سياسة تجربة الذات فى شباب توك

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
Isam Ali
مشاركات: 230
اشترك في: الأحد مارس 04, 2007 11:37 pm

سياسة تجربة الذات فى شباب توك

مشاركة بواسطة Isam Ali »



الشابة الجسورة ونام عبرت عن قناعاتا بخصوص قضايا حقيقية تشغل اذهان النساء -وبالذات الشابات - والمجتمع ككل، عبرت بعمق عن معرفتها بهذه القضايا من واقع التجارب الشخصية، و عبرت بشغف . الالتفات للصوت العالى والقوة فى التعبير ، واساءة تفسيره كانقاص للاحترام ( ومرات كمان قلة ادب ) غير انو ما صحيح ، هو حقا ممارسة للكذب . فهى لم تسئ للرجل ، وخلا كلامها من اللغة الغير مناسبة ، ناهيك عن اللغة البذينة ( اللى تحتفل وتتملئ بيها لغة بعض المحاصرين و المنحسرين بفعل الخطاب دا ) ، غير انو ما صحيح ، هو برضو ممارسة ايديولوجية تهدف الى تمييع القضايا محل النقاش ودفرها الى الوراء فى محاولة تغييبها واختلاق قضايا اخرى مغايرة او جانبية ، ومحاولة التركيز عليها؛ .
هنا يتم التركيز على كيف قالت وئام كلامها الجاسر والمتحدى والممسك بقضايا حقيقية ، بدلا عن التركيز على تلك القضايا الحقيقية نفسها . ودا زى ما قالت ناشطة اخرى ( ﻻ يحضرنى اسمها - اسف ) ممارسة معروفة اسمها "حراسة النبرة " ( او tune policing ) وهى ممارسة فى القهر ومحاولة اخماد الصوت والفكرة.
. اننا نعرف ما يغضبكم حقيقة ، لم تكن نبرة صوت وئام الجسورة ، وانما ضعف نصيب الشيخ من الصمود وملاقاة التحدى المطروح قبل كلام وئام ونبرته الواثقة ،وبعده . ، بل فى اخفاقه وتورطه غير المناسب عندما قال لمحاورته اﻻستاذة عزة ما معناه انها تعرض نفسها للتحرش بطريقة لبسها، وكان ذلك اخفاقا مزريا فى التعبير الحكيم و مفارقة الوقار .
التهديد بتسبيب اﻻذى لوئام وغيرها من الناشطات هو وسيلة العاجز ، ماهو جديد ولا التصدى ليهو ح يبدأ الان ، فهناك تاريخ من التصدى للوسائل العاجزة ، تصدى جسور وفعال، تماما كموقف وئام .
، كامل التضامن مع وئام وهو شاننا العام، ضد جحافل الموتورين يضعف منطقهم فيحملون اﻻساءة والسيخ




حدد السيد رئيس هئية علماء السودان ان التحرش سببه اللبس الفاضح ترتديه النساء، وبالتالى يوفرن اسبابا للتحرش بهن . ولكن وئام الجسورة ، اكدت انه و بغض النظر عن الملابس وفئة العمر ، فالنساء موضوعة للتحرش ، واكدت اخرى فى البرنامج- اقل جسارة - انه بغض النظر عن اللبس فان النساء عرضة للتحرش الجنسى ، وعندما اكدت عزة - الجسورة فى هدوء – ضرورة رفض التحرش والتصدى له ،قالت الفتاة نعمل شنو تشتكى السودان كلو ؟ قالت عزة بهدو ، نعم ، حتى ينتهى .
التحرش قضية تستاهل بعض التناول المتدبر .. فهى قضية عامة تتم فى ظروف عامة يمكن اجمالها فى ممارسة اضطهاد وقهر المرأة باعتبارها احد مكونات هذه الممارسة . ,فضمن البنية العامة للاضطهاد ، يحتاز التحرش الجنسى على بنية خاصة تشيدها ممارسة العدوان الجنسى ، وبنية القوة فى المجتمع وتعدد المواقع التى تحدد او تصّير من المرأة ضحية . تنطلق هذه البنية فى وجودها وعملها من فكرة غياب المساواة بين الجنسين ( او التحيز الجندرى ) فى مجتمع ذكورى ابوى – المجتمع الرأسمالى عموما – فى اعادة انتاجه يدخل اضطهاد المرأة كواحد من عملية اعادة الانتاج هذه، الى جانب مكونات اخرى متعددة منها العنصرية – مثلا .
يمكن تعريف التحرش الجنسى باعتباره توجها جنسيا غير مرغوب فيه يعلن رغائب جنسية ، متوقعا احتمالها ، قد لا تقف فى حدود الكلام او الايماء و احيانا - بل كثيرا – ما تتعداها الى اللمس وكل انواع الاداء ذو الطبيعة الجنسية . وهو سلوك يتم فى مجال التواجد الاجتماعى العام فى الحدائق – مثلا- كما فى مكان العمل او الدراسة ، فهى بالنسبة للمتحرش اماكن للضحايا.
تعكس فكرة التعريف اعلاه العلاقات الجندرية والابوية( البطرياركية) كما تمارس فى الحياة اليومية ، وهى العلاقات التى توفر بنية القوة للرجال تسمح لهم بممارسة اﻻنتهاك . وهو انتهاك – تحدده وتنتجه بنية القوة - تتحمل مسئوليته المراة . فقد عبر رئيس هيئة العلماء للاستاذة عزة عن فكرة : ماهو واضح ، عندما انظر اليك ! كانت فكرته التى عبر عنها هى ان ما يلبسنه النساء من زى فاضح ( يقصد الزى المخالف للشريعة ) يحرك غرائز الشباب ، فيمارسون التحرش ! كان منطقيا ومفحما ان تسأله عزة – بهدوئها الواثق – هل ترغب بالتحرش بى ؟ لم يعكس حوار السيد رئيس هيئة العلماء ادراكا بان هذا اﻻنتهاك هو عملية تحريك للفحولة ( اى الخصيصة الجندرية للرجل كنوع ) فى اتجاه يسبب الضرر او يؤكد الاضطهاد للانوثة ( كخصيصة للمراة ) بشكل عام فى المكان العام .
عندما عبرت وئام عن ان اختيار ملابسها يخضع لاختياراتها الحرة وتقديراتها للمناسب والمحتشم ، كانت تتحدى البنية التى تقسم الادوار الجندرية فى المجتمع وبنية القوة المرتبطة به ، وهنا تأتى مهمة التحرش الجنسى فى الدفاع عن تلك القوة وذلك التقسيم الجندرى ، وتأتى كعقاب لممارسةحرية اﻻختيار التى تجرأت على ممارسها وئام وبنات جنسها . هذه احدى وظائف التحرش الجنسى : حراسة بنية الاضطهاد ،
يؤدى التحرش الجنسى وظيفة الارهاب للنساء وهن يقفن موقفا ناقدا لمؤسسة الزواج بالذات المؤسسة كما تتجلى فى ممارستها الحالية . فهى مؤسسة تسمح بزواج ( اغتصاب) الطفلات " الشرعى" . كما انها مؤسسة تقوم – فى عمومها -على عقد ينص على سيادة الرجل وخضوع المرأة لتك السيادة ، ففى تجربة اﻻستاذة عزة ، استغرق الامر سنتين فى المحاكم لتتخلص من مؤسسة يمارس فيها زوجها سلطة العقاب وسيلته الاعتداء بالضرب . يقول رئيس هيئة العلماء ، المسالة ليست الضرب كحل ابتدائى، فهناك وسائل اخرى متدرجة اخرها الضرب ، تماما كما فى العلاج يكون تناول الادوية السامة حلا اخيرا ! النساء اللائى يمارسن النقد للمؤسسة ، يرفضن التقسيم الجندرى الذى يمد الرجل بالامتياز القائم على الجنس تقرره البنية اﻻجتماعية . ويأتى التحرش الجنسى منطلقا من فكرة ان المطالبة الضمنية فى النقد الممارس ، بالتساوى او المساواة الجنسية هى مطالبة بالتحرر الجنسى ، تستحق به صفة " المرة المطلوقة" . وهنا يصبح التحرش الجنسى ممارسة تجاه امرأة اصلا مطلوقة ، فى ممارسة لاكثر اشكال الايذاء والاضطهاد والقهر فعالية.
كم كانت الشابة فى الحلقة الثانية مصيبة غندما قالت ان التحرش الجنسى وقانون النظام العام وجهان لعملة واحدة . قالت : هذه هى القصة الحقيقية . لعل علماء السودان يتساءلون الان : ديل جن من وين ؟


صورة العضو الرمزية
Isam Ali
مشاركات: 230
اشترك في: الأحد مارس 04, 2007 11:37 pm

صدمة بنية القهر .. كشف المماطلة

مشاركة بواسطة Isam Ali »

صدمة بنية القهر .. كشف المماطلة

كانت – ولا زالت – سيرة نضالات يومية ومناهضة مستمرة انبثقت من شقاق المجال العام ضد قهر النساء ، سطرت سيرتها المنيرة النساء الشامخات فى البلد ، وابتدأن بالاتحاد النسائى يطلق السهام من كنانته ( ع.ع.ابراهيم)، فاصابت حدقات الظلام ، ووسعت الشقاق.
لم تكن حركة مقاومة النساء ، جوهريا ، الا حركة سياسية فى طبيعتها ، تناضل ضد المعان والرموز والاشكال المتعددة لخضوعهن وابعادهم الى اركان قصيةمن المجتمع - تسمى الخدور - تسم وجودهن بالتحديد والقهر والتهميش.وهى حركة سياسية تستدهف التغيير ، الى حق الوجود الكامل فى فسيح المجتمع ، تتحقق فيه مبادئ وممارسات العدل، الحرية والمساواة.. اى هى حركة تهدف لتغيير كامل التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية. وهذا مايحقق البعد السياسى الجوهرى لنضالات النساء،ويحقق معناه العميق كثورة .

نضالات النساء هى ممارسة فى السياسة – اذا - لانها تنتج وعيها وتقوم عليه. يسندها هذا الوعى ويرسم برنامجها السياسى ، يحدد خطه ، واشكال التنظيم وممكنات تحالفاتها، وتحديد معاركها ضد كل الممارسة القهرية فى بني السلطة ، سوى مثلتها اجهزة الدولة او مؤسسات المجتمع او الايديولوجيا والخطابات المهيمنة .

شهدنا فى برنامج شباب توك .. نساء شابات وسيدات يمارسن السياسة بوعى متدفق جارف او هادئ ، يوصف بالعمق فى الحالتين ، يستهدف بصفة خاصة المماطلة المتعلقة باستار الدين. وهو عمق مؤكد تماما ، لان السياسة كانت فى حالتهن نابعة من تجاربهن الذاتية والوعى المنتبه لتلك التجارب ونام منها. وهى بالتالى ( اى السياسة) تعبير عن مصالح ذاتية ، تؤهلهن لتمثيلها ولمصالح نوعهن باعلى القدرات .
اصابت شامخات النساء فى البرنامج ممثلى اﻻسلام السياسى بالصدمة ، فتزلزلوا زلزالا. اصدر كيزان الطلاب (المؤتمر الوطنى - حطين ) فى الجامعة بيانا ، توعدوا الطلاب والطالبات اللابسين لما سموه بالازياء الفاضحة ، بالجلد تنفيذا لقانون النظام العام !. لم يتأخر الدعاة أئمة الجوامع فى خطب الجمعة التالية للبرنامج ، فها هو عبدالحى يوسف يزعق :" تقف فتاة حاسرة عن رأسها، تتكلّم أمام شيخٍ وقورٍ بصوتٍ مُرتفعٍ وإشارة باليد، وبوقاحةٍ ثُمّ تطعن في ثوابت الدين وتطعن في الحجاب، ثم تُطالب بمساواة الرجل مع المرأة في العصمة.. وَتَابَعَ: سبحان الله، أيِّ أدب هذا، أيِّ علم هذا، أيِّ دين هذا..؟ “ . وجاء اخرون ينفضون الغبار عن نصوص صفراء، كتبت فى القرن الثالث الهجرى تردد نفس العبارات: هدم ثوابت الدين ، الهجوم على شرع الله ، الكفار ، الملحدون ، (وفى القرن اﻻخير اضيف اليهم الشيوعيون والعلمانيون ). لم يجد خطابهم الركيك ما بدعمه من وقائع تنتظم الحياة فى زمن بث البرنامج، بل كانت الوقائع تشهد على نفاقهم وانحسارهم البائن . فقد جاءت الصحف باخبارهم تتوالى :” الاستئناف تؤيد اعدام شيخ خلوة باغتصاب طلابه " ويقول الخبر " وتقع خلوة تحفيظ القرآن “موقع الحادثة” في الطابق العلوي لمسجد حي الجمهورية جنوب بمدينة القضارف " . وتحدثنا الجرائد ابضا عن امام الجامع ، الذى لبس ازياء النساء الشرعية – بما فيها الحجاب – كاهم قطعة فى الزى الشرعى – وذهب ليجلس بين النساء فى حفل زفاف ، وييتحرش بهن . لينال ما نال العيش من دق . لم تصمت الجرائد بالرغم قمعها المنتظم عن الاباحة ، فاوردت اتهام السيد محمديوسف كبر ، نائب رئيس الجمهورية الجديد ، يتزوير شهادة جامعية تقول بتخرجه من كلية القانون من جامعة بخت الرضا والتى لا تملك كلية للقانون ! وجاءت اﻻخبار بقبض حاتم حسن بخيت - مدير مكتب رئيس الجموهرية مرة ، ووزير دولة فى مجلس رئاسة الوزراء مرة اخرى - متلبسا بممارسة الزنا ( سمى اوضاعا مخلة )، الى جانب اخبار اخرى باختفاء 11 مليون دولار ، كانت فى عهدة مكتبه. جاء نافع صاكا كالح وجهه وقال : “ الغلاء والفساد الحالى ليس سببا للتخاذل والتخلى عن المشروع الحضارى " !! ثم دعا – من ثنايا صدمته - الى وحدة صف اهل القبة ! وفى صدمته نسى ان يسطحب كوعه اﻻثير .

لم تكف الصدمة الجاسرة - سببنها البنات العاليات- ، وانما اتت الوقائع مؤازرة . صرخ نافع : لم ينته المشروع الحضارى . صرخ عبدالحى : اى دين هذا .. اى علم ؟ سألت الوقائع اليومية بدورها اى علم يدرسه معلموا القرأن؟ اى معارف دين يقدمها الائمة فى الجوامع ، اى شريعة يقيمها مزوروا الشهادات والمتلبسين فى وبالاوضاع المخلة؟ اى دين واى علم ؟ واى حضارة ؟
غشى الانحسار شباب المؤتمر الوطنى الاسلاميين ، فهاهو امين امانة الطلاب بالمؤتمر الوطنى يدعو الى " محاصرة شباب توك فكريا " بعد ان وصفهم بالسوس يريد هدم القيم ، وقال ان "علاج السوس عندنا" وقال : “ أنهم سيكونون جاهزين للرد " بعد أن نعد أنفسنا ثقافياً"! . اما امين امانه الطلاب بولاية الخرطوم- ويدعى عمر محمد عمر – فاعلن عن انطلاق حملة للرد على المشاركات فى برنامج شباب توك ، وقال : “ (وئام شوقي) نورها سيكتمل بإذن الله وسنزوجها “ . حق لنا ان نقول اى دين ؟ اى علم ؟ اى ادب ؟ وهو سؤال تقريرى يقرر البله ومنتهى قلة الادب .
غشاهم الانحسار المبين .. وتمسك بعضهم بالمماطلة كقشة تعصمهم من الذهاب غرقى . يوجد لديهم شئ فى المؤتمر الوطنى يسمى بامانة التزكية ! فى عضويتها دكتورة باسم نوال مصطفى ، كشفت فى ندوة اقامتها الامانة عن انتشار "ظاهرة الالحاد " بين عيال الصف الاول من قيادة الاسلاميين وكبار التنفيذيين فى جهاز دولة الشريعة الاسلامية ! وكان الاعلان الصادم مسببا لقدر جليل من الجهجهة ، وجلد الذات داخل حوش امانة التزكية . نكر بعضهم ان يشكل الالحاد ظاهرة . ادم يوسف "حمل فى مداخلته (فى التدوة ) شيوخ الحركة الاسلامية مسئولية تفشى الالحاد بسبب تورطهم في قضايا الفساد ورأى أن الحل في إعادة أموال الشعب السوداني .” .
"ووصف د. برير سعد الدين الخطاب الدعوي في المساجد بالسطحي، ونوه إلى أن اليونسكو تعتبر أن العقل فقط مصدر المعرفة وليس الوحي مما يخلق نوعاً من التنافر بدلاً من التناصر العلمي، وأشار إلى عدم وجود آليات للنظر في الخلافات الفقهية في قضايا لم تحل حتى الآن كالشورى والانتخابات وأضاف ليس هناك تنظير فكري بعيداً عن المورودي والمعالجات لا ترقى للمشاكل العصرية .”

اما د. عصام البشير فقد "رفض منع الشباب من طرح الأسئلة الجدلية وقال البشير (من حق الشباب طرح أي سؤال والقرآن كتاب حوار حاور الله فيه إبليس، والجن، والأنبياء، وتابع الطريق ليس المنع وإنما توفير المناخ وإقامة الأدلة، وأقر بوجود إشكالية في مناهج الثقافة الإسلامية ونوه إلى أنه تم تشكيل لجان لمراجعة تلك المناهج إلا أنها لم تصل إلى نتيجة، وفي رده على مقترح وصول الدعاة لأماكن ترفيه الأسر قال (نحن لا نريد تكرار تجربة هيئة الأمر بالمعروف والمنكر السعودية واقترح طواف فرق انشادية على تلك الأماكن)” وقد تكرم بالسماح للدعاة بلباس الجينز والتى شيرت ! وكأنه يقول : “ ما فوكه حاجة “.
كان هذا من شأن الندوة والتى امها موظفون من هيئة علماء السودان ومجمع الفقه الاسلامى والاسلاميون العاملون فى الجامعات . اما خارج الندوة فقد حملت الجرايد اقرار الداعية الاسلامى ناجى مصطف بدوى بحرية سفر المرأة فى الاسلام . "ويستدل ناجي بخروج السيدة عائشة رضى الله عنها من المدينة لموقع الجمل ولم يكن معها محرم وأن النساء كن يهاجرن إلى المدينة فُرادى . ونوه  إلى وجود الرفقة المأمونة لأن السفر بالباصات والطائرات يتحقق فيه ذلك للمرأة والرجل” .

دافع المحاضر بكلية الآداب بجامعة النيلين النعمان عبد الحليم، عن موقف وئام شوقي في برنامج (شباب توك)، ودعا للحوار الفكري.
وقال النعمان في مداخلة له في ندوة (رؤى ونظرات في مفهوم الحرية) التي نظمها الاتحاد الوطني للشباب بقاعة الشهيد الزبير للمؤتمرات أمس، "إن الحرية في الغرب لديها حدود وتتم المحافظة عليها، وأضاف: (نحن نناقش قضاياهم التراثية ونجهل بتراثنا)، وذكر: (على المرأة المحافظة على حريتها حتى نحافظ عليها)، وأشار الى أهمية التأمل الفكري ودافع عن موقف وئام شوقى ودعى للحوار الفكرى " .

من جهته دعا القيادي الإسلامي د. عبد الرحيم علي، " إلى إعادة فتح شارع النيل لإجراء حوارات فكرية مع الشباب لتجنب تعاطيهم المخدرات وتعريضهم للمخاطر، وقال: (من يرفض الحرية يسئ للدين)، واعتبر أن أزمة الحرية تتعلق ببعض ما جاء في التراث الإسلامي، واستند على أن الإسلام يحرم الإكراه، ودعا لتحرير التراث باعتبار أنه قنن تعظيم الديكتاتور، وزاد: (نريد حرية بالقانون لضمان محاربة الفساد وتحقيق قضاء مستقل حتى لا يتم سحب الملفات)، ورأى أنه عن طريق الحرية يمكن التخلص من الديكتاتوريات “.
وطالب عبد الرحيم بفتح المنابر للنقاش الفكري، وتابع: “(لا نخشى الشيوعية ولا العلمانية ولا نريد أن تتحول جامعاتنا الى ساحات أمنية)، وطالب بانتخابات حرة في اتحادات الجامعات، وردد: (حتى لو سقط فيها الإسلاميون فهذه ليست مشكلة)” .
فرض عليهم الانحسار تلك الدعوة الرعناء والمغرورة لامتلاك الثقافة لمواجهة "السوس" ، وهى دعوة وعبارة - فى تراكيبها المختلفة - تفشل فى اخفاء العنف المضمن والبائن ، بعد اشهاره وممارسته على روؤس الاشهاد واجسادهم ، لما يقارب ال 30 سنة فى التجربة الذاتية المعاشة لفئات شعبنا المختلفة. أنه ، من خصائص العقل المثقف وجود تلك القدرة العارفة على لجم العنف ومراقبته وحصاره ببنية من المفاهيم الاخلاقية الواثقة المتاحة للفعل والكلام . ان اعلان طلاب حطين بجلد طلاب وطالبات الجامعة ، يشير الى سمات عقلهم ، وبعده عن الثقافة او نوع الثقافة التى يحملونها، بل انحطاطه ، وضعف بناه الاخلاقية . فهو عنف نابع من تركيبة فكر/ايديولوجيا الاخوان المسلمين وبنية تنظيمهم ومشروعهم السياسى ، يشهر خطابا دينيا يدعى نصرة الدين ، ينتج بالقصد او بالضرورة الطاعة واﻻنقياد ، فهو دوغما تعتبر التسامح خزلانا للدين ، وتعتبر العنف وسيلة لحل الازمات ، فهو جهاد وهو اسمى الغايات .

بلاشك ان اتجاه شباب وطلاب الكيزان لتعاطى الثقافة يجد كل ترحيب وتشجيع ، ولكن يجد شكوكا اكبر واكثر جدية ، وتواجهه الصعاب ، وذلك لسبب بسيط ابتداءً ؛ فلم يكن واضحا ما قصدوه " بتثقيف انفسنا " المذكورة فى اعلان توجههم نحو الثقافة ؟ هل المقصود هو الحصول على المعرفة ، اى تلك الفعالية اﻻنسانية الخلاقة المطردة المتجاوزة للجهل واﻻجترار والثبات فى معظم تلك النصوص ، المنتجة فى القرن الثالث الى العاشر الهجرى . تلك النصوص الشارحة للنص المقدس ، ولكنها ازالته ، وحلت محله ، لتصبح هى نفسها المقدس ، بينما هى بضع اقوال وتفسيرات اﻻشعرى والغزالى وما بينهما من فقهاء . وهى تفسيرات اطمأنت الى انجازاتها ، بعد ان قمعت الافاق المفتوحة التى اجترحها المعتزلة والفلاسفة المسلمين ، وقفلتها. فقد قررت الانجازات المطمئنة قفل باب اﻻجتهاد ، لا اجتهاد مع النص ، اكتملت المعرفة ! فهل يقصد شباب الكيزان التثقف وفق انجازات هذه المعرفة المكتملة ؟ حسنا : هنا يكمن الاشكال المنهجى و الابستمولوجى ، فالمعرفة التى تدعى اﻻكتمال هى جهل ﻻ ينتج سوى الجمود والاغتراب ، بل ينتج العنف .

يقول شباب الكيزان سيثقفون انفسهم ويتأهلون لمواجهة السوس الذى ينخر فى جسد وعقل الامة . عندها تكتمل الانوار وتتزوج الفتيات ( على سنة الله ورسوله) ! لقد اعتبر شباب الكيزان وطلابهم المواجهة العارفة و الصادمة جزءا من الفكر( السوس ) المستورد والغريب على مشروعهم الذى سموه حضارى ( وهو فى الحق ضارِ)، واردا من بيئات متخثرة دنسة هى المجتمعات الكائنة فى الغرب . وهى المجتمعات التى وفرت الحرية للنساء وخلقت منهن نساء " مطلوقات ".وهى فكرة مخنرعة فى عقل الاسلاميين ، تقوم على بنية متخيلة – وخيالية - لحرية المرأة فى الغرب مؤسسة على الجنس. فالمراة وفقا لهذه الصورة المخترعة هى مجرد انثى، مأخوذة بعيدا عن انسانيتها ، مجرد موضوعة او مناسبة للاثارة الجنسية، متوفرة ومباحة لتلبية الاشتهاء ودواعى الشبق ، واحتياجات التسويق والدعاية والاعلان.والصورة الايديولوجية المخترعة تبعد المرأة فى الغرب عن تاريخها الحقيقى المرتبط بنضالها ضد اشكال القهر والاستبعاد والحصر . كما تبعدها عن تاريخ مساهماتها فى مسار الفكر والفلسفة والعلوم ، ومشاركتها الغنية فى مجالات السياسة واﻻقتصاد ومجالات الابداع الفنية والادبية ، ولا تسمح اﻻ بصورة من اعلان ما ، تكشف فيها المرأة جسدها فى اوضاع تقصد الاثارة الجنسية ، لا فرق اذا كان الاعلان يهدف الى تسويف سيارة ، او حذاء او ساندوتش . وهى صورة مشوهة تعكس جزئيا اشكال الاضطهاد واﻻستقلال المستمرة داخل بينة المجتمع الطبقى الغربى، تعممها من اجل عكس صورة مثالية للمرأة المسلمة وفقا لتصورات وايديولوجيا عقل اﻻسلام السياسى . الحرية التى تطالب بها النساء فى المجتمع الغربى تبدو فى الصورة المصطنعة رغبة فى التحلل من القيود والمعايير الاخلاقية ينتجها المجتمع وفقا لمراحل تطوره . اما الحرية التى نادى بها الصوت العال للبنات والسيدات فى برنامج شباب توك هى حرية اختبرها مجتمعنا السودانى بعد ان حققت منها نضالات النساء فى البلد قدرا احتفظ به التاريخ وحواضن الوعى الاجتماعى . هى ليست شيئا جديدا . ونضالات النساء هى الان صراعا من اجل استعادتها بعد ان صادرها الاخوان المسلمون بانقلابهم الشؤم، وباستخدام عنف غير مسبوق تولته اجهزة دولتهم. والحرية عندهم ليست حرية اختيار الملابس وانما هى قضية اعمق تخص كامل انواع وجودهم الانسانى مشاركا اصيلا فى صنع الحياة .

ان اعلان التثقف كنية وشرط ذاتى يوفر الاستعداد لمواجهة شابات البرنامج ، لا يحدد متطلبات الاعلان ولكن يحدد نتائجه : وهى هزيمة السوس ، اى هزيمة شعارات ومطالب النساء الشامخات فى الحرية والمساواة واحترام انسانيتهن واجسادهن وحقهن فى الوجود فى الفضاء العام . وهو اعلان يتجول بين حدى المماطلة - مترنحا من الصدمة- ، حدٌ توفر فى خطاب نافع وهى ينفى المعان المتكاثرة على فشل مشروعهم الحضارى ، والحد الاخر رسمه القيادي الإسلامي د. عبد الرحيم علي، الذى دعا لإجراء حوارات فكرية مع الشباب لتجنب تعاطيهم المخدرات وتعريضهم للمخاطر،محددا ان رفض الحرية فيه اساءة للدين ، ثم قال : لا نخشى الشيوعيين ولا العلمانيين . هما حدين للمماطلة يستمر الخطاب الدينى السياسى فى انتاجهما ، يحملان خصائص السياق الذى انتج ذلك الخطاب ، ويحملان خصائص الذات المنتجة له . يقول شباب وطلاب الكيزان نريد ان نثقف انفسنا لمواجهة نساء وبنات " شباب توك " ليعم النور ، وهو اعتراف بقلة الثقافة وانتشار الظلام . نقول لكم : عليكم يسهل .


أضف رد جديد