عبد الصبور يحدس من خلال الحلاج بمصيره المأساوي- شوقي بزيع...

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

قلب الشاعر الواهن

مشاركة بواسطة حسن موسى »


سلام يا ابراهيم
و شكرا على بذل نص شوقي بزيغ الغميس في سيرة قلب الشاعر الواهن
أهلنا قالوا " التسوّي بإيدك يغلب أجاويدك" و في رواية " قد يجيب أجلك"

"
..
ليس في وسع هذه المقالة بالطبع أن تحيط بكل ما حققه صلاح عبد الصبور من إنجازات نوعية على مستويات الشعر والنقد والمسرح الشعري، وهو المبدع المتعدد والمثقف التنويري الموسوعي. ومع ذلك، فمن الصعب أن أختمها دون أن أشير إلى وجه شبهٍ ما بين مأساته الشخصية ومأساة الحلاج، فالثمن الباهظ الذي دفعه الحلاج لم يكن بسبب معتقداته الدينية، بل بسبب مواقفه السياسية المعادية للطغيان والنظام الجائر، وهو ما يؤكده سؤال القاضي ابن سليمان للحلاج: «هل كنتَ تحضّ على عصيان الحكام؟»، وجواب الأخير قائلاً: «بل كنتُ أحضّ على طاعة ربّ الحكّام \ برَأ الله الدنيا إحكاماً ونظاماً \ فلماذا اضطربتْ واختلّ الإحكام؟ \ خلق الله الإنسان على صورته في أحسن تقويم \ فلماذا رُدّ إلى درك الأَنعام؟». صحيح أن أحداً في السلطة لم يصدر قراراً بإعدام الشاعر مصلوباً، كما حدث للمتصوف الشهير، ولكن الصحيح أيضاً أن السلطة المصرية، التي اتخذت في حينه قرارها الخاطئ بالموافقة على المشاركة الإسرائيلية في معرض القاهرة الدولي للكتاب، هي التي وضعت رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب في وضع لا يُحسد عليه، بحيث بدت وكأنها قد اتخذت قراراً موازياً بالاغتيال المعنوي للشاعر، الذي لم يتمكن في لحظة تخلٍّ غير مفهومة من اتخاذ قرار جريء بالرفض أو الاستقالة، ولم يستطع قلب الشاعر الواهن أن يصمد طويلاً إزاء عراكه المؤرق مع نفسه، كما إزاء محاكمته القاسية من قبل أصدقاء ورفاق له راحوا يكيلون له التهم دون رحمة، فأنهى بتوقفه عن الخفقان حياة أحد أكثر شعراء مصر موهبة ونبلاً وتعبيراً عن الحقيقة الشعرية.

"
سأعود
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

أقاويل موسمية في مقتل الشاعر الصبور

مشاركة بواسطة حسن موسى »




سلام يا إبراهيم الخليل جعفر و عذرا كوني تأخرت في العودة لسيرة استشهاد الشاعر الصبور على مذبح جيوبوليتيك الصداقة. و قد حيرتني عبارة هذا الكاتب البزيع الذي ألقى قولا خفيفا في سبب موت الشاعر . و "البزيع" في لسان العربان هو الغلام المليح اللبق الخفيف، و لو شئت قل : "البُزَاع" ،و هو الغلام يتكلم من دون استحياء».و قد توجست من قولة بزيع الغميسة التي يقول فيها :ـ
"
ولم يستطع قلب الشاعر الواهن أن يصمد طويلاً إزاء عراكه المؤرق مع نفسه، كما إزاء محاكمته القاسية من قبل أصدقاء ورفاق له راحوا يكيلون له التهم دون رحمة، فأنهى بتوقفه عن الخفقان حياة أحد أكثر شعراء مصر موهبة ونبلاً وتعبيراً عن الحقيقة الشعرية.
" ،
.
يازول قلب الشاعر ما مضمون.[ أحسن قلب الشارع لأنو ما بكضب]. و هذا الشاعر الصبور العظيم لم يمت من لوم الأصدقاء الذين عابوا عليه امتثاله لقرار السلطات المصرية بقبول المشاركة الإسرائيلية في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة ، و هو ،حينها، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب،[و" الصديق وكت الضيق" كما جاء في حكمة الشعب]. لكنه مات من مشقة المشي المستحيل على دربين متناقضين :درب الشاعر الماشي وسط الشارع زهدا في حطام متاع الدنيا و درب المدير الملتحق بالسلطان الغاشم الطامع في متاع الشعراء، لأنه يعرف أن ثوب الشاعر ـ في أمة معجزة نبيها في الأدب ـ يستر عورات السلطان بكفاءة عالية.و الناقد شوقي بزيع ليس أول و لا آخر من سعى لتسويغ موت عبد الصبور كإحتمال في المسلك الإستشهادي على أثر الحلاج. و هو، في كلمته المغرضة، لا يشذ عن عامة الكتاب الذين يلوكون في مقتل الشاعر الشهيد كلما هلت الذكرى السنوية لرحيله.و من يقوقل " مقتل صلاح عبد الصبور" في ثنايا النيت يرى العجب العجاب.
في صيف 2015 كتبت نسمة فرج ،في موقع " مصراوي"، تحت عنوان" عبد الصبور، من النقد ما قتل" :ـ
"..ـ تحل علينا اليوم الذكرى الرابعة والثلاثين للرحيل الشاعر صلاح عبد الصبور، والذي تعرض لأزمة قلبية بعد أن وجه الشاعرين أحمد عبد المعطي حجازي، وبهجت عثمان، نقدًا لاذعًا لقبول منصب رئيس الهيئة العامة للكتاب واستضافة إسرائيل في معرض القاهرة الدولي عام 1982.
وقالت زوجة صلاح عبد الصبور إن سبب وفاة زوجها أنه تعرض إلى نقد واتهامات من قبل أحمد عبد المعطي حجازي، وبعض المتواجدين في السهرة وأنه لولا هذا النقد الظالم لما كان زوجي قد مات. « « 
.و في مايو 2016 كتب محي الدين إبراهيم في محور الأدب و الفن ، في موقع "الحوار المتمدن"

"..ـ
ونشبت الحرب بين أنصار عمود الشعر وبين أنصار تفعيلته، ولم تكن هذه الحرب بالطبع هي الوحيدة التي خاضها صلاح عبد الصبور، لكنها كانت الأولى، أما آخر الحروب، فقد كانت حربا صغيرةً في منزل أحمد عبد المعطي حجازي، حرباً لم تتعد كلمات ثلاث: ( بعت نفسك بمليم ) قالها له رسام الكاريكاتير " بهجت عثمان" وهو في قمة الغضب لأن إسرائيل إشتركت فى معرض الكتاب الذى تشرف عليه الهيئة المصرية العامة للكتاب التى كان يرأسها صلاح عبد الصبور وقتذاك، لم يتحمل قلب صلاح عبد الصبور تلك الكلمات الثلاث فمات، ".

على الرابط
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=516503


و تحت عنوان
في الذكرى الـ36 لرحيله.. تعرف على كواليس وفاة الشاعر صلاح عبد الصبور
ا كتبت وفاء الشامي في موقع البلد نيوز بتاريخ الأحد 13/أغسطس/2017 -
"..ـ
وفي 13 أغسطس من عام 1981 رحل الشاعر إثر تعرضه لنوبة قلبية حادة أودت بحياته، إثر مشاجرة كلامية ساخنة مع الفنان بهجت عثمان في منزل صديقه الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي وفي هذا تقول أرملة صلاح عبد الصبور، السيدة سمحة غالب: "إن سبب وفاة زوجي أنه تعرض إلى نقد واتهامات من قبل أحمد عبدالمعطي وبعض المتواجدين في السهرة وإنه لولا هذا النقد الظالم لما كان زوجي قد مات، مضيفة فقد اتهموه بأنه قبل منصب رئيس مجلس ادارة هيئة الكتاب طمعا في الحصول علي المكاسب المالية متناسيا واجبه الوطني في التصدي للخطر الاسرائيلي وانه يحاول نشر كتب عديمة الفائدة حتي لا يعرض نفسه للمساءلة السياسية"
الرابط
https://www.elbalad.news/2890554
.

و في أبريل 2018 كتب محمود القيعي في موقع ّ رأي اليوم" مقالا عنوانه"
حجازي: هذه هي العبارة التي قتلت صلاح عبد الصبور في بيتي! »ـ
و قد جاء في مقال القيعي :ـّ"..قال الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي إن هجوم بهجت عثمان على الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور في إحدى المناسبات العائلية أدى الى إصابة عبد الصبور بأزمة أودت بحياته.

وحكى حجازي لـ “رأي اليوم” ملابسات وفاة صلاح عبد الصبور قائلا: “كانت مناسبة عائلية هي الاحتفال بعيد ميلاد ابنتي، ودعوت لها بعض الأًصدقاء المقربين، منهم صلاح عبد الصبور، أمل دنقل، جابر عصفور، بهجب عثمان وغيرهم، وحدث أن وجه بهجت عثمان حديثه الى صلاح عبد الصبور بالاتهام قائلا: لقد بعت كل شيء بثمن بخس! إثر قبول عبد الصبور رئاسة الهيئة العامة للكتاب بتكليف من يوسف السباعي وزير الثقافة”.

وتابع حجازي: “العبارة القاسية التي وجهها عثمان لم يتحملها قلب عبد الصبور، وطلبت بعدها من عثمان المغادرة ، فما لبث أن اعتذر بشدة لعبد الصبور الذي أصيب بأزمة حادة توفي على إثرها في الليلة نفسها”.

الرابط
https://www.raialyoum.com/index.php/حجازي-هذه-هي-العبارة-التي-قتلت-صلاح-عبد/

و هكذا دواليبك أو كما قال..
سأعود
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

قلب الشاعر الواهن ..تاني

مشاركة بواسطة حسن موسى »



سلام يا إبراهيم و الصحاب المتابعين
هاهو باقي الكلام في سيرة موت الشاعر الصبور و ما كان من أمر قلبه المرهف و وجدانه و روحه و.. و .. إلى آخر كلام الشعراء.

قلب الشاعر الواهن، تاني


في روايات مقتل الشاعر الصبور قولان.في الأول يقرأ القارئ البريئ النص الظاهر و موضوعه، خيانة الأصدقاء و تكالبهم على الشاعر الشهيد.و في الثاني يقرأ القارئ المغرض النص الباطن الذي يكرس اسطورة بؤس الشاعر التي روجت لها أحابيل الأدب الرومنطيقي. و هي احابيل يموت الشاعر الملعون فيها كمدا ببلاء الواقع المادي الذي لا يطيقه سوى" الدَّقشّم" الأفسال الأفظاظ غلاظ القلوب . هذه الأحابيل هي ، في مشهد الأدب العربي الحديث، بمثابة الجزء الظاهر من جبل جليد التقليد الأدبي الأوروبي الغارق في عمق الثقافة العربية الحديثة من المحيط إلى المخيط. هذه الوضعية تستدعي الحكمة الصينية السديدة التي تقول : "إذا كنت في الجبل فلن تراه ما لم تتباعد عنه" . و قد صار التباعد اولوية منهجية قصوى في التعامل مع الحاصل الأدبي المطروح في سوق الأدب العربي الحديث بشكل عام ، و في التعامل مع صورة الشاعر في المشهد الأدبي العربي الحديث بشكل خاص.ذلك أن صورة الشاعر البائس الملعون وفدت إلى المشهد الأدبي العربي الحديث من ثنايا تقليد الأدب الأوروبي في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر. و هي حقبة زمنية شهدت تحولات أجتماعية مهمة بصعود البورجوازية و استفحال رأس المال على أطلال المجتمع القديم.و ضمن هذه الملابسات استحفزت مؤسسات المجتمع البورجوازي روح المبادرة الفردية التي تخلّق فيها استقلال المبدع الفنان من المؤسسة السياسية الدينية [ الكنيسة و الملك] و ثقافة الراعي الأرستقراطي التي كانت تضمن للمبدعين رزقا هينا. و هو استقلال دفع الشعراء ثمنه غاليا لأنهم ابتعدوا عن رعاية التقليديين من بابوات و ملوك و أباطرة و كسبوا حريتهم مع الفقر و حياة الإستيحاش.و قد أورثنا تاريخ الأدب الأوروبي المترجم سجلا عامرا بسير الفنانين و الأدباء المستوحشين و حكايات الشعراء الملاعين الذين ثبتت صورتهم في الذاكرة الأدبية الأوروبية.و قد كانت حياة الشاعر الفرنسي "نيكولا جيلبير" القصيرة [1750ـ1780]ـ و اشعاره و كتاباته عن " حيوات" وموت الشعراء و الفلاسفة مصدرا مهما لبناة أيقونة الشاعر الملعون الذي يرحل في شرخ الشباب مثلما كانت الحياة البوهيمية المتمردة التي عاشها الشاعر البريطاني إرنست داوسون"[1867ـ1900]مصدرا من مصادر أيقنته في مشهد الشاعر الملعون الذي يموت منبوذا و منفيا عن المجتمع السوي. و قد لعب كتاب الشاعر الفرنسي " بول فيرلين" الذي صدر في 1848 بعنوان " الشعراء الملاعين" أكبر الأثر في تثبيت مفهوم لعنة الشعراء كقدر يتربص كل شاعر حقيقي.و قد ورث الأدب العربي الحديث أيقونة الشاعر الملعون ضمن ما ورث من غنائم حرب الثقافات الطبقيات التي كابدها ـ و يكابدهاـ مجتمع عربي حديث استفردت به دوائر رأس المال الأوروبي و حفنة الطغاة المحليين من عملاء الإمبريالية. و في هذا المشهد ينشط الناشطون لتسويغ أيقونة عبد الصبور كشاعر ملعون تكالبت على جسمه العليل الغيلان المتصارعة في ساحة السياسة العربية المعاصرة. و يمثل عبد الصبور في هذا المشهد ضحية سامية بين أوامر السلطات السياسية التي تصرف راتبه [ مليم واحد؟] و مطالبات اصدقائه اليساريين الذين سار معهم مشوار معارضة الإستبداد حتى قبل عهد عبد الناصر..في هذا المشهد ساغ لكاتب مثل الدكتور ماهر شفيق أن يقحم موت عبد الصبور ـ بأسلوب " سمك لين تمرهندي" ـ في مسلسل " مصارع العشاق" الذي يستلهم خرافة الشعراء الملاعين.كتب شفيق :ـ
"
في أدبنا العربي القديم كتاب عن «مصارع العشاق». ولكن ماذا عن مصارع الشعراء؟ ليس هناك على قدر علمي كتاب عربي يتناول هذا الموضوع تناولاً وافياً، وإن انتشرت عبر القرون قصص متفرقة عن الطريقة التي مات بها أرباب الوزن والقافية: مصرع المتنبي على أيدي من ترصدوا له قرب دير العاقول، مصرع وضاح اليمن في صندوق خبأته فيه عشيقته قبل أن يدخل زوجها الغرفة، مصرع ابن المعتز بعد ليلة واحدة قضاها على عرش الخلافة، مصرع أبو القاسم الشابي وبدر شاكر السياب وأمل دنقل وحلمي سالم على فراش المرض (تعددت الأمراض ما بين مرض القلب والسرطان... إلخ، والموت واحد)، مصرع خليل حاوي منتحراً بطلقة رصاص، مصرع صلاح عبد الصبور بعد كلمات جارحة أصابته في مقتل إذ طعنت في وطنيته ونزاهته،
"
الرابط
https://aawsat.com/home/article/1040526/كيف-يموت-الشعراء؟

طبعا كان بمقدور الدكتور الهميم ـ بـ "كليك" أو اثنين ـ ان يحصل على سلسلة الشعراء العرب الملاعين الذين يجمع بينهم قدر الموت التراجيدي المتشابه، لكن كاتبنا فضل أن يضع المتنبي و وضاح اليمن و أمل دنقل و خليل حاوي في موت واحد مع عبد الصبور و كله عند العرب صابون طالما ـ في نهاية التحليل ـ ينتهي القارئ إلى تكريس عبد الصبور أميرا لشهداء الشعر العربي.يخلص شفيق إلى أن مقتل عبد الصبور كان نتيجة لـ «  كلمات جارحة « .. »طعنت في وطنيته و نزاهته » « .و من يقلب سيرة عبد الصبور في النيت.يجد أن من طعن في وطنية الشاعر و نزاهته هم هؤلاء " الأصدقاء" هم في الواقع ثلة المثقفين و الأدباء و الفنانين الذين شبوا في قربى الحركة الشيوعية المصرية و صانوا التشبيك الإجتماعي و الفكري لليسار المصري على تعاقب أنظمة الإستبداد في مصر.و في هذا المشهد تنمسخ سيرة مقتل الشاعر لمحاكمة سياسية لدوائر اليساريين المصريين الذين عارضوا الصلح و التطبيع بين السلطة المصرية و اسرائيل.بل أن كاتبا مثل إيهاب سيدأحمد لا يتردد في استعارة وصمة الأصولية الدينية لاصدقاء الشاعر اليساريين حين يكتب في موقع" العين الأخبارية"

"..

وتوفي في 13 أغسطس عام 1981 بعد سهرة مشؤومة سمع فيها ما لم تتحمله روحه ولا وجدانه فسقط ميتا بقذائف كلمات وحراب اتهامات وخناجر أفكار لا تقل في أصوليتها عن أصولية التيارات الدينية.
.. »
الرابط

https://al-ain.com/article/141161

و إيهاب سيد أحمد ـ على أثر بزيع ـ يزايد على موضوعة " قلب الشاعر" و يراكم رهف " روحه"  " على هشاشة " وجدانه" و يختصره لوردة أو لنسمة لا قبل لها بمواجهة قذائف و حراب الأصوليين اليساريين.أي و الله "إذا لم تستحي فاصنع ماشئت"، لكن باعة الترامواي الذين لا يستحون لا يفعلون إلا ما تشاء لهم سلطات الإستبداد و الأجر على الله.

. هؤلاء الكتاب المأجورون للسلطات يفبركون ،بين الشاعر و قلبه المنهك،، بين الشاعر و وجدانه، بين الشاعر و روحه، مسافة سيادية لصالح هذا الكيان الهلامي الحساس ["القلبوجدانروحي"] ،تمكنه من أن يتصرف كشخصية مستقلة عن الشاعر، شخصية تنازع الشاعر و تصارعه، على مسرح التحليل النفسي الرخيص، حتى تصرعه و تنهي الفصل بتوقف الخفقان . أي و الله قلب الشاعر هو القاتل و هو الضحية في آن . لكنه قاتل رؤوف مرهف يفضل الموت على مكابدة أسئلة الواقع الجيوبوليتيكي للأدب في زمن الإستبدالد المعولم.
لكن قلب الشاعر الذي لا يصبر على مشقات نقد الأصدقاء غريب،[ ما غريب إلا الشيطان]، لأن هذا القلب امتثل و صبر دهرا على تعاليم السلطات السياسية التي استثمرت وزن الشاعر الرمزي الكبير في سوق البروباغندا السياسية لنظام استبدادي كانت أولويته السياسية حينها تتلخص في تطبيع العلاقات مع اسرائيل. و غرابة قلب الشاعر تتجلى في أزرط حالاتها حين يكف عن الخفقان بذريعة عدم تحمّل نقد الأصدقاء. و حصر موت الشاعر في الحلقة الضيقة بين الأصدقاء و قلب الشاعر يخلي طرف السلطات من مسؤولية هذا الموت المتنازع عليه بين "باعة الترامواي" الذين يسكنون شعاب الأعلام العربي الموالي للسلطات.و اليوم صار الكلام في أحبولة استشهاد الشاعر الصبور على يد أصدقائه اليساريين نوعا من "تطبيق" سياسي مجاني متيسر لداجنة الكتاب الذين يقتاتون من عطايا السلطات و لا يضيرهم أن تطابقت مكاتيبهم وقع الحافر على الحافز[ التصحيف مقصود] فكأنهم تلقوا توجيها باستثمار موت الشاعر في تسويد صفحة اصدقائه.

غايتو ربنا يجيب العواقب سليمة

حتى أعود.
أضف رد جديد