سلمية سلمية ضد السعودية

Forum Démocratique
- Democratic Forum
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

لجين

مشاركة بواسطة حسن موسى »


سلام يا الفاضل و سلام يا الشقليني

شوفوا البنية النجيضة دي ، اسمها لجين الهذلول، افسدت على القوم شغل البروباغندا المكلف.عافي منها.



الناشطة السعودية لجين الهذلول ترفض الإفراج عنها مقابل صفقة
تقول عائلة الناشطة لجين الهذلول إنها رفضت عرضا للإفراج عنها ضمن صفقة. ورغم أنها كانت في البداية موافقة على ما طلبته منها السلطات لكنها غيرت رأيها بعد أن أضاف أمن الدولة شرطا جديدا. الرياض لم تعلق على عرض الإفراج.


الناشطة السعودية المعتقلة لجين الهذلول.
قالت أسرة الناشطة السعودية البارزة لجين الهذلول (30 عاما) إنها رفضت عرضا بالإفراج عنها مقابل بيان مصور بالفيديو تنفي فيه تقارير عن تعرضها للتعذيب والتهديد بالتحرش أثناء احتجازها.
وكشف شقيقها، وليد الهذلول، في تغريدة على تويتر اليوم الثلاثاء (13 آب/ أغسطس 2019) أنها وافقت في البداية على توقيع وثيقة تنفي فيها تعرضها للتعذيب والتحرش. كما التزمت أسرتها الصمت في الآونة الأخيرة على أمل حل القضية في سرية‪.‬
وذكر وليد أن القضية تعقدت حين طلب منها أمن الدولة في مقابلة مؤخرا تسجيل النفي في فيديو في إطار اتفاق الإفراج عنها. وأضاف شقيقها في تغريدته: "الظهور في فيديو أنها لم تتعرض لتعذيب.. هذه مطالب غير واقعية"، لذلك رفضت لجين عرض الإفراج عنها بعد هذا الشرط، حسب أسرتها.  


Walid Alhathloul

@WalidAlhathloul


لا جديد، امن الدولة زار لجين في سجن الحائر للتوقيع على موافقة انها تخرج في تسجيل وتقول انها لم تتعرض لتعذيب.

كان الاتفاق معهم ان توقع على تعهد فقط انها لم تتعرض لأي تعذيب ولهذا السبب بقينا صامتين.

الظهور في فيديو انها لم تتعرض لتعذيب هذه مطالب غير واقعية.

784
3:39 PM - Aug 13, 2019
Twitter Ads info and privacy

675 people are talking about this

وقال أشقاء الهذلول إن سعود القحطاني، وهو مستشار سابق في الديوان الملكي ومقرب جدا من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قيل إنه متورط في قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، كان حاضرا خلال بعض جلسات التعذيب وهددها بالاغتصاب والقتل. لكن المدعي العام السعودي قال إن مكتبه حقق في تلك المزاعم وخلص إلى أنها غير صحيحة‪.‬


Walid Alhathloul

@WalidAlhathloul


Saudi woman activist rejects release deal tied to denying torture: family | Article [AMP] [CA] | Reuters
https://
ca.reuters.com/article/idUSKC
N1V31L7 


Saudi woman activist rejects release deal tied to denying torture:...
Prominent Saudi women's rights activist Loujain al-Hathloul has rejected a proposal to secure her release from prison in exchange for a video statement denying reports she was tortured in custody...
ca.reuters.com

136
6:35 PM - Aug 13, 2019
Twitter Ads info and privacy

126 people are talking about this

واحتجزت السلطات السعودية الهذلول، وما لا يقل عن 12 من النشطاء في الدفاع عن حقوق المرأة، قبل أكثر من عام. ومثلت بعض الناشطات أمام المحكمة هذا العام باتهامات متعلقة بالعمل في الدفاع عن حقوق الإنسان والاتصال بصحفيين ودبلوماسيين أجانب‪.‬
وتقول جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان إن بعض الاتهامات الموجهة للمحتجزات مشمولة في قانون الجرائم الإلكترونية بالمملكة والذي يعاقب على تلك الجرائم بما يصل إلى السجن خمس سنوات‪.‬
وقال شقيقها الهذول إن من بين الاتهامات الموجهة إليها التواصل مع ما بين 15 و20 صحفيا أجنبيا في السعودية ومحاولة التقدم لشغل وظيفة في الأمم المتحدة وحضور دورة تدريبية عن الخصوصية الرقمية‪.‬
لكن رأفة بحال لجين وما عانته في السجن، طلبت منها شقيقتها علياء الموافقة على عرض السلطات السعودية ونفي ذلك فيما بعد حتى ولو كان في تسجيل فيديو‪.‬


علياء الهذلولAlia al-Hathloul

@alia_ww


حبيبتي لجين،

اقبلي العرض وانفي ما جرى حتى لو قمتِ بتسجيله بالصوت والصورة.

صدقيني الكل نادم أشد الندم لما حصل لك من تعذيب وتحرش جنسي، بل ويعرفون أنهم تجاوزوا القوانين والأنظمة.

المهم انك تكوني معنا، اشتقت لكِ مرررررة

1,813
2:15 PM - Aug 13, 2019
Twitter Ads info and privacy

1,209 people are talking about this

وأثارت قضية لجين والناشطات الأخريات انتقادات دولية وغضبا في العواصم الأوروبية والكونغرس الأمريكي. وتقول جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إن ثلاثة من المحتجزات على الأقل، من بينهن الهذلول، تعرضن للحبس الانفرادي لأشهر وانتهاكات تشمل الصدمات الكهربائية والجلد والتحرش الجنسي‪.‬
ونفى مسؤولون سعوديون مزاعم تعرض الناشطات للتعذيب وقالوا إن احتجازهن جاء للاشتباه في إضرارهن بمصالح المملكة وتقديم الدعم لعناصر معادية في الخارج‪.‬
ولم يرد مركز التواصل الحكومي السعودي بعد على طلب للتعليق على ما صرحت به أسرة الهذلول اليوم الثلاثاء بشأن عرض الإفراج عنها. وقالت مصادر مطلعة في  آذار/ مارس إن الهذلول ومحتجزات أخريات ذكرن الانتهاكات التي تعرضن لها خلال جلسة مغلقة في المحكمة.
واحتجزت السلطات عشرات آخرين من النشطاء والمثقفين ورجال الدين على مدى العامين الماضيين في محاولة فيما يبدو للقضاء على أي معارضة محتملة حتى مع سعي ولي العهد لزيادة انفتاح المجتمع السعودي وإنهاء اعتماد الاقتصاد على النفط‪.‬
ع.ج/ أ.ح (رويترز، أ ف ب)

الرابط
https://www.dw.com/ar/الناشطة-السعودية-لجين-الهذلول-ترفض-الإفراج-عنها-مقابل-صفقة/a-50013581
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

ارهاب الدولة السعودية

مشاركة بواسطة حسن موسى »





"إرهاب الدولة" يحاصر السعودية ويهدد مستقبلها




الجمعة، 16-08-2019 الساعة 20:25
لندن - الخليج أونلاين (خاص)
باتت السلطات السعودية تنتهج سياسة "إرهاب دولة" ضد مواطنيها من رجال فكر ودعاة وحقوقيين، منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد، واستحداث جهاز أمن الدولة كاستنساخ للتجربة المصرية سيئة الصيت.
إذ شنت السلطات في المملكة حملة واسعة على كل من لا يؤيّد سياسة ولي العهد، اعتُقل على أثرها العديد من العلماء والدعاة؛ أبرزهم سلمان العودة، وسفر الحوالي، وعلي العمري، ومحمد موسى الشريف، وعلي عمر بادحدح، وعادل بانعمة، والإمام إدريس أبكر، وخالد العجمي، وعبد المحسن الأحمد.
كما اعتقل العديد من الناشطات الليبراليات؛ أمثال لجين الهذلول، وإيمان النفجان، وعزيزة اليوسف، فضلاً عن الناشطة المعروفة المدافعة عن حقوق المرأة هتون الفاسي، التي ألقت السلطات القبض عليها في يونيو 2018، بعدما كانت تخطط لاصطحاب صحفيين في سيارتها للاحتفال بنهاية الحظر الذي كان مفروضاً على قيادة المرأة للسيارة، والذي ظل مدة طويلة يعتبر رمزاً للقمع في المملكة المحافظة.
وانتقدت جماعات حقوقيّة، منها منظمة "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية"، حملة الاعتقالات السعودية، وطالبت بإطلاق سراحهم فوراً.
كما أحدث اغتيال خاشقجي، في أكتوبر 2018، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، غضباً عالمياً، وسط اتهامات طالت محمد بن سلمان بإعطاء أوامر بتنفيذ الجريمة، ووصفت تقارير ذلك بـ"إرهاب الدولة".
ولم تقف المملكة عند حد الفضائح التي انتشرت، بل سعت لاستدراج مواطنيها في الغرب عن طريق طلب مراجعتهم لسفارات لها في بلدان يمكنها التحرك فيها بسهولة لإخفائهم أو إعادتهم للبلاد.
السعودية تأكل أبناءها
ويشير مصطلح "إرهاب الدولة" إلى أعمال الإرهاب التي تقوم بها "دولة" ما ضد شعبها أو أهداف أجنبية، أو كما كتب المفكر الشهير أرسطو بأن "الإرهاب استخدم من قبل الطاغية ضد رعاياه".
إرهاب الدولة هذا لم يقتصر فقط على خاشقجي، بل وصل إلى أمراء سعوديين؛ فخلال السنوات الثلاث الماضية، اختفى ثلاثة أمراء سعوديين يعيشون في أوروبا، وعُرفوا بانتقادهم الحكومة السعودية، وهناك تكهنات منتشرة بـأن الأمراء الثلاثة إما اختُطفوا وإما رُحِّلوا إلى المملكة، خاصة مع انقطاع أخبارهم وعدم سماع أي شيء عنهم منذ ذلك الحين.
والأمراء الثلاثة هم: سلطان بن تركي بن عبد العزيز، وتركي بن بندر آل سعود، وسعود بن سيف النصر، وثلاثتهم لهم مطالبات كثيرة بالإصلاح واتهامات للأسرة الحاكمة بالفساد وانتهاك حقوق الإنسان.
وهناك أمير سعودي آخر انشق عن الأسرة المالكة، وهو الأمير خالد بن فرحان آل سعود، الذي ذهب إلى ألمانيا وحصل على اللجوء السياسي فيها، عام 2013، وهو أيضاً يخشى أن يُجبر على العودة للرياض.
يقول الأمير خالد في لقاء سابق لـ"بي بي سي": "كنا أربعة أمراء بأوروبا، انتقدنا الأسرة المالكة وحكمها في السعودية، فاختُطف ثلاثة منا، وبقيت أنا الوحيد الذي لم يُخطف".
وعن احتمالية أن يأتي الدور عليه لينضم إلى قائمة المختطَفين، يقول الأمير خالد: "أنا مقتنع بذلك منذ زمن طويل. إذا فعلوا ذلك الآن فإنهم سيكونون قد قاموا بذلك من قبل. أنا حذِر جداً، لكن هذا ثمن حريتي".


قتل أمراء بيد "القاعدة"
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل لجأت السعودية إلى تنظيم القاعدة لتصفية 3 من أبناء الأسرة الحاكمة.
وفي شهادة لضابط المخابرات الأمريكي السابق، جون كارياكو، خلال مشاركته في برنامج "ما خفي أغظم" على قناة "الجزيرة"، عُرض مؤخراً، وكشف تواطؤ البحرين مع القاعدة لقمع الاحتجاجات التي اندلعت عام 2011، أكد أن الرياض لجأت إلى القاعدة لاغتيال 3 من أمرائها. 
وقال: "وجدنا في مذكرات المدعو أبو زبيدة (أحد عناصر القاعدة) أسماء 3 شخصيات من الأسرة الحاكمة في السعودية، وعندما اتصلت بالمسؤولين في الرياض اختفى هؤلاء ووُجدوا مقتولين".
وأوضح الضابط الأمريكي السابق: "عندما اعتقلنا (أبو زبيدة)، في 22 مارس 2002، وهو وفق تقرير سابق لـ(الجزيرة) كان الرجل الثالث في تنظيم القاعدة وقت اعتقاله على خلفية هجمات 11 سبتمبر، وجدت معه دفتر مذكرات، وبعد فحصها عثرت بها على أرقام هواتف، من ضمنها أرقام لشخصيات من الأسرة الحاكمة في السعودية، فأرسلت التفاصيل في رسالة سرية إلى مقر الاستخبارات المركزية".
وأضاف: "خلال أسابيع قليلة قُتل أحد الثلاثة في حادث سيارة وسط الصحراء، والثاني ذهب للتخييم بالصحراء ومات عطشاً، والثالث اختفى ولم يره أحد بعدها".
وتابع: "بالنسبة إليَّ فقد فهمت أن هؤلاء كانوا يعرفون الكثير عن تورط حكومتهم (السعودية) في تعاملات مع القاعدة، أو على الأقل تورطها في تأسيس التنظيم، أو علاقتها بهجمات سبتمبر 2001، وكان يجب التخلص منهم، وهذا حال بعض الحكومات في المنطقة، حيث تخلق هذا النوع من التطرف ثم تتظاهر بعدم معرفتها به أو تتخلص منه".  
ما وراء الإرهاب
ينظر كثيرون إلى الممارسات التي يمارسها بن سلمان على أنها تنبع من مخاوفه من فقدان ولاية العهد، خاصة بعد أن صعد إلى قمة هرم السلطة بسرعة كبيرة، بعد أن كان مجرّد فرد عادي داخل العائلة.
إذ مهّد الملك سلمان طريق العرش لنجله بتحييد منافسيه المحتملين، ووفق مصادر دبلوماسية أمريكية فإن قرار العاهل السعودي بتولي الأمير محمد مسؤولية إعادة هيكلة جهاز المخابرات، بعد اغتيال خاشقجي في أكتوبر 2018، يشير إلى أن ولي العهد لا يزال "من غير الممكن المساس به"، رغم الغضب الدولي الكبير الذي أعقب الجريمة.
وسبق أن اعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية أن ولي العهد السعودي "يزداد عاراً" في كلّ يوم تستمر فيه حكومته باعتقال واحتجاز وإخفاء كل شخص تعتبره تهديداً لحكمه.
وبحسب المنظمة فإن السعودية احتجزت آلاف الأشخاص تعسفاً، دون إحالتهم على المحاكم لإخضاعهم للإجراءات الجنائية.
يقول الأمير المنشق خالد بن فرحان، في حديث صحفي نشر في مايو 2018: إن "بن سلمان لم يكن له وضع مميز داخل العائلة الحاكمة، بينما كان أشقّاؤه يشغلون مناصب أعلى. وبالطبع كان أبناء عمومته أكبر سناً، وأكثر خبرة، وأفضل وضعاً، وأعلى تعليماً، وأحسن حالاً من كل ناحية".
ويضيف أن ذلك "سبّب له مشاكل نفسية؛ لأن محمد بن سلمان كان إذا أراد مقابلة أحد أبناء عمه ممن اعتقلهم فيما بعد يضطرّ لأن يطلب موعداً، وقد يوافق هذا الأمير على لقائه أو لا يوافق، وهو ما أوجد داخله مشكلة نفسية، وها هو اليوم ينتقم من أبناء عمومته".
ولفت الأمير إلى أنه على تواصل مستمرّ مع غيره من أمراء آل سعود، ويصف العائلة الحاكمة بأنها في حالة من "الصدمة" بسبب توقيف واعتقال وإهانة عدد من كبار الأمراء.
ورأى دبلوماسيون أن الأسرة الحاكمة في السعودية "تحشد دفاعاتها" لمحاولة تجاوز تعيين بن سلمان ملكاً خلفاً لوالده، لكن لا توجد بوادر على أن العاهل السعودي يفكر في صعود أمير آخر ليحل محل نجله، رغم كل الاستياء، بل على العكس يحظى بدعمه، الأمر الذي يهدد استقرار المملكة إذا ما استمر الإرهاب الممارس حالياً.

الرابط

https://alkhaleejonline.net/سياسة/إرهاب-الدولة-يحاصر-السعودية-ويهدد-مستقبلها
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

الحساب ولد منو؟

مشاركة بواسطة حسن موسى »


قر الرئيس السوداني المعزول عمر البشير بتلقي 90 مليون دولار نقدا من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بحسب ما قال محقق خلال جلسة محاكمته في الخرطوم الإثنين.
وقال الفريق شرطة أحمد علي في بدء جلسات محاكمة البشير بتهمة الفساد، والتي حضرها مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية إن الرئيس السابق أبلغه أن الأموال "قام بتسليمها عدد من الموفدين من محمد بن سلمان".
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

ماذا نصنع بالعرب؟ماذا نصنع مع العرب؟

مشاركة بواسطة حسن موسى »




ماذا نصنع بالعرب؟ماذا نصنع مع العرب؟

كتب فضيلي جمّاع :
[size=24]
" هؤلاء هم الأشقاء. أقف إلى جانب الإثيوبي أو الصومالي أو التشادي أو الكميروني فأغني أبسط أغنيات فنان أفريقيا محمد وردي فيرددها معي عن ظهر قلب. لا أشعر في بلده أنني آخر يحسب انتمائي إليه بفصاحة لساني. هل ما زال التعريف الذي يقول بأن كلَّ من تكلم العربية فهو عربي - هل لا يزال هو دالة الآخرين بأننا نحن السودانيين عرب؟ وبمثل هذا التعريف هل يمكنني أن أفرض الحجة على المسرحي والشاعر النيجيري البروفيسور وولي شوينكا الحائز على جائزة نوبل في الآداب 1986م بأنه إنجليزي لأن كل مؤلفاته بالإنجليزية؟ أم أفرض الفرنسية على سينغور السنغالي وإيمي سيزار لأنّ أشعارهما في أفريقيا كلها باللغة الفرنسية؟

أكرر أنّ علاقات الشعوب موضع احترامنا وإجلالنا وتقديرنا. العرب جيراننا ، وتربطنا بهم مصالح الجيرة وتبادل المنافع. لكننا في غنى عن نصف عروبة. كما إننا لا نريد أنساب الوهم وتزييف التاريخ!
والآن يا بعض وزراء حكومة ثورة ديسمبر ، أما حان أن ترحمونا من استجداء أنسابٍ ينكرها عليكم أهلها؟ كم أخجلتمونا وأنتم ترددون بغباء : أشقاؤنا العرب وجيراننا الأفارقةّ!
بالله عليكم إست
حوا ! »ـ

الرابط
https://www.sudanile.com/index.php/منبر-الرأي/1077-2016-10-23-12-56-44/118281-بل-الأشقاء-الأفارقة-ثمّ-الجيران-العرب-بقلم-فضيلي-جمّاع



استرعى انتباهي مكتوب الصديق الشاعر فضيلي جمّاع، في منبر "سودانايل" ، فتأنيت عنده،أولا لأن فضيلي كاتب يعتني بآداب التعبير و ثانيا لأني و وجدت فيه بعضا من هموم قطاع من السودانيين الناظرين وجهة هذا الشيئ الذي راج توصيفه بـصفة " العرب".
 و بدا لي أن وهم «  العرب » عند السودانيين تمخض فولد وهما جديدا هو « الأفارقة »،ربما لأن هذا الشيء الآخر الذي نوصّفه بـ «  الأفارقة » يمثُل عند السودانيين كما المرآة التي يرى فيها السودانيين صورتهم على هواهم.
و إتفاق السودانيين الذين يكتبون في منابر التواصل الإجتماعي، على معنى " العرب" إنتقائي كونه يستبعد من مدلول العبارة فئة العرب الفالتين عن طوائل جيوبوليتيك النفط [ عرب شمال افريقيا و عرب مصر و الشام ]. و تحديد الحقل الدلالي للعبارة بعرب بلدان النفط [ السعودية و الخليج] وثيق الصلة بتطور تجربة السودانيين مع مجتمعات هذه البلدان. ذلك أن علاقة السودانيين[ و غيرهم ] ببلدان النفط متأخرة ،فحتى منتصف الستينيات لم يكن لبلدان الخليح وجود في المخيلة الشرقأوسطية للسودانيين ،بينما اقتصرت صورة المملكة السعودية على فولكلور الحج التقليدي.
و قد بدأت علاقة السودانيين الفعلية مع مجتمعات بلدان النفط في مطلع السبعينيات ،مع بوادر النهضة الإقتصادية التي اعقبت استثمارات النفط في السعودية و بلدان الخليج.و هي علاقة بدأت في مقام العمالة و التبادل الإقتصادي و تطورت ، بعد منتصف السبعينيات، لعلاقة تأثير سياسي ضمن التورّم السياسي لبلدان النفط و ظهور السعودية كقوة اقليمية ذات بأس مستمد من توازنات السلطة و الثروة في المنظور التاريخي للحرب الباردة.و منظور الحرب الباردة في سبعينيات الشرق الأوسط عامر بالتحولات الكبيرة التي تمخضت إقليميا في عواقب هزيمة القوميين العرب أمام اسرائيل و تجربة حظر تصدير النفط التي قادتها مملكة الملك فيصل و صعود نجم السعودية كقائد للتكتل الإسلامي الوليد المتمدد ، بجاه "منظمة "الدعوة" [أو "التعاون" أو "المؤتمر" أو "الجامعة" أو "الرابطة »] الإسلامية "، التي انتفع بها السعوديون في إنتحال قوامتهم السياسية على المسلمين بين أفغانستان و آسيا الصغرى و اليمن لغايةالصومال و السنغال. و الجزائر و بعض مجتمعات المسلمين الأوروأمريكيين..
و صعود نجم السعودية الذي تزامن مع نهاية جيوبوليتيك الحرب الباردة و تفتح جيوبوليتيك العولمةفي نسختها الأمريكية منح السعوديين بأسا جديدا لم يكن في حسبانهم فتمددوا ، بين عشية و ضحاها في تيه العالم المترامي الأطراف بلا خارطة و بلا بوصلة و بلا دراية. و تدخُّل عرب النفط في مسارات الحراك الثوري الذي عرف بـ " الربيع العربي" ما هو إلا الطرف الظاهر من جبل الجليد السعودي الغارق في لجة بحر العولمة.، فالسعودية وحدها تنفق المليارات من الدولارات في العالم ، لا لتدعم المساجد و المراكز الإسلامية التي يديرها الوهابيون، و إنما لتقوي نفوذها المعنوي في مراكز الإستنارة ومراكز الأعلام و الإشعاع الثقافي في العالم الغربي و في البلقان و بلدان آسيا الصغرى و جنوب شرق آسيا و الهند و الصين.باختصار في العالم كله.و لو قارنا النفوذ المعنوي الذي بنته السعودية في بلادنا بنفوذها في بلدان العالم الأوروأمريكي أو الآسيوي للمسنا بيسر أن نفوذ التأثير السعودي ضعيف و سطحي في بلادنا بحكم قرب السودانيين اللصيق بدوائر السلطة الذي يمكنهم من رؤية العرى السياسي و الديني لملوك المملكة.بيد أن نفوذ السعودية المعنوي في المجتمع الأوروأمريكي لا يقل هشاشة عن نفوذهم في السودان و ذلك بسبب بعد الشقة الثقافية بين المجتمع الأورأمريكي و المجتمع السعودي. و هو بُعد يمنع الأوروأمريكيين من رؤية واقع المجتمع السعودي المعاصر في تشابكه مع العالم فيقعد بهم في حدود الكليشيهات الكولونيالية التي روجت لها النسخة الهوليودية لألف ليلة و ليلة.فالأوروأمريكيون قمينون بخياطةألف ثوب وهمي للملك ثم إقناع الملك بارتداء الثياب الوهمية و مرافقته عاريا في الشارع العربي و تصفية أي طفل يتجاسر على فضح الملك العريان.

و قد أورد الباحث و المؤرخ الفرنسي"بيير كونيزا"،في كتابه" دكتور سعود و مستر جهاد، الدبلوماسية الدينية للمملكة السعودية" عرضا وافيا لمساعي السعوديين للتأثير على مراكز الإستنارة في أوروبا و أمريكا.
و في هذا الكتاب الذي كتب مقدمته وزير الخارجية الفرنسي الأسبق " هيوبير فيدرين" ، يكتب "بيير كونيزا" أن بعض جامعات أمريكا و بريطانيا و روسيا المهمة تلقت الدعم المالي من المملكة منذ عهد الملك عبد العزيز الذي شمل بعطاياه جامعة كاليفورنيا، سانتا باربارا،كما شمل الملك فهد بعطاياه كلية الحقوق بجامعة هارفارد مثلما شمل مدرسة الدراسات الشرقية و الإفريقية بجامعة لندن، بينما تولى الأمير نايف نفقات بروفسور مقيم بجامعة موسكو إلى جانب عطاياه الكريمة لجامعة كولورادو الأمريكية و جامعة واشنطن و ديوك يونيفيرسيتي بكارولينا الشمالية و جامعة هاوارد بواشنطن و جامعة جون هوبكنز بميري لاند و معهد الشرق الأوسط بواشنطن و جامعة شو بكارولينا الشمالية و جامعة سيراكيوز بنيويورك. و قدمت المملكة مبلغ عشرة ملايين من الدولارات لجامعة ييل لدعم مركز دراسات القانون و الحضارة الإسلامية. و قد دفعت العائلة المالكة لجامعتي هارفارد و جورج تاون مساعدة بمبلغ أربعين مليون من الدولارات.إن جمعيات الطلاب المسلمين و منتبر النقاش الإلكترونية التي تشجعها هذه الجامعات تتكشف أحيانا عن مفاجآت شبابية فريدة :فالمدعو مهدي ك. الحسني، الذي يشغل منصب المستشار الخاص لرئيس هيئة الأركان بمجلس الأمن القومي الأمريكي، كان في شبابه قريبا من تنظيم الأخوان المسلمين حينما كان يدرس في جامعة جورج واشنطن بين 2005 و 2006... »ـ
Pierre Conesa,Dr. Saoud et Mr.Djihad,
La Diplomatie religieuse de l' Arabie Saoudite

كل هذا الصرف الفادح لم يمنع دوائر الإستنارة في الولايات المتحدة من التباعد النقدي الصريح عن الصديق السعودي حين انفجرت فضيحة إغتيال الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية السعودية باسطنبول :

كتبت أيلين كينسيلا[Eileen Kinsella, January 28, 2019]
في
artnet.com
تحت العنوان" بعد أربعة أشهر من إغتيال جمال خاشقجي ما زال هناك بعض قادة الرأي الثقافي في الغرب يمدون يد العون للسعودية لتصبح وجهة سياحية عولمية »ـ
و العنوان يضمر استنكارا مبطنا لوقوف المسؤولين الدوليين إلى جانب المشاريع الثقافية للمملكة السعودية. إذ شهد العالم الغربي تراجع بعض المؤسسات الثقافية المهمة عن المشاريع الفنية المكلفة التي ابتدرت مع سلطات المملكة.مثل قيام متحف المتروبوليتان الأمريكي و متحف بروكلين برد الدعم المالي المهم الذي قدمته المملكة السعودية للمتحفين و تراجعهما عن المشاريع الفنية المتفق عليها قبل إغتيال جمال خاشقجي في قنصلية السعودية باسطنبول.
تقول "كينسيل"ا في مقالها أنه بالرغم من مرور أشهر على تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي لصالح إدانة محمد بن سلمان و تحميله مسؤولية إغتيال خاشقجي، و بالرغم من قيام المتاحف الأمريكية برد المساعدات المالية التي قدمتها لهم السعودية و إنسحاب عدد من المسؤولين الثقافيين عن المشاريع الثقافية المشتركة مع المملكة السعودية[ "غلين لوري" مدير متحف الفن الحديث " موما" و "ريتشارد برانسون" البليونير الأمريكي صاحب مجموعة " فيرجين"]، إلا أن هناك عدد من المسؤولين الدوليين المهمين ما زال يواصل التعاون مع سلطات المملكة السعودية التي بدت مصممة على مواصلة طموحها بأن تصبح قبلة ثقافية دولية بأي ثمن.
و في ما يشبه عملية التشهير، أوردت "آيلين كينسيلا"أسماء مجلس المستشارين الغربيين المتعاونين مع سلطات المملكة في المشروع الآثاري المعروف بـ "مشروع العُلا" في الموقع الأثري الإنطيقي الواقع على بعد ما يقارب المئتي ميل شمال المدينة. و هم : "آلان شوارتزمان" المدير المشارك لـشعبة الفنون الجميلة بـ"ساوثبي" و "إيرينا بوكوفا" المديرة العامة السابقة لليونسكو و "جاك لانق" وزير الثقافة الفرنسي الأسبق و المدير الحالي لمعهد العالم العربي بباريس و " جيرار مسترالي، رئيس شركة "سويز" الفرنسية و مدير الوكالة الفرنسية لتطوير موقع العلا،و "آنيتا مانديراتا" مستشارة السياحة و السفر، و مصمم الرقص البريطاني "ويل تاكيت" و السير " جورج جاكوبسكيو" المسؤول عن مجموعة "كناري وارف قروب" للتنمية.و الآثاري "لاري كوبن" و " سارا كيندرداين"مصممة المعارض ومنظمة التظاهرات الجماهيرية.
طبعا، لم يعرف عن أي من هؤلاء السادة و السيدات أي استنكار، و لا حتى " بُغُمْ" صغيرة، في موضوع إغتيال خاشقجي الذي سارت به الركبان، لأن "آيلين كينسيلا" حاولت استنطاقهم في موضوع تعاونهم مع المملكة السعودية فلاذ بعضهم بالصمت و أقر البعض الآخر بانخراطهم في مشروع العلا في إقتضاب غايته التخلص من إلحاح "كينسيلا". و السبب بسيط ،هو أن البترودولار اقوى من أي وازع أخلاقي يمكن أن يخاطر هؤلاء المثقفين و المسؤولين الدوليين بالجهر به.
مجموعة ردود الأفعال التي تلت حادثة إغتيال خاشقجي تضيئ الواقع الثقافي الجديد لعولمة الثقافة و الذي يطرح مستوى بالغ التركيب من التشبيك الإعلامي بفضل تطور وسائل الإتصال.في هذا الواقع الثقافي الجديد صار من الصعب على السلطات السياسية تمرير التجاوزات الأخلاقية التي كانت أعرافا مرعية في العالم القديم.
و من يتأمل في ظاهرة ثورات ما يسمى بـ " الربيع العربي" يلمس أن الشعوب العربية و غير العربية، قد فلتت من قبضة السلطات السياسية بشكل حاسم، لكن يبقى السؤال قائما حول فرصة هذه الشعوب في الفلتان من السلطات الموازيات القابضات على أزمّة وسائل التواصل الإجتماعي و التي صارت تنتفخ و تتغول على خصوصيات و عموميات البشر بشكل غير مسبوق..

و قد شهد السودانيون تطفل السعودية و الأمارات في الشأن السياسي السوداني مع صعود نجم الأخوان المسلمين في سودان النميري، و هو الصعود الذي مكّن الإسلاميين من الركوب على ظهر الدولة السودانية و الذي أدى بنا لـ "قوانين سبتمبر" و حرب الجنوب الثانية انتهاءا بإنفصال الجنوب و ما كان من اشتعال حروب الهوامش و هلمجرا...
و في تجربة السودانيين مع صعود النفوذ السعودي في السودان، أذكر أنه في سودان السبعينات بدأت المملكة السعودية تمول جملة من المؤسسات الإسلامية في مجالات أعمال البر، و في مجالات التربية[ الجامعة الإسلامية في أمدرمان لتدريس علوم الدين] و الإقتصاد [ المصارف الإسلامية]، وفي نفس الفترة، أذكر أن السلطات المايوية حرّمت اليانصيب الوطني المعروف بـ " توتو كورة" بطلب من المتشددين السعوديين. ثم توالت بعد ذلك جملة من الحوادث ذات المدلول السياسي مثل صدور كتاب جعفر نميري " النهج الإسلامي لماذا؟" في النصف الثاني من السبعينات ثم " منع بيع الكحول و قفل المطاعم في نهار رمضان بأوامر جمهورية، و انعقاد المؤتمر الإسلامي العالمي بتمويل من منظمة الدعوة الإسلامية، و الإحتفال بمرور خمسة عشر قرنا على الإسلام في السودان ثم تعديل الدستور و القوانين لفرض الشريعة الإسلاميةو فرض الزي الإسلامي على تلميذات المدارس الإبتدائية و تطبيق عقوبات الحدود في محاكم الطوارئ إلخ. و لعل ذروة نجاح التأثير الوهابي في المشهد السياسي السوداني تمثلت في محاكمة و اعدام الأستاذ محمود محمد طه دون أن يحرك العالم الحر ساكنا .بعد هذه التطورات لم يكن من المستغرب أن يتحرك الإنقلابيون المتأسلمون من ابناء الطبقة الوسطى العربسلامية في السودان ليستولوا على السلطة بذريعة "إنقاذ" الوطن بالطريقة الإسلامية..
طوال كل هذه الحقب ظل الديموقراطيون السودانيون يكابدون صنوف القهر و الإستبعاد، و التشريد و التصفيات الجسدية من طرف الأجهزة الأمنية المختلفة الولاءات و التي ظلت تتوارث قوائم المعارضين الديموقراطيين على اختلاف الأنظمة ، حتى أدركهم زمان صار الناس يعيرونهم فيه بـ " إدمان الفشل" و الركون إلى " المهارب" و استعذاب الصفع على الخدود و غير ذلك كثير..


في كل هذه الحقبة الدامية ظل السودانيون ـ تحت ضغط الأزمات الإقتصادية المتلاحقة ـ ظلوا يطلبون الهجرة لبلدان النفط حتى استقروا فيها بالملايين تحت شروط ثقافة "الكفيل" المذلةالتي تمسخ المهاجر من شخص يبيع قوة عمله في سوق العمل لنوع من رقيق طوعي يعمل بلا حقوق و بلا كرامة أيا كانت.
[ أنظر الرابط

https://www.sudaress.com/sudaneseonline/25881
حول إعلان تخديم فتيات بيضاوات في الكويت]

.بل أن تقليد ثقافة "الكفيل" تمدد خارج منطقة العمالة المهنية ليشمل الإرتزاق في سوق الحرب التي تشنها السعودية و الأمارات ضد اليمنيين. و عشرات الآلاف من الجنود السودانيين الذين يحاربون في اليمن " دفاعا عن الحرمين"،صاروا أكبر عقبة أمام استكمال ثورة السودانيين لأهدافها في الحرية و السلام و العدالة.
كل هذا الواقع طور بين السودانيين موجة من مشاعر الغضب و الإستهجان تجاه مواقف عرب النفط من المجلس العسكري الإنتقالي الذي ظل يتلقى الدعم السياسي و الدبلوماسي و العسكري و المالي من طرف عرب النفط حتى يضمن لهم استمرار توريد الجنود السودانيين في حرب اليمن التعيسة.

و في هذا المشهد ترد كتابة فضيلي جماع كتعبير صادق عن ما يعتمل في افئدة السودانيين تجاه هذا الشيئ الذي صار اسمه " العرب".و من يقلّب صفحات منابر التواصل الإجتماعي التي يبذل عليها السودانيون منازعاتهم الإجتماعية يلمس بسهولة التحول الكبير الذي أدرك منازعة الهوية التي لم تفقد مركزيتها السياسية القديمة ، و إن فقدت تركيبها المفهومي بفضل الإنفعال العاطفي و الغوغائية السياسية. لكن كلمة فضيلي ،التي تلفظ العربنة و تتبنى الأفرقة، لا تهتم حقيقة لا بالعروبة أو بالأفريقية إلا كعلامات[" براند"]، على صور لا يراها سوى السودانيين من منظور إشكالية الهوية الذي انطرح عليهم ضمن محور الثنائية الآفروعروبية..
لقد خبر السودانيون منازعة الهوية في وقت مبكّر، قبيل سنوات الإستقلال، و جالوا في شعابها المفهومية و خرجوا منها بأكثر من منفعة. و في مطلع الستينيات كان الناس يخوضون في اشكالية الإنتماءفي براءة سياسية لم يكن يلبّكها، بعد، الغرض السياسي لجيوبوليتيك النفط ، الذي أخذ يتربص بهم مع مطلع الثمانينيات. و مع الثمانينيات انقضى الزمان الذي كان الناشط السياسي السوداني فيه ،في براءة اللؤلؤة المكنونة في حرز المحارة، ينظّر ـ على حل شعره ـ لـ "طريق تطوّر غير رأسمالي"[ عبد الخالق محجوب] و يخترع "رسالة ثانية" لإسلام القرن العشرين[ محمود محمد طه] و يهب أدب الصحراء العربية نفحة من بلاغة الغابة الإفريقية. في ذلك " الزمن الجميل" جاز للشاعر السوداني النور عثمان أبكر أن يجهر بـ " لست عربيا و لكن.."، دون أن يستثمر ساسة الهوامش قولته في تمكين مقولات التهميش الإفريقي المستوطن بين ظهرانينا منذ أقدم العصور، كما ساغ للشاعر صلاح أحمد ابراهيم أن يجهر بـ " نحن عرب العرب" دون أن يخطر ببال دعاة التمركز العروبي تكريسه ناطقا باسمهم و دون أن يخطر ببال الأفريقانيين إحالته لدوائر سلطات البترودولار . في ذلك "الزمن الجميل" لم يكن سدنة يوتوبيا "الغابةو الصحراء " يتصورون أن الأزمة الإجتماعية الكونية ستلقي بهم جميعا في شعاب المهاجر يقتاتون من خدمة البترودولار ،[ النور عثمان في عاصمة قطر و صلاح أحمد ابراهيم في سفارة قطر بباريس]، و لا جناح فالأرزاق بيد الله.
و مع تسعينيات المقاومة ضد ديكتاتورية الإنقاذ ساغ لتحالف المقاومين العلمانيين استثمار مفهوم الهوية "السودانوية" الذي يعلي من شأن الجماعة المخلّسة بين العرب و الزنج ، ضد جماعة الصفاء العرقي و الديني التي انتحلت السلطة و الثروة بذرائع العرق و العقيدة.و لقد استأسد المستعربون المتأسلمون على جملة الفالتين من قدر الإستعراب في السودان بجاه البترودولار. ضد هذا الواقع المظلم لم يجد العلمانيون أفضل من أدب التمازج الذي صاغه سدنة " الغابة و الصحراء" فزجوا بنا في حظيرة اليوتوبيا السنارية و لم يدر بخلدهم أن جعفر نميري مكّن الدعاة الإسلاميين المسلحين باليقين الوهابي و بالبترودولار من أبواب سنار يضبطون الدخول و الخروج باسم شرع الإسلام السعودي.
. و لقد بلغت بنا الحسرة أننا اضطررنا لسماع الساسة الجهاليل الأكثر بعدا عن الأدب يشنفون آذاننا بذلك المقتطف المغدور من قصيدة عبد الحي " العودة إلى سنار" :
"
بدوي أنت؟
لا
من بلاد الزًّنج؟
لا
أنا منكم. تائه يغنيٍ بلسانٍ
ويصلي بلسان"

لقد انقضى " الزمن الجميل" الذي كان صرحا من خيال فهوى، و استيقظنا في وسط الخراب الغامر
لأن الناشطون الحانقون على عرب السعودية و الأمارات زهدوا في منطق التخلّس الزنجعربي وجنحوا للزنوجة الإفريقية الخالصة ـ و فيهم من بلغ به الإشتطاط حد معاداة الإسلام على ذريعة أن العروبة و الإسلام «كيف كيف»كما يعبر عرب المغرب. بينما انحط المستعربون المتأسلمون القابضون على السلطة و الثروة لمقام الجنجويد العاير في مستودع التعدد السوداني و الأجر على الله و بالبترودولار كمان...
كلمة فضيلي جمّاع تنضوي تحت أدب الهويولوجيا السودانية الذي ألهم مثقفي الطبقة الوسطى الحضرية المناورة من مسافة مفاضلة تيسّر لهم الحديث عن العرب و الأفارقة بضمير الغائب. هذا التباعد النفسي من العرب و من الأفارقة يتيح صيانة الوهم العرقي الصلد الذي يضم صفاء كل من الفئتين العرقيتين المتقابلتين.لكن واقع التداخل و التمازج العرقي و الثقافي في إفريقيا يكذب كل مزاعم الصفاء العرقي التي يروج لهامستعربو السودان و مستفرقوه، لأن عرب القارة الإفريقية يمثلون فيها كأحد تجليات تعدد المجتمع الإفريقي مثلما يمثـُل أفارقة العالم العربي كأحد تجليات تعدد عرب آسيا.و لو كان للمجتمع الإفريقي إرثا حضاريا يعتد به فهو في واقع تعدده العرقي و الثقافي البالغ الخصوبة. و حين يتحدث كاتب عربي إفريقي من مقام الشاعر فضيلي جمّاع عن العرب بصيغة ضمير الغائب فهو ينسحب من أصالة إنتمائه الإفريقي و يصادر حق عرب السودان في الإنتماء للقارة الإفريقية و يجعل منهم فئة دخيلة قابلة للخلع أو الترحيل لموطنها الإبتدائي المزعوم في شبه جزيرة العرب. و حين يتساءل فضيلي جماع عن مضمون الحديث القائل بأن"كل من تكلّم العربية فهو عربي"، فهو يتناسى أن الإنتماء إنما يصدر عن رغبة الإنسان في موضعة ذاته في تيه الوجود، لا عن تملكه لأي مهارة من مهارات الأداء الإجتماعي. فالعرب يصبحون عربا لأنهم، في لحظة وجودية اختاروا هوية العروبة.و لو وجد السودانيون يوما مصلحتهم في الإنتماء لهوية "واقواقية" فذلك حقهم و إن أنكرهم سكان الواقواق الأصليون. و لو تبعنا تساؤل فضيلي جماع في في سيرة الإنتماء بذرائع المهارات اللغوية عند كل من "سوينكا" و" سنغور" و" سيزار" فسوينكا كاتب إنجليزي من أصل نيجيري لأنه يكتب ضمن تقليد الأدب الإنجليزي، مثلما سنغور الكاتب الفرنسي من أصل سنغالي و سيزير الكاتب الفرنسي من أصل مارتنيكي، يكتبان ضمن تقليد الأدب الفرنسي، مثل فضيلي جماع الذي يساهم بأدبه في صيانة تقليد الأدب العربي.و لو شئت شططا قلت أن " سوينكا" إنجليزي أسود مثلما "سيزار"فرنسي اسود مثلي أنا الشايقي الفرنسي الكردفاني ، و لو نظرت في تاريخ "سنغور" فهو كان نائبا في البرلمان الفرنسي مثلما كان عضوا في الأكاديمية الفرنسية .طبعا الهوية الانجليزية لـ"سوينكا" والهوية الفرنسية لـ"سنغور" تطعنان في مبدأ النقاء العرقي المزعوم للهويات الأوروبية التي تمددت و تغولت و افترست هويات الآخرين و لم تترك منها سوى "عصبة الطنبور" التي تتيح للشعراء و الغاوين التغني بأضواء النجوم الآفلة منذ عهد كوش و شركاه.

سأعود
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

تأكيد سعودي على دعم استقرار السودان؟

مشاركة بواسطة حسن موسى »





تأكيد سعودي على دعم استقرار السودان
خلال استقبال خادم الحرمين للبرهان وحمدوك


الاثنين - 07 أكتوبر 2019 مـ

الرياض: فتح الرحمن يوسف


استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في الرياض، أمس، رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، وذلك في أول زيارة خارجية مشتركة للمسؤولين السودانيين منذ تكوين هياكل الحكومة الانتقالية في أغسطس (آب) الماضي.

وتضع الزيارة البلدين على أعتاب مرحلة جديدة لتعزيز العلاقات. ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس)، فإن خادم الحرمين الشريفين أبدى خلال جلسة محادثات رسمية مع البرهان وحمدوك، تمنياته للسودان دوام الاستقرار والازدهار، فيما أكد البرهان اعتزاز بلاده بمواقف المملكة مع السودان وحرصها على أمنه واستقراره.

واستعرض اللقاء العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، وسبل تعزيز وتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات فيما أقام خادم الحرمين الشريفين مأدبة غداء تكريماً للمسؤولين.

وذكرت وزارة الخارجية السعودية في حسابها على «تويتر»، تحت عنوان «من أجل السودان وشعبها الشقيق السعودية والسودان بلد واحد»، أن السعودية تبذل مساعي قصوى من أجل السودان إذ تعمل على رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وأشارت إلى أن السعودية تعمل على إقامة عدد من المشاريع الاستثمارية الطموحة إلى جانب تجويد المشاريع القائمة، في حين يسعى السودان إلى دعم المملكة في المحافل الدولية وتهيئة بيئة الاستثمار والتوسع الزراعي.

وفي هذا السياق، قال السفير السوداني لدى السعودية الدكتور عبد العظيم الكاروري في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن «مباحثات خادم الحرمين مع البرهان وحمدوك وضعت لبنة جديدة في تعزيز العلاقات بين البلدين»، وأكدت المضي قدماً في العمل المشترك والتعاون في المجالات كافة.

ونوّه بتشديد الملك سلمان على تعزيز العلاقات التاريخية بين الرياض والخرطوم وتأكيده دعم المملكة للسودان في جميع المجالات. ولفت الكاروري إلى أن الفريق البرهان والدكتور حمدوك، «شددا على تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين، وأكد أهميتها وتطويرها، ووقوف السودان مع المملكة، إذ أن أمن المملكة من أمن السعودية والعكس صحيح».

وحضر المباحثات من الجانب السعودي، الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض، والأمير الدكتور منصور بن متعب وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والدكتور إبراهيم العساف وزير الخارجية، وأحمد قطان وزير الدولة لشؤون الدول الأفريقية «الوزير المرافق»، وعلي بن حسن جعفر سفير السعودية لدى السودان.

ومن الجانب السوداني، أسماء محمد وزيرة الخارجية، والدكتور إبراهيم البدوي وزير المالية، ومدني عباس وزير الصناعة والتجارة، والفريق أول أبو بكر حسن مدير جهاز المخابرات العامة، والفريق ركن محمد علي الأمين العام لرئاسة الجمهورية، وعبد العظيم الكاروري سفير السودان لدى السعودية.

الرابط

https://aawsat.com/home/article/1934496/تأكيد-سعودي-على-دعم-استقرار-السودان

سأعود
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

الكفيل الثقيل

مشاركة بواسطة حسن موسى »



الكفيل الثقيل



صحيفة جزائرية: الإمارات شريك “ثقيل” واتهامات لها بالسعي لخنق الحراك الشعبي


لندن ـ “القدس العربي “:

اعتبرت صحيفة «الوطن» (خاصة صادرة بالفرنسية) في الجزائر أن زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان إلى الجزائر أعادت طرح التساؤل حول طبيعة العلاقات الجزائرية ـ الإماراتية، حتى وإن كان هناك تشاور بين البلدين بخصوص الملفات الدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الملف الليبي، بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي، في ظل استثمارات تصل إلى 10 مليارات دولار وحديث إماراتي عن رفع الاستثمارات إلى 20 مليار دولار.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة وزير الخارجية الإماراتي للجزائر جاءت غداة زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مما طرح الكثير من التساؤلات، خاصة في ضوء التوتر الشديد في علاقات البلدين، ودعم الإمارات للمشير حفتر في ليبيا، وفي المقابل دعم تركيا لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا.
وذكرت الصحيفة أنه بصرف النظر عن الاعتبارات السابقة، فإن الإمارات في المخيال الشعبي لها صورة مختلفة، وأن اسم هذه الدولة كان حاضرا في المظاهرات والحراك الشعبي، بدليل أن الجماهير التي كانت تنزل إلى الشارع كانت تهتف «اذهبوا لإجراء انتخابات في الإمارات »، وأن اسم هذه الدولة ارتبط بكلمات مثل « الغموض » و “الثورة المضادة ” و « اللوبيهات المشبوهة »، وأن هناك اتهامات للإمارات بالسعي لخنق الحراك الشعبي في الجزائر، وبتمويل الذباب الالكتروني.
وفي هذا السياق عجت مواقع التواصل الاجتماعي بكثير من التعليقات بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الإماراتي للجزائر.
وذكرت الصحيفة بمساهمة نشرها الباحث في الشؤون الجيو سياسية علي بن ساعد أن الإمارات في الجزائر غير الظاهر للعلن، يتم تسييره بنوع من الغموض بين عصب السلطة، لأنه يتضمن ترتيبات مشبوهة، وأنه من بين التأثيرات الخارجية الأكثر أهمية وفاعلية، وأن هذا التأثير يعود للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي مكن الإماراتيين من التغلغل داخل دواليب النظام وتشكيل توابع لهم.
وذكر الباحث أن الإمارات نجحت في أن تتحول إلى مزود للجيش الجزائري بالسلاح والعتاد، بأسعار مرتفعة، رغم أنها لا تنتج ما تبيعه، متمكنة في ذلك من تجاوز دول كبرى في مجال التسليح، معتبرا أن الجزائر كان بإمكانها الحصول على ما تحصل عليه من الإمارات من المصدر الأصلي وبسعر أقل، متسائلا عن الفائدة بالنسبة للجزائر من ربط مصيرها ومصير جيشها بدولة لا تتحكم في أي تكنولوجيا، بل وتلعب دورا مشبوها في زعزعة استقرار المنطقة، الأمر الذي يتناقض مع المصالح الجزائرية.
وأشارت أيضا إلى مساهمة نشرها الباحث في الشؤون السياسية سيباستيان بوسوا في مجلة “لوبوان” الفرنسية والتي تحمل عنوان « الإمارات .. زعيمة الثورة المضادة »، والتي قال فيها إننا إذا نظرنا إلى ما يجري حوض المتوسط من مصر والجزائر مرورا بالسودان، فإنه من الصعب إعطاء توقعات بشأن فرص دمقرطة المنطقة التي تعاني من مشاكل عدة، في حين أن الإمارات التي تقدم نفسها كوسيط لحل الأزمات، تسعى لتطبيق نفس الدواء في كل مكان، وهو خنق الديمقراطية، وأن هذه الدولة تشن حملة ثورة مضادة فعالة وراديكالية في العالم العربي.

الرابط
https://www.alquds.co.uk/صحيفة-جزائرية- ... -ثقيل-وات/
ياسر الشريف المليح
مشاركات: 1745
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:24 pm
مكان: ألمانيا
اتصال:

مشاركة بواسطة ياسر الشريف المليح »

سلامات يا حسن وعساك طيب

https://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/ ... 0212&rn=28

بسبيل التشبيك من شبك يشبك فهو مشبوك وقيل مُشبَّكٌ
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

و ما السعودية؟

مشاركة بواسطة حسن موسى »



و ما السعودية؟


بالأمس حلمت بانني فراشة.
اليوم لم أعد أدري ما إذا كنت رجلا يحلم بانه فراشة
أم فراشة تحلم بأنها رجل

تشوانغ تسيو
فيلسوف صيني تاوي
القرن الرابع قبل الميلادي



ما السعودية؟
هل هي رجل؟ أم هي فراشة؟
هل هي يوتوبيا الإسلام و قبلة المسلمين من كل فجاج الأرض؟
أم هي شركة محدودة المسؤولية مملوكة لعشيرة آل سعود؟
أم هي وطن الأعراق التي استوطنت أرض شبه الجزيرة العربيةو عرّفت فيها معاني مواطنة على مرجع التقليد الأوروبي الشوفيني؟
أم هي مجرد قاعدة متقدمة لقوى رأس المال في ديار المسلمين؟
السعودية هي كل هذه الأشياء مجتمعة.إنها أستثمار خاص بعشيرة آل سعود مثلما هي قبلة المسلمين و وطن الأعراق التي استوطنت صحراء شبه الجزيرة العربية مثلما هي أهم حلفاء دوائر رأس المال الأمريكي.و هي فوق كل ذلك رجل يبحث عن هوية الفراشة في عالم لا يطيق خفة الفراشات.
هذا الكيان السياسي المتحول،كل يوم في شأن،سيظل يطرح على أهله و على العالم المزيد من
الأسئلة عن هويته المتعددة الأوجه.و الإشكالية ا الآيديولوجية المركبة للسعودية تستبطن المنازعة الطبقية المعاصرة في جملة أوجه تحققها الدينية والجمالية و الجندرية و العرقية و السياسية.وقد منحتنا السعودية مؤخرا عينة من إشكاليتها الوجودية من خلال المنازعة التي انفجرت في وسائل التواصل الإجتماعي أثر نشر "كليب" مغنية الراب السعودية المسماة "أصايل".و الفيديو يبدأ بالمغنية السمراء الشابة ،سافرة و مشمرة عن ساعديها تخاطب المشاهد :"أنا بنت مكة"، فخورة بإنتمائها لهذه المدينة المقدسة. لكن المدينة ـ أي مدينة ـ بالنسبة لأهلها،هي المكان الذي ترعرعوا و شبّكوا فيه علاقاتهم و اثـّثوه بوقائع حيواتهم و بذكريات يفاعتهم و جملة مكونات أدبهم الوجودي.أما المدينة ،كتجسيد للقداسة الدينية،[أو السياسية] فهي تمثل كصدى بعيد لخطاب البروباغندا المحنط في اللغة الرسمية، هذه المدينة الملتفعة بقداسة مزيفة هي مدينة السلطات التي انتحلت سلطة القداسة.و لعل خطيئة المغنية الكبرى، التي اثارت حفائظ السلطات تتمركز في تجاهلها العفوي لمكة الرسمية، مكة الرمز السياسي و الديني، و تقديمها لمكّتها الشخصية، مكة المستبعدين الذين انتهزوا فجوة الـ"أميريكان وي أو لايف" التي نخرتها سلطات "إم .بي .إس."،في استحكامات الذهنية الوهابية البائدة، فتسلّلوا في أرض التعبير الفني بمطالب الطبقة و الجندر و العرق ،و أفسدوا على أعيان الطبقة الوسطى السعودية بهجة الصفاء الشوفيني العرقي الذكوري.
لقد ترجم أعيان الطبقة الوسطى أغنية "بنت مكة" كإهانة موجهة لمكّتهم، في حين ان المغنية عبّرت عن فخرها بإنتمائها لمكة الناس العاديين الذين يخلّقون ابعادها الإنسانية بحضورهم اليومي.طبعا لمكة الرسمية أكثر من رب يحمونها، و في مقدمتهم" أمير مكة "،خالد الفيصل، الذي أمر "بإيقاف المسؤولين عن إنتاج فيديو أغنية الراب (بنت مكة) الذي يسيء لعادات وتقاليد أهالي مكة ويتنافى مع هوية وتقاليد أبنائها الرفيعة.. تضمن توجيه سموه إحالتهم للجهات المختصة للتحقيق معهم وتطبيق العقوبات بحقهم".
الرابط
https://www.aljazeera.net/programs/aja- ... ية-بنت-مكة
و من وراء "أمير مكة" تتوالى عشائر المدافعين الاسافيريين عن شرف مكة من الـ"تويتيين" و الـ "فيسبوكيين" والـ "يوتوبيين "،ممن وجدوا في الهجوم على "بنت مكة" فرصة ذهبية لمداهنة السلطات و تملق الركاكة الأخلاقية لطبقة وسطى سعيدة بترهات صفائها العرقي و الشوفيني التافه الضيق الأفق.لكن نقاد" يوتيوب" البواسل، الذين انطلقوا في حرب" بنت مكة"، يقعون في شر أعمالهم حين ينزلقون من مقام نقد الأغنية لمقام الهجوم العرقي السافر على هؤلاء الشباب المكّيين الذين غنوا و رقصوا اعتزازهم البريئ بنسختهم المكية من المكان و الزمان . فصاحب قناة"ديمون"
Demon
["الشيطان"] ،المتخصصة في نقد الراب العربي ،و الذي يتكلم بلهجة شامية، مؤمركة بـ"واطزافاك" عشوائية مشاترة، ينبّه مغنية"بنت مكة" لضرورة مراعاة لائحة الذوق العام للمجتمع و للمدينة التي يعرّفها هو كـ"أطهر مكان على وجه الكرة الأرضية"[ نوكيدينغ]،و يقول:ـ "أنا ما راح أطلع أعمل شيئ المجتمع شايفه غلط.»و"استايلك كان مستفز بالنسبة للمجتمع و بالنسبة للمدينة اللي إنتي فيها".أما صاحب قناة "الأناوي"
ellanawy
الذي يتكلم بـ"هرجة" سعودية سعيدة، فهو أيضا يتذرع بالدفاع عن مكة" قبلة المسلمين والمسلمين في كل العالم يفخروا بمكة لأنها بيت الله"،كما يتذرع بقلة إلتزامها بالزي الشرعي ليلومها على الكشف عن ساعديها و جسمهاو يخلص إلى النطق بضمير جماعة مكية غميسة:» نحن مو كدا نهائيا و لا بنات مكة كدا و لا بنات المسلمين كدا"،
و في نهاية كلامه يذهب لتحريض ملة المسلمين على بنت مكة حين يقول : " خلاصة الموضوع يا مسلمين إن أحنا مسلمين، إحنا هنا في بلاد الحرمين و المسلمين في كل العالم يعتبرونا قدوة"[ أي و الله  "قدوة" و كل شي في الحيا جايز على قول رمضان زايد]،و بعد تحريض المسلمين يخلص "الأناوي" لتحريض سلطات الدولة على المغنية في قوله"في جهات معنية في الدولة ممكن تاخد الموضوع دا بالقوة".هؤلاء الأراذل الذين نصبوا ذواتهم "مُطوّعين"يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر في فضاء الراب العربي، تجاهلواـ عن سبق القصد و الترصد ـ أن الراب هو اولا و أخيرا فن التمرد على ثوابت المجتمع و أعرافه و تقاليده البائدة.الراب هو فن الفقراء و المستبعدين ظهر في الشارع و نما و تطور بإمكانات الشارع ،و ضمانة حريته الخلاقة تبقى في الشارع، بعيدا عن رقابة السلطات بأنواعها.طبعا سلطات السوق التي استشعرت في شعبية الراب فرص استثمار لم تتوانى في الهجوم على فضاء الراب بآلات السوق الكبيرة و سعت لتدجينه بفرض مسوخ غريبة انتحلت لمتمردي الراب صورة المجرمين المستعدين لكل شيء مقابل المال، من شاكلة المسخ الأمريكي الاسود"ليل واين" الذي تداولت الاسافير فضيحته مع سلطات مطار الرياض و ما كان من أمر" صاحب السمو الملكي " الذي حضر بنفسه لمواساة المغني بالعطايا و الهدايا الملكية.
انظر الروابط

https://www.youtube.com/watch?v=dSq6YWsicu0

https://www.youtube.com/watch?v=WpFcsWWMFbs

https://www.youtube.com/watch?v=TYK65uT1c58


سأعود
أضف رد جديد