مكاتيب حامد فضل الله و هاشم مساوي

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

مكاتيب حامد فضل الله و هاشم مساوي

مشاركة بواسطة حسن موسى »


مكاتيب حامد فضل الله و هاشم مساوي




النصوص ادناه من نوع الرسائل الأخوانية التي تصون الود و تربط الخواطر عبر المسافات. و هي من الأدب النادر في مشهدنا الثقافي لأن كتاب هذا النوع يضنون به على القراء من خارج دائرة الراسل و المرسل إليه. و قد برنا الصديق حامد فضل الله ببعض من مراسلاته مع صديقه و زميله د. هاشم مساوي و ننشرها كعيدية و لنا اجر المناولة.



 
ما أضعف الإنسان1!!
د. حامد فضل الله / برلين
 
مهداة إلى "الزول النضيف" الصديق الطبيب الإنسان هاشم مساوي أخصائي علم الأمراض
والباحث الاكاديمي في المدينة المنورة / السعودية، والاستاذ الزائر دوماً في الجامعات السودانية.
 
رن جرس الهاتف فاستيقظت مذعوراً. تناولت السماعة، جاءني صوته عبر الأثير مجلجلاً ومضطرباً في عين الوقت وعلى البعد كنت أسمع صوت الصديق الآخر.
قلت لهما: لقد حادثته في الضحى.
قالا : الساعة الآن قد جاوزت منتصف الليل بكثير.
تحادثنا ثلاثتنا طويلاً وقلبنا الأمور والاحتمالات وقلت: لا داعي للقلق.
فقالا: هذا شيء ليس من طبيعته، فخطواته محسوبة وطريقه مرسوم.
رجعت إلى غرفة النوم فوجدتها على حافة السرير وقد فر النوم من عينيها.
سألتني بنظرتها فأجبتها.
فقالت: فكل خطواتنا محسوبة وطريقنا مرسوم.
 
من خلال النافذة رفعت نظري إلى السماء، قبل أن احني رأسي مؤكداً مؤمناً على قولها، وسحبت غطاء السرير فوق جسدي وبدأ الاضطراب والقلق والأرق. رن جرس الهاتف مرة أخرى. قفزت من السرير مهرولاً إلى غرفة الجلوس حافي القدمين. تناولت السماعة لا صوت من الجانب الآخر. أرجعت السماعة أولاً إلى مكانها ورفعتها مرة أخرى وبدأت رحلة التلفونات، أدرت القرص عدة مرات محاولاً الاتصال ببعض الأصدقاء ولكن لا حياة لمن تنادي، هل الكل في الخارج؟ أم في سبات عميق؟ اتصلت بهما مرة أخرى، أحدهما غادر السكن وجاءني صوت الآخر المألوف. سألته : ألا تزال ساهراً؟ أجابني بطريقته : " نوم عيني البقى لي سهر"،  وأكد انه لم يتصل بي مرة أخرى كما تصورت، وأردف قائلاً لا خبر ولا أثر.
 
عدت إلى السرير بخطوات متثاقلة ومضطربة وبدأت رحلة العذاب من جديد، أرق وأضغاث أحلام وتملكني الخوف. يا إلهي نسألك الرحمة في بلاد الغربة، " ربنا يكضب الشينة " تخيلته بجسمه النحيل وبشرته القمحية وبراءة الأطفال في عينية وهو يصدح في عز الليل وما سكن الوتر وينشد من قريضه :
            قبل ما يولد
            سافر أبوه للبلد البعيد
            وطال السفر
            ومحمد2 كبر
            عايز أبوه حيران يفتش في البشر
           
ويواصل بصوته العذب
            من زمن
            أنا في انتظارك يا بُني
            وأنت قادم في الطريق
            إن شاء الله واصل
            أنا في انتظارك يا بُني
            من زمن كنت فكرة
            ولسه تتكون مراحل
            قبل ما أشوفك بعرفك
            وأرسم لصورتك كم شكل
            وأتخيلك.
 
رن جرس الهاتف للمرة الثالثة وجاء الخبر السار، ورجعت إلى السرير بخطوات ثابتة وبشعور غريب وتعجبت لضعف الإنسان ووجله، وقبل أن يستسلم جسدانا لنوم عميق كنت أردد قول الشاعر العربي الكبير الراحل بدر شاكر السيّاب في سفر أيوب:
            لك الحمد مهما استطال البلاء
            ومهما استبد الألم
            لك الحمد، إن الرزايا عطاء
            وإن المصيبات بعض الكرم
            ألم تعطني أنت هذا الظلام
            وأعطيتني أنت هذا السحر؟
            وإن صاح أيوب كان النداء:
            „لك الحمد يا رامياً بالقدر
            ويا كاتباً، بعد ذاك الشفاء !“
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ من كتابنا بعنوان " أحاديث برلينية، حول قضايا أوروبا والاِسلام وفي الأدب والفكر" الصادر في برلين 2013.
2 ــ  الآن طبيب جراح.
 





من الأرشيف البرليني
حامد فضل الله
 
بقلم: د. هاشم مساوي / المدينة المنورة
هو طه حسين و لكنه مبصر و عيونه مفتوحة على تفاصيل الحياة و لا يفوته مشهد. إنه إبراهيم ناجي و لكنه مارس طبه و فضل الواقعية على الرومانسية و تعايش مع المباني القائمة و لم يضع وقته في البكاء على الأطلال. إنه مصطفى سعيد بعنفوانه و لكن ليس بعنفه لأنه لم يقتل جين موريس بل تزوج الأوروبية بالحلال و أنجب الأطفال إنه حامد فضل الله.
أقرأ كتابك أحاديث برلينية و أشعر بمزيج من المتعة و المسئولية كأني أنا الكاتب و القارئ في ذات اللحظة.  اتفق و اختلف مع الأفكار. أحياناً أفهم و أحياناً أتفهم و أحس أنها مسألة داخلية و كثير من فقرات الكتاب تشعرني بأنك أنا أو أنني أنت.
المداد الذي كتب به الكتاب هو عينة دم من شخصية حامد بتشخيصها السهل الممتنع و قد انسابت على الصفحات. و كما أعرفه ربما يخاف من الدين و لكن لا يخاف من رجال الدين. و كذلك كان عمه الجعلي محمد عوض الكريم القرشي "ود القرشي" يطلق اسماء جريئة على أغانيه , رب الجمال , رب السعادة و يا إله فني. منذ فترة لم أقابل حامد فضل الله و لكن رأيت صورته و قد اشتعل الرأس شيباً و قرأت كتابه1 و أدركت أن هناك شعرة واحدة لم يدركها الشيب و البياض و هي شعرة معاوية التي ظل يحافظ على سوادها البيولوجي بلا صبغة و يتواصل بها حتى مع أكثر الناس شدة و تشددا سواء في (بنابر) الحكم أو منابر المعارضة داخل أو خارج الوطن. الكتاب يكاد يقوم مقام المعرفة الشخصية للأخ حامد فهو مواطن سوداني لم يتخل عن وطنيته و بالرغم من أنه يسكن خارج الوطن إلا أن الوطن يسكن بداخله و سيرته الذاتية مرتبطة بالوطن حتى في السنوات الأخيرة و لكنه مواطن عالمي. زاد ارتباطه بألمانيا التي وجدها باردة و جاهزة و حقوق الإنسان فيها تحتاج فقط لإضافات بسيطة يعرفها هو و قد ذكر جزءاً منها في كلامه عن وضع الإسلام و المسلمين و هناك أشياء معينة لا و لن ينالها المسلمون في ألمانيا إلا بمساعدة و أفعال حامد فضل الله فهو عالمي وكوني في التكوين والبرمجة و أمثال نسخة مشابهة له من المغتربين  ــ أخواني من العقد الفريد ــ  في ألمانيا الذين تراكمت في شخصيتهم عدة شخصيات في العطاء والأداء، وتراكم الجينات الوطنية السودانية. وكلك شخصيات ابتداءً من كونتا كنتي بطل رواية الجذور و حتى أليكس هيلي الحفيد السابع في تسلسل.. و لكن إذا سافر حامد فضل الله إلى مكة المكرمة و المدينة المنورة للعمرة و الحج فيكون قد جدد شخصية مالكوم إكس الذي زار السودان بعد الحج و رجع لأمريكا بتفهم جديد فأنا أرجو و أترجى أن تحضر يا حامد للحج هذا الموسم ثم تمر على السودان ثم ترجع إن شاء الله إلى المانيا. ساعدت الطبول و النوبة و الدفوف الصوفية في انتشار الاسلام في أفريقيا و ساعدت التجارة على انتشار الاسلام في آسيا و الآن تساعد الثقافة و الأدب و الفكر في انتشار الاسلام في ألمانيا و أوروبا و أنت يا أخي مثقف و مؤدب و مفكر تؤاخي بين الحداثة و الإيمان. ترجمة مقاطع من كتابك تخدم الدعوة كثيراً و الذي أرجو أن يكتب حتى عنوانه بالألماني بجانب العربي. كتاب الإسلام بين الشرق و الغرب لكاتبه على عزت بكوفتش به الكثير من الأفكار العميقة و الحقيقة ذكرني بها كتابك و كتابات مراد هوفمان مثلاً تأتي من تجارب مسلم جديد من الغرب الأوروبي و تكاد تأتينا معها (عقدة الخواجة) مرة أخرى و لكني أرى فيك المسلم القديم و الأفريقي في أوروبا يخرج حقوق الإنسان من حقيبته السودانية. و أكاد أجد الإجابة في كتابك عن السؤال: من أقرب للإلحاد, الإسلامي السياسي الذي يقيد الدين بإمكانيات البشر و يعجل الثواب لجماعته و العقاب للآخرين في الحياة الدنيا و كأنه عملياً لا يرجو الآخرة ، أم المسلم العلماني الذي يؤمن بالعدالة و حياد الدولة. و ربما ينتظر الناس الإجابة الحضارية من مدرسة الإسلام الغربي أو سمها ما شئت على غرار المدرسة السلفية و الصوفية و الإخوانية الخ.
نحن الأفارقة عرفنا المدارس الفكرية الغربية أثناء و بعد التحرر مباشرة في المدرستين الفرانكفونية (فرنسا) و الأنجلونية (انجلترا) كما انعكست على أدبيات منظمة الوحدة الأفريقية و تجلى مثل سنغور من الأولى و نكروما  من الثانية و الآن لحقت بهم و تجلت المدرسة (الألمانية) لقاح بين الإثنين و كتاب حامد فضل الله نتاج و إضافة رائعة و تعبير عن رواد هذه المدرسة. كتب سيرته الذاتية بطريقة المفيد المختصر و كعادته يعبر بك بسرعة مباشرة من أخباره إلى أفكاره و كأنه يروج لحزب و هو ليس له حزب و كما قال (أنا لست حزبياً و لا أخفي في الوقت عينه معارضتي للنظام الحاكم) فنحن الذين نعرفه نعرف أن بداخله مؤتمراً لعدم الانحياز منذ ايام باندونج. ذهبت معه مرة إلى محفل ثقافي في برلين الشرقية و تناولت ذلك العود العراقي و غنيت آخر المقطع للأرض الحميمة و للظلال الزرق في غابات كينيا و الملايو فأعجب الحضور و عرفوا أننا و كلنا في الهم و الآمال شرق. حامد كالمدخن يدمن السياسة و يتضايق منها و يبيع و يشتري في سوقها و يدفع الضرائب و ينو بهموم الربح و الخسارة كل ذلك و هو لا يملك دكان. رغم واقعيته إلا أنه ما زال يحلم بالسياسي الذي يجمع و لا يفرق و مانديلا يقول السياسة تفرق و الثقافة تجمع و بطريقة أقوى تذكرت قوله و أنا أتابع في قناة جنوب السودان ابراهيم دينق الدينكاوي الذي أخذ طمبور الشايقي معه إلى جوبا و يردد (يا يمة رسلي لي عفوك ينجيني من جور الزمان) و يعتلج بداخلي ألم الفصال مع أمل الوصال. و قد كتبت في مقال سابق للمرحوم كمال حنفي و قلت لو تركوا موضوع الوحدة مع الجنوب إلى عوض دكام و محمد أحمد عوض و رمضان زايد لأنجزوه أفضل من السياسيين.
جميل أن أقرأ عن شخصي الضعيف في ثنايا الكتاب (ما اضعف الإنسان) و جميل أن أكون شخصية في حنايا الخاطر لأن الخاطر منطقة في العقل منزوعة السلاح بعيدة عن الحرب قريبة من الحب و كثيراً ما غنينا, عشان خاطرنا و دايماً أطيب خاطرك الغالي. و يا ليتني أرسلت لك قصيدتي أبواب المسجد التي تحدثت أنت عنها و علقت عليها في منتدى في برلين و هي مرفقة الآن مع هذه الرسالة فقد كانت شخصياتنا، أنت و أنا و الفاتح عبد الماجد و ياسر و صلاح يوسف و جعفر سعد الى آخر القائمة تتداخل بين ابياتها و موسم الهجرة الى النفس المطمئنة. و كما ورد في كتابك الحديث عن الناس البلاستيك في ألمانيا ستجد أيضا إشارة للجمال البلاستيكي في القصيدة.  يا أخي حامد أنا عانيت مثل أستاذك دكتور لاكس Lax كما ورد في كتابك الذي أتهم باليمينية في برلين الشرقية و باليسارية في برلين الغربية فقد كان السياسيون من جماعة ألمانيا الشرقية يتعقدون من هذا اليميني الذي يهوى الفن و يرتاد المجالس و في ذات الوقت كانت التوصيات تأتي لطلاب اليمين من قياداتهم ليأخذوا حذرهم من هذا اليساري الذي يرتاد المساجد و الأمر يعود لخلط الجانبين بين الدعوة و السياسة و كما ذكرت لأحد المنظمين اليمينيين عندما قابلني لأول مرة و قال لي مستغرباً (انت ما قالوا عليك يساري؟) فقلت لهً (أصحاب اليسار ليسوا هم أصحاب الشمال) و شرحت له كيف أن وضعي يعتمد على موقع الآخر فإن كان في أقصى اليمين فإنه يراني يسارياً و إن مع العسر يسراً و إن كان هو في أقصى اليسار فسوف يراني يمينياً و ربنا يجعلنا من أصحاب اليمين و الحمد الله فكلا اليسر و اليمن مذكور و مشكور في القرآن و القرآن كريم..
ساعدني كتابك لأوصل أفكاري لابني محمد و هو يحزم حقائبه ليبدأ موسم الهجرة إلى الشمال و يتخصص في الغرب فإما يبقى مثل حامد أو يتخارج مثل هاشم و لكن لا يغرق مثل مصطفى سعيد.
سلامنا لأسرتك الجميلة و تلك المرأة العظيمة بريجيتا التي تعايشت مع جعليتك عبر السنين و عاشت معك، شمال و جنوب السودان و نسابتك الذين لم تصلنا أخبارهم عبر السطور في هذا الكتاب و قد توقعنا أن نجد الكثير عن تعاملهم معك و تعاملك معهم خاصة و أن للألمان الشرقيين عموماً شفقة و إشفاق و حنية في حياتهم الأسرية أكثر من الحياة القبيلة المتخلفة أو الحياة الإنفرادية المتعصرنة و أقوى على مقاومة الظروف (في زمن ماشي و زمن جاي و زمن لسة
أسأل الله لك العافية يا أخوي حامد و العافية أشمل و أكمل من الصحة، فالعافية ترددها حبوباتنا و أمهاتنا و يطلبنها أكثر من الصحة كما جاء في هدى النبي صلى الله عليه و سلم (سَلُوا اللَّه العافيةَ في الدُّنْيا والآخِرةِ) لأن العافية تصاحب صاحبها للعالم الآخر و الصحة تفارق صاحبها قبل نهاية الحياة الدنيا و الآخرة خيرٌ و أبقى.
هاشم مساوي
المدينة المنورة صفر 1436 – ديسمبر 2014 
1 ــ حامد فضل الله، أحاديث برلينية حول قضايا أوروبا والاِسلام وفي الأدب والفكر.
    الناشر: دار الدليل للطباعة والنشر ــ برلين ، نوفمبر 2013

أبواب المسجد

هل هو العائد من فجٍ عميق
تبادلته المطايا
و ركبان القوافل
فاشتكي طول الطريق
و شاب من هول المسافة
أم هو الصاعد من درك سحيق
طوقته المنايا
و غاص مركبه الغريق
و تباعدت عنه السواحل
ما بالغريب
بل رهيب أمر هذا الفاتح الأبواب
قبل أن يبدى سؤال
يسدى كل أسباب الضيافة
لا قائمة للحظر
لا دفتر للأقوال
بل مفتوحة كل الأبواب
من ظُلم بأبواب العدل و التقاضي
ومن ظَلم فأبواب الفضل 
و التراضي
و ممنوحة كل الخيارات البدائل
هذا العائد المسكين
بدأ التوسل بالتعذر و التأسف
للتفريط في الفرض 
و إهمال النوافل
تعلل  بالمعيشة و بالدراسة
بشبهات الشيب 
و شهوات الشباب
بأخطاء الغير
و حتي سوء الطالع
أدرجه ضمن أنواع الوسائل
و ربي ما سئل
كريم هذا الفاتح الأبواب
يخط صفحاً تحت الجواب
قبل أن تُبدى المسائل
هذا العائد المسكين
حكي سيرته الذاتية
عادية مثل أشباه الحكايا
كان يسعي في المدينة
كل صبح و مساء
ينو بأعباء الوظيفة كل يوم
و ما اهتم يومآ بتبليغ الرسائل
كان أذا ما اتسع الهم
من كلف الحضارة
و ضاق الصدر من نفس الحريق
يأتي أزهار المدينة رغباً و رهباً
فيحتسي السم المذاب
في رشف الرحيق
و يصطنع من البلاستيك الخمائل
نزف الوقت زمناً من الأحشاء
و تسلل العمر هرباً
رغم أحكام الحراسة
و كان كلما جمع للسعد ذهباً
غاض السعد و ازداد الشقاء
و تفرق الجمع من حول التعاسة
شغله علم الأمراض 
عن الأمراض
فما بلغ العلم أهداب اليقين
رغم إتقان الدراسة
تعالت الأماني علي الطموح
فما جاوز الحلم أوهام الخرافة
اعتنق الآراء للأحكام مذهباً
فما صادف الحكم عدلاً
رغم تبرير السياسة
ما قاوم العظم وهن السنين
رغم أنواع الوقاية
اختلف العلاج مع الشفاء
فتسلل السقم الدفين
بين أسباب البقاء
و تهرأت أنساج الخلايا
فما سلم من القلب إلا الرجاء
مضي به مع المتلاحقين
برد به النفس عن حر الحماسة
فكان في آخر المتأخرين
جميل هذا الفاتح الأبواب
ما انتظر للعفو سبباً
وما نظر إلا في النوايا
فقربه مع الواصلين من الأوائل
أطرق فإذا مكتوب
ممنوع خيبة الأمل
انطلق فما زال للعمر بقايا
و لابد للرجاء من عمل
أصدق الرجاء بالعمل
أحسن الرجاء بالعمل

هاشم مساوي برلين. شتاء‏ ‏95
 
أضف رد جديد