شايفين الكفيل و تطعنوا ظله ؟

Forum Démocratique
- Democratic Forum
محمد سيد أحمد
مشاركات: 693
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:21 pm
مكان: الشارقة

رد

مشاركة بواسطة محمد سيد أحمد »

سلام يا حسن موسى

عليك الله ما تاكلنا حنك ساى نحنا تفتيحا وكدا

مثل تفلق وتداوى ما زابط فى الحالة دى
المثل بيصدق لو قلتا كلام شين فى زول بعدين قلتا كلام سمح او تعمل حاجة كعبة وبعدها حاجة حلوة
يعنى تلوم مشاركة د حيدر فى الجائزة وبعدين تصلحا بكلام تانى

والمثل الزابط والراكب تمام فى حالتك دى

هو

البتريدو تسمو بخيت والما بتريدو تسمى شنو كدا ماعرف
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

بدون تعلبق و كدا

مشاركة بواسطة حسن موسى »


أمبارح شفت العنوان دا في واحدة من القروبات و قلت أشيركم في الخير، عسى و لعل إلخ:

السلام عليكم

اي زول عندو عمليه(قسطره اومشاكل قلب) في وفد سعودي شغال حاليا(احمد قاسم)بعمل عملياات مجان وشغالين لحدي نهايه الاسبوع الجااي
شير في الخير يمكن غيرك محتااج

سأعود
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

الكاتب بمسكوه من قلمه

مشاركة بواسطة حسن موسى »




كان صديقنا أدم الصافي على موهبة نادرة في تخريج الأقوال الطريفة المباغتةالتي ترتد على الخاطرمن وقت لآخر كما "السفروق» النزق. و لا عجب فآدم كان يقيم بيننا على بديهة أدبية مرهفة. في واحدة من أمسيات صيف المقرن كنا عصابة من ساكني داخلية الـ "إس تي إس" العامرة بالباعوض.في وسط المناقشة قال أحدنا[ محمود عمر كان ما نخاف الكضب] : "طبعا الراجل بمسكوه من لسانه »، فعاجله آدم ضاحكا :طيب و المرة بمسكوها من وين؟.لا أذكر ماذا كان موضوع المناقشة لكن قولة آدم سكنت الذاكرة منذ ذلك الزمان الغابر.
هذا الصباح نظرت في تهنئة صديقنا عبد الله علي ابراهيم لصديقنا حيدر ابراهيم علي على فوزه بجائزة مؤسسة العوبس الثقافية ،فعبر خاطري سفروق آدم العجيب :ـ" الكاتب بمسكوه من قلمه".
غايتو ربنا يجيب العواقب سليمة
كتب عبد الله علي ابراهيم :



في تكريم الدكتور حيدر إبراهيم: سنتعلم الحرب في الظلام
التغيير الإثنين, 7 أكتوبر, 2019



أسعد الدكتور حيدر إبراهيم رعيل الكتاب والوطن بفوزه بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في مجال الدراسات الإنسانية والمستقبلية في دورتها السادسة عشرة 2018-2019م من بين 480 مرشحاً في هذا المجال.
مأثرة حيدر ليس في أنه كاتب محسن غزير الإنتاج وحسب بل في مثابرته متطوعاً في إدارة مؤسسة ثقافية تركت بصمتها على قبيل من شباب الكتاب منذ التسعينات. فلم يكتف حيدر بالكتابة أصالة بل أنشأ مركزه للدراسات السودانية بحي نمرة 3 بالخرطوم اجتمعت له فيه “أدوات المثقف، في عبارة الدكتور عبد لله البشير. فيجتمع الكتاب فيه في ندوات وسمنارات وورش عمل حول أوراق علمية ومحاضرات وكورسات للشباب. وله دورية للنشر تخصص ملفات فيها لبحث موضوع ثقافي أو سياسي شاغل. كما اتصل مركزه بوظائف للنشر والتوزيع. وكانت في ذرى شغل المركز تلك الندوة التي انعقدت في القاهرة لتكريم الطيب صالح في سبعينيته.
وحيدر فينا هو المثقف المعروف ب “المثقف العام” وهي ترجمة بلهاء ل Public scholar الإنجليزية. وساغ لي تعريبها ب”المثقف المحرّق” لاقترب من معناها في انشغال من هذه صفته لا بالقضية العامة مثل الحرية أو الديمقراطية وحسب بل بالخروج مداع لها بين الناس. وعليه فهو على خلاف من المثقف الأكاديمي الذي عشه المثالي هو البرج العاجي يتنزل ما اتفق له من معارف على الناس بغيره إلا من رحم مثل جومسكي عالم اللغة الجهبذ بمعهد ماسيسوتش ببوسطن والداعية للحرية لا يشق له غبار. وبالطبع إدوارد سعيد أستاذ اللغة الإنجليزية الذي زلزل معارف الغرب عنا إلى يومنا بكتابه “الاستشراق” (1978).
وبدا لي أن المثقف المحرق بروموثيوسياً. كان بوسعه أن يكتفي من العلم بالجامعة أو غيرها. ولكنه ذو همة عظمي يريد أن يبلغ بمعارفه الناس جمعاء يسوقهم إلى عتبات التغيير المقدسة. فهو سارق نار الأكاديمية ليشيع نفعها ودفئها بين البشر. وهذا ما فعله برومثيوس الأسطوري الإغريقي الذي احتمل لعنة الآلهة بعد أن سرق النار من جبلهم ليذيعها بين الناس. وقال المهدي إنه أوقد ناراً ويريد أن يتدفأ بها.
ومعلوم أن حيدر أكاديمي حصل على الدكتوراه من المانيا الغربية عن مجتمع الشايقية. ودرس في الجامعات بالأمارات والسودان. ولكنه، كمثقف محرق، استدبر الجامعة بالكلية منذ آخر الثمانيات ليؤسس مركزه للدراسات السودانية في القاهرة ثم السودان حتى أغلقته سلطة الإنقاذ في نحو 2013 ليعود إلى القاهرة مرة ثانية. وكانت مجازفة شهدت بوادرها ونحن نلتقي عند الدكتور حلمي شعراوي بالقاهرة. واقتحم حيدر التجربة غير هياب. ولعله لم يوفق مثل توفيقه في قراره نقل المركز للخرطوم ليكون بين دفتي وطنه وشبيبته. وأذكر يوم افتتاحه بالخرطوم كان تعاقد معي، وأنا بالولايات المتحدة، للحديث مع جماعة حول العولمة. وكان ذلك في يومي الأول بالبلد. وزود دار المركز بمكتبته الشخصية للغاشي والماشي من القراء، وافتتح مكتبة بشارع زنك الخضار القديم. وصار المركز متنفساً ثقافياً مشعاً يسهر الكتاب والشباب فيه على صورة الوطن البديل.
شقي حيدر في مجازفة المثقف المحرق هذه بالحكومة والمعارضة معاً. وأذكر الأصوات المعارضة التي ارتفعت تستنكر أوبته للوطن. فكان منهم من عدها خيانة للقضية أو هي بسبيل الخيانة لها. فغاب عن المعارضة إلى أن صارت حكومة اليوم أن بوسع معارض أن يخدم مثل خدمة حيدر في وطن تحتله “القوى الظلامية”. وكثيراً ما ذكرتهم بالحكاية المروية عن إمبراطور روماني في حرب مع الفرس. قيل له لقد سد الفرس بسهامهم عين الشمس فأظلمت الأرض. فقال لهم بغير اكتراث: جاء الوقت فيما يبدو لنتعلم الحرب في الظلام. ومركز الدراسات السودانية والتآليف التي استحق عليها جائزة العويس كانت حرب حيدر للنظام.
[email protected]

https://www.altaghyeer.info/ar/2019/10/07/في-تكريم-الدكتور-حيدر-إبراهيم-سنتعلم-ا/

سأعود
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

مبروك؟؟

مشاركة بواسطة حسن موسى »





كتب الدكتور عبد المنعم مختار
- أكتوبر 6, 2019

حيدر ومركزه وجائزة العويس


لا شك لدي أن حصول د. حيدر إبراهيم علي، تنافساً، على جائزة العويس الثقافية الإقليمية خبر هام وحدث محفز له ولغيره من الناجحين في سودان انيميا الكتابة الجيدة والنشر المتصل.
إن قائمة ومحتوى المطبوعات المنجزة تنهض برهاناً على استحقاق د. حيدر ومركزه السوداني، وربما منذ نهاية التسعينات، على الاعتراف والتكريم من قبل مؤسسات الثقافة الحكومية ومن حاضنات الوعي الأهلية.
ولكن السعادة بتكريم الخارج لحيدر تصحبه حسرة على عادة سودانية مضرة في تقديري؛ إذ تغافل أو غفل عمداً قادتنا المختصين عن الريادة والبدء بالعرفان لدكتور حيدر ومركزه.
والحسرة تخص هنا  المؤسسات والقامات الثقافية لفشلهم في أو امتناعهم عن أداء الواجب تجاه خدام الوعي الناجحين أمثال د. حيدر ومركزه وذلك بالاعتراف بالنجاح تكريما وإشهاراً. وهذا  أضعف الدعم. بل وإن هذا التحسر قد يتحول لإدانة إذا ثبت الغرض الشخصي والضيق الحزبي كمسببات يفترضها البعض.
على العموم، لقد آن وقت التوقف عن تهميش “المثقف الفرد” الفاقد للسند من الدولة أو من حزب والذي امتد ضرره على نشر الوعي عبر تهميش قامات حقة مثل معاوية محمد نور والتجاني يوسف بشير وعبد الله الطيب وحيدر إبراهيم علي. وهنا يلاحظ تحديدا توارى مجموعات “المسرح لنا والعتمة لسوانا” وراء تبريرات مثل انفراد حيدر بإدارة المركز وعدم انتمائه للشلل الثقافو-سياسية وكون حيدر “شكال”. وهل يسوغ كل ذلك، إن صح، تهميشه؟ بالطبع لا.
ولكي نوالي التصدي للزبد الموصوف أعلاه بنفع على الأرض، فعلى أهل المصلحة، وهم عندي عاجلا القراء لحيدر ومركزه واتحاد الكتاب السودانيين والمراكز الثقافية السودانية الأخرى ولاحقا ربما مجلس السيادة ووزارة الثقافة والإعلام، عليهم شكر وإشهار وتكريم ودعم حيدر ومركزه على سعة وجودة إنتاج تميزا بها على جل سدنة التأليف والنشر في الدولة والمجتمع والاكاديميا.
إن التكريم لحيدر ومركزه الآن واجب على سودانيي ما بعد التغيير وحق للمكرمين. أنه ليس قبولا غير مبرر لتقييم الخارج ولا جريا لعادة  التصفيق الداخلي اللاحق لاعتراف الخارج ولا بحثا عن ما يفتخر به في ظل خيبات الذات الفكرية. إنه سعادة بكاتب وتحفيزا لناشر وتعجيلا “ليوم الشكر”.
مبروووك حيدر ومبروك لجائزة العويس.

https://allshahid.com/?p=10585
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

دروس حرب الظلام

مشاركة بواسطة حسن موسى »



دروس" حرب الظلام"

قلت في مطلع مداخلتي السابقة أن" الكاتب بمسكوه من قلمه"، و قد نظرت في ما صدر عن قلم حيدر الكاتب[ الجالس القرفصاء] في "مركز الدراسات السودانية" العتيد الذي ما كان له أن يكون بدون تضامن العشرات من الكتاب الفقراء الذين حملوا هم السودان في القلوب وسط مشقات المنافي التي اقصاهم فيها نظام الإسلاميين الدموي.
في غلاف العدد الأول من مجلة كتابات سودانية [ 1991]ـ كتب حيدر : » بالكتابة نهزم سلطة البياض و عقل المشافهة و بالنقد ننقض بلادة المؤسس و المستقر". و في كل مرة تلقيت فيها عددا جديدا من " كتابات سودانية"كنت اتضجر من حرب حيدر على " عقل المشافهة" الذي يزكّي ثقافة الكتابة ضد تقليد الثقافة الشفاهية التي تنهل شعوب السودان من ثرائها اسباب تماسك الحياة الإجتماعية، لكني كنت أعزّي النفس بأن وراء الهتاف الأرعن المرفوع على الغلاف تتكنز غنائم فكرية شتى اخذناها أخذا من براثن قوى الرجوع المحلية و العولمية.و على هذا الفهم كنت اسهم ، مع غيري، في " كتابات سودانية" و في غيرها من مشاريع" مركز الدراسات السودانية" و أنا على ثقة بكوني أقف إلى جانب ذلك الحيدر الذي عرّفتنا به كوثر في منتصف السبعينيات، حتى صرنا نعرّفه بـ" حيدر أخو كوثر"، بل و شاركناها تلك الأخوّة المستنيرة الرائعة .كانت كوثر، و مازالت ،تلك الفنانة القديرة النادرة و رفيقة خروجنا الجمالي المشاتر على الأعراف المرعية و نحن نتهجى مذاق العصيان ضد سلطات الإستبداد. و قد قرّبتنا كوثر من حيدر ابراهيم علي، و كثيرا.و "الكوثر نهر في بطنان الثورة " أودعته مودتي مع حيدر و جملة مشاريعه فلم يخذلني، حتى في أحرج المواقف. و العمل العام في بلادنا يستعيض ـ كما تعلمون جميعا ـ يستعيض بالصداقة و علاقات القربي عن الماسسة التنظيمية الثورية التي نتمناها ، و لا جناح و يا ها قدرتنا. و لو سحبنا عامل الصداقة من فضاء العمل العام لما قامت له قائمة و الحمد لله على كل شيئ.
و قد حفزتني علاقة المودة العامرة على إستباق قرار حيدر حين قرأت نبأ منحه جائزة" مؤسسة العويس الثقافية"، فاستبعدت أن يقبل بتسلم الجائزة من رئيس مجلس أمناء مؤسسة العويس، الدكتور أنور قرقاش، الذي هو وزير خارجية الأمارات و الذي هو أيضا أحد مهندسي دعم المجلس العسكري ضد خيارات الحركة الديموقراطية في السودان. و موقفي تأسس على فكرة بسيطة فحواها أن حيدر لا يمكن أن يجهل دور الأمارات في إجهاض ثورة السودانيين بتوفير الدعم السياسي و المادي للمجلس العسكري و باستمالة بعض فصائل المعارضة المدنية لصالح خطة " الهبوط الناعم" لنظام الإنقاذ.ذلك لأني قرأت بعض مكاتيب حيدر في الاسابيع التي سبقت إعلان منحه جائزة العويس، و لمست غضبه على تطفل الأماراتيين و السعوديين على الشأن السياسي السوداني.و كلماته صريحة بدون أي لبس :

"يجب إيقاف هذه الهمبتة السياسية وقرصنة السلطة وتهريب القرارات المصيرية للساحة السياسية ووقف لعبة الملوص التي يمارسها العسكر، فيجب أن يعودوا إلى ثكناتهم أو يذهبون إلى اليمن السعيد أو إلى السعودية والامارات وطنهم الثاني .
"
الرابط
https://www.sudanile.com/index.php/منبر-الرأي/124-6-8-2-3-2-7-8/115818-المجلس-العسكري-يعيد-الإنقاذ-كاملة-إلى-السلطة-على-بحر-من-الدماء-بقلم-د-حيدر-إبراهيم-علي



و بالفعل، لا أحد ينكر تطفل السعوديين و الأماراتيين و القطريين في الشأن السياسي السوداني و كلنا نعرف أسبابهم.و ذلك كله موثق في لوح قوقل المحفوظ ، حيث نقلت الأنباء أحداث التغيير في السودان .
كتب محرر القدس :
"..
وبعد ساعات من أداء البرهان اليمين الدستورية، وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، بتقديم حزمة مساعدات إنسانية للسودان، تشمل أدوية ووقود وقمح.
وفي اليوم ذاته، وجه رئيس الإمارات خليفة بن زايد، بالتواصل مع المجلس العسكري الانتقالي، لبحث مساعدة الشعب السوداني.
والإثنين الماضي، أجرى قادة الإمارات والسعودية اتصالات هاتفية بالبرهان في “خطوة ثانية” من الدعم.
والثلاثاء الماضي، كانت الخطوة الثالثة عندما وصل وفد إماراتي سعودي رفيع المستوى، إلى الخرطوم، في زيارة استغرقت يومين، حيث التقى البرهان الأربعاء الماضي، والذي بدوره أشاد بالعلاقات “المتميزة” بين بلاده والدولتين الخليجيتين.
وهذه الخطوات الثلاثة تلت إعلان البرهان ومجلسه، فور توليه المنصب، استمرار قوات بلاده في التحالف العربي باليمن والذي تقوده السعودية والإمارات منذ 2015.
الرابط

https://www.alquds.co.uk/دعم-سعودي-إماراتي-للسودان-بقيمة-3-مليار/
"
و رغم أن الشأن السياسي السوداني وكالة من غير بواب مفتوحة للغاشي و الماشي،يختلط فيها حابل الولايات المتحدة بنابل الإتحاد الأوروبي و سابل مصر و تركيا الصين و قطر و تشاد لغاية "واق الواق الما وراها ناس"، إلا أن حيدر لا يتوقف عند زجر المسؤولين الأماراتيين و السعوديين عن التدخل في التدبير السياسي السوداني فحسب ، لأنه يطمح إلى بناء ستراتيجية سياسية تمكن السودانيين من التباعد الجذري من العالم العربي و الإندماج في البديل الإفريقي. يقول :
"لازمني أثناء متابعة الموقف العروبي فكرة كنا نناقشها مع الصديق المرحوم محمد ابوالقاسم حاج حمد عن ” كونفدرالية القرن الافريقي ” وهي فكرة بعث وإحياء علاقة السودان بمحيطه الافريقي لتكون قائمة على المصالح المشتركة وتستفيد من مكانة السودان لدي دول هذه المنطقة من القارة وبالتالي الدور الذي يمكن يلعبه السودان في مثل هذا المحور والذي سيكون بالتاكيد دورا قياديا ليتعامل مع السودانيين كأنداد واستثناء من الدرجة الاولي . ولكن هذا الأمر يتطلب تنازلا عن أسطورةالنسب العباسي العروبي والتأكيدأننا سودانيون وكفي . »ـ

الرابط
https://www.sudanile.com/index.php/منبر-الرأي/124-6-8-2-3-2-7-8/117186-دموع-الاشقاء-الاثيوبيين-ووداع-العروبة-بقلم-د-حيدر-ابراهيم-علي

و قد حيرني التبسيط السياسي الجائر البادي في كلام حيدر الغاضب ، لأن حيدر، على خبرته الكبيرة بعلم الإجتماع و بعلم التاريخ، اختار أن يتجاهل تعقيد واقع العلاقات السياسية و الإقتصادية و الثقافية الطويلة التي تربطنا مع المملكة السعودية و دول الخليج.و في منظور التاريخ الطويل المشترك بين بلدان الشرق الأوسط، تبدو فترة الثروة النفطية التي صعّدت بلدان النفط لمقام قوى إقليمية ذات بأس سياسي، تبدو كإستثناء طارئ يملك أن ينقضي بإنقضاء رفاه الثروة و السلطة المرتبطة بالنفط. و هو إحتمال يملك أن يتحقق لاسباب شتى بينها إنهيارمراكز السلطة السياسية أو/و الإقتصادية ،نسبة لضعف المؤسسات السياسية الإصطناعية التي تعتمد عليها العشائر الحاكمة في الخليج و السعودية و لقلة حيلة ولاتها ،أوأن الإنهيار آيل نتيجة لإلتهاب المنطقة في واحدة من تلك الحروب الأهلية الدامية التي تتربص بالأخوة الأعداء في بلدان الشرق الأوسط ، و التي صرنا نتبرأ من إحتمال حدوثها عندنا فنستبعدها بـتسميات من شاكلة "اللبننة" أو"العرقنة" أو "السورنة "أو " اليمننة" أو "الليبنة" أو "الصوملة" و هلمجرا.
و هناك، في الأفق غير البعيد ،إحتمال ضُعف، أو فقدان الحظوة الإقتصادية للنفط بسبب ظهور بدائل للطاقة أرخص و أنظف بيئيا و غير ذلك من كلام الشعراء. و في نهاية تحليل ما، فنحن، بحكم جيرتنا الجغرافية مع المملكة السعودية و أخواتها، فنحن نتأثر بما يحدث فيها سلبا و إيجابا .
و بعد أن تنقضي الحرب الدائرة في اليمن اليوم ، سيجد السودانيون أنفسهم في مواجهة مستثمرين نفطيين اختاروا بناء استراتيجية أمنهم الغذائي على أساس الإستثمار الزراعي في أراضي السودان القريب بدلا من استيراد قمحهم من كندا أو استراليا أو استيراد لحومهم من الدنمرك و الأرجنتين.و هذه فرصة للطرفين لبناء علاقة شراكة إقتصادية [ و سياسية]على أساس من الندية و المنفعة المشتركة، بدلا من علاقة الإستثمار الإفتراسي التي ابتلانا بها نظام الإسلاميين و أوقعنا في مآسي فادحة عديدة يحتاج الخروج منها لجهد سياسي ضخم و حسن نية أضخم. فقبل أيام قرأت خبر تظاهر محتجين في إقليم" الجزيرة" الزراعي وسط السودان، يطالبون بإزالة مشروع زراعي أماراتي بعد تعرضهم لأضرار صحية و بيئية. كانت حكومة عمر البشير قد صادقت، في منتصف 1999، على منح 40 ألف فدان، نزعتها من المزارعين، لصالح " مشروع زايد الخير الأماراتي". و هو استثمار للحبوب الزيتية بحجم 60 مليون دولار.
" لكن السكان طالما احتجوا خلال عهد النظام السابق على زراعة الأرز المغمور في الماء، والردوس (علف للماشية يستخدم في زراعته الماء بصورة كبيرة) الذي أدخله مستثمر إماراتي وأدى لتوالد البعوض في المياه الراكدة وجلب العقارب.
وهتف عشرات من سكان منطقة “ود عشيب” التي تجاور المشروع في محلية شرق الجزيرة، ضد بقاء المشروع وحملوا لافتات كتب عليها “مشروع الشر” حسب شهود عيان.
وطالب المحتجون الحكومة الانتقالية بإعادة حقوقهم من خلال استعادة أراضيهم الزراعية، والمساهمة في تنمية وتطوير المجتمعات القروية المحيطة، ومطالبة المستثمرين بتشغيل شباب المنطقة إيفاءً بالواجب المجتمعي. »ـ
الرابط
https://www.alquds.co.uk/محتجون-يطالبون-بإزالة-مشروع-إماراتي-و/

هذا النوع من المنازعات الإقتصادية الزراعية المسمومة، بسبب الفساد الإداري، كثير في سودان الإسلاميين، و عواقبه السياسية الوخيمة لا تحصى، و مثل كلام حيدر الغاضب أعلاه لن يفيد سوى المؤججين الذين ينتفعون من صيانة الحرائق في وجه الهشاشة التي تطبع المرحلة الإنتقالية الراهنة.
لكن طبزة حيدر المفهومية الكبرى تتجلى في دعوته الغريبة لبناء "محور إفريقي" لا يكتفي بتدعيم العلاقات مع الدول الإفريقية و إنما يسعى للإستغناء بالأفارقة عن العرب. يدعو حيدر للإستغناء عن "العرب" قاطبة لأن بعض من عرب آسيا الموسرين أساؤوا الأدب في حضرة السودانيين.أي و الله ، حيدر يغض النظر عن واقع التشبيك الإقتصادي و السياسي و الثقافي الكبيرالذي يفرضه جيوبوليتيك العولمة على الجميع، و الذي يستحيل معه أن يستغني أي كيان سياسي و إقتصادي عن أي كيان سياسي و أقتصادي فاعل في العالم المعاصر.و هو يدعو مثل هذه الدعوة الغريبة لأنه يتعامل مع أسئلة الجيوبوليتيك بمنطق العاطفة العرقية، بينما أمور علاقاتنا مع المصنّف السياسي الهلامي الذي نطلق عليه "العرب" أو مع الآخر، الأشد هلامية الذي نطلق عليه " الأفارقة"، تمليها اعتبارات سوق العولمة الذي نحن فيه [ مع أخواننا الكواشف الأفارقة]في مقام اضعف الضعفاء.
و حيدر بدعوته الـ "بان أفريقانية" المتأخرة، يستجيب بغشامة سياسية كبيرة لدعاوى الإفريقانية المعرقنة التي رفعها بعض المهمّشين السودانيين المعارضين لنظام الإسلاميين في وجه دعاوى العروبة المعرقنة التي رفعها اعلام الإسلاميين الغوغائي ضد " زُرقة" السودان من المسلمين او من غير المسلمين.
ترى ماذا سيصنع حيدر بـ"عرب إفريقيا" الآخرين [ و هم أكثر عددا من عرب آسيا]حين يلتقيهم في محوره الإفريقي الذي أزمع عليه أثناء متابعته الموقف العروبي ؟
هل سينفيهم إلى " وطنهم الثاني "في السعودية أو الأمارات؟
أم سيبعث بهم جنجويدا سعيدا إلى اليمن الشقي ؟
مندري؟ لكن التناقض بين مكتوب حيدر المعادي للعرب و للعروبة و موقفه المخزي من جائزة العويس الأماراتية يضيئ واقع هوان القلم في زمن الجوائز.و يؤكد خسران الكاتب في مواجهة بأس السلطان الجائر.
و إذا ساغ لكاتب في أهمية حيدر ـ و حيدر مهم ـ أن ييبيع سرواله من أجل حفنة دولارات [120 ألف دولار]،فما الذي يمنع عرب الأمارات من "مكاورة" جملة الأقلام المهمة في ساحة المنازعة السياسية السودانية لقاء عطية مزين و على الأرض السلام؟. سلام شنو يا زول؟ قل : على الأرض الحرب، و لا شيئ غير الحرب ،إذ بعد أن يعم صمت أهل الرأي في بلادنا سنجد أنفسنا في ملكوت الظلام الدامس حيث تنتظرنا نصائح عبد الله علي ابراهيم بأن "نتعلم الحرب في الظلام."و كيف نقاتل في الظلام ، يا عبد الله، و عدونا مزوّد بنظارات الرؤية الليلية ، بينما نحن ماشين أُمْفـَكّـو ؟
غايتو، ربنا يجيب العواقب سليمة.

سأعود
محمد سيد أحمد
مشاركات: 693
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:21 pm
مكان: الشارقة

رد

مشاركة بواسطة محمد سيد أحمد »

وسط غبار الكلمات الكثيرة والافكار المجمعة لتخا لتخا
لفتت انتباهى عبارة
ذلك الحيدر((للتبخيس))
وعبارة يبيع سرواله((للسخرية والاساءة))

يازول انت غبينتك على حيدر دى حدها وين
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

غبينة بلا حدود

مشاركة بواسطة حسن موسى »




غبينة بلا حدود

كتب محمد سيد أحمد تعقيبا على مكتوبي في سيرة حيدر ابراهيم علي

"..


وسط غبار الكلمات الكثيرة والافكار المجمعة لتخا لتخا
لفتت انتباهى عبارة
ذلك الحيدر((للتبخيس))
وعبارة يبيع سرواله((للسخرية والاساءة))

يازول انت غبينتك على حيدر دى حدها وين



"

سلام يا محمد سيد أحمد و شكرا على عنايتك بهذا المكتوب المستوحش في شعاب أدب الهدم النقـَّاد الذي اتنكبه في سيرة بعض أعيان المشهد الثقافي السوداني الذين لم يتورّعوا عن بيع سراويلهم لقاء عطايا السلطان المسمومة، و قائمتي طويلة للأسف.
و السخرية حاصلة، كونها تنبجس من سخرية الأقدار التي رمت بنا في هذا العالم العربي الساقط من أعلى برج خليفة، لكن الإساءة غير واردة أبدا،فأنت لا تسيئ للأعور عندما تقول له : "يا أعور" في عينه، لأن ذهاب حس العين حاصل في كل الأحوال.و لكنك تسيئ للجميع حين تشفق على الأعور من ذكر عوره، بالذات حين يدّعي الأعور بأنه شايف أكتر من الجميع . أقول بأن السخرية حاصلة و مقصودة لأننا في حالة فريدة من عبث الأقدار حين نري الأعوريحاول إقناعنا بأنه خاط للملك لباسا قشيبا بينما أنحنا واقفين نراعي في الملك ماشي ميطي .
لو أردت إجابة على سؤالك عن حد غبينتي على حيدرفهي بلا حدود، كونها غبينة مبعثها هوان الكتابة الصادر من طرف كاتب كنت أعول عليه في حرب الظلام التي تشقّ علينا كَبَدا.و لو أعدت قراءة المكتوب بموضوعية للمست بعده عن التبخيس الذي بدا لك في حديثي عن "الحيدر. و "الـف لام " التعريف التي تسبق اسم حيدر سببها تعدد الحيادر الذين قابلتهم و انا أفحص صلتي بحيدر ابراهيم علي مدى يقارب نصف قرن من الزمان.و بين كل الحيادر فإن هذا الحيدر الأخير الذي قطع المسافات ليصافح وزير خارجية الأمارات هو ابعدهم مني.
تاني شنو؟
غايتو الله يسامحك في حكاية "الأفكار المجمعة لتخا لتخا"، و يا ها دي قدرتي، و أهلنا قالوا: فوق كل ذي علم "ذو علم" تاني ازرط منه. بس تعال أنت ورّينا أفكارك النيرة عشان نستفيد.
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

عينك في الكفيل وتطعن في ظل الفيل 😉
السايقه واصله
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

شايفين البتاع؟

مشاركة بواسطة حسن موسى »


شايفين البتاع؟


ثورة الخوّافين :
احتفى الكثيرون من كتاب الأسافير بمكتوب الدكتور حيدر ابراهيم علي ، بعنوان " الثورة الناعمة : قيام راقدآ.. نحو ثورة في ثورة"، الذي يبث فيه مشاعر"الأسى والشفقة على ثورة ديسمبر المجيدة"لأنه" يراها تتعثر يوميا في مسيرتها الثورية لسبب تردد وحذر سلطتها التي كان يفترض فيها المبادرة والجرأة والشجاعة في اتخاذ القرارات الثورية الواثقة الرادعة . »
الرابط
https://www.altaghyeer.info/ar/2020/03/ ... ة-الناعمة/

ـ و ترجمة العبارة بالعربي :

الثورة السودانية تتعثر بسبب فقدان المبادرة و الجرأة و الشجاعة في إتخاذ القرارات الثورية.

ماذا نصنع بمثل هذه القراءة؟
و كيف نعقلنها ضمن مكاتيب حيدر ابراهيم علي الغزيرة المتمدّدة في فضاء العمل العام؟
هل نشيح عنها على زعم أنها مجرد "عترة" عابرة لا بد ان حيدر سيتراجع عنها و ينتقدها و يعتذر عنها لجمهرة القراء الذين يتابعونه؟
أم نعتني بها نقديا و نرهقها بالفحص حتى نتوصل لأسبابها غير المنظورة و نبذلها على ملأ العمل العام؟.

مكاتيب الدكتور حيدر ابراهيم علي تستحق العناية لان صاحبنا يمثل في المشهد الثقافي و السياسي السوداني كواحد بين أهم الأصوات التي يستمع إليها السودانيون في ما يتعلق بالأزمة السياسية الراهنة.و قد وصفه بعض معجبيه ب" غرامشي السودان"[ بكري جابر]أو " سارق نار الأكاديمية ليشيع نفعها ودفئها بين البشر"[عبدالله ع.إبراهيم]، و لا عجب ،فتاريخ الدكتور حيدر ابراهيم علي عامر بالمساهمات المهمة في مقام العمل العام السياسي و الثقافي.لأنه ،من جهة أولى، باحث معروف في علم إجتماع الدين. و هو مبحث ذو ثقل سياسي معتبر في مشهد الإسلام السياسي في السودان و في المجتمع الإسلامي المعاصر. و من الجهة الثانية فحيدر ناشط ثقافي و سياسي مهم بفضل تأسيسه لـ "مركز الدراسات السودانية". و هذا المركز الذي يقوم على دار نشر و دورية ثقافية "كتابات سودانية" إلى جانب مبادراته في تنظيم المنتديات الثقافية و السياسية في الشأن السوداني هو من أهم مؤسسات الثقافة الأهلية التي بنتها النخبة الثقافية السودانية في ظروف المهاجر العصيبة ، ضد نظام الأخوان المسلمين في السودان و ضد الإتهام الجائر بـ»إدمان الفشل» الذي يخيّم على جماعة المثقفين السودانيين لا إيدهم لا كراعهم.
على هذا التاريخ العامر ساغ لي لوم حيدر [ صديقي] على غفلته السياسية حين قبل جائزة"مؤسسة العويس الثقافية" التي ترعاها سلطات دولة الأمارات و تستخدمها في تدجين المثقفين العرب. و أنا اوصف موقف حيدر بـ" الغفلة السياسية" لأني لا أطيق له وصفا غير الغفلة ، بالذات بعد كل هذا العمر الذي افناه الرجل في مغالبة سلطات الرجوع في العالم العربي المعاصر.و حيدر الذي تقلب مهنيا و سياسيا في ثنايا مؤسسات الثقافة العربية عموما و الخليجية على وجه الخصوص ، لا يمكن أن يجهل تغول السلطات السياسية في بلاد العرب على مؤسسات الثقافة المعاصرة سواء منها تلك المعنية بالبحث الأكاديمي كالجامعات و المعاهد التعليمية العليا ، أو تلك المعنية بالتعبير الإبداعي. فهي كلها عند العرب صابون بروباغندا سياسية غايتها تتلخص في غسل و تجميل وجه السلطات و دعم و تبرير سياساتها،أو، على أقل تقدير، إلزام المثقفين العرب الحياد في المواقف التي قد ينبثق منها نقدا سياسيا سلبيا ينال من سمعة السلطات أو يعرقل خططها السياسية المهمة.و في هذا المشهد صفقت لحيدر حين أدان تطفل سلطات بلاد النفط على مسار الثورة السودانية وتحالفهم الآثم مع قادة المجلس العسكري و مليشيات الدعم السريع ، ضدالقادة المدنيين الذين جاءت بهم ثورة ديسمبر.

"يجب إيقاف هذه الهمبتة السياسية وقرصنة السلطة وتهريب القرارات المصيرية للساحة السياسية ووقف لعبة الملوص التي يمارسها العسكر، فيجب أن يعودوا إلى ثكناتهم أو يذهبون إلى اليمن السعيد أو إلى السعودية والامارات وطنهم الثاني .
"
الرابط
https://www.sudanile.com/index.php/منبر- ... براهيم-علي

و حيدر لا يجهل أن تطفل السعوديين و الأماراتيين على الشأن السياسي السوداني يرتبط إرتباطا وثيقا بحرص العسكريين السودانيين على مواصلة توريد الجنود السودانيين لحرب السعودية و الأمارات في اليمن. و له في هذا الصدد أكثر من استهجان :
"يضحّي التحالف العربي بالجنود السودانيين بينما يكتفون بالقصف من الجو، والمشاة هم السودانيون الذين يموتون بالعشرات ولا يعلن حتى عن اسمائهم فهم مجرد أرقام قد تعلن أو لا تعلن ! وللمفارقة للسودانيين علاقة خاصة جدا مع اليمنيين، فعرفناهم كأشقاء حقيقيين وغنى عنهم الازيرق ” في الهوي صرت يماني” ولكن نظام الأخوان المسلمين باع تلك العلاقة بحفنة من الدولارات .حرب اليمن تمثل عار لنا ، ولهم الحق في وصفنا بالمرتزقه "
الرابط
https://www.sudanile.com/index.php/منبر- ... براهيم-علي

و عناية ملوك بلاد النفط بما يحدث في السودان قديمة، لكن
هذه العناية المكثفة التي ابدتها المملكة السعودية و الأمارات العربية تجاه التحول السياسي الجديد في سودان ما بعد عمر البشير،تجد تفسيرها في جيوبوليتيك البترول الذي يتجلّى في المنازعة الدامية الدائرة بين إيران و المملكة السعودية على أرض اليمن.في هذه المنازعة البعيدة عن أرض السودان،تستخدم المملكة و الأمارات "الجنود السودانيي"ن كقوة ضاربة على الأرض في مواجهة المقاومة اليمنية. و أنا اضع عبارة " الجنود السودانيين" بين الأهلّة لأن الأمر أكثر تعقيدا من مجرد إحالة الأطراف المتحاربة في اليمن لهوية وطنية بسيطة.فهؤلاء " الجنود السودانيين" هم في غالبيتهم مقاتلون جادت بهم المليشيات القبلية المعروفة بإسم " الجنجويد"، و التي انتفع بها نظام عمر البشير في مواجهة المعارضة المسلحة في دارفور، و سجلهم الحربي عامر بتجازوات حقوق الإنسان من مذابح جماعية و إبادة عرقية و نهب و سلب و ترويع للمواطنين العزل في دارفور.و يتهمهم المعارضون لنظام البشير بضلوعهم في قتل المتظاهرين في موقع الإعتصام بالخرطوم و بمواصلة قتل المواطنين كما في أحداث مدينة الجنينة الأخيرة التي راح ضحيتها عشرات السودانيين.
لكن عناية السعوديين و الأماراتيين بالتحول السياسي السوداني تتجاوز بساطة شراء المرتزقة السودانيين لحرب اليمن لتعانق تركيب الواقع الجيوبوليتيكي الشرقاوسطي. لأن حرب السعودية و الأمارات في اليمن هي جزء من المنازعة الكبيرة بين السعودية و إيران. و هي منازعة متعددة المسارح بين اليمن للعراق لسوريا للبنان و هلمجرا.و في "هلمجرا" يخطر كبار الفرقاء الدوليون المرتاعون من رؤية مصادر الطاقة الحيوية في ايدي الأمم الفقيرة[الولايات المتحدة وروسيا و الصين و الإتحاد الأوروبي].و السودان كبلد فقير يرزح تحت نير الإستبداد، لا يمكن أن يفلت من طوائل جيوبوليتيك النفط الذي تمثل فيه الجارة السعودية كلاعب اساسي.و هكذا تصبح الجيرة الجغرافية مع المملكة السعودية و شركائها بلاءا على السودانيين لأنهم ، شاؤوا أم أبوا، ينخرطون في المنازعة الشرقأوسطية المسمومة التي تتجاوز همومهم المحلية.و ضلوع السودانيين في منازعة يديرها فرقاء إقليميون ذووا بأس و طموح يفتح ابواب الوطن لتدخلات الفرقاء الشرقأوسطيون و يمسخ اقل منازعة محلية لمجرد ترس في المنازعة الإقليمية المعولمة.و في هذا المنظور ينبغي إحالة اسباب الخلاف بين الفرقاء السياسيين السودانيين لأصلها في التدبير السياسي للفرقاء السياسيين الشرقأوسطيين.بدون هذه الإحالة يصعب على المراقب عقلنة تجليات السياسة السودانية في مسرح المواجهة الدامية في اليمن أو في ليبيبا.و وسط هذه "الجوبكة" المعولمة البالغة التركيب يهل علينا الدكتور بتفاكير فطيرة عمادها الغضب الأعمى أو العاطفة العرقية التي تصل لحد خلع عرب السودان من هويتهم العربية لمجرد أن عرب آسيا اساءوا الأدب.و قد ذكرت في اسطري السابقة بعضا من حديث حيدر الغاضب عن مشروعه لبناء" كونفدرالية القرن الإفريقي" التي يعول عليها حيدر في تخليص السودانيين من نير العروبة.أنظر الرابط
https://www.sudanile.com/index.php/منبر- ... براهيم-علي

طبعا كل هذا الشطح يمر مرور الكرام لأن صاحبه يطرحه في سياق المعارضة لتدخل عرب بلاد النفط في مجريات السياسة السودانية.و في هذا المشهد فكلمة حيدر الأولى عن" همبتة" و" قرصنة" السعودية و الأمارات في الساحة السياسية السودانية، هي قولة حق أريد بها حق.أما كلمته الثانية عن إخراج السودانيين من الملة العربية للملة الإفريقية في "كونفدرالية القرن الإفريقي"، فهي خرمجة مجانية أريد بها باطل.
لكننا ، في نهاية تحليل ما، ننظر لهذا الحيدر الذي لا يتردد في قول كلمة الحق ، و الذي هو ايضا صديقنا الذي عرفناه و وضعنا ثقتنا في سداد رأيه، و نرى أنه لا يشبه ذلك الحيدر الآخر الذي ، بلع غضبته الإفريقانية و تنكب مشقة السفر لغاية الأمارات ليتسلم جائزة مؤسسة العويس الثقافية من يد الدكتور أنور قرقاش ، وزير خارجية الأمارات و أحد مهندسي تصعيد البرهان و دقلو [دبلوماسيا و ماديا و عسكريا] على حساب المدنيين الذين يقاسمونهم السيادة على مسرح السياسة السودانية.هذا " الحيدر الآخر" هو شخص غريب، غرّب نفسه على ثورة السودانيين و على أخلاقهم لأنه قبل "عطية المزين" الأماراتية،حفنة دولارات مزفرة هي ثمن التدجين الفكري، و انتصب في ساحة العمل العام ليعلم السودانيين اصول علم الثورة على مذهب « شي جيفارا » و الأجر على الله..

ويستطرد الدكتور حيدر ابراهيم علي شارحا :
 »
حاولت أن افهم وأفسر لماذا تتحرك سلطة الثورة بهذا الاضطراب والتخبط وهي تمتلك شرعية ثورية تعلو كل شرعية على الارض . قلت في نفسي قد يكون السبب هو شكل هذا الطفل السيامى صاحب الرأسين : مدني وعسكري . وبحكم تكويني مال عقلي إلى أن العنصر العسكري يعرقل بينما العنصر المدني ينتابه خوف غريزي من جبروت وقوة العسكر ولذلك قبل هذا الوضع أو تكيف معه لكي ينتصر التعطيل والبطء في ممارسات ممثلي الثوار . »ـ

أي و الله،الدكتور العالم المفكر يلخص ثورة السودانيين لمجرد مواجهة بين عسكريين جبابرة و مدنيين عزّل و خوّافين بالغريزة .و لذلك قبل المدنيون بهيمنة العسكر و عطّلوا مسار الثورة الطبيعي. و بالتالي ينصحهم الدكتور حيدر ابراهيم علي ان يستنهضوا الهمم و يقوموا بـ" ثورة في الثورة " على نهج مقطوع الطاري "ريجيس دوبري ".
يقول الدكتور : أن الشعب السوداني" يحتاج بالفعل الى ثورة في ثورة _ كما قال ريجي دوبريه أثناء نضاله في امريكا اللاتينية في ستينيات القرن الماضي حين لاحظ استرخاء الثوار واطمئنانهم للواقع . »ـ
المهم يا زول، لا أدري كيف توصل حيدر لـ "استرخاء الثوار " لكنه ، على كل حال يهمل الإشارة لتشدد العسكريين المتفاقم لأنه يعرف إن وراء مواقف العسكريين السودانيين المضادة لمسار الثورة السودانية ينتصب الكفيل السعودي الأماراتي الذي ينتظر من حيدر أن يقوم بدوره في تغبيش الوعي الثوري بحيل و أحابيل في بؤس ثورة " ريجيس دوبري" التي أودت بـ"شي جيفارا" في "التوج" و انحطت بـ "ريجيس دوبري" لمقام كلب حراسة لـ "فرانسوا ميتيران" ،الذي غرّر بالحركة الشعبية الإشتراكية و مسخ حزب الإشتراكيين الفرنسيين لمطية طيعة لدوائر رأس المال.
أي والله ، الدكتور حيدر ابراهيم علي، أكل على موائد الأماراتيين و قشّ خشمو و قال : يا حضرة الشعب السوداني شد حيلك و أعمل "ثورة في الثورة »ـ., و يبدو أنه اخذ العبارة كما الطلسم السحري:"إفتح يا سمسم و دعنا نصنع ثورة في الثورة و على الأرض السلام .. و غير ذلك من كلام الشعراء

ثورة في الثورة في الثورة

المشكلة أن حيدر ليس بشاعر و لا ينبغي له ،لأنه باحث أكاديمي و دكتور في علم الإجتماع. و لو كان كلّف نفسه مشقة التأني عند مفهوم"الثورة في الثورة " الذي روج له" دوبري»، في كتابه المشهور، [و هناك ادب نقدي وفير في هذا الصدد]،لتردد قبل ان يطلق فتواه الرعناء للشعب السوداني.

وراء العبارة :"ثورة في الثورة"،جهد مفهومي ["ثوري؟"مندري؟]، إلتأمت عليه صداقة "ريجيس دوبري" و "شي جيفارا"، في ستينيات القرن العشرين. وعماد هذا الجهد المفهومي قلب نظرية الثورة في التقليد الماركسي اللينيني، و ذلك من خلال تقديم وسيلة العمل العسكري وسط الفلاحين الفقراء لخلق" بؤر ثورية" في الأرياف ، على أمل محاصرة المدن و من ثمّ أخذ السلطة على مرجع التجربة الكوبية.و قد عارضت الأحزاب الشيوعية اللاتينية مفهوم "البؤر الثورية" بأولوية العمل على توعية الجماهير و سوقها للحرب الشعبية المسلحة، بوسيلة الحزب الطليعي، عند نضوج شروط الثورة المسلحة.

كانت فكرة "شي جيفارا" فتح العديد من " البؤر الثورية" بحيث تخلق" أكثر من فيتنام" لزعزعة انظمة الأمبريالية الأمريكية في أمريكا اللاتينية و في إفريقيا.
و عماد فكرة البؤر الثورية هو أولوية العمل العسكري على التنظيم السياسي و ذلك من خلال تنظيم إنتفاضات مسلحة بمجموعة محدودة من المقاتلين وسط الفلاحين .أثر ذلك ستقوم هذه الحرب بخلق الشروط السياسية لعملية الثورة، و ذلك بإفتراض توسع دائرة المقاومة مع انخراط المزيد من الفلاحين المقاتلين في الحركة الثورية. و يشرح"شي جيفارا" :
"باستهداف تحقيق شروط الثورة، من خلال العمل المسلح، ينبغي علينا شرح أن النضال المسلح إنما يجري في الأرياف، و من الأرياف يتكون جيش الفلاحين من أجل تحقيق مطالب العدالة الإجتماعية[ و في طليعتها التوزيع العادل للأرض] و من ثم الإستيلاء على المدن. . »ـ
و يرجع بعض نقاد نظرية" البؤر الثورية" ،مثل الأرجنتيني"بابلو قيساني"،
Pablo Giussani
فشل مفهوم " البؤر الثورية" في بوليفيا و الأرجنتين ـ بالمقارنة مع تجربة الثورة الكوبية ـ إلى التركيز على الأرياف على حساب الحركة الثورية في الحواضر، فضلا عن إهمال الخصوصية التاريخية و الإجتماعية لتجربة الثورة الكوبية.فالكوبيون كانوا يكرهون الديكتاتور "باتيستا" الذي استنفد أغراضه حتى بالنسبة للطبقة الوسطى الحضرية، كما أن ثورة" فيدل كاسترو" و "شي جيفارا" وصلت مشهد الثورة الكوبية بعد حركات ثورية حضرية و مسلحة مهدت لها الطريق، مثل حركة"فرانك بايس"
Frank Pais
الذي اغتيل عام 1957.
لكن نظرية "البؤر الثورية" الفلاحية انحترت و انبترت في بوليفيا [ و في الأرجنتين و في الكنغو] لأن العمل العسكري بدون تربية آيديولوجية للجماهير يعزل الطليعة المسلحة عن القواعد الفلاحية الواسعة التي اتخذت منهم موقفا سلبيا عماده سوء الفهم و عدم الثقة ،فتعذر تجذير " البؤر الثورية" وسط جماهيرالأرياف، فضلا عن الآثار السلبية لأهمال عمل "البؤر الثورية" وسط جماهير الحواضر.
بعد سبع سنوات من عودته و استقراره في فرنسا اصدر" ريجيس دوبري" كتابين ضمنهما نقده للتجربة الجيفارية هما : 
"حرب شي"
La Guérilla du Che
و "نقد العمل المسلح"
La Critique des Armes
و ينطوي كتاب "حرب شي" على تحليل للوضعية التاريخية و السياسية ال حدثت فيها التجربة الجيفارية في "بوليفيا" و محاولة لتقصي اسباب فشلها و عزلتها السياسية بين غياب الوعي الطبقي عند الفلاحين و ضعف تأثير بروليتاريا الحواضر. بينما يمثل" نقد العمل المسلح" ،كجزء أول من مشروع واسع لنقد التجربة الجيفارية في منظور نضال الحركة العمالية في أمريكا اللاتينية. و الكتاب ينطوي على إعادة نظر جذرية في أطروحات" ثورة في الثورة" بإحالته للملابسات الجيوبوليتيكية لزمنه.
و في قراءتها لـ "نقد العمل المسلح"، ترى كلود كاترين كيجمان" في " لوموند ديبلوماتيك" أن " ريجيس دوبري" «  يفحص حركة النضال المسلح على ضوء التاريخ العام للحركة العمالية في امريكا اللاتينية عبر الأعوام الخمسة عشر الماضية.و هو يقوم بهذا الفحص من خلال مفاهيم المنهجية الماركسية مثل صراع الطبقات و حركة الكتل الجماهيرية و الطليعة الثورية و الحزب و المنظمات الثورية.و بالنسبة لـ"دوبري" ليس هناك تناقض بين الطليعة الثورية و حركة الجماهير أو بين حرب العصابات و الحزب الطليعي.فهو يكتب ان " البؤرة الثورية" هي الحزب بلون أخضر زيتوني[ إقرأ : كاكي]. و أن المشكلة لا تتلخص في التعارض بين الحزب او حرب العصابات ، و لكن المطروح هو اي نوع من الأحزاب تحتاجه الثورة اللاتينوأمريكية لتحقيق غاياتها الإجتماعية. بل أن "ريجيس دوبري" يبحث عن ما يزكي أطروحاته حول "البؤر الثورية" عند صاحب" ما العمل؟"[ لينين] و ذلك حين ينوه بالتشابه بين الشروط التاريخية لأمريكا اللاتينيةفي سنوات الستينيات و شروط روسيا ماقبل الثورة، التي جعلت من النضال السري في روسيا قدرا لا مناص منه و وفرت للمناضلين اقصى درجات الإستقلال بالنسبة للجهاز الإداري للحزب الثوري".انظر الرابط

https://www.monde-diplomatique.fr/1974/02/KIEJMAN/32113


ما ابعد "ريجيس دوبري" عن ثورته الجيفارية البائدة، التي سارت بها ركبان النقد، و ما ابعد ثوار ديسمبرالسودانيين " المسترخين" العزّل من السلاح و اليتامى من أبوّة الحزب الثوري،أو حتى من أخوّة الجيش الوطني، ما ابعدهم عن ثورة " ريجيس دوبري" التي ينصحهم بها الدكتور حيدر ابراهيم علي ، بينما الجماعة الطيبين في حركات السودان المسلحة أدمنوا المراوحة، كما السندباد، يوم في بلاد النفط و يوم في بلاد الرماد، و يوم مع السعودية و الأمارات ضد الحوثيين في اليمن و يوم مع السعودية و مصر ضد تركيا و قطر في حرب ليبيا و هكذا دواليب دين ابوهم و الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه..
و في وسط كل هذه الزيطة يقف الـ " مفكّر" ليشرح لنا ان أن مشكلة الثورة السودانية هي ان المدنيين خايفين من العسكر.و الله يا حضرة الدكتور مافي شي بخوّفنا أكتر منك إنت لأنك أكلت في مائدة معاوية و داير تجي تشرح الصلاة لعلي.
سأعود
أضف رد جديد