حمــــــيدتي

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

حمــــــيدتي

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


حمــــيدتي

محمد حمدان دقلو
مقتبس من مدونة ويكيبيديا :

محمد حمدان دقلو ويُعرف أيضًا باسمِ حميدتي (من مواليد 1975 في قبيلة الرزيقات) هوَ عسكري سوداني وهو قائد قوات الدعم السريع في السودان.[1] برزَ اسمهُ خلال الاحتجاجات السودانية التي اندلعت في 19 ديسمبر/كانون الأول من عام 2018 والتي أسقطت الرئيس عمر البشير الذي ظل يحكمُ البلاد لما يزيد عن ثلاثة عقود.

الحياة المُبكّرة والتعليم

وُلد (محمد حمدان) عام 1975 في قرية الرزيقات وترعرع هناك. انقطعَ عنِ الدراسة في سنّ الخامسة عشر بعدما توجّه لممارسة تجارة الإبل والقماش وحماية القوافل. عُرف عنه في طفولتهِ قيادته لمجموعة صغيرة من الشباب التي كانت تعملُ على تأمين القوافل وردع قطاع الطرق واللصوص. خِلال تلك الفترة؛ كان محمد دائم التنقل بين تشاد وليبيا ومصر تارةً لبيع الإبل وتارة أخرى لحماية القوافل فنجحَ في جمعِ ثروة كبيرة مكّنتهُ في وقتٍ لاحق من تأسيس ميليشيا مُسلّحة زادت شهرتها خاصّة بعدما لفتت انتباه صناع القرار في السودان في ظلّ سعي الحكومة إلى ضم القبائل لتحالفها مع الجنجويد لمواجهة التمرد في دارفور.

المسيرة العسكرية والسياسية
البِداية

لم يتلق( محمد حمدان دقلو) تعليما أكاديميا ولم ينخرط في الجيش أصلا، إنما شق طريقه للقوة والنفوذ بنفسه. برزَ حينما شكّلت الحكومة في الخرطوم قوات شعبية من القبائل الموالية فعيّنت( حميدتي) قائدًا لها. لم تكن القوات نظاميّة في بداية الأمر؛ وكانَ يغلبُ عليها الطابع القبلي لكنّها تطورت شيئًا فشيئًا حتى تمّت هيكلتها وصارت قوات قوميّة ثمّ غُيّر اسمها فيما بعد إلى «قوات الدعم السريع».

حرب دارفور

بحلول عام 2010؛ شكّلت السلطات السودانيّة «قوات الدعم السريع» بقيادة( حميدتي )انطلاقًا من مجموعة من الميليشيات التي كانت مُنخرطةً في الحربِ الدائرة في دارفور. لقيت هذه القوات دعمًا مُباشرًا من عمر البشير وصارت قوّة موازيّة مكوّنة من حوالي 40.000 مُقاتل ومجهزة بالعتاد والسلاح. انخرطت مُباشرةً في الحرب وسطَ أخبار تحدثت عن ارتكابها لجرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانيّة. ورغم الانتقادات فإن الثقة التي تحظى بها القوات من الرئيس السوداني عمر البشير منحتها المزيد من القوة والنفوذ والدعم، لتكون إحدى أذرع النظام القوية.
أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقيّة بيانًا ندّدت فيهِ بما يقومُ به محمد حمدان وذكرت في أحدِ تقاريرها «أنّ قوات الدعم السريع بقيادة( حميدتي ) مُتهمة بارتكاب عددٍ منَ الانتهاكات فضلًا عن سمعتها السيّئة في دارفور وفي مناطق أخرى» فيما طالبت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين المحكمة الجنائية الدولية بإدراج (محمد حمدان دقلو) ضمن قوائمِ المطلوبين لدى المحكمة وتقديمه للعدالة. جديرٌ بالذكر هنا أنّ زعيم حزب الأمة السوداني المعارض( الصادق المهدي) قد اعتُقلَ لمدة شهر لاتهامه قوات (دقلو) بارتكاب «تجاوزات» ضد المدنيين في دارفور وذلك في مايو/أيار 2014.
قمع انتفاضة 2013

اتهم الناشطون السودانيون قوات الدعم السريع بقتل ما يزيد عن 250 مواطنًا سودانيًا خلال التظاهرات بالخرطوم في سبتمبر 2013 لكن( حميدتي ) صرح في حوار تلفزيوني أن قواته لم يكن لها أي علاقة بفض هذه التظاهرات ملقيا باللائمة بشكل ضمني على جهاز الأمن السوداني.

حرب اليمن

منذ عام 2015، تحوّل( محمد حمدان دقلو) إلى لاعب مهم في السياسة الإقليمية حيثُ دفعَ إلى مشاركة السودان في حرب اليمن من خِلال قوات الدعم السريع. في سبتمبر 2017؛ صرح دقلو أن 412 جنديًا سودانيًا قد قتلوا في الحربِ باليمن. بعد أن قامت التظاهرات الشعبية بإسقاط البشير من سدة الحكم، علت الأصوات المطالبة برجوع القوات السودانية من اليمن، لكن( دقلو) - بصفته نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي - صرح بأن القوات السودانية ستبقى مشاركة في التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن حتى تحقق أهدافها هناك
من جِهة أخرى فقد كشفَ تقرير صحفي لجريدة النيويورك تايمز الأمريكية عن مشاركة أطفال سودانيين لا يزيد عمرهم عن 14 عامًا في حرب اليمن، ويمثلون خط الدفاع الأول على الأرض للتحالف الذي تقودهُ الإمارات العربية المتحدة والمملكة السعودية. وجدَ التقريرُ أيضًا أن الرياض تدفعُ ما يقابل عشرة آلاف دولار أمريكي لمشاركة الطفل الواحد حيثُ تدرج المبالغ دوريًا بحسابات خاصة بالقوات ببنك فيصل الاسلامي بالخرطوم.
الاتحاد الأوربي ومحاربة الهجرة غير الشرعية

تحولت قوات (حميدتي) إلى حليف للاتحاد الأوربي في محاربة الهجرة غير الشرعية من إريتريا وإثيوبيا، الأمر الذي نفاه الاتحاد الأوربي؛لكن (حميدتي) هدّد الاتحاد في خطاب متلفز بوقف التعاون إذا لم يعترف علنًا بتعاونه مع قواته. وقد كشف تقرير صحافي عن دور قوات( حميدتي) في وقف مهاجرين بصحراء السودان وهو ما اعتبرهُ مراقبون أنه بمثابة إضافة شرعية لقوات متهمة بتنفيذ مذابح بدارفور بغض النظر عما كانت هذه القوات تحصل على دعم مالي مباشر أم لا.
احتجاجات 2019

لم يظهر( حميدتي ) في بداية الاحتجاجات التي طالبت بإسقاط نظام البشير لكنّ هذا الأخير كانَ قد استدعى قوات الدعم السريع في مُحاولة منه للسيطرة على الاحتجاجات. وصلت القوات في وقتٍ ما للخرطوم بغرض تهدئة الأوضاع وضبطها لكنّ قائدها حميدتي رفضَ المشاركة في قمع التظاهرات. بُعيدَ انقلاب القوات المسلّحة بقيادة (أحمد عوض بن عوف) وعزلها للرئيس السوداني ثم إعلانها تشكيل مجلس عسكري انتقالي لمدة عامين؛ أصدرَ( محمد حمدان) بيانًا رفض فيهِ ضمنيًا ما جاءَ بهِ عوض بن عوف وطالبَ بوضعِ فترة انتقالية لا تزيد عن ستة شهور كما أصرّ على تشكيل مجلس انتقالي عسكري مهمته إنقاذ الوضع الاقتصادي وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وتشكيل حكومة مدنية يتم الاتفاق عليها بواسطة القوى السياسية.

تطوّرت الأمور فيما بعد في ظلّ الرفض الشعبي المُتزايد لبن عوف الذي اضطرّ بعد أقل من 24 ساعة إلى تمرير رئاسة المجلس الانتقالي لقائد القوات البريّة( عبد الفتاح البرهان). هذا الأخير لقيَ دعمًا من (حميدتي )الذي سُرعان ما عُيّن كنائب للبرهان في قيادة المجلس العسكري الانتقالي الذي من المُفترض أن يقود السودان في الفترة الانتقاليّة إلى حين تشكيلِ الحكومة الجديدة.
*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

قائد مليشيات الماهرية ( حميدتى ) هو الذي انتقته السلطة لوقف عمليات حركة العدل والمساواة ، وبعض الحركات في جنوب وشمال دارفور .
ملخص دراسة أعدها المعهد العالي للدراسات الدولية والتنموية جنيف 2009
فهم مليشيات دارفور – جولي فلينت
ملخص الملخص :
هناك ثلاثة أنواع من الجنجويد
- حرس الحدود ، ببطاقات هوية عسكرية ورواتب وهم نخبة
- قوات الدفاع الشعبي ، يرتدون زياً موحداً ولهم بنادق وذخائر وأرزاقاً ، لكنهم لا يتلقون رواتب . يحصلون ما يعادل 39 دولار نظير أي عملية .
- الاحتياط المستنفرون وهم مجندون بالقوة ، لهم زي موحد وليست لهم رواتب ، وإن رفضوا غرموا خمسة جمال أو وضعوا رهائن في السجن.
*

لما وصلوا كانوا يعيشون تحت الأشجار والرواكيب . أجبر السجناء على بناء المنازل
استغلت الاستخبارات العسكرية كل فرصة أبانت عن نفسها وتقدمت من ( محمد حمدان دوغلو) والمعروف باسم ( حميدتي) الذي عمل في تجارة الابل قبل الحرب ، بعد أن هاجم متمردوا الزغاوة قافلة له، وسرقوا حسب زعمه 3400 رأس حيوان ، وخطفوا 77 شخصاً بينهم 10أشخاص من أقاربه . وبعد ما وافق ( حميدتي ) على الخضوع لتدريب عسكري ، عُهد إليه أمن منطقة نيالا.
وشرع اثنان من أقوى قادة حرس الحدود – المحاميد موسى هلال في ولاية شمال دارفور .و( حميدتي ) رجل( الماهرية ) القوي الذي بدأ بالظهور آنذاك في ولاية جنوب دافور في التحوط ودخلا في محادثات سرية مع حركة العدل والمساواة عبر وسطاء على أمل ربما ينقذهما تحالف مع ضحاياهما من المحكمة الجنائية الدولية . وفي مارس 2006 وقع (حميدتي) اتفاق عدم اعتدا ء متبادل مع حركة العدل والمساواة.

وبعد ذلك بشهرين وبعد 15 يوم من التوقيع ، فعل (موسى هلال) الشيء ذاته . وقال مسؤول بحركة العدل والمساواة كان هلال في موقف سيء لأن الحكومة لا تقوى على تقديم الدعم له مباشرة ، لكنه كان سيء السمعة لحد بعيد.

دوقلو محمد حمدان ( حميتي ) وقع الاتفاق بعد أسابيع من مفاوضات بدأت بتاريخ 5 يونيو 2007 ، بعد شهر من وفاة دغيرشو . نص الاتفاق على تعزيز الأمن في المناطق الواقعة تحت سيطرة الطرفين وعدم إعاقة وصول السلع والخدمات للمدنيين. والعمل على منع الهجمات على المدنيين والالتزام بالعمل من أجل الوحدة السياسية والعسكرية . قال ( حميدتي) إن (عبد الواحد طلب )أسلحة لكنه رفض ذلك.

( حميدتي ) و(بدر الدين عباس النور )، اتفقوا على عدم الاعتداء المتبادل ، وقع في أبشي التشادية في 23 مارس 2006. في سبتمبر لما استدعى( حميدتي ) إلى الخرطوم لعقد اجتماعين مع (البشير) ووزير الدفاع ( عبد الرحيم محمد حسين) وعرض عليه البشير باتفاق ( حميدتي ) مع العدل والمساواة ، أسلحة وسيارات لإيقاف هجوم المتمردين في ولاية شمال دارفور . قبل ( حميدتي ) ذلك وانتقل شمالاً . إذ جمع بين أعمال الحكومة وأعماله الخاصة ، فطارد في شمال دارفور قائد الزغاوة الذي سرق إبله عام 2003.


انتقل( حميدتي) إلى الشمال إلى مليط وهدد باقتياد لوا ء (دغيرشو) إلى المتمردين في جبل مرة ، إلا إذا أعطت الخرطوم 500 من رجاله رواتب جيش ، ودفعت تعويضات لأسر الذين سقطوا صرعى في القتال . وإعطاء( الماهرية) النظارة المحلية ، وهي الوحدة الأساسية في الحكومة المحلية .

تمرد حميدتي

شائعات بتمرد( حميدتي) على الحكومة ، بدأت منذ أغسطس 2007 وتأكدت في أكتوبر ، عندما هدد رجاله باقتحام نيالا ، ما لم تُدفع لهم مرتباتهم المتأخرة مدة طويلة . وادعى ( حميدتي ) في نوفمبر من ذات العام بأنه أقام تحالفاً مع جماعة متمردة عربية جديدة ، اسمها (الجبهة الثورية السودانية )، بقيادة (أنور خاطر) من أولاد عيد وهم فرع من المحاميد . وفي بيان باسم الجبهة الثورية السودانية حدد ( حميدتي) بوصفه القائد الأعلى وخاطر الأمين العام ، إن قصف الحكومة العشوائي لن يثني العرب من مواصلة التمرد بغية استعادة حقوقنا.
انشقاق ( حميدتي ) ومعه ما لا يقل عن 70 مركبة مسلحة تسليحاً ثقيلاً. أحدث أكبر تحول في التوازن العسكري في دارفور منذ بد الصراع ، كما أدهش الخرطوم . لقد كانت عشيرة (أولاد منصور) من أوائل عملاء الحكومة عندما بدأ المتمردون بالتنظيم . وفي أكتوبر 2002 هاجموا بدعم جوي بالقصف قرية ( كندكير) وهي من مناطق الفور ظلت خاضعة للتمرد في جبل مرة.

قال ( حميدتي ) الذي أطلق على حركته( قوات الوعد الصادق )، أنه يقاتل من أجل العدالة للعرب .وقال في 2009 أن سبب تمرده هو تعيين الزغاوي ( مني ميناوي) كبيراً لمستشاري عمر البشير ، وأن العرب لم يتلقوا رواتبهم ولا تعويضات عن قتلاهم وجرحاهم في الحرب ، ولم تقدم لهم خدمات صحية أو بيطرية ومدارس وماء . كان تمرد ( حميدتي ) معداً إعداداً جيداً ، إذ أخبر ( حميدتي) الحكومة بأنه سيشارك في الهجوم على الجيش (تحرير السودان )و(حركة العدل والمساواة) في (حسكنيتة) ، وعند تسلم الوسائل اللوجستية للهجوم ، من مركبات وأسلحة ثقيلة ومعدات اتصالات وأموال أعلن تمرده.

هاجر( أولاد منصور) أحد أفخاذ ( الماهرية )وهم أصلاً من شمال دار فور إلى جنوب دارفور نهاية ثمانينات القرن العشرين. واستقروا في قرية ( دوقي) شمال غرب نيالا وسموها ( أم القرى ) . وشاهد زوار قاعدة (حميدتي ) قرب أم القرى بعد تمرده كميات كبيرة من بنادق كلاشنكوف وبنادق قنص وقاذفات قنابل يدوية (آر بي جي) ومركبات طراز لاند كروزر تعلوها مدافع رشاشة ومدافع مضادة للدبابات وقاذفات صواريخ وصواريخ ضد الطائرات ومدافع هاون وبنادق عديمة الارتداد بعيار 105 ملم وتلفونات ثريا وأجهزة راديو محمولة باليد ، لم تشاهد من قبل لدى مجموعة المتمردين في دارفور.

كان تمرد (حميدتي) هو الأعظم ، لكنه ليس المشكلة الأخيرة التي واجهتها الحكومة، وفي 2007 حلّ الفرار التدريجي صوب المتمردين الذي بدأ 2005، حركات أعداد أكبر من قوات شبه عسكرية أطلقوا على أنفسهم ( الجندي المظلوم) إلا أنه التقطته كل المجموعات المتمردة ، مع تصاعد زخم التمرد العربي في دارفور ، وكانت أول المناطق( كبكابية) و(زالنجي )وسرعان ما انتشرت شمال وغرب دارفور 35. وكانت أسلحتهم من النوع الصغير ، ومع ازدياد عددهم زادت الحاجة إلى ذخائر بالهجوم على قوافل الحكومة ومراكز الشرطة ، ولما حاول وسطا ء السلام التدخل ، عالجت الحكومة مظالمهم المالية.

في 2008 عاد( حميدتي) لحظيرة الحكومة ، بعدما لم يجد راعياً بديلاً . لقد رفضته ليبيا وتشاد والأمم المتحدة والولايات المتحدة ، كما أن محاولته للانضمام إلى (قوات الجبهة الثورية السودانية) صدها ( أنور خاطر ) الأمر الذي عجل بانقسام حركة (خاطر) .فاتح (حميدتي )أيضاً (جيش تحرير السودان )، لكنه لم يجد مصلحة ذاتية ، وبعد أن نفذت أمول( حميدتي ) كان له خياران ، إما الانضمام للحكومة أو ينضم للجنجويد.

ومازال الغموض يكتنف شروط الصفقة التي أرجعت ( حميدتي ) للخرطوم . طالب هو برتبة فريق في الجيش لنفسه والنظارة لعمه( دوقلو جمعة) ومنصب مفوض لشقيقه (عبد الرحيم حمدان دوقلو ) ومبلغ نقدي مقداره ( (440 ألف دولار) لنفسه ونصف هذا المبلغ مرة أخرى لشقيقه ، لتعويض المقاتلين وأسرهم في الظاهر . مخبرو الأمم المتحدة قالوا إن 3 آلاف من رجاله أدرجوا في الجيش النظامي برواتب الجيش ووعد 200- 300 منهم بإخضاعهم لتدريب الضباط . وقال زملاء أن الاتفاق هو للمال والسلاح ، وهي أسلحة ثقيلة من قذاف صاروخية وبنادق رشاشة ، وقد أعطي لهم للهجوم على( حسكنيتة )، قطعتان من قاذفات الصواريخ المتعددة ومدفعان مضادان للطائرات من طراز زوة- 23 .

اعترف (حميدتي) بإعادة قطع الأسلحة الأربع ، وقال إن هذا هو النظام : تلقى الأسلحة الثقيلة قبل الهجوم وتعيدها بعده. وقال أنه عين كمنسق بين القبائل العربية والحكومة، مثل(موسى هلال) . ويعتبر (حميدتي ) مع خضوع (موسى هلال )لرقابة من جانب الاستخبارات العسكرية واعتباره أحد أقوى الزعماء شبه العسكريين في دارفور ، للماهرية لديهم اعتراف بمعسكراتهم في) دامرة غرير( ، ويمارس زعما ء ضغطاً على) حميدتي (.

وعبر أحد الأعيان من) الماهرية( شمال دارفور بوسع )حميدتي( في شمال دارفور الحصول على 100 نقطة مثلما هو الحال في) أم القرى( وسيتبعه جميع أبناء )الماهرية(.
لعل اسم )حميدتي( لم يحظ بأهمية ، بيد أن هجومه في ولاية شمال دارفور عام 2006 كان دليلاً على تغير العلاقة بينه والحكومة ، والمليشيات التي سلحتها . قاتل) حميدتي( في شمال دارفور ، بعيداً عن أرضه.

مع بروز) حميدتي( تم استيعاب 400 من قبيلة )الماهرية)في( شرطة الاحتياطي المركزي( بعد التدريب في الفاشر ودمج 700 جندي كانوا ينشطون على طول طريق) كبكابية- الفاشر( ، وتسلموا أسلحة خفيفة ومدافع هاون مع التعهد بإلحاق 1300 آخرين .
وقال محلل كبير في الأمم المتحدة إن انعدام التخطيط يدمر الحكومة ، فضعفها والرشاوي على الأسلحة والأموال تقوض سيطرتها.
مما يبعث على القلق اعتمادها على مليشيات ( حميدتي) شبه العسكرية ، ولم يكن من خيار للحكومة إلا اللاستعانة بـ(حميدتي) لإخراج )حركة العدل والمساواة( من مدينة )مهاجرية( وإقامة نقطة انطلاق جديدة جنوب دارفور.

**
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


حميدتي: فيلم ودخلناه والبطل لا يموت .. بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم

نشر بتاريخ: 24 أيار 2019


لم أنزعج مثل كثيرين لتربص حميدتي للعصيان المدني اللائح بتهديد المضرب إلا يعود للعمل بعده. فهذا التربص فاش في نظمنا المستبدة. فقد كانت لنميري كتيبة استراتيجية من الجند الفنيين مقرها عطبرة وظيفتها تسيير القاطرات لكسر إضراب عمال السكة الحديد متى أضربوا. وكانت لنظام مايو "لائحة البنيان النقابي" في 1972 صارت بها وظيفة النقابة رفع وتيرة الإنتاج لا الدفاع عن حقوق العاملين. ومتى فعلت وقعت تحت طائلة القانون لأن الإضراب جريمة. ولا أعرف يوماً أنذل من أيام نميري مثل يوم كسر إضراب عمال السكة الحديد في سبتمبر 1981. فبلغ الرجل في ذلك اليوم من ضعة النفس أن أمر كل عامل مضرب يسكن في منزل حكومي أن يخليه للساعة والحين. ولم يتورع أن ينزل العقوبة بالأسر بعد أربابها. وكتبت يوماً عن كسرة ذلك الإضراب:

إذا كنت قد أقسمت ألا اغفر لخصومي (أو حتى حلفائي) الفكريين شيئاً فهو "كسرة" إضراب "عمال السكة الحديد في يوم 18 سبتمبر1981. فما زلت أتبلغ غصصاً كثيرة من تلك المحنة. لن أغفر لنميري كيف وسوس له إبليسه بالحيلة التي توعد بها العمال المضربين بإخلاء منازل الحكومة متى ما لم يقبلوا بفك الإضراب والعودة للعمل".

واستدعي نميري في نفس الوقت لجنة من المهنيين لتجتمع وتنظر في حل السكة الحديد في عدة أقاليم لنزع المركزية من عطبرة "أدابة" الحكومات. وقال بعظمة لسانه أنه سيحولها إلى "سندة" سكة حديد. واجتمعت اللجنة ووصت بما أراد نميري. بل أسَفّ الرجل أكثر بتحويل نقل البضائع إلى الطريق البري بورتسودان، كسلا، مدني الخرطوم الكيدي. وأبطل بذلك السكة حديد الناقل الأرخص المعروف. وموت طريق بورتسودان-الخرطوم المشاهد بعد قيام طريق بورتسودان-عطبرة-الخرطوم، المطابق للسكة الحديدية التقليدية، دليل على ما ظللنا ندفعه من تكلفة باهظة لبقاء نظم المستبدين. واتبعت الإنقاذ سنة نميري. فقرأت في بيان ختامي لمجلس شوري المؤتمر الوطني مرة توجيهه عضويته للاهتمام بنشاط النقابات، والسيطرة عليها بتفعيل كتائب الإسناد المدني تحسباً لأي أمر يؤدي إلى الانفلات الأمني والاجتماعي.
فلا جديد في تربص حميدتي بالإضرابات اللائحة. بل ولا جديد في اجتماعه بالنقابات فهي ما يتذكره المستبد وقت الزنقة كما فعل البشير في لقائه بها في قاعة الصداقة في أوائل ثورة ديسمبر. ولم يجد في لقائه بها حتى ما يغريها به بعد طول إهمال. ما انزعجت له حقاً أن نقابات النظام المباد ما يزال بوسعها تلبية الدعوة لاجتماع مع حاكم بأمره ويحضره اتحاد النقابات الدلدول. وكان توقعي أن مواكب العاملين التي تتقاطر على ساحة العصيان قد نظفت مؤسساتها من النقابات الخرعة لتكون منبراً ينضم إلى تجمع المهنيين. وقد طمأنني مقال للدكتور مجدي الجزولي بقيام تجمع لتصحيح النقابات العمالية واستعادتها. وطمعني في هذا التنظيف خبراً جاء به مجدي عن انتزاع ثوريي ديسمبر قيادة نقابة شركة كنانة بعد انعقاد جمعية عمومية.

ليس الخبر عندي هو تربص حميدتي بالإضراب المزمع. فهو طارئ على مثل هذا الأمر متبعاً لا مبتدعاً. وكان الرجل قال إن الدعم السريع سيرينا في المدينة أنه أفضل مما نظن. ونقول له بلغة شفاتة المدن خصومتك للإضراب الأخيرة "فيلم ودخلناه" مراراً. وليس الخبر عندي هو اجتماع حميدتي بنقابات النظام المباد. الخبر عندي هو أنها ما تزال قائمة بعد نصف عام من اندلاع الثورة.


https://www.sudanile.com/index.php/منبر-الرأي/56-8-0-6-0-1-4-6/115308-حميدتي-فيلم-ودخلناه-والبطل-لا-يموت-بقلم-د-عبد-الله-علي-إبراهيم________________________________________
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

الجاك...

مشاركة بواسطة حسن موسى »


و قالت عمتنا ويكيبيديا [الله يدينا خيرها و يكفينا شرها ] عن الفريق حميدتي:
".. عُرف عنه في طفولتهِ قيادته لمجموعة صغيرة من الشباب التي كانت تعملُ على تأمين القوافل وردع قطاع الطرق واللصوص."
غايتو الله يستر المرة الجاية ما تقول لينا" و تكلم في المهد صبيا".
سأعود
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

https://www.youtube.com/watch?v=uqie60AhTLs

في لقاء حميدتي في يناير 1917 في 24 سودانية :
قال حميدتي: بعد أن ترك أن ترك الدراسة اتجه للتجارة في القماش من ليبيا عام 2003 .,ولأول مرة حدث النهب في الجبال بين 1991 إلى 2007 . بالقرب من الحمراء ومليط وكتم. كانت تتوقف الناس في طريق الجنينة 2003 – 2006 . بعد أن اوقفت تجارتنا حضرت للحكومة . قابلت وزير الدفاع ، بدأ العدو يحاصر نيالا . قمت بعد ذلك وتجندت في قوات الاستخبارات من عام 2003 إلى 2006. حصلت هزائم للجيش ونحن نعمل بالعصابات . تحركنا في أكتوبر 2006 قابلت " عبدالله مسار" وقابلت الرئيس وطلبت ترقية واهتمام بتنمية أهلنا. طلبت من قائد الكتيبة العسكرية أن يترك لي حرية التصرف . تحركنا لكتم. وجدنا كمين مسلح بعدد 165 سيارة ، وتسلمنا بعد القضاء عليها على سلاح ومال و40 سيارة بحالة جيدة، فلدي 25 شهيد و75 جريح . وقمنا بفتح الطريق وذهبنا لدارفور لنيالا . بعد ذلك قضيت سنة أحاول مقابلة الرئيس ولم أستطع. وكنت قد طلبت مقابلة الرئيس فقصدنا " أم القرى" . انضممنا لجهاز الأمن وشاركونا بالدعم ضد الجبهة الثورية . لا يوجد خلاف مع الجيش واتصلت مع الرئيس. لدي 67 من منسوبي القبائل . لدينا رجل واحد غير منضبط بسبب حالة سكر. لدي في ذلك الوقت 7000 من قوات الدعم السريع. موسى هلال ابن عمي. كل منتسبي الدعم السريع سودانيون ، بالتسجيل بالرقم الوطني وشهادة شيوخ القبائل . 95% من الشعب معنا. نحن لا نستخدم الواتساب ، وأي ختمة قرآن تتم يتم الدعوة لنا في ختامها. بعد 6 أشهر أغلقت حدودي مع دول الجوار. تعاملنا ضد الارهاب وتجارة السلاح. نحن قوات مختلفة تماماً كقوات الحرس الوطني في السعودية. نحن نتبع للرئيس .


*
شكر للأكرم : حسن موسى


*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

صبرا يا احمر المؤخرة .. بقلم: السفير محمد المكي إبراهيم
نشر بتاريخ: 08 حزيران/يونيو 2019

حين شرع الجنجويد في اطلاق النار على المعتصمين أمام القيادة كانوا يطلقونها بنفس الوقت على أشياء أخرى كثيرة يأتي على رأسها الوهم الذي حاولوا اشاعته عن كونهم مواطنين سودانيين ينتمون الى غرب السودان ولكنهم برهنوا بالبيان العملي انهم مرتزقة جمعهم النظام المباد من بوادي النيجر وتشاد وزودهم بجوازات مزيفة ليتنكروا بها في سمت السودانيين ولكن ظهورهم العلني في ثورتنا المجيدة أظهرهم على حقيقتهم كمرتزقة اجانب لا صلة لهم بالسودان: فهم لا يلبسون ثيابنا ولا يتحدثون لهجتنا ولا يعرفون أي شيء عن ديننا وتقاليدنا وثقافتنا: لا يضربون “الروري” مثلنا ولا يتغنون بوردي وكلمات الحقيبة العظيمة ولا يعرفون الهز وفرقعة الأصابع التي نعبر بها عن طربنا واستحساننا وليس معهم نساء حتى في المنازل التي اغتصبوها لأنفسهم في جبرة والمنشية.

تراهم يديمون الصمت بصورة مريبة شأن من صدرت له تعليمات مشددة بان لا يفتح فمه باي كلام ويلبسون عمائما خضرا ولهم طريقة في الالتثام غير معروفة في هذا البلد الطيب الكريم وحين يفتحون افواههم للكلام يصعب عليهم نطق مفرداتنا بحروفها الحلقية الصاخبة فتراهم يعانون مع حرف العين والحاء .انهم أجانب على اللغة العربية على اختلاف لهجاتها المنتشرة في السودان وقد حشدهم نظام مخذول يئس من تأييد شعبه وجيشه فاستعان بالأجنبي لينصره على ابن البلد الأصيل ورغم ذلك يظن بعض البسطاء انهم من قبائل دارفور التي بادرت الى معاداة النظام واعلنت ضده كفاحها المسلح قبل غيرها من القبائل والجهات.

ما كان لهم ترويعنا والاعتداء علينا في قلب عاصمتنا لولا خيانة التافه الحقير عبد الفتاح برهان الذي اخرج جيشنا من المعادلة الأمنية إذ اخلى مخازن سلاحنا وجرد جيشنا من السلاح وحوله في لحظة الى قطيع من العزل لا يملك من امره شيئا فألحق بننا إهانة قومية لا تغتفر سنتذكرها على الدوام. ولكن بعيدا عن الانفعال والغضب نسارع الى القول بأننا بعيدون كل البعد عن السيناريو السوري حيث تحول نصف السكان الى نازحين هاربين من فتك الجانب المضاد وعلى العكس فان الجنجويد هو المرشح للخروج من الخرطوم لكونهم اقلية ضئيلة وسط حجم سكاني يقدر بالملايين وسيفنى كل ما لديهم من ذخائر فبل ان تفنى ملاييننا واهم من ذلك ان جيشنا يستفيق من صدمة الخديعة ويستجمع طاقاته وفي اقل من لحظة سينقلب الجنجويد على ادبارهم هاربين بينما تلاحقهم طائراتنا وقواتنا البرية وهي مطاردة لن تتوقف بعبورهم الحدود هاربين الى دول الجوار بل تستمر في التوغل داخلها برضاء او بغير رضاء .تلك الدول ولسوف نتولى تطهير افريقيا كلها من الوباء الجنجويدي وبعدها نقوم بتطهير السعودية والامارات من ذلك الوسخ الهمجي.

لكل بداية نهاية وكما اصطفى البشير أولئك الاوغاد لحماية حكمه فزادهم قوة وبطشا واعلى صوتهم على كل الأصوات فها هم اليوم يترنحون للسقوط وستكون نهايتهم على أيدينا نحن السودانيون ومع نهايتهم ستأتي نهاية حكم العسكر في السودان وكل اقطار افريقيا فاذا شارك الجيش في ذلك الجهد فذلك واجبه واذا نكص او انضم اليهم فسوف نتولى نحن وحدنا كل تلك الواجبات.
صبرا يابرهان يا احمر المؤخرة وصبرا أيها الحيوان المتطاول قطعة القذارة المسمى حميدتي
لنا معكم موعد قريب
https://www.sudanile.com/index.php/منبر-الرأي/72-0-6-8-4-6-7-8/115820-صبرا-يا-احمر-المؤخرة-بقلم-السفير-محمد-المكي-إبراهيم


*
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

في إنصاف "الشاعر"

مشاركة بواسطة حسن موسى »




في إنصاف "الشاعر"

سلام يا الشقليني
لقد احتفى كثيرون بكلمة " محمد المكي ابراهيم" المعنونة " صبرا يا أحمر المؤخرة"، و أعادوا نشرها في اكثر من منبر، بل و قرّظها البعض و نسبوها لصوت الشعب الثوري الغاضب. لكن كلمة محمد المكي ابراهيم احبطتني ادبيا قبل ان تحبطني سياسيا، بسبب الخراقة الغليظة البادية في معادلة كيمياء الأدب و السياسة ، التي تميز شغل الشاعر عن أشغال محترفي السياسة و هواتها المتزاحمون في المنابر يردمون القراء بالغلظات الأدبية على زعم أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.و لا يغيب عليك يا شقليني أن المعركة التي انخرط فيها الشعب السوداني هي معركة مستوى الخصومة فيها على قدر عال من التركيب المادي و الرمزي الذي يفرض على المعارضين لنظام الإستبداد المحلي و الإقليمي و الدولي عناية أكبر بأدب الخصومة السياسية.
حيرني أن شاعرنا بذل كلمته باسم " السفير " و لم يبذلها باسم" الشاعر" رغم أنه بنى بأسه الرمزي بين ظهرانينا في مقام الشاعر، بل هو يمثل في نظري [ الضعيف؟] كأحد أعظم شعراء الحداثة الأدبية في السودان. و مع احترامي للسفراء الذين يؤدون واجبهم المهني بأمانة ، فأنا لا أرى وجه مفخرة في تقديم صفة "السفير" على صفة " الشاعر" هنا ، ذلك أن "السفير" صفة مهنية لرسول الحاكم ـ و أنت أدرى بنوعية الحكام المستبدين الجهاليل الذين ابتلينا بهم في نصف القرن الماضي ـ بينما "الشاعر" كائن خلاق سيادته الجمالية تعلو على كل سيادة أخرى. و ربما عوّل صاحبناعلى صفة " السفير" على زعم أن صفته المهنية كـ " سفير " تدعم مصداقيته كـ "خبير" في الشأن السياسي السوداني. لكن كلمة محمد المكي ابراهيم لا تبالي بالشأن السياسي السوداني لأنها مشغولة بتطريز أدب الهويولوجيا السودانوية في نسختها البدائية الأكثر فظاظة.
حين يكتب محمد المكي ابراهيم، في الشأن السياسي السوداني فهو يكتب و هو جالس على تاريخ أدبي و سياسي طويل فيه " أمّتي" و: بعض الرحيق " و " أصول الفكر السوداني" و يختبئ البستان في الوردة" و أشياء شيقة أخرى.إلا أن كلمته التي يصف فيها لون مؤخرة البرهان، رئيس المجلس العسكري الإنتقالي، تتكشف عن ابتذال رخيص و غير منتج للخصومة السياسية الجارية بين الشعب و المجلس العسكري.يقول محمد المكي ابراهيم :ـ
"


حين شرع الجنجويد في اطلاق النار على المعتصمين أمام القيادة كانوا يطلقونها بنفس الوقت على أشياء أخرى كثيرة يأتي على رأسها الوهم الذي حاولوا اشاعته عن كونهم مواطنين سودانيين ينتمون الى غرب السودان ولكنهم برهنوا بالبيان العملي انهم مرتزقة جمعهم النظام المباد من بوادي النيجر وتشاد وزودهم بجوازات مزيفة ليتنكروا بها في سمت السودانيين ولكن ظهورهم العلني في ثورتنا المجيدة أظهرهم على حقيقتهم كمرتزقة اجانب لا صلة لهم السودان
"
في هذا المقطع يتجاهل الكاتب واقع التداخل العرقي و الثقافي بين السودان و دول الجوار الذي يطرح للحدود السياسية تعريفا متحركا مغايرا للتعريف الرسمي ، و ذلك حسب نمط الحياة الإقتصادية و الإجتماعية و حسب صلات القربي و الأحلاف بين الأعراق المقيمة .و حقيقة التداخل العرقي و الثقافي و الإجتماعي، العابر للحدود لا تقتصر على حدود السودان الغربية و إنما هي قائمة في معظم المناطق الحدودية بين البلدان الإفريقية التي تحدها حدود اعتباطية ناتجة عن التقسيم الاوروبي الإستعماري الذي وقع للقارة في "مؤتمر برلين" في نهاية القرن التاسع عشر.و لو كان الكاتب منتبها لطبيعة الواقع الذي تخلقت فيه الهوية السياسية و العرقية لظاهرة الجنجويد لما حاول استبعادهم من الملـّة السودانية بذريعة إدارية باهتة تتلخص في عدم حيازة الجنسية السودانية، فضلا عن كون حيازة الجنسية السودانية وحده لا يكفي لتزكية الجنجويد ، و أي حلفاء يتضامنون معهم على قتل السودانيين،لا يكفي لتزكيتهم كاشخاص أخيار يعوّل عليهم في بناء سودان الحرية و السلام و العدالة.و الإسلاميون الذين تسلطوا على رقاب السودانيين و ساموهم العسف و التقتيل على مدى ثلاثة عقود هم سودانيون يتقاسمون المواطنة مع خصومهم الذين يقفون في مواجهتهم و يدفعون ثمن المواجهة دون أن يخطر ببالهم تسليب الخصوم من صفة المواطنة. و غياب الوعي بالمواطنة عند الكاتب "السفير" يخصم من حساب الكاتب " الشاعر"، و في نهاية التحليل فـ«  الحساب بجمع »ـ كما تعبر حكمة الأهالي..
لكن الشاعر العارف بثقل الكلمات يقع في شر أعماله حين يقول :
"
: فهم لا يلبسون ثيابنا ولا يتحدثون لهجتنا ولا يعرفون أي شيء عن ديننا وتقاليدنا وثقافتنا: لا يضربون “الروري” مثلنا ولا يتغنون بوردي وكلمات الحقيبة العظيمة ولا يعرفون الهز وفرقعة الأصابع التي نعبر بها عن طربنا واستحساننا
"
في سطرين يردمنا الشاعر بضمير جماعة ثقيل مغموس في الأدب العنصري "أبو جلابية و توب و سروال و مركوب" و غيره من الاكسسوارات الفولكلورية المصنوعة ، التي تؤثث عالم " عيال اب جويلي الكمبلوا و عرضوابدار كردفان إلخ". ضمير الجماعة في " ثياب/نا" و " لهجت/نا" و " دين/نا" و " ثقافت/نا" و " غناء/نا" يصادر واقع التعدد الثقافي و العرقي، ثروة السودان الأولى و ضمانة وحدته الوطنية القائمة على أحترام حقوق الآخرين.
"« ـ

و يتمادى الكاتب الجالس القرفصاء على حسّنا الأصيل بالتعدد اللغوي السوداني و ينبهنا في صلف لغوي أخرق إلى أن عجمة لسان هؤلاء الاشرار تفضح غربتهم عن الوطن :
"
وحين يفتحون افواههم للكلام يصعب عليهم نطق مفرداتنا بحروفها الحلقية الصاخبة فتراهم يعانون مع حرف العين والحاء .انهم أجانب على اللغة العربية على اختلاف لهجاتها المنتشرة في السودان
"
أحسن الله عزاء صديقنا و استاذنا عبد الله علي أبراهيم الذي نبهنا قبل نصف قرن من الزمان للبعد الطبقي و العرقي لمسالة اللغة في السودان [ الماركسية و مشكلة اللغة في السودان، كاتب الشونة رقم 1،نشر الحزب الشيوعي السوداني 1977].[ترى أين كان "السفير" في تلك الأيام؟ ]..
ماذا نصنع بمكتوب السيد السفير الذي انحط بقدر الخصومة السياسية لدرك السباب السهل المتاح لكل من دبّ في شعاب الاسافير؟للوهلة الأولى خطر لي أن من الأفضل تجاهله حتى تغمرة ثرثرات الاسافير الكثيرة مثله مثل غيره من لغو القول، لكني بعد تفكّر ـ و أهلنا قالوا : " قعاد ساكت بجيب التفاكير" ـ قررت أن أعتني بمكتوب السيد السفير، ليس لأنه صادر عن شخص موصوف بصفة " السفير"، و أنما لأن هذا "السفير" هو ايضا "شاعر" له بصمة مهمة في مشهد الشعر السوداني،عساني اتمكن بذلك من إنصاف "الشاعر"  بتقعيده في مقعد النقد السياسي، و قد جاء في الأثر أن" من فرّج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرّج الله عنه كربة من كُرب يوم القيامة « .
وأها يا شقليني، بمناسبة " النقد السياسي" دي، أنا توقفت أيضا عند ضمير الجماعة السودانية في عبارة الكاتب " السفير" حين كتب  عن « جيش /نا »ـ:
"

ما كان لهم ترويعنا والاعتداء علينا في قلب عاصمتنا لولا خيانة التافه الحقير عبد الفتاح برهان الذي اخرج جيشنا من المعادلة الأمنية إذ اخلى مخازن سلاحنا وجرد جيشنا من السلاح وحوله في لحظة الى قطيع من العزل لا يملك من امره شيئا فألحق بننا إهانة قومية لا تغتفر سنتذكرها على الدوام.
"
و لا نحتاج لخبرة طويلة بالسياسة لنعرف أن هذا الجيش الذي تخلـّق على هوى الإسلاميين على مدى ثلاثة عقود، هو ـ مثله مثل غيره من مؤسسات الدولة السودانية ـ لا يستحق ضمير الجماعة السودانية الذي انتحله له الكاتب السفير ، كما انتحله و ينتحله له عدد كبير من الكتاب الذين مازالوا ـ بحسن نية أو بخبث نية ـ يأملون أن يقوم الجيش بواجبه في حماية الوطن و المواطنين.أي و الله حماية الوطن و المواطنين [ نو كيدينغ].ياخ "حماية الوطن" بتاعة فنيلتو؟، السفير دا راجي جيشنا يقوم بتطهير إفريقيا و اليمن و الأمارات و السعودية من "الوسخ الهمجي".غايتو بعد كدا مافضل ليهو إلا تحرير أمريكا ذات العماد التي لم يخلق مثلها في "البلادة"، و الأجر على الله.
أما الضربة القاضية الفنية في كلمة الـ" السفير" الثائر فهي في قوله :
"
صبرا يابرهان يا احمر المؤخرة وصبرا أيها الحيوان المتطاول قطعة القذارة المسمى حميدتي
لنا معكم موعد قريب

"
يا النبي نوح !
إتّ يا السفير، لون مؤخرة برهان دا شفته وين؟..
غايتو، ربنا يجيب العواقب سليمة، عشان " أنحنا ، في مساعينا السلمية لمخارجة السودانيين من الأزمة السياسية الراهنة بأقل الخسائر الممكنة ، ما زلنا محتاجين نقعد على طاولة المفاوضات مع الناس الماسكين زمام السلطة بصرف النظر عن وجهة نظرنا في ألوان مؤخراتهم [أو مقدماتهم ]أو حتى روائح قذاراتهم .
و حين ينقضي هذ الأمر فسوف يقوم أبناء و بنات الشعب بمحاسبة كل من أجرم في حق الشعب على داير المليم، و في هذا المشهد نستغني بالضرورة عن السباب و أنواع الهجاء الذي لا يقدم با يؤخر.

سأعود
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


كتب ( جعفر خضر في مدونة سودانيزأونلاين بتاريخ 3 - 3 - 2016 )

تلخيص لكتاب عبد الله علي إبراهيم ونقاش حوله
لم يستند تباين الآراء واختلاف وجهات النظر على أساس إثني ، هذا هو الجميل في النقاش حول الكتاب ؛ لكن المدهش أن ذوي المرجعيات الفكرية يسارا ويمينا قد اتفقوا على الاختلاف مع لب الكتاب تقريبا ، بينما اتفق غير المنتمين سياسيا مع جوهر الكتاب ، وقد يكون محض مصادفة ذلك الذي حدث في نقاش مجموعة "شروق جنوب" ، إحدى مجموعات قراءة من أجل التغيير التي يشرف عليها منتدى شروق الثقافي بالقضارف ، لكتاب (الماركسية ومسألة اللغة في السودان) لمؤلفه د. عبد الله علي إبراهيم ، الجمعة الماضية بقاعة عدن . وكانت قد صدرت نسخة سرية من الكتاب في سبعينات القرن الماضي ، إبان الحكم المايوي ، ثم أصدرت دار عزة للنشر والتوزيع طبعة أولى من الكتاب عام 2001 .

وقال الكاتب الدكتور عبد الله علي إبراهيم في مقدمة الطبعة الأخيرة 2001 "هذا كتاب نشرته في السبعينات 1977 خلال تفرغي للعمل الثقافي بالحزب الشيوعي 1973 ـ 1987 في سلسلة اخترت لها اسم (كاتب الشونة)" ، وأضاف الكاتب "تعرضت لسياسة اللغة (أي صيغها في الدستور والتعليم والمحاكم وغيرها) في ملابسات التنوع الثقافي للبلد الذي حركت ساكنه اتفاقية أديس أببا بين الحكومة المركزية والجماعات القومية الجنوبية 1972م وتطبيقاتها اللاحقة . ولا بد لغرض من هذا القبيل أن يشتبك مع الاستعلاء الثقافي للجماعة العربية الشمالية المسلمة (الجلابة) المنسوب إليها الاستفراد بالحكم منذ استقلال البلاد 1956 . ونشأ هذا الاشتباك من أن فرح هذه الجماعة بخصائص مقدرة ومعروفة في العربية مثل توفر الأبجدية والعالمية ووفرة الأدب المكتوب قد أعماها عن حق اللغات غير العربية (وهي 150 لغة في تقدير قديم) في خدمة حاجيات تعبيرية متفاوتة لدى أهلها" . وزاد "هذا الكتاب النواة الأولى للجنس الكتابي الذي يعرف حاليا فتح الأرشيف السري للثقافة العربية الشمالية المسلمة (الجلابة)" والذي أكثره شفاهي ويسعى للتأجيج والسياسة وقد "حمى الكاتب من هذه السقطة الخلقية منهج ونية" في "حوار جدي مع مزاج ود العرب .. ليحرر نفسه بإخذائه وإحراجه وإخجاله أمام نفسه بينما يتجه أدب كشف المستور الحالي إلى تحريره بإخذائه وإحراجه وإخجاله أمام العالم ، وشتان بين المنهجين" .. "منهج كتابي هو "الثقة في ود العرب في تحرير نفسه بنفسه لأن له من الأصول الثقافية والإنسانية الدقيقة ما يلهمه طريقا سويا إلى وطن سوي" .. وقال "خالطت الكتاب ماركسية مستفحلة" و"منهج سجالي هجائي" وطالب القارئ بأن "ينفذ إلى أصل مسألة الكتاب" .

سأبدأ بتلخيص الكتاب وأعمل على أن أنفذ إلى أصل مسألة الكتاب ، ويجيء بعد التلخيص النقاش الذي دار حول الكتاب في مجموعة "شروق جنوب" للقراءة .

تلخيص الكتاب:

احتوى الكتاب على تقديم مطوّل في التعريف ب"كاتب الشونة" وملابسات صدورها ، ثم مقدمة تصدرها ما ورد في "حول البرنامج" ـ آخر كتابات عبد الخالق محجوب 1971 ـ والتي جاء فيها بالنسبة للتجمعات القومية والقبلية الأكثر تخلفا وفي ما يختص بالثورة الثقافية الديمقراطية :

· لا بد من التشجيع الفعلي للنمو الحر لثقافات هذه المجموعات .

· ولن يكون هناك نمو فعلي إلا إذا : أ) بعثت لغات ولهجات هذه المجموعات وعَمَدت الدولة الوطنية الديمقراطية بجدية إلى تشذييب تلك الأدوات والتوسل بها في التعليم . ب) أن تصبح هذه الثقافات جزءا من المكونات العضوية للثقافة السودانية .

وذكّر الكاتب بمطالبة حسن الطاهر زروق ممثل الجبهة المعادية للاستعمار في البرلمان السوداني الأول 54 ـ 1957 ب"ألا نعلم اللغة العربية ولا الدين الإسلامي في الجنوب لأنهما غريبان على أهل الجنوب" وأورد أن الجبهة المعادية للاستعمار قد أقرت الحكم الذاتي حلا لمسألة الجنوب 1954 وأن النشرات التي قامت بنشرها ـ إبان اضطرابات 1955 ـ قد ترجمت إلى لغة الزاندي ووزعت على كثير من الزعماء وموظفي الحكومة والأهالي .

صدر إعلان 9 يونيو 1969 كفاتحة للسياسة الرسمية لسلطة انقلاب مايو تجاه الجنوب ، والتي أعطت شعب الجنوب الحق في أن يطوّر ثقافاته وتقاليده في نطاق سودان اشتراكي . واعتبر الكاتب الإعلان علامة فارقة وتطوّر نوعي ، وقال أن جوزيف قرنق ـ القيادي بالحزب الشيوعي ـ شُغل بمسألة اللغة في الجنوب ، وطلب من مستشاره دراسة صلاحية لغة الدينكا لتكون لغة قومية للجنوب وإمكانية اختيار أكثر من لغة لذلك .

وأفاد الكاتب أن حملة تعريب اللغة بالثانوي 1965 وما بعدها بقيادة الحركة الديمقراطية وسط المعلمين لم تكترث لوضع اللغات المحلية في المناهج الدراسية بأي حيز كان أو مقدار . وبذلك تحول الموقف التقدمي من التعريب إلى شوفونية لغوية ، حين تجاوز التعريب نطاق مدارس الذين لغتهم الأم هي اللغة العربية ، إلى الآخرين المالكين للغات أخرى .

لعله من قلة الحيلة ألا يصدر المؤتمر القومي للتعليم (أغسطس 1969) بشأن لغة التعليم في الجنوب بأكثر من التوصية باتخاذ اللغات المحلية بحروف عربية كوسيط للتعليم في السنتين الأول في مدارس المناطق الريفية بالجنوب وأن تحل العربية مكانها ابتداء من السنة الثالثة . والتوصية بصورتها هذه ارتداد غير منتظم للسياسة التعليمية الاستعمارية تجاه مدارس الغابة ، ولا تغيير فيها غير حلول العربية مكان الانجليزية .

لا خلاف في أن المكون الثقافي لجماعاتنا القومية /القبلية غير العربية هو أقل العناصر وعيا بذاته في عملية اليقظة القومية لتلك الجماعات . وهذا لا ينفي بالطبع مساهمة ذلك المكون السلبية أوالإيجابية ، المباشرة وغير المباشرة ، المفصحة أو المطنطنة ، في تلك اليقظة . ولهذا سلّم المتنورون من ممثلي تلك الجماعات بالسيادة المفردة للعربية ، لما بدا لهم ، أنهم حفظة ثقافة أقل شأنا و"رطانة" آيلة للاندثار .

إنّ الوضع اللغوي في السودان: حسب إحصاء 1956 ـ حيث كان عدد السكان أكثر من 10 مليون نسمة ـ كما يلي: 51% يتحدثون اللغة العربية ، 17.7% يتحدثون اللغات النيلية (11% لغة الدينكا) ، 12.1% يتحدثون بالغات غير العربية في وسط وشمال السودان ؛ مما يعني أن السودان منطقة تعدد لغوي ، ومنطقة إزدواج لغوي ـ كذلك ـ بالنظر إلى لغة الدينكا بجانب العربية .

وقد فاقمت السياسة اللغوية للاستعمار والفئات الاجتماعية التي تعاقبت على الحكم من فداحة هذا الوضع البالغ التعقيد . انضافت إشكالات سياسية وإدارية بفرض اللغة العربية لغة رسمية للدولة . ثم جاء إعلان 9 يونيو 1969 كأول إقرار رسمي بذلك التباين فيما يتعلق بشمال وجنوب البلاد بوجه خاص ، إلا أنّ انحراف مايو المعجل يمينا والمتوج بردة 22 يوليو 1971 ، ألحق بذلك الإعلان تشويها أخرجه من ملامسته الفذّة للواقع الموضوعي .

جاء في الفصل الثاني من اتفاقية أديس أببا ، والمفترض زورا أنها امتداد لإعلان 9 يونيو ، أن اللغة الرسمية في السودان هي العربية مع اعتبار الانجليزية لغة رسمية لإقليم جنوب السودان ، ودون المساس باستعمال أي لغة أو لغات أخرى قد تخدم ضرورة عملية أو تساعد على أداء المهام التنفيذية والإدارية للإقليم بطريقة فعالة وعاجلة .

ثم جاء دستور 1973 كأبلغ شاهد على انقطاع سلطة الردة عن روح إعلان 9 يونيو . فلم يقف الدستور عن إعلان العربية لغة رسمية فحسب ، بل لم يسمح في بنوده بأية مساحة للغات المحلية حتى في حيز التنويه . وكان من الطبيعي ألا يخرج مؤتمر التعليم بجوبا (1972) بشيء ذي بال في مسألة لغة التعليم ، فقد اعتمد اللغات المحلية للتعليم في السنتين الأولى ، وقصر المجلس الانتقالي العالي للجنوب التوصية على المناطق الريفية! . وطالب جوزيف أودوهو ـ وزير التعليم بالإنابة في حكومة الإقليم الجنوبي بعد اتفاقية أديس أببا ـ بأن لا يضيع التلاميذ وقتهم في تعلم اللغات المحلية! .

إن الصفوة الجنوبية عازفة تماما عن لغاتها المحلية ، فقد دعا الكاتب الجنوبي المميز المرحوم سر أناي إلى استخدام اللغة السواحيلية كلغة قومية في الجنوب لأفريقيتها ولميزات أخرى يراها ، ثم مجّد سر أناي نفسه الصيغة التي توصلت لها اتفاقية أديس أببا بأن تكون اللغة الانجليزية لغة رسمية للإقليم الجنوبي .

أقام القوميون الجنوبيون الدنيا حول خصائص إقليمهم الزنجي ، وأشعلوا حربا أهلية طوال 15 عاما ، وحين آل إليهم أمر الجنوب اتضح فراغ مزاعمهم حول تلك الثقافة الزنجية ، واضطهادهم للغات المحلية كأميز عناصر تلك الثقافة وكوعائها الأتم .

استند الكاتب على أفكار لينين الذي يرى أن اللغة الرسمية تتنافى والديمقراطية "المنسجمة" وأكّد أن

احتياجات التبادل الاقتصادية ستقرر بنفسها أي لغة للقطر المعني هي في صالح الأغلبية ، وأن ما لا نرغب فيه (لينين) هو عنصر الإكراه . ومن ثم تعرض الكاتب لأفكار الدكتورين سعيد محمد أحمد وسيد حريز وآخرين ، الذين تجسد فيهم نمط "ود العرب" كتجسيد للخيلاء القومية . فسعيد محمد أحمد يسمي اللغات السودانية لهجات ، في حين أن اللغة هي ذلك النظام الكامل من الأصوات والنحو والقاموس ، بينما اللهجة تنويع أو آخر في أحد عناصر اللغة الثلاث .

وينحو سيد حامد حريز كباحث في مسألة اللغة من هذا الشعار الشوفيني حين يقول "إن فرض لغة على آخرين ليست عملية طبيعية وخطوة لا مناص منها ، ولا تمر بها معظم الدول متعددة اللغات وحسب ، بل هي ضرورية أحيانا" .

ويدعو سعيد إلى اللغة الرسمية ويرى هو وآخرين أن اتخاذ العربية لغة رسمية يؤدي لتوحيد الوطن . ويقول الكاتب لقد حمَل "الجلابي" اللغة العربية إلى الجنوب منذ 1878 ووزع مفرداتها وصيغها مع بضائعه .. وسيستمر الأخذ بالعربية في حركة الهجرات والتزاوج الماثلة بين كيانات شعبنا . ولسنا بحاجة إلى اعتساف هذا التطوّر الحر الموضوعي بصيغ دستورية .

ويؤكد الكاتب لم يعد إنشاء أبجدية مكتوبة لأي لغة بالأمر الخطير أو المستغلق على علم اللغة ، وقد اختارت الصومال الأبجدية الرومانية لكتابة لغتها . ولقد دحض علم التاريخ في أفريقيا خرافة الارتباط الذي لا فكاك منه بين الحس بالتاريخ والتدوين ، وتأكّد أنه لا توجد لغة بدائية البتة ، فعند هنود التيرا ديل فيوقو قاموس به40 ألف كلمة لإحدى لغاتهم .

وقال الكاتب حين تصبح اللغة العربية لغة الدولة الرسمية تصبح لغة للمحاكم ، وأضاف أن لي من التجارب مع المتهمين في جرائم القتل من المواطنين المتحدثين بلغات غير العربية ما يزيدني اقتناعا بأن اللغة الرسمية في المحاكم ليست غير مصادرة لحق الفصاحة عند أولئك المتهمين الذين يعرضهم سوء أدائهم بالعربية إلى ضعف ملحوظ في الدفاع عن أنفسهم .

جوانب من الصراع اللغوي في السودان:

كان مؤتمر الرجاف 1928 هو الجناح اللغوي في حملة فصل الجنوب ضمن سياسة الاستعمار البريطاني اللغوية ، حيث تم فرض اللغة الانجليزية في الجنوب ، وتقرر بناء جبهة في وجه اللغة العربية بخلق مجموعات لغوية بأبجدية موحدة . وإذا اضطروا لاستخدام اللغة العربية فيجب استخدامها بأبجدية رومانية ، وهذا أشبه بسياسة الأرض المحروقة في المعارك العسكرية . وسن الاستعمار قانون المناطق المقفولة 1929 لإبعاد الجلابي ، وتم إخلاء المنطقة على طول بحر العرب ، وأزيحت قبيلة الباندا دنقو جنوبا ، وأزيلت مدينة كافياكنق التجارية الإدارية من الوجود لقيامها كنقطة التقاء للجنوبيين والشماليين .

ورغم ذلك لم ينجح الاستعمار في استئصال اللغة العربية ، ثم نفض الاستعمار يده عن هذه السياسة ـ لاحقا ـ نتيجة نضال الحركة الوطنية .. لم تنتصر العربية لمزايا كامنة فيها ولكن لأنها أداة التبادل الاقتصادي .

يقول عالم اللغة بروزناهان : لا شيء في دراسة اللغة يزكي أيا من الخواص الداخلية لتلك اللغة ، خواص الأصوات أو النحو أو القاموس حتى يرجح لها التأثير الغالب في تحديد تاريخها الخارجي . فعلى أهمية هذه الخواص في بعض الوجوه ، فإن التأثير الذي تحدثه على استخدام تلك اللغة يذكر بالكاد وهي في موضع المقارنة مع التأثير الذي تحدثه الأدوار المتداخلة للقوى الاجتماعية والسياسية والعسكرية .

وفي معركة تعريب مناهج التعليم الثانوي 1965 ، ونتيجة اتخاذ العربية لغة رسمية ـ تم شن حرب صليبية على اللغات الأخرى . كان تعريب المرحلة الثانوية نتيجة لنضال حركة المعلمين الديمقراطية ، وطَرَح مؤتمر معلمي المرحلة الثانوية 1965 التعريب وهدد بالإضراب ، وقد بدت استجابة الحكومة لمطلب التعريب كمؤامرة صامتة ، في عصر الشوفونية والقومية 65 ـ 1969 . إن تحبيذ اللغة العربية على الانجليزية كوسيط للتعليم لا ينسحب تلقائيا على اللغات المحلية ولا يبرر الإنصراف عنها . ولا نرى رسمية اللغة العربية دستوريا ، وإن استتباب اللغة العربية كوسيط للتعليم في مناطق غير المتكلمين بها واقع تاريخي وليس قدرا تاريخيا ، فهو ليس الكلمة النهائية .

كُتبت التبداوي (لغة البجا) بأبجدية رومانية منذ أوائل القرن التاسع عشر ، وتطورت الهنقارية في القرن التاسع عشر وأضافت مقدار 10000 كلمة في أقل من عقد من الزمان ، وقد انبنت تلك الإضافة في الأساس على جذور اللغة الهنقارية .

وتتسم بقية الحجج التي تدعو لفرض العربية بتعسف ومحدودية ، يقولون إما أن تسود اللغة العربية وتزهق كل لغة محلية أخرى ، أو العكس؟! والأمر ليس كذلك وأن فرض العربية سيصيب التماسك الاجتماعي في الصميم . ويُحتج بأن اتخاذ العربية يفتح للطالب الجنوبي متابعة تعليمه في الشمال ، ولكن هذا بسبب ضعف البنية التعليمية في الجنوب وهذا ليس سرمديا . ويستصعب البعض تجهيز مقررات ب50 لغة ويرى أن ذلك مكلف ، والمشكلة تكمن في أن نلغي مستقبل وطننا البالغ التنوع والتعقيد خشية تجاوز بنود الصرف ، أي أن يصبح الفقر مسلمة لا فكاك منها .

ويعترضون بأن التلاميذ الذين لم تتخذ لغتهم ـ كلغة تعليم ـ يضطرون لتعلم 3 لغات : اللغة المحلية الأخرى ، العربية ، الانجليزية ؛ وهم في سنين تكوينهم الأولى مما لا يستقيم وأصول التربية . هذا اعتراض مقبول شريطة أن تستبعد الانجليزية بحيث تدرج في موقع ملائم ، مع الوضع في الاعتبار أن اليونسكو أوصت ان يبدأ كل تلميذ بلغته الاصلية .

كما أنّ الطريق ليس مفروشا بالورود ، فإذا كنا أمام خيارات وضحايا ، فلا أقل من الخيار المتطابق مع الديمقراطية "المنسجمة" .

وقدم الكاتب في نهاية كتابه عدة مقترحات ومخارج بأن:

1/ تقرر اللغات المحلية كمواد للدراسة كل في بيئة المتحدثين بها ، وأن يضطرد تطويرها حتى تحل محل العربية كوسيط للتعليم مرحلة إثر مرحلة. مع الإبقاء على العربية كمادة من بداية السلم التعليمي . ومن شأن العلم وحده ، واعتبارات سياسية وتربوية ـ لا يمكن التنبؤ بها الآن ـ أن يحددا اللغات المحلية التي ستعتمد كوسائط مستقرة للتعليم .

2/ أن تأخذ الأسبقية المميزة في هذا التجاه لغة الدينكا التي يتحدثها 11% من السكان . وأن ندرج في هذه الأسبقية كل لغة ذات ثقل سكاني ملموس .

3/ تطوير اللغة العربية لتتلائم مع أصوات اللغات المحلية الأخرى . وأن ننمي إمكانات الأبجدية العربية بالقدر الذي يؤهلها لترمز للأصوات التي ليس أصلا فيها والموجودة بتلك اللغات .

4/ أن يكون لطالب محو الأمية الخيار في تعلم لغته المحلية أو العربية .

وختم بأن ليس من صلاحية أي كائن أو جماعة أن يبشر باسئصال لغة في عصر الأنوار الاشتراكي .

وأن الاشتراكية ترث أفضل ما في الديمقراطية البرجوازية في مسألة اللغات وتستعين بالعلم والوفرة لكي تتخطى بقايا الحزازات القومية . وأن كل لغة تكره على الغياب عن هذا الكونشيرتو ستتحول إلى الاغتياب والنميمة ، بل والحرب فقد كان بدء اضطرابات 1955 ببرقية بلغة الأشولي.

وقد حوى الكتاب أفكار لاحقة من ضمنها حيثيات في أحداث 2 يوليو 1976 التي سمتها صحف حكومة مايو ب"أحداث المرتزقة" ، حين تم تجريد السوداني المتحدث بعربية غرب السودان من جنسيته واعتباره مرتزق ، لا لشيء سوى لهجته العربية المختلفة .

نقاش مجموعة "شروق جنوب" حول الكتاب:

قال الأستاذ خالد عبد الله عثمان /معلم أن الحفاظ على اللغات السودانية وتطويرها كنز للسودان ، وقال متأسفا أن لغة أهله في طريقها للانقراض . وأضاف ليست المشكلة في اللغة العربية وإنما في فرضها ، وأن احتقار اللغات الأخرى هو المشكلة ، وزاد أي رطانة فيها غناء وشعر وقصص ، وعارض تعريب الجامعات ، ووصف إدعاء العديد من القبائل بالانتماء إلى العباس بالمشكلة النفسية .

ومن جهته قال الأستاذ فؤاد إدريس /معلم أن خصوصية اللغة العربية تنبع من أنها لغة الدين ، وشدد على أن العربية ليست عرق وإنما لغة ، وأكّد أنه لا يؤيد تحديد لغة رسمية ، وأن لغة الاقتصاد ولغة العلم هي التي تسود ، ولكنه دعا إلى دمج المتحدث بالتبداوي بدلا من عزلته ، ورأى أن العربية تؤدي إلى ذلك الدمج . وقال فؤاد إذا لغتي حاضرة وانا ممثل في الدوائر الاقتصادية والسياسية والاجتماعية فأين المشكلة؟ . وزاد أن عبد الخالق محجوب أخذ طرح لينين دون أن يراعي الفوارق الثقافية ، وحذّر من تحويل الصراع السياسي إلى صراع ثقافي .

وقال الأستاذ وجدي خليفة/موظف أنه لم يجد المنهج الماركسي في الكتاب ، وأضاف كيف يمكنك أن تدرّس ب150 لغة ؟ ونحن ليس لدينا دستور أصلا لنتجادل عن لغته الرسمية ، وتساءل من ذا الذي فرض اللغة العربية على المجتمع ؟ ينبغي ألا نتوهم عدوا ونبني عليه مواقفنا . وأضاف الذين يقولون بتهميش لغاتهم ، هم أنفسهم لا يعملون على نشرها ، وقال أن الأمر ينطوي على أغراض سياسية ، وزاد أنه ضد تعريب الجامعات الذي أضاع الانجليزية مثلما أضاع العربية .

وقال الخريج عبد الرحمن محمد عبد الله أنه مولع باللغة العربية ، وأكد على أن التدريس باللغة الأم مهم ، ووصف القول بأن من يتحدث اللغة العربية هو عربي ب"الكلام الساي" والتدليس ، ونبّه إلى أن بعض الكتاب يحرضون ضد اللغة العربية ، التي يكتبون بها ، مما اعتبره وميض نار ودعوة للفتنة .

من ناحيته قال الأستاذ محمد محمود/موظف المشكلة في أن فرض اللغات يؤدي لفرض الثقافات ، وواستدرك لكن لا خيار سوى استخدام اللغة العربية التي يرشحها الواقع لتكون لغة الدولة ، وتساءل المشكلة شنو ؟ .. وشدد على ضرورة أن تكون هنالك لغة واحدة للدولة ، هذا لا يسلب الحق في التكلم باللغات الأخرى ، ولكن عند الحديث عن الدولة فالوضع مختلف ، وأكّد أنه شخصيا في بيته لا يتكلم العربية إلا لماما وأن 90% من كلامه بلغته الأم . وقال يمكن أن يبدأ التدريس باللغة الأم في البداية ثم يتم الانتقال إلى اللغة العربية ، وتساءل لماذا لا تكون هنالك قناة مخصصة لللغات السودانية الأخرى .

وقال محمد محمود أن لغة "ود العرب" التي استخدمها الكاتب ليست لغة ماركسية ، وأنّ أحاديث الكاتب عن استعلاء "ود العرب" لم تكن عميقة وشواهده من قائع 1976 كذلك ، وأضاف في فترة ستالين وبعدها كانت هنالك مشكلة قوميات في الاتحاد السوفيتي .

من ناحية أخرى قال الأستاذ عبد الرحمن محمد علي/تاجر أن الكتاب بُذل فيه جهد مقدر في موضوع مهمل ،ولكن هنالك تشويش بسبب مواقف الكاتب . وأن الطرح الذي يعطي اللغات حقها يفضي إلى الديمقراطية الحقيقية ، وزاد اللغة العربية مؤسسة وشبه مفروضة ، ويجب أن نعرف لغاتنا ونتأسف لعدم معرفتنا بها ، وقال الإشكال يكمن في عدم احترام اللغات الأخرى التي يسخر منها الكثيرون ، وشدد على ضرورة توفير بيئة تساعد على نمو اللغات .

ومن جهة أخرى قال الصحفي عبد اللطيف عوض الضو أن حرية الاخر ليست نهاية حريتي بل شرط حريتي ، وقال أن هنالك ترسبات من الماضي ، لذا لا بد من دراسة الواقع التاريخي والتمرحل في حل المشكلة بتذليل الفروق بتحقيق المساواة ، وقال أن واقع الانقسام يتفاقم يوما بعد يوم ، وكان التعايش هو السائد في ما مضى .

يلاحظ أنّ نهاية النقاش مالت إلى المفاضلة بين العربية والإنجليزية في الجامعات منتصرة إلى الإنجليزية ، وتم إلى حد ما تهميش اللغات المحلية . وقد بدأت الحرب الأهلية لأسباب عدة من ضمنها تهميش اللغات المحلية لتنتهي الحرب بمحاصصة سلطوية في 1972 واستمرار تهميش اللغات ، وها هي دولة جنوب السودان الآن تهمّش تلك اللغات . ورغم أن جل القوى السياسية ترفع شعار الانتصار للغات السودانية الأخرى إلا أنها لا تصدر أيّا من وثائقها بهذه اللغات مما يشكك في جديتها في هذا المضمار .

إننا نحتاج حقا إلى أن ننظر إلى اللغات السودانية بحب واعتزاز ، وأن نراها كنزا يغني ويثري التنوع السوداني الفريد ، وأن نبدأ بتدريس منهج اللغات السودانية من مرحلة الأساس وإلى الجامعة بما يعرّف بتلك اللغات ، ويحبب التلاميذ فيها ، ويعلم مبادئها ، مع التأكيد على حق التدريس بها . وتُرى متى تفتح الإذاعات والفضائيات السودانية التي تملأ الأثير أبوابها للغاتنا السودانية ؟ .
*

عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

لك الشكر يا حسن لأثراء الملف ،
وسوف نعود بعد مراجعة كتاب بروفيسور عبدالله على إبراهيم السابق .
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



اللغات السودانية في التربية والثقافة .. بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم
نشر بتاريخ: 13 أيار 2019


ثار على منبر "عابدين لست" نقاش حول منزلة اللغات السودانية في التعليم والثقافة في المجتمع الذي نرنوا له. وتوقفت عن حدين فيه. الحد الأول وهو حد الاحتجاج القديم على تطاول اللغة العربية على غيرها من لغات السودان. أما الحد الثاني فهو الإيحاء القوي بأن نقاش المسألة ما يزال منتظراً. والحدان بالطبع متناغمان.

ثمة تراثاً فرداً هو الحزب الشيوعي لم يناقش تنوع اللغات وسياسات الدولة بل له ممارسة فيها مثل اصدار منشور بلغات غير العربية. وقد أوجزت هذا التراث في كتابي "الماركسية ومسألة اللغة في السودان" خلال تفرغي بالحزب من 1970 إلى 1978. وصدر الكتاب بالرونيو في 1976 ثم من دار عزة في 2001.

ثم لما اشتركت في مؤتمر الحوار الوطني من أجل السلام في شتاء 1989 أوجزت مادة الكتاب في السياسية اللغوية في توصيات عن الثقافة والتربية أجازها المؤتمر ولم تعمل بها دولة الإنقاذ. وأعيدها هنا عليكم لأنها أوجزت وأوفت ما في الكتاب وليس لأن مؤتمر الحوار لوطني كان الغاية. وأرجو أن يكون "الماركسية ومسألة اللغة"، متى رجعتم له، بعض ما تنظرون فيه للتعاطي مع هذا الشأن الخطر الذي لم نتعد فيه طور الاحتجاج إلى طور الرؤية.

جاء في مقدمة توصيات الثقافة والتربية لمؤتمر الحوار الوطني أن التنوع الثقافي مصدر قوة للأمة. ويستوجب هذا علي الدولة أن تهش له وتواليه بكفاءة ليصبح قاعدة فكرية وشعورية يجتمع عليها السودانيون من كل حدب وصوب. فالإعلام على كل مستوياته المحلية والولائية والفدرالية مسؤول أن يستصحب هذا التنوع ويرقيه. وعلى أجهزة الإعلام الفدرالي خاصة أن تقتنع بان الإعلام خدمة تتعارف بوسائطها شعوبنا وقبائلنا على معاني الحرية والإلفة. ولم يقبل منا المؤتمر نصاً من لجنتنا للتربية والثقافة قلنا فيه إن الإعلام خدمة وليس دعوة.

ثم انتقلنا إلى توصية السياسة التعليمية ومسألة اللغات. فقلنا إن اختلاف الألسن رحمة وعليه تمتنع الدولة من إضفاء أية امتيازات على لغة بعينها أو ثقافة ما. وهذا ما جاء في بقية المشروع بالنص:
1) أن يكون التخطيط التربوي فدرالياً وأن يراعي في أدائه وكادره ومؤسساته خاصية التنوع الثقافي في السودان.
2) أن يعتبر التخطيط التربوي في هذا السياق الخبرة التاريخية للغة العربية لغة أم لجماعة سودانية كبيرة، ولغة تفاهم لجماعات سودانية عديدة، ولغة رسمية منذ استقلال الوطن، وأن يقررها في التعليم بالقدر الذي يخدم فيه هذه الأدوار بكفاءة.
3) أن يعتبر التخطيط التربوي في هذا السياق الخبرة التاريخية للغة الإنجليزية لغة ذات وضع خاص في الأقاليم الجنوبية، ولغة اتصال بلادنا بالعالم الخارجي، وأن يوظفها في التعليم بالقدر الذي يخدم هذه الأدوار.
4) أن يعتبر التخطيط التربوي في هذا السياق اللغات المحلية وأن يأخذ بالحكمة التربوية المقررة في لزوم ان يبدأ التعليم بتلك اللغات. ولضعف شأن هذه اللغات بالقياس الي اللغة العربية والإنجليزية وجب على التخطيط التربوي ما يلي:
1. ألا يعتذر بضيق الإمكانات ليحجب لغة محلية عن التعليم بشكل نهائي.
2. أن يتبني مبادرات الجماعات الثقافية والقبلية في تطوير لغاتها وتبنيها في مدارسها المحلية.
5) أن يعتبر التخطيط التربوي حقائق التنوع اللغوي والثقافي والبيئي خبرات او إمكانات تربوية مؤكدة يبدأ بها التعليم في المدرسة ولا يتعالى عليها. وبهذا تضاف خبرة التعليم في المدرسة الي الخبرات التي جاء بها التلميذ الي المدرسة والتي ما تزال تؤثر عليه في محيط بيئته. ولذا يجب على التخطيط التربوي:
1. أن يتصل بلغة الأم للتلميذ على نحو ما ذكرنا أعلاه.
2. أن يتصف المنهاج المدرسي بالمرونة ليتسع للتنوع الإقليمي والثقافي والبيئي. فبوسعنا تنويع الكتب المقررة عن طريق تفويض وكالات التعليم في الولايات والمجالس بتضمين تاريخ وثقافة التلميذ المباشرة في المقرر بطريقة خلاقة.
3. وعلى التخطيط التربوي اختراع النظم لمقارنة وتسوية اختلاف المناهج التي تنجم عن الاعتبارات السابقة لتخلص لنا شهادة قومية عامة للتعليم تأخذ بالتنوع ولا تحجب الوطن.

[email protected]
/////////////////////
https://www.sudanile.com/index.php/منبر-الرأي/56-8-0-6-0-1-4-6/114934-اللغات-السودانية-في-التربية-والثقافة-بقلم-د-عبد-الله-علي-إبراهيم
*

*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »




العزيز حسن
تحية طيبة

القبائل المشتركة بين الحدود التي صنعها المستعمرون

ربما كان مقال الكاتب "محمد المكي إبراهيم" الوارد في هذا الملف ، مثيراً لكثير من المآخذ ، ولكن الحدود الاستعمارية هي تقسيم واقع " ديفكتو" ولن يمكننا هدمه، لأن زعزعة الحدود بين الأوطان الحالية ، هو فتح لأبواب جهنم، ولن توصدها حسن النوايا. فقسمة الأوطان كقسمة الفرائس بين الأسود. لا يسعنا تحريكها إلا بتقرير المصير الذي تقبله الشعوب المتنازعة وترضى عنه. ولا يمكن إرجاع حدود الأوطان ، بضم جميع القبائل المشتركة من جديد.
وبرأيك يا حسن ، فإنك مع السودان الكبير الذي يبتلع في تكوينه من دولة إثيوبيا إلى طرف الأراضي التي تقف في شط البحر غرب إفريقيا . هذا السودان لا يمكنه أن يعود ، وهو يعادل دولة الخلافة التي يبشر بها تنظيم الإخوان المسلمين ، محض أوتوبيا .
عندما أنقذت حركة العدل والمساواة ، الرئيس " دبي" من حصار قصره من انقلاب مضاد عام 2008، كافأ " دبي " حركة العدل والمساواة بمنحها سيارات البيك آب ، ومنحها السلاح والمؤن وتجهيزها لغزوة أم درمان يوم 10 مايو 2008.
كانت قوات العدل والمساواة ، تعمل في تشاد باعتبار أنها تنطلق في أرض مفتوحة ، بين القبائل المشتركة الواحدة ، ولم تحفل بحدود الأوطان.
وإن نظرنا بمقياس المتمردين على سلطة "إدريس دبي" ، فنجد أن سلطة العدل والمساواة ، تعني جيش من دولة أخرى ينقذ سلطة " إدريس دبي" !
فأين الدولة الوطنية ؟
ربما تحتفظ في رأيك بأن الحدود الوطنية الاستعمارية ، ستظل حدوداً مصطنعة ، وربما يوافقك من لا يعترف بالدولة الوطنية كالتنظيم الذي ذكرناه .
أيمكننا استرجاع قبائل الدينكا والشلك والنوير من جنوب أثيوبيا وإعادتها للسودان من جديد؟ وأي سودان سوف يكون ؟
أهو دولة جنوب السودان؟

*
أضف رد جديد