التاسع عشر من سبتمبر .. الصادق المهدى

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
Isam Ali
مشاركات: 230
اشترك في: الأحد مارس 04, 2007 11:37 pm

التاسع عشر من سبتمبر .. الصادق المهدى

مشاركة بواسطة Isam Ali »


قد يكون ممكنا تصوير السيرة السياسية للصادق المهدى فى مداها الطويل، بانها سيرة التغيرات السريعة فى الممارسة والمواقف السياسية للمهدى وحزبه. وهى تطورات او باﻻحرى تغيرات – اذا قصدنا الدقة – ينتبه لها السيد المهدى، وهى انتباهة تخلق رغبته الظاهرة فى اطلاق العناوين البراقة لتفخيم اختياراته السياسية . ربما يذكر كلنا " تهتدون " و" تفلحون " ونجاحه الباهر فى اصطياد الفيل عندما قصد اصطياد ارنب !وهذا الميثاق وذاك اﻻعلان الدستورى ...الخ.. الخ . وكان فرحا بمهاراته .
تطاول اﻻمر – بعد وفاة الفيل الجيوبوتى السريعة – ليخرج الصادق المهدى عن السودان مرة اخرى يدعو العالم ﻻنتاج معادلات تغير من النظام فى بعض جوانبه، وعاد للسودان يرغب فى مفاوضة النظام يحمل مواثيقا ومشاريعا تصالحية . خرج الصادق المهدى مرة اخرى ، تطارده بلاغات وجه النائب العام بتقييدها ضده تقوم على تسمية جرائم التنسيق مع الحركات المسلحة المتمردة لإسقاط النظام واخرى مرتبطة تصل عقوبتها اﻻعدام ، الى جانب غضب حميدتى الذى امر بسجنه وقد كان . خرج بعد تدخل الواسطات ، و عاد فى 19 ديسمبر 2018 والثورة تجمع عزمها لتنطلق .
الملفت فى عودته اﻻخيرة – وهى محط اهتمامى هنا ، اقصر عليها ملاحظاتى السريعة حول تغيراته السريعة – هو رد فعل نظام البشير الساقط تجاه عودة السيد الصادف المهدى . فقد اعلنت السلطة فبل وقت كاف من العودة ، ترحيبها؛ بعد ان اعلنت نية البشير على العفو و الغاء او تجميد اﻻجراءات التى اتخذها النائب العام لامن الدولة . وجاء ذلك فى سياق تفاهمات اشارت لها السلطة . و قد سمى الناطق الرسمى للسلطة الساقطة عودة المهدى بالبشارة ، واعتبرها هدية السلطة للمعارضة !! و جاء المهدى ومعه ابنه عبد الرحمن ، مساعد الرئيس المخلوع ليكون فى استقباله فى المطار ، الامين السياسي للحزب الحاكم في السودان، د. عبدالرحمن الخضر !
فى مخاطبته العامة اﻻولى بعد عودته ، تحدث المهدى عن عدم نضج المظاهرات اﻻبتدائية فى 19 سبتمبر وما سبقها من يومى الحراك فى المدن المختلفة ، ووصفها ببوخة المرقة ، اى المستعجلة تستخدمها المرأة فى عجالة من امرهها. وقارنها باﻻعمال التى طبخت على نار هادئة( وبوخات اطول) كان يعمل عليها قبل حضوره الى السودان ( او على اﻻقل هذا ما فهمته من حديث البوخة الشهير ) . و سرعان ما تغير موقفه ووقع على اعلان الحرية والتغيير لينضم الى قواه . و قد علق عبدالرحمن الخضر، أن خطوة الصادق المهدي ، الأخيرة "لم تكن مفاجئة لهم، مع انهم كانوا في تواصل معه مباشر يوم الخميس( 7 سبتمبر-2019) ومن المفترض أن نواصل ما بدأناه اليوم الأحد . “ و أضاف ،" أن هناك إتفاق ومذكرة وقعها معه بالقاهرة، مساعد رئيس الجمهورية، ونائب رئيس الحزب الحاكم د. فيصل حسن إبراهيم، ثم مذكرة تفاهم أخرى بالعاصمة الاثيوبية أديس ابابا، إبان إنعقاد الجولة الأخيرة للمفاوضات، تم فيها إتفاق ، وبموجبه عاد الرجل إلى البلاد "،ثم قال " وكنت على رأس مستقبليه بمطار الخرطوم. “ وقال : أن الجلسات تواصلت مع المهدي ،والتي كانت آخرها مساء الخميس الذي أعقبها خطبته بمسجد ودنوباوي التي أعلن فيها توقيع إتفاق مع تجمع المهنيين السودانيين”. !
يمكن ان نبدا رصد بعض التغيرات – محل اهتمامنا – الخاصة بخارطة الطريق : فى مارس 2016 رفضت نداء السودان بقيادة الصادق المهدى التوقيع على خارطة الطريق التى اعدها امبيكى ، وتحدثت عن ذلك وكانه الموقف البطولى اﻻبهى . ثم عادت لتوقعها فى اغسطس 2016 - ليختفى البهاء - بعد ان وعد امبيكى بنقاش بعض تحفظاتهم عليها مع اﻻطراف اﻻخرى المعنية !! و تعريف خارطة الطريق هو انها الخارطة التى ترسم الطريقلجمع نداء السودان للدخول المبارك فى الحوار الوطنى ، الذى طرحه الحزب الحاكم !!
فى اوائل اكتوبر 2018 رفض نداء السودان اقتراحات جديدة من امبيكى للتفاوض مع السلطة القمعية ، وتمسك بخارطة الطريق ، وهى نفس خارطة الطريق التى اعلنت السلطة موتها . تمسك نداء السودان ورئيسه المهدى بها ، بالرغم من تاكيد امبيكى ان السلطة تجاوزتها باكمال حوارها الوطنى . اجتمعت قوى النداء فى باريس لتعطى خارطة الطريق دفعة جديدة بمشاركة الوسطاء من افريقيا والمجتمع الدولى ، الى جانب امور جوهرية مثل التخلى عن النضال المسلح . وهى حزمة قرارات سخرت منها قوى المعارضة اﻻخرى وسمتها الهبوط الناعم . و فى مارس قرر النداء اﻻنسحاب من خارطة الطريق المهجورة فى مارس 2019 ! وقرر وقف التفاوض والحوار مع النظام ( غير معروف او معلن اى تفاوض ) ، ولكن – المهم – قرروا هجران الهبوط الناعم ، ومدوا نحو قوى اعلان الحرية والتغيير عبارات مغازلة . تغيرات تغيرات تغيرات ، لا تجد التفسير الكاف او المقنع ، وبالرغم من ذلك يتوقع ان يفهم انها موقف البطولة المتماسكة والنبيهة والمنحاز الى الشعب بالرغم من نباهة الشعب .
اذن استمرت سيرة خارطة الطريق ما يقارب الثلاثة سنوات بين قبول وتوقيع ، تمسك ورفض ، ثم تمسك وانسحاب ، لتنتهى وتهجر باكمال السلطة لحوارها الوطنى ، ليقلب امبيكى عينيه ويقول ليس هناك ما يمكن عمله . وعندما هددت " اﻻسرة الدولية " بوسم المجموعات الحاملة للسلاح فى النداء ، بالمجموعات اﻻرهابية ، اتجهت نداء السودان بقيادة المهدى الى الهبوط الناعم . ولعل ذلك كان موضوع خطط اﻻخراج للمسرحية ، فى اجتماعات الصادق المهدى مع القيادات العليا (د. الخضر ) فى النظام والحزب الساقط ، والتى مهدت لعودته . ليغير موقفه للمرة اﻻلف ، ويوقع اعلان الحرية والتغيير .
تواصل مسلسل تغيير المواقف السياسية ، ولكن هذه المرة ، داخل حوش قوى اﻻعلان . بدأت سيرة تغيير المواقف فى اعلان جهير للصادق المهدى ينفى فيه توقيع حزبه على اعلان الحرية والتغيير .ولكن حقيقة اﻻمر كانت قد تسجلت فى بيان اصدرة حزب اﻻمة فى 3 يناير 2019 يقول فيه : “
أولا: إننا نَدعم بشدة إعـلان الحرية والتغيير، ونؤكد إلتزامنا بكل بنوده، لما يمثله من بديـل ناجـع يلبـي تطلعات شعبنا في هذا المنعطف، وندعو كافة مكونات شعبنا وقواه الحية لدعمه وتأييده، وصـولا الي تواثق قومـي لخلاص الوطن. “ . وقد نشر فى الراكوبة
الى جانب ذلك وفى يناير ، اصدر اعلام تجمع المهنيين بيانا حدد فيه القوى الموقعة وفيها قوى نداء السودان . وهو البيان الذى لم يكذبه المهدى وحزبه او نداء السودان . اما الشئ الحاسم تماما هو قول الصادق المهدى فى اول خطبة جمعة له بعد عودته اﻻخيرة ، أن حزبه وقّع مع تجمع المهنيين وقوى أخرى على "ميثاق الحرية والتغيير"، وكشف عن "وضع تفاصيل للمطلوب في نص ميثاق للخلاص والحرية والمواطنة"، وأن "مشاورات تجري للاتفاق على النص والذى تم عرضه على مجموعات بلغت 20 مجموعة سياسية ومدنية ومطلبية ، قبل الإعلان عنه في مؤتمر صحافي دولي"( الراكوبة 26يناير 2019 ). و
ويبدو ان نفى التوقيع على اعلان الحرية والتغير جاء ليبرر طرح عدد متكاثر من المبادرات المتجاوزة للاعلان . ففى بيان بمناسبة اﻻستقلال طرح حزب اﻻمة ما اسماه ( ميثاق الخلاص الوطنى ) ، ودعى الى مظاهرات يقودها زعماء اﻻحزاب بعد التوقيع عليه ، فى الوقت اللى كانت فيه جداول الحراك متواترة من التجمع وقوى الاعلان . ومما يدهش حقا رد فعل الصادق المهدى عندما قيل انه خرج فى المظاهرات فى احد يوم الجمعة وقادها على قول ابنه صديق وليحتفى بها خالد عويس بالغبارات اﻻديبة العاليةا؛ فنكرهااﻻمام ضمة ، وصدر بيان من المكتب الخاص للامام اوضح انه كان ذاهبا لبيت بكا لتعزية ال هبانى .و ذكر البيان " هذا ما لزم توضيحه علما بان اﻻمام لم يشترك فى مظاهرة " وقد صدر البيان بتاريخ 30 مارس 2019 .
وتوالت المبادرات ، ففى بدايات مارس 2019 طرح في لقاء بدار حزب الامة مبادرة تضم عدد من المبادرات والاحزاب تحت مسمي (مبـادرة قـوﻯ التغيير) تهدف الي المساهمة في التغيير المفضي للتنحي والانتقال السياسي،اضافة الى وحدة البلاد...الخ. وفى 3 ابريل 2019 كشف الصادق المهدي، عن (وثيقة وطنية ) تقدم بدائل سياسية ، وطرق تنفيذها ...الخ . وهى وثيقة تستلهم وتقوم على الأجندة الوطنية، وستقدم ممهورة بتأييد كل القوى السودانية .
جاءت وذهبت تلك الوثائق واﻻعلانات والمواثيق .. الخ ، ولم يعرف عنها الكثير سوى عموميات عن اهدافها . فلم تنشر نصوصها ، ولم نعرف تلك اﻻحزاب والكيانات اﻻخرى التى التفت حولها ، واكثر من ذلك لم نعرف اى المصائر نالت ، فقد ذهبت طى النسيان او التجاهل – على اﻻغلب – ولم يبق منها سوى اسمها البراق والذكرى . و قد كانت تلك الوثائق محاولة تجاوز لاعلان الحرية والتغيير . ولما حظيت المحاولة بالفشل انتقل الصادق المهدى الى نقد – بل رفض - برامج وتكتيكات التقدم بالثورة وتعزيز القوة خلف مطالبها . وكانت المعركة اﻻولى رفض الوثائق التى قدمها وفد قوى الحرية والتغيير المفاوض لمجلس اللجنة اﻻمنية للنظام الساقط ، والتى حددت بنية السلطة المدنية للمرحلة اﻻنتقالية . وفى المقابل قبول اقتراح ما سمى بلجنة الوساطة . فى رفض اﻻولى جدد الصادق المهدى بانها لم تعرض عليه ولم يتم نقاشها ، وسمىذلك اختطافا . وحدد اسبابه فى قبول الثانية بانها كانت مناسبة . . اما مريم الصادق فقد حددت بانه تم تجاوز تصورات بنية السلطة المطروحة من قبل قوى اﻻعلان ، واضافت : “ تماما" ! واعتبرها المهدى " كأنها لم تكن " ! و لم يتكرم المهدى ولا بنته بشرح موقفهما الغريب (بدون زيادة فى اﻻوصاف ) . فسبب المهدى يبدو فنيا او بسيطا " لم تناقش معه " . و مردود عليه فى نفس الوقت حيث ان تصور بنية السلطة هو جزء اساسى فى اعلان الحرية والتغيير . كما ان تسبيب قبوله لمقترح لجنة الوساطة يبدو بسيطا ، غارقا في البساطة ، و التى لاتثير سوى الشكوك .فما هو المناسب؟ ومن يناسب ؟ المهدى ام اللجنة اﻻمنية للنظام الساقط؟ ام كلاهما ؟ والملفت للنظر هنا ، انه عندما تجاوزت قوى اﻻعلان تصريحات ال المهدى ، واعتبروها " كأنها لم تكن " لم يثر ذلك رد فعل منهما او من حزبهما ! و ذهب المهدى للبحث عن مصادر اختلاف اخرى .
وجد المهدى لقيته فى خطوة اﻻضراب العام فى يومى 28/ 29مايو 2019 المعلن من فبل فوى اﻻعلان ، كوسيلة ضغط على المجلس العسكري الحاكم لتسليم السلطة .. فرفض المهدى اﻻضراب العام ، واعتبره خطوة تصعيدية مضرة . وانتهز الفرصة لابداء معارفه العالية ، و حرصه الحكيم على استمرار التفاهم مع المجلس العسكري لتحقيق أهداف الثورة والمصلحة الوطنية ، ولم يدع الفرصة تفوت لاقتراح ميثاق اخر هو ميثاق شرف لتجنب الانزلاق فى لجة الفعل وردة الفعل ، والولوغ فى مواجهات لا تفيد إلا الثورة المضادة ( او كما قال ). و الغريب فى اﻻمر ان مندوبى حزب اﻻمة فى الإجتماع المشترك بين التنسيقية ولجنة التفاوض (د. ابراهيم الأمين ومحمد فول) وافقا على الإضراب ومواعيده ( جريدة سودان تايمز) .
و يمكن ذكر رفض المهدى لاعلان وقف التفاوض كمثال اخير على مواقف المهدى المعارضة لقوى اﻻعلان . فقد اعلنت قوى اﻻعلان وقف التفاوض مع مجلس اللجنة اﻻمنية بعد اجتماع اﻻخيرباحزاب الفكة والمؤتمر الوطنى الساقط ، ولم ير المهدى تجل بأس قوى اﻻعلان والتغيير فى وقت الشدة .
يمكن ان تتجلى الصورة السياسية لمواقف المهدى بشكل اوضح ، اذا تتبعنا علاقته وتقيمه لمجلس اللجنة اﻻمنية للنظام الساقط . فقد توالت العبارات المحبة والمقدرة لدورها فى سخاء وبلا انقطاع . ففى تصريح له لوكالة رويترز نقلته صحيفة "سبق" على موقعها اﻻليكترونى ( 24 ابريل 219)، جاء فيه " أعرب رئيس حزب الأمة عن اعتقاده بأن المجلس العسكري سيسلم السلطة للمدنيين في حالة الخروج من المأزق الحالي. “ .و المازق الحالى المقصود فى عبارة المهدى هو المأزق الذى خلقته دعوى اﻻعلان الى الخروج فى مسيرة مليونية ، قبل ايام من تصريح المهدى ! و استمر خبر الصحيفة ليوضح موقف المهدى عندما قال : "أعتقد أن نواياهم طيبة، وليسوا مهتمين بتشكيل حكومة عسكرية " ! واوردت عنه فضائية ار تى ( فى 24 ابريل 2019 ) وصفه لموقف اللجنة اﻻمنية للنظام الساقط : “ "ليس انقلابا عسكريا بل امتناع الجيش عن سفك الدماء وانحيازه لمطالب الشعب" .و فى اول مايو 2109 حذر المهدى من استفزاز اللجنة اﻻمنية العسكرية . فوفقا لفرانس برس قال المهدى"يجب أن لا نستفز المجلس العسكري بمحاولة حرمانه من شرعيته ، أو حرمانه من دوره الإيجابي في الثورة". وأضاف "يجب ألا نتحداهم بطريقة تجبرهم على إثبات نفسهم بطريقة مختلفة". وأضاف "إذا استفزينا القوات المسلحة التي أسهمت في التغيير، فإننا نبحث عن المشاكل" و فى هذاالسياق الكريم ذكر المهدى قوات الدعم السريع بكل الخير ، واشاد بها فى مقابلة مع جريدة القدس العربى ( 30 مايو 2019 ). وقال" لقد اعادت اكتشاف نفسها" !! فى نفس المجرى الذى وصف فيه الحزب الشيوعى "بالمنافى لوجدان الشعب السودانى " ! فى استعادة للدعاية القديمةالبائسة بكفر الشيوعيين .
لمواقف الصادق المهدى علاقة غريبة بالحقيقة ، واقصد حقيقة الموقف السياسى . يعلن المهدى موقفا محددا تجاه هذه القضية او تلك ، ثم تاتى المناسبة ليحدد الموقف النقيض تجاه نفس القضية وبلا اى تفسير . فمثلا ، عبر تصريح شهير له رفض تسليم السفاح المخلوع وقال :” تسليم رأس الدولة مستحيل "، مضيفاً : " إنهم يعملون بالمثل "جلداً ما جدلك جر فوقو الشوك""، وزاد:" نحنا الجلد ده حقنا". ثم جاء زمن الموقف النقيض حيث قال في حوار لقناة «العربية»: «لن نستطيع أن نطبع مع الأسرة الدولية من دون تسليم البشير للجنائية»، مؤكدًا أن «البشير كان شخصا دمويا وفي عهده وقع فساد غير مسبوق» !
ومثال اخر ، قال المهدى و فى تصريح شهير ، “ أنه سيدرس الترشح لرئاسة الجمهورية، مشيراً الى أن ذلك سيكون فقط في حال قيام انتخابات، وليس خلال الفترة الانتقالية " ( سودان ديلى دوت اورج ، 25 ابريل ) . ثم اتى المهدى بالتصريح النقيض فى غضون العشرة ايام، حيث قطع بعدم ترشحه لرئاسة البلاد في أعقاب الفترة الانتقالية، وقال إن له مهاما أخرى كثيرة ينشغل بها، ومن بينها كتابة "السيرة النبوية" برؤية حداثية" ( موقع القناة الالمانية العربية على اﻻننرنت 5 مايو 2019 ) .
ومثال اخير ، اورد موقع النيلين خبر الزيارة غير المعلنة التى قامت بها مريم الصادق المهدى للامارات (موقع النيلين 3 مارس 19 ) . وقد فسرت مريم الصادق ، شأن الزيارة بعد افتضاح امرها ، بانها كانت زيارة شكر للسلطات الإماراتية على استضافة الإمام المهدي والدها ورئيس حزب الأمة ، بعد رفض مصر دخوله لاراضيها !ا
اغضبت زيارة المطايبة الثوار ، حيث اتضح انها زيارة سرية تمت بدعوة من دولة اﻻمارات الى جمع احزاب نداء السودان لتبنى مبادرة سلام مزمعة ، تؤكد التدخل اﻻماراتى فى شان الثورة بدعم مجلس الجنة اﻻمنية للنظام الساقط ومنع التحول الديمقراطى . و لم يمض الكثير من الوقت حتى وجه الصادق المهدى الدعوة للامارات قائلا :«أناشد أهلنا في الخليج بعقد مؤتمر يقدم مشروع مارشال للتنمية في السودان " ( 5 مايو 2019 ) ، ليؤكد انحيازة للمحور اﻻقليمى .
قد نجد تفسيرا لهذا اﻻداء السياسى للصادق المهدى فى موقفه غير المتحمس للثورة ، اذا لم نقل المضاد لها . فقد وجد المهدى اخطاء متكررة فى ادائها واداء قيادتها فى قوى اعلان الحرية والتغيير . و قد عبر بيان المكتب السياسى لحزب اﻻمة (28 مايو 19 ) عن ذلك حيث ورد فيه :ان بعض مكونات قوى اﻻعلان ” تسعي بإصرار علي الانفراد بإصدار القرارات وبيانات تستبق التوافق حولها وبموجب ذلك ارتكبت سلسلة من التصرفات الخاطئة " . وحسب البيان تمثلت هذه التصرفات فى : قرار إيقاف التفاوض. تقديم الوثيقة الدستورية للمجلس العسكري.. توسيع دائرة الاعتصام وإغلاق شوارع الخرطوم. وأخيراً توقيت قرار الاضراب وترتيباته " . باختصار وجد الصادق المهدى فى كل معارك الثورة المجيدة " سلسلة من التصرفات الخاطئة " .
بعض التفسيرات لمواقف المهدى تتجه الى رصد خصائص شخصية نفسية . يقول الكاتب يوسف الحسن " الصادق المهدى يصر على انه صاجب الرؤيا الاصوب والاكثر حكمة، وانه الاكثر معرفة ودراية واحاطة بكافة تعقيدات المشكل السياسى والاجتماعى والاقتصادى فى السودان ،وانه الاحق والاجدربالاتباع بل والتفويض لحل تلك الازمات (...) و انه هوالوحيد من بين جميع الساسة الحضور فى المشهد السياسى الحالى.الذى يتمتع بالشرعية الدستورية كاخر رئيس وزراء منتخب ديمقراطيا " . الشهيد جون قرنق و د . حيدر ابراهيم ، اشارا لخصائص الذات المتضخمة ، وادعاء امتلاك الحكمة المكتملة ، شوقى بدرى يصفه بالشخصية السايكوباثية . و لكن - وبدون استبعاد كل ذلك - يمكن العثور على اﻻسباب الجذرية والحقيقية فى بنية المصالح الطبقية للفئات اﻻجتماعية التى ينتمى لها المهدى ، اى الفئة العليا والقائدة للطبقة البرجوازية باعتبارها المنبع الجذرى ومصدر الخطاب والفعل السياسى . وهى الفئة اﻻجتماعية التى اعاد تركيبها نظام ودولة المؤتمر الوطنى ، لتحتل فيه ما يسمى بالراسمالية الطفيلية سدة القيادة . و قد راكمت الراسمالية الطفيلية ثرواتها من خلال ادارة راسمالية نيوليبرالية للاقتصاد والمجتمع . و بسبب تحطم القطاعات اﻻنتاجية فى اﻻقتصاد ، تقلص دور السوق وتضخم دور الدولة- فى مفارقة كبيرة للاقتصاد الليبرالى - فى ادارة السوق لسبب اساسى هو ادارة وتنظيم ممارسات الفساد وحمايته وتوزيع الغنائم . تطرح الثورة مهام التوزيع العادل للسلطة والثروة ، كما تطرح ازالة بنية اﻻقتصاد الراسمالى الطفيلى . وهو مشروع يطرح مهام الغاء ( او على اﻻقل مراجعة ) الخصخصة ، واسترداد مكونات القطاع العام ، واسترجاع اﻻراضى التى اخذتها ممارسات اقتلاع او اﻻستحواز على اﻻراضى التى ابتدعتها النيوليبرالية ونفذتها الامبيريالية وادواتها او عملاؤها اﻻقليميين ، واتباع سياسات ضمان اجتماعى تخرج بعضا من القطاعات الخدمية اﻻساسية خارج سطوة السوق وتضعها فى يد الدولة وتخطيطها اﻻقتصادى . ما تهدف اليه فئات البرجوازية التى ينتمى لها المهدى ، هو وراثة اكبر جزء من بنية جهاز سلطة الكيزان المهزومة ، وادخال تعديلات عليه ، تسمح باحلال برجوازية حزبه وطائفته محل برجوازية الكيزان ، بالذات فى القطاعات المؤثرة مثل القطاع المالى والتجارى ، او الشراكة معها من موقع قوة . مايسعى اليه المهدى نوع من تطور الراسمالية المحلية المرتبطة بحزبه وتحالفاته وطائفته ، بالشراكة او التمويل اﻻماراتى بدعوى صلات القربى الدينية واﻻثنية والتى تمثل التحالف السياسى الداعم لهذا المشروع للتطور اﻻقتصادى الرأسمالى التابع . وفى حالات التناقض الحتمية بين البنية الراسمالية المعاد تركيبها وتمويلها وبين قوى العمل ، تتخل الدولة لرسم الحدود لضبط هذا الصراع بفرض تنازلات طبقية تدفعها القوى العاملة ، من اجل مصلحة مشروع التنمية الراسمالية التابعة والممولة من مشروع مارشال الخليجى .
. ما يدفع اليه المهدى من خلال التقارب مع مجلس اللجنة اﻻمنية ، ومن خلال محاولات اضعاف قوى الحرية والتغيير واﻻرتباط بالقوى اﻻقليمية المعادية للثورة ، هو تقوية احتمالات تقصير المرحلة اﻻنتقالية فى وجود العساكر فى قيادة المجلس السيادى – كما اقترح المهدى - و الوصول الى انتخابات مبكرة - اعلن موافقته واستعداده لهل - تقطع الطريق لتطور الثورة ، وتضعه - منفردا او متحالفا – فى السلطة . هذه هى اﻻسباب العميقة لتنقلات الصادق المهدى بين المواقف السياسية . لصفاته الشخصية دورا فى طريقة اتخاذ المواقف والتعبير عنها ، ولكنها اسباب تتبدى على السطح ولا تتجاوزه
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



من يقف في خندق أعداء الثورة ؟

لم يعد المجلس العسكري - غير المتجانس - في مأمن من الالفاف على الأحداث الجسام التي تمر بها البلاد. فزيارة دول الجوار المباشر والاقليمي ليست للشكر وحده، ولكن للنُصرة في وجه ثورة جديدة تبشر بالديمقراطية، وتسعى لتسلم السلطة المدنية. وهي قضية لم تعد مرحبٌ بها، أن يكون في السودان في حكم مدني ينشر الديمقراطية. فمصر لم تعد مصالحها في مأمن إلا وفق نظام عسكري في السودان. وقد صرح نائب رئيس المجلس العسكري، أن المخاطر يرغب أن يراها كثيرون متحققة في السودان، وأن الحرب في ليبيا والحرب في سوريا، هي مألات أهداف غير مرئية، ترغب أن تجر السودان إلى ذات المصير. تلك دعوة نحن نعرف منْ وراءها.
هذه نصيحة مصر، و استخباراتها، أن السودان مستهدف. أين كانت استخبارات مصر حين كان يتهدد السودان الانقسام؟. صبرت مصر حتى يتحقق هدف التقسيم، وبدأت تستثمر في تنمية جنوب السودان دون خجل.

(2)

تحدث نائب رئيس المجلس الانتقالي العسكري بلغته العامّية المرتجلة، وقال إن الجيش يُحظى بجماهير!. وهو ينسى أن هبوب رياح التغيير هبت من صغار الضباط، وضباط الصف، حين فتحوا مباني القيادة العامة لجماهير الثوار. وهو الأمر الذي جعل اهتزاز مقعد البشير من تحته لا مفر منه ثم سقط. يمكننا أن نسأل:
من أين لهذا الجيش من شعبية؟

وأي جيش هو: هل هو عصابات الدعم السريع ( التي دربتهم الاستخبارات العسكرية 40 يوماً لكل جندي) أم قوات الأمن والمخابرات أم قوات الشعب المسلحة؟. إن ضباط قوات الشعب المسلحة الأحرار وسعتهم القبور الضيقة، بعد أن تم دفنهم وبعضهم أحياء أثناء حكم الإخوان المسلمين، أو هم الذين خرجوا من السودان نافدين بجلودهم. ولم نشهد قوات الدعم السريع تقف مع جماهير الثورة، إلا بعد أن سقط القائد الأعلى الذي كانت تحميه، بتاتشراتها، وأسلحتها، ولم تزل عينها مصوبة على السلطة.

تحدث نائب رئيس المجلس الانتقالي العسكري، أمام قادة الإدارة الأهلية، التي لم نسمع بوجودها إلا الآن. لم يعد في السودان إدارة أهلية. وهؤلاء لم يثوروا مع الثوار على النظام السابق، وليست لهم مكانة في كل السودان.

(3)

كل الضباط العظام الذين شكلوا المجلس العسكري الانتقالي، رغم التناقضات بين أعضائه، لم يجدوا الشجاعة لإزاحة البشير. إن" الدعم السريع" الذي كان يستجدى قائدها القوات المسلحة، حتى تستخرج لجنوده بطاقات الانتماء للجيش، وهو اليوم يتضخم إلى أن صار رقماً في المجلس العسكري!. إن الإضراب لمدة يومي 28 و 29 مايو 2019، قد أعاد التفويض لقوى التغيير والثورة, وذابت قوى التفتيت التي تلعب دور المناضلين، بعد أن خلعوا ثوب انتهازية الإخوان المسلمين، ولبسوا ثوب الثورة. هؤلاء سوف يحاسبهم الشعب وبالقانون، وليس بالتشريعات القمعية الجزافية التي عبث بها النظام السابق وأجهزته الحقوقية.

يتعين نزع أضراس النظام السابق، وتفكيك دولته العميقة، التي يبشر بها الدجاج الإلكتروني، و التي جمعت الكذابين والنفعين والمجرمين. كانوا يظنون أن لن يحاسبوا، ولكنهم إلى سوء المنقلب سيذهبون. و سينالون الجزاء العادل في القريب العاجل.

(4)

للذين وقعّوا مع قوى التغيير، وحاولوا سرقة الجهد، وأقاموا المؤتمر الصحفي يهدفون شق قوى الثورة، نقول لهم إن الباب لم يزل مشرعاً، لاستقبال جماهير الشعب وأحزابه المناضلة. رغم أن زعيم حزب الأمة يزايد على الذين مهروا الثورة بدمائهم بأنهم (يركبون بوخة المَرْقَة)! في استهجان وضيع.
*
{الخرطوم 30 مارس 2019، قدم زعيم حزب الأمة القومي في السودان "الصادق المهدي"، مرافعة مطولة في مواجهة سيل من الانتقادات، بعد صدور بيان عن مكتبه نفى مشاركته في مظاهرات ود نوباوي، الجمعة الداعية لسقوط النظام، وقال إن قيادات المعارضة تعمل على ترتيبات للمشاركة في الاحتجاجات بصورة "مخططة" لتحقيق مطالب الشعب.
واضطر زعيم حزب الأمة ورئيس تحالف "نداء السودان" المعارض الى إصدار توضيح صحفي بعد ساعات من بيان لمدير مكتبه نفى فيه مشاركة المهدي في احتجاجات شعبية عقب صلاة الجمعة.

وأثار البيان ردود أفعال عنيفة في وسائل التواصل الاجتماعي، بوصفه محاولة للتبرؤ من المطالبات الداعية لرحيل النظام الحاكم، كما أنه صُنف كنوع من التخذيل للمشاركين في المظاهرات المستمرة منذ منتصف ديسمبر الماضي.}

(5)

ونفى البيان مثار الجدل، ما تداولته تقارير صحفية عن قيادة "الصادق المهدي" مظاهرة من مسجد الهجرة بود نوباوي، وأوضح أن "المهدي" خرج بعد الصلاة راجلاً لواجب عزاء شرق المسجد، وسار خلفه عدد كبير من المصلين مرددين هتافات ثورية. وأضاف "علما بأن الإمام لم يشترك في أي مظاهرة ولو تعنت النظام، ولم يستجب لمطالب الشعب المشروعة، سيأتي اليوم الذي تخرج فيه كل القيادات السياسية متقدمة الصفوف". وفي رده على ما خلفه هذا البيان، سارع "المهدي" الى إصدار توضيح قائلا "بالإشارة لردود الفعل على بيان الحبيب إبراهيم علي.. مساجدنا هي الأكثر ثورية في دعم ثورة التحرير، وحزبنا أيد ويؤيد ويشارك ثورة التحرير المنطلقة منذ ديسمبر".وأشار الى أنهم عاكفون الآن لتوحيد الصف الوطني "لإقامة النظام الجديد ".

وتابع البيان يحكي واقعاً، ولا يتبرأ من التظاهر ولا من مظاهرة الشباب الأسبوعية، وهم جميعاً وجدوا الترحيب لما يقدمون من تضحيات شملت المجتمع بمن فيهم عدداً معتبراً من أبناء وبنات وأحفاد وحفيدات الرحم. وأردف "كما أني لا أترفع من النزول للشارع، بل نحن نعمل على نزول كل القيادات بصورة مخططة لتحقيق المطلب الشعبي لإقامة النظام الجديد المنشود، وهذا يتطلب تحقيق وحدة الصف وراء هذا الهدف، وأن يكون التحرك في وقته مليونياً وسلمياً وعاماً للعاصمة والأقاليم، وفي خارج الوطن.
وكانت قوى المعارضة ترتب لحشد كبير، مركزه العاصمة السودانية في السادس من أبريل للتوجه صوب القيادة العامة للقوات المسلحة وتسليمها مذكرة تدعو لتنحي النظام ورحيل الرئيس عمر البشير.

(6)

نقطف من كتاب : محمد أحمد محجوب ( الديمقراطية في الميزان )، طبعة 2004 ص 200:
{برزت خلافاتي مع السيد "الصادق" في الأشهر الأولى من عام 1966. فذات مساء جاء بعض أفراد عائلة "المهدي" إلى منزلي طالبين مني الاستقالة حتى يصبح "الصادق"، الذي بلغ الثلاثين من العمر، رئيساً للوزراء، بعد أن تم إفراغ أحد المقاعد البرلمانية وانتخابه لهذا المقعد. وكان جوابي ( إن هذا طلب غريب، و"الصادق" لا يزال فتياً والمستقبل أمامه وفي وسعه أن ينتظر. وليس من مصلحته ولا مصلحة الحزب أن يصبح رئيس الوزراء الآن). بيد أنهم أصروا، فتصلبت وساندني مجلس الحزب. وفي هذا الوقت كنت على وشك الذهاب لحضور مؤتمر وزراء دول شرق أفريقيا ووسطها في آزار 1966، فطلبت من الحزب تجميد الأمور حتى عودتي. وغبت مدة أربعة أيام فقط. ولدى عودتي وجدت الحزب منشقاً على نفسه، فطلبت من "الصادق" مقابلتي من أجل إصلاح الضرر.

واجتمعنا وأبلغته أني مستعداً للاستقالة وإعطائه الفرصة ليصبح رئيساً للوزراء، لو لم يكن السودان في خطر. لقد كان السودان يمر بمرحلة حرجة من التطور، وكان في وسعي أن أرتكب أخطاء لمعرفتي أن الشعب سيسامحني. ولم يكن في وسعه هو، إذ أن أي خطأ بسيط سيؤدي إلى سقوطه، وذكرته بأنه سيتعامل مع الرئيس "الأزهري"، السياسي الحاذق، الذي يستطيع أن يلوي ذراع أي شخص. وليت "الصادق" رد علي قائلاً أنني مخطئ، بل قال( إنني أعرف ذلك ولكني اتخذت موقفاً ولن أتزحزح عنه). وكان تعليقي( إنني مقتنع الآن أكثر من أي وقت آخر، بأنك لا تصلح لرئاسة الوزارة. وقد تصبح رئيساً للوزراء يوماً ما، ولكنك لن تدوم أكثر من تسعة أشهر). انتهى حديثي هنا، والغريب أن "الصادق" بقي تسعة أشهر عندما أصبح رئيساً للوزراء في وقت لاحق من تلك السنة.

لم يدهشني بعد ذلك الحديث، أن يتابع السيد "الصادق" دسائسه ضدي، لا سيما بعد أن طلب بعض أنصاره في الحزب مني أن أستقيل. قلت إن المجلس التأسيسي هو الذي انتخبني، ولن أستقيل إلا إذا سحب المجلس ثقته. فنقلوا مناوراتهم بسرعة إلى المجلس، حيث رتّبوا تصويتاً على توجيه اللوم إلي، مع أنهم لم يسموا ذلك بالاسم، بل قالوا إننا في حاجة لرئيس جديد للوزراء. وقد قُدم مشروع قانون اللوم بواسطة أحد نواب حزب الأمة، وكانت النتيجة معروفة سلفاً. إذ كان "الصادق" قد حصل على موافقة من الرئيس "الأزهري" ومن أعضاء في حزب الاتحادي الوطني}

(7)

عندما استقبلت الجماهير السيد "محمد عثمان الميرغني" أواخر العام 1988، بعد اتفاقه مع "قرنق" وكانت تسمى حينها ( اتفاق قرنق والميرغني)، واجتمع زعيم الاتحادي الديمقراطي مع السيد "الصادق" في إطار الائتلاف الذي كان بين حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي. ورأي السيد "الصادق" أن ينقل الأمر للبرلمان، الذي انعقد في أوائل عشرينات ديسمبر 1988، وكان قد بيت النية لإفشال الاتفاق، وفوض بالفعل البرلمان السيد "الصادق المهدي" رئيس الوزراء بعقد المؤتمر الدستوري في 31 ديسمبر 1988. أي بعد عشرة أيام!. وبعده سافر السيد "الصادق" للجزيرة "أبا" وانتهى الأمر، بعد أن كاد للحزب الاتحادي الديمقراطي ليخرجه من الائتلاف، ليتآلف من الجبهة القومية الإسلامية. و بقية القصة معروفة!.
إذن، من يقف في خندق أعداء الثورة؟

*
صورة العضو الرمزية
Isam Ali
مشاركات: 230
اشترك في: الأحد مارس 04, 2007 11:37 pm

مشاركة بواسطة Isam Ali »

سلام صديقنا الشقلينى
مرحب بمداخلتك القوية
واعزر تاخرى غير المقصود فى الترحيب بيكم
استمرت السيرة المذكورة فى الوقوف السالب ضد تقدم الثورة المجيدة
وسارفد البوست ببعضها المنشور على ورق الجرائد






الصادق المهدى يرقض مظاهرة 30 يونيو

06-27-2019 02:25 AM
الخرطوم: رفض القيادي السوداني المعارض الصادق المهدي، الأربعاء، الدعوات للخروج في تظاهرات حاشدة في 30 يونيو/ حزيران ضد المجلس العسكري الحاكم.

وتأتي تصريحات زعيم حزب الأمة في ظل التوتر بين المجلس العسكري وقادة الحركة الاحتجاجية على خلفية مقتل عشرات المتظاهرين خلال عملية أمنية لفض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم.

وتتزامن التظاهرات التي دعا إليها تحالف “إعلان قوى الحرية والتغيير” مع الذكرى الثلاثين للانقلاب الذي دعمه الإسلاميون وأوصل الرئيس السابق عمر البشير إلى السلطة بعدما أطاح حكومة المهدي المنتخبة آنذاك.

ودعا المهدي الذي ساند الحركة الاحتجاجية منذ انطلاقها ضد البشير، إلى “تجنب” التصعيد.

وقال خلال مؤتمر صحافي في مقر حزبه بمدينة أم درمان “التصعيد ينبغي أن يكون عندما يكون هناك مشروع اتفاق ويرفضه المجلس العسكري”.

واعتبر أن التصعيد قبل الحصول على رد المجلس العسكري على خطة لنقل السلطة اقترحتها إثيوبيا سيكون “تصعيداً قبل أوانه”.




ثم ورد لاحقا فى جريدة السودانى:


المهدي يطرح مبادرة جديدة ويعتبر المبادرة الاثيوبية بغير المؤثرة


06-25-2019 03:37 PM
أعلن رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي عن تبنيه لمبادرة وطنية جديدة لإحتواء الأزمة السودانية الحالية وأعتبر أن المُبادرة الإثيوبية لا تؤثر بصورة إيجابية على ما يمكن تحقيقه في البلاد.
وقال المهدي خلال لقائه وفدي من الحزب الإتحادي الديمقراطي برئاسة د. حسن هلال، والإتحادي الأصل برئاسة هاشم عمر بمنزله بأم درمان، أمس بحضور نائب رئيس الحزب مريم المهدي قال “نعول على المبادرات الوطنية ولكنها تتطلب موافقة كل الأطراف المجلس العسكري، وقوى الحرية والتغيير، والأطراف خارجها”. وشدد على ضرورة قبول ما أسماها بالوساطة التحكيمية، وقال : “إما قبول التحكيم الوطني، أو مواجهة الجحيم” موضحا أن قوى الحرية والتغيير تمتلك سلاح العصيان والتحرك المدني، بينما المجلس العسكري يمتلك سلاح الإجراءات الأمنية، ووصف الموقف في البلاد بـ”الخطير”، وأشار إلى تخوّف المجتمع الدولي مما قد يحدث في السودان، وحذر من أنه حال حدوث أي اضطراب في السودان، سيتوسع إلى أبعد نطاق، لكونه في منطقة وسط، قربية لـ(بوكو حرام)، و (حركة الشباب الصوماليين)، و(تنظيم القاعدة بجزيرة سيناء)، وغيرها من الحركات المتطرفة.
السوداني
6-25-2019 03:37
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »



المهدي : موقف البلاد خطير.. “دي القيدومة والدخلة قدام”

في هذا الرابط


من "دخان المرقة" إلى "دي القيدومة والدخلة قدام"، الصادق المهدي ينحدر في قاموسه غير اللائق.

عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



المهدي : موقف البلاد خطير.. “دي القيدومة والدخلة قدام”

الخرطوم : محمد سلمان

أعلن الإمام الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي إمام الأنصار، عن مبادرة وطنية جديدة لاحتواء الأزمة السودانية، وشرح الإمام خلال لقائه بمنزله بحي الملازمين بأم درمان، صباح أمس الإثنين، ووفدَيْ الحزب الاتحادي الديمقراطي، برئاسة د.حسن هلال، والاتحادي الأصل بزعامة الميرغني، بحضور نائب رئيس حزب الأمة القومي، د.مريم الصادق المهدي، القيادية بقوى الحرية والتغيير وقيادات من الاتحادي والأنصار تفاصيل مبادرته، واستعرض المهدي الوضع السياسي الراهن، داعيا لطرح مبادرات وطنية لاحتواء الأزمة السودانية، مشيرا إلى أن هنالك عدة مبادرات داخلية خارجية منها الأثيوبية والأفريقية، ورأى المهدي إن المبادرة الأثيوبية لا تؤثر بصورة إيجابية على ما يمكن تحقيقه في السودان، وقال:(نعوِّل على المبادرات الوطنية، ولكنها تتطلب موافقة كل الأطراف المجلس العسكري، وقوى الحرية والتغيير والأطراف خارجها)، وشدد المهدي على ضرورة قبول الوساطة التحكيمية، وقال : إما “قبول” التحكيم الوطني أو “مواجهة” الجحيم، وعدَّ مبادرته مقدمة لما يجب أن يتم، وقال :”دي القيدومة والدخلة جاية”، ودعا المهدي قيادات حزبي الاتحادي الديمقراطي والاتحادي الأصل لدراسة مبادرته والرد عليها والتعاون لإنجاح مشروع مبادرة وساطة وطنية، تحقِّق فترة انتقالية مستقرة، وتُسهِم في بناء السلام والتحوُّل الديمقراطي، من جهته قال رئيس المجلس القيادي للاتحادي الديمقراطي د.حسن هلال، أن حزبه سيطَّلع على مبادرة المهدي ويدرسها ويقوم بالرد عليها، مشيرا للدور التاريخي للحزب الاتحادي ورصيفه حزب الأمة في الحركة الوطنية الحديثة وتحقيق الاستقلال وقطع هلال بحسب بيان صحفي لحزبه، رفضهم التام لإقصاء أي قوى، وشدد على أن الحكم والفيصل هو للجماهير، وصناديق الاقتراع.
*
عذراً أستاذة نجاة لا بد من وجود النص لأن بعض الروابط بعد مرور الزمن تضيع.
*
أضف رد جديد