١٩ يوليو كومونة الخرطوم

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
Isam Ali
مشاركات: 230
اشترك في: الأحد مارس 04, 2007 11:37 pm

١٩ يوليو كومونة الخرطوم

مشاركة بواسطة Isam Ali »


من صفحة الصديقة نعمات كوكو فى الفيس بوك

يسجل العنوان ومنذ البداية وعدا بتناول مختلف لمأثرة 19 يوليو ، ثم يمضى ليقول :
19يوليو.... شرف ندعيه وفخر لاننكره
وهو تصريح مباشر ومتحد

فالى المقال :




١٩ يوليو كومونة الخرطوم ..
السعار الذي اثارته يوليو فى المحيط الدولى والاقليمى والمحلي لم يكن حبا في بقاء نميري في السلطه ولانكايه فى عبد الخالق ورفاقه ولكن لان الامبرياليه استشعرت حجم التغيير الاجتماعي التقدمي الذي كان سيجتاح المنطقه ان كتب النجاح لكومونة يوليو واتيح للسودان كبلد قارة ان ينعتق من جاذبية المركز الراسمالي مفترعا طريقه نحو نمط التنميه اللاراسمالي ...
(هادى العلوي)
19يوليو.... شرف ندعيه وفخر لاننكره
تظل ثورة 19يوليو واحدة من اهم واخطر الاحداث في تاريخ السودان الحديث.. اثارت ومازالت تثير كثير من الجدل والاسئلة والاراء والاراء المضاده . وبالرغم من مرور اكثر من اربعين عاما على وقوعها مازالت كثير من الاسئله الحائرة تبحث عن اجابات حول الملابسات التى احاطت بالحركه ونهايتها الماساويه والتقاطعات الداخليه والاقليميه والدوليه التي ادت الى اجهاضها وهي مازالت فى المهد وليده. وليس من اهداف هذا المقال الاجابه على الاسئله والالغاز التي احاطت بالحركه ولكن هدفه الاساسي محاولة اعادة قرأة كثير من الاحداث والوقائع لوضع ثورة يوليو في مكانها التاريخي السليم من مسار الثورة السودانيه .
فرغم كم التعاطف الذي حظيت به يوليو وشلالات الكتابه والشعر التي فجرتها على نطاق العالم.. نجد ان التقييم السياسي لها لايتناسب مطلقا مع عظمة الحدث وحضوره الباذخ فى وجدان الشيوعيين والديمقراطيين والقوى الوطنيه . فحدث في ضخامة ثورة يوليو وما صاحبه من ثبات وبطولة وتضحية كانت كفيلة للحزب الشيوعي ان لم يكن له يد فيها ان يدعيها. فبرنامج الثورة والذي ضحي ضباط يوليو باروحهم لانجازه كان كفيل بفتح افق ديمقراطي في جدار الديكتاتوريه الخانق ونقل الحركه الجماهيرية الى نقطة نوعية شاهقة كانت كافية لوضع اللبنات الاساسيه لاخراج هذا البلد من اوضاع القرون الوسطى التي نعيش فيها الان . فالسعار الذي اثارته يوليو فى المحيط الدولى والاقليمى والمحلي لم يكن حبا في بقاء نميري في السلطه ولانكايه فى عبد الخالق ورفاقه ولكن لان الامبرياليه استشعرت حجم التغيير الاجتماعي التقدمي الذي كان سيجتاح المنطقه ان كتب النجاح لكومونة يوليو واتيح للسودان كبلد قارة ان ينعتق من جاذبية المركز الراسمالي مفترعا طريقه نحو نمط التنميه اللاراسمالي .وهذا بالضبط ماعناه هادى العلوي فى معرض حديثه عن عبد الخالق محجوب (ولو ان الامبريالية وعملائها الناطقين بالعربية لم تنصب له ذلك الكمين الغادر مابين لندن و.......... والخرطوم لكنا اليوم نلتف حول جمهورية نادرة المثال في منطقتنا) (1). فيوليو لم تكن عملية تغيير على مستوى السلطه فقط ولم تكن صراع بين اجنحه عسكرية حول اولوية القيادة ولكن كانت برنامج متكامل للتغيير الاجتماعي منحاز للشعب وقطاعاته المتقدمه وقواه الحيه .. لذا لم يكن تقييم يوليو باعتبار ضباطها متعجلين الوصول للسلطه تقييم موضوعي على الاطلاق. فضباط يوليو كانوا يعتبرون ( ان علاقتهم بالحزب ليست فقط من اجل الماركسيه لان الكتب الماركسيه متوفرة في الاسواق ويمكن الاطلاع عليها ودراستها خارج الحزب وانما علاقتهم بالحزب كعسكريين ومقاتليين ثوريين وتحتم عليهم هذه العلاقه ان لايسمحوا ان تمر هذه الديكتاتورية تحت حمايتهم وتسالوا عن جدوى تنظيمهم العسكري اذا لم يتحرك لمساعدة الحركة الشعبية التي ظلت تتراجع امام هجوم السلطة منذ قرارات 16نوفمبر 1970واصبح نميري ومجلس الثورة مطلق اليدين وبدا فى حل النقابات واعلن خطة الحزب الواحد . وان الخطوة التالية ستكون تسريحهم من الجيش) (2) مما يعنى عمليا تصفية الذراع العسكري للحزب داخل القوات المسلحة ضمانة الحزب فى مواجهة العسكر لايقاف تراجع الحركة الجماهيرية . ودور العسكر في مساندة ودعم الحركة الجماهيرية في لحظات صعودها حدث في اكتوبر بانحيازهم الى صف الجماهير ضد ديكتاتورية عبود‘ لذا ليس من الغريب مساندتهم للحركة الجماهيرية حال تراجعها لوقف هذا التراجع وفتح مسار جديد للنهوض امام عنف السلطة والتي تستخدم ادواتها العسكرية للجم الحركة الجماهيرية.. ولااظن ان هذا كان يمكن ان يخفى على عبقرية عبد الخالق ورفاقه . فلنتامل تعليق عبد الخالق على نتائج اجتماع المكتب السياسي ليلة 13يوليو (انها ملاحظات متمشيه مع الخط العام . لكن يجب الاخذ فى عين الاعتبار ان على الحزب واجب وقف تراجع الحركه الجماهيرية الى ما لانهاية وتحديد نقطة تتوقف عندها وتبدا منها المقاومه او على الاقل الصمود فى وجه الهجمه وكذلك يجب الاخذ بعين الاعتبار راي وموقف العسكريين خاصة ومنطقهم هو التقدم والتحرك لمساعدة الحركه الشعبية من الانكسار امام هجوم السلطه المتصاعد ... اضافه الى انهم يتابعون استعداد غيرهم للتحرك .. وتامر السلطه لمواصلة ضربهم بعد ضربات 16نوفمبر وان استعدادهم للتحرك عندما يصل مرحلة معينة من الصعب فرملته)(3)
وكيف يمكن وقف تراجع الحركه الجماهيرية فى ظل سلطه فرضت العنف على العمل السياسي ؟يجيب عبد الخالق على هذه التساؤلات مواصلا تعليقاته ولايترك لنا فرصة التخمين ( يجب الاخذ بعين الاعتبار ان السلطة فرضت العنف على العمل السياسي ولن تتراجع او تزول الا بالعنف . كذلك يجب الاخذ بعين الاعتبار ان شعار الاضراب السياسي فى الظرف الحالى الملموس غير عملي )(4) السلطة فرضت العنف ولن تزول الا بالعنف .. وشعار الاضراب السياسي غير عملي فماذا يتبقى غير تحريك مقاتلي الحزب الثوريين داخل صفوف القوات المسلحة لوقف انكسار الحركه الجماهيرية ؟ فالحزب لم يكن يحتفظ بتنظيه العسكرى داخل الجيش" كريشه وجاهة على خوذة الحزب الاجتماعية " حسب مقولة الشهيد ابشيبه .
واعتقد بان محاولة الحزب القاء اللوم على العساكر وخرقهم للانضباط او وضع الحزب امام الامر الواقع غير صحيحه بالمره .. فهنالك كثير من الوقائع تشهد بان ضباط يوليو كانوا ملتزمين بخط الحزب بكل الصرامه اللازمه ويذكر محمد محجوب عثمان فى كتابه عن الجيش والسياسه فى السودان فى معرض تاكيده على مايتصف به ضباط يوليو من انضباط حزبى صارم انهم دافعوا بصلابه عن موقف الحزب الرافض لفكرة القيام انقلاب فى مارس 1969داخل تنظيم الضباط الاحرار .
واعتقد بان كل الظروف الموضوعية فى ذلك الوقت كانت تحتم القيام بعمل عسكري فجعفر نميري متمثلا بالتجربه الناصريه _حل الحزب الشيوعي والاندماج في تنظيمات الثوره – قد وضع الحزب امام خيارين لا ثالث لهما اما الاستسلام دون مقاومه ورفع الراية البيضاء وفى هذا تدمير للحزب وتصفيه لمنظماته الجماهيرية وتطلعات شعبه، او ان يحمل الحزب سلاحه ويقاتل وهذا مافعله عبد الخالق ورفاقه.. تصدوا لمسئولياتهم التاريخيه وحملوا السلاح وقاتلوا ببساله وهذا اشبه بالموقف الذي وجد فيه عمال باريس انفسهم عشية الكومونه كما كتب ماركس (ان الاوباش البرجوازيين الفرساليين وضعوا الباريسيين امام امرين لاثالث لهما : اما قبول التحدي للمعركه واما الاستسلام دون معركه ولو تمت الحاله الاخيره لكان تفسخ معنويات الطبقه العاملة كارثه اعظم بكثير من خسارة اى عدد من الزعماء)(5)
ولا اعتقد بان بيان الحزب اواخر مايو داعيا بوضوح لاول مرة عزمه اسقاط سلطة مايو ، ورد الحزب على بيان 12مارس بان السلطه لا تقوى على تحطيم الحزب واذا ما حاولت فستضع نفسها فى موضع الخطر لااعتقد بان هذا الرد الصارم والواضح كان لمجرد المزايده اوالتهويش .وعلى الذين يتحدثون عن الخسائر التى حاقت بالحزب جراء 19يوليو . من فقد للقادة وتصفية لمنظات الحزب وملاحقه لعضويته عقب فشل الانقلاب وهى خسائر فادحه دون شك لنفر من انبل ابناء شعبنا عليهم احصاء الخسائر في حالة عدم قيام 19 يوليو ومن ثم المقارنه . فضباط مايو كانوا مصممين على تصفية الحزب باعتباره الخطر الرئسي على سلطتهم سوى تحرك جنوده في القوات المسلحه او ظلوا قابعين في اماكنهم ينتظرون اقدارهم وهو موقف لم يكن التاريخ يغفره لعبد الخالق ورفاقه الاستسلام دون قتال مع وجود قوة ضاربه تحت تصرفهم.. ثم من قال ( بان النضال لا يقوم الا ضمن شروط تؤدي حتما الى النجاح . ) ؟
فمخطط تصفية الحزب مخطط دولي واقليمي لعب فيه جعفر نميري دور الوكيل المحلي وهذا واضح من الدور المصري عقب مهاتفة السادات للنميري بضرورة الاسراع باعدام الشفيع وواضح في الدور الليبي والبريطاني فى التامر لانزال طائرة بابكر النور وحمد الله وواضح من الدور الذي لعبه صاحب شركة لونرو والتي وضعت طائرة خاصه تحت تصرف خالد حسن عباس فى اطار تنظيم الانقلاب المضاد . فمتابعة المخابرات البريطانيه اللصيقه للحزب الشيوعي كما هو واضح فى وثائق المخابرات البريطانيه اثبت لها مدى قدرة وحيوية هذا التنظيم الطليعي ومدى خطورته على المنطقه باثرها فى ظل توازنات الحرب البارده . واظن بان الحدث الذي وضع الحزب في مركز دائرة اهتمام المخابرات البريطانيه والاميريكيه دوره المحوري في ثورة اكتوبر واسقاط ديكتاتورية عبود بل وفضح الانقلاب وهو مازال جنين فى رحم السفارة الاميريكيه فى الخرطوم . اما ما زاد من سعار اجهزة الاستخبارات العالميه فهو فوز عبد الخالق محجوب في دائرة امدرمان الجنوبيه المقفولة للزعيم الازهري وهذا ما رفع درجة الخطر لديها واصبحت تتحين الظرف المناسب لتوجيه ضربه للحزب عبر وكلائها المحليين .
فماهي الظروف التي وجد الحزب نفسه فيها وقادت الى اتخاذ قراره بضرورة منازلة السلطه باستخدام تنظيمه العسكري داخل القوات المسلحه ؟ وهل كان الصدام حتميا وهل وصل التناقض بين سلطة مايو و الحزب الى حده التناحري؟
لن نتوقف كثيرا عند بيانات نظام مايو ضد الحزب مثل بيان 12فبراير المعادي للحزب والشيوعيين وخطاب ميدان سباق الخيل الداعى الى تحطيم الحزب الشيوعي وسنتجه مباشره للخطوات العمليه التي اتخذتها سلطة مايو لتصفية الحزب ومنظماته الجماهيريه :
ـ قرارت 25مايو71والتي حل بموجبها الاتحاد النسائي واتحاد الشباب.
ـ اقصاء بابكر النور وهاشم العطا وفاروق حمد الله وتحديد اقامتهم .
ـ احالة 13 من ضباط القوات المسلحة الى التقاعد .
ـ اعتقال الكوادر الوسيطه للحزب .
ـ مصادرة اموال حامد الانصاري بتهمة انها مملوكة للحزب .
ـ اعتقال عبد الخالق محجوب وعزالدين علي عامر .
كما نشب صراع بين الحزب وسلطة مايو حول كثير من القضايا الاساسيه مثل ضرب الجزيره ابا وود نوباوي والمصادره والتاميم والوحده الثلاثية والتدخل السافر من قبل مصر في الشأن السودانى وهذا يعني ببساطه بان السلطة قد اتجهت بكلياتها نحو تصفية الحزب عبر ضرب منظماته الجماهيريه واعتقال كادره القيادي والوسيط وتصفيه كادره العسكري داخل القوات المسلحه وهنا لم يكن للحزب ترف ان يركن الى الاقدار ويراهن على حسن نوايا نميري وطغمته بل توجب عليه ان ينفذ ماورد فى رده على بيان 12مارس بان السلطه لاتقوى على تحطيم الحزب فاذا فعلت فستضع نفسها فى موضع الخطر وهو مايؤكد بان ضباط يوليو لم ينفذوا 19 يوليو بمبادرة ذاتيه منهم بل بعلم الحزب وتوجيهه وموافقته حين انسد افق العمل الجماهيري فالحزب كان يعرف تماما متى يشهر سلاحه ومتى ينحيه جانبا اما تسليمه فلم يكن واردا على الاطلاق .
ورد في وثيقة تقييم 19يوليو مايلي ( في هذا الاطار طرح المكتب السياسي على العسكريين عددا من القضايا وطلب رأيهم حولها :-
- ان أي برنامج للتصحيح يجب ان يكون برنامجا للاصلاح الشامل : حريات الشعب ، التحالف ، الوضع الاقتصادي المتدهور ، الاداء الحكومي المتدني لمؤسسات القطاع العام وفى المشاريع غيرالمدروسه ، قضية الجنوب ..... الخ
- احتمال تدخل دول ميثاق طرابلس مصر وليبيا .
- احتمال التدخل الاجنبي عن طريق اثيوبيا
- الوضع فى المدرعات والمظلات لايمكن الاطمئنان اليه .. والوضع فى البوليس يحتاج الى تقدير وكذلك وضع الحرس الوطني والقوات الخاصه التى يقال بان مجلس الثوره قد شرع في تنظيمها .
- تقدير الوضع وسط الجنود وتقدير حجم القوات المتحركه للانقلاب والقوات المضاده .
- هل يبقى بابكر النور وفاروق حمد الله فى الخارج ام يعودوا للمشاركه ؟ ))(6)
ماذا يمكن ان نطلق على هذه التساؤلات سوى انها تقدير موقف للجوانب الفنيه للعملية العسكرية وموافقة المكتب السياسي الواضحه على تنفيذ العملية بعد اجراء التحوطات اللازمه والضروريه لضمان تنفيذ العمليه واعطاء الضوء الاخضرلضباط يوليو ببدء اجراءات التنفيذ ثم الا توضح دقة وعمق الاسئلة المطروحه من قبل المكتب السياسي بان الموضوع قد تم نقاشه بشكل مستفيض ودقيق من كل جوانبه في اجتماعات المكتب السياسي ولاكثر من مره ؟
هل نحتاج لمزيد من الشواهد ؟ تقول السيدة نعمات مالك ( ان عبد الخالق محجوب قلق عندما لم تقطع اذاعة امدرمان برنامجها في وقت معلوم لتبدأ فى بث المارشات العسكريه )(7 )– وقد قام عبد الخالق ونقد بصياغة بيان الحزب الجماهيري الشهير المؤيد ليوليو بعنوان وذهب الزبد جفاء(8) " وتم تكليف جوزيف قرنق بصياغة الاوامر الجمهورية " (9).
ولنتمعن في الواقعه التاليه فهي كافية لكشف الى أي مدى اصبح الصراع ضد الحزب سافرا من قبل طغمة مايو وانه ماعادت هنالك قيمه اخلاقيه او وازع من عرف او ضمير يردع طغمة مايو من الولوغ فى تحطيم الحزب دون أي خطوط حمراء .
يقول اللواء طيار كسباوي انه فى اجتماع ضم حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية المصري ومعاونيه من ضباط المخابرات ابدى نميري قلقه من شحص واحد قال انه يسبب لهم الازعاج . فسأله الشافعي : من يقصد ؟ فرد : سكرتير الحزب الشيوعي عبد الخالق محجوب (المعتقل وقتها) واضاف نميري قريبا سنتخلص منه فسأله الشافعي : وكيف ستتخلص منه فرد النميري : نودي الجنوب ونعمل ليهو كمين نتخلص منو هو وحرسه. فكان رد الشافعي بان السودانيين سيعلمون باته وراء المخطط كما ان الخطوه ستأ لب عليهم العالم لاسيما الاتحاد السوفيتي واقترح على نميري عقارا بعينه يدس في اكل عبد الخالق يؤدي الى قتل كريات الدم البيضاء وابان له بانه متى مايفرغ عبد الخالق من تناول الكورس عليهم ان يطلقوا سراحه وسيموت فى منزله موت الله )(10)
وعندما وصلت عبد الخالق هذه المعلومه قال بانه يفضل ان يموت في الشارع رميا بالرصاص على هذه الموته اللئيمه التى تعد له .
وفى تقديري ان بدء الخطوات العمليه لتنفيذ 19يوليو وتحديد ساعة الصفر قد انحصر في دائره ضيقه حول عبد الخالق واظنها لا تتعدى اربعه او خمسه اشخاص لان حدث بحجم يوليو لابد ان يحاط بسرية مطلقه . وقد يكون كثير من اعضاء اللجنه المركزيه لاعلم لهم بثورة يوليو وهذا من جراء المناخ الذي كان سائدا في الحزب والظروف المحيطه به عقب انقسام معاوية واحمد سليمان وانضمامهم الى زمرة مايو ... اذ كانت اغلب اسرار الحزب مبذولة على طاولة طغمة مايو اضافة الى الخوف المبرر من وجود ازيال من الانقسام ماتزال داخل صفوف الحزب فكلما زادت دائرة اتخاذ القرارفى قضية مصيرية بهذا الحجم كلما ما زادت احتمالات انكشاف الحركه ومن ثم التضحية بكامل عناصر الحزب داخل القوات المسلحه .
كل هذا يدلل على ان ضباط 19يوليو هم اعضاء حزب ملتزمون لم يخرقوا الانضباط الحزبي ولم يقوموا بيوليو حسب تقديراتهم الذاتيه من وراء ظهر الحزب ولكن نفذوا التكليف الصادر اليهم من الحزب بضرورة اشهار السلاح والدفاع عن الحزب ومجمل الحركة الجماهيريه وقد نفذوا التكليف الصادر اليهم ببطولة ورجوله وشجاعه ازهلت العالم ورفعتهم الى مصاف ابطال الاساطير القديمه وقد استشهدوا وهم يهتفوا باسم الوطن والشعب والحزب.
فيوليو لم تكن شينه حتى ينكرها الحزب بل علامه وضيئه في تاريخ الحزب وهى شرف ندعيه وفخر لاننكره قام بانجازه مقاتلي الحزب الثوريين داخل القوات المسلحه وقيادة الحزب المدنيه في ملحمه جسوره من البطوله والفداء والايمان بمبادئ الحزب وبرنامجه وتطلعات شعبه فى حياة كريمه من الديمقراطيه والحريه والعدالة والمساواه .
فيوليو لم تكن ضد نظام حكم ديمقر اطي تعددي وانما كانت ضد سلطة دكتاتوريه غاشمه كانت تعد العده للقضاء على الحزب سواء قام بانقلابه او لم يقم به ... ولقد بانت مخططاتهم وضعة ونزالة طبعهم عقب فشل ثورة يوليو فى اطلاق احط غرائزهم المتوحشه فى عمليات التشفي والانتقام التي طالت كادر الحزب المدني والعسكرى .
لقد كانت مايو النفى السلبي لكل مكتسبات اكتوبر وكان لابد من استدراكها بنفي النفي الجدلي في يوليو لمد الخط الصاعد لحركة التاريخ المار بمحطات الثورات الكبرى 1882-1924-1964.
وبرغم شلالات الدماء وبرغم ارتال الشهداء الذين اضاءوا بدمائهم عتمة التاريخ وبرغم فقدنا لرجال مانزال في اشد الحوجه اليهم
سنظل نردد ماقاله ماركس عقب هزيمة كومونة باريس( مهما يكن من امر فان الانتفاضة الباريسيه حتى ولو قضى عليها ذئاب المجتمع القديم وخنازيره وكلابه السافله هى امجد مأثره قام بها حزبنا )
بقلم عبد الناصر السر حسن
5يوليو2013
المراجع :
1/ مجلة الحرية تاريخ 29/8/1993
2/ محمد محجوب عثمان ـ الجيش والسياسه فى السودان
3/3/و4/عبد الماجد بوب ـ 19يوليو اضاءات ووثائق
4/5 لينين حول كومونة باريس ـ دار التقدم
5/6محمد محجوب عثمان ـ سابق
6 / /7/8 /و9/ حسن الجزولى ـ عنف الباديه
7/ 10/جريدة الصحافة العدد (7020) 16فبراير
2013
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

الإنتحاريون

مشاركة بواسطة حسن موسى »


سلام يا عصام
و شكرا لك كونك جلبت لنا هذا المكتوب على منبر سودان الجميع.
لاحظت أن هذا المكتوب يلقى رواجا وسط قروبات التقدميين السودانيين في الفترة الأخيرة، و قد قرأته في قروبيبن أو أكثر في الأيام الماضية. و أظن أن شعبيته تنوّه بميل لرد الإعتبار لحركة 19 يوليو . و هو ميل مشروع حين يتم من زاوية الإحتفال بالمسلك الرومانسي الذي يمجد البطولة الإنتحارية، لكن حركة الثورة السودانية لا تحتاج لأي بطولة إنتحارية كونها حركة عمادها ـ كان و لم يزل ـ العمل اليومي وسط الجماهير ، بها و لأجلها.و قد جاء تعليقي في قروب يضم عددا من الأصدقاء الفنانين في هذا الإتجاه.
"..
يا جماعة " ثورة 19يوليو ا" دي اسمها بالكامل هو " حركة 19 يوليو التصحيحية". يعني حركة إنقلابية دبرها عدد من العسكريين اليساريين بغرض التصحيح. تصحيح شنو ؟ تصحيح الإنحراف الذي توسموه في مسار ـ " ثورة 25 مايو "، و التي اسمها بالكامل "إنقلاب 25 مايو 1969 ». و هو حركة إنقلابية دبرها تنظيم الضباط الأحرار على الديموقراطية الثانية في 1969 .
و بإختصار أقول أن حركة يوليو حركة إنقلابية غايتها تصحيح الإنحراف الذي حصل في الحركة الإنقلابية السابقة.
أما إحالة حركة 19 يوليو لـ "كوميونة باريس" ففيه جور منهجي و تاريخي غير مسبوق.

لخص ماركس كوميونة باريس بعبارة " الشعب يثور لنفسه و بنفسه " .[الحرب الأهلية في فرنسا 1871]. بينما حركة يوليو الإنقلابية حصلت من وراء ظهر الشعب ، كأفضل تعبير عن صعود تيار التفكير الإنقلابي وسط يساريي الطبقة الوسطى الحضرية في السودان.

و في نظري[ الضعيف] فهي لا تشرف حركة الثورة السودانية ، كما جاء في عنوان عبد الناصر ،حتى يدعيها الثوريون رغم أنها تظل تهمة فادحة مخيمة فوق رأس حزب الشيوعيين السودانيين. لأن الخسارة التي جنتها حركة الثورة السودانية من هذه الحماقة الإنقلابية تظل أهم خسارة سياسية في تاريخ الحركة التقدمية في السودان.
"

سأعود
أضف رد جديد