طيّب تيزيني، جدل العلم و العمل

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

طيّب تيزيني، جدل العلم و العمل

مشاركة بواسطة حسن موسى »






طيّب تيزيني، جدل العلم و العمل..

بعد صراع مع المرض رحل الفيلسوف السوري الماركسي الدكتور طيّب تيزيني في 18 مايو 2019.و طيب تيزيني عل أهميته الفكرية الكبيرة في مشهد الثقافة المعاصرة في العالم العربي إلا أنه عانى من التهميش من طرف اعلام الثقافة الرسمية في العالم العربي . و لا عجب فمشروع طيب تيزيني الفكري الذي سعى لإعادة قراءة ماركسية للفكر العربي منذ ما قبل الإسلام وحتى اليوم، هو ابعد ما يكون عن الهموم الصغيرة و مناورات البروباغاندا التي تشغل أجهزة الثقافة في عالم عربي يتحسس قادته خناجرهم كلما سمعوا بكلمة " ثقافة". و طيب تيزيني يقف مع قلة من المثقفين الماركسيين المعاصرين الذين عاشوا حيواتهم مناصفة بين الجهد الفكري و الإنخراط العملي في الحياة السياسية اليومية. و لا بد ان مجرد انتخابه عام 2001 عضواً في لجنة الدفاع عن الحريات في الوطن العربي ، يكسب له عداء اعداء الحريات في هذا العالم العربي و هم كثر.و قد عقلن تيزيني علاقة العمل الفكري بالنشاط السياسي ببلاغة في قولة مشهودة : »
في الحقيقة هناك بعض الجذور التي تشدني إلى السياسة فكرا وممارسة، فلقد أسهمت في بعض الأحزاب اليسارية التي نشأت في سورية لفترة زمنية، كنت بعدها أعود إلى العمل الفكري خصوصا بصيغة الفكر السياسي، لذلك فالتجارب التي عشتها في أحزاب سياسية معينة كانت تقدم لي تجربة عميقة سعيت وأسعى إلى التنظير لها في إطار الفكر السياسي العربي. »ـ


ولد الطيب تيزيني في حمص في عام 1934، وتلقى علومه الأولية في حمص ليغادرها لاحقاً تركيا ومن هناك إلى بريطانيا فألمانيا لينهي هناك دراسته للفلسفة حيث حصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة عام 1967، ومن ثمّ شهادة الدكتوراه في العلوم الفلسفية في عام 1973.
شارك الدكتور الطيب تيزيني في العمل السياسي في سوريا قبل سفره إلى الخارج للتعليم، وساهم في بعض الأحزاب السياسية واعتبر مشاركته هذه تجربةً عميقة.
إنجازات طيب تيزيني
حصل الدكتور طيب التيزيني على درجة الدكتوراه من ألمانيا في عام 1967 عن أطرحته التي تحمل عنوان (تمهيد في الفلسفة العربية الوسيطة) والتي نُشرت باللغة الألمانية في عام 1972.
في عام 1971 نشر الطيب تيزيني كتابه الأول باللغة العربية والذي حمل اسم (مشروع رؤية جديدة للفكر العربي في العصر الوسيط)، والذي طبع 5 طبعات، وحول الدكتور طيب تيزيني بعد ذلك أطروحته لمشروعٍ متعدد المراحل يتكون من 12 جزءًا.
نشر الدكتور الطيب تيزيني أيضاً في عام 1971 كتاب (حول مشكلات الثورة والثقافة في العالم الثالث، الوطن العربي نموذجاً) والذي طبع ثلاث طبعات، كما نشر (روجيه غارودي بعد الصمت) في عام 1973، و(من التراث إلى الثورة - حول نظرية مقترحة في التراث العربي) في عام 1976.
في عام 1980 نشر كتاب (فيما بين الفلسفة والتراث، المؤلف نفسه)، وفي عام 1981 نشر كتاب (تاريخ الفلسفة القديمة والوسيطة) بالاشتراك مع غسان فينانس.
وفي تلك الفترة أنجز الدكتور الطيب تيزيني أعمالاً مثل (الفكر العربي في بواكيره وآفاقه الأولى) في عام 1982، و (من يهوة إلى الله) في عام 1985 و(مقدمات أولية في الإسلام المحمدي الباكر) في عام 1994. وأنجز الدكتور تيزيني 6 أجزاء من مشروعه قبل أن يتحول إلى التركيز على قضية النهضة.
في عام 1988 نشر كتاب (دراسات في الفكر الفلسفي في الشرق القديم)، وكتاب ( ابن رشد وفلسفته مع نصوص المناظرة بين محمد عبده و فرح انطون / تأليف فرح أنطون ؛ تقديم طيب تيزيني)
في عام 1989 قام الدكتور الطيب تيزيني بنشر (السجال الفكري الراهن : حول بعض قضايا التراث العربي، منهجا و تطبيق)، و(على طريق الوضوح المنهجي – كتابات في الفلسفة والفكر العربي) و(فصول في الفكر السياسي العربي). وفي عام 1994 نشر كتاب (مقدمات أولية في الإسلام المحمدي الباكر نشأةً وتأسيساً، مشروع رؤية جديدة للفكر العربي، الجزء الرابع)
بدأت المرحلة الفكرية الثانية للدكتور الطيب تيزيني في عام 1997 تقريباً وتركزت على معالجة عوائق النهضة العربية سواءً في فكر الذات أو تلك الناتجة عن الحضارة الغربية،
وأنجز في هذه المرحلة العديد من الأعمال مثل (من الاستشراق الغربي إلى الاستغراب المغربي) في عام 1996، و(النص القرآني أمام إشكالية البنية والقراءة) في عام 1997، و(من ثلاثية الفساد إلى قضايا المجتمع المدني) في عام 2001.
وفي عام 2005 نشر كتاب (من اللاهوت إلى الفلسـفة العربية الوسيطة)، وكتاب (بيان في النهضة والتنوير العربي)،
وبالاضافة إلى مؤلفاته فقد كتب بعض الكتب بالاشتراك مع آخرين مثل الإسلام ومشكلات العصر الكبرى في عام 1998 مع بحثٍ لباحثٍ آخر، والإسلام والعصر: تحديات وآفاق، بالاشتراك مع محمد سعيد رمضان البوطي في العام نفسه،
والواقع العربي وتحديات الألفية الثالثة، مع آخرون، مراجعة وتقديم ناصيف نصار، وآفاق فلسفة عربية معاصرة، بالاشتراك مع د. أبو يعرب المرزوقي في عام 2001.
أضف رد جديد