مِحور الشر الثُلاثي... جنرالات باسِطون أذرعهم بالوصيد (3/3)

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
فتحي الضو
مشاركات: 250
اشترك في: الأربعاء مايو 21, 2008 12:23 pm

مِحور الشر الثُلاثي... جنرالات باسِطون أذرعهم بالوصيد (3/3)

مشاركة بواسطة فتحي الضو »

مِحور الشر الثُلاثي... جنرالات باسِطون أذرعهم بالوصيد (3/3)
جنرال الكهف

فتحي الضَّو
استعنت بكتابي الأثير (سيكولوجية الجماهير) لمؤلفه المفكر الفرنسي ذائع الصيت غوستاف لوبون، لعلني أجد فيه تفسيراً يعينني على فهم ظاهرة جنرال الكهف المُحيرة، فقدرت أن أقتبس منه ما يلي: (من بين جنرالات الفرقة العسكرية كان يوجد جنرال اسمه أوغيرو، وهو رجل مرتزق بشكل بطولي ومبتذل. وكان فخوراً بقامته العالية وشجاعته. وقد وصل الجنرالات إلى المقر العام للقيادة بنفسية غير راضية عن هذا الانتهازي الصغير الذي أُرسل لهم من باريس "أي نابيلون". وبحسب الوصف الذي كان قد وصلهم عنه فإن أوغيرو كان شتَّاماً ومُحباً للعصيان بشكل مُسبق. كانوا يقولون بأنه الأثير لدى باراس، وأنه أحد الجنرالات الذين خاضوا معارك منطقة الفاندي غرب فرنسا، وأنه جنرال شوارع، ويُنظر إليه كالدُب لأنه يفكر دائماً في وحدته، وأنه ذو هيأة صغيرة، وأنه مشهور بعقل رياضي وحالم في آن. ثم أدخلوهم عليه وتركهم نابيلون ينتظرون فترة طويلة قبل أن يستقبلهم. ثم ظهر أخيراً وهو مُزنر بسيفه، ثم لبس رداءه، وشرح مواقفه، وأعطاهم الأوامر وصرفهم. وقد دُهش أوغيرو إلى حد أنه بقي صامتاً لا ينبس ببنت شفة. ولم يصح من صدمته إلا بعد أن خرج حيث عاد إلى طبيعته العادية. واتفق مع ماسينا على القول بأن هذا البونابرت الصغير قد أخافه ولم يفهم سر الرهبة التي سيطرت عليه من أول نظرة).
مضى لوبون في سرده الشيق (كان الجنرال فاندام، المرتزق الثوري، أكثر فظاظة وقوة من الجنرال أوغيرو. وقد قال عن نابليون للجنرال دورنانو في يوم من أيام عام 1815 وكانا يصعدان سوياً درج قصر التويلري: يا عزيزي، إن هذا الشيطان الصغير يُمارس عليَّ سحراً وجاذبية لا أستطيع أن أفهم سرهما. فأنا الذي لا يخشى الإله ولا الشيطان يصل بي الأمر إلى حد أني أرتجف كطفل عندما أقترب منه. ويستطيع أن يسلكني في ثقب الإبرة ويرميني في النار دون أن أحرك ساكناً) غير أنني ما إن فرغت من قراءة هذا المقطع حتى وجدت نفسي أتساءل: عن أي جنرالات يتحدث لوبون؟
(2)
واقع الأمر أن قصة جنرال الكهف تستحق أن تُروى بكل لغات العالم، حتى يدرك الناس أبعاد ظاهرة كونية يمكن أن تُضاف لعجائب الدنيا السبع. كما أنها تستحق أن تُدرَّس في الأكاديميات العسكرية، ويُحكى فيها عن جنرال رصع كتفيه بالنجوم وصدره بالنياشين والأوسمة التي تكاد تخلب الألباب، وهو لم يطَّلع في حياته على أبجديات العلوم العسكرية، ولم يخض حرباً رغم أن يديه ملطختان بالدماء. كما أن قصته تلك جديرة بأن تُحكى للصغار أيضاً، لكي يروُنها لأقرانهم عندما يشبون عن الطوق ويتداولونها كابراً عن كابر. وليت القائمين على الأمر يضيفونها للمناهج الدراسية، فلربما وجد فيها طالبو العلم سراً يفك طلاسمها، فكيف لجنرال يخوض في أمور السياسة وهو لا يملك من أمرها نصباً. وكيف (لطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل) يصبح بين عشية وضحاها في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود. فلا مناص إذن إن ظنَّ أن المال أقصر الطرق نحو السلطة. ولا غرو إن صار ذلك غاية همه ومبلغ علمه. ولم لا؟ ألم يصرف الجنرال على ذات الدولة من مالها الذي اعتبره (حلالاً بلالاً) له ولآله من الأسرة المالكة. خطر لي أن أطلق عليه (الجنرال X) إمعاناً في الغموض الذي يحيط به نفسه، فقد ظل ماضياً في طريقه لا يلوي على شيء، بينما الناس يسهرون ويتجادلون ويختصمون حوله.. هل هو جاهل أم متعلم؟ هل هو حاكم أم محكوم؟ هل هو غبي أم ذكي؟ هل هو إنس أم جان؟ وكأني به يقول ساخراً وما جدوى الأسئلة إن لم يرج من ورائها طائل!
(3)
يريد جنرال الكهف أن يحكم بلداً لا يعرف جغرافيتها ولا تاريخها ولا ماضيها ولا حاضرها. فماذا يمكن أن تسمي هذا؟ يريد أن يحكم بلداً لا يعلم مدنها ولا قراها ولا نجوعها. فماذا يمكن أن تسمي هذا؟ سيرة كلها تناقضات كأنها خرجت من (صندوق الباندورا) كما في الميثولوجيا الإغريقية. بالأمس ولغ في الدم حتى تجشأ، واليوم يتحدث عن السلام، بل وُضِع السلام كله على كاهله حتى ناء بكلكله. هرعوا إليه جماعة مصافحين ومسافحين قيماً ومثلاً وأخلاقاً كانت راياتها ترفرف عالية خفاقة يوم أن كان للنضال ثمن وضريبة. وصموه بالأمس بقتل ذويهم وأقاربهم وأهاليهم، واليوم يرسلون الابتسامات المنفرجة التي تتلألأ مع أضواء الفلاشات وكاميرات التصوير. ليس على الأعمى حرج، طالما أن السلطة تجُبُّ ما قبلها، فلا جناح ولا تثريب إن أصبح الدم ماءً والقتل مباحاً والماضي اللئيم محض ذكرى. فلماذا إذن لا يتودد إليه الزعيم الذي بلغ من العمر عتياً؟ بل إن المضحك والمبكي معاً أن الزعيم عندما مارس السياسة كان الجنرال نطفة في رحم أمه!
(4)
عندما بدأ نجم محمد حمدان دقلو الشهير بكنية (حميدتي) في الصعود كنت آنذاك منهمكاً في فحص وثائق عصبته الأمنية لأدفع بها للنشر في كتابي الأخير (الطاعون/ أسرار الجهاز السري للحركة الإسلاموية في السودان) ودهشت أن جهاز الأمن يترصده أيضاً في كل صغيرة وكبيرة في حياته ابتداءً من مولده عام 1975 ويسخر منه في الذي يسخر منه الناس، كتعليمه المتواضع ثم عمله في تجارة المواشي متنقلا بين نيالا ومليط، ثم العمل في تجارة الحدود بين السودان وليبيا وتشاد. وعند بداية الصراع في دارفور 2003 اُستنفروه في القتال إلى جانب قوات الدفاع الشعبي (وهي في الواقع مليشيا الجنجويد). كان ذلك في إطار محاولة النظام استمالة العنصر العربي، وما لبث أن تمرد على قوات الدفاع الشعبي في العام 2007 لأسباب مالية، ولكنه عاد مجدداً وتمَّ تعيينه قائداً لقوات حرس الحدود واشتد الصراع بينه وبين الوالي حماد إسماعيل، فالتقطه أحد البصاصين الذي سنأتي على سيرته بعد حين. غير أن المهم في مسيرة حميدتي هذه ليس فيها ما يلفت الانتباه سوى أنه وطَّن نفسه على أن يصبح (بندقية للإيجار) لتبدأ بعدئذٍ المسيرة الفعلية لقوات الدعم السريع في العام 2013 حيث رفضت القوات المسلحة العمل تحت إمرتها بحسبها مليشيا قبلية!
(5)
دخل اللواء عبد الغفار الشريف في الخط لشيء في نفسه سنذكره لاحقاً، وتمّ ضم قوات الدعم السريع لجهاز الأمن، ثمّ أصبحت بعدها في حضن المشير المخلوع، وكانت كلما ازدادت عدداً تطاولت أحلام حميدتي في الآمال العراض. ومن باب العزة بالإثم لم يجد حرجاً من أن يلفت الانتباه نحوه بخطبة تنضح دماً، وفيها أزاح (الكدمول) عن وجهه وحاكى الحجاج بن يوسف الثقفي: (زي ما قلت ليكم البلد دي بلفها عندنا، نحن أسياد الربط والحل، ما في ود مرة بفك لسانو فوقنا، مش قاعدين في الضل ونحن فازعين الحرابة، نقول أقبضوا الصادق.. اقبضوه.. فكوا الصادق إفكو الصادق.. زول ما بكاتل ما عنده راي.. أي واحد يعمل مجمجة، ياها دي النقعة والذخيرة توري وشها.. نحن الحكومة ويوم الحكومة تسوي ليها جيش بعد داك تكلمنا.. أرموا قدام بس). أخذ الصادق الأمر بجدية وهاجر إلى الشمال نحو مصر. أما القائل فقد حمل رتبة فريق في قواته، وهي الرتبة التي كان يحملها أحمد محمد أول قائد للجيش السوداني بعد السودنة، ونالها بعد أن تخرج مهندساً من كلية غردون التذكارية!
(6)
لكن كيف تمددت أحلام حميدتي وأصبحت لديه تطلعات لحكم السودان؟ لقد اشتعلت خلافات الصوالين المغلقة. جمعت المصائب المصابين في (خلية) ثلاثية بدأت في الإمساك بمفاصل الدولة، والتي تكونت من اللواء عبد الغفار الشريف الذي ظل منذ بداية الانقلاب يعيش غموضاً في الخفاء، وبجانبه طه عثمان الحسين، وثالثهم محمد حمدان حميدتي. الأول والثاني كانا يذُران على سمع الثالث ما يستلذ له بأنه الرئيس المُقبل، علماً بأن لكل واحد منهم مآربه الخاصة. وفي الجهة المقابلة كان هناك صلاح قوش الذي عاد لكرسيه مرة أخرى بتزكية وتوصية من اللواء الغواصة الفاتح عروة للرئيس المخلوع بغية أن يكبح جماح الأزمات التي تفاقمت. رسم الثلاثة المذكورون سيناريو زج قوات سودانية في حرب اليمن ووضعوها بين يدي المخلوع الذي أصبح بين ظهرانيهم كالميت بين يدي غاسله، أي يوجهونه كيفما اتفق. لذا فقد تقبل الفكرة الكارثية في ارسال الجيش لليمن ولم يعلم بالخطوة حتى المعنيين بالأمر. عضد ذهب جبل عامر الذي فتح باب الثراء الفاجر لحميدتي من سريان الفكرة الإبليسية. وصارت إدارة الدولة حصراً على تلك المجموعة الرباعية (الخلية زائداً المخلوع) ينافحها في الضفة الأخرى صلاح قوش وكلاهما يتربص بالآخر. لكن من جهة ثانية، تمددت أحلام حميدتي في إرث الحكم كما شجرة (اللبلاب) بعد أن أيقن بتواضع قدرات الحاكم كما قال. إذ أسر لي مصدر قريب منه قوله في لحظة نشوى سلطوية: (إذا الزول العوير ده حكم 29 سنة ليه ما نحكم نحن)!
(7)
استمر الحال على ذاك المنوال، وتطاولت أحلام حميدتي بعد أن دخلت الدولة في أزمات وأصبح يمدها بالمال والجنود من قوات الدعم السريع، وظن أنه قاب قوسين أو أدنى من قصر غردون، تكبر أحلامه حيناً، وتتضاءل أحيان أخر إلى أن جاءت ليلة العاشر من أبريل. أي يوم اشتدت وطأة المظاهرات على النظام وبات الاعتصام ثقيلاً، فقررت اللجنة الأمنية مواجهة المشير للتنحي عن السلطة. يومذاك كانت المجابهة التي فوجئ بها المخلوع وأفتى بما لا يعلم في قوله إن المذهب المالكي أباح للحاكم قتل ثلث الأمة من أجل الثلثين. وتلك كانت خاتمة السوء لترهات امتدت لثلاثة عقود حسوما، عندئذٍ وجم أعضاء اللجنة الأمنية جميعا عدا حميدتي الذي هيأت له الصدف أن يخالف، وظهر بمظهر المتعفف عن سفك الدماء. غير أن المهم في الأمر أنه نفسه أدرك أن ما كان يوهم به نفسه أضحى محض أضغاث أحلام، كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد!
فيا أيها الجنرالات الأحياء منكم والأموات... أين صواع الوطن، تالله إنكم لسارقون!
آخر الكلام: لابد من المحاسبة والديمقراطية وإن طال السفر!!
[email protected]
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

الحلقة التانية وين؟

مشاركة بواسطة حسن موسى »


سلام يا فتحي الضو
هذه كليمة سريعة لتنبيهك بغياب الحلقة رقم 2 من مسلسل الجنرالات، فكمّل جميلك و جيب باقي الكلام
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

شليل وينو؟؟؟

مشاركة بواسطة حسن موسى »

يا جماعة الخير لو فيكم واحد شاف الحلقة التانية بتاعة مسلسل "جنرالات" فتحي الضو يعمل معروف يجيب لينا رابطها عشان أخونا فتحي الضو دا باين عليه مشغول شديد. بس يجي يدبّس لينا مكتوبه و من ديك و عيك.
عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

المقالات
مكتبة مقالات الاستاذ/ فتحي الضو
مِحور الشر الثُلاثي... جنرالاتٌ باسِطُون أذرُعهم بالوصيد (2/3)

...

مِحور الشر الثُلاثي... جنرالاتٌ باسِطُون أذرُعهم بالوصيد (2/3)
12-11-2019 12:02





مِحور الشر الثُلاثي... جنرالاتٌ باسِطُون أذرُعهم بالوصيد (2/3)
بقلم: فتحي الضَّو



كان جريجوري راسبوتين أمياً امتهن الفلاحة في بداية حياته. ورويداً رويداً اكتسب نمطاً من القداسة وسط الجُهلاء من الفلاحين، الذين أصبحوا يعتقدون فيه اعتقاداً أعمى. فقاده طموحه المُبكر لأن ينتقل إلى مدينة سانت بطرسبيرغ أثناء حكم القيصر نيقولا الثاني، حيث عمل بمكرٍ للدخول إلى القصر الإمبراطوري. وتزامنت رغبته تلك مع إنقاذه الابن الأكبر للقيصر، من مرض الناعور أو سيلان الدم (الهيموفيليا) Hemophilia الأمر الذي جعل القيصر يقتنع أنه قديس حقيقي.


طه عثمان أحمد الحسين

لهذا عاش في معيته في القصر لمدة سبع سنوات، ومن ثمَّ أصبح في مقام المستشار الناصح. وفي نفس الوقت كانت حياته الخاصة تتضاد تماماً مع هالة القدسية التي أُسبغت عليه، وراسبوتين نفسها تعني في اللغة الروسية (الفاجر) وقد جاءت التسمية بسبب علاقاته النسائية الجنسية الفاضحة. ومع ذلك فإن تلك الخصلة تركت انطباعاً ايجابياً لدى الإمبراطورة (ألكسندرا فيوديوروفونا) التي قرَّبته منها للسبب نفسه، فأصبح مستشارها الشخصي والمؤتمن على أسرارها الخاصة.

كان راسبوتين مولعاً بالسحر والتنجيم وتحضير الأرواح. هنيهةً وأصبح مركز قوة في البلاط الإمبراطوري، بمقدوره أن يرفع من يشاء ويذل من يشاء دون أن يعترضه أحد، فغدا مهاباً يخشاه الجميع، عدا بعض أنصاره السابقين، الذين باتوا يجهرون في أروقة الكنيسة بأنه ما هو إلا تجسيد للشيطان. فشكلوا تحالفاً ضده، واستجمعوا قواهم وصاروا يحيكون له المؤامرة تلو الأخرى، بهدف النيل منه وقتله. وجراء ذلك تعرَّض لعدة محاولات اغتيال، كان ينجو منها بأعجوبة، الأمر الذي رسَّخ قدسيته عند بعض الذين خُدعوا فيه سلفاً، ولكن بنفس القدر تزعزعت صورته عند مناوئيه، إلى أن تمَّ قتله على يد اثنين من أقرباء القيصر، وكانت وفاته قمة في التراجيديا. وبعد تسعة عشر شهراً أُعدم القيصر بأيدي الثوار البلاشفة كما تنبأ له راسبوتين!

أما أنتم يا قرائي الكرام فإن كان فيكم من لم يسمع براسبوتين هذا، أو من لم يقرأ سيرته من قبل، فدونكم سيرة جنرال المنفى أو راسبوتين قصر غردون (الفريق) طه عثمان أحمد الحسين. وهو في تقديري أعجب ظاهرة في التاريخ السوداني. ولا يضاهيها غرابة في التاريخ الإنساني الحديث، إلا سيرة راسبوتين في التاريخ الإنساني القديم. ودعونا نتمعن فيها وكنا قد أوردنا شذرات منها في كتابنا الأخير الموسوم (الطاعون/ اختراق دولة جهاز الأمن والمخابرات في السودان) والذي صدر في العام 2018 أي قبل بضعة أشهر من اندلاع الثورة المجيدة، لاسيما وقد حمل في طياته نبوءتها!

(2)

تحكي السيرة الذاتية الظاهرية بداياته المتواضعة منذ تخرجه العام 1988 من جامعة القاهرة سابقاً، وعُّيِّن ضمن من سُموا (الضباط الرساليين) برتبة رائد في العام 1993 ثمّ نُقل إلى مكتب العميد محمد عثمان محمد سعيد معتمد العاصمة، وانتقل معه إلى مدينة سنار، ومن بعدها إلى ليبيا التي عاد منها عام 1996 واُلحق بمكتب إبراهيم أحمد عمر عندما كان وزيراً للتعليم العالي، وواصل معه عندما أصبح أميناً للمؤتمر الوطني. وعرف عنه إنه يبدي وفاءً مبالغاً لمن يعمل معه، واتضح أن ذلك لمآرب في نفسه خطط لها مبكراً، ووجد ضالته عندما أوصى إبراهيم أحمد عمر بتحويله لمكتب المشير المعزول في المؤتمر الوطني فزاد من تفانيه. بعدئذ طلب المعزول أن يُنقل لقصر غردون في العام 2013 وزاد من جرعة ولائه بتلبية حاجيات ورغائب زوجتين تسببان للمخلوع ضيقاً وإزعاجاً بالتنافس في الطلبات. تلك هي السيرة المختصرة. غير أن هذا الأمر استلفت أنظار سدنة القصر الذين كانوا يرون في ظاهرة صعوده بتلك السرعة أمراً غير طبيعي نسبة لعاطل مواهبه، وسرعان ما ارتبط الأمر في أذهانهم باهتماماته الخاصة، وعُرف منها ولعه الشديد بظاهرة الدجاجلة ممن يسمونهم (الفقراء أو الشيوخ) فصار قصر غردون مرتعاً لهم وضُربت حولهم سرية مشددة، وبدأ السدنة ينسجون حولهم الأساطير والقصص والروايات والتي يزيدها طه تشويقاً وإثارة وترويجاً، ومن ثمَّ بات أزلام السلطة يخشونه، وعلى رأسهم الرئيس المعزول نفسه!

(3)

في واقع الأمر لقد استخدم طه عثمان كل قدراته في التأثير عاطفياً على الرئيس المشير، فسمى أحد ابنائه باسمه (عمر) وهي مسألة قد تكون مؤثرة عاطفياً في خُلد من حُرم من البنين. فقد قال في حوار نشرته صحيفة الدار وهي إحدى صحف قاع المدينة يوم 15/9/2016: (الرئيس أنا ابنه وليس مدير مكتبه، وتعرف كيف تكون علاقة الابن مع أبيه) ثمَّ طرح رأيه الشامل الكامل دون خشية من أن يُتهم بالنفاق والتزلف والانتهازية (الرئيس فيه بركة، وهو رجل صادق لا يكذب حتى في أوقات المزاح، لا يكذب مطلقاً، وهو مستمع جيد وبارع في التلخيص. واعتقد أن ملامح تلك الشخصية تأثرت برضا الوالدين، وأقول بكل صراحة، لو كان والد البشير "رحمه الله" على قيد الحياة، لما استمر ابنه في الحكم، لأنه كان باراً به، ويخدمه حافياً ويطيعه طاعة عمياء، شهادتي في البشير مجروحة) والحقيقة هذه ليست شهادة مجروحة بل جارحة للمشاعر الإنسانية، فمثل هذا النفاق لم يقله حتى المتنبي في كافور الإخشيدي. ولا أظن أن أحداً سمع مثله إلا في بلاط (دولة الصحابة) بغية منصب زائل أو دراهم تُكوى بها كرامتهم. والغريب في الأمر أنه اختار من صفات المعزول تهمة الكذب التي سارت بها الركبان، ولكن بغض النظر عن التغزل في صفات المعزول، فقد بالغ أيما (بوليغ) في الحديث عن والد المشير، نسبة لأنه لم يره بعينيه، وسمح لنفسه بنفاقه حتى تململ الرجل في قبره!

(4)

واقع الأمر أن لطه قصصاً في هذا المضمار، لو سمعها الناس لِولُوا منها فراراً ولملئت قلوبهم رعباً، لكنه هو من جنس الذين دُبغت جلودهم بقطران الكذب. يقول السودانيون في أمثالهم الدارجة (يضع سره في أضعف خلقه) ولكن هل الأمين عمر الأمين الشهير بــ (شيخ اللمين) من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون؟ ذلك ما ليس لنا شأن به ويُسأل عنه صاحبه المدعي. ولكن الثابت لدينا أن دولة عظيمة اسمها السودان، حكمها بعانخي في تاريخها التليد، تصبح مطية للمذكور والشيخ الدعي. والأخير هذا قال لنا رواية ومن ثم بثها في الأسافير، إن لديه علاقة وطيدة بالشيخ منصور بن زايد آل نهيان شقيق حاكم دولة الإمارات، ومن سخريات القدر أن يصبح الثلاثة هم من يحملون ملف العلاقات بين البلدين، وغابت حتى العصبة عن المشهد ناهيك عن الشعب السوداني المكلوم. اختصاراً لتفاصيل كثيرة نعلم أنها لن تروي ظمأ معرفة أو حب استطلاع، فُتحت الأبواب للقادمين الجدد. وبدأت الزيارات السرية منذ العام 2014 والتي أفتتحها (شيخ اللمين) وتلقفها طه بحسب رواية الأول، ومن ثمَّ أبعده الثاني كيداً عن المشهد، بل كان جزاؤه كجزاء سنمار، فأودعه الإماراتيون غياهب السجن بعد أن وشى به طه، وكادوا أن يقيموا عليه الحد جراء اتهام رهيب وصمه به. غير أن الأهم من المال الزائل أن الدولة الصغيرة أدخلت طه في حضن الدولة الإقليمية الكبرى أو الشقيقة المملكة العربية السعودية. فالذي حدث أن الحرب اندلعت بينها واليمن في 25/3/2015 في ما سُمي (عاصفة الحزم) بالرغم من أن تلك الحرب يُقال عنها إنه ليس للسودان فيها ناقة ولا جمل، إلا أن المشير نظر إليها بمنظور (مصائب قوم عند قوم فوائد) وفوائده التي يجنيها تكلفتها دماء أبناء السودان، والذين سيموتون كما تموت الضأن في الفلوات!

(5)

بعد أن أودع (شيخ اللمين) السجن خلا الجو لطه ليمارس هوايته في جمع المال الحرام. فأغدقت عليه الأموال الطائلة بصورة سيَّلت لعابه وحرضته على السخاء في المعلومات، بدأت بنحو 40 مليون دولار على دفعتين (كشف عنهما في تحقيق مُطول الزميل عبد الرحمن الأمين، ونشر وثائقهما في موقع الراكوبة الالكتروني) فالتحويل البنكي الأول كان عشرة ملايين دولار يوم 19/1/2015 والثاني كان ثلاثين مليون دولار يوم 7/6/2015 باستخدام نفس الحسابين (بنك نوفا سكوتيا) بدبي وبنك (أكبكترس) في استطنبول، وتوجد صور التحويلات في الموقع المشار إليه. لكن تلك الأموال ضريبتها باهظة، فسواء كان يعلم المعزول أو لا يعلم، فقد دخل قصر غردون برمته قاعدة (لانغلي) حيث يوجد مقر وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي أي آيه) فقد قطع طه عثمان المحيط ليدخل ذلك المبنى العتيد في ديسمبر 2016 وقابل من قابل وهو لا يعرف حتى اللغة الإنجليزية، ولكن المضيفين حتماً سيفهمونه ولو تحدث بلغة الإشارة أو أزعجهم بأنكر أصوات النهيق. المهم أيضاً أن طه نفسه لم يكن في حاجة لمترجم فقد توهم عندئذ أنه سوف يحكم السودان، وعاد وهو مشبع بهذه النزوة. أما (أسد أفريقيا) فلم يعد بوسعه أن يقول (أمريكا تحت جزمتي) فقد دخلت أمريكا غرفة نومه ولا ندري ماذا نحن قائلون إذا قال أحد منسوبي الوكالة في مذكراته إنه فعل هناك فعلاً خادشاً للحياء يعف اللسان عن ذكره!

(6)

قام المعزول بخطوة ماسونية أخرى، حملها طه مثلما يحمل أسفارا، وقطع بها البحر الأحمر في يوم 4/1/2016 وبحسب وكالة الأنباء السعودية (أن طه أبلغ سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد، طرد السفير الإيراني وقطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران واستدعاء السفير السوداني) وحينها لم يكن وزير الخارجية في الدولة الكرتونية على علم بما حدث. ولكن على إثر الهمهمات قام المعزول بعد أشهر قليلة أي في 7/6/2015 بتعيين طه الحسين وزير دولة ومديراً عاماً لمكاتب الرئيس برئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء، وكان سلفاً قد أضيفت له وظيفة جديدة في بداية تلك التحركات الماكوكية، وهي سفير في وزارة الخارجية، ولا تنسى – يا رعاك الله – الرابعة في الأصل وهي (فريق أمن). بهذا التمدد الخرافي أدخل طه لاعباً جديداً في المعترك، وهو الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) تمهيدا لخطوة شاب لها ولدان السودان في ما بعد. وستظل جرحاً غائراً في علاقته مع دولة شقيقة، كنا نرسل لها المعلمين وأصحاب المهن الأخرى، ولها مع السودان علاقات تاريخية، تعمقت تواصلاً وتصاهراً وتمازجاً حضارياً تفتخر به البلدان. ولكن بين عشية وضحاها، ونتيجة لإرادة ثلاثي مغرم بحصد المال والدم، عصفوا بكل هذا الموروث في عمق البحر الأحمر، وزجوا بآلاف الجنود في (اليمن السعيد) في خطوة لم يكن يعلم بها سلفاً وزير الدفاع في دولة بني قينقاع!

(7)

استمرأ المعزول تلك الغيبوبة، فبات يكلف المذكور بمهمات مبهمة في رحلات تبدأ صيفاً لتنتهي شتاءً، أي كيفما اتفق. إذ صار طه يتقمص ذلك الوهم ويتعمد الغموض، ثم إمعاناً في أدوار (أجاثا كريستي) أصبح يطير شرقاً وغرباً عوضاً عن المخلوع الذي حرمت الجنائية عليه الترحال. وعندما يحط رحاله في قصر غردون، كان يظن أنه الحاكم بأمره ويحلو له أن يمارس دور المعزول في غيابه، وفي غضون تواصل تلك المسرحية السمجة، كان الشعب السوداني الصبور في حيرة من أمره. الكثيرون يتساءلون والقليلون يعلمون أن لا منطق يسند الأشياء، بينما الأحداث تتدفق في صمت وإن كان لها هدير لا يسمعه إلا من في آذانهم وقر. كانت الدولة تنبئ ناظرها بقرب تلاشيها كما لو أنها جبال من العهن المنفوش. ليس لأن الموضوع خبزاً أو وقوداً، وإنما كرامة داست عليها سنابك خيول المغول. فالموت أضحى في الداخل كما في الخارج في آن، ليس هناك فرق سواء قطعت النعوش البحر الأحمر أو دفنت في البقيع. فالذي كان يحدث في اليمن شاهدوه من قبل في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق وبورتسودان وكجبار والخرطوم نفسها. كلما حصدت الحرب أرواحاً وقالت هل من مزيد، حصد طه وساكن قصر غردون والجنرال الذي يحب المال حباً جماً، حصدوا الملايين. وبينما بدا السودانيين منهمكين في متابعة هذه التراجيكوميديا بدأ الهمس يرتفع بحصول طه عثمان على الجنسية السعودية، ومن بعد لم يكن ثمة مناص من أن تنشر على الملأ تحت الرقم 49791 بتاريخ 15/10/1437 هجرية تزينها صورته البهية. وزاد طه تفاخراً بتصريح لصحيفة التيار 7/7/2017 قال فيه (إنه يحمل الجنسية السعودية وليس التابعية، وأن الملك سلمان استأذن الرئيس البشير في اتصال تلفوني) وبدأ الناس يتساءلون أليس هو حامل الأربعة وظائف بغض النظر عن شرعية النظام أو فجوره أو تقواه؟

(8)

خطا طه الخطوة الأغرب وعلى عاتقه دماء أربعة وظائف وهو الأقرب للرئيس المعزول من حبل الوريد. قام في أواخر فبراير من العام 2017 بمرافقة وفد سعودي برئاسة عادل الجبير وزير الخارجية لحضور القمة الأفريقية السادسة والعشرين في أديس أبابا. وبعد بيانها الختامي ذهب مع الوفد السعودي في جولة شملت الخرطوم نفسها ثم تواصلت إلى كينيا ويوغندا وتنزانيا وجنوب أفريقيا حتى أواخر مارس 2017 وزاد الأمر جرعة، حينما ذهب إلى موسكو مرة أخرى في معية ولي ولي العهد محمد بن سلمان. وجاء في الأنباء أن المذكور التقى نائب وزير الخارجية الروسي ومبعوث الرئيس للشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوقدانوف يوم 30/5ـ/2017 ولأن الدهشة لم يعد لها مكان في ظل دولة عصبة تدير البلاد بطريقة المافيا، نشرت معظم صحف العُهر السياسي في السودان الخبر التالي (دعا طه إلى ضرورة توسيع قاعدة الاستثمار للشركات الروسية ودخولها في مجالات الاقتصاد الحيوية الأخرى. كما بحث الفريق طه عثمان مع المسئول الروسي تطورات الأحداث بدولة جنوب السودان، وقدم شرحاً لموقف السودان إزائها. كما تبادل وجهات النظر مع نائب وزير الخارجية بشأن الأوضاع في كل من سوريا وليبيا. وأشار إلى أن موقف السودان واضح بشأن الأزمة في البلدين الشقيقين، ويدعم الحل السلمي السياسي) أنظروا لهذه (الغلوتية) مدير مكاتب رئيس دولة في معية ولي عهد دولة أخرى، ويجتمع مع مسؤول في دولة ثالثة بهوية غير هوية الوفد الذي حضر معه. نعم – يا هداك الله - لقد ابتذلت العصبة السلطة حتى الديكتاتورية نفسها كما ذكرنا من قبل!

(9)

اختصارا لتفاصيل مملة، أقيل طه سراً بشكلٍ لم يعلن عنه، والغريب في الأمر أنه كان خارج البلاد يمارس حينها سفرياته الجمبازية وشاع أنه لن يحضر، في حين صدر إعلان بتعيين حاتم حسن بخيت مكانه. ظهر طه فجأة في مطار الخرطوم ومعه وجه آخر أكثر جدلاً هو عبد الغفار الشريف، والمفارقة أن تلك كانت المرة الأولى التي يرى فيها الناس (الشريف) بعد ما ظنوه - من فرط تخفيه في الحقبة السوداء - أنه كالغول والعنقاء والخل الوفي. وانضم لهما الكائن الآخر كان يتحسس موطئ اقدامه في هرم السلطة (حميدتي) التقى طه الرئيس المعزول في المطار، والذي كان قادماً من أديس أبابا. ومن المطار نفسه غادر البلاد جهراً في نفس اليوم ولم يعد بعدها للبلاد في ظل عصبته التي حكمت، فبدأت الأسئلة تتداعى وأكثرها جدلاً: لماذا اختارت المملكة السعودية طه عثمان دون سواه وكثيرين من العصبة كانوا جاهزين لتقديم نفس الخدمات؟ لماذا منحته الجنسية؟ هل كان البشير يعلم أن أمريكا في غرفة نومه وليس تحت جزمته كما كان يدعي؟ أليست وثائق الفساد المنشورة كفيلة الآن بطلبه عن طريق الشرطة الدولية (الانتربول)؟ ما هو الدور الحقيقي الذي كان يقوم به طه مع السلطتين السعودية والإماراتية ودوره معهما الآن؟ لماذا استبقت السعودية طه في بلادها وهو مثقل بآثام عظام؟ ما هو التواطؤ الذي حدث بينه واللجنة الأمنية واستمر في تنفيذه المجلس العسكري لاحقاً؟ وثمة أسئلة كثيرة ما تزال متوارية من وراء نقاب!

(10)

يبقى السؤال الذي يحتاج لإجابة: كيف انتهت اسطورة طه في قصر غردون وأقاله المخلوع؟ تقول الإجابة أن هناك كثيرين في الدولة السائبة، أوغرت صدورهم تصرفات طه، وكان احتماءه بالرئيس المخلوع قد جعل هؤلاء يخفون سكاكينهم الطويلة وراء ظهورهم انتظاراً لمعركة محتملة. في مقابل ذلك كان سيف طه الوحيد هو دهاء راسبوتين في البلاط الأمبراطوري. فكان يكثر من الدجاجلة الملتحين ويزجهم في القصر. ومن كتابنا (الطاعون) نستلهم أحدى القصص المثيرة للغثيان ص 55 بعد أن قابلت أحدهم وسألته من باب حب الاستطلاع فقال لي: (طلبتني السيدة وداد بابكر حرم السيد رئيس الجمهورية ذات يوم لأن لديها اعتقاد كبير في شيوخي. فذهبت لها ولم تكن تلك المرة الأولى، فطالما حدث ذلك كثيراً. وبعد السلام، قالت لي بصورة جادة يا شيخ ....... هل ممكن تشوف لي الشيوخ المُوقِفم طه للرئيس؟

قلت لها: طه منو؟

قالت لي: طه عثمان مدير مكتب الرئيس.

قلت ليها، خير الحاصل شنو؟

قالت لي: الرئيس بيكون في أحسن حالاته مبسوط، من ما نتكلم في طه، أحواله طوالي بتتغير وبقول بزعل شديد ما في زول يتكلم في طه ده.

لذلك نحن - أهل البيت – قلنا ده أكيد عمل عاملو ليه طه، وعايزاك تطلعه.

قلت لها: خير إن شاء الله.

(11)

الغريب في الأمر أن ظاهرة حرب الكواليس في ردهات قصر غردون استلفتت انتباه جنسيات أخرى، ناهيك عن أزلام السلطة أنفسهم، وكان ذلك قد ورد على لسان طه نفسه، وله فيها تفسير عجيب، قال

لصحيفة اليوم التالي 19/1/2017: (أنا اسأل لماذا ينتقدون طه عثمان ولا ينتقدون غيره، هؤلاء كما ذكرت يستهدفون الرئيس.. سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي نفسه علق على الهجوم الذي تعرَّضت له، وقال إن تلك الحملة تستهدف حَمَل الخليجيين على عدم التعامل معي، مثلما تستهدف الإمارات نفسها) لم يكن الأمر كذلك، الذي حدث أن لغطاً كثيراً جرى في ردهات القصر عن أموال طه في الخليج وتحديداً الإمارات. أراد الرئيس المخلوع أن يمارس لعبة (الثلاثة ورقات) فكلف شخصاً اسمه أيمن المأمون المُكنى بلقب (ود المأمون) تبناه وتمدد في الدولة ثراءً فاحشاً، طلب المخلوع منه أن يبحث في مصارف الإمارات عن صحة ذلك، ومن سوء حظه كشفته السلطات واعترف بأن الرئيس المعزول كلفه بذلك ظناً منه بأنه سيحميه يوم لا ظلَّ إلا ظله. حمل رئيس جهاز المخابرات في الإمارات الملف وحضر للخرطوم وقابل المخلوع الذي أنكر تماماً أن يكون قد فعل ذلك، فكان ذلك كفيلاً برمي أيمن وراء الشمس في حكم مؤبد!

تلك هي قصة الجنرال الثاني المتربص بالثورة من وراء الحدود، طه عثمان الحسين أو (أبو حرفين) كما كانت تطلق عليه عصبته استخفافاً وتندراً!

آخر الكلام: لابد من المحاسبة والديمقراطية وإن طال السفر!!

[email protected]










فتحي الضو
الفكر الديني ضعيف، لذا فإنه يلجأ الي العنف عندما تشتد عليه قوة المنطق، حيث لايجد منطقاً يدافع به، ومن ثم يلجأ الي العنف.( ... )
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

كعب عمى البصيرة

مشاركة بواسطة حسن موسى »

سلام يا عادل
و شكرا على فتح عين البصر على نص فتحي الضو الثاني،وقد عميت عن رؤيته أثناء بحثي .و الإعتذار موصول للأخ فتحي الضو عن إلحاحي عليه في بذل الحلقة 2 من مسلسل الجنرالات، بينما هي ماثلة تحت عيني.
قالوا عمى البصر هيّن، كعب عمى البصيرة.
سأعود
عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

حاشاك. كلك بصر و بصيرة يا أستاذ، وكذلك ملء السمع والبصر.
آخر تعديل بواسطة عادل السنوسي في الثلاثاء يناير 07, 2020 6:35 pm، تم التعديل مرة واحدة.
الفكر الديني ضعيف، لذا فإنه يلجأ الي العنف عندما تشتد عليه قوة المنطق، حيث لايجد منطقاً يدافع به، ومن ثم يلجأ الي العنف.( ... )
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

يا هو ده هنا بي خط كبار، يا سيدي الحسن:


https://sudan-forall.org/forum/viewtopic ... d74dc8cf2b
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

العين قصيرة

مشاركة بواسطة حسن موسى »


شكرا يا إبراهيم الخليل
و أنت أدرى بأن العين قصيرة
أما الإيد فأسكت خليها ساكت
حتى أعود
فتحي الضو
مشاركات: 250
اشترك في: الأربعاء مايو 21, 2008 12:23 pm

تعقيب واعتذار

مشاركة بواسطة فتحي الضو »

الأخ العزيز بروف حسن موسى
لك التحية والتقدير، وأشكرك جزيل الشكر على اهتمامك بما نكتب.
المعذرة في أنني لم أر هذا البوست سوى الآن
واعترف بأنني أكتفي بمتابعة ما يدور في هذا المنبر المحترم، ولا اشارك في الحوارات
ويعلم الله ذلك لا تعالياً ولا تدانياً، وإنما جراء الوقت الممحوق الذي يشكو ممحوقتيه جلنا
واظن أن الذي يخفف عني وطأة الحرج هو أنني أفعل الشيء نفسه مع كل المنابر التي أشترك فيها.
وعموما أنت تعلم يا سيدي أن العين لا تعلو على الحاجب، فقدركم وقدر أهل المنبر محفوظ في حرز أمين.
ولتكن هذه الكليمات بمثابة اعتذار وعشم في العفو والعافية.
ودمتم ذخراً في صناعة الوعي
فتحي
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

فتحي

مشاركة بواسطة حسن موسى »


فتحي يا أخانا الذي في الأسافير
و لي في شعاب الأسافير أخوان و أخوات لم ألتقيهم يوما لكني أعتز بهم و أعول على شهامتهم و على تضامنهم المترامي الأطراف.
شكرا على كلمتك الكريمة و لو كان هناك مدعاة للإعتذار في هذا الأمر فأنا أولى بالإعتذار عن غفلتي، و الغفلة يا صديق هي آفة الوجود الفاعل ،تتربص بنا عند تقاطع ضيق المجال مع تشتت الحال بين أمور السياسة السودانية المقدّدة
[ و لو نظرت في بريدك الخاص لوجدت اعتذاري عن عمى بصيرتي الذي لا يغتفر].
حتى نلتقي لك الود
أضف رد جديد