فى الضواحى وطرف المدائن

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
منصور المفتاح
مشاركات: 239
اشترك في: الأحد مايو 07, 2006 10:27 am

فى الضواحى وطرف المدائن

مشاركة بواسطة منصور المفتاح »


إنها حقاَ لوحة تعبيرية، يتداخل فيها الجمال بتقنيات فنانٍ تعبيرىٍ جبار،
فمجمل اللغة باهر ساحر، مفردات تمتلك من العمق من ما لا يضاهيه
عمق لبان الأدهم ولا يمكن لأشطان الخيال أن تلحق بذاك حتى لو فاقت
آشطان تلك اللبان، مفردات تمتلك من الرؤوس النفاذه والجديرة على إختراق
صلد القلوب وأصمها. دعنا نطلق عنان الخيال لنتلمس السلاسة والجزالة
وتطريب الأوزان وموسيقاها فى سليقية الرسم البدوى الشاعرى الساحر،
فتلك الضواحى التى ترقد مستجمه بما يمور فيها من جمال ضجاجٍ بعاج
لكباد العشاق وأهل الآهة والوله جمال نرتحل إليه من جمال المدينة
المصنوع بايدى الناس ضيّقاَ ومملاً حتى فى الحدائق والسوح ولكى نسوح
فى بوادى تمتلك من الروعة ما تمتلك فالشمس حانية عليها، تلك الطبيعة
مرسلة صوبها أشعة حريرية الملمس عند شفق الصبح وعند الإسفرار
متساقطة على الرمل والخضره فى أبهى صور ليست كما المدينة ترتفع
الحرارة فيها بانعكاسات الأشعه من جدر غابات الأسمنت ودهاليس الأسفلت
حتى تفور منا النوافيخ ولكن فى تلك الطبيعة العفويه والتى تمور بكل جميل
من الصيد البرى غزلانا وأوز ذلك الصيد الذى نعشق طرده بالكلاب المدربة
القديره فجمجوم ذلك الماكر القناص يخبر كيف يخدع فريسته باريا لملاين تلك
الطبيعة خافتا لأرجل العدو متمغياً لينطلق جاعلاً مراح الصيد فى صدره لينزع
واحدة منه ويملخها عنه بدربةٍ ودرايه لا بل خيولنا إشتهت ذلك القنيص وتهيأت
له وكأننا بها تقول هيا على القنيص، ونحن أهل لذلك
وأهلها تلك الخيول وعارفى أسرارها خابريها وساستها الذين يصغون للغة
الصمت لديها ويستجيبون لمزاجها ومشاعرها ولم لا ونحن أهل المكارم
وملوكها، حلالى العقد، فكاكى الصعيب، وجوكيتها خيول المستحيل تلك!!
ونحن لا نسعى إلا الحرائر منها والتى لا تخزل أبداً ولا تُقمِح
صاحبها مرنةً أصيله. كما إننا لا نأكل إلا كباد الظباء ولا نشرب
إلا شراب الملوك وفى أزمنة اللهو والعشق فقاسياً خيارنا وإختيارنا
فمن فى ذلك من يماثلنا ومن فى ذلك من يضاهينا!! وعندما نجالس
الحسان عند مراتع اللهو البرئ فى الخمائل الغنه نسوسهن كما نسوس
الخيل نقرأ لوحهن ونشرفه ونختمه بيقين الملم العارف الواقف
على تفاصيل حقيقتهن وهن يرفلن فى عجيب الحرير وتتوطأ عليه
أرجلهن برفقٍ وتؤده وتعلوهن وجوه وضيئة، خدودهن كما الورد
يتمايلن كما الأفنان فى تلك الخمائل. أما فى البر والبادية حيث
يقدل البريب فوق النال والشيح والمحريب والخزام كما الأميرات فوق
المرمر والعسجد وفاخر السباته وخلفهن يقدل تيس الفحولة الأقرن
حرزا وحراسه وتلك البادية عند الصبح والشمس ترسل أشعتها خيوطا
من فضه على مسكوب الرمال الذهبى والريم تجول فرحة آمنه والنسيم
عليل ساحر يلسعك بلطفٍ ويرسل روائح الورد والزهر وتزهو بذلك الأنفس
وفى الأفق فروع الطلح والشاف والشاو تتمايل وعليها العنادل تصدح
بروائع القوقاى المزهل عازفة لسيمفونيات الإسعاد الإلهى ولأن الإنسان
متقلباً من شأن إلى شان فتتوق الروح لغير ظبى السلم وتشتهى ذوات
الخدور فينزع الخيال من حافظة الذاكره صوراَ لتلك الغيد الضجاجة
بالكلم المموسق بلجنةٍ وعجن، الحادقات المعطونات فى عسل من طلح وسدر
يتصدرن المجالس جمالاً وهيبه، رهبة ينزعن القلوب من الجوف تشع
خدودهن كما الكواكب جمالاَ وبهاء، والمقل كمقل الريم الطموح الجموح
النافر جمال أدهش وأزهل ذوات الخدور والحسن نساء كنسائم الليل
حلاوةً وطلاوه كانهن متكأً للورود والأزهار او فروعا تتمايل ووتتثنى
وعليها العصافير والقمارى لا أحد يمتلك الجرأة ليعبر ميسهن والكل
عندهن سواسيا إلا ذلك تعيس الحظ الذى ينجع عنه الصيد أين ما
حلّ أو نزل.

منصور المفتاح
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

خليل فرح
عزيزي الأكرم : منصور المفتاح
تحية طيبة

شاعر وملحن ووطني على جانب كبير من الحمولة الثقافية . وهو نوبي من جزيرة صاي ، ونطق شعره بالعربية الفصحى و العامية السودانية ويعد من أبرز رواد التجديد في الغناء والأدب الشعري الغنائي في السودان، وكان يمارس نشاطا سياسيا كبيرا من خلال عضويته في جمعية الاتحاد السوداني السرية التي تكونت في 1921 و جمعية اللواء الأبيض، وشارك في ثورة عام 1924م، ويدل شعره الوطني على ارتباطه بقضية الحرية ومكافحة الاستعمار في السودان. رحل عام 1932في مستشفى النهر بالخرطوم ( مستشفى العيون في شاطئ النيل الأزرق).
*
كان يذهب لمصر دائماً ، وقد ضمته مستشفى القصر العيني ، ويقال أنه زار أحد أقربائه العاملين في قصر الملك فؤاد ، ولمح الشاب فاروق ذاهباً للعب التنس ، وقد لمحه الشاعر ، وكتب:
صبغ الخدين حمرة
وبعد ساعة بشوف صفرة
اصفرار دة كتير
أخجلوك يا أمير
ولا نُمتَ نهار
فلق الصباح قول لي
*
ويقال أن من المصريين من سرق لزمة بعض ألحانه ،كما سرق أحد الأدباء المصريين دفتر أشعار الشاعر السوداني ( التجاني يوسف بشير) ، والذي كان من شباب مجلة الفجر لصاحبها (عرفات محمد عبدالله )
*
بدأ خليل تعليمه في خلوة الشيخ أحمد هاشم بجزيرة صاي، وتلقى تعليمه الأولى بمدرسة دنقلا ثم التحق في عام 1908 بمدرسة الصنائع ، قسم البرادة الميكانيكية بكلية غوردون التذكارية (جامعة الخرطوم حاليا) حتى نال شهادة الإجازة بالهندسة الميكانيكية. وخلال وجوده بالكلية أبدى اهتماما بالأدب الجاهلي ومتابعة الأعمال الأدبية لكتاب مصريين أمثال طه حسين و محمود عباس العقاد و أحمد حسن الزيات وبدأ في حفظ قصائد الشعر العربي.
عمل في ورشة الصيانة بمصلحة البريد والبرق السودانية في 24 نوفمبر / تشرين الأول عام 1913، براتب سنوي مقداره اثنان وثلاثون جنيهاً وأربعمائة مليما، وتدرج في السلم الوظيفي حتى أصبح ميكانيكي في الدرجة الثامنة في عام 1929. ثم اعتزل الوظيفة العامة بعد ذلك.
*
أشتهر خليل فرح اثناء تدريبه المهني بكلية غوردون التذكارية بكتابة الشعر في فترة برز فيها شعراء سودانيون كبار امثال عمرالبنا و ود الرضي و إبراهيم العبادي و سيد عبدالعزيز، وتزامن ذلك مع ظهور مطربين بارزين أمثال عبد الكريم كرومة و محمد أحمد سرور و الأمين برهان. وقد تركز شعر خليل فرح على إذكاء الروح الوطنية والتعبير عن حب الوطن. وكان أول ما كتب في ذلك هو قصيدة بعنوان أم درمان، حيث قال: أذكر بقعة أم درمان .
توسع خليل فرح في اشعاره من خلال احتكاكه بأعمال الأدباء والشعراء السودانيين وتمكن من ارتياد المنتديات الأدبية المنتشرة في العاصمة المثلثة، كمنتدى أب روف، ومنتدى الهاشماب، ومنتدى الموردة، ثم منتدى (دارفوز) في أدرمان وهناك نشر معظم أناشيده وأغانيه الوطنية. وساهم في تأسيس جمعية اتحاد الأدباء التي تكونت لجنتها في داره بالخرطوم
وقد أحدث فرح ثورة نوعية في بناء الأغنية السودانية ومضامينها إذ نقلها من حالة الابتذال التي كانت عليها إلى مرتبة أكثر عمقا وجدية في تعبيرها عن قيم المجتمع وطموحه. وأجاد النظم بالعامية وباللغة العربية الفصحى، وكان يميل في شعره الفصيح إلى بساطة التعبير وقوة إبراز العاطفة، والمزج بين وصف الطبيعة وقضية التحرر الوطني في آن واحد مستخدما في ذلك الرمزية.
*
لولا ، صدفة لما تم تسجيل ( عازة ) وأنشودة ( ياعبده ) في مستشفى القصر العيني بمصر ، وكان صوته في التسجيل رغم مرضه بداء الصدر اللعين في تلك الأيام
منصور المفتاح
مشاركات: 239
اشترك في: الأحد مايو 07, 2006 10:27 am

مشاركة بواسطة منصور المفتاح »

العزيز الأكرم عبدالله الشقلينى يا أيها الميمون من حراس مدارس الأدب والفنون والتاريخ الإجتماعى بذات
دقة الهندسه وحرفيتها وحرافتها لله درك يا أيها الراصد للجمال والحارص على سبر غور الفنون بصبرٍ
وجلد، فكم قلت وأبنت ذلكم إبن صاى الذى إكتسب خصائص المستشرقين فى التجويد والتجديد وهو آت
من لسانٍ هو أصل الألسن كلها فحوى وأحتوى على فنون اللغة وأضربها المختلفه وبرع فى صناعة التصاوير
كما يقول موسى ويا لبداعة تصاويره التى تكاد تراها فى كل ما كتب فانظر للتجسيد الهندسى البديع فى
رائعته ماهو عارف قدمو المفارق والتى تسمع فيها حركة الأشياء وترى صورها والإنفعالات وتغيب عنك الذات
وفعل ذات الشئ فى الضواحى وطرف المدائن والتى إنتزع لها من مطامير اللغه وتعابيرها المعجز الملفت
والمدهش حتى لأساطين اللغه وسلاطين البدواة والعفويه فبساحريته تلك لجّ إبن أخته البديع الآخر عبدالله الأمى
الذى أطرب كل من فكّ الحرف لا بل خفس فى إمتلاك ناصية الكلم بكل فنونه فكان الأمى عقادى االنهج وكانه
غرف من بحر علم اللدن فعلمنا وربانا على الغرام وأحسن تربيتنا كما قال بذلك الحسين وكلا الخال وإبن أخته
قد إستطاعاء وبقدرة فائقه على الغاء تابوهات الفصاحه التى نظنها ويظنها غيرنا فيا أيها الشقلينى إن ذلكم الخليل
إبن فرح هو الخليل إبن احمد الفراهيدى صانع البحور وحاصيها فى السودان بشرف وكبرياءٍ وعزه، عزاك الله
وأكرمك فنلتمس منك العذر لتأخير الرد ولك جزيل الشكر والسلام.
أضف رد جديد