19 يوليو71: جديد بشأن تحقيق مجزؤة بيت الضيافة

Forum Démocratique
- Democratic Forum
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

19 يوليو71: جديد بشأن تحقيق مجزؤة بيت الضيافة

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


19 يوليو71: جديد بشأن تحقيق مجزرة بيت الضيافة

ربما خضنا مع الخائضين في بحثنا عن منْ تسبب في مجزرة بيت الضيافة في مجمع القصر الجمهوري، يوم 22 يوليو 1971؟ . وكتبنا توثيق الكاتبين ، بما فيهم الكذابين الذين أفتوا بضجيج كثير وغبار لولبي ، ولم نعد- كما يقول المسيحيون - أو لم ترقد الجثامين وترتاح من عذابات السؤال.

سمعنا الكثير : فصلاح عبدالعال مبروك كان يحمل خطاب الانقلاب العسكري ، واُحبط حين وجد النميري في الإذاعة . وروايات تتحدث عن الضابط أحمد جبارة والضابط عبد الرحمن الحردلو ، اللذان تم إعدامهم رمياً بالرصاص بناء على أنهم قاما بتنفيذ المجزرة ، في حين رفض رئيس مايو أن يشير القاضي علوب في تقريره عن محاكمات الشجرة من قريب أو بعيد، وتم التحفظ على تقرير علوب وتم طمسه مع بقية الأدلة. وكانت مجازر الشجرة أكبر من الاحصاء، وغابت حقائقها .
ذكر كثيرون قصصاً كثيرة وملتفة بل وغامضة عن مجزرة بيت الضيافة ، ولم يتشكك أحد من الذين انضموا للردة الدموية في 22 يوليو ، في إجراءات محاكمات الشجرة الصورية . وضاع كثيرون بالتشفي من ضباط الصف الذين كانوا يقودون مجاز معسكر الشجرة ، الذي كان سيصبح من ضحاياها الموسيقار " جمعة جابر " لو لا عناية الله.
شهدنا القول المكذوب ، يقوم به أناس رغم مضي الزمن ، يعتقدون أن الحق ينسى ، وإن الباطل هو الذي يسود.
*
من وسط زحام الإفادات والأقوال المتضاربة ، قرأت مقابلة للرائد حينها مدني محمد مدني ، وبدأت أثق في روايته ، ليس لأن لي غرض ، بل أنني شهدت نهار 22 يوليو حتى الواحدة بعد الظهر . واطلعت على الصحف ولقاءات التلفزيون ، واطلعت على كتاب فؤاد مطر ( الحزب الشيوعي نُحر أم انتحر ) وشاهدت بأم عيني الصور الضوئية التي وردت في الكتاب ثم اختفت. وشاهدت بيت الضيافة متهدم من الأعلى ، وتم اختفاء تلك الصور. وهناك أسئلة ، أكثرها إلحاحاً ، لماذا وجود صحافيون مصريون في محاكم الشجرة؟
كتب بروفيسور عبدالله علي إبراهيم أن جهة ثالثة هي التي قامت بتنفيذ المجزرة . ولكن مقابلة مع الرائد "مدني محمد مدني" تعيدنا إلى أصل الحكاية.

ربما كانت هنالك مجزرة بيت الضيافة ، ولكن المجزرة كبرت وصارت مجزرة أخرى كبرى في مخيم الشجرة العسكري.
صحيفة الوفاق ، عام 2008 هو زمن اللقاء ، والباشا هو ناقل اللقاء .
ونحن نجلب كل ذلك بغرض التحليل لمعرفة الجناة الحقيقيين.

عبدالله الشقليني
*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

{2}

حوار المدهش حول انقلاب هاشم العطا في مثل هذا التاريخ 19 يوليو:

بعد مرور 46 عام علي انقلاب 19 يوليو 1971م ، وجدت بالصدفة البحتة وأنا أبحث في مواقع النت المختلفة ، كدأبي دائما في البحث عن أهم الأحداث التي مرت علي بلادنا سواء كان ذلك في السياسة أو الفن أو المجتمع أو حتي في الرياضة ، فضلا علي الرغبة التي ظلت تلازمني دوماً خلال مسيرة حياتي الصحفية أو البحثية أن أعمل علي تغذية عقلي وروحي بأي أحداث أو معلومات أري أنها تكسبني المزيد من المعرفة من خلال اطلاعي علي كل ما هو جاذب في الكتب أو المنشورات المطبوعة حتي ظهور ثقافة الإنترنت ، حث ظلت الشبكة العنكبوتية هي التي ترفدنا بما نرغب .

وحينما جال بخاطري اليوم أن هذا التاريخ يصادف 19 يوليو 1971م وهو اليوم الذي جاء فيه أكبر تغيير في مسيرة التاريخ السياسي السوداني ، وقد كنا وقتها في عامنا الدراسي الثاني بالمرحلة الجامعية وقد عاصرنا ذلك الحدث بذاكرة قوية جداً ، فهو اليوم الذي غادر بسببه العديد من اهل السودان النجباء من العسكريين والمفكرين المدنيين هذه الدنيا سواء من طرف سلطة مايو أومن الضباط الأحرار الذين نفذوا الانقلاب ، كما غادر الدنيا آخرين وبلا ذنب جنوه حسب ما وجدناه من بحث هنا بالحوار الضجة...

فإن المفاجأة التي أذهلتني هي أنه لا الحزب الشيوعي السوداني ولا المرحوم الشهيد عبدالخالق محجوب ولا المناضل الشفيع احمد الشيخ ولا الأستاذ جوزيف قرنق المحامي كان لهم دوراً في الحدث ، بل لم يراودهم أدني تفكير في تنفيذ انقلاب ضد حكم الرئيس جعفر نميري ورفاقه برغم اختلافهم معه منذ العام الأول.

ودليلي على ذلك هو أنني ومن خلال بحثي اليوم ، تحصلت علي حوار طويل أجرته صحيفة الوفاق السودانية في العام 2008م مع الشخصية الأولي التي قامت باعتقال الرئيس جعفر نميري من منزله بالقيادة العامة بعد ظهر يوم الاثنين الموافق 19 يوليو 1971م حسب ما أوكلت له من مهام ، ألا وهو الملازم وقتها مدني علي مدني عضو تنظيم الضباط الأحرار في ذلك الزمان . وقد فشل الانقلاب بعد ظهر الخميس الموافق 22 يوليو 1971م ، أي أنه نجح ظهراً وفشل ظهراً خلال ثلاثة أيام فقط .

الحوار وحسب تقييمي الشخصي وجدت أنه يستحق القراءة عدة مرات لأن الرجل ( مدني علي مدني ) هو شاهد عصر علي الحدث ومنفذ له ، بل وتتضح من شهادته ان أحداث قتل الضباط ببيت الضيافة لا علاقة لها أصلا بالانقلابيين في ذلك الزمان ، ولذلك اختفى التحقيق منذ زمان باكر في ملف بيت الضيافة ولم ينشر بعد .

لذلك فإنني هنا أعيد نشره نقلا من موقع سودانيزاونلاين نقلا عن الوفاق في ذلك الزمان من العام 2008م . وللبعض الحق في التعليق إن كانت لديهم معلومات تدحض أو تتشكك في مدي صحة ما ورد في حديث السيد مدني علي مدني ، والذي نعتبره في هذا الحوار قد قدم خدمة لا تعوض بثمن للقارئ السوداني المتابع لتاريخ بلاده، بغض النظر عن المكون الفكري لهذا القاريء أو ذاك، فضلا علي فائدته للشيوعيين السودانيين أنفسهم .

وكما تعم فائدة كل المهتمين بالتوثيق أو معرفة الإلمام بالتاريخ الحديث للأحداث السودانية ، أو بالشأن السياسي السوداني، خاصة الأجيال الجديدة التي لم تتابع تاريخ بلادها جيداً، لذلك نعيد نشر الحوار ( اللقطة ) هنا ... وشكرا.

صلاح الباشا ... الخرطوم .
19 يوليو 2017م
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


{3}

حوار الأسرار وبراءة الحزب الشيوعي السوداني من انقلاب الرائد هاشم العطا.

العناوين الكبرى

بعد سنوات طويلة من الصمت ، الملازم "مدني علي مدني" يكشف الأسرار الكاملة لانقلاب 19يوليو، وهو الذي تواجد في اماكن الاحداث الساخنة" القصر الجمهوري وبيت الضيافة " والذي كان قريباً جداً من أبو شيبة ويفجر المفاجآت واحدة تلو الأخرى .
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


{4}

* لماذا وصف هاشم العطا بيان ثورته بالأرعن؟؟؟

* مدني: لهذه الأسباب طالبنا بأن يلقي البيان الأول قائد أخر غير هاشم العطا ولم يُسمع لنا .

* لولا حرص هاشم العطا علي حياة المدنيين لفشل ارتداد مايو.

* هناك من ضباط يوليو من آثر الهروب والفرار وأُجبرنا علي الاستعانة بضباط تربطنا بهم علاقات شخصية ،وصداقات ولم نكشف عنهم حتى الآن ومنهم منْ ترقي حتي وصل لرتبة اللواء.


* دبابات الارتداد كانت تقصف المبني الذي يوجد به النميري مما يوحي بأن
طرفا ثالثاً ما كان يعمل لأهدافه الخاصة، ليتضح لنا أن يوم 22 كان به أكثر من
محاولة انقلابية .

* قوات الارتداد المايوية قتلت عسكريين أبرياء وادعت تلفيقاً أنهم ضمن شهداء
بيت الضيافة .

* مدني : أبو شيبة كان قائداً إنسانا .

* مدني : طالبنا أبو شيبة بتموين الذخيرة قبيل التحرك الأول فقال لنا : " امشوا
ساكت ديل نمور من ورق ".


* مدني : أبو شيبة حرص في اللحظات الأخيرة علي حرق جميع الأوراق
والبرقيات والرسائل المهنئة بنجاح الانقلاب والتي كانت في مكتب القيادة ولو لم يفعل لصار ثلاث أرباع السودانيين سجناء لمايو .

* تسريح الضباط والجنود باعتبارهم مايويين ومن دون مسوغ كان خطأنا
الأكبر .
* مدني : قيادات مايوية استمرت في الفساد وهتك أعراض الناس .
* مدني: الذخيرة "حارق خارق" التي وجدت في جثامين ضحايا أحداث بيت
الضيافة تثبت أن مرتكب المجزرة ليس من 19 يوليو وإنما من طرف آخر.
* عدم مساسنا بحياة نميري ومجلس أعضاء الثورة والذين كانوا بين أيدينا تؤكد
عدم مسؤوليتنا عن مقتل ضباط الأمن وأحداث بيت الضيافة ، ولو أردنا القتل
وسفك الدماء لبدأنا بـ " رأس الحية ".
ما تردد عن أن نميري قاوم تسعة من حراسه محض كذب وافتراء .
* نميري وبعد خروجه من القصر هرب من أمامنا لوحده ولم يسأل أو يكترث
لمصير زملائه من وراءه.
مقدمة اختطها الملازم مدني علي مدني بيده :
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


{5}

كثر الحديث عن حركة 19 يوليو العسكرية والتي اشتهرت بحركة الرائد هاشم العطا وأدلى حولها " كل من هب ودب " بدلوه زوراً وبهتاناً وقليل هم من تحدثوا عنها بشيء من الموضوعية ولا أقول كلها .
أولاً ،
أود هنا أن أنفي نفياً قاطعاً لأي دور ، رئيس أو مباشر ، للحزب الشيوعي السوداني - كحزب- في التحضير أو التخطيط أو التنفيذ لهذه الحركة ، لقد قال الشيوعيون : أن حركة 19 يوليو لا شرف ندعيه ولا تهمة ننكرها . وهم في هذا – أيم الله- لصادقون .
كنا قبل التحرك – أو علي الأقل البعض منا – ضد إذاعة الرائد هاشم للبيان الأول. ولأننا كنا نؤمن بأن الشارع ، لا محالة ، سيمتلئ باللافتات الحمراء . لان شيوعية هاشم وانتمائه لا يخفى علي أحد . . وهذا ما حدث . في حين أننا كنا في أمس الحاجة لدعم الشارع السوداني كله بمختلف تنظيماته واتجاهاته وميوله السياسية علي الرغم من أننا طرحنا وبشكل واضح بإيمان لا يتطرق له الشك ، شعار " سلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية " وهي ماعون واسع يسع الجميع .
ثانياً ،
الضابط الذي أوكل إليه مهمة إطلاق سراح الدكتور مصطفى خوجلي " –فقط- لأننا اخترناه ليكون رئيساً للوزراء ، قام ، وبتصرف فردي من عنده، بإطلاق سراح الشيوعيين دون غيرهم من بقية المعتقلين من الأحزاب الأخرى الأمر الذي زاد من نقمة الشارع علينا .
ثالثاً ،
أخطاء عسكرية قاتلة قام بها بعض الضباط ، وبصفة فردية أيضاً ، عجلت بسقوط الحركة وسهلت القضاء عليها ومهدت ، لمن كانوا يتربصون بالحزب الشيوعي الدوائر ، لينحروه في رابعة النهار .
رابعاً ،
تأملوا معي هذه الأسماء ، وفيكم من يمت لهم بصلة القرابة ، أو ساكنهم في الحي ، أو زاملهم في الدراسة أو العمل . . . هل هم شيوعيون ؟؟ المقدم أحمد حريكة ، المقدم صلاح الدين فرج ، المقدم حسين بيومي ، المقدم يحي عمر قرينات ، الرائد مبارك فريجون ، الرائد إبراهيم سيد أحمد ، الرائد شرف الدين إسماعيل ، النقيب محمد المصطفى الشهير بـ "الجوكر " ، النقيب محي الدين ساتي ، النقيب عبد الرحمن مصطفى خليل ، النقيب عباس عبد الرحيم الأحمدي ، النقيب صلاح السماني الكردي ، النقيب محمد احمد محجوب "ود المحجوب" ، الملازم مأمون عبد المجيد علي طه ، الملازم عبد الرحمن حامد ، الملازم الشيخ مصطفى ، الملازم مأمون احمد الصديق دار الصليح ، الملازم عثمان حسن يوسف . . . . كل هؤلاء حوكموا بالتجريد من الرتبة ، والطرد من القوات المسلحة والسجن لمدد مختلفة . فلأي سبب يضحّي هؤلاء من أجل حزب لا ينتمون إليه أصلاً ولا يأتمرون بأمره ؟؟. إن دوافع وطنية بحتة دفعت كل هؤلاء ليساهم كل منهم بقدر ما استطاع في الخروج بالبلاد من المأزق الذي أرادت أن تدخلها فيه مايو .
وهنا ، لا أذيع سراً إن قلت أن بعض الضباط الشيوعيين الملتزمين قد فروا قبيل ساعة الصفر الأمر الذي اضطرنا أن نستعين ببعض زملائنا ولعلاقات الصداقة والزمالة الشخصية فقط لا غير . . . ولم نذكر اسم أي واحد لم تستطع السلطات القبض عليه حينها حتى وصل بعضهم إلي رتبة اللواء . . . وذلك عملاً بوصية الفارس الشهم الشهيد المقدم عثمان حاج حسين "أب شيبة" : " الجوه جوه . . . والبره بره . . . أنا و الهاموش وهاشم العطا سنتحمل المسئولية كلها " !
**

حاوره : مؤيد شريف
نقلا عن صحيفة "الوفاق
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{6}

مدخل :
حاولت مرارا وتكرارا أن اقنع الملازم بالقوات المسلحة والمشارك في انقلاب هاشم العطا مدني علي مدني بالحديث عن الأحداث التي شهدها بأم عينه وشارك في صناعتها ، إلا أنني وفي كل مرة كنت أواجه برفض مهذب ويكتفي بسرد بعض الوقائع المعروفة والمشهورة والتي لا جديد فيها ، وأخيرا يبدو أن مدني علي مدني قد قرر أن يفتح قلبه لنا ويكشف عن الكثير الذي لم يقال من قبل، خاصة وان المكانة التي كان يتمتع بها "مدني" لدى القائد المهم للتخطيط لانقلاب "19 يوليو" " أب شيبة" والأدوار المهمة التي كان يسندها له بالإضافة إلي أماكن تواجد "مدني" خلال الثلاثة أيام التي استولوا فيها علي الحكم ، فقد تواجد في القصر الجمهوري لحظة اقتحامه من قبل الدبابات وقد تواجد أيضا في بيت الضيافة قبل ساعة من حدوث المجزرة ، فأماكن تواجده هذه تعطي لهذا اللقاء واللقاءات القادمة قيمة تاريخية كبيرة " فليس من رأى كمن سمع" ، وإذا علمنا بان مدني هو من أوكل إليه "أب شيبة" بمهمة إخراج النميري ومن معه من القصر واقتيادهم إلي مكان ما وهذا ما لم يحدث ، وهو من كان يستقبل المكالمات الواردة لمكتب القيادة ويحولها إلي أب شيبة ، فإننا نتطلع لمعرفة ما كان يدور داخل القصر قبل وبعد لحظات من" الارتداد المايوي " ودخول الدبابات للقصر والتفاعلات التي كانت تحدث . والمشاهدات التي رواها لنا عن بيت الضيافة والأحداث التي سردها لنا . ولم يخفي علينا مدني علي مدني بأن هناك معلومات حساسة تتعلق بالحزب الشيوعي أو تتعلق بأشخاص هم فقط لهم الحق في كشفها ولا يملك الحق في كشفها ويستسمحنا في أن نعفيه من الإجابة عليها ولقد التزمنا بذلك علي الرغم من إيماننا بأن التاريخ هو ملك للجميع .
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


{7}



بداية تحدث لنا عن تنظيم الضباط الأحرار والأجواء السياسية العامة التي سبقت انقلاب19يوليو والأوضاع العامة بالبلاد ؟


عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{8}

تنظيم الضباط الأحرار هو التنظيم الذي خطط ونفذ ثورة 25 مايو بكل أطرافه من شيوعيون وقوميون عرب وديمقراطيون ولأسباب معروفة وفيما بعد قالوا بتحالف قوى الشعب العامل وغيرها ، والشيوعيون كان لهم طرحهم الخاص بالجبهة الديمقراطية ، ومن نفذوا انقلاب مايو هم أنفسهم من قاموا بالدور الأساسي في 19 يوليو، ففكرة انقلاب 25 مايو كانت للرائد فاروق حمد الله وهذه معلومة معروفة ذكرها الأستاذ بابكر عوض في برنامج أسماء في حياتنا ، وكان للمرحوم الشهيد عثمان حاج حسين الدور الأساسي في مايو نفسها فقد كان مناط به اعتقال الشخصيات المهمة من وزراء وغير ذلك ، ويحفظ له أنه كان من أوائل الذين اعترضوا علي الترقيات الاستثنائية التي قام بها نميري خاصة ترقيات صف الضباط إلي ضباط وكان يرى أن مثل هذا السلوك يكرس للانقلابات العسكرية ، فبإمكان أي ضابط أن يغري صف ضباطه بالترقيات بالإضافة لأنها ستؤثر سلباً علي الضبط والربط في القوات المسلحة ، فالرقيب الذي يرقى فجأة لضابط سيثير الغيرة في زملائه لاسيما الأقدم منه وهذه من ضمن الأشياء التي اعترض عليها أب شيبة وحتى هو فرضت عليه الترقية إلي رتبة المقدم قسراً وسلم قيادة الحرس الجمهوري .
يقول البعض أننا تعجلنا قيام 19 يوليو إلا أنها كان لها ظروفها الموضوعية التي دعت لقيامها في ذلك التوقيت بالتحديد ، يذكر أن تنظيم الضباط الأحرار كانت به تيارات فكرية متنوعة فالبعض كان ميالا للارتماء فيما يسمي بالقومية العربية وفي زمن عبد الناصر كان هناك نوعا من التوازن في طرحه لفكرة القومية العربية ، فعبد الناصر كان يرى بأن الوحدة القومية لا تجدي لأنه كانت له تجربة مع سوريا أيام الجمهورية العربية المتحدة وهي كانت تجربة قومية جاءت بنتائج عكسية كلفت الدولتين والأمة العربية كلها أثمان فادحة ، وبعد وفاة عبد الناصر واستلام السادات لمقاليد الحكم وظهور نجم القذافي والذي كان يرى في نفسه امتداداً لعبد الناصر وخليفة له والذي يفترض به أن يقود الأمة العربية باتجاه الوحدة، هذا كان قبل أن ييئس من العرب ويتجه إلي إفريقيا ، وفي تلك الفترة عادت للسطح من جديد فكرة الوحدة بين السودان ومصر وليبيا وانسحبت سوريا لظروف تخصها . جمال عبد الناصر كان يرى أن الوحدة لابد من أن تكون تدريجية وليست اندماجية وتبدأ من الشعوب عن طريق فتح الحدود وتحرير التجارة وارساء قواعد للتكامل بين شعبي وادي النيل ، السادات عندما أتى للحكم استعجل مسألة الوحدة ، واذكر ان الصحفي المصري صلاح حافظ كتب مقالاً في مجلة صباح الخير أورد فيه أن أرض السودان وأموال ليبيا والخبرة المصرية هي مقومات الوحدة المطلوبة بين الدول الثلاث ، وكانت بعض القوات المصرية مرابطة بجبل اولياء وايضا بعض المشاة الليبيين والحجة التي أعتمد عليها المصريين لنشر قواتهم كانت حرب الاستنزاف .
نشأ صراع قوي داخل تنظيم الضباط الأحرار بين القوميين العرب والذين رأوا في انفسهم الأحق بقيادة التنظيم من أجل تسريع الوحدة الاندماجية وحدثت اختلافات في وجهات النظر ونجحوا في ان يوعزوا للنميري عبر فاروق حمد الله وكان الرجل القوي ولم يكن شيوعياً ويقال أن له بعض العلاقات مع القيادة الثورية جناح يوسف عبد المجيد وأحمد الشامي والبعض يقول أنه ينتمي للبعثيين ، لكن المعروف عنه أنه كان محايداً وكان وطنياً وله ميول يسارية . وكانوا يعلمون أن فاروق حمد الله ليس شيوعياً لكنه الرجل القوي والذي بوجوده لا يستطيعون أن يسيطروا علي جعفر نميري وقد قالوا قبلاً انهم اتوا بجعفر نميري لانهم يستطيعون أن يملوا عليه ارادتهم وكانت هناك أسماء اخري مطروحة من قادة مايو لإقناع الجيش ومنهم مزمل سلمان غندور واحمد الشريف الحبيب والرشيد نور الدين وغيرهم الا أنهم عرفوا بقوة شخصيات الاسماء الانفة الذكر. وانهم يريدون شخصاً يستطيعون أن يملوا عليه شروطهم فاتفقوا علي جعفر نميري ، الأكيد عندي أن لا دور لنميري في 25 مايو تحديداً فقد جيء به كصورة لإقناع الجيش باعتباره عسكريا جيدا وهذه حقيقة ولكنه لم يكن رجل سياسة أو رجل أفكار وايدولوجيات ديمقراطية كانت أو اشتراكية أو حتي اسلامية كما اتضح في الاخير ، فأوعزوا للنميري بأن الضباط الاحرار يعملون علي نقل الصراعات والحوارات التي تدور في مجلس قيادة الثورة الي الشارع العام والي الحزب الشيوعي ، وشخصية نميري كما اتضح للناس فهي شخصية الرجل "السميع" ، فبادر بإعفاء فاروق حمد الله وبابكر النور وهاشم العطا . وفي الحقيقة لم تكن هناك في الاساس اسراراً ينقلها هؤلاء فالخرطوم كانت وكعادتها تموج بالاحاديث السياسية فالناس كانوا يحسون بالسرعة الرهيبة التي تجري بها الاحداث لنقع في احضان السادات ومصر وليبيا وغيره ، وبعض الصحف المصرية كانت تروج للفكرة الاندماجية ، وبسبب كل هذه الملابسات عمل الثلاثة المقالين واخرين لتكوين تنظيم داخل تنظيم مايو أطلق عليه تنظيم أحرار مايو واغدق عليه بالكثير من الاموال وكان علي راسه ومسؤولا عنه احمد عبد الحليم وكان في الجيش المصري وهو شقيق محمد عبد الحليم وزير الخزانة المشهور والذي يقال بهروبه بالخزانة وتعرضه ايضا لقضية المخدرات التي القي عليه القبض بسببها في بيروت ومعه خالد حسن عباس والذي كان وزيرا للدفاع في ذلك الوقت .
تم تعيين احمد عبد الحليم قائدا عاما للمدرعات واصبح يرأس قائد اللواء الأول مدرعات عبد المنعم محمد احمد الهاموش وقائد اللواء الثاني دبابات العقيد سعد بحر في وقتها ، يذكر أن الهاموش رقي استثنائياً من قبل نميري من مقدم الي عقيد في 15مايو 1971 م في يوم احتفال المدرعات وهو نفس اليوم الذي اعتقل فيه السادات علي صبري ومراكز القوى الاخرى وصرح انه "سيفرمهم فرم " ، واذكر أن رياحاً عاتية ضربت ساحة الاحتفال في ميدان اللواء الأول مما أجبر القائمين عل أمر الاحتفال علي تحويل الاحتفال الي " الميز " وعودة العوائل ،وفي ذات اليوم أصدر النميري أوامره، وهو في حالة من عدم الوعي المعروف السبب، بترقية عبد المنعم الهاموش من مقدم الي عقيد وعلي علي صالح ايضا رقي الي عقيد وتم ترقية جميع أفراد فرقة الجاز التابعة للمدرعات الي رقباء اوائل وصولات وفي اليوم الثاني مباشرة نشبت أزمة في سلاح المدرعات وحدثت فوضي وحل الضبط والربط بسبب ترقيات النميري الاستثنائية للدرجة التي اجبر فيها النميري لإحالة أمر تنفيذ الترقيات الي وزير الدفاع خالد حسن عباس واستخدم خالد حسن عباس خطاباً عاطفيا أمام الجنود استطاع من خلاله تمرير الترقيات
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{9}


تحدث لنا قليلا عن تنظيم احرار مايو واذا كانت لكم علاقات بتنظيمات اخري ؟
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{10}


أفراد تنظيم أحرار مايو لم يكونوا معروفين بالنسبة للمايويين وابو شيبة كان جزءاً من التنظيم ، بل علي العكس فنحن من كنا علي علم تام بكل أفراد تنظيم مايو والذين سعوا لفرض الوحدة مع مصر وليبيا بكافة الوسائل والاشكال حتي لو أدى الأمر لفرضها بالقوة علي الشعوب .
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{11}

أنتم كنتم جزءاً من السلطة لماذا لم تحاولوا توضيح وجهة نظركم السياسية ؟
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

{12}


في بداية الأمر تحدث معظم الناس ومنهم هاشم العطا مع النميري في محاولة لإقناعه بضرورة العدول عن فكرة الوحدة الاندماجية الا أن النميري لم يكترث للأمر وأعتبره مجرد "تخرصات شيوعية" وافتراء شيوعيون يريدون ان يهيمنوا ويسيطروا ولم ييأسوا وحاولوا نصحه من جديد الا أنه لم يسمع لهم واستمر في سياسته .
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


{13}


كيف يمكن أن تلخص لنا اسباب الشقاق بين النميري والأحرار ؟
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{14}



الاشكال بدأ بين الشيوعيين ونميري منذ ضربة الجزيرة أبا وبعد نهاية الضربة أتهم النميري الشيوعيون بمنعه من ضرب "الرجعية" في الجزيرة أبا ، ومن المعروف أن الشيوعيين اعترضوا علي ضرب الانصار في الجزيرة أبا ليبدأ نقاش داخل تنظيم الضباط الأحرار والذين اعتبروا ان هناك ايادي اجنبية لعبت ادوارا خفية في موضوع الجزيرة ابا ، حتى تضرب القوى الرافضة للوحدة الاندماجية ومن المعروف أن فاروق حمد الله وهاشم العطا عارضوا وبالصوت العالي في مجلس الثورة ضربة الجزيرة أبا .
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{15}


اذا هل لنا أن نقول بأن انقلاب 19 يوليو جاء لقطع الطريق أمام الوحدة الاندماجية مع مصر وليبيا ؟


عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »




{16}


نحن لم نكن ضد الوحدة مع مصر اذا جاءت بطريقة تدريجية ومن القاعدة ومن المعروف أن من أوجب واجبات الحزب أن يقوم بتنفيذ برامج القواعد،
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{17}


إذا كان الخلاف بينكم سياسيا فلماذا لم تختاروا التفاوض السياسي وانتم كنتم جزءاً من السلطة بدلا من الانقلاب ؟

عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{18}



كما سبق وذكرت لك فان الضباط الأحرار حاولوا مراراً وتكراراً التحاور والتشاور مع قادة النظام المايوي إلا أنهم شعروا بأن القوميون العرب قاموا بعمل تنظيم داخل التنظيم سمي أحرار مايو لم يشرك فيه سوى المؤمنون بفكر القومية العربية فقط وأقصي منه الشيوعيون والليبراليون والبعثيون والجميع ، وكانت لهم صلة مباشرة مع مصر ولا ابالغ اذا قلت انهم كانوا يأخذون تعليماتهم منها بدليل أنه وبعد نجاح الانقلاب قام السادات بإرسال طائرة انتنوف ضمت عبد الستار الطويلة واحمد حمروش وصلاح حافظ وأنا كنت في استقبال الطائرة بالمطار وكنت قد أخطرت بأن هناك طائرة علي قدر كبير من الأهمية ، وعند وصولنا الي مطار الخرطوم وجدت السر أدم سالم وكان مديراً للمطار ومعه أحد الأجانب ووجدت أيضاً سرية كان قائدها ملازم من الدفعة 20 يدعى عثمان وكان يبادر بتحيتي باعتبار انني زول الانقلاب وكنت امنعه من ذلك واقول له بانني من يجب عليه تحيتك وحتي السر ادم سالم كان يبادر بالاستئذان للخروج للحظات فكنت أقول لهم بانهم ليسوا بمعتقلين حتي يستأذنوا مني واوضحت لهم بانني في انتظار طائرة كلفت بأن استقبلها ، وصلت الطائرة ليلاً وكنت اطارد الطائرة بمحازاة "الرن واي" حتى توقفها في مدرعات صلاح الدين ، نزل من الطائرة عدة مدنيين معهم ضابط برتبة مقدم طيار واخر صول ، فبادرتهم بالسؤال أن كانت معهم اسلحة فجاوبوني بالنفي وبعد تفتيشي للطائرة وجدت رشاش بورسعيدي وطبنجات فصادرتها ، جاءني الرائد في ذلك الوقت الفاتح المقبول وحسن مكي مدني واخبروني بأن هؤلاء مدنيين وقالوا بأن هؤلاء صحفيون وتسلموا مني الزوار المصريين واتضح لي فيما بعد انهم كتاباً يساريين ارسلهم السادات للسودان لجس النبض ومتابعة التطورات .
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{19}


حدثنا قليلاً عن العلاقة بينكم واللجنة المركزية للحزب الشيوعي أو أي قيادات سياسية اخرى في الحزب الشيوعي ؟


عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »




{20}


أولاً ، 19 يوليو لا علاقة لها البتة بالحزب الشيوعي لا من قريب أو من بعيد _ 19 يوليو لا علاقة لها باللجنة المركزية للحزب ولا المكتب السياسي ولا السكرتير نفسه وعبد الخالق محجوب نفسه والي اخر لحظة كان ضد الانقلاب "ولا بعرف الشفيع احمد الشيخ" حتى مصطفى خوجلي والذي كان منتظراً ان يكون رئيس الوزراء بعد الانقلاب كان معتقلاً في سجن كوبر ، وهناك خطاء ارتكبه احد ضباطنا حيث أصدرت له التوجيهات بإطلاق سراح مصطفى خوجلي فقط ليكتب الخطاب السياسي باعتباره من وقع عليه الاختيار لرئاسة الوزراء الا أن الضابط وبتصرف فردي منه قام بإطلاق المعتقلين الشيوعيين فقط وترك بقية المعتقلين من الاحزاب الاخرى وكان أسمه زهير قاسم علي البخيت


أضف رد جديد