرة، منو ده. أبدا والله. حجر بس، ووقع في بركة.
معلم السباحة، ولا يهمك أنا بعلمك. بس أول حاجة لازم نكسر حاجز الخوف من الموية دي ونخش عليها براحة وبرواقة ونصالحا!؟. دقيقة وزمبرة دخلوه في حوض سباحة قسم الأطفال!. بدأ الدرس الأول وهو أن تغطس تحت الماء لمدة ثلاثين ثانية. زمبرة طوالي بلع ريقو و اتشهد ونده اهلو الفقراء كلهم لنجدته وشدّ أذره..
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »

حكاوي عبد الزمبار
عمر عبدالله محمدعلي


مكتب الملحق التعليمي السعودي..لندن

في مطلع تسعينات القرن الماضي في مدينة لندن، زمبرة كان يعمل في متجر 711. بينما هو يعمل في المتجر كان أيضا يجد في البحث عن عمل آخر أفضل!. فكان يقدّم هنا وهناك، وفي كل مكان مع الإستناد على القاعدة الذهبية التي تقول، للبحث عن عمل آخر يجب أن تكون تعمل حاليا ولو كان عملا صغيرا !..كان من ضمن الأماكن، مكتب الملحق التعليمي السعودي فهناك أخوة سودانيين يعملون فيه. سأل بعضهم إذا كانت هناك وظائف شاغرة. أجابوه بالنفي، ولكن وعدوا بأنهم سوف يخبرونه متى ماظهرت فرصة. أيام وليالي مرت وليس في الأفق شيئا. أصبح زمبرة مشغولا بعمله وغرق في همومه، ومرة مرة يهاتف بنفسه كلما تذكّر أماكن عمل أخرى. بعد مدة من الزمن، في يوم تذكّر وكان يوم عطلته فإتصل بمكتب الملحق التعليمي السعودي. أخبروه بأنهم بصدد تعيين موظفين بالمكتب وإذا هو مستوفي للشروط عليه الحضور غدا للامتحان. زمبرة تاني يوم كان واقف أمام خطرات! مكتب الملحق التعليمي ويحمل شهاداته. دخل المكتب بعد أن سمحوا له وقابل السكرتارية و أخبرهم بغرضه. أجلسوه قليلا ثم نادوا عليه وأجروا معه مقابلة صغيرة ليتأكدوا من شهاداته ثم بعد ذلك قدموا له الإمتحان. الإمتحان كان عبارة عن ترجمة من اللغة الانجليزية إلى العربية والعكس من العربية للانجليزية. كان الإمتحان موية!؟. ويتلخص في مثال لطالب سعودي درس في جامعة بريطانية لفترة زمنية بسيطة ويريد أن يغير نوع دراسته. وآخر وجد نفسه في جامعة لا تقدّم المواد التي يريد دراستها فهو يريد الإنتقال لجامعة أخرى، وهكذا. بعد قليل زمبرة جضم ليك الإمتحان وإنتظر النتيجة. فترة قصيرة مرت حتى رجعوا له، أخبروه بأنه نجح وعليه مقابلة الملحق التعليمي شخصيا. وقف زمبرة وعدّل هندامه ومشى خلف السكرتيرة في أبهة وسرور نحو مكتب الملحق. هناك قابله الملحق وكان بشوشا منشرح السريرة. فهنأه وأخبر السكرتيرة بأن تذهب مع هذا الموظف الجديد!، للمدير المالي لفتح ملف توظيف له. زمبرة سقط مغشيا عليه ونبتت له جيوب في كل أنحاء جسمه!؟. تمالك زمبرة نفسه ونهض من الأرض وأصبح يدّخل في الجيوب واحدا تلو الأخر ، وكلما أدخل جيبا في موضعه أنبت الزمان له جيبا آخرا !؟، وهو في طريقه لمكتب المدير المالي وأمامه السكرتيرة. وقبل أن يصل لمكتب المدير المالي تزاحمت الافكار في رأس زمبرة. هل يبني البيت الذي وعد أسرته به أو يرسل أخته لدراسة الطب في أوكرانيا كما وعدها أو يحجج الوالدين. وهو في تداعياته هذه فجأة، أخبرته السكرتيرة بأنهما وصلا مكتب المدير المالي، فدخلت السكرتيرة أولا وأخبرته بقرار الملحق..المدير المالي نظر نحو زمبرة ثم قطّب عينيه وقال للسكرتيرة، هل هذا هو الموظف الجديد. أجابت السكرتيرة، نعم ثم خرجت.
المدير المالي لم تكن تعابير وجهه مريحة. وهو شاب يبدو في بدايات الثلاثينات من عمره. سأل زمبرة، هل عندك جواز بريطاني؟.
زمبرة، لأ، ليس بعد، ولكن عندي إقامة دائمة.
المدير، طيب هل أنت متزوج انجليزية؟.
زمبرة، لأ، أنا عازب
المدير، من أين سمعت بهذه الوظيفة.
زمبرة، اتصلت بالهاتف وسألت مكتبكم.
المدير، هل تعرف السودانيين الذين يعملون هنا.
زمبرة، نعم، أعرف بعضهم.
المدير. طيب اكتب لي عنوانك ورقم هاتفك وسنتصل بك فيما بعد..
لم يتصل المدير المالي أبدا بزمبرة بعد ذلك.. وعندما إتصل زمبرة لمعرفة بداية مباشرة العمل أخبروه بأن الوظيفة إتلغت !؟..

صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

متابعين يا زمبرة! وكل سنة وانت طيب يا مولانا عمر...
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »


سلام ومعزة إبراهيم...
كل عام وأنت بألف خير..
ياخي ما تزمبر معانا شوية...


عمر
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »



حكاوي عبد الزمبار
عمر عبدالله محمدعلي

المنطقة الصناعية....لندن

في بدايات تسعينات القرن الماضي في مدينة لندن زمبرة كان يعمل كعامل في مصنع للمياه الغازبة. المصنع أسمه برتفك PRITIVIC وهو مصنع عملاق متخصص في انتاج مشروبات غازية ومصمم بتقنية عالية للانتاج الكثيف، يعني في الدقيقة ينتج الاف من قناني المشروب. المصنع يقع خارج المدينة ويركب زمبرة مع مجموعة من العمال حافلة تأخذهم من حي ايرلس كورت في غرب لندن إلى المصنع. المشوار بعيد والحافلة تهدر لقرابة الساعة لكي تصل. التحرك يبدأ في الصباح الباكر حيث ما يزال الظلام يخيم على المدينة. زمبرة عادة يستيقظ بساعة المنبه. وعندما يصحو يمسك في الحيطة!؛ من التعب والفتر. فيدلف على الحمام وياخد ليهو دش كارب يطرطش بيهو النعسة !. ثم يصنع لنفسه بعد ذلك كباية شاي باللبن ومعاها ساندوتش عادة فول مسحون ومربة، ومرات جبنة ومربة . ومرات، عندما يزهج يأكل موزة ويلخ ليك بعد داك كباية اوفالتين ليها عنقرة! ويكسح ليبطش في الأرض. العمال الذين يركبون الحافلة مع زمبرة في العشرينات و الثلاثينات من اعمارهم ومعظمهم ليسوا انجليز. يحيُون بعضهم بتحيات صباحية مقتضبة ثم يتكوم كل واحد منهم في مقعده. تسمع من بعضهم بعض شخير و آخرين يبحلقون في الافق البعيد نحو المجهول عبر شبابيك الحافلة. كانت وكالة العمل توفر الترحيل المجاني! لمكان العمل والرجوع بعد نهاية العمل في الأيام الأولى. وبعد مدة اوقفت الوكالة الترحيل بعد نهاية العمل، فكان لزاما أن يستقل العمال المواصلات العامة في الرجوع. مواصلات الرجوع كانت كوكتيل من الباصات والقطارات. العامل يخرج من الوردية فتران وعيونو مقلُبة وكرعينو مكعوجات ما شايلنو والنفس مسارقه!. وانت لا تعرف هل العامل الخارج من هذا المصنع ماشي عليك ولا راجع حركة وراء!؟. في اليوم الأول صرفوا للعمال أحذية بوت ثقيلة لتناسب طبيعة العمل في المصنع. عمل زمبرة كان يتركز في أن يغذي ماكينة ضخمة بقناني البلاستبك التي يعبأ فيها المشروب الغازي. زمبرة، اعتقد أن هذا العمل، ساهل و موية بس!، ولكن هيهات!. فهو يعمل لوحده على هذه الماكينة، إذ كان عليه أن يفتح الصناديق الضخمة بسكين فتّاحة الصناديق ثم يقوم بتفريغ القناني في فم الماكينة التي تبتلع القناني وتخرجهم بالجنبة الأخرى في صف مستقيم على سير آلى متحرك، -وتسأل هل من مزيد- نحو قسم التعبئة لملأها بالمشروبات الغازية التي تكون هي في شوق وانتظار أحرٌ من الجمر!. وكلما الماكينة تعطلت أو عضت!، كان على زمبرة أولا أن يحاول بعصا طويلة ادخال العصا لازاحة القناني أو القنينة التي عطلت أو شربكت سير الماكينة. وماكينة السجم هذه، بالله تلحس ليك المائة قنينة في لمحة بصر، وتقعد تبرم ليك في شنبها انتظارا للمزيد!. الاستراحة كانت ربع ساعة لكل ساعتين عمل، اما الاستراحة الكبيرة للغداء فهي ساعة كاملة غير مدفوعة الأجر؛ يقطع الرأسمالية ويوما!. في غرفة الاستراحة توجد ماكينات آلية تقدّم المشروبات الغازية والشوكلاتة السخنة والشوربات، ايوه شوربة مجانا للعاملين. أما الطعام فعليك بشرائه. العمل كان يستمر طوال الاسبوع ، ولكن بحددون لك خمسة أيام يختارونها هم لك. أحيانا، زمبرة يعار لقسم آخر في المصنع، مثل مراقبة سير قناني العصير وسيرها. فمرات تسقط على الأرض ومرات تددردق على بعضها البعض على السير، فتوقفه عن العمل. في نهاية يوم العمل تجد وجوه العمال وكأنهم كانوا في حرب؛ ويا لها من حرب!؟. تراهم وهم في طريقهم للمواصلات العامة بجرجرون أرجلهم جرا، والوجوه كالحة مختوفة منها الطمأنينة. محطة الباصات تبعد حوالي الميلين من المصنع. وعند وصول زمبرة للمحطة يتمنى أن يجد باصا على وشك التحرك. مرات يجد ومرات لا. فيتحتم عليه الانتظار الذي لا يطول. الباصات هنا تتحرك بمواعيد محددة، حتى ولو كانت خالية من الركاب!. قال ايه. يقول ليك نفر والسفر!، أو نفر خالي مسوؤلية!، وبعد داك الباص لو ما امتلأ حتى حلقومو ، لا يتحرك أبدا!؟. البص بعد ذلك يأخذك لأقرب محطة مترو ومنها بالقطار إلى حيث تسكن. القطار يردح وبهدر، دنق دنق، دنق دنق، يلولي في الركاب طوال الرحلة. وبالنسبة للعمال المنتهية ورديتهم فهذه فرصة أخرى لأخذ دقسة!، فتسمع بين العمال ، مباراة الشخير !؟. شخرتي وشخرتك، وكم مرة فوُت زمبرة محطته وذلك لأن عليه أن يعبر كذا وعشرين محطة !؟. وعندما يصل شقته، يكون قد وصل دلقان. فينجدع على سريرو بملابس عملو، لا برفع كراع ولا برفع يد. وزمبرة لسان حالو ومقالو كلو، هو حياة كريمة حرة بعدالتها وبس...
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »



حكاوي عبد الزمبار
عمر عبدالله محمدعلي

الحرامي!.....

عرفت الإنسانية منذ وقت مبكر وقبل بداية الاستقرار والتجمعات الحديثة بعد اكتشاف الزراعة، عرفت السرقة والقلع من بعضها البعض. الإنسان البدائي كان يسرق كل شيء كالصيد، الرجال والأطفال والنساء.. كل الشرائع السماوية والأرضية كانت ومازالت تدين السرقة وأكل حق الناس بالباطل. بعد أن تطوّر الإنسان وترقى وتهذّب وضع القوانين واللوائح والعقوبات التى تنظّم حياته وتمنع هذه الأفعال الشريرة. في مكتب لتأجير السيارات في غرب مدينة لندن في مطلع تسعينيات القرن الماضي، كان زمبرة يعمل كمنسق،" كونترولا". كان هناك بعض الحرامية يمرون على المكتب ويعرضون مسروقاتهم على العاملين باسعار يسيل لها اللعاب. وفي بعض الأحيان كان هؤلاء اللصوص يطلبون من الراغبين أن يتمنوا مايريدون !.خاتم المنى قال ليك. في مرة من المرات الحرامية عرضوا على زمبرة دراجة بسعر زهيد. وعندما رفض زمبرة شراؤها، ترك الحرامية الدراجة متكولة على حائط المكتب وذهبوا إلى سبيلهم!؟. زمبرة مرة مرة، بمشي يتاوق !، ليها ويجي راجع... حكى فلان، صديق زمبرة أن صديقه التكّاسي في مدينة نيويورك ، مرة كان يقود سيارته. وفي تقاطع إشارة المرور وبينما هو واقف منتظرا الإشارة الخضراء تفتح، فجأة ظهر له رجل وهو يحمل صندوق كبير لكاميرا عالية الجودة، جديدة كرت!، عرضُها عليه للبيع. رفض التكٌاسي العرض. اصُر الرجل على التكاسي وبدأ يخفُض له في السعر حتى وصل المبلغ 25 دولارا فقط. هنا اخرج التكّاسي المبلغ وأخذ صندوق الكاميرا ورجع بيته فرحا وسعيدا. التكّاسي كان يمنّي نفسه بأن يصبح مصوّرا كالمصوريين المحترفيين..والبحر ما بيابا الزيادة!؟.. ومافيش حد أحسن من حد !!.. فقام بسرعة البرق بفتح الصندوق. وكانت المفاجاة. أنه وجد داخل الصندوق ثلاثة حجارة من الظلط الصلد!؟. في الستينيات من القرن الماضي، زمبرة كان ولدا صغيرا. أحيانا كان يزور خالته في الحلة الجديدة بمدينة كوستي. و مرات بنوم معهم في منزلهم المؤجر من المرحوم أحمد المصطفى الماحي. خالته كانت عبارة عن مكتبة متحركة في الحكي. كانت تحكي لهم قصص فاطمة السمحة وامنا الغولة والسعلوة. فكانوا يحفظونها على ظهور قلوبهم. ولكن لا يملُون سماعها مرة ومرات أخرى ابدا !. حكت لهم لاحقا، بأنه في بعض الليالي كان يتسلل إلى منزلهم، بعد منتصف الليل حرامي. يخرج حلة الملاح من النملية وينزّل طبق الكسرة ويأكل بكل اطمئنان ثم يرجّع الأشياء في مواضيعها ثم يذهب لحاله !؟. الأستاذ الجليل المرحوم هارون عبدالحليم احد درر مدينة كوستي، كان ناظرا للمدرسة الأهلية كوستي. وفي إحدى الليالي وهو راجع إلى بيت المدرسة الذي كان يسكن فيه لوحده، شاهد أحد اللصوص خارجا من بيته وهو يحمل مرتبة سريره . فبادره بقوله، رجّع المرتبة يا ثقيل!؟. فرجّع اللص المرتبه ومشى لحاله. وكأن الأمر لايعنيه!؟. اما التلميذ المشاغب، صديق زمبرة فقد حكى له، بانه مرة جازف! أحد ادراج المدرسة وتوجه به نحو بيته. وقبل أن يصل، فجأة شاهده أستاذه الجليل. فارتبك التلميذ وخاف خوفا شديدا واحتار ماذا يفعل!؟. وبدأ يبحث عن الاعذار ويقلبها في ذهنه قبل أن يسأله أستاذه..فالتفت اليه الأستاذ منوها له، بالله ياولد بعدما تذاكر بالدرّج ده، جيبو راجع معاك بكرة للمدرسة!؟. من ظرفاء مدينة كوستي و فاكهتها اللاعب الموهوب والمدرب الكبير المرحوم كابتن كير . يحكى عنه أنه في مرة من المرات عاد إلى بيته بدراجته المشهورة لأخذ أحد الأغراض المهمة. تكل عجلته بالقرب من باب بيته فدخل وأخذ الغرض وخرج في أقل من دقيقة. وعندما خرج لم يجد عجلته. فقد سُرقت!. فقال، معقولة !. بالسرعة دي!. بالله الحرامي ده التقول كنت رادفو!؟. هناك قصيدة للراحل المقيم شاعر الشعب محجوب شريف تحت عنوان، الحــــــرامـــــي. وآخر القصيدة تقول:

"حليلك بتسرق سفنجة وملاية
وغيرك بيسرق خروف السماية
فى واحد بيسرق تصدق ولاية
ودا أصل الحكاية وضروري النضال"....
[color=darkblue]
[/color]
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »

حكاوي عبد الزمبار
عمر عبدالله محمدعلي

المعلمة و المعلمات !..

ظل التعليم وما يزال هو الركيزة الاساسية، لنهصة المرأة السودانية وتقدمها في كل بقاع السودان. في مدينة كوستي كان دور رائدات تعليم البنات الاوائل القدح المعلى في تحقيق ذلك الهدف. فقد ساهمن وبذرن بذور العلم والمعرفة والثقافة. فلله درهن. وكان للرعيل الأول الدور المقدر في تشجيع تعليم البنات وتركيزه. منهن، عينه يوسف حسين وحلوه تبيدي وافنديه منصور وآمنة قرندة ومريم سرور ، ونفيسة ابو زيد من بنات رفاعه.. وغيرهن كثر.
في عام 1997 سافر زمبرة لزيارة صديقه في برلين، المانيا. الزيارة كانت قصيرة حوالي الاسبوع. شاهد فيها كل المناطق الاثرية والمعالم ومن ضمنها كان المتحف. حيث كانت هناك معروضة بعض اغراض المهاتما غاندي. ويا لبساطتها. بعد يومين تلاتة سافر زمبرة بالقطار إلى زيارة صديق آخر سوداني متزوج المانية بمدينة هانوفر. زوجته تعمل معلمة روضة. شرحت الزوجة الالماتية طبيعة عملها مع الأطفال لزمبرة. وزمبرة يشيل ويتكشم..ويردد، يا سلام على الرقي. يا سلام على الحضارة. الصديق السوداني سأل زمبرة، دحين يا زمبرة انت قرأت روضة. زمبرة قال ليهو، ما كل الكورس حبتين. شمومة بس!!؟.
في إحدى المدن الأمريكية زمان، زمبرة أخذ ولده الروضة. مصاريف الروضة حسب دخلك. بالله ولد زمبرة المصاريف الصرفها في سنة واحدة في الروضة، زمبرة من الإبتدائية ولحدي ماتخرُج من الجامعة ما صرفها!؟. لذلك زمبرة مدين للسودان ولشعب السودان طيلة عمره .. بدون مزايدة !؟..
زمان زمن المهلة و الطمأنينة. زمبرة كان صغمبوتي سكن لمدة في بيت جده في الحلة الجديدة بمدينة كوستي. قاموا ودوه لصف دراسي في بيت احدي السيدات الفضليات. كانت هذه الظاهرة قليلة في بعض المدن الكبرى. الفصل الدراسي أو الروضة الغرض منه تعليم الحروف وكتابتها وسرد القصص و الحكايات الدينية والتاريخية تتخللها بعض الألعاب. هذه الروضة كانت تقع في الحلة الجديدة بمدينة كوستي في أوائل ستينيات القرن الماضي. والمعلمة اسمها رقية وهي معلمة فاضلة ومجتهدة يطلقون عليها ست رقية. وهي من أسرة قرندة الكريمة. لها التحايا والتقدير والتجلة ايا كانت..زمبرة لم يستمر كثيرا في هذه الروضة فقد سافر إلى أمدرمان. هناك في بيت المال التحق باخوته الذين سبقوه. أيضا كان اخوته يذهبون لروضة أكبر شوية وتديرها باقتدار مدرّسة فاضلة اسمها ست هدية،عليها الرحمة والرضوان. زمبرة طوالي دوّر مع اخوانه الأكبر منه وذهب معهم. هناك وجدهم يقرأون ويكتبون وهو يتلفت ويراعي ساكت ويتكشم وما جايب خبر. لا بعرف يكتب ولا بعرف يقرأ..تاني يوم تمرد وقال لو جابو ليه ست هدية في البيت ذاتو هو ماعاوز يقرأ تاني!!؟..وقال ، ياخي ديل كبار وبعرفو يقرو ويكتبوا أنا البقعدن معاهم شنو!؟..لحسن حظة لبوا طلبه، ويا دار ما دخلك شر !؟. في بيت جد زمبرة، كانت هناك ماما التومة. عليها الرحمة والرضوان. فقد كانت معلمة روضة هي ورفيقة دربها بتول يحي البساطي. متعها الله بالصحة والعافية والسلامة. ظلت بصماتهما باقية في أجيال وأجيال ، تخرجوا على ايديهما. منهم الأطباء والمهندسين والمحامين ورجال الأعمال وخلافه. كان للأستاذة ربيعة حاج إبراهيم وبتول البساطي قصب السبق في تأسيس اول روضة حديثة تتبع لمؤسسة خدمات السكة الحديد بمدينة كوستي. -يا حليل السكة الحديد - لهما التجلة والتقدير. بعدما كبر زمبرة شوية وكان في المدرسة الإبتدائية تخرُجت أخته من كلية معلمات أمدرمان. كان راتبها في أول تعيين حوالي 17 جنيها سودانيا وملالين!؟. .والمرتب الأول عادة في ذلك الزمن يقسم للأهل والحبان كخير وبركة وفأل حسن. .. بعد مدة قصيرة ارتفع المرتب إلى 23 جنيها تقريبا. بعد وقوف نقابة المعلمين والمطالبة" بحق الأجر المتساوي للعمل المتساوي". وهددوا بالدخول في اضراب. وكذلك حملة الاتحاد النسائي السوداني في هذا الصدد نجحت في تحقيق المطلب. فقد كانت في ستينيات القرن الماضي المرأة لا تعطى الأجر المساوي للرجل!؟. اعطت المعلمة الجديدة شقيقها زمبرة، قائمة فيها مجلة حواء والكواكب وروز اليوسف ومجلة صباح الخير ليذهب بها لمكتبة كوستي الوطنية لصاحبها المرحوم مصطفى صالح وطلبت الاشتراك فيها!؟.. والدها عليه الرحمة والرضوان، قال لها، إنت تريدين الاشتراك في كل هذه المجلات.. سنين قليلة مرت وزمبرة تبارك !، بتخرّج شقيقة أخرى معلمة . وتاني كمان مرت سنين وتزوجت شقيقتا زمبرة من مدرُسين فازدهر البيت قمحا وزرعا، واكتمل البيت علما ونورا . البيت أصبح كنقابة المعلمين!.. زمبرة يذكر جيدا زيارة المرحوم الرئيس جعفر نميري لمدينة كوستي بعد شهور قليلة من انقلاب مايو 1969. فقد اقام الانحاد النسائي السوداني فرع كوستي ومعظمه من المعلمات، سوقا خيريا احتفالا بهذه الزيارة، في إحدى المدارس، افتتحه المرحوم نميري. قدُم له الاتحاد هدية عبارة عن كيكة من صنع الأستاذة مريم محمد أحمد بشير ، متعها الله بالصحة والعافية والسلامة. الكيكة كانت في شكل خريطة السودان وعليها شمعة في موقع مدينة كوستي!. وسعرها كان يساوي مبلغا محترما !.. اشترى الرئيس الأسبق الكيكة واهداها للاتحاد النسائي لبيعها مرة أخرى لتساهم في مسيرة اعمال الاتحاد. زمبرة كان شاهدا للحدث بسبب شقيقته المعلمة التي كانت احدى العضوات الفاعلات. وتقريبا عملت المعلمتان في معظم مدارس كوستي وطيبة. تحكي إحدى المدرسات انها كانت تذهب كل صباح لتركب البنطون للوصول لمدرستها في طيبة على الضفة الشرقية للنيل الأبيض..عند زيارة زمبرة الاخيرة للسودان قابله احد الشباب وذكّره ه بأنه ذلك الشاب قريب الفتاة التي رفض والدها قبولها بكلية التربية لأنها مختلطة!؟. فاتفق زمبرة مع قريبته التي كانت تدرس في نفس الكلية بأن تجمع بعض رفيقاتها من Die Hard وأن تنتظر بالقرب من بوابة الكلية الرئيسية وصول تاكسي العم مع ابنته واستلامها منه وتوديعه، واخباره بعدم السماح بدخول الرجال!!؟؟.. وقد كان..نجحت الخطة بنجاح وتخرّجت الفتاة...
هدية لكل الأستاذات و المعلمات بمشارق الأرض ومغاربها، للعطاء الغير محدود الذي قدموهن في سبيل رفعة العلم والمعرفة ، وأن يرحم الله من توفين منهن وأن ينعم الله عليهن ويتقبلهن عنده أحسن القبول...
أغنية المعلمة .كلمات أمين إدريس ، غناء الفنان عبدالرحمن عبدالله. "معلمة نور لبلادا ، بيها يهتدي أحفادا ، هي المصير هيا عمادا ، ياربي حقق أمجادا ، معلمة جميلة خصالا ، حب الوطن من أعمالا خدمت الشعوب بي بسالا ، شان تنجح أجيالا ، معلمة ياريت تتهني ، بالغالي علي تتمني ، تمشي الهوينا تتني ، يا عمري أقيف تأني ، عمر الزهور ليكي هدية إنتي قدستي الوطنية ، كل صباح كل عشية ، من كل بيت ليكي تحية"....

**شكرا للأستاذة الجليلة حفصة عبدالله في توثيق ومراجعة
بعض الاحداث التاريخية.... [color=darkblue]
[/color]
آخر تعديل بواسطة عمر عبد الله محمد علي في الاثنين سبتمبر 24, 2018 6:01 am، تم التعديل 3 مرات في المجمل.
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »

حكاوي عبد الزمبار
عمر عبدالله محمدعلي

المعلمة والمعلمات !.. 2

لا يستقيم أمر الحديث عن تعليم المرأة بدون ذكر الأب الأول الذي وضع هذا الأساس. الأستاذ والمربي الكبير بابكر بدري. له التجلة والتقدير. فالحديث ذو شجون عن التعليم والمعلمات بصفة عامة وعن كوستي بصفة خاصة. كان بيت ناس زمبرة خلية نحل تعج بالمعلمات والمعلمين. فقد كان هناك من الأساتذة الاجلاء والأستاذات الجليلات، عمر مكاوي، عثمان محمد عثمان، صلاح شريف، الطاهر بقادي، انور فقيري، محمدالحسن محمدعلي دكتور، عبدالمنعم إبراهيم جعفر، نجاة محمد عثمان،إحسان شريف، زكية موسى،صفية علي الأمين وغيرهم وغيرهن. وبعد الرعيل الأول من المعلمات اللائي وضعن اللبنات الأولى لرفعة وتقدم الفتيات في مدينة كوستي ومنهن، عينه يوسف حسين وحلوه تبيدي وافنديه منصور وآمنة قرندة ومريم سرور ، ونفيسة ابو زيد من بنات رفاعه فقد فتحن الباب على مصراعيه فتقدمت الصفوف معلمات اخريات كان لهن دورا مميزا في حمل مشاعل التنوير والمعرفة. منهن على سبيل المثال،
وزينب خير الله وصفيه محمد علي بخيت( شقيقة) البروف والوزير في عهد مايو جعفر محمد علي بخيت( ناظرات مدرسة كوستي الأميريه بنات) وعلويه وشقيقتها سعاد أحمد الياس وآسيا وشقيقتها مريم إبراهيم العقاب والمرحومه شامه بشري مهدي وفاطمه ضيف الله وعائشه إبراهيم موسى(شقيقة) الشاعر عبد الله شابو وعواطف إبراهيم تبيدي وحياة محمد بشير ومدينه عثمان شرفي وعائشه محمد عثمان قرشاب والسره حمد ونعيمه العراقي وبدريه إبراهيم محمد الأمين وسهير الخير علي ووداد إبراهيم كوكو ومياسه خيري وعائشة عبدالرحمن وآمنة قرشاب وعزيزة الجاك ورقيه محمد خير وزهرة الحاج وصفية اسكودر وفوزية النور حسن النور وسكينة محمد يوسف وحرم حسن وعائشة حسن فحل وبدرية وعلوية سبت وزينب علي والمرحومة عواطف ابوزيد وسيدة شقيقتها وسنية الحاج وام سلمة شرفي وبدرية وعامرية وبلقيس ورابعة البساطي وبدرية نصر عبدون ونفيسة وآسيا وأسماء الأمين الشريف الحبيب وميمونة وفتحية علي احمد ومريم خالد ونور شوربه وشقيقتها ونفيسة الحاج ومريم مجدول وعفاف إبراهيم نور وفاطمة وطيبة مبارك وهدي بولاد وصفية صالح ابكر وعواطف وناديه حسن يعقوب ومحاسن محمد الحسن و حفصه وشادية عبدالله وفوزيه وسكينه هجو وماريا محمد موسي ومريم مصطفي وسعديه الأمين. و زليخة محمد ابو الحسن و بنات عبد الرحمن هرون ومحاسن محمد خالد ...وعائشة إبراهيم جعفر وبدرية النور كرار وعفاف احمد الزين ووداد محمد الحسن الطاهر وهدى كوكو وعواطف عثمان حسن النور وعائشة محمد صالح وأمنه عبدالله محمد صالح وفتحيه عبد الرحيم ونعمات عبدالرحيم ورحمة إبراهيم جعفر ومريم مجذوب وعلوية محمد أحمد وزينب عثمان بابكر ونعمات علي ادريس ونعمات مدثر وعفاف محي الدين السنجاوي وهناك أستاذة جليلة من أسرة آل مقلد، معليش نسيت اسمها. وغيرهن وغيرهن كثر ... البعض منهن رحلن إلى دار البقاء فلهن الرحمة والرضوان . ونسأل الله للبقية الصحة والعافية والسلامة إن شاء الله.
في مرة من المرات زمان، زمبرة كان صغمبوتي في سنة أولى كتاب !، وفي صباح يوم مدرسي ثقيل، حلف وقال لن يذهب للمدرسة!؟. شقيقته قالت له، بل و لابد !. خرج زمبرة من الباب للشارع متخفيا ثم منطلقا نحو الشارع يبتغي الحرية!؟. هنا، انتبهت شقيقته وخرجت وراءه للامساك به. لسوء حظ زمبرة وهو في الشارع صادف الأستاذ الجليل عمر عبدالله زروق-متعه الله بالصحة والعافية والسلامة- خارجا من منزله ومتوجها نحو المدرسة. سأل. ما الخبر!؟. اخبرته الشقيقة بما حدث. بالله أستاذ عمر زروق ثواني و صارخا ، يا ولد!؟. ما تشوف ليك زمبرة وإلا هو بكامل ملابسه المدرسية ويحمل حقيبة القماش في الشارع وهو مطأطئ الرأس في طريقه إلى مدرسته!. قرشان فقط كانت مصاريف المدرسة اليومية وحتى التخرج من المرحلة الإبتدائية !؟. تأكل فيها شاندوتش مرحمن ومعاهو تحليتو. حلاوة دربسي !... يرجع زمبرة من المدرسة ويجد اسناكه !؟، المفضل. وهو بقية شاي الصباح في براد الالمونيوم. فهو لزمبرة وحده ولا احد يقترب منه!؟.. وإلا يكون في كلام تاني!؟.. زمبرة مرات من الشفقة العليهو لا يصب الشاي في كوب، بل بالبوز !؟. وهوب هوب جغمة كبيرة. ومعاها قرمة رغيفة ، قروم، قروم !؟.. قال ايه حلواني الاتني!؟. الحلواني هنا عندنا!!؟.. سندة حتى مواعيد الغداء.. زمبرة لم يكن التلميذ الذي يهتم بالدراسة. فكان عند عودته من المدرسة يلعب كثيرا داخل البيت وخارجه مع الصحاب. وعندما يعود للبيت بعد غياب الشمس من الشارع، تكون قد خارت قواه. وجازو كمل! ؟...يأمرونه عند دخوله البيت بالمذاكرة ومراجعة دروس اليوم. دقائق وهو يمسك كتاب الدرس الذي لا يفضله أبدا. فقد كان يفضل دراسة الاطلس!، وما تسمع إلا خخ وخاخ وشخرة شخرتين لامن مرات ينط !؟. فتنهره شقيقته المعلمة، صائحة في وجهه، انت نمت!؟. فيرد عليها زمبرة قائلا، لا. أنا بسمُع لنفسي ساكت!؟.. كانت المرحلة الإبتدائية، وكاطفال صغار ناس زمبرة كانوا يخترعون الألعاب من الكتب المدرسية ،خاصة من الاطلس والمدونة. يا حليلهم. الاطلس كانوا يلعبون به بفتح صفحة من صفحاته ويسأل احدهم زمبرة بأن يضع اصبعه على نهر الدينبر في خريطة الاتحاد السوفيتي مثلا، مع اعطاءه تقريبا دقيقتين ليجد النهر . وهكذا..هذه هي البلاي استيشن والننتندو ذلك الزمان!. وأيضا كانت الرحلات العلمية من كتاب سبل كسب العيش في السودان للعلامة عبدالرحمن علي طه والخواجه غريفث دورا كبيرا في تحبيب هذا النوع من الدراسة. فقد كان زمبرة يعيش الدور بكل جوارحه. ناس محمد قول والجفيل وريرة ومنقو في يامبيو.. يا حليلهم.. وكذلك كانت دراسة الرحلات الخارجية لناس آفو في الصين واحمد في مصر وجون في استراليا وقرينتش في سويسرا، التي قد تكون اسع بتها بقت حبوبة!. هناك أيضا العلوم ودراسة مملكة الحيوان. والطيور أصدقاء المزارع التي تأكل الحشرات التي تؤذي الزراعة..ويا سلام على نشيد نحن الطيور ايها الإنسان.....ولا يفوتني أن اذكر صداقة البجعة والكلب عندما عزمها! الكلب وجاب ليها مشروب في اناء مفلطح !! فمشت واشتكتو!؟..اخبروها إن تعامله بالمثل!؟. فذهبت وعزمتو وجابت ليهو مشروب في قلة!!؟.. فحيرتو ليك... وخلتو ليك لافي صينية. حتى آمن!؟..بالله شوف الدروس دي والعبر...معاملة الناس يجب أن تكون باحترام اختلافاتهم!؟. وقبول الآخر....ده كان في المرحلة الإبتدائية!!..زمبرة اول ما تخرج من الجامعة كانت قد أصابته عدوى التدريس !، فالتحق بقائمة الشرف. عمل في حقل التعليم وإن كانت فترة قصيرة ولكنها غنية. كان يشارك المكتب مع بعض صروح التعليم ، استاذ عبدالهادي إبراهيم عليه الرحمة والرضوان وأستأذ أنور فقيري متعه الله بالصحة والعافية والسلامة في مدرسة القوز الثانوية، كوستي التي صارت كلية طب الآن...اهتمام المعلمات بنجاح الأخوان والاخوات له طعم خاص. فهن هناك في السوق لشراء المستلزمات والهدايا لهم ولهن. لا يهم هل هو نجاح داخل نفس المرحلة الدراسية أو الانتقال للمرحلة التالية أو الجامعة ذاتا. هنا يكون الموضوع اعمق!. لأنهن يشهلوا !، اخوانهن واخواتهن.. ولأن أيضا فيهو ترتيبات مصاريف شهرية. أحيانا تقطع من جلودهن. لله درهن..هذا النجاح يجب أن يهدى لهن كمعلمات لعبن الدور الأساسي في تحقيقه وجعله ممكنا ......



..




[color=darkblue]
[/color]
آخر تعديل بواسطة عمر عبد الله محمد علي في الاثنين سبتمبر 24, 2018 6:04 am، تم التعديل مرة واحدة.
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »

حكاوي عبد الزمبار
عمر عبدالله محمدعلي

العمل التطوعي....

اندهش زمبرة من كثرة منظمات العمل التطوعي ورفيقاتها المنظمات الخيرية في بريطانيا أول ما وصل هناك..فلهم منظمات تطوعية تعني بالإنسان و بالحيوان، و بالطبيعة والجماد ذاتو !. يقولون في زمن الملمات والأزمات تظهر معادن الناس. اها، العمل التطوعي ده أجمل ما فيه انو إنت جيت براك لتخدم في هذا العمل الذي تراه أنت عملا نبيلا وجليلا..زمبرة عمل شوية في منظمة حقوق إنسان. كانوا يعطوه اولا، حق الغداء والمواصلات عندما كان متطوعا.. ومرة عمل معهم بمرتب لفترة مؤقتة... من المنظمات الخيرية البريطانية المشهورة، اوكسفام طبعا. وكذلك هناك منظمة لإنقاذ الطفولة البريطانية ومنظمة إزالة الالغام التي كانت ترأسها الأميرة الراحلة ديانا وغيرها. أيضا لبريطانيا وزارة لهذه المنظمات لتقديم العون والإغاثة للشعوب والبلدان . اما الولايات المتحدة فهي بلا منازع عاصمة المنظمات الخيرية والتطوعية. تجد منظمات لكل الأمراض تقريبا، إلى خطوط التلفون الساخنة لمساعدة ناس الإنتحار والناس المفقودة وغيرهم...في الاسبوع الماضي وفي إحدى المدن الأمريكية، ذهب زمبرة مع ابنه للاحتفال المقام على شرف فريق عمل المتطوعين لمساعدة أطفال المدارس في القراءة. المدهش إن المتطوعين هم طلاب وطالبات مدارس ثانوية!!؟. المنظمة التي تمول هذا العمل هي تتبع لمعهد مشهور أسمه معهد بانيتا لدراسة السياسات العامة. السيد ليون بانيتا مؤسس المعهد هو ابن مهاجر ايطالي، اتى لهذا البلد فقيرا معدما ما عندو ابو النوم ذاتو..وكانوا عشرة أخوة واخوات. عمل الأب بجهد حتى نجح وفتح مطعما..علم أولاده حتى تسنم ابنه مؤسس المعهد، عضوية الكونقرس الأمريكي. ثم أصبح وزير دفاع للرئيس السابق اوباما..في الاحتفال القى كلمة ضافية مشيدا بقبول الآخر وبتنوع الاعراق في امريكا والذي هو اساس ازدهار ونجاح امريكا وقال، زمان الناس كانوا يقولون على امريكا The melting pot, but now they called the Salat bowl ..ويبدو كأنه رد فعل طبيعي لخط ترمب المتشدد..وبعد ذلك تحدث الوزير السابق عن مشروع القراءة هذا ومردوده المثمر...ابن زمبرة من الذين نالوا شهادات التقدير..زمبرة سرح وتذكر السودان. فقد عمل في عام 1988/1987 في مشروع صباح لرعاية الأطفال المشردين في الخرطوم..المشروع كان يمول من اليونسيف وكانت ميزانيته حوالي اكبرمن ميزانية وزارة الرعاية الاجتماعية. كان المشروع مقره في نمرة 2 الخرطوم وكان مديره الصديق محمد المنير أحمد صفي الدين. عمل به أيضا الصديق سليمان الأمين عباس رئيس اتحاد جامعة الخرطوم قائمة تحالف قوى الاحزاب والمنظمات 1979 وكان يأخذ راتب رمزي عبارة عن واحد جنيه !؟. وكذلك شباب وشابات يأكلون النار !..نانا، إقبال إبراهيم، كمال الفكي، محمدعلي، حنفي، حسن وغيرهم.. لله درهم.. .المشروع هدفه هو محاولة ايجاد ملاجئ ودراسة محو امية وتقديم خدمة طبية ثم بعد ذلك ابجاد عمل مهني للاطفال المشردين. حقق مشروع صباح نجاحا كبيرا..زمبرة يذكر مرة، قد شاهد المدير منير وهو يحمل أحد الأطفال المشردين الذي كان لا يقوى على المشي، لأنه يعاني من جرح غائر ممتد بطول الساق. حمله المدير نحو مستشفى الخرطوم حيث تم اسعافه وعلاجه. ... في أيام الديمقراطية الأخيرة في السودان كانت هناك منظمات تطوعية كثيرة في السودان..يذكر زمبرة أنه كانت هناك منظمة أطباء بلا حدود الهولندية التي كانت تعمل في منطقة كوستي..مرة تبرعوا لمستشفى كوستي بكميات كبيرة من حليب بدرة الأطفال.. كان ابن كوستي البار، دكتور ناجي مقلد يعمل في قسم الأطفال في ذلك الوقت..وبعد عدة شهور مرت، شارفت صلاحية الحليب أن تنفد، فما كان من دكتور مقلد إلا وأن اتصل بكل الأسر الفقيرة لتاتي وتأخذ نصيب من هذا الحليب!؟..لله درك يا دكتور ناجي.. بعد إنقلاب الأخوان المسلمين، طردوا المنظمة واخواتها، وصادروا عرباتهم!؟..دسوا المحافير!؟؟..في إحدى زيارات زمبرة للسودان، وعند زيارته لكوستي طلب من شقيقته التي تعمل مع منظمة إغاثة بريطانية أن يزور معها معسكر النازحين من الجنوب الحبيب. فكانت اجابتها، يا حليلك يا زمبرة!!. ممنوع !؟. حتى لنا نحن الموظفين والموظفات!!؟؟...بس علينا تسليم الاغاثة لناس الحكومة وهم يقدموها للنازحين بأنفسهم!!؟..ثم بعد ذلك يأتون لنا ببعض النازحين ونسألهم هل اسنلمتوا الاغاثة!!؟؟..الآن، ساءت الأحوال وفاقت التوقعات و التصورات، فانتشرت جمعيات ومبادرات شارع الحوادث وأصدقاء مرضى الكلى، وأصدقاء المستشفيات ، حتى تقريبا أصبح لكل مدينة ولكل قرية جمعية نفير خاصة بها، بعدما نفضت السلطات يديها من الصحة والتعليم وكل قطاعات البنيات التحتية!!؟..مع كل الخدمات الجليلة التي تقدمها هذه الجمعبات إلا أن السلطات مازالت تترصدها وتضع أمامها المعوقات والمنغصات وكأنهم اعداءها....بالله ديل ناس ديل!؟. لا يقوموا بواجبهم ولا يخلو الناس تساعد وتتطوع !!؟؟...[size=24]
[color=darkblue]
[/color]
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »



حكاوي عبد الزمبار

الأميرة ديانا ....


زمبرة مرة كان زهجان شديد. وما عارف السبب شنو. قال، يطمن نفسو شوية! وهو يحدث نفسو، مرات عادي، زهجات زي دي بتجي للزول!؟..والنوم ذاتو ماداير يجي مع انو الوقت فات، يعني بعد نص الليل!. .قال يقوم يطرطشو ليك بكباية شاي نعناع كاربة. قام عمل الشاي وجاء واتوهط في الكنبة القصاد التلفزيون الذي اشتراه من محلات الأثاثات المستعملة. برامج التلفزيون البريطانية مرات بتكون ممللة وثقيلة.. حاول بعدما قفل التلفزيون وشرب الشاي أن ينوم، بس النوم ابا يجي كلو كلو!؟..مرة قليب في السرير ومرة يدفن راسو تحت المخدة. والنوم حلف ما يجي!؟..زي النفسو محدثاه في شيء حيحصل!؟. والنفس مرات بتعرف الجاي، اكان سمح ولا كعب!؟. الكلام ده كان في الصيف في لندن 1997 اواخر أغسطس. بعد شوية اتنفّض وقام على حيلو دخل المطبخ قال، يشوف ليهو حاجة يلوكا!. فتح الراديو محطة 4 بي بي سي وهي محطته المفضلة. عرف الكلام ده من صحبانو المثقفاتية !؟. وهو في المعمة دي، البرنامج قطعوه، بخبر عاجل يقول، إن الأميرة ديانا تعرضت لحادث حركة مؤسف في فرنسا وحالتها الآن خطرة!؟. في البداية أصابه الذهول. والراديو بعد داك وجه برنامجو كلو عن الأميرة ديانا. طوالي زمبرة حوّل للتلفزيون ولقى القيامة قايمة بهناك!؟. شي خبراء وشي معلقين أخبار وشي أطباء، وما خلو زول ماجابوه ليتحدث عن تداعيات الحادث ومآلاته..الأميرة ديانا كانت في ذلك الوقت حديث الساعة في الصحافة البريطانية وغيرها، خاصة بعد طلاقها من الأمير شارلس. ناس الباباراتزي وهم الجوكية من بعض المصورين الصحفيين كانوا لاعبنها رأس!؟. فهم كانوا يتصيدون أخبارها ويتجسسوا عليها لالتقاط صورها وبيعها للصحف!؟. يعني كانوا عايشين عليها!؟. وزمبرة مرة شاف ليك واحد باباراتزي وقف عربيتو جنب حيطة ملعب تنس طويلة، وطلع من عربيتو سلم!؟. زمبرة في البداية افتكرو كهربجي أو نقاش! بالله بعد شوية شاف ليك الزول طلع عدة الشغل، وهي كمرة وفيها عدسة مكبرة طويلة كأنها بندقية!؟ زمبرة، طوالي قال، بالله ده شغل ده؟ ياخي ده أخير منو شغل دكاكين 711!؟. ديانا، كانت لها مواقف مشرفة، فهي أول من صافح مريض ايدز في العالم بعدما كان الناس بدبّوا منهم ومافيش زول بقرًّب عليهم!؟. كذلك، كانت ترأس كتير من الجمعيات الخيرية أشهرها جمعية مكافحة الالغام في أفريقيا!. المهم، الخبر ده لعلع ليك زمبرة وخجاهو، وما فضل ليهو إلا يدرع جلابتو ويلف عمتو ويشيل قرجتو ويكسح لقصرها!؟. بس كتفتو الدبلوماسية!؟. بعد شوية، الواطة بقت تفتح شوية شوية، زمبرة عمل ليهو كم تلفون ولبس هدومو ومرق نحو قصر ديانا!؟. زمبرة عارف القصر محلو وين، فهو قريب من الهايدبارك. حديقة الهايدبارك زمبرة كان بزورها كلما يلقى ليهو فجة!. فهي برلمانات مصغرة للحوار الحر!؟. هناك يمكن ان تتكلم عن أي شي بكل حرية، بس بدون استعمال العنف!؟. ولو حدثت أي شنكبة عنكبة البوليس قاعد يراعي ساكت ومنتظر !؟.. في المواصلات كان معظم الناس واجمين ومامصدقين انو ديانا ماتت. هناك، أمام قصر ديانا كانت مجموعات من الناس بدوا في التجمع، عشرات منهم كانوا يحملون باقات الورود والكروت والشموع. المنظر كان حزين للغاية ومهيب كمان. بعد شوية الفسحة الأمامية القدام القصر بدأت تتملئ بالناس، شباب وشيب وأطفال من مختلف الأعمار والخلفيات. وظاهرة كانت الدموع والحزن العظيم في وجوه الناس، ومن حين لحين تسمع النخجي والنهيف والعبرات المخنوقة. زمبرة، صنقع ودنقر لقى نفسو يحوقل ويبسمل والعبرة خانقاهو، فقد كان المشهد زي الفيهو سر مقدس كده تعجز الكلمات عن وصفو!؟...
[color=darkblue]
[/color]
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »


حكاوي عبد الزمبار

شرك فأر...

مرة زمبرة قاعد في بيتو. البيت فيهو فار صغير أم سي سي كده. وطبعا يمكن يكونوا فيران كتار أم سيسيات!؟. الفار ده مجنن ليك زمبرة جن، وكان لي فطومة اسكت ساكت ده مخلبت ليك فيوزاتا عديل كده. قام زمبرة وفطومة اتفقو انو كيف يقبضو عليو. فطومة مشت جابت ليها صماغ سلوتيب وختت فيهو قطع صغيرة من الجبنة ووضعتو على أرضية المطبخ براحة وانسحبت. زمبرة وفطومة قاعدين في الصالون ومنتظرين الفار يجي يشيل الجبنة ويوحل في الصمغ ! والشرك يقبض. بعد شوية سمعوا ليك اصوات على صماغ السلوتيب ششششش ششششش. وقالوا خلاس الشرك قبض. وبدو يهنو بعضهم وبأنهم خلاس كسبو الحرب، بعدما خسروا كتير من المعارك!؟. مشوا براحة، يدبو ويتاوقو ناحية المطبخ ليشوفو علامات النصر !؟.. بالله لقو ليك الشرك فاضي والجبنة اتلحست!. ده فار ده ولا راقص باليه!؟. نشل ليك الجبنة دي كيف، مافي زول عارف. بس هو حريف وفقري!..زمبرة وفطومة كان معاهم ابنهم الصغير وعارفنو بحب الحيوانات كتير. فقالوا عشان ما يعرف الحاصل شنو أحسن يقومو يتكلمو بالعربي وبسرعة!؟. بس انتهوا كده، قام طوالي شبّ ليهم في حلقم وقال ليهم!،You shouldn't do that هو cute ما تعملو كده!؟.زمبرة وفطومة نطو من الهجمة، وفنجان القهوة وقع من يد زمبرة!!...وما قايلين الشافع القليص ده متابع معاهم!؟. زمبرة كان ساق الشافع اجازة الصيف لزيارة كوستي، قال عشان يخليهم يشوفو العادات والتقاليد!. يومين تلاتة العربي شوية شوية بقى يتحسن!. وأسالتو بقت تكتر، ده شنو ؟ وليه مويتكم وسخانة !؟؟؟. وليه الكهرباء بتقطع كتير كده!؟؟. وليه أولاد المدرسة الجنبنا ديل هدومهم مشرطة!؟. وليه قطارت راكاب الأبيض ونيالا وقفت تجي شاقة سوق كوستي!!؟..وليه البواخر الكانت بتمشي الجنوب وقفت!؟. مرة الشافع شاف في البيت انو في حبل الغسيل، في جزء منو فيهو شرموط معلق، سأل ده شنو؟. قالوا ليهو دي لحمة بنعمل بيها الملاح البتريدو داك، the red one and the orange one.قام قال ليهم ليه بتعلقوه في الحبل ؟. قالوا ليهو عشان ينشف وكمان عشان الكدايس ماتاكلو!؟. البيت كان مليان كدايس، والشافع طالع ونازل معاها..بعد شويه الشافع شال ليهو دقشة من الشرموط المعلق وناولا للكدايس!؟. الكدايس في الأول، اخدت ليها جمة! مندهشة ومستغربة، قوست ضهرا وفتحت عيونا كبار، ثم ختفت اللحمة وهربت!.ناس البيت سألو الشافع ده شنو العملتو ده!؟. قال ليهم، انتو مش قلتو اللحمة دي حقت الكدايس!؟.....
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »



حكاوي عبد الزمبار
عمر عبدالله محمدعلي

العجلة....

ظلت العجلة صديقة عزيزة للإنسان، منذ ان تم اختراعها. حتى في بلاد الغرب ومع تقدم وتنوع وسائل المواصلات العامة والخاصة، فمازالت العجلة لها مكانتها. زمبرة مرة في بداية تسعينيات القرن الماضي، ركب عجلة في مدينة يورك البريطانية. اتجول واتفسح في الحي الذي زاره وبعدها عرج على الدكان واشترى بعض الأغراض ورجع محل سكنه زي العجب!. وعندما عمل زمبرة في مكتب الميني كاب لتأجير السيارات بمدينة لندن كان هناك بعض اللصوص يزورونهم ويعرضون عليهم بضائعهم المسروقة. مرة من المرات عرض شباب حرامية على موظفي المكتب عجلة بسعر بخس.. وعندما رفضوا، تكلوها على حائط المكتب; واختفوا..في السودان العجلة قلعت مكانتها من زمان. كان يقودها العامل والطالب والمدرس وصغار الموظفين..ومن انواعها الشهيرة الدبل والرالي. كانت عطبرة عاصمة الحديد والنار، مشهورة بالعجلات. فعمال هيئة السكة الحديد كانت العجلات تعتبر وسيلة مواصلاتهم الرئيسية لورشهم واماكن عملهم. رد الله غربة مدينة عطبرة وكمان بقية المدن ... في مدينة كوستي كانت من اشهر العجلات، عجلة المرحوم كابتن كير وعجلة معلم جمعة الذي كان يقودها في ليالي رمضان وقت السحور؛ منبها الصائمين ليستيقظوا ويتسحروا، بآلة نفحه المشهورة. ايضا كان هناك الجد إبراهيم حسن النور ومتجره الشهير لملئ البطاريات وبيع زيوت وشحوم العربات عليه الرحمة والرضوان. وقد ساعد في حصول زمبرة على عجلة جديدة لنج من نوع رالي. برته بها شقيقته عندما كان في المدرسة المتوسطة.. وايضا من العحلات المشهورة في حي المرابيع كانت هناك عجلة الأخ العزيز محمد أحمد ود ابلنقا الذي كان يعمل بتوفير المياه. له الرحمة والرضوان..وايضا عجلة جمعة تية موزع التلغراف والموظف ببريد بكوستي و اشهر حارس مرمى بكوستي. لعب لفريق الرابطة. وغيرهم كثيرين من المدرسين والترزية واصحاب الدكاكين ومئات من الطلاب. من عجلاتية كوستي المشهورين، كان هناك مكي الذي كان له محل بالقرب من ميدان الحرية في بداية الستينيات من القرن الماضي..ومن ثم انتقل إلى محل آخر بالقرب من قهوة عم إبراهيم والد المرحوم صلاح استديو أو بالاحرى كانت له راكوبة تقع مباشرة على حائط القهوة الشرقي. وكان يخزن العجلات في وكالة يستأجرها أحد تجار الفاشاشوية..زمبرة كان يساعده في الصباح عندما يقود عجلاته من المخزن إلى محله. ولا يستقيم الحديث عن العجلات في كوستي من دون ذكر اب كبشين!، صاحب متجر بيع العجلات الأشهر لكل منطقة جنوب النيل الأبيض . فقد كان يملك متجرا عظيما.. كان زمبرة في فترة الصيف يتحتم عليه الذهاب كل يوم ومساعدة والده في المتجر القريب من محل مكي العجلاتي. مرت الأيام والليالى، كبر زمبرة شوية وهو مازال في المدرسة الإبتدائية؛ فطلبوا منه المداومة على السوق. كان يقولون السوق، ويعنون به أن تداوم في أيام العطلات المدرسية وتذهب لدكان الوالد وتساعد. المساعدة كانت مرات ممتعة عندما يعطوك باقي قروش المرسال!، ومرات ثقيلة ثقالة، سجن بس!. لأنها تحرمك من اللعب مع اصحابك !. دكان والد زمبرة، عليه الرحمة والرضوان، كان لبيع اسبيرات العربات والزيوت والشحوم. زمبرة كان عليه مرات فتح الدكان في الصباح والقيام ببعض المراسيل، كاحضار الشاي والفطور والقهوة ومرات المساعدة في البيع. ومن مهام زمبرة الأساسية هي احضار عمود الغداء من البيت..زمبرة كان أكثر شيء عاجبو وساري بآلو هو الأولاد الذين يحملون عمود الغداء على عجلاتهم ويربطونه على السرج الخلفي. كان دائما يتفرج بسعادة غامرة ومرات يقهي، فاغرا فيه !.ومرات يقعد يبحلق لامن عيونو تقع منو!؟.. مرة زمبرة رسلوه البيت ليحضر عمود الغداء مثل كل يوم..زمبرة كان موفر ليهو قرشين غلاد!. في جيبو..وهو ماشي على البيت في الطريق وبعد أن قطع قضيب السكة حديد ومتوجها جنوبا نحو حي المرابيع، فجأة خطرت له فكرة جهنمية. وهي أن يستأجر عجلة ويحمل بها عمود الغداء..ذهب إلى البيت وقبل أن يحمل العمود ذهب وراء الزقاق وأخذ احد الحبال وخبأه داخل قميصة...ثم عرج على العمود وحمله وخرج على عجلة وهو يفكر في العجلة..توجه إلى عجلاتي قريب من ميدان الحرية واستأجر عجلة منه..ربط زمبرة العمود جيدا وساق العجلة وهو مازال راجلا!، نحو كبري مطبعة كوستي الحديثة. هناك، ركب على العجلة، ودفرة، دفرتين وتحركت العجلة..وبدلا من تحركها اماما في انسياب وانسجام، تقوم العجلة كده تطير فوق وتنقشط وتدق الدلجة.. والعمود يتفرتق وكل طاسة ترترت على جهة..الكسرة بهناك، والملاح بهنا. وناس السلطة عاملين حفلة !؟...وزمبرة بعدما خبط الأرض، بالله مايشعر ليك إلا ببعض المارة من الناس يسندوا ويتكلوا فيهو..شوية كده، تحامل على نفسه وهو بجرجر رجليه، نحو بيتهم. وطاخ طراخ تكوم على باب المنزل حتى انفتحت الضلفتين. طوالي، امو واخواتو جو جارين يسكلبو، سجمي سجمي.. مالك يا زمبرة. في شنو..وزمبرة، كاضم وحالته بالبلاء، صداع، ظليط، وطمام واخيرا اشقدي..زمبرة قال ليهم، مشيت أجرت العجلة.. الأم، وانت دحين بتعرف تسوق العجلة!؟.
زمبرة، لأ..
الأم، نان، حليل ابوي!؟..
وبس بعد داك، قاموا ناس امه واخواتو فقعوها ضحكة مجلجلة، وزمبرة مجدوع في السرير مجندل وممكون...[size=24]
[color=darkblue]
[/color]
آخر تعديل بواسطة عمر عبد الله محمد علي في الخميس ديسمبر 06, 2018 6:45 am، تم التعديل مرة واحدة.
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »



حكاوي عبد الزمبار
عمر عبدالله محمدعلي

العمل التطوعي....

اندهش زمبرة من كثرة منظمات العمل التطوعي ورفيقاتها المنظمات الخيرية في بريطانيا أول ما وصل هناك..فلهم منظمات تطوعية تعني بالإنسان و بالحيوان، و بالطبيعة والجماد ذاتو !. يقولون في زمن الملمات والأزمات تظهر معادن الناس. اها، العمل التطوعي ده أجمل ما فيه انو إنت جيت براك لتخدم في هذا العمل الذي تراه أنت عملا نبيلا وجليلا..زمبرة عمل شوية في منظمة حقوق إنسان. كانوا يعطوه اولا، حق الغداء والمواصلات عندما كان متطوعا.. ومرة عمل معهم بمرتب لفترة مؤقتة... من المنظمات الخيرية البريطانية المشهورة، اوكسفام طبعا. وكذلك هناك منظمة لإنقاذ الطفولة البريطانية ومنظمة إزالة الالغام التي كانت ترأسها الأميرة الراحلة ديانا وغيرها. أيضا لبريطانيا وزارة لهذه المنظمات لتقديم العون والإغاثة للشعوب والبلدان . اما الولايات المتحدة فهي بلا منازع عاصمة المنظمات الخيرية والتطوعية. تجد منظمات لكل الأمراض تقريبا، إلى خطوط التلفون الساخنة لمساعدة ناس الإنتحار والناس المفقودة وغيرهم...في الاسبوع الماضي وفي إحدى المدن الأمريكية، ذهب زمبرة مع ابنه للاحتفال المقام على شرف فريق عمل المتطوعين لمساعدة أطفال المدارس في القراءة. المدهش إن المتطوعين هم طلاب وطالبات مدارس ثانوية!!؟. المنظمة التي تمول هذا العمل هي تتبع لمعهد مشهور أسمه معهد بانيتا لدراسة السياسات العامة. السيد ليون بانيتا مؤسس المعهد هو ابن مهاجر ايطالي، اتى لهذا البلد فقيرا معدما ما عندو ابو النوم ذاتو..وكانوا عشرة أخوة واخوات. عمل الأب بجهد حتى نجح وفتح مطعما..علم أولاده حتى تسنم ابنه مؤسس المعهد، عضوية الكونقرس الأمريكي. ثم أصبح وزير دفاع للرئيس السابق اوباما...
في الاحتفال القى كلمة ضافية مشيدا بقبول الآخر وبتنوع الاعراق في امريكا والذي هو اساس ازدهار ونجاح امريكا وقال، زمان الناس كانوا يقولون على امريكا The melting pot, but now they called the Salat bowl ..ويبدو كأنه رد فعل طبيعي لخط ترمب المتشدد..وبعد ذلك تحدث الوزير السابق عن مشروع القراءة هذا ومردوده المثمر...ابن زمبرة من الذين نالوا شهادات التقدير..زمبرة سرح وتذكر السودان. فقد عمل في عام 1988/1987 في مشروع صباح لرعاية الأطفال المشردين في الخرطوم..المشروع كان يمول من اليونسيف وكانت ميزانيته حوالي اكبرمن ميزانية وزارة الرعاية الاجتماعية. كان المشروع مقره في نمرة 2 الخرطوم وكان مديره الصديق محمد المنير أحمد صفي الدين. عمل به أيضا الصديق سليمان الأمين عباس رئيس اتحاد جامعة الخرطوم قائمة تحالف قوى الاحزاب والمنظمات 1979 وكان يأخذ راتب رمزي عبارة عن واحد جنيه !؟. وكذلك شباب وشابات يأكلون النار !..نانا، إقبال إبراهيم، كمال الفكي، محمدعلي، حنفي، حسن وغيرهم.. لله درهم.. .المشروع هدفه هو محاولة ايجاد ملاجئ ودراسة محو امية وتقديم خدمة طبية ثم بعد ذلك ايجاد عمل مهني للاطفال المشردين. حقق مشروع صباح نجاحا كبيرا..زمبرة يذكر مرة، قد شاهد المدير منير وهو يحمل أحد الأطفال المشردين الذي كان لا يقوى على المشي، لأنه يعاني من جرح غائر ممتد بطول الساق. حمله المدير نحو مستشفى الخرطوم حيث تم اسعافه وعلاجه. ... في أيام الديمقراطية الأخيرة في السودان كانت هناك منظمات تطوعية كثيرة في السودان..
يذكر زمبرة أنه كانت هناك منظمة أطباء بلا حدود الهولندية التي كانت تعمل في منطقة كوستي..مرة تبرعوا لمستشفى كوستي بكميات كبيرة من حليب بدرة الأطفال.. كان ابن كوستي البار، دكتور ناجي مقلد يعمل في قسم الأطفال في ذلك الوقت..وبعد عدة شهور مرت، شارفت صلاحية الحليب أن تنفد، فما كان من دكتور مقلد إلا وأن اتصل بكل الأسر الفقيرة لتاتي وتأخذ نصيب من هذا الحليب!؟..لله درك يا دكتور ناجي.. بعد إنقلاب الأخوان المسلمين، طردوا المنظمة واخواتها، وصادروا عرباتهم!؟..دسوا المحافير!؟؟..
في إحدى زيارات زمبرة للسودان، وعند زيارته لكوستي طلب من شقيقته التي تعمل مع منظمة إغاثة بريطانية أن يزور معها معسكر النازحين من الجنوب الحبيب. فكانت اجابتها، يا حليلك يا زمبرة!!. ممنوع !؟. حتى لنا نحن الموظفين والموظفات!!؟؟...بس علينا تسليم الاغاثة لناس الحكومة وهم يقدموها للنازحين بأنفسهم!!؟..ثم بعد ذلك يأتون لنا ببعض النازحين ونسألهم هل اسنلمتوا الاغاثة!!؟؟..
الآن، ساءت الأحوال وفاقت التوقعات و التصورات، فانتشرت جمعيات ومبادرات شارع الحوادث وأصدقاء مرضى الكلى، وأصدقاء المستشفيات ، حتى تقريبا أصبح لكل مدينة ولكل قرية جمعية نفير خاصة بها، بعدما نفضت السلطات يديها من الصحة والتعليم وكل قطاعات البنيات التحتية!!؟..
مع كل الخدمات الجليلة التي تقدمها هذه الجمعبات إلا أن السلطات مازالت تترصدها وتضع أمامها المعوقات والمنغصات وكأنهم اعداءها....بالله ديل ناس ديل!؟. لا يقوموا بواجبهم ولا يخلو الناس تساعد وتتطوع !!؟؟...[size=24]
...[color=darkblue]
[/color]
آخر تعديل بواسطة عمر عبد الله محمد علي في الجمعة ديسمبر 07, 2018 12:06 am، تم التعديل مرة واحدة.
ياسر الشريف المليح
مشاركات: 1745
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:24 pm
مكان: ألمانيا
اتصال:

مشاركة بواسطة ياسر الشريف المليح »

سلامات يا عزيزي عمر
وتحياتي للأسرة والأصدقاء
حكاوي عبد الزمبار ظريفة.

ياسر
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »


سلام ومعزة دكتور ياسر
أرجو أن تكونوا جميعا بألف خير وعافية
وشكرا على المرور.


عمر
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »

حكاوي عبد الزمبار
عمر عبدالله محمدعلي
 
13 مارس 2019

دقت ساعة الثورة !...

يعتذر عبد الزمبار عن الانقطاع الطويل، إلا انه سيواصل الحكاوي !. وهل هناك حكاوي غير حكاوي الثورة السودانية.. زمبرة يحمد الله كتير بأنه حضر ارهاصات ثم اشراقات الثورة..وكان قد ظن بعدما نطح  الستينات، بأنه سيموت، وستشقه المغصة !..ولكن الحمد لله كتير. ربنا لطف ..ومع ان مشاركتة من منازلهم !، إلا أنها أفضل من الموت سنبلة ساكت.  فقد سقى شباب وشابات السودان زرعة  الأمل في النفوس بعد أن شارفت على  الموت ..زمبرة، قال الليلة عاوز يمسك جزئية صغيرة ويتكلم عنها وهي صحة البيئة..وقد يستغرب بعض الناس عن تناول هذا الموضوع ويقللون منه. كونه ليس أولوية. والناس هناك تموت وتقتل وتنتهك اعراضها باسم قانون الطوارئ ..وايضا هناك حجة "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"!؟. زمبرة لا يرى تعارض، فالمعركة مفتوحة على كل الجبهات. وهذه جبهة مهمة..خاصة بعدما ابتدر وابتكر شباب وشابات الثورة حملات النظافة في حراكهم الثوري.  وبعدما رفعت السلطات ايديها عن دعم الصحة. كانت النتيجة الحتمية هي تفشي المرض و الاوبئة بزيادات صاروخية..وكون الشعب كله متضرر ومنهوك ولا يستطيع الوقوف على قدميه،  ناهيك عن دفع عجلة التنمية والانتاج!؟.  كان زمبرة  دائما يسأل نفسه  من سكان العمارات العالية  من  محسوبي  السلطان، كيف يسكنون  بهذه الطريقة وجيرانهم  اطنان و اكوام من الاوساخ والزبالة وهي طبعا، تستدعي الحضور الدائم  للذباب والبعوض والهوامل!. ثم هناك وعلى مرمى حجر يسكن الفقراء والغلابة في بيوت متواضعة... قد يكون أصحاب النظام وأهل الحظوة لا يهتمون بهؤلاء المساكين ومعاناتهم من جوع ومرض وفاقة. ولكن ألا يتحسبون  بأن امراض هؤلاء البسطاء سوف تنتقل اليهم. ليس طبعا عبر المصافحة!؟.  بل عبر هواء الله ده ذاتو !؟.. فهم عندما يخرجون من منازلهم  او من داخل بيوتهم ويمتطون  سياراتهم الفاخرة، حتما ستنتقل اليهم العدوى التي تكون في انتظارهم!؟.  وهنا لن يجدي فتيلا غير السفر للعلاج إلى الخارج. لماذا؟. لانهم جففوا المستشفيات حتى من ادنى الخدمات الطبية الأساسية.. زمبرة يسأل، هل يمكن الإنسان السوداني المشدوه والمشدود بين الجري وراء لقمة العيش والعلاج وحق المدارس لعياله من حتى التفكير في موضوع البيئة!؟. واجابة زمبرة ، بالتأكيد نعم..فالسوداني خلاق ومبدع ويمكن أن يعمل عدة اشياء قيمة في نفس الوقت.. والدليل،  هو قيامه بحملات النظافة داخل العصيان والاعتصامات والمظاهرات...
و # تسقط_بس[size=24]
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »

حكاوي عبد الزمبار
عمر عبدالله محمدعلي

24 ابريل 2019

"عندك خت، ما عندك شيل"..

العبارة أو الكلام الفوق هذا، هو كلام الثوار المعتصمين بالقيادة..وبعني جمع التبرعات من القادرين ودفع تكاليف المواصلات وخلافه للذين لا يمكلون المال. الفكرة نبيلة نبعت من نبلاء ونبيلات مبدعين ومبدعات ياخي..والعبارة جبارة ومكتنزة خُلق وتعاضد ومحبة. تقود إلى بناء لحمة الايثار والتعاون والمساعدة بدون أي حرج..زمان، في الثورات القديمة خاصة انتفاضة ابريل 1985 لم تكن هناك مشكلة كبيرة في تجمع الناس لقيام مظاهرة مناهضة للديكتاتورية. فقد كانت المعيشة أحسن حالا من الآن. كان الشير !، مرات يقوم به موظف من الطبقة المتوسطة لوحده -يا حليلها- مش تاجر، !؟. فقد كانت النقود تجمع لشراء القماش والورق والالوان والبوهية وخلافه لكتابة اللافتات والشعارات والمنشورات. فلم تكن هناك حاجة لجلب الطعام للمتظاهرين أو المياه، لأن المظاهرات كانت قصيرة في وقفاتها وحركتها. خاصة في الاقاليم. أما توفير الطعام والشراب قد يكون طبعا هذا حدث لقطاري كسلا وعطبرة اللذان توجها للخرطوم لنصرة ثورة اكتوبر عام 1964. اما في انتفاضة ابريل 1985 فقد كانت المظاهرات التي استمرت لايام معدودة توجت أو وقفت عند استلام سوار الذهب السلطة وبعدها انفض السامر!؟. وهناك خصلة وفضيلة من خصائل الحراك ضد الديكتاتوريات وتتمثل في البر والوفاء لأسرة المعتقل. فعندما يعتقل المناضل، فمن الطبيعي أن تعاني أسرته من فقدان العائل ومن فقدان مورد المعيشة. هنا يقوم الأهل والصحاب والحزب بدفع عجلة معيشة الأسرة المكلومة. وهذه هي روح الإنسانية، التي تعتبرها، أنها مسؤولية وواجب... هناك، من اهل الخير الذين مازالوا يدفعون من حر مالهم، كل ما يساعد في حراك الثورة وثوارها.. حكومة الأخوان المسلمين الإنقلابية لم تستطع مسح قيم واخلاق الشعب السوداني ولكن ضيقت عليه في معاشه وصحته وتعليمه. وهذه ادت لظهور الكثير من الظواهر السلبية والتي هي نتائج طبيعية لوضع غير طبيعي. فاصبحت تصرفات البعض تصرفات ترتكز على غريزة البقاء!. الآن، مع ابداعات شابات وشباب ثورة ديسمبر 2018 وغيرهم فقد نفضوا غبار سنين الظلام التي عاشوها طيلة الثلاثين سنة الماضية. واعادوا الروح المفقودة التي غيبت طيلة سنوات القهر والفساد. ومع انه تم تجاهل وصمت تام لكل حراك الثورة من كل وسائل الاعلام المحلية والاقليمية و الدولية، وقد ترقى لدرجة المؤامرة، إلا انها انتصرت بعزيمة الشعب بكل قطاعاته وفئاته. وهذه أول ثورة في تاريخ السودان والعالم اجمع، يشترك فيها ليس الشباب والشابات فحسب بل حتى الأطفال وربات البيوت والاجداد والجدات وذوي الاحتياجات الخاصة بمواكبهم ولافتاتهم وهتافاتهم..
[color=darkblue]
[size=24]
[/color]
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »

حكاوي عبد الزمبار
عمر عبدالله محمدعلي
5/19/2019

ديمقراطية نأسسا ليك...

برهن الشعب السوداني بأنه عملاق وخلاق ومتفرد..نعم متفرّد ومبدع كمان. فالذي قام به بمختلف اعماره وخلفياته، وبريادة شبابه وشاباته لهو عمل تتقاصر دونه اعمال كنا نعتقد انها من البطولات الخالدة، التى تبذّ كل ما سبقتها. ان العمل الجبار الذي قام به ومازال، لتنوء من حمله الجبال الراسيات. فالكل يعرف كيف فتح الشباب صدوره للرصاص وحتى الهتاف بتحدي الموت. على شاكله، انتو منو ، نحن الثوار ، جايين لشنو، جايين للموت!؟. شباب عطشى للديمقراطية والدولة المدنية. إحدى الاخوات الفضليات علّقت على هذه الروح،- بالله، يا اخوانا خلونا من موضوع الموت ده..غنو لينا عن الحياة بالله !؟- .. ليس سرا أن دول اقليمية كمصر والسعودية والامارات وقطر لا يريدون ديمقراطية في السودان. ويا ريت لو اكتفوا بذلك فهو مفهوم ومعلوم بالضرورة ولكن أن تتحول المواقف إلى تدخلات بالمال والترغيب فهو ما لا يستوجب السكوت عنه.. ومن الناحية الأخرى فقد شهدت ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة- يا لها من اسم يثير كوامن الشجن- حضور بعض سفراء ودبلوماسي الدول الغربية كالولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا ، ومشاركتهم وتأيديهم لحقوق المعتصمين نحو حكم ديمقراطي يرسي قواعد احكام العدل والحرية والكرامة..ولكن هل تكفي هذه الزيارات وتطيب خواطر المعتصمين. لا نظن ذلك. فالذي تريده قوى الثورة والثوار هو ارجاع الحق لاهله، بتمثيل كافة قطاعاته، وبفئاته وخلفياته المتنوعة والتي تمثل الضمان الاساسي لدولة القانون والمؤسسات..واما الدول الغربية التي تتباكى من ازدياد معدلات الهجرة غير الشرعية، وتسبيبها لمشكلاتها المختلفة وعلى رأسها المشكلة الاقتصادية، وبسببها رفعت قوى سياسية متطرفة وعنصرية في دولها شعارات مخيفة وموغلة في العنصرية وخاضت بها الانتخابات.. للاسف الشديد فازت في كثير منها..فاتت على هذه الدول الغربية التي لها بين كل مركز بحث ومركز بحث، مركز بحث كبير !؟. أن كلما كانت الدولة مستقرة بمؤسسات ديمقراطية حقيقية، طبيعي أن تسعى لخدمة ورفاهية مواطنيها. وبالتالي لا يفكر ولا يجازف شبابها بركوب اهوال البحر والصحراء، للبحث عن حياة افضل حتى وإن كانت فرصة حياتهم لبلوغ هدفهم أقل من % 50 !؟؟. المبدعون من شباب المعتصمين لا تنقصهم الفكرة ، ولا توقفهم تطويع مفردات اللغة لتعبر عن احاسيسهم ومشاعرهم، حتى في الهم الوطني..فلسان حالهم ومقالهم يقول للدول الغربية التى تصفق للعبة الحلوة!؟، يقول الشباب:
ديمقراطية نأسسا ليك
هجرة غير شرعية نجهجها ليك
هجرة عقولنا عندك ترجعا لينا
ما البلد فتحت والحقوق زينا
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »



حكاوي عبد الزمبار
عمر عبدالله محمدعلي

20 يونيو 2019

المجلس العسكري .....وكضب الحجار والجبال !....

عليهن الرحمة والرضوان، الأمهات والجدات اللائي كن منبعا للتراث والتاريخ والحكمة ؛ وما زلن. فهن يستحقن بجدارة أن يطلق عليهن ، مكتبات إنسانية متكاملة. كانت من حكاويهن قصص فاطمة السمحة، وأمنا الغولة، والغول والسعلوة. ومن اقوالهن المأثورة، في السما صقرو وفي الواطة قبرو، لا حكت ولا بكت، نار العدو، يطرشني ما سمعت ، تبرأ وتستبرأ ، وانت يا يابا لا تموت ولا تفوت، واخيرا وليس اخرا، كضب الحجار والجبال. وعادة تقال للشخص الذي يأتي بحديث ينقصه الصدق والأمانة ،أو حتى المعقولية. يقولون لك الليلة فلان جابا كبيرة !. المجلس العسكري بعد أن نفذ مجزرته البشعة بقتل المعتصمين المسالمين بدم بارد، ثم دخل في صمت القبور. ثم فجأة ، ظهر ناطقه الرسمي في مؤتمر صحفي واعترف أمام الملأ بفعلته !؟ بقوله "تم خطأ في التنفيذ، ثم حدث ما حدث" !؟.. بعدها بيوم ، أصدر بيانا انكر فيه ما صرح به في المؤتمر الصحفي، ذاكرا أن تصريحاته في المؤتمر الصحفي، قد تم تحريفها !؟... هذه التخاريف تعد واحدة من إحدى ملهاة المجلس العسكري ، الذي مازال يحاول اللعب على الحبلين؛ ولكن هيهات. فشتارته اصبحت لا تخطيها العين. فقد تسلسلت وتناسلت فرياته وكذبه حتى أصبحت مجالا خصبا للفنانين المحترفين منهم والهواة، يتندرون بها ويثرون بها برامجهم ومنتدياتهم. كان المجلس العسكري، قد أصدر بعض الفرمانات التي تؤيد الثورة في بدايتها، قبل التفافهم عليها، فصدقهم البعض. ولكن محاولاتهم لوأد الثورة، استمرت على قدم وساق ، ففشلوا في تسويق مجلسهم ليكون البديل لنظام الطاغية البشير. وعلى الرغم من الخسارة التي الحقوها بالثوار المسالمين الأبرياء ؛ بفقد الأرواح والأنفس البريئة، التي كانت تتوق للإنعتاق ، من حكم الذل والقهر والإهانات، إلا ان الشعب السوداني لم يردخ لقهرهم ورعبهم وأذلالهم للشرفاء. لم يشهد السودان في تاريخه الحديث، عصبة إنقلابية، تتمتع بالكذب الصريح كهذه الطغمة. فحتى في كذبها، فهي تفتقد للحبكة وحسن الحيلة. فتراهم يتخبطون في التصريحات المتضاربة مرة، ومتناقضة مرة أخرى، ثم نفيها في نهاية الأمر جملة وتفصيلا..فينطبق عليهم قول حبوباتنا في كذبهم الذي أصبح مباحا، كضب الحجار والجبال ...
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »

عمر عبدالله محمدعلي

حكاوي عبد الزمبار

زمبرة والبرد!.
27 أغسطس 2017

(زمبرة مرة كان شغال في مدينة أوربية. البرد شديد يقطع النخرة. عندو صحبانو خواجات وروهو دكاكين خيرية بتبيع كوتات البرد والفنايل باسعار زههيدة. قالوا ليهو هي مستعملة لكنها بحالة جيدة. زمبرة طنش الموضوع وما اشتغل بيهو تاني...مرت أيام وليالي وكمان اسبوع، والسقط العوير ده ما عاوز يقيف أو يخف. مشى قابل صحبانو تاني وبدون مناسبة جاب ليهم سيرة الكوتات والفنايل وخجلان يقول ليهم المستعملة..واحد من الخواجات فقعها ليهو، وقال لزمبرة بتقصد إنت الفنايل والكوتات المستعملة. وبس ولا انتظر رد زمبرة ، طوالي قال ليهو ياخي أنا هدومي دي معظمها هدوم مستعملة. لأنها رخيصة وبتساعد في الحفاظ على البيئة وكمان بتوفر شغل لكتير من الناس!، وقروش الهدوم الجديدة دي بسافر بيها إجازاتي. لحدي هنا والموضوع لزمبرة ما واقع ليهو لكن كلام الخواجه الأخير ده جهجه ليهو دفاعاتو ووقع ليهو في حنانو..تاني يوم زمبرة دبل هدومو وردف ليهو شرابين، المقدود بي تحت وفوقو السليم ومرق. بعدما قرب من الدكان زمبرة غير في مشيتو وبقى يتلفت زي الحرامي. دخل الدكان براااحة باطراف اصابعينو القربو يجمدو من البرد. هناك، طوالي قبل ليك على الكوتات والفنايل وخم ليك منها كمية ومشى يحاسب..هناك قالوا ليهو حسابك حتدفع نصو، لأن اليوم في تخفيض خمسين في المائة، ولو عندك أسرة كمان حتاخد كل الأشتريتو مجانا. أما إذا كنت بتعمل بدوام غير كامل وبتاخد كورسات لغة أو كمبيوتر فعندك هنا كبونات مجانية لتختار لبستين من أشهر محلات الملبوسات لهذا الموسم.. زمبرة طوالي مسك حيطة الدكان وفكاها جاعورة بي نخجيها!!؟.)...[color=darkblue]
[size=24]
[/color]
أضف رد جديد