19 يوليو71: جديد بشأن تحقيق مجزؤة بيت الضيافة

Forum Démocratique
- Democratic Forum
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{81}

هل كنتم تخشون القوات المصرية المرابطة في قاعدة ناصر بجبل أولياء ؟




عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{82}


القوات المصرية تم عزلها وهي مأمون جانبها تماماً ، وسبق أن أرسلنا أفراداً إلي هناك وتم تامين عدم خروجها ، أذا رصدنا أي تحركات من جانبهم كان يمكن التعامل معها بالطيران ولكننا لم نرصد أي تحركات مريبة منهم . واحتلال قاعدة ناصر تم بواسطة الضابط بشير عبد الرازق وقد كلفه بالمهمة محي الدين ساتي وبشير عبد الرازق لم يكن منتمياً للتنظيم بل هو من أبدى رغبته لمحي الدين ساتي بالمشاركة . وبعد وصوله واحتلاله لقاعدة ناصر أرتكب بشير عبد العزيز خطأً فادحاً حين قام بإفراغ إطارات السيارات الروسية علي الـ"runway " فعطل عمل المطار تماماً وأصبح من غير الممكن صعود أو هبوط الطائرات .



عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{83}

هل كان لانقلابكم أي اتصالات بأطراف خارجية أو أبعاد مرتبطة بجهة خارجية ؟




عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{84}


لم يكن هناك أية أبعاد خارجية أو حتى داخلية للانقلاب ترتبط بالحزب الشيوعي السوداني أو الاتحاد السوفيتي . كنا مجرد عسكريين فقط ، وكما قلت قبلاً ، لو لم تنحرف مايو عن مبادئها وتعتزم بيعنا لمصر وليبيا بأثمان بخسة ، ولولا تصرفاتهم الشخصية التي لم ترضي أحداً في القوات المسلحة ، فالكثير من قيادات مايو استمرت الفساد وانتهاك أعراض الناس والدليل علي ذلك القصة المشهورة للشهيد ..... والذي كان يعمل مراجعاً عاماً في سباق الخيل حيث تم الاعتداء علي زوجته ومن ثم تم قتله هو نفسه ومن قتله معروف للجميع وهو الملازم ...... وكان مايوياً معروفاً يتبع لسلاح المظلات وكانت له حماية كبيرة من متنفذي مايو . ولو أردنا أن نقتل ونصفي المايويين لبدأنا بـ....... المكروه جداً في القوات المسلحة والذي كان من الذين خرجوا أحياءاً من بيت الضيافة . بعد استلامنا للسلطة وجدنا أشياء يندى لها الجبين في بعض مكاتب المايويين كمكتب الرقابة العامة ووجدنا فيه نفس الأغراض التي رموا بها الإمام الهادي ظلماً وافكاً ، فقد وجدنا .......................... وهذه شهادة لله مسئول منها وأنا شاهد عيان علي كل ما ذكرت ، وتخيل معي بلاد يقودها أمثال هؤلاء والمبكي أنهم يخرجون علينا هذه الأيام علي الصحف ليتباهوا بأنهم من ارجعوا السلطة للنميري ، وتحت ضغط كل هذه الممارسات والسلوك الخاطئ لم نجد بداً من الانضمام للحركة التصحيحية "الضباط الأحرار" في قلب نظام الحكم ، ولو كان أي شخص مكاننا ويهتم لأمر بلاده لفعل مل فعلناه خاصة وان كان سوداني 100% ناهيك عن ضابط بالقوات المسلحة
.

عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{85}

حكمت بالإعدام ، ثم السجن ، ثم خرجت من السجن قبل اتمام مدة الحكم . كيف حدث ذلك ؟







عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{86}


كما سبق وأوضحت لك فقد كنت المتهم الثالث في أحداث بيت الضيافة واتهموني بقتل معتقلي بيت الضيافة واتوا بأربعة شهود ومنهم محمد إبراهيم الذي اشتهر بسفاح بيت الضيافة ومستجد يدعي محمد محمود وكنت اشرف عليه في فترة التدريب في الشجرة وانضم لنا في الانقلاب بعد تخرجه بخمسة عشر يوماً فقط وعبد الله من سلاح الذخيرة ووكيل عريف يسمي النور وكنت قد قابلته في جبيت وفوجئت به في الخرطوم شاهداً في قضيتي . سألت المحكمة الشاهد محمد إبراهيم الذي قبض عليه في بيت الضيافة ان كان قد قبض عليه في بيت الضيافة فأجاب بالإيجاب ، فسأل ان كان قد راني في بيت الضيافة أقتل واضرب الناس كما اتهموني فقال :" الملازم ده ساقنا معاهو يوم 21 بالليل واتعشي معانا وقعد معانا حتي الصباح ويوم 22 جاء ملازم عندو " برشم " (وكان يقصد الحردلو) وغيرو ، ركب الملازم بعد ما غيروه العربية بتاعت الشرطة العسكرية وما شفناهو تاني " .


وسأل من قبل المحكمة أن كنت قد عدت الي بيت الضيافة مرة اخري فأجاب : " وحات الحق ده ( مشيراً الي المصحف) تاني لا جاء ولا شفتو " . أما الشاهد الثاني من سلاح الذخيرة ويدعي عبد الله نقد فقد أكد للمحكمة أنه لم يراني ولا يعرفني في الأساس . الشاهد محمود قال بأنني أخذته إلي بيت الضيافة وأثناء الضرب كنت أشارك في ضرب المعتقلين واتهمني بتهم كثيرة ، فطلبت مني المحكمة رداً علي شهادته ، فوجهة حديثي له وسألته قائلاُ : " يا محمود يوم19 يوليو يوم الاثنين كان يوم شنو ؟ فأجابني قائلاً : " ما عارف " . فسألته مرة أخري قائلاً :" طيب يوم 22 يوليو الرجع فيهو الرئيس يوم الخميس كان يوم شنو ؟ . فأجاب : " ما عارف " . وفي تعليقه علي إجابات الشاهد قال ممثل الاتهام : " أن الشاهد يعاني من عمي تاريخ " وقلت للمحكمة أنني فعلاً أخذته الي بيت الضيافة ومعه محمد إبراهيم وكان ذلك يوم 21 ليلاً ، والدليل علي عدم معرفته بالأيام أنني أسأله السؤال وأجاوبه له وهو لا يستطيع أن يتعرف علي الأيام ويكفيني تعليق ممثل الاتهام بأن الشاهد يعاني من عمى تاريخ . بعد ذلك أقر الشاهد محمود بأن هناك عساكراً يتبعون لسلاحي المدرعات والمظلات هددوه وأخافوه واجبروه علي الشهادة ضدي وهددوه بالقتل في حال رفضه الشهادة ضدي . وهنا خاطبت المحكمة وأوضحت لها أن الشهود يتعرضون لضغوط لأننا نتحاكم في سلاح فهو ذات السلاح الذي استولينا عليه واحتللناه وعليه فان المحاكمة غير عادلة ، وطلبت أن نحاكم في سلاح آخر بعيد سواء في سلاح الإشارة أو عطبرة أسوة برفاق لنا حوكموا في عطبرة . ولفت نظر المحكمة وطلبت منها عرضي علي الناجون الأحياء الذين نجوا من أحداث بيت الضيافة وفي حال تعرف أي منهم علي وشهادته بأنني من أطلقت النار أو أنه شاهدني اقتل أو أضرب ، لأنني أطلب اقتيادي إلي "الدروة" مباشرة وتنفيذ حكم الإعدام بالرصاص بحقي ، لأنني أعلم أن الضباط لا يمكن أن يكذبوا ليورطوا زميل لهم فهذا في عرفنا العسكري عيب كبير وخطيئة لا تغتفر .

من بين المواد التي اتهمت بها المادة 25 وهي مادة خاصة بالمعاملة المخلة بالضبط والربط ، والمادة 251 عقوبات القتل العمد ، والمادة 21 التمرد ، والمادة 96 إثارة الحرب ضد الحكومة . وكل هذه المواد كانت كفيلة بإعدامي . عندما راني سعد بحر أثناء المحاكمات قال لهم بأنني عاملت المعتقلين معاملة جيدة للدرجة التي طالبنا الهاموش بعدم تغييره فرفض الهاموش واستبدله بالحردلو ، وشطبت المواد 251 25 وحكم علي نميري بـ 15 عاما سجناً وقال لي :" اعتبره براءة " ، واعتقد أن حكم المحكمة كان اقل من ذلك لأن النميري أعترض عليه وقال لهم : " إذا كان ده الزول الاعتقلنا ونفذ الانقلاب تحكموه كده الباقين نعمل ليهم شنو " .



وكنت قد رفضت ثلاثة قضاة وامتنعت عن الإجابة علي أسئلتهم . والقاضي الأول الذي رفضت محاكمته لي هو أحمد محمد الحسن والذي كان يصدر أحكام الإعدام "بمناسبة وبدون مناسبة" . والثاني محمود عبد الرحمن الفكي والذي رفضت أن أعطيه بياناتي الشخصية فقال لي :" نحن حنكتب أي كلام " فاعترض الضباط عليه . القاضي الأخير هو محمود عبد الرحمن الفكي وقبل أن يجلس قلت له يا سيادتك أنا معترض عليك ولا أقبل أن تحاكمني . فعاد أدراجه ولم يتحدث إلي . فقال لي النميري أتينا لك بالمهندس المقدم الهادي المرضي فوافقت مباشرة وعلي الفور ، وطلب ضباط الكلية الحربية من النميري أن يكونوا اعضاءا في محاكمتي . وتشكلت هيئة المحكمة من علي حسين الوايس "السماني" عضو شمال وصديق السيد عضو يمين وممثل الاتهام محمد الحسن والمقدم الهادي المرضي كان رئيس المحكمة . واذكر أن نميري وبعد أن نطق بالحكم ضدي قال لي :" قول لي اخوك زهير في السجن لو لقينا الورقة ما كنا حكمنا عليك بأربعة سنة "



عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{87}

كم هي المدة التي قضيتها في السجن ؟




عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{88}

ثلاثة سنوات تقريباً من 1\8\1971 إلي نوفمبر 1974 .
سمعنا عن تحقيقات أجريت معكم ونية في استصدار "كتاب أسود" ، ماذا تعرف عن تقرير هذه اللجنة ؟

بعد ستة أشهر من الاعتقال استدعونا للمثول أمام لجنة سميت " لجنة تقصي الحقائق في مؤامرة يوليو " ولقد اعترضت منذ البداية علي التسمية وكانت اللجنة برئاسة القاضي حسن علوب وأعضائها علي عبد الرحمن النميري من الأمن القومي وسيد مكاوي من وزارة العدل ومأمون مبارك أمان وكان في وقتها ملازم أول شرطة وكان يقوم بطباعة الأقوال علي الآلة الكاتبة . وقلت لهم لا يمكن أن تأتوا بي من ملكال إلي الخرطوم لأشهد علي نفسي بالتآمر كما تقول اللافتة التي علقوها علي مبنى الرقابة العامة بالقرب من البرلمان ، وطالبت بإنزال اللافتة . واذكر أن القاضي وجه لي الحديث قائلاً : " عندنا المصحف وعندنا الإنجيل وإذا ما عندك دين ارفع يدك " . فأجبته بأن اسمي مدني علي مدني مالك ولا أري داعي لسؤالي عن كيفية الحلف ، وهل هذا يعني أن أي شيوعي لا يعرف الله أم ماذا ؟!! فقال لي أن هذه الجملة هي روتينية وتقال لأي شخص قبل أداء القسم . وأخذتنا اللجنة إلي مواقع الأحداث وقمنا بتمثيل الأحداث كما رويناها من قبل في المحاكمات وكان في اللجنة محمود عبد الرحمن الفكي لأنه كان مختصاً في الأسئلة الفنية أو العسكرية . وقالوا بأنهم سينشروا كتاب أسود عن 19 يوليو ولم يستطيعوا أن ينشروه حتى يومنا هذا لأنهم لم يجدوا ما يكتبوه فما ذكرناه في لجنة تقصي الحقائق كان مشابها ومتطابقاً تماماً مع أقوالنا أثناء المحاكمات
.


عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{89}


بعد ان عملت محررا صحفيا لمدة طويلة ، إذا عادت بك الأيام إلي الوراء ، هل كنت ستشارك في انقلاب عسكري؟ وهل أنت نادم علي مشاركتك في الانقلاب ؟



عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{90}


لا أحد يحبذ أن يسيطر علي السلطة عبر انقلاب ،والانقلابات ظهرت في العالم الثالث بعد انقلاب جمال عبد الناصر ، وفي السودان دخلت عن طريق عبد الله خليل بعد أن شعر بأن البلاط سيسحب من تحت قدميه فقام بتسليم الحكومة الي عبود ، ثم جاءت ظاهرة الضباط الأحرار بعد ثورة عبد الناصر . أنا لدي قناعة راسخة بأن بلد مثل السودان من الخطأ الكبير أن يحكمه عسكريين ، فالسودان بلد يضم أكثر من 700 قبيلة ، وأكثر من 750 لهجة ولغة وأديان متعددة ، فلا يعقل أن تلبى رغبات هذا الخليط عن طريق عسكريين درجوا علي الاستعانة " بشوية تكنوقراط" ليستعينوا بهم في إدارة البلاد وتبدأ وتتردد مرة بعد الأخرى كلمات مستهلكة كالقائد الملهم ووووو وهم في حقيقة الأمر لا يمتلكون العلم أو الخبرة الكافية لإدارة الشأن العام .

في الأوضاع الحالية التي يمر بها السودان هل من الممكن أن يحدث انقلاب جديد علي السلطة ؟
الانقلاب أصبح مرفوض من كل العالم والدليل علي ذلك ما حدث في موريتانيا فقد بلغ المجتمع الدولي العسكريين في موريتانيا صراحة أن لا سبيل للاعتراف بهم . أما في السودان فان الانتفاضة اغتالها سوار الذهب ومن معه بكل صراحة فقد سلمت الانتفاضة للجبهة وتم إقصاء وإبعاد القوى الحديثة علي قرار ما حدث أيام جبهة الحياة في اكتوبر ، وأنا أعني بالقوى الحديثة المثقفين والموظفين والمزارعين وقوى المجتمع المدني ولا أقصد الحزب الشيوعي فقط . أنا وزملائي عندما اشتركنا في 19 يوليو لم تكن قضيتنا أن نسيطر علي السلطة أو أن نحكم البلاد عبر الانقلاب العسكري ، بل طرحنا سلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية وكان الاتجاه لتوفيق أوضاع معينة ولفترة محددة ومن ثم تسليم السلطة

عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


{91}


كل الانقلابيين يقولون ذلك وما أن يسيطروا حتى يتنصلوا من وعودهم وقليل من سلموا السلطة أوليس كذلك؟ .





عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{92}

ما يثبت قولنا مبادئنا التي خرجنا بها ، فنحن كنا ضد الترقيات الاستثنائية ، وأب شيبة نفسه رفض مبدأ الترقيات الاستثنائية ، وضد بقاء العسكريين في السلطة لوقت طويل ، وحتى الورقة التي وجدت في جيب عبد الخالق محجوب والتي تضمنت مقترح الوزراء الذين كانوا سيشكلون الحكومة ، تضمنت أسماء من مختلف ألوان الطيف السياسي السوداني ولم تضم عسكريين أو شيوعيون وكنا بعد تنفيذ الانقلاب سنعود إلي سكناتنا العسكرية بشكل عادي من دون ترقيات استثنائية أو أنواط أو تشريفات أخرى . وأنا أشعر بحزن شديد عندما أقرأ أو أطلع علي كتابات تتعرض بالسوء لأشخاص ماتوا وانتقلوا إلي ربهم ، ومن حق الجميع انتقاد الحزب الشيوعي وسياساته إلا أن التعرض لشهداء ضحوا بحياتهم من أجل وطنهم ليس مقبولا ولا من الشرف في شيء ،كالذي يلعن الشفيع في كتاباته أو في هرطقته وكل هذه أمور لا داعي لها . فنحن اضطررننا في 19 يوليو لحمل السلاح لأسباب موضوعية سبق واستعرضتها ولم يكن هناك خياراً أخرا أمامنا ولو لم نقم بـ 19 يوليو فربما كنا ألان تحت أقدام المصريين والليبيين . نحن اخترنا أن نضحي بحياتنا ورتبنا العسكرية من أجل أن يعيش هذا البلد حراً مستقلاً .

عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



{93}


https://sudanyat.net/vb/showthread.php?t=2941



مذبحة بيت الضيافة بين الأسطورة
وأحلام العسكر ومكر السياسة

*
وهوملف ابتدرته في مدونة سوانيات الإلكترونية منذ2005
وهو يحوي كل المستندات السابقة ، وقد ساعدني الراحل ( خالد الحاج مؤسس سودانيات )




عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

الشيوعيون ومذبحة بيت الضيافة: على اللباد .. بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم
نشر بتاريخ: 23 تموز/يوليو 2019


[size=24]كنت استغربت في كلمتي الماضية لتأخر التحقيق في هوية من ارتكب مذبحة بيت الضيافة التي تمر ذكراها الثامنة والأربعين بنا منذ الأمس. وهي المذبحة التي وقعت في مغارب انقلاب الضباط الشيوعيين في 19 يوليو 1971 وراح ضحيتها 16 ضابطاً وثلاثة من صف الضابط علاوة على مواجهات خارج القصر قضت على 17 مدنياً. وكان أولئك الضباط رهن الاعتقال التحفظي بأمر قيادة الانقلاب. وجرى قتلهم بدم بارد. وانصرف الاتهام بالطبع إلى الانقلابيين الشيوعيين الذين كانوا في عهدتهم. هم. ورَمت تلك المقتلة ظلاً انتقامياً دموياً من قادة حزبنا الشيوعي في السياسة والعسكرية.

استغربت أمس تأخر التحقيق في هذه المذبحة وكان نميري نفسه أول من نادي به في لقاء له مع طائفة من الجنود بعد أقل من أسبوعين من الانقلاب بعد عودته للحكم. ولكن استغرابي يعظم لأن الشيوعيين لم يطلبوا هذا التحقيق يوماً واحداً منذ 48 عاماً. ولو كان صمتهم عن اعتراف بالذنب لقلنا. فالصمت رضا. ولكنهم على قناعة أنهم براء من المذبحة من يومهم الأول.

فسرعان ما أفاقوا من هول صدمة فشل انقلابهم وذيوله الوحشية، حتى نفوا تهمة المذبحة بعد شهرين من وقوعها. وأشاروا بأصبع الاتهام إلى قوة ثالثة في القوات المسلحة أرادت تقلد الحكم بالقضاء على دولة نميري وسلطة انقلاب 19 يوليو بضربة واحدة. وجاء هذا الاتهام لتلك القوة ضمن دورة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الشجاعة التي انعقدت في سبتمبر 1971 أي بعد أقل من شهرين من الضربة المظنونة أنها القاضية. ولو احتفل الحزب بشيء لاستحقت هذه الدورة أن تكون في أسبقياته القصوى. وأعاد الحزب نشر وثيقة الدورة في يوليو 1973 عن دار ابن خلدون ببيروت بعنوان "الثورة المضادة في السودان". ولم أجد للكتاب رواجاً له في خطابنا السياسي. ولم أر الشيوعيين يذيعونه من بعد ذلك إلى يوم المسلمين هذا. وطرينا الشر لبعده.

لا يملك للمرء، متى قرأ وثيقة براءة الشيوعيين القديمة من تهمة ذبح شهداء بيت الضيافة، إلا أن يثمن نباهة الشيوعيين الباكرة من فرط نصاعة الحجج التي دفعوا بها للغرض في ذلك الظرف العصيب. وهي إن لم تبرئهم وش فقد طعنت في سردية من حملوهم وزر المذبحة مما يأذن بفتح التحقيق من أول وجديد.

فتجد الشيوعيين في وثيقتهم نظروا في مسرح الواقعة عند بيت الضيافة. وأشاروا إلى الفجوات الكبيرة الواضحة على جدرانه وإلى شظايا القذائف على جثث الشهداء ليكذبوا ادعاء نظام نميري بأنهم القتلة. فلم تكن بحوزة الحراس الانقلابيين في بيت الضيافة مثل ذلك السلاح الثقيل الحارق الخارق. فكانت حيلة ذلك الحرس مسدسات ورشاشات. وكان من امتلك ذلك السلاح الحارق الخارق هو طاقم الدبابات التي هاجمت بيت الضيافة بعد مهاجمة القصر بضرب عشوائي على زعمهم أنهم جاؤوا لإنقاذ أسرى نظام نميري في الموضعين. ومعلوم أن نميري هرب من القصر و"نط الحيطة" المقابلة لوزارة المالية لا هرباً من الانقلابيين الشيوعيين بل خوفاً أن تفتك به الدبابات التي قلنا إنها لقوة ثالثة طامعة في الملك. بل خرج نميري يلوح لها بعلم أبيض دلالة الاستسلام. وأسمعت لو ناديت حياً. وواصلت الديات القذف. وأطلق نميري ساقيه للريح.

ومن جهة أخرى نظر الحزب في مداولات المحاكم العسكرية التي حاكمت ضابطين وجندي بتهمة قتل شهداء البيت. ولم تثبت التهمة عليهم. فلم تجد المحكمة دليلاً على ارتكاب الشهيد الملازم الحاردلو المذبحة مثلاً وقضت بسجنه 3 سنوات للاشتراك في الانقلاب. وأعاد نميري أوراق الحكم ليكون الإعدام. ورفض العقيد المقبول، رئيس المحكمة، في يوم الحشر ذك العودة لمنصة المحكمة ثانية. وترك ذلك لمن خلفه. يا لثبات الجنان يا لرباطة الجأش. بل ورفض النميري نفسه أن تَطَلِع اللجنة التي كونها في أعقاب المذبحة على مضابط محاكمات الشجرة للانقلابيين لتحسن التحقيق. وعليه استبعد مولانا علوب، رئيس اللجنة، بند التحقيق في المذبحة من أجندة اللجنة واكتفى بالتحقيق في ملابسات قيام الانقلاب نفسه. ورد هذا عن مولانا في مقابلته مع الأستاذ الطاهر حسن التوم الذي سعى للقائه في مكان إقامته في أم القوين.

لم يوال الحزب الشيوعي نظريته حسنة التأسيس عن القوة الثالثة منذ أذاعها قبل نحو 48 عاماً. فقد عطل التفكر فيها حين قالت اللجنة المركزية للحزب إنها وحدها التي ستتولى كِبَر تحري 19 يوليو وذيوله. ولم تفعل ذلك إلا في 1996 في كتاب لم يتطرق لواقعة بيت الضيافة. وهذا تضييق شديد كنت احتججت عليه وأنا رهن الحزب في منتصف السبعينات. ولما منع الحزب المجتهدين بالنظر والمتفننين بالإبداع التوثيقي من أعضائه من "الاقتراب أو تصوير" 19 يوليو وذيوله بقيت نظرية القوة الثالثة (على وجاهتها وقابليتها للتطوير) في حالتها الأولى كجنين مجهض. وبقي وزر مذبحة بيت الضيافة معلقاً على جنب الشيوعيين لا يعرفون لدفعه عنهم صرفاً ولا عدلاً. وهذه هي الحزبية البغيضة. تجتمع أفضل العقول وأذكى المواهب في حركة للتغيير ثم يقوم فيهم "ألفة" يوريهم نجوم القايلة. وأكثرهم يقبل بهذه الغلظة ويتبخر الخير والإبداع فيهم إلى الأبد.

ولا أعرف وزراً كاذباً تعلق بالشيوعيين قتلته الثورة المضادة ترويجاً على أيامنا المباركة هذه مثل مذبحة الضيافة. فكل ما احتج الناس على القتل المجان سواء من البشير في سكرة حكمه أو من المجلس العسكري حتى قام مثل الرويبضة (الرجل التافه في الشأن العام) الطيب مصطفى يُذكر الناس بمذبحة بيت الضيافة التي اقترفها الشيوعيون حسب السائد. وهم، مع ذلك، في وجاهة الثوار الآن في قوى الحرية والتغيير. وقد يظن ظان أنه قول تافه بغير عواقب. ولكن الطيب يروج لرواية عن وزر الشيوعيين باضت وأفرخت لنصف قرن صمت فيها الموزور كأن على رأسه الطير.

https://www.sudanile.com/index.php/منبر-الرأي/56-8-0-6-0-1-4-6/116990-الشيوعيون-ومذبحة-بيت-الضيافة-على-اللباد-بقلم-د-عبد-الله-علي-إبراهيم
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



شهدنا كذابين ، نجوم حلقات تلفزيونية ، وشهدنا كتباً تزور التاريخ ، ولكن مقابلة الضابط مدني بها مصداقية كبيرة . لقد شهدت بأم عيني لقاء هاشم العطا أمام القصر الجمهوري ، وبقيت حتى الساعة 1 من بعد الظهر في الخرطوم



أضف رد جديد