19 يوليو71: جديد بشأن تحقيق مجزؤة بيت الضيافة

Forum Démocratique
- Democratic Forum
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »




{21}


هل صحيح أن عبد الخالق عاتب هاشم العطا قائلا له " لماذا تعجلتم ؟




عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{22}



عبد الخالق لم يقصد الانقلاب بقوله "استعجلتوا" فان المعروف أن الحزب الشيوعي يؤمن بالعمل الدؤوب وسط الجماهير ولان الثورة الجماهيرية كانت آتية لا محالة فالماركسية والمادية التاريخية لا يؤمنون بشيء يسمى انقلاب وعبد الخالق كان يقول دائما بأن الانقلاب يولد في احشاءه انقلاباً اخر .
ومن الأشياء التي كنا نطالب بها أن البيان الأول يجب أن لا يلقيه هاشم العطا ، لأن هاشم العطا كان معرف كواجهة شيوعية داخل القوات المسلحة ، وكنا نعلم برد الفعل الذي سيحدث في الشارع وهذا ما حدث ، وكنا نطالب بأن يذيع البيان الأول قائد ثاني أو اخر غير هاشم العطا وأن لا يكون هاشم العطا ولا فاروق حمد الله ولا بابكر النور في مجلس الثورة منذ البداية ، وهذه النقطة التي استفاد منها أهل الانقاذ "أذهب انت الي السجن وسأذهب انا الي القصر" ودائما ما يستفيد الاخوان المسلمين من اخطاء الشيوعيين.


عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{23}

اذا كيف تفسر عملية تهريب عبد الخالق من المعتقل في توقيت مشابه ؟

عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{24}



عبد الخالق محجوب في الاساس لم يكن يرغب في ان يهرب من المعتقل ، نحن من اجبرناه علي الخروج خوفاً علي سلامته، لأننا كنا نعلم بوضعه الصحي الحرج والمتدهور . عبد الخالق وفي بداية اعتقاله كان معتقلاً في السجن الحربي وكان يعامل فيه معاملة حسنه وكريمة علي يد قائد السجن الحربي وقائد الشرطة العسكرية في ذلك الوقت محمد أحمد محجوب "ود المحجوب" وعندما شعرت الاستخبارات العسكرية بالمعاملة الطيبة التي يجدها عبد الخالق في السجن الحربي تم نقله الي معسكر الذخيرة ولو لم تكن لقائد السجن الحربي والشرطة العسكرية محمد احمد محجوب علاقاته الطيبة بالمايويين لربما اُقصي من موقعه بسبب معاملته الطيبة لعبد الخالق محجوب . ومن المعروف ان معسكر الذخيرة كان ممتلأً بالمايويين المعروفين كمصطفى اورتشي وسعد بحر وسيد المبارك وسيد احمد الحموري والذين كانوا يمثلون مجلس الثورة السري او "مجلس الظل" .


عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{25}

بحسب علمك هل كانت هناك رعاية طبية كافية لعبد الخالق من قبل نظام مايو ؟


عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »




{26}

لم تكن هناك أية رعاية صحية علي الرغم من الحالة الصحية السيئة لعبد الخالق ، وكنا نعلم بالوضع الصحي المتدهور لعبد الخالق واب شيبة كان مقربا جدا من عبد الخالق ومحجوب طلقة كان له صلة رحم مع عبد الخالق "ابن خالته" وكان يعمل في سلاح الذخيرة وكان ممنوعاً من الاقتراب من عبد الخالق محجوب ، وبعد تهريب عبد الخالق القوا القبض علي محجوب طلقة دون أن يكون مشتركاً في عملية تهريب عبد الخالق محجوب . اما عملية التهريب فقد قام بها هاشم العطا نفسه وكان بصحبته أو من كان يقود العربة حسن سيد قطان وهو من ابناء الدويم ، والشخص من داخل معسكر الذخيرة والذي سهل عملية التهريب هو العريف عثمان عبد القادر والذي كان يحلم بالسفر الي المانيا ووعد بتحقيق رغبته اذا ما نجح الانقلاب وفعلا نفذ العريف عثمان عبد القادر وعده وسهل عملية التهريب ليخرج عبد الخالق من معسكر الذخيرة بصحبة هاشم العطا



عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{27}


عبد الخالق لم يعترض علي هاشم العطا وربما خرج معه برغبته فكيف تجزم بعدم رغبة عبد الخالق في الهروب ؟

عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{28}


الهروب كان بغير رغبة عبد الخالق لكنه لم يكن ليفضح الناس ، فلم يكن ممكناً أن يفضح عبد الخالق شخصاً شهماً جاء لينقذه كهاشم ،ففضل ان يخرج معه ولكن علي غير رغبته وهذا أكيد عندي ، بل أكثر من ذلك ، أن كل الاشياء التي تمت كانت علي غير رغبة عبد الخالق سواء كان تهريبه من المعتقل أو اجباره علي الموافقة علي الانقلاب فموقفه كان ثابتاً في رفض فكرة الانقلاب الي ساعة الصفر وحتى ما بعد نجاح الانقلاب واصبح أمراً واقعاً فقد حاول عبد الخالق أن "يلملم المشاكل" بقدر ما يستطيع فقد حاول أن لا يجعل من الحكومة المقترحة شيوعية صارخة بدليل أن الورقة التي وجدت عنده كمقترح لتشكيلة للحكومة ضمت اسماءً لم تنتمي يوماً للحزب الشيوعي فضلاً عن أن عبد الخالق لم يدلي خلال الثلاثة أيام التي نجح فيها الانقلاب بأي تصريحات وكان حانقاً وغاضباً جداً مما حدث ، الا أن العسكريين هم من فرضوا الانقلاب فرضاً ، وعندما قال الحزب الشيوعي أن 19 مايو شرف لا ندعيه وتهمة لا ننكرها فانهم قالوا الحق فهم لم يقوموا بـ 19 يوليو حتى يكون لهم شرف المحاولة وليست تهمة ينكرونها لانهم أيدوا الانقلاب ووقفوا معه عندما نجح


عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{29}

اذا انت تقول بأن منفذي الانقلاب لم تكن لهم علاقة بقيادات شيوعية سياسية البتة ؟

عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{30}



نعم ، ولا حتى تنظيم الضباط الاحرار ، ولا حتى الاغلبية العامة من تنظيم الضباط الاحرار


عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{31}



فهمت من حديثك انكم لم تكونوا تتمتعون بأي غطاء سياسي ، اذا فمن اين لكم بالإمكانات المادية ؟ وهل كنتم تتوفرون علي كل احتياجاتكم ؟


عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{32}


كنا نعتمد علي شيء واحد فقط : أن نعمل علي ايقاف الوحدة القسرية مع مصر وليبيا ، لم يكن هدفنا الاتيان بشيوعيين أو غيرهم . ما كان مطروحاً هو أن تعود مايو لمبادئها المعلنة في 25 مايو – وكنا معتمدين علي جماهير 25 مايو نفسها لذلك نحن لم نقل "مجلس قيادة الثورة" بل قلنا "مجلس الثورة" ولم نقل يوليو جديدة بل قلنا حركة تصحيحية لـ 25 مايو ، واذا كانت مايو تعبيراً عن أشخاص - نميري أو غيره - فان هذه مسالة اخرى ، واذا كانت مايو مبادئ فنحن اتينا بمبادئ 25 مايو الاساسية والتي أعلنت في 25 مايو "سلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية ".


عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{33}


بوصفك أحد المشاركين في الانقلاب وقائد فرقة في الحرس الجمهوري صاحب الانقلاب ذاته..... أضاف مدني مقاطعاً .......


عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


{34}


هناك شيء مهم أريد أن اذكره لك قبل سؤالك ، إذا ما كنا نريد أن نقوم بانقلاب شامل وكامل لما نفذنا الانقلاب في وقته وذلك بسبب أن نظام مايو كان يتجه لتطبيق انتشار جديد للوحدات العسكرية وكان منتظرا أن تكون قوة أو سلاح الحرس الجمهوري القوة العسكرية الوحيدة الضاربة في الخرطوم ، وبالفعل فقد شرعوا في إخراج المدرعات إلي خشم القربة و الدمازين والمظلات أيضا خطط لترحيلها وكان من المخطط له أن يصبح سلاح الحرس الجمهوري سلاحاً مكتفياً ذاتياً بها دبابات ومدرعات ووحدة إشارة ووحدة سلاح نقل وان تكون كل هذه الفروع تحت قادة أب شيبة ، وبناء عليه فإننا وان كنا نريد القيام بحركة شاملة كان بإمكاننا الانتظار شهرا أو شهرين أو أكثر حتى يصبح سلاح الحرس الجمهوري هو الوحيد في الخرطوم وفي هذه الحال ما كنا لنضطر للقيام بأي اعتقالات أو تأمينات كثيفة أو بيت ضيافة أو أمن قومي نحتجز فيه الناس .


عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{35}


صف لنا اللحظات التي سبقت لحظة الصفر ؟ موقفكم الداخلي والوضع العام في الدولة ؟

عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{36}


كان مقرراً للانقلاب يوم 7 يوليو وهذا التاريخ أعود للتأكيد من جديد بأن لا علم للجنة المركزية أو الحزب أو أي جهة سياسية أخرى به ، وكان تحديد ساعة الصفر نتيجة لتقديرات موقف عسكري بحت ، فقد كانت درجة الاستعداد في القوات المسلحة في ذلك الوقت 50% ، ومع بداية تحرك كتيبة من شندي متجهة إلي الشرق الأوسط ارتفعت درجة الاستعداد ألي 100% فمن المعروف أنه عند دخول قوة كبيرة إلي المدينة يرتفع استعداد القوات المسلحة وبعد مغادرتها يعود الاستعداد إلي وضعه الطبيعي شيئاً فشيئا ، وعند بداية تناقص درجة الاستعداد رأى هاشم العطا بأن الوقت غير مناسب فهاشم لم يكن يرغب في أن يتواجه العساكر بعضهم ببعض وتحدث خسائر كبيرة في صفوفهم ، فتم تأجيل ساعة الصفر إلي يوم 11 ،، إلا أن يوم 11 كان الاستعداد لا يزال عند 50 % ولم يتناقص بسبب هروب عبد الخالق محجوب والذي أزعجهم جداً للدرجة التي بدئوا فيها باعتقال الكثير من الشيوعيين وتم نقل الكثير من الضباط إلي خارج الخرطوم .
علي الرغم من أننا كنا ضباطاً مشاركين إلا أننا لم نكن نعلم بالقائد الحقيقي للانقلاب حتى قبل لحظات من ساعة الصفر ، فقبيل وقت قصير من ساعة الصفر قام الشهيد عثمان حاج حسين أب شيبة ، وكنا علي مقربة من وقت الانصراف وعربات الترحيل كانت لا تزال مرابطة بالخارج ، قام بإصدار أمر لنا بتأخير الجنود قليلاً وان نتحدث معهم عن الضبط والربط وأي موضوعات أخري ، وكنا قبل ذلك أي في الشهور التي سبقت الانقلاب قد تلقينا منه تعليمات بان نتحدث للجنود عن منجزات مايو وما حققته من مكاسب وأوصانا بأن نتحدث في نهاية حديثنا للجنود عن شيء من العيوب والتراجع عن مبادئ مايو بالارتماء في أحضان المصريين وبيعها لقضايا الوطن ، وفي هذه الأثناء وصل هاشم العطا إلي "ميز" الحرس الجمهوري واستبدل ملابسه المدنية بالعسكرية وهو نفس الوقت الذي أمرنا فيه أب شيبة بالتجمع في جنينة القصر ، والقوة التي تجمعت في الجنينة كانت تضم ضباط صف يتبعون لتنظيم الضباط الأحرار وتنظيم ضباط الصف لم يكن معلوماً لأي جهة حتى الاستخبارات العسكرية لم تكن تعلم بوجودهم وكانوا يضمون رقباء أوائل ورقباء ورتب أخرى ، بعد أن تجمعنا في حديقة القصر تم تنويرنا من قبل أب شيبة شخصياً قائلاً " نحن في تنظيم الضباط الأحرار قررنا أن نغير النظام بالقوة ، بانقلاب ، والان لكم مطلق الحرية وكل من لا يرغب في الاشتراك معنا يعلمنا الان وسنضطر لاعتقاله هنا ً فقط ولن يصيبه منا أي مكروه وكلامي هذا ينطبق علي الضباط وصف الضباط . في حال نجاح الانقلاب فكل الموجودون هنا هم أخوة لنا حتى وان لم يشاركونا الان ، أما وان فشل فلن نعمل علي كشف أي منكم وستكونون في أمان " . وسألنا بصراحة هل هناك أحد لا يريد الاشتراك معنا ؟ فلم يرد احد ووافق الجميع . فأردف قائلاً :" إذا دعوني أبشركم بأن قائد الانقلاب هو الرائد هاشم العطا " . وبحكم معرفتنا بهاشم كأحد أشهر ضباط التكتيك في القوات المسلحة فقد اطمأننا بأن القيادة ستكون قيادة حقيقة وأن الخطة محكمة . بعد ذلك أخرج أب شيبة ورقة من جيبه وبدأ يقرأ مهام كل ضابط علي حده وترك لكل ضابط حرية اختيار ضباط الصف الذين يود أن يصحبوه في مهمته . عرضنا علي أب شيبة أن نعتقله تمويهاً وتحسباً لفشل المحاولة الانقلابية ولأننا كنا نعلم بمكانة أب شيبة لدى النميري فإننا أردنا أن نؤمن لأنفسنا سنداً قريباً من النميري في حال فشل المحاولة . رفض أب شيبة مقترحنا وقال : "إذا اعتقلتموني فلن يقبل الجنود بالتحرك معكم " . بعد ذلك طلبنا منه أن تصرف لنا الذخيرة من مخزن السلاح ولا ذلت أذكر مقولته حيث قال لنا : " انتو ما محتاجين لجبخانة ، امشوا ساكت ديل نمور من ورق " . وهذا ما حدث بالفعل فقد تحركت لتنفيذ المهمة المناطة بي وانا ضابط أقود فرقة ولم تكن معي ذخيرة تذكر فقط ثلاثة طلقات في "الاستيرلنق" وأفراد الفرقة التي كنت أقودها كانوا يحملون بنادق "مارك4" بنادق تشريفة "ابو عشرة" أو أبو ترباس ولم تكن لديهم ذخيرة إطلاقا .

اذكر فيما اذكر ، أن قبل الانقلاب بيوم كان من المفترض أن يقوم المرحوم الشهيد معاوية عبد الحي بتنوير الحرس من الشرطة العسكرية والأمن التابعين لنا والذين كانوا مكلفون بحراسة وحماية بيوت منازل أعضاء مجلس قيادة الثورة ، بأننا سنأتي لاعتقالهم وان لا يقاومونا أثناء تنفيذنا لعمليات الاعتقال وهذا ما لم يقم به المرحوم معاوية عبد الحي ، فقد تفاجأت وأنا أقوم بتنفيذ مهمتي باعتقال مأمون عوض أبو زيد وعمه الرائد فتح أبو زيد بعدم معرفة حرس المنزل بالانقلاب فاضطررت لاعتقالهم . وكان معي ثمانية ضباط صف هم الرقيب الضي مهدي والعريف عبد الحفيظ سرور ووكيل عريف النزير وخمسة جنود . بعد دخولنا لمنزل مأمون عوض أبو زيد تفاجأت بأن الهاتف كان لا زال يعمل وبه حرارة في الوقت الذي كانت العلية قد بدأت وكان من المفترض أن تكون كل الهواتف مقطوعة ! فقمت بالاتصال بالحرس الجمهوري في محاولة مني لتبليغ أب شيبة بعدم وجود مأمون عوض أبو زيد أو عمه الرائد فتح أبو زيد بالمنزل فجاوبني علي الهاتف النقيب محمد خاطر حمودة والذي أطلق سراح النميري عند انتهاء العملية يوم 22 فسألته عن المقدم أب شيبة وطلبت منه أن يقول لأب شيبة إنني لم أجد " الراجل " ، فسألني الراجل منو ؟ وهنا علمت انه لم يكن يعلم أو ينور بالانقلاب من أب شيبة فقفلت الخط ، اتضح لي فيما بعد بأن الضابط الذي كان مكلفاً بقطع خطوط الهاتف زهير قاسم لم يكن يعلم بوجود كبانية الخرطوم جنوب الواقعة بالقرب من مدرسة الأم واكتفي بقطع واذكر أن بعض منسوبي الأمن القومي كانوا متواجدين في المكان فسألوني عما يحدث فأجبتهم بأنه انقلاب فعرضوا علي الانضمام للانقلاب فوافقت علي الفور واستحبتهم إلي الحرس الجمهوري وكان معهم عربة بها جهاز إرسال لاسلكي استخدمناه في عمليات الاتصال . قبل أن أغادر المنطقة التي كان يوجد فيها منزل مأمون أبو زيد جاءني عبد العظيم عوض سرور واخبرني بأن مجلس قيادة الثورة مجتمع في هذه الأثناء في منزل النميري وان الاجتماع يضم احمد جبارة وأخبرني أيضا بأن زين العابدين محمد احمد عبد القادر سيأتي اليوم من مرسى مطروح لينور الاجتماع بنتائج زيارته لمصر بخصوص خطوات الوحدة مع مصر ، زين العابدين لم يكن مكتوباً في قائمة الاعتقالات لكبار القادة وخالد حسن عباس أيضا بسبب تواجده في موسكو . الرائد أبو القاسم احمد إبراهيم كان من المفترض أن يعتقله عبد العظيم احمد سرور . الملازم فيصل مصطفى كلف باعتقال أبو القاسم هاشم ، أما الرائد مامون عوض أبو زيد فكنت أنا مكلفاً باعتقاله ولم أجده في منزله كما سبق وذكرت ، أما جعفر نميري فكان من المفترض أن يعتقله أحمد جبارة مختار .
عند دخول هاشم العطا إلي القيادة العامة وجد الباقر رئيس هيئة الأركان الذي كان مداوماً في مكتبه كالعادة فأمر هاشم بأن يصحبه بعض من جنودنا ليوصلوه إلي منزله حتى لا تعترضه نقاط التأمين وهذه حادثة تدل علي أننا لم نعتقل حتى رئيس هيئة الأركان والذين اعتقلناهم هم من كانوا يدينون بالولاء لنظام مايو من رتب صغيرة ملازمين وملازمين أوائل ورقباء وبعض الرتب الكبيرة مثل سعد بحر وسيد المبارك واورتشي الذي اعتقل تحديداً يوم 21 ولم يكن مخططاً لاعتقاله إلا أننا رصدنا اجتماعات لهم في منطقة امبدة وتحركات أخري اضطرتنا لاعتقالهم .
اذكر وأثناء ما كنت في مكتب أب شيبة جاء صلاح عبد العال وطلب مني" طبنجتي "وقال بأنه يريد الذهاب إلي القيادة الغربية إلا أن أب شيبة منعه من الذهاب إلي المنطقة الغربية وقال له ننحن نحتاجك هنا وأكد له بأنه أرسل العميد حسن إدريس سعيد ليعاون ود الزين في المنطقة الغربية . واذكر أيضا أم مأمون عوض أبو زيد حاول كل جهده من أجل أن يقنع النميري بأن صلاح عبد العال كان جزءاً من الانقلاب ، وتعرضت أنا شخصياً ومعي عوض عبد الكريم سرور لأنواع مختلفة من الإغراءات لكي نشي بصلاح عبد العال . فقد أخذونا إلي سلاح المهندسين وقالوا لنا بأننا لا زلنا صغاراً وتنتظرنا حياة طويلة ومستقبل كبير فقط علينا أن نخبرهم إذا ما رأينا صلاح عبد العال في القصر في الثلاثة أيام التي سيطرنا فيها علي القصر . أكدت لهم بأنني لا أعرف صلاح عبد العال فاستنكر مأمون أبو زيد ذلك وقال لي كيف لا تعرف صلاح عبد العال وقد كنت تعمل في الحرس الجمهوري وهو كان الأمين العام لمجلس الثورة فأجبته بأن الأمانة العامة تقع في القصر الجمهوري بينما عملي كان في مباني الحرس الجمهوري فسألني أذا كان بإمكاني أن أتعرف علي الضباط الذين تواجدوا في القصر أثناء الثلاثة أيام التي استولينا فيها عليه في حال عرضوا أمامي ؟ فأجبته بالإيجاب . فأدخلني إلي غرفة بها نافذة شفافة وقال لي بأنه سيأتي لي بصلاح عبد العال وإذا كنت قد رأيته أشير له بالإيجاب وإذا لم أراه أشير له بالنفي . دخل صلاح عبد العال ومعه ميرغني حبيب ومأمون نفسه فأشار لي مأمون أبو زيد باتجاه صلاح عبد العال مبروك فهززت رأسي نافياً . أي أنني لم أره في القصر . فقال لي مأمون أبو زيد : " انته ابن كلب " وأمر بأخذنا إلي الشجرة في سلاح المهندسين



عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{37}

أورد يوسف الشريف في كتابه "السودان وأهل السودان ،أسرار السياسة وخفايا المجتمع " وجود ضابط غامض ومجهول في مكتب أب شيبة واختلفت الروايات حول من يكون فهل لديك معلومة من كان ؟


عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{38}



قطعاً لم يكن هاشم العطا كما يعتقد البعض ، فسبق أن ذكرت لك أن هاشم وصل الميز وبصحبته صلاح بشير عبد الرحمن وأحمد الحسن الحسين . ولصلاح قصة أود أن تقف علي تفاصيلها فقد زاملته في جبيت أثناء قيامه بأداء دورة أو كورس قادة الفصائل 30 ، وصلتنا برقية تفيد برفده وهو كان في طابور الخلاء وعند عودته تبرع الرائد محمد عمر إبراهيم العوض بإخباره بنزوله من الجيش فسأله :"هل كنت في تنظيم الضباط الأحرار ؟ فرد عليه صلاح لماذا تسأل ؟ شالوني يعني ؟ فأجابه محمد عمر إبراهيم بنعم فاقر صلاح بانتمائه للتنظيم وعندما سأله الرائد محمد عمر عن الكيفية التي كشف بها فأجاب بأنه وأحمد الحسين حاولوا تجنيد ضابط فني يدعى هاشم إلا أنه ابلغ قائد المدرعات احمد عبد الحليم ونقل احمد عبد الحليم الخبر إلي قيادة مايو وفصل الاثنان معا من القوات المسلحة . علي الرغم من فصلهما من القوات المسلحة إلا أن علاقتنا بهم لم تنقطع واتينا بهم في الانقلاب وكان من المهام التي أوكلت لصلاح بشير أن يعاون صلاح السماني الكردي في الاستيلاء علي منطقة غرب أم درمان حيث كانت ترابط سرية تابعة لنا هناك ومن ثم يتحركوا لاستلام كتيبة جعفر وبالفعل نفذ صلاح بشير مهمته بنجاح واحتل كتيبة جعفر وكان من المعروف انه أفضل مدفعجي في الجيش السوداني . أما احمد حسين فقد تحرك بصحبة هاشم العطا لاحتلال القيادة ومن هناك أفردت له قوة ومعه معاوية عبد الحي نجحت في احتلال اللواء الأول مظلات في شمبات ومن ثم تحركوا من المظلات ومعهم الملازم أول هاشم المبارك من الدفعة19 لاحتلال الإذاعة ونجحوا فعلاً في احتلالها . وبذلك فقد سيطرنا علي الإذاعة ، اللواء الأول مظلات ، القيادة العامة ، وكتيبة جعفر في أم درمان معتقلة ، اللواء الثاني في الشجرة معتقل ، ومطار الخرطوم احتله في اليوم الثاني خالد الكد . وأذكر أن خالد الكد وبعد نجاح الانقلاب استفسر هاشم العطا عن الرتبة التي يجب عليه أن يرتديها فسأله هاشم العطا عن الرتبة التي أنزل بها من الجيش فأجاب ملازم أول فأمره بأن يلبس ملازم أول كما كان علي الرغم من أن دفعته وصلوا إلي رواد


عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{39}

لا زال الغموض يلف أحداث بيت الضيافة فهل ...... مقاطعاً


عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{40}

أنا الذي أتحدث معك ، كنت المتهم الثالث في أحداث بيت الضيافة ، المتهم الأول كان أحمد جبارة مختار والثاني أحمد عبد الرحمن الحردلو والثالث مدني علي مدني مالك بعد الارتداد ودخولنا المعتقل جاءني مختار زين العابدين وسيف الدين عبد الرحمن النعيم "سيد حطب" وبحكم معاملتي الطيبة لهم خلال فترة احتجازنا لهم في بيت الضيافة وعرضوا علي مساعدتي تقديراً لمعاملتي الطيبة لهم ، وفي بيت الضيافة وعندما كنت لبطشياً هناك جاءتني تعليمات بنقل بعض الضباط من الرتب الصغيرة من قصر الضيافة إلي الأمن القومي بسبب الزحام واكتظاظ المكان ، فبادرت بإخراج مختار زين العابدين وسيف الدين عبد الرحمن . وأذكر أن أحمد جبارة كان بينه وبين مختار عداء قديم وبدأ أحمد جبارة في إعطاء الأوامر لهم بالاصطفاف " وشغلهم صفا وانتباه صفا وانتباه" ، فاعترضت عليه وقلت له : " يا احمد في ضباط هنا أقدم منك وأنت ملازم لا يمكن أن تعطي تعليمات لأحمد مختار وكان ملازما أول



أضف رد جديد