ما الذي كان، وما يزال، يجري داخل الحركة الشعبية - شمال؟

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

عن الفقيد إدوارد لينو:



ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻞ ﺍﺩﻭﺍﺭﺩ ﻟﻴﻨﻮ

ﺑﻘﻠﻢ ﺩ . ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺳﻠﻤﺎﻥ




1
ﺗﻨﺎﻗﻠﺖ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻧﺒﺄ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﺩﻭﺍﺭﺩ ﻟﻴﻨﻮ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﻧﻐﻠﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ 15 ﺃﺑﺮﻳﻞ ﻋﺎﻡ 2020 ، ﺑﻌﺪ ﺻﺮﺍﻉٍ ﻃﻮﻳﻞٍ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺮﺽ . ﺃﺣﺰﻧﻨﻲ ﺍﻟﻨﺒﺄ ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻓﺖُ ﺍﻟﻔﻘﻴﺪَ ﺯﻣﻴﻼً ﻭﺻﺪﻳﻘﺎً ﻣﻨﺬ ﻟﻘﺎﺋﻨﺎ ﻃﻼﺑﺎً ﺟُﺪﺩ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻳﻮﻟﻴﻮ ﻋﺎﻡ .1967 ﻭﻗﺪ ﻇﻠﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﺎﻡ .2011
ﺃﺩﻫﺸﻨﻲ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﻟﻘﺎﺀٍ ﻟﻲ ﺑﻪ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺑﻮﻃﻦٍ ﻋﺮﻳﺾٍ ﻳﺴﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻜﻞ ﺗﺒﺎﻳﻨﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ . ﺃﺩﻫﺸﻨﻲ ﺃﻳﻀﺎً ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺇﺟﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺩﻓﻌﺘﻪ ﻧﺼﺎﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﺑﻬﺎ .
ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺃﺩﻫﺸﻨﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺷﺪّﻧﻲ ﻧﺤﻮﻩ ﻛﺎﻥ ﻭﺩّﻩ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻪ ﻭﺃﺩﺑﻪ ﺍﻟﺠﻢ ﻭﺗﻘﺮّﺑﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﻭﺯﻣﻴﻼﺗﻪ – ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻭﺑﻨﺎﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻣﻌﺎً – ﻭﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ، ﺣﺘﻰ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﺘﺪﻣﺎً ﻋﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭﻗﺘﻬﺎ – ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ .
2
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺳﻨﻮﺍﺕٍ ﺻﻌﺒﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ . ﻓﻘﺪ ﺷﻬﺪ ﻋﺎﻡ 1967 – ﻋﺎﻡ ﻟﻘﺎﺋﻨﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ – ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﻓﻀﺖ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ، ﻭﺑﻼ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ، ﻣﻘﺘﺮﺡ ﺍﻟﻔﻴﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻭﻳﻠﻴﺎﻡ ﺩﻳﻨﻖ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻟﻴﻪ . ﺃﺻﺮّﺕ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔً ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻡٍ ﻣﺮﻛﺰﻱ ﻣﻊ ﺗﺨﻮﻳﻞ ﺑﻌﺾ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ . ﻭﺗﻌﺎﻟﺖ ﺍﻟﻬﺘﺎﻓﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺟﺎﻣﻌﺘﻬﺎ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ " ﻧﻮ ﻓﻴﺪﺭﻳﺸﻴﻦ ﻓﻮﺭ ﻭﻥ ﻧﻴﺸﻦ " ‏( ﻻ ﻓﻴﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﻷﻣﺔٍ ﻭﺍﺣﺪﺓ ‏) .
ﻭﺃﻟﻘﺖْ ﻟﺠﻨﺔُ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻜّﻠﻬﺎ ﺍﻟﺤﺰﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺎﻥ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪَ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺭ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻔﻴﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﺑﺒﺪﺋﻬﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﻠﻨﻲ ﻋﻦ ﺇﻋﺪﺍﺩﻫﺎ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻟﻜﻲ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺩﻭﻟﺔً ﻣﺮﻛﺰﻳﺔً ﺗﺤﺖ ﻏﻄﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ .
ﻏﺎﺩﺭ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﻮﺍ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﻨﻔﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻟﺤﻀﻮﺭ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻔﺎﻫﻢ . ﻭﺃﻋﻠﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪﺍﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﻥ ﺃﻗﺮﻱ ﺟﺎﺩﻳﻦ ﻭﻏﻮﺭﺩﻭﻥ ﻣﻮﺭﺗﺎﺕ ﺃﻥ ﻓﺸﻞ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮﺓ ﻳﻌﻨﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﻞٍّ ﺳﻠﻤﻲ .
ﻭﺍﺻﻠﺖ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻻﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺒﺜﻘﺖ ﻣﻦ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮﺓ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﺍﻟﻌﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺳﻴﺼﺒﺢ ﺇﻗﻠﻴﻤﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻛﻤﺎ ﻃﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﺗﺒﻘّﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ، ﺃﻡ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﻠﻴﻢ ﻛﻤﺎ ﺍﺗﻔﻖ ﻭﺃﺻﺮّ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓُ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﻮﻥ، ﻭﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺇﺩﺍﺭﺗﻪ ﻭﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﺳﻠﻄﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﻏﻄﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ . ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺑﻠﺠﻨﺔ ﺍﻻﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﻭﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﻔﺎﻕٍ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ .
3
ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻋﺎﻡ 1967 ﻣﺘﺄﺯّﻣﺎً ﺗﺠﺎﻩ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ . ﻭﺑﺮﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﺯﻡ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﺀ ﻭﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ – ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ – ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ . ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻄﻼﺏ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻬﻢ – ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ – ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻻﺳﻢ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ African National Front - ANF .
ﻛﺎﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﺘﻤﻮﺍ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻣﺤﺪﻭﺩﺍً ﻭﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﺃﺻﺎﺑﻊ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ . ﻭﺷﻤﻠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ، ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻴﻬﺎ . ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺿﺤﺎً ﻟﻜﻞٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺷﻤﺎﻝٌ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺟﻨﻮﺏٌ ﻭﻟﻦ ﻳﻠﺘﻘﻴﺎ، ﺳﻮﺍﺀٌ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ .
ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺘﻤﺤﻮﺭ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ . ﻭﻇﻠﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓً، ﻭﺗﺘﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﺍﻷﻋﻢ ﻓﻘﻂ ﺧﻼﻝ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ . ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﺣﻮﻝ ﻃﺎﻭﻻﺕ ﻗﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻮﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺒﻪ ﺇﻣﺎ ﺷﻤﺎﻟﻴﺎً ﺃﻭ ﺟﻨﻮﺑﻴﺎً ﺑﺤﺘﺎً، ﻣﻊ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ ﻇﺮﻭﻑ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﺬﺍﻙ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺟﺒﺔ .
4
ﻟﻜﻦ ﺍﺩﻭﺍﺭﺩ ﻟﻴﻨﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺟﺎﻣﻌﺘﻬﺎ ﻋﺎﻡ 1967 ﺑﺮﻭﺡٍ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻭﺑﻨﻜﻬﺔٍ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﺑﺄﻧﻔﺎﺱ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﻛﺴﺮ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻮﺻﻮﻟﻪ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺣﺎﺋﻂ ﺍﻟﺘﻤﺤﻮﺭ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﻭﺍﻟﺴﻤﻴﻚ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺘﻴﻦ . ﻓﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﺩﻭﺍﺭﺩ ﻳﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻗﻬﻮﺓ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺑﻨﻔﺲٍ ﻭﺻﻮﺕٍ ﻫﺎﺩﺋﻴﻦ، ﺑﻼ ﻏﻀﺐ ﺃﻭ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻟﻨﻘﺎﺵ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﺏٍ ﻛﻼﻣﻴﺔ، ﻭﺗﻨﻬﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﻦ، ﻭﺗﻮﺻﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﺍﻟﺘﺎﻡ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻘﺎﺷﺎﺕ . ﺛﻢ ﻧﺮﻯ ﺍﺩﻭﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻭﺳﻂ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻳﺪﻳﺮ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ . ﻛﺎﻥ ﺃﻋﺠﺎﺑﻨﺎ ﺑﻪ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻳﻮﻣﺎً ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺪﻭﺀ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻭﺃﺩﺑﻪ ﺍﻟﺠﻢ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻪ ﻟﻜﻞٍ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺣﻮﻟﻪ، ﻭﻣﻘﺪﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺘﻴﻦ .
ﺛﻢ ﻛﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﺍﺩﻭﺍﺭﺩ ﻟﻴﻨﻮ ﻳﺠﻠﺲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻳﺴﺄﻝ ﻭﻳﻨﺎﻗﺶ ﻓﻲ ﻟﻐﺔٍ ﻋﺮﺑﻴﺔٍ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﺃﺩﻫﺸﺖ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﻴﻦ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺃﺩﻫﺸﺖ ﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ . ﻛﻨﺎ ﻧﺘﺴﺎﺑﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻣﻊ ﺍﺩﻭﺍﺭﺩ ﺧﻼﻝ ﻭﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﻨﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻧﻨﺎﻗﺸﻪ ﻓﻲ ﺁﺭﺍﺋﻪ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓً ﻋﻠﻴﻨﺎ . ﻓﻘﺪ ﻛﻨّﺎ ﻧﺤﻦ ﻃﻼﺏ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻭﺑﻨﺎﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻢَّ ﺷﺤﻨﻨﺎ ﻭﻏﺴﻞ ﺩﻣﺎﻏﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﺪﺣﺮ ﺍﻻﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﺬﻱ ﻭﺗﻤﻮﻝ ﻭﺗﺪﻳﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻭﺗﻌﺎﺩﻱ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔٌ ﻟﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻮﺣّﺪﺍً . ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﻧﻈﺮﻳﺘﻨﺎ ﻭﻓﻠﺴﻔﺘﻨﺎ ‏( ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ ‏) ﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﺳﻮﺍﺀٌ ﻛﻨﺎ ﻧﻨﺘﻤﻲ ﻟﻠﻴﺴﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﻄﻼﺑﻲ . ﻟﻜﻦ ﺍﺩﻭﺍﺭﺩ ﻟﻴﻨﻮ ﺑﻬﺪﻭﺋﻪ ﻭﻋﻤﻖ ﻣﻨﻄﻘﻪ ﻭﺃﺩﺑﻪ ﺍﻟﺠﻢ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﻫﺰّ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺒﺜﻴّﺔ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻨّﺎ .
5
ﺍﻧﺘﻘﻠﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﻭﺻﺪﻳﻘﻲ ﺍﺩﻭﺍﺭﺩ ﻟﻴﻨﻮ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻳﻮﻟﻴﻮ ﻋﺎﻡ 1969 ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔٍ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻃﻼﺏ ﻛﻠﻴﺘﻲ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺃﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻄﻠّﺐ ﻧﻈﻢ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﻗﺘﻬﺎ . ﻛﺎﻥ ﻋﺪﺩ ﻃﻼﺏ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻓﻌﺔ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺻﻐﻴﺮﺍً ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻃﺎﻟﺒﺎً ﻣﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻣﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺮّﻑ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﺃﻗﻮﻯ ﻭﺃﻣﺘﻦ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻭﻗﺪ ﻛﻨﺎ ﻧﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ، ﻭﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﻭﺟﺒﺎﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، ﻭﻧﺪﺭﺱ ﻭﻧﻘﻮﻡ ﺑﺄﺑﺠﺎﺛﻨﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ .
6
ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ ﺟﻌﻔﺮ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺇﺛﺮ ﺍﻧﻘﻼﺏ 25 ﻣﺎﻳﻮ ﻋﺎﻡ 1969 ﻗﺪ ﺃﺻﺪﺭﺕ ﻗﺒﻞ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﻴﺎﻥ 9 ﻳﻮﻧﻴﻮ ﻋﺎﻡ 1969 ﻋﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ . ﺗﻀﻤّﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺇﺷﺎﺭﺓً ﺇﻟﻰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉٍ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻦ ﻣﺠﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺗﻤّﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺑﺘﺄﻧّﻲ ﻭﻋﻤﻖ . ﺃﻭﺿﺢ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺧﻠﺺ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﻮﺣّﺪ .
ﺗﻀﻤّﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻋﻤﻞٍ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﺍﺷﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻔﻮٍ ﻛﺎﻣﻞٍ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ 1955 ، ﻭﻭﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ، ﻭﺗﻌﻴﻴﻦ ﻭﺯﻳﺮ ﻟﺸﺌﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﻭﻣﺠﻠﺲ ﺗﺨﻄﻴﻂ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ، ﻭﺗﺪﺭﻳﺐ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ . ﻧﺎﺩﻯ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺧﺘﺎﻣﻪ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﺑﺈﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻼﻧﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ .
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻣﻠﻴﺌﺎً ﺑﺎﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﻀﻔﺎﺿﺔ ﻣﻦ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺍﻻﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺷﺠﺎﻋﺎً ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﺘﺒﺎﻳﻨﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺣﻞ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺑﺎﻟﺤﻮﺍﺭ .
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﺩ ﺑﻴﺎﻥ 9 ﻳﻮﻧﻴﻮ ﻋﺎﻡ 1969 ﺇﻟﻰ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻣﻌﻘّﺪﺓ ﻭﻣﻄﻮّﻟﺔ ﻣﻊ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ ﻋﺎﻡ 1972 ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﻬﺖْ ﺍﻟﺤﺮﺏَ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺃﻋﺎﺩﺕْ ﺍﻟﺴﻼﻡَ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ، ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﻦ .
7
ﺇﺛﺮ ﺻﺪﻭﺭ ﻳﺒﺎﻥ 9 ﻳﻮﻧﻴﻮ ﻗﺮﺭﺕ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻓﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ – ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﺍً ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ – ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻞ ﺍﻧﻀﻤﺎﻡ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺣﻮﺍﺭٍ ﻭﻃﻨﻲ ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﻭﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ، ﻣﺒﻨﻴﺔً ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺎﻥ 9 ﻳﻮﻧﻴﻮ . ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﺒﺪﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻫﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺍﺕ ﻷﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺟﺴﺮﺍً ﻟﻠﺘﻮﺍﺻﻞ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ .
ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻃﻮﻳﻼً ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﺩﻭﺍﺭﺩ ﻟﻴﻨﻮ ﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻘّﺪﺓ . ﻭﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺷﺎﻫﺪﺍً - ﺑﺤﻜﻢ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ - ﻟﻠﺪﻭﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﺍﻩ ﺍﺩﻭﺍﺭﺩ ﻟﻴﻨﻮ، ﻭﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﻔﻖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻧﻪ ﻟﻮﻻ ﺍﺩﻭﺍﺭﺩ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻮﺻّﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ .
ﻓﻘﺪ ﻓﺘﺢ ﺍﺩﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺍﺳﻌﺎً، ﺑﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺘﻪ ﻭﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻭﻛﻴﺎﺳﺘﻪ ﻭﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪ، ﻟﻠﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺘﻴﻦ، ﻭﻗﺮﺭﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﺩﻭﺍﺭﺩ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺮّﺭﻭﺍ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﻌﺪ ﺑﻴﺎﻥ 9 ﻳﻮﻧﻴﻮ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﺎﻡ 1970 ﻭﻓﻮﺯﻩ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ . ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻲ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻟﺠﻨﺔ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺗﻠﻚ، ﻭﻋﺮﻓﺖُ ﻋﻦ ﻗﺮﺏٍ ﻣﻘﺪﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﺬّﺓ .
8
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﻗﺮﺭ ﺃﻟّﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀً ﻟﻤﻦ ﺳﺒﻘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﻴﻦ – ﻣﺪﻧﻴﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻡ ﻋﺴﻜﺮﻳﻴﻦ – ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺘﺺُّ ﺑﻘﻀﻴﺔ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ . ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺑﻨﻘﺾ ﻋﻬﻮﺩﻩ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ، ﻭﺃﻫﺪﺭ ﻓﻲ ﻏﻄﺮﺳﺔٍ ﻭﺍﺳﺘﻌﻼﺀ ﺇﻧﺠﺎﺯﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﻤﻴّﺰﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﻴﻦ .
ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻤﺰﻳﻖ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ ﺑﻨﺪﺍً ﺑﻌﺪ ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﻗﺴّﻢ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺎﻟﻴﻢ، ﻭﺃﻋﻠﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎً ﻟﻠﺒﻼﺩ . ﺛﻢ ﺗﺪﺧّﻞ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺳﺎﻓﺮﺓ ﺗﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﻴﻴﻨﺎﺕ ﻭﻋﺰﻝ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ .
ﻭﻗﺪ ﻋﺒّﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﺮﻕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖَ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺍﺷﺘﻌﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1983 ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺣﻖ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﻋﺎﻡ 1992 ، ﻭﺗﺄﻛﻴﺪﻩ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻛﻮﺱ ﻋﺎﻡ 2002 ، ﺛﻢ ﻧﻴﻔﺎﺷﺎ ﻋﺎﻡ 2005 ، ﺛﻢ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ، ﻭﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﺎﻡ .2011
9
ﻛﺎﻥ ﺍﺩﻭﺍﺭﺩ ﻟﻴﻨﻮ ﻣﻦ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﺨﺮﻃﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﺎﻡ 1983 ، ﻭﺃﺣﺪ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﺼﻴﺎﻏﺔ ﻣﺎﻧﻴﻔﺴﺘﻮ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ . ﻓﻘﺪ ﺗﻄﺎﺑﻘﺖ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻦ ﻭﻃﻦٍ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲٍ ﻋﺮﻳﺾٍ ﻳﺴﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺭﻏﻢ ﺗﺒﺎﻳﻨﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪّﺛﻨﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﺎﻡ 1967 ، ﻣﻊ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪ ﻋﺎﻡ .1983
ﺗﺮﻙ ﺍﺩﻭﺍﺭﺩ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺃﺳﺮﺗﻪ ﻭﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﺍﻧﺨﺮﻁ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﻭﻣﻘﺪﺭﺍﺕ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ . ﻭﺗﺪﺭّﺝ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻋﻀﻮﺍً ﺑﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ، ﺛﻢ ﻗﺎﺋﺪﺍً ﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ . ﺛﻢ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺴﺌﻮﻝ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﻠﻒ ﺃﺑﻴﻲ .
10
ﺍﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻓﻲ ﺻﻴﻒ ﻋﺎﻡ 1991 ﺑﻌﺪ ﻏﻴﺎﺏٍ ﻃﻮﻳﻞ . ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﺍﺩﻭﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻤﺜّﻼً ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ . ﻟﻜﻦ ﺑﻘﺎﺀﻩ ﻓﻲ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺼﻴﺮﺍً، ﻭﻋﺎﺩ ﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﺛﺮ ﺍﻻﻧﺸﻘﺎﻗﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ .1991
ﺗﺤﺎﺩﺛﻨﺎ ﻃﻮﻳﻼً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ . ﺳﻌﺪﺕُ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭﺃﻧﺎ ﺍﺳﺘﻤﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﺭﺑﻊ ﻗﺮﻥٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻟﻘﺎﺋﻨﺎ ﻃﻼﺑﺎً ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ . ﺃﺣﺴﺴﺖُ ﺃﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﻋﺪﺕُ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻡ 1967 ﻭﺃﻧﺎ ﺍﺳﺘﻘﻲ ﻣﺮﺓً ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ، ﻭﺃﺻﻐﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺪﺛﻨﻲ، ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻋﺎﻡ 1967 ، ﻋﻤﺎ ﺍﺳﻤﺎﻩ " ﻓﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ " ﺭﻏﻢ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻣﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻨّﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻘﻼﺏ 30 ﻳﻮﻧﻴﻮ ﻋﺎﻡ .1989
ﺑﺪﺍ ﻭﺍﺿﺤﺎً ﻟﻲ ﺃﻥ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﺍﻟﺜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻗﺪ ﺯﺍﺩﺕ ﻣﻦ ﻧﻀﺠﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻪ ﻭﺃﺩﺑﻪ ﺍﻟﺠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ . ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﺮﺍﺵ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﻭﺿﻐﻮﻃﻪ ﺑﺪﺕ ﻭﺍﺿﺤﺔً ﻟﻲ ﺃﻳﻀﺎً ﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ .
11
ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺻﺎﺭ ﺍﺩﻭﺍﺭﺩ ﻟﻴﻨﻮ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻝَ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻣﻤﺜﻞَ ﺩﻭﻟﺔ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓ&#65266
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

بيان:



الحركة الشعبية لتحرير السودان / شمال / الخرطوم

بيان حول تعين الولاة المدنيين





إننا في الحركة الشعبية لتحرير السودان/شمال ، نجدد موقفنا الثابت و الداعم لأستكمال مهمام و واجبات ثورة ديسمبر المجيدة ، و تحقيق أهدافها كاملة ، و المتمثلة في إنهاء حكم الفرد المستبد و سياسات عدم المساواة و الأقصاء و التهميش، و بناء دولة القانون و الحرية و السلام و العدالة ، و نؤكد أن هذه الأهداف لا يمكن تحقيقها الا عبر سلطة مدنية غير عسكرية كاملة في كل مستويات الحكم ،

و انطلاقا من هذا المبدأ يهمنا أن نوضح لجماهير شعبنا الاتي

اولا.. نشيد بالخطوات التي شرعت فيها الحكومة الانتقالية برئاسة د عبد الله حمدوك ، بخصوص تعين ولاة مدنيين ، و مؤسسات حكومية مدنية في ولايات السودان المختلفه

ثانيا.. إن دعوة الجبهة الثورية الداعيه الي تعطيل تعين الولاة، لا يتسق مع أهداف و روح الثورة، فأن إعاقة خطوات تعين الولاة المدنيين يعتبر تعطيل لعملية التحول الديمقراطي المدني الذي بدونه لن يتحقق السلام و لا التحول الديمقراطي الذي يمكن شعبنا من السيطرة على مصيره بنفسه .

ثالثا..إنهاء الحرب وتحقيق السلام الشامل يمثل واحدة من تطلُّعات الشعب السوداني، وهدف من أهداف ثورة ديسمبر ، و السلام لا يتحقق بالمحاصصات و تقاسم السلطه بطريقه نخبوية بين هذا أو ذاك، و إنما بمُخاطبة جذور الأزمة التاريخية التي قادت إلى إشعال الحروب والنزاعات منذ الإستقلال ، و إيجاد الحلول الجذرية لهذه الازمات حتى لا تتكرر الحرب مرة اخري

اخيرا... نؤكد لجماهير الشعب السوداني بأننا معكم في خندق واحد ، من أجل تحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة ، و من أجل التغيير الجذري في السودان.

١٩ ابريل ٢٠٢٠
الخرطو
م
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

تصريح:



الحركة الشعبية لتحرير السودان / شمال
حزب المؤتمر السوداني




تم عقد لقاء بين الحركة الشعبية لتحرير السودان / شمال بقيادة عبد العزيز الحلو وحزب المؤتمر السوداني اليوم ٣ مايو بحضور الباشمهندس عمر الدقير رئيس الحزب ودكتور مصطفى عوض الكريم عضو المجلس القيادي للحركة ، وقد تطرق اللقاء إلى مجمل الوضع السياسي الراهن والتحديات التي تواجه عملية التغيير وضرورة التصدي لها بشكل جماعي حتى يتم إنجاز مطلوبات الفترة الإنتقالية وصولاً إلى تحول ديمقراطي كامل .
كما تطرق اللقاء إلى ضرورة تكثيف الجهود لتجاوز العقبات التي تواجه عملية السلام بإعتباره المهمة ذات الأولوية المُلحة لوضع حد للحروب والإنتهاكات الجسيمة التي حدثت لشعوب السودان في مناطق النزاعات وذلك بمعالجة المسببات الجذرية لتلك الحروب وضمان عدم تكرارها مستقبلًا. وفي ختام اللقاء تم الإتفاق على استمرار التواصل والتنسيق المشترك بين الطرفين.

الخرطوم
٣ مايو ٢٠٢٠
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

أعتذر عن تعجلي في نشر هذا "التقرير". فلقد تلقيته من قروب في الواتساب بإعتباره تسريب لأصل تقريرٍ من "جهاز الأمن والمخابرات الوطني (السوداني)". كنت قد انتظرت ثلاثة أيام ليأتي نفي من جهة الحركة الشعبية- جناح عقار/عرمان. ولما
لم يأت، قمت بالنشر. وبعد النشر، على إثر سؤال حسن موسى - راسلت أحد أعضاء الجناح الأخير، فنفى لي صحة ما ورد في التقرير. ثم راسلت أكثر من عضو في جناح الحلو، فكان رد البعض أن التقرير - حسب تقديرهم - مسرب من "الجهاز" لكنهم ليسوا متأكدين صحته الكاملة. فراسلت صحفيا مستقلا - ذا علاقة بقضايا الحركة - فقال لي إن هذا تقرير قديم، أُعيدت فبركته.

أعتذر من قراء وقارئات هذا الخيط على عدم تقيدي - فيما يخص هذا التقرير - بالصبر والمثابرة اللازمين قبل النشر- فقد اعتمدت على الإحالة التأولية أكثر من التثبت المنهجي.
آخر تعديل بواسطة عادل القصاص في الاثنين مايو 11, 2020 4:57 pm، تم التعديل مرة واحدة.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

سري للغاية؟

مشاركة بواسطة حسن موسى »


سلام يا عادل
يا خي اعمل معروف ورينا مصدر هذا النص المعنون بـ "سري للغاية" عشان نعرف " الغاية" دي آخرها شنو و نبقى على بصيرة. و لا يغيب على فطنتك أن الأسافير عامرة بالطيب و الخبيث مما جميعه
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

شكرا جزيلا يا حسن على هذا التنبيه الجوهري. رجاءً إقرأ - ومتابعو ومتابعات هذا الخيط - التبرير في المساحة السابقة، التي كان يحتلها "التقرير".
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

سري لغاية وين؟

مشاركة بواسطة حسن موسى »





سلام يا عادل
القلوب شواهد، و قد كنت بسبيل إضافة بعض الملاحظات على سؤالي السابق في خصوص هذا التقرير الـ "سري للغاية"، حيت عرجت على المنبر و لمحت تصويبك الأخير. المهم يا زول هاهي ملاحظاتي و يهمني أن أقرأ تعقيبك عليها.

عجيب أمر برنامج الحاسوب العربي الذي كتب هذا التقرير الـ"سري للغاية"،لأنه يصحف باسلوب ممنهج فيبدل مواقع الألف و اللام في المواضع التي تكون فيها اللام متبوعة بألف مد.فـ " الأمن" تصير "االمن"و " مداولات" تصبح" مداوالت" و هكذا "دواليبك". لكن التصحيف في بعض المواضع يتكشّف عن نفس شعري فريد مثل "دولة الأمارات" التي اصبحت "دولة االمارات"، [مارّات بي وين و لوين؟ الله أعلم].و أما اسم الجلالة فهو معكوس تماما :"الحمـد هلل حمـدا يبلغ رضاه ، وصلى هللا على اشـرف من اجتباه وعلى آله وصحبه ومن وااله ".و في تاريخ التقرير نقرأ" بتاريخ 9191/4/91 »ـ

لكني هنا لست في مقام مراجعة تصحيف كاتب التقرير.لأن محتوى التقرير يثير اكثر من سؤال حول طبيعة الجيوبوليتيك الذي تتطور ضمنه إشكالية السياسة السودانية.
و قبل أن نخوض في تفاصيل السياسة السودانية لا بد من التساؤل حول طبيعة الملابسات التي تسرب ضمنها تقرير يوصف بأنه "سري للغاية" و يحكي تفاصيل إجتماع يجمع بين ممثلي دولة الأمارات مع ممثلي المملكة السعودية و ساسة سودانيين من أقطاب المعارضة المسلحة في السودان.من هي الجهة ذات المصلحة في الكشف عن خفايا اجتماع "سري للغاية" موضوعه السياسة السودانية و مصالح كل من الأمارات و السعودية و مصر في السودان؟و مصالح هذه الدول"الشقيقة" هي سبب شقاء الشعب السوداني. [و "الشقيقة" ،في لسان العربان، صداع نصفي مؤلم يترافق غالبا مع الغثيان و التقيّوء ]. لقد أثبت ثلاثي دولة الأمارات والمملكة السعودية و مصر ، منذ بداية الحراك الثوري الذي اطاح بسلطة عمر البشير، تخوفا كبيرا من تحول السودان نحو نظام مدني ديموقراطي مستقل من المحاور التي ارتبط بها عمر البشير و صحبه.و أي مراقب للسياسة السودانية يعرف أن هذه الأنظمة العربية "الشقيقة " التي تراهن على العسكريين الذين نفضوا طرفهم من عمر البشير باسلوب" خلّص طيزك"، ظلت تعمل في الخفاء و في العلن ضد توق الشعب السوداني للديموقراطية. و ذلك، ببساطة، لأنها تعرف أن اي سلطة ديموقراطية في السودان تملك أن تفسد عليهم جملة استثماراتهم العسكرية[ في اليمن] و الإقتصادية [ في السودان] و الإستراتيجية [سد النهضة]، لأن الناس في السلطة الديموقراطية لا يتعاملون بمنطق" الغتغتة و الدسديس" الذي يحكم علاقات الجيوبوليتيك العربي النفطي. و في هذا المشهد فأن شبهة خيانة الثورة السودانية تخيّم على كل سياسي يتواطأ مع سلطات " الشقيقة" العربية.

و من يطالع هذا المكتوب المزعوم"سريا للغاية" يرى الفريق مالك عقار و الفريق ياسر عرمان مع الفريق طه عثمان الحسين في وضعية تآمرية مع ممثلي سلطات البترودولار.فهل يؤشر ذلك لأن خصوم عقار و عرمان هم وراء نشر هذا التقرير المنحول؟مندري؟ لكن بذلك لهذا المكتوب" السري للغاية"ضمن خيط "ما يحدث في الحركة الشعبية.. » يجعل منك ـ بالقوة ـ طرفا في المنازعة الدائرة بين عقار/ عرمان و خصومهم في ساحة السياسة السودانية.و لا أظنك راغب في إقحام نفسك في ذلك الموضع الحرج من وزة السياسة السودانية .
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

شكرا يا حسن. سأعود بتعقيب بعد أن أتعافى - قريبا جدا فيما أرجو - من بقايا وعكة صحية طارئة.
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

لك السلام، والشكر مرة أخرى، يا حسن على هذا الاهتمام، والذي أنا ممتن له أيضا، لأن هذا الجزء الثاني من تعليقك يوفر لي سانحة الادلاء ببعض التوضيح والإشارات.

بخصوص التصحيف الغريب الذي ظهر لك، فمعظم غريبه هذا يعود إلى تبعات تحويل "التقرير" من بي دي إف إلى ويرد (عن طريق صديق). وهذا الغريب يظهر، أكثر ما يظهر، في التحولات التي تمت لحروف الألف واللام. هناك أخطاء أخرى في "الأصل" من نوع الأخطاء شبه الدارجة، مثل كتابة التاء المربوطة هاءً. وفي الواقع، كان عليَّ أن أعتذر أيضا من عدم مراجعتي للنسخة المحولة لويرد، إذ كان يجب أشير لذلك ومن ثم أقوم بعمل التصحيح اللازم لبعضٍ من ضحايا التحويل من الكلمات والحروف.
أما بشأن التآمر – الدارج و "الأصيل" – لهذا الثلاثي الإقليمي: مصر، السعودية والإمارات، فإنني أتفق معك تمام الإتفاق. ومن جهة ذات صلة، أظنك تتفق معي في أن هذا التآمر يتمتع، في كل حقبة سياسية، بوكلاء جُدُد ومتنوعين، بالإضافة، طبعا إلى بعض – إن لم يكن كل – الوكلاء التقليديين. وفي هذا العالم ذي القطب الواحد، صار مثل هؤلاء الوكلاء بالغي الوفرة في السياسة السودانية خصوصا منذ أن تخلت "الإنقاذ" عن بعض شططها الآيديولوجي، مرورا بهذا المنعطف السياسي الممسوخ، وغالبا حتى الغد. وبغض النظر عن الصحة، الكلية أو الجزئية، ل"التقرير" (وأنا أرجح أن ثمة صحة، جزئية على الأقل، فيه)، فإنني لا أشك في أن بعض شخصياته (علاوة طبعا بعض سياسيين وسياسيات اليوم ممن ينتمون لتنظيمات أخرى) هم من أبرز الوكلاء.
أما فيما يتعلق بالمكانة المنحازة التي يمكن أن يموضعني فيها نشر هذا "التقرير"، فأنا أعتقد أن البعض ما يزال يظن هذا – بالذات حين ننظر إلى الملابسات التي أدت إلى تأسيس هذا الخيط. فلعلك تتذكر أن هذا الخيط بدأ بطرح قضية إحالة ضباطٍ سبعة من الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان – شمال (قبل انقسامهما) إلى المعاش، وقد كان ذلك فعلا إداريا غير مسبوق في تاريخ حركات التحرر الوطني. وإذن فإن بداية هذا الخيط كانت تتضمن فضحا جزئيا لممارسة، ولاحقا ممارسات، استبدادية من قبل قيادة مالك عقار، بما يتضمنه ذلك من شخصيات قيادية أخرى، وعبد العزيز الحلو كان من بينها وقتها، أزعم أن تأثير أحدها في صدور ذلك القرار، وقرارات كبرى أخرى، تتجاوز مُذيِّل "صدر تحت توقيعي" إلى صناعتها بالأساس.
ومع ذلك، يهمني أن أؤكد هنا أن الهم الأساس لهذا الخيط ظل على الدوام المساهمة في توفير مواد تساهم في تعريف، غير دارج، للقارئ والقارئة بالحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، منقسمة أم غير منقسمة، فأنا أعتقد أن ثمة ما يزال الكثير، الإستراتيجي وغير الإستراتيجي، مما يجمع بين الإثنين. وانحيازا لهذا الهم، فإنني على يقين من استعدادي لنشر مثل ذلك "التقرير" لو توفر لي وكانت أطرافه تنتمي لمجموعة الحلو.
وبخصوص الجهات ذات المصلحة، هناك دائما مصلحة ما، من جهة أو جهات ما، فيتسريبٍ أو اختلاقٍ، كُليٍّ أو جزئيٍّ، لمثل ذلك "التقرير". أوليس – مثلا – من مصلحة بعض مناوئيْ – وربما الأحرى أن نقول" منافسيْ" – الحركة الشعبية لتحرير السودان – مجموعة مالك عقار تسريب أو اختلاق، جزئي أو كلي، لمثل ذلك "التقرير"؟
أظنك تتفق معي في ورود مثل ذلك-هذا الاحتمال (خصوصا وأن "نِعَم" الثلاثي الإقليمي تستحق – لدى البعض – زحزحة البعض من مشهد الفاعلية السياسية الوكالية).
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال – SPLM-N

ويتواصل نزيف العُنف والصراع القبلي

بيان حول أحداث كادقلي



قبل أن تجِف دماء الذين سقطوا إثر أحداث مدينة تُلس بجنوب دارفور بين الرزيقات والفلاتة، و كسلا بين النوبة والبني عامر، إندلعت مُواجهات أُخرى عنيفة و دامية في كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان يوم الأحد 12 مايو 2020 بين مجموعة تتبع للقوات المُسلَّحة و آخرون يتبعون لقوات الدعم السريع. و هو الصراع الذي نشب قبل حوالي شهر من الآن بسبب سرقة أبقار تتبع لقائد الكتيبة (254) إستطلاع - الفرقة (14) كادقلي، و قتل راعي الأبقار. وقائد الكتيبة ضابط بالقوات المُسلَّحة برتبة نقيب يُدعَى/ الجاو ونيس كافي – و هو من قبيلة (أنقولو) بجبال النوبة و غالبية أفراد الكتيبة من نفس القبيلة. ثم قُتل أحد جنود الكتيبة لاحقاً بواسطة نفس المجموعة التي سرقت الأبقار (الحوازمة – دار نعيلة) مما أدَّى لردة الفعل وتفجُّر الأوضاع و إتِّساع نطاق العُنف بين الكتيبة (254) و مجموعة من أفراد (الحوازمة دار نعيلة) في قوات الدعم السريع الأمر الذي أسفر عن سقوط العشرات ما بين قتيل و جريح. والأخبار الواردة من كادقلي و ما حولها تؤكِّد عدم إحتواء النزاع حتى الآن الأمر الذي قد يؤدِّي إلى تفجُّرها مرة أخرى على نطاق أوسع.

لقد حذَّرنا مراراً من قبل، ولا زلنا نُحذِّر من الإستمرار في صناعة الحرب و تغذية الكراهية وزرع الفتن وإدارة العنف والصراعات على أسُس ثقافية، جهوية، عرقية، و قبلية - تدفع البلاد إلى حافة التلاشي. و هذه الأحداث كلها تُنذِر بنتائج و عواقب وخيمة.
نحن إذ نترحَّم على أروح الذين قتلوا في هذه الأحداث، مُتمنين عاجل الشفاء للجرحَى، و مع خالص تعازينا للأسر المكلومة - فإننا نودُّ أن نؤكِّد الآتي :

أولاً : تفجُّر الأحداث بهذه الصورة سببه تقاعُس حكومة الولاية و عدم القيام بدورها منذ البداية لإحتوائها وحلها بالطرق السلمية المعروفة، و فيه مؤشِّر لتواطوء حكومة الولاية مع المجموعة المُعتدية بسبب عدم حسمها قانونياً لتجنُّب هذه النتائج الكارثية. و هذه مسؤولية تتحمَّلها حكومة الفترة الإنتقالية برّمَّتها.

ثانياً : نرفض الإستهداف المُمنهج من قبل أي مجموعة عرقية ضد الأخرى، و هذه سياسات مسنودة ومدعومة بواسطة عناصر النظام البائد لخلق عدم الإستقرار الأمني و السياسي، و قد تمظهر ذلك في أحداث (القضارف – بورتسودان – الجنينة – تُلس – كسلا – الدلنج – الصبي – لقاوا – ثم كادقلي)، و يجب على حكومة الفترة الإنتقالية أن تضع حد لهذه السياسات، و أن تعمل لبناء وطن مُعافَى يسع الجميع تحقيقاً لأهداف الثورة.

ثالثاً : البعض يتهمون أيادي خفية وراء تلك الأحداث، و بالطبع هنالك أيادي تُدير هذه الأحداث و لكنها ليست خفية، بل تعمل في العلن على مسمع و مرأى الحكومة مِمَّا يقدح في مصداقية الحكومة في سعيها لتوفير الأمن و الإستقرار للجميع.

رابعاً : هذه الأحداث جاءت كنتيجة طبيعية لإنتشار السلاح بين المواطنين و التسليح و التجييش و بقاء المليشيات إلى الآن.

خامساً : لا بد من إعادة هيكلة القوات المُسلَّحة بعقيدة عسكرية جديدة لتصبح قوات قومية مهامها بموجب الدستور الدفاع عن سيادة الدولة و أراضيها من المُهدِّدات الخارجية، و حماية الدستور.

أخيراً : نُجدِّد دعوتنا لجموع الشعب السوداني، و طرفي العنف القبلي في كادقلي لإحكام صوت العقل و تهدئة الأوضاع و اللجوء للطرق السلمية لإحتواء المشكلة و تفويت الفُرصة على تمرير هذه المُخطَّطات التي تهدف إلى ضرب النسيج الإجتماعي و إشعال الفتنة بين مُكوِّنات الشعب السودان.

النضال مُستمر و النصر


عمار آمون دلدوم

السكرتير العام للحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال

14 مايو 2020
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

قراءة:



الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال – SPLM-N

قراءة تحليلية لوثيقة (نحو عقد إجتماعي جديد)، وموقف الحركة الشعبية

بقلم: عبد الله إبراهيم عباس
- رئيس المؤتمر العام - عضو مجلس التحرير القومي
- عضو المجلس السياسي والقيادي - ونائب رئيس وفد التفاوض




مُقدمة:


حزب الأمة و زعيمهِ الصادق المهدي كعادتهِ، وعبر تاريخه الطويل لا يقبل بأي (وضعية / تحالُفات / تحوُّل / تغيير/ أو أي حراك سياسي) إلَّا أن يكون هو في قيادته، وينتهج سياسة الهروب إلى الأمام و الإستثمار في الأزمات لخلق قوى جديدة و قيادة جديدة، و بالتالي فإن وثيقة (نحو عقد إجتماعي جديد) تأتي في هذا السياق. فهو لم يخرج عن المألوف. فبعد أن قرأ الصادق المهدي مواقف القوى السياسية المُكوِّنة لـ(قوى الحرية والتغيير) و تقارُبها مع موقف الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال فيما يتعلَّق بعلاقة الدين بالدولة بعد الحراك الكبير وحملة الوعي و التنوير التي قامت بها الحركة الشعبية بالإضافة إلى الحوارات التي أجرتها مع القوى السياسية والمدنية، قرَّر حزب الأمة قطع الطريق أمام هذا التقارُب الذي قد يُفضي إلى توقيع إتفاق سلام ينص على (علمانية الدولة). و الصادق المهدي يضع نفسه دوماً في موقع (المرجعية) الفكرية والسياسية و الدينية وأنَّه وحده الأحرص على مُستقبل البلاد، و إن الجميع مُخطئون ما عدا هو، و لذلك يقوم بتهديد بقية القوى السياسية وإبتزازها.

أولاً: مواقف حزب الأمة عبر التاريخ:


حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي له مواقف كثيرة خلال تاريخه الطويل مُعادية لمصلحة البلاد، وأعاقت التطوُّر السياسي والدستوري. وله مواقف كذلك في عهد الإنقاذ ضد التغيير ولا سيما مواقفهُ المُتخاذلة خلال ثورة ديسمبر المجيدة 2018 – و نورِد على سبيل المثال الآتي :

1/ قام حزب الأمة (عبد الله خليل) بتسليم السلطة للجنرال إبراهيم عبود في 17 نوفمبر 1958.

2/ قام الصادق المهدي بالتآمر على الحزب الشيوعي السوداني في حادثة طرد نواب الحزب الشيوعي (المُنتخَبين) من البرلمان في 25 نوفمبر 1965 كسابقة سيئة ضد الديمقراطية، و بعد سنة أعلن مولانا/ صلاح حسن - قاضي المحكمة العليا، أن الحُرِّيات في المادة الخامسة في الدستور لا يجوز تعديلها، و أن كل ما حدث كأنَّه لم يحدث. ولكن قادة الأحزاب الثلاثة (حزب الأمة – الحزب الإتحادي – الأخوان المسلمين) - وعلى رأسهم الصادق المهدي - رفضوا هذا الحكم الذي وصفه الصادق بـ(التقريري)، وحينها كان رئيساً للوزراء، الأمر الذي دفع رئيس القضاء (بابكر عوض الله) لتقديم إستقالتهِ.

3/ قام الصادق المهدي عام 1966 بالتآمرعلى (محمد أحمد المحجوب) وإجباره على التخلِّي عن رئاسة مجلس الوزراء و إخلاء كرسي السلطة له ليحل مكانهِ، كما أجبر مُرشَّح دائرة الجبلين للتنازُل له عن الدائرة، و بالفعل نجحت مؤامرتهِ و أصبح رئيساً للوزراء في 25 يوليو 1966.

4/ خان حزب الأمة حلفائهِ في الجبهة الوطنية بعد هزيمتها في 1976 - عندما هرع الصادق المهدى مُنفرداً دون أخذ رأي حلفائهِ و قام بإجراء مُصالحة مع جعفر نميري في 7 يوليو 1977 بمدينة بورتسودان قبل أن تجف دماء الأنصار، الأمر الذي وصفه (الشريف حسين الهندي) بالخيانة العُظمى. و بعدها إنضم إلى الإتحاد الإشتراكي بتوجيه من نميري و أدَّى قسم الولاء لنظام مايو.

5/ عندما ثار الشعب السوداني على نظام نميري فى 1985 ضد قوانين سبتمبر الدينية (قوانيين الشريعة الإسلامية) لحق الصادق بركب الثورة في أواخر مراحلها - كما فعل في ثورة ديسمبر 2018 – و قال مقولته الشهيرة : (إن قوانين سبتمبر لا تساوي الحبر الذي كُتبت به). و دعم المجلس العسكري بقيادة عبد الرحمن سوار الدهب، و إستعجله بتسليم السلطة فى عام واحد فقط ..!! فى إنتخابات مُبكِّرة وجُزئية (نفس المُخطَّط المرسوم الآن). وعندما أصبح الصادق رئيساً للوزراء بعد حكومة نميري الديكتاتورية، لم يلغِ قوانين سبتمبر، و لم يوقف الحرب فى السودان، بل واصل فى نفس سياسات و برامج نظام مايو الدكتاتوري الذي أسقطه الشعب بثورة شعبية.

6/ الصادق المهدي هو المسؤول عن تسليح المليشيات على أسُس قبلية و عُنصرية عندما قام بتأسيس قوات المراحيل في العام (1986 – 1989) و التي إرتكبت مجازر بشعة في جنوب السودان و دارفور و جبال النوبة و النيل الأزرق بالإضافة إلى مذبحة الضعين الشهيرة.

7/ وقف الصادق المهدي ضد مُبادرة السلام السودانية التي وقَّعها مولانا/ محمد عثمان الميرغني مع الدكتور/ جون قرنق دي مبيور في 16 نوفمبر 1988 و التي كانت فرصة كفيلة بحقن دماء السودانيين و الحفاظ على وحدة البلاد، و قد فرح بها الشعب السوداني، فرفضها الصادق المهدي و فضَّل التحالف مع الجبهة الإسلامية القومية، أعداء السلام و الذين لا يريدون وقف الحرب لتعطيهم مُبرِّر للإستيلاء على السلطة، فإنقلبوا عليه برغم علم الصادق المهدي بالإنقلاب.

8/ شارك حزب الأمة في هيكلة التجمع الوطني الديمقراطي في منتصف التسعينات، و في 1998 جمَّد نشاطه في التجمع بعد أن فشل في الوصول إلى هدفه (رئاسة التجمع). و في 25 نوفمبر 1999 قام الصادق المهدي بتوقيع (نداء الوطن) مع عمر البشير في عاصمة جيبوتي وبعدها مُباشرة في 17 مارس 2000 أعلن إنسحابه من التجمع الوطني الديمقراطي، وعاد إلى الخرطوم في نفس الشهر (مارس 2000) في عملية أُطلق عليها إسم (تفلحون).

9/ في عام 2011 عيَّن عمر البشير نجل الصادق المهدي (عبد الرحمن) مُساعداً له و هو في المعارضة.

10/ شارك حزب الأمة في تأسيس نداء السودان عام 2014 بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا و ترأَّسهُ الصادق المهدي. و في سبتمبر 2019 قام بتقديم إستقالته من رئاسة نداء السودان، و دعا مُكوِّنات التحالف لإجراء مُراجعات لمواقف التحالف وهيكلتهِ. وقال إن قراره : (يتماشَى مع ضرورة إحداث تغييرات سياسية على هياكل القوى السياسية التي سيكون عليها الإنتقال من الإصلاح إلى المراجعة .. !!!). و هي خطوة قصد منها إضعاف التحالُف و التخلُّص منه.

11/ للصادق المهدي وحزب الأمة موقف مُخزي تجاه محكمة الجنايات الدولية و هو موقف داعم للمجرم عمر البشير عندما صرَّح في 2009 بأن البشير (جلدنا و ما بنجرو بالشوك) و هو موقف عنصري ضد العدالة و ضد حقوق الضحايا برفضه تسليم عمر البشير للمحكمة الدولية لينال عقابه.

12/ و لعل الجميع يتذكَّرون ليلة ما قبل فض الإعتصام في 3 يونيو 2019 عندما قام بسحب خيمة أنصاره من موقع الإعتصام بالقيادة العامة قبل ساعات من فض الإعتصام مما يؤكِّد إنه كان على علم، بل و تنسيق مع المجلس العسكري بخصوص فض الإعتصام.

13/ وبالطبع لن ينسى الشعب السوداني موقف الصادق المهدي من ثورة ديسمبر المجيدة و وصفها بأنها مجرَّد (بوخة مرقة) وإنها ليست (وجع ولادة). و عندما حاول بعض أنصاره تلميعه بخروجه أيام التظاهرات، سارع بنفي مشاركته في أي تظاهرة - عبر بيان رسمي في 30 مارس 2019.

14/ في يناير 2019 تأسَّس تحالف (قوى الحرية والتغيير) و ضم حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي. و في 22 أبريل 2020 جمَّد الحزب نشاطه في قوى الحرية و التغيير و دفع الصادق المهدي بوثيقة (نحو عقد إجتماعي جديد) و أعطى مُهلة لمدة (إسبوعين) لمُكوِّنات التحالُف للإنصياع له وفق رؤيتهِ الجديدة المُدرجة في الوثيقة.

15/ على مر التاريخ ظلَّ الصادق المهدي يقف و يتَّخذ مواقف مُتناقضة تدهش الجميع – مثلاً كان أكثر الداعمين للفترة الإنتقالية و قد تحدَّث عنها بإسهاب في وثيقته : (مشروع بناء المستقبل الوطني – مصفوفة الخلاص الوطني) الصادرة في 20 يوليو 2019 قبل أن يأتي الآن و يحاول أن ينسف الفترة الإنتقالية عبر وثيقته الجديدة (نحو عقد إجتماعي جديد) في فترة لم تتجاوز الثمانية أشهر .. !!!.

16/ يريد تفريغ لجان المقاومة - المُتمثِّلة في حماية الثورة و مُراقبة الحكومة الإنتقالية – و تحويلها إلى لجان خدمية.

ثانياً: تحليل الوثيقة:

تهدف الوثيقة إلى الآتي:

1/ تكوين قيادة جديدة للحرية و التغيير بإعتبار إن القيادة الحالية غير مؤهَّلة و ذلك عبر مؤتمر تنظمّه القوى الجديدة المؤيِّدة للوثيقة، للإتفاق على (برنامج بديل) ونسف الوثيقة الدستورية و الفترة الإنتقالية برُمَّتها، فحزب الأمة ينتقد تحالُف و قوى هو جزء منها لإيجاد مُبرِّر للإنقلاب عليها.

2/ إجهاض الثورة و الإنقلاب عليها و إعادة إنتاج السودان القديم بثوب جديد بإستخدام القوى القديمة الموجودة معه في التحالف، فالوثيقة عبارة عن تبرير لمؤامرة تم طبخها.

3/ يُخطِّط الصادق المهدي لأن تقوم القوى الجديدة (قوى العقد الإجتماعي الجديد) بحسم مسألة الدستور على إنفراد وبإقصاء قوى الكفاح المُسلَّح (خاصة الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال) و بالتالي تجنُّب أي توجُّه لعلمانية الدولة.

4/ وصف الصادق المهدي لمطالب القوى المُسلَّحة بالتعجيزية، فيه رفض واضح لمشروع الحركة الشعبية للسلام، و رغبة لإرجاع العبودية و التسلُّط الذي ظلَّ يُمارسه على الشعوب السودانية، و هي دعوة للحرب و تفكيك البلاد.

5/ يسعى حزب الأمة - بمغازلتهِ للمؤتمر الوطني و بدعوتهِ لأن يقوم بـتقديم "نقد ذاتي" - لكي يرث جماهيره و إستيعابها بثوب جديد للتُحالف و الإصطفاف الآيديولوجي و تحالف (أهل القبلة).

6/ حزب الأمة يُخطِّط للسيطرة على البرلمان الإنتقالي عبر مطالبتهِ بـ(العودة للأوزان الإنتخابية) في آخر إنتخابات، برغم وضعيتهِ الراهنة و ما أصابه من إنقسامات وضعف.

7/ دعوة الصادق المهدي المُستمرة للإنتخابات المُبكِّرة تهدف إلى إخراج حركات الكفاح المُسلَّح من الفعل السياسي و إقصائها بإقامة إنتخابات جزئية تستثّنَى مناطق الحرب، و هذا يهدف لإجهاض عملية التحوُّل الديمقراطي و الإنفراد بالسلطة.

8/ يطرح الصادق المهدي (عقد إجتماعي جديد) لا ينسجم مع مفهوم و روح العقد الإجتماعي الذي لا ينبغي أن يتم فيه إقصاء أي مكوِّن من مُكوِّنات المجتمع، فهو يتجاوز النظرية في بعدها العلمي والفلسفي.

9/ يحاول حزب الأمة بإستعجالهِ عقد المؤتمر الإقتصادي إقصاء قوى الهامش (قوى الكفاح المُسلَّح) للإبقاء على، و تكريس الأوضاع القائمة وبنية إقتصاد الريع العشائري المؤسَّس على سياسات التحرير المتوحِّشة التي فتحت المجال و مكَّنت آليات تتَّسِم بالمُحاباة و الفساد.

10/ يسعَى الصادق المهدي لإفشال المفاوضات والحيلولة دون التوصُّل لإتفاق سلام يأتي بما لا تشتهيهِ سفنهِ بإحداث تغيير في موازين القوى في الساحة السياسية السودانية و فقدانهِ للغلبة و السيطرة. و هو لا يُفكر في إيقاف الحرب لأنه يستثمر فيها و هو غير مُتضرِّر منها.

11/ ينتقد حزب الأمة قوى الحرية و التغيير في نهج (المُحاصصة) في الوقت الذي يُشارك فيه في حكومة الفترة الإنتقالية بوزيرين، و عضو في مجلس السيادة و لديه عدد من المُرشَّحين لولاة الولايات و المجلس التشريعي، و هذا يؤكِّد عدم قبوله بهذا التمثيل و إنه يطمح في السيطرة الكاملة.

12/ بمُغازلتهِ و مدحهِ للمكوِّن العسكري يسعَى حزب الأمة إلى فض التحالُف مع قوَى الحرية و التغيير وبناء تحالُف "نقيض" مع العسكر و فلول النظام البائد و قوى الثورة المُضادة لنسف الفترة الإنتقالية و السيطرة على البلاد.

13/ يُمهِّد الصادق المهدي لقطع الطريق أمام أي تحوُّل و تغيير حقيقي، و هذا نفس موقفه في العام 1988 عندما قطع الطريق أمام مُبادرة السلام السودانية و المؤتمر الدستوري و قام بتسليم السلطة للإسلاميين.

14/الوثيقة في مُجملها تُمثِّل (حصان طروادة) لتحقيق أهداف حزب الأمة، لأن التفاصيل الداخلية للوثيقة لا علاقة لها بالعقد الإجتماعي كمفهوم.

ثالثاً: السيناريوهات والمآلات:


1/ أن يستطيع الصادق المهدي الإنقلاب على الثورة و إستقطاب قوى مؤيِّدة لوثيقة (العقد الإجتماعي الجديد) و التحالُف مع العسكر لنسف الفترة الإنتقالية.

2/ أن يخسر الرهان و يفشل في كسب حُلفاء جُدد غير حلفائهِ الحاليين في قوى الحرية و التغيير (حزب البعث – الحزب الناصري)، و يفشل كذلك في الحصول على تأييد الشارع و المجتمع الدولي، و بالطبع لن يجد التأييد من قوى الكفاح المُسلَّح.

3/ حدوث فرز سياسي جديد وإصطفاف تقتضيه المرحلة و ترتكز على المواقف الإستراتيجية و ليست التكتيكية (قوى التغيير الحقيقية – مُقابل قوى السودان القديم).

رابعاً: موقف الحركة الشعبية:


تأسيساً على ما تقدَّم، و إلتزاماً برؤية الحركة الشعبية (التحريرية)، و تمسُّكاً حازماً بمُكتسبات ثورة ديسمبر الشعبية المجيدة .. فإن الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال تعلن بكل وضوح و جدِّية رفضها التام لمجمل مضامين و أهداف الوثيقة المُسماة (نحو عقد إجتماعي جديد). و في ذات الوقت تؤكِّد الحركة الشعبية على صلابة موقفها المبدئي الداعم لآليات السلطة الإنتقالية المدنية الحالية و مُساندتها من أجل إستكمال كافة مهام الثورة التي تواثقت على تحقيقها مُختلف مُكوِّنات قوي الثورة الشبابية و النسوية و السياسية و المهنية. و ستبذل الحركة قُصارَى جُهدها من أجل تمتين عُرَى التحالف و التنسيق بين مُكوِّنات القوي الثورية .. كما لن تألو الحركة جهداً على درب ترسيخ جوانب برامج التغيير الإقتصادي و الإجتماعي المُترادف مع التحوُّل الديمقراطي بما يضمن أوسع الفرص لإشاعة الحُرِّيات و سيادة حكم القانون.

وفي هذا الصدد فإن الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال مُلتزمة بطرح حزمة من المبادئ فوق الدستورية لتكون منصة لتأسيس و تنسيق و تكييف الجُهود والتحالُفات من أجل ضمان التحوُّل الديمقراطي .. و إيقاف الحروب .. وتمكين وحدة السودان عبر التسديد الناجز لإستحقاقات (الحرية .. السلام .. و العدالة).
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

رسائل:

قبل حوالي شهرين، وجَّه إسماعيل خميس جلَّاب، الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال (قيادة مالك عقار)، عدد من الرسائل إلى عبد العزيز الحلو، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال (قيادة الأخير). كانت الرسائل قد وُجِّهت إسفيريا. فرد الحلو على أول رسالة منها، تلاه تعقيب، ومواصلة الرسائل، حتى بلغت خمساً، من جلَّاب.
في المساحات التالية، نورد هذه الرسائل وتعقيب الحلو (على أوَّلِها، حتى الآن):




رسأئل إلى عبدالعزيز آدم الحلو

(1)



📌 أهلنا في جبال النوبة و النيل الأزرق يريدون السلام و إنها الحرب في أقرب وقت عبر منبر السلام في جوبا.

📌 أهلنا يتطلعون لحياة آمنة مستقرة يذهب فيها أبنائهم للمدارس و المزارعين لمزارعهم و الرعاه يرعون بهائمهم بحرية و أمان و تدور عجلة التنمية المستدامة.

📌 أهلنا اللاجئين و النازحين يتشوقون للعودة إلى مناطقهم الأصلية.

📌 المواطنين يحتاجون الإغاثة و المساعدات الإنسانية و الاستقرار.

📌 لقد سئم أهلنا الحرب رافضين أن تسقط عليهم قازفات و براميل الانتنوف مرة أخرى.

📌 أهلنا يسعون للمصلحات و التعايش السلمي بينهم و الي الوحدة.

📌 لقد غادرت منبر التفاوض في جوبا لفترة طويلة الي مكان غير معلوم، لذا وجب عليك العودة للتفاوض في جوبا.

📌 تيمك المفاوض غياب من قاعات التفاوض لأكثر من أسبوعين.

📌 بقية الأطراف المتفاوضة اوشكوا و قريبين جدا من التوقيع على إتفاق سلآم نهائي، سلام الكرامة سلام عادل، سلام المواطنة بلا تميز، سلام بناء سودان جديد،ليس سلام تقسيم السودان، سلآم يحقق شعارات النضال و الثوار.


حرية سلام عدالة

خميس جلَّاب
آخر تعديل بواسطة عادل القصاص في الأربعاء مايو 27, 2020 9:50 am، تم التعديل 3 مرات في المجمل.
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

رسائل:



فى الرد على رسائل إسماعيل جلاب : شعبنا توَّاق لسلام حقيقي يؤسِّس للحرية والعدالة والمساواة، والكرامة الإنسانية .. ولا يُعيدنا للحرب مرة أخرى



إطَّلعنا على رسائل منشورة في مواقع التواصل الإجتماعي موجَّهة إلينا ومنسوبة لـ(إسماعيل خميس جلاب)، فإن كانت هذه الرسائل فعلاً من جلاب، فنحن نُشيد بكل من هو حادب على قضايا جماهير شعبنا ويسعَى للسلام ، وقد رأينا ضرورة الرد عليها لأهميتها.

*أولاً: ذكرت الرسائل: ان أهلنا سئموا الحرب ويريدون السلام ...

و لكن السؤال: أي سلام يريده الأهل ؟ سلام عادل و دائم أم سلام كاذب و فيه غش ؟ و من الذى بدأ الحرب فى الأساس ؟ هل حكومة الخرطوم هى التي بدأت الحرب بالهجوم على المنطقتين أم النوبة والفونج ؟ ومن هو المُعتدي ؟ وإذا إفترضنا أن النوبة والفونج هم أقوام شريرة وعدوانية، وهم الذين هاجموا المواطنين الأبرياء فى المدن الأخرى (الآمنة) في السودان، ليقوم الجيش السوداني برد فعل ومحاربتهم حماية لأولئك الطيبين الأبرياء فى بقية أنحاء السودان، إذاً لماذا شُنَّت الحرب على دارفور المُسلمة المُسالمة ؟ و البجا القريبة من القلب ؟ بل ما هو مُبرِّر 50 سنة من عنف الأجهزة النظامية على الجنوبيين و الذى أدَّى في النهاية لإنفصال جنوب السودان رغم مُطالبة الجنوبيين بالوحدة العادلة ؟
لا بد من الإجابة بكل أمانة وصدق .. ما هى الأسباب الرئيسية للحروب بين المركز والأقاليم (الهامش) فى الجنوب والغرب والشرق ؟ هل هي أسباب أمنية لأن كل سكان هذه الأقاليم يحملون جينات إجرامية وتقوم الأجهزة الأمنية والجيش بمسؤلية حفظ الأمن و فرض سلطة القانون عليهم ؟ أم هذه الحروب كانت نتاج لمظالم سياسية ، إقتصادية ، و ثقافية ؟

*ثانياً: ذكرت إن أهلنا يتطلَّعون لحياة آمنة و مُستقِرة ليذهب أبنائِهم للمدارس ..

أي مدارس ؟ !! .. هل كانت توجد في مناطق أهلنا مدارس ؟ .. مستشفيات ؟ .. هل كانت أراضيهم تحت تصرُّفهم ليزرعوها ، ويرعوا فيها مواشيهم ؟ ...!!.

*ثالثاً: قلت إن أهلنا اللاجئين و النازحين يتشوَّقون للعودة إلى مناطقهم الأصلية ... السؤال : من الذى نزَّحهم وشرَّدهم وطردهم من مناطقهم الأصلية بالأساس ؟ .. وهل تلك المناطق الأصلية حالياً خالية وجاهزة لإستقبالهم ؟ أم هى مُحتلَّة وفى أيدي مجموعات أخرى ؟ إن كانوا سُكَّان جُدد أو مُلَّاك لإقطاعيات من خارج تلك الأقاليم، أو المناطق كما سميتها ؟ .

*رابعاً: ذكرت إن المواطنين يحتاجون للإغاثة و المُساعدات الإنسانية ! و نقول : متى كان مواطنى جبال النوبة والنيل الأزرق يتسوَّلون الإغاثة والمُساعدات من الآخرين ؟ كان العكس هو الصحيح .. كانوا مُنتجين ومُكتفين ذاتياً، ويمِدُّون المركز - الذي كان عالة عليهم - بالفائض للتصدير .. و لكن عندما إنقلب عليهم المركز وهاجمهم وشرَّدهم ونزحهم إلى المدن وكدسهم فيها. تحوَّلوا - ومعهم المركز – إلى مُتسوِّلين ينتظرون المُساعدات و الاغاثات .

*خامساً: قلت إن أهلنا يسعون للمصالحات و التعايش السلمى بينهم، وإلى الوحدة .. هنا ياتى مثار الغرابة والدهشة .!!. السؤال : من الذى وزَّع السلاح بشكل إنتقائي فى تلك الأقاليم وزرع الفِتن بين مواطني الإقليمين بالأساس؟ كان عليك أن تُحدِّد بدقة .. هل الصراع الحقيقى هو بين سكان الإقليمين و الخرطوم (أي المركز) ؟ أم فيما بينهم كنوبة و فونج من جانب والمجموعات الأخرى من الجانب الآخر؟ و ما هو جوهر الصراع ؟ وما هي مطالب الإقليمين فى الأساس ؟ .. إذا كانت المطالب تنموية و تمثيل سياسي و عدالة .. يبرُز السؤال هل المجموعات الأخرى (مجموعات عربية وغيرها) هم الذين همَّشوا النوبة والفونج سياسياً و إقتصادياً؟ أم هذه المجموعات نفسها كانت ضحية لذات سياسات التَّهميش - مثلهم مثل النوبة والفونج - و جميعهم تعرَّضوا لظلم المركز؟ و لماذا مُحاولة إخفاء حقيقة الصراع و ذر الرماد فى العيون من جانبكم ؟.

*سادساً: قلت ان أهلنا يريدون السلام و إنهاء الحرب .. السؤال : أى نوع من السلام هو الذي يريدونه ؟ وتتحدَّث أنت عنه ؟ .فأهلنا من جبال النوبة والفونج الموجودين فى الخرطوم أو كادقلي أو الدمازين الآن .. لا توجد قنابل تسقط على رؤوسهم ويعيشون فى أمان .. ولكن هل يجدون فرص للعمل، وهل يتحصَّلون على دخول أو مُرتَّبات تكفيهم ليعيشوا حياة كريمة .. وأن يدفعوا رسوم المدارس لأطفالهم، وقادرين على دفع تكاليف الدواء لعلاجهم، الملابس، الكهرباء، مياه الشرب النظيفة ؟ هل يتمتَّعون بالمساواة أمام القانون كما الآخرين فى تلك المدن و المناطق تحت سيطرة الحكومة ؟ .. ولا حاجة بنا هنا لتذكيركم بقوانين الكشَّة والترحيل القسري، وهدم المنازل والتشريد داخل العاصمة، ناهيك عن ما سُمِّي وقتها بمحاكم العدالة الناجزة، و الجلد و القطع من خلاف، والإعدامات .. الإهانة والإذلال.
أما بالنسبة للنوبة والفونج الذين يعيشون فى الأرياف التي تقع تحت سيطرة الحكومة بالإقليمين، هل يكسبون العائد الذي يوازي عرق جبينهم المبذول فى إنتاج المحصولات الزراعية وغيرها من المنتوجات ؟ أم تذهب الفائدة للتجار وأبناءهم فى الحكومة عبر التلاعب فى الأسعار و شراء الذرة والسمسم والفول وبقية المنتوجات بأسعار بخسة لا تُغطي تكلفة الإنتاج، ومن ثم إعادتها لهم مُصنَّعة بأسعار باهظة تؤدِّي إلى المزيد من الإفقار .. هذا دون أن نتحدَّث عن كافة أشكال الجبايات التي لا تُعد ولا تُحصَى ويعانون منها بإستمرار و منذ أيام الإستعمار الثنائى .. وناهيك عن مصادرة الحكومة أربعة مليون فدان من أراضي النوبة الخصبة وخمسة مليون فدان من أراضي الفونج لصالح التُّجار والمعاشيين أو المُتقاعدين من كبار قادة الجيش وموظَّفي الخدمة المدنية عبر القوانين الجائرة وعنف القوات النظامية منذ العام 1970 بإسم الإستثمار والزراعة الآلية فى الإقليمين.

*سابعاً: قلت إنني غادرت منبر التفاوض و هذا ليس صحيحاً، وحتَّى أن صح ذلك فإن الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال لديها فريق تفاوضي مُكتمل بقيادة السكرتير العام الرفيق/ عمار آمون دلدوم .. وهذا الوفد متواجد بجوبا منذ 27 يوليو 2019 وحتى اليوم، ولم يُغادر مقر التفاوض مُطلقاً .. ولا يوجد سبب لتوزيع مثل هذه المعلومات المُضلِّلة .. وماذا ستستفيد من وراء ذلك ؟ خاصة وأنت تعلم جيداً إن المسألة تتعلَّق بغياب الإرادة السياسية لدى الطرف الحكومي الذي يرفض دفع إستحقاقات السلام .. وإلَّا فأنتم متواجدون فى مقر التفاوض على مدار الساعة، لماذا لم تتمكَّنوا من التوقيع على إتفاق سلام حتَّى الآن ..؟ .!!!.

*ثامناً: إذا كانت بقية الأطراف المُفاوضة قريبة من التوقيع على الإتفاق النهائي كما قلت ، فإننا نتمنَّى لهم التوفيق .. لأن مطلبنا و غايتنا هى السلام العادل المُستدام الذى يقود إلى سودان جديد خالي من التَّهميش والإقصاء (السياسي، الإقتصادي، الإجتماعي، الثقافى .. إلخ) .. إتفاق يُمكِّن السودانيين من إدارة التعدُّد والتنوُّع العرقي والثقافي والديني والنوعي والجغرافي .. إلخ) .. لا يهمُنا على يد من تحقِّق .. ولسنا حريصين على أن يتم السلام عبرنا وبأيدينا .. ما يهمنا هو مُحتوى الإتفاق، وأن يضع الإتفاق حلولاً جذرية للقضايا مثار الخلاف .. وليس ترديد شعارات و ذر للرماد فى العيون لتضليل الجماهير التوَّاقة لسلام عادل ودائم. وكم من إتفاقيات سلام وقَّعت عليها الخرطوم ؟ .. ولكن هل قادت تلك الإتفاقيات لإنهاء الحروب وتحقيق الإستقرار حتى يتفرُّغ السودانيين للتنمية و القضاء على الفقر ؟

*أخيراً: ننبه ان تلك الرسائل وجهت للجهة (الخطأ)، فمن الأولى أن توجّه هذه الرسائل إلى الحكومة الإنتقالية التي يقع على عاتقها تنفيذ إرادة الشعب السوداني المُتطلِّع للسلام .. الحرية .. العدالة .. والمُساواة.

ليستمر النضال .. والنصر أكيد.


القائد/ عبد العزيز آدم الحلو.

رئيس الحركة الشعبية والقائد العام للجيش الشعبي لتحرير السودان – شمال

26 مارس 2020
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

رسائل:



رسائل إلى عبدالعزيز آدم الحلو

(2)



شكرا لردك على رسائلى لك إذا كان ذلك ردك فعلا، لقد ركزت في ردك على النوبة و الفونج و كأن رسائلي لك كان عنهم فقط، أحب أن أوضح لكم بأني أتكلم عن كل أهلنا في جبال النوبة و النيل الأزرق بتنوعهم الاثني و الديني و غيرها كافة، لأن الظلم وقع عليهم جميعا و كلهم يتوقون للسلام.
* ما نسعى إليه هو سلآم حقيقي عادل سلام يحققه المناضلين الثوار الذين أسقطوا نظام الإبادة الجماعية و هم الذين يتفاوضون في جوبا لتحقيق السلام المستدام سلام لا عودة بعدها للحرب.
* إني ليس حادب على قضايا أهلنا في المنطقتين فقط، بل سأظل أضحي من أجل قضاياهم و قضايا السودانيين كما ضحا شهدائنا و بقية الرفاق من أجلهم.
* الأسئلة التي طرحتها في ردك جاوب عليها المناضلين و الثوار بالآتي:_
١ - أسقطوا النظام بل الأنظمة التي عملت على تهميش و ظلم أهلنا .
٢- التفاوض الجارى الآن في جوبا يجرى بين المناضلين و الثوار لتكملة النقص و إرجاع الحقوق كاملة لأهلها و لضمان عدم عودة الأشخاص و الأنظمة ألتي تسببت في ظلم أهلنا للحكم مرة أخرى .
٣- التفاوض الذى يجري في جوبا الآن يعيد كرامة أهلنا و يحقق السودان الجديد الذى ضحى من أجله ألا لاف .
* كنت اتوقع أن تطرح الأسئلة التالية بدلا من ألتي طرحتها.
١- لماذا يتوق أهلنا في المنطقتين و السودان للسلام؟
٢- لماذا يرفض أهلنا العودة للحرب؟
_ الإجابات بديهية و تلقائية لأنهم هم المناضلين و ثوار ثورة ديسمبر ألتي أحدثت التغيير، و يريدون بناء سودان جديد . الإنتفاضة و العصيان أحد وسائل النضال.
_ هم الذين يفاوضون بعضهم في جوبا لتحقيق السلام المستدام.
_ كما يؤمن أهلنا بأن ليس هناك سبب للاقتتال و فقد مزيد من الأرواح ما دام هناك فرصة لحل القضايا بلسان، دعني أذكرك هذه الحكمة( حلا بلسان أخير من حلا بلسنون ) .
* نتفاوض في جوبا أن يكون هناك جيش سوداني واحد، مهني، حديث ، متطور ذو عقيدة عسكرية وطنية جديدة، جيش غير مسيس يعكس التنوع، جيش يدافع و يحمى السودان و السودانيين و لقد أمنا على ذلك، حتى لا يستخدم القوات النظامية ضد شعبه. لماذا لاتلحقوا بنا لنكمل ما تبقى من الترتيبات الأمنية و الملفات الأخرى مع بعض.
*- رسالتي المهم و هى لصالح قضايا المنطقتين، أن تشرك جنرالات الجيش الشعبي لتحرير السودان _ شمال الذين تحت قيادتك في مفاوضات السلام ألتي في جوبا ليشاركوا في عملية تحقيق، بناء و تنفيذ السلام لضمان استدامتها.
*- الرسالة الأهم وحدة الحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السودان _ شمال من أهم أحلام أهلنا في السودان، لضمان أخذ حقوق أهل المنطقتين و السودان كاملة غير منقوص.
*- تذكروا اليوم ٣١/٣/٢٠٢٠ يوم شهداء الحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السودان _ شمال. ماذا فعلنا لهم و لاسرهم و للمعاقين و الأرامل و اليتاما، أبسط ما نقدمه لهم هو هذا السلام و السودان الجديد.
*- رغم إنتشار وباء الكرونا سنبقا هنا حتى نحقق السلام لأهلنا إنشاء الله.

اللهما أرفع البلاء عن أهلنا و اشفى المصابين
حرية ، سلام، عدالة
التفاوض مستمر، تحقيق السلام أكيد

خميس جلاب
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

رسائل:


رسائل إلى عبدالعزيز آدم الحلو

(3 )



أكتب إليك الرسائل في مسعى أن نعبر باهلنا إلي بر الأمان إلي الضفة الاخري ، ضفة الحرية، السلام و العدالة. نعبر باهلنا إلي السودان الجديد
* إستمع لمنظمات المجتمع المدني التي في المناطق المحررة ألتي تطالب بالسلام . و هنا أشيد بما تقدمه هذه المنظمات من مساعدات و خدمات لأهلنا. كما نعيب على هذه المنظمات و النظام القضائي صمتهم و عدم الاعتراض على إنتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب في مناطق سيطرتكم ضد أهلنا الضعفاء.
* الملاحظ غياب دور منظمات المجتمع المدني في تيمكم المفاوض و نتيجة ذلك لم توقعوا على إتفاقية مشتركة للمساعدات الإنسانية و وقف العدائيات. بالمقابل الأطراف الأخرى المتفاوضة مثلت منظمات المجتمع المدني بل شاركت اللاجئين و النازحين و القطاعات الأخرى في المفاوضات و لعبوا دور كبير في التفاوض .
* لقد وحلت في محطة حق تقرير المصير و العلمانية و وضعت تحقيقهما شرط لتحقيق السلام، لقد قدمت لك الوساطة و المراقبين مقترحات عديدة للتحرك للملفات التالية لكنك رفضت، تعلمنا في المدارس عندما تجد سؤال صعب في ورقة الإمتحان عادتا تجيب على الأسئلة السهلة ثم تعود للصعب لكسب الزمن حتى لا ترسب في الإمتحان .
* نصيحتي لك أن تقود أهلنا إلي السلام وليس إلي الحرب. كما هناك ضرورة إعطاء أهلنا المعلومات الصادقة عما يدور في المفاوضات.
* بسط الحريات و الديمقراطية و العدالة في مناطق سيطرتكم يشجع أهلنا أن يقولوا رأيهم و رغباتهم بوضوح و شجاعة عما يريدون تحقيقه من مفاوضات جوبا.
* مازلت مسجل غياب و غير متواجد في منبر التفاوض أهلنا يسألون عن مكان تواجدكم.
* لعلمك تيمك المفاوض أيضا غياب عن المفاوضات الغير مباشرة ؟

خميس جلاب
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

رسائل:



رسائل إلى عبدالعزيز آدم الحلو

(4)



أكتب إليك هذه الرسائل أملأ من المولى عز وجل في هذا الشهر المبارك التوفيق و الهداية علها تدخل الحكمة إلى عقلك، المحبة و الرحمة إلى قلبك حتى تعود الى منبر التفاوض. لأن الشعب السودانى بصفة عامة و شعب المنطقتين بصفة أخص يرفضون الحرب و الموت والكراهية، و ينتظرون قيادات حكيمة لقيادة مجتمعاتهم إلى شواطئ السلام، الأمان و التسامح.
أقدم لك هذا النصح بدواعي الرفقة و المسؤولية التاريخية تجاه الشعب لأن التاريخ يسجل المواقف و يسطرها عبر الأزمان، نصيحتي لك و لفريقك المفاوض بالعودة إلى طاولة التفاوض و التنسيق مع رفاق الأمس للانتقال معا إلى بر السلام. أذكرك أيضأ بأنك لم توقع على وثيقة تمديد فترة التفاوض الأخيرة و التي تنتهي في التاسع من مايو القادم، مما أدي إلى غياب فريقك المفاوض عن طاولة المفاوضات غير المباشرة عبر محادثات الفيديو كونفرانس مع الحكومة السودانية الانتقالية.
# فمن الحكمة أن يعتبر الإنسان من أحداث و حوادث الزمن، إذ نجدك قد تقدمت بثلاثة استقالات خلال الفترة بين 2014 _ 2017 .
# في 2o14 قدمت استقالتك امام مجموعة من جنرالات الجيش الشعبي لتحرير السودان في جبال النوبة، معللا تلك الاستقالة بقولك النوبة ما قاعدين يسمعوا كلامى عشان كده أنا قدمت استقالتي ليكم عشان تشوفوا زول يقودكم. و بعد نقاش قال لك بعض الجنرالات الأشاوس أنت تقول النوبة ما قاعدين يسمعوا كلامك و في نفس الوقت أنت بتصرف لينا تعليمات، بنشاكل و نموت، أنت داير النوبة يسمعوا كلامك كيف، ( خلاص أنت أمشى و نحن بنختار زول يقودنا )، عندها قلت لهم خلاص أنا سحبت استقالتى و الكلام دا ندفنو هنا.
# و في استقالة أخرى قدمتها لرئيس الحركة الشعبية- شمال القائد مالك اقار اير ذكرت فيها أن موقعك كنائب لرئيس الحركة الشعبية موقع بتاع النوبة، لأن النوبة يتكلمون بأنهم غير ممثلين في القيادة العليا للحركة. بعد حديث مطول بينك و كمرد ياسر عرمان قمت بالموافقة على سحب الاستقالة.
# الغريب في الأمر أن بعد هذه الاستقالات المتكررة و التي لم توصلك إلى هدفك المرسوم قمت بمحاولة انقلاب على رفاقك و عندما فشلت فى الآخر قمت بشق التنظيم و نصبت نفسك رئيسا على حركتك المنشقة.
ليتك تعلم أن هذا الانشقاق ترتبت عليه نتائج سالبة تجاة الحركة الشعبية و على المهمشين و القضية و رؤية السودان الجديد. مما يشكل سلسلة من التساؤلات التى تحتاج إلى اجابات،
_ هل بالفعل كانت استقالاتك من أجل النوبة ؟
- هل شق صف الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال يصب في مصلحة التنظيم أم ضرره ؟
- هل موقعك على طاولة التفاوض يخدم رؤية السودان الجديد أم يهزمه؟ ....الخ
الكل يعرف و أولهم أنت بأن انقلابك و شطرك للحركة الشعبية قد أضر بها كما أضر بقضايا الهامش و المهمشين و رؤية السودان الجديد، عليه أرجو أن تراجع نفسك. و تتجه نحو مصلحة التنظيم و القضية.
# للأسف الشديد أنت تواصل في برنامج إعتقال رفاقك آخرها إعتقال مجموعة من الضباط و ضباط الصف و معهم مدنيين من منطقة كلندى على رأسهم مك كلندى في هذا الشهر، اضفتهم للجنرالات المعتقلين في سجونك في جبال النوبة كما هناك معتقلين في سجونك في النيل الأزرق. أنت تملأ سجونك، و الناس تتفاوض لتحقيق السلام و تعمل على فك الأسرى المتبادل بين الأطراف المتفاوض و لقد تم بالفعل فك مجموعة من الأسرى. نسائل الرب أن يدخل في قلبك الرحمة و الحكمة لتطلق صراح كل المعتقلين و توقف عملية الاعتقالات.
# الفتنة ألتي تسببت فيها بين الأهل في النيل الأزرق و جبال النوبة نتائجها كارثية على شعب المنطقتين، لذا ندعوك للاعتزار لأهلنا في النيل الأزرق و جبال النوبة و الدعوة للعفو و المصالحة و التسامح.
# أخيرا إستمع لمطالب أهلنا و هي بسيطه هى السلام، العفو،المصالحة،الأمن و العودة لديارهم. تذكر بأن التاريخ في يوم ما سيظهر الحقائق المخفية و يحاسبك التاريخ حيا كنت أم ميتا.

وفقنا الله في تحقيق مطالب أهلنا
المحادثات مستمرة و السلام قريب بأمر الله

خميس جلاب
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

رسائل:



رسائل إلى عبدالعزيز آدم الحلو

(4)




أهنئ أهلي في السودان و المسلمين في العالم بعيد الفطر المبارك أعاده الله علينا بالبركات و السلام، سائلين المولى عز وجل أن يعم السلام السودان، و يرفع عنا وباء الكورونا، و أن يكون عام 2020م عام نهاية الحروب في أفريقيا. سائلين الله أن يتقبل الصيام و الصلوات، و يدخل في قلوبنا الرحمة والمغفرة و أن يعتقنا من النار.
& كومرد عبدالعزيز لقد تم مد التفاوض حتى 20/6/2020 حيث سيتم فيها التوقيع بالاحرف الأولى على إتفاق سلآم نهائي، كما أن في جدول التفاوض الذى قبله لم يوضع تيمكم المفاوض في جدول التفاوض لغيابه.
الأسئلة التي يطرحها لكم أهلنا و جنرالات الجيش الشعبي في مناطق سيطرتكم لماذا تيمكم لم يظهر في جدول التفاوض؟ هل أنتم ساعين و جادين لتحقيق السلام أم تحضرون لحرب قادم؟ إذا أنتم صادقين في تحقيق السلام لماذا لا تنسقوا مع رفاقكم في الحركة الشعبية- شمال مالك اقار اير لعمل إتفاق سلآم وأحد للمنطقتين؟ لماذا تضللون عضويتكم و الشعب السودانى بأن السلام أتى و أنتم لا تفاوضون؟ لماذا لم تشرك الجنرالات في التفاوض خاصة رئيس هيئة الأركان و نوابه إذا أنت فعلا جادى لتحقيق السلام؟ أسئلة كثيرة محتاجة لاجابات منك ليس من حيث أنت موجود بل أن تذهب شخصيا إلي قواعدك في مناطق سيطرتكم.
& أى زعيم سياسي و إجتماعي أو عسكرى يشاور قاعدته/ تها و يسعى ليقودهم لتحقيق الأهداف و الغايات ألتي ضحوا من أجلها، أهلنا اليوم مطلبهم السلام ثم السلام ثم السلام و هي واحدة من شعارات الثورة.
& حالك اليوم كومرد عبدالعزيز من تحقيق السلام كحال المزارع الذي يزرع في نهاية فصل الخريف بدل من أن يزرع في بدايتها، مثل هذا المزارع لا يحصد شيئا.
& نسأل الله لك الهداية، و نصيحتي لك بأن تكون صريحا مع أهلنا أنك عاجزا عن تحقيق السلام أو أن تحقيق السلام مهمة صعبة لا تستطيع القيام بها.

المفاوضات مستمرة
تحقيق السلام أكيد
كل عام و السودان بألف خير

خميس جلاب

24/5/2020
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

تقرير:


(الشعبية) قيادة الحلو..
نظرة ثاقبة من (فوق) الدستور !



الجريدة: عبدالناصر الحاج



دعت الحركة الشعبية - شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، القوى السياسية للاتفاق على مبادئ توضح طبيعة الدولة وعلاقتها بالدين ونظام الحُكم، على أن تكون هذه المبادئ فوق الدستور بحيث لا يجوز إلغاءها أو تعديلها. وهو الوقت ذاته التي تعج فيه الساحة السياسية بعدة تعقيدات، أبرزها النظرة الآنية التي يتجاذب حولها مكونات الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية حول طبيعة تحالف الحرية والتغيير نفسه، هذا بالإضافة إلى حالة التصدعات التي تنتاب قوى الكفاح المسلح وتباين رؤيتها حول السلام وقيام الدولة الوطنية المدنية ، فضلاً عن أن أمراض اللاتفاق باتت تضرب حتى المكون العسكري الشريك الأول في أجهزة الحكم الانتقالي. ومابين كل هذه التناقضات والتشاكسات وبين رؤية الحركة الشعبية جناح عبدالعزيز الحلو، تكمن مشكلة الدولة السودانية المبعثرة بين عدد مهول من النظريات السياسية التي تختلف حول طبيعة الدولة السودانية وحكمها، قبل أن تختلف وتتصارع حول من يحكم الدولة السودانية نفسها. ومن ثم تظل الحاجة ماثلة أمام القوى السياسية بضرورة تقديم أطروحات شجاعة وجرئية لمستقبل الدولة السودانية وتأسيس قاعدة إلتزام عريض حول ماهيتها، قبل الولوج في تفصيل حيثيات الدستور الذي ينبغي أن يحكمها.

رؤية الحلو الراهنة

في خواتيم الأسبوع المنصرم، دعت الحركة الشعبية - شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، القوى السياسية للاتفاق على مبادئ توضح طبيعة الدولة وعلاقتها بالدين ونظام الحُكم، على أن تكون هذه المبادئ فوق الدستور بحيث لا يجوز إلغاءها أو تعديلها. وقال السكرتير العام للحركة، عمار آمون دلدوم، في بيان، اطلعت عليه (الجريدة) أمس الأول (الخميس)، ندعو كافة القوى السياسية للاتفاق على مباديء توضِّح طبيعة الدولة وعلاقتها بالدين، وقضايا الهوية، ونظام الحكم، وغيرها من أُمهات القضايا، لتكون هذه المباديء (فوق الدستور)، موجِّهة له بحيث لا يجوز إلغائها أو تعديلها مُستقبلاً - لضمان الوحدة والإستقرار والتقدُّم". وأشاد آمون بموقف حزب المؤتمر السوداني الذي أكد صحة رؤية الحركة فيما يتعلق بعلاقة الدولة بالدين، وقال إنه موقف شجاع يقود لبناء دولة تسع الجميع. ودعا آمون المؤتمر السوداني لتأسيس عمل مُشترك من أجل إرساء وتعزيز قيم بناء نظام لا مركزي ديمقراطي يعترف بالتعدد والتنوع. وأضاف: "وندعو أيضًا كافة القوَى السياسية السودانية للاستفادة من هذه الفرصة النادرة التي منحتها ثورة ديسمبر المجيدة 2018، للعمل على تجاوز إخفاقات النُخب والحكومات السابقة، و مُخاطبة جذور الأزمة السودانية و بناء دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية ترتكز على الحُرية والعدالة والمُساواة، لتكون دولة تسع الجميع".

منذ البداية


تمسكت الحركة الشعبية قيادة (عبد العزيز الحلو) بـ(العلمانية أساسا للحكم في الفترة المقبلة في السودان، حسبما صرح بذلك عدد من قيادات الحركة وفي مناسبات مختلفة ، معتبرين أن البديل هو اللجوء الى حق تقرير المصير في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، الواقعتين تحت سيطرة قوات الحركة. في أكتوبر الماضي بعد أن تم تعليق التفاوض مع حركة عبدالعزيز الحلو لمدة شهر، كان الناطق باسمها الجاك محمود، كشف لعدد من الصحف النقاط المختلف عليها بين الحركة والحكومة، قائلاً: «بعد يومين من الاتفاق على ملفات التفاوض، فريقنا المفاوض قدم ورقة رسمية للوساطة، تحتوي مقترحات لإعلان المبادئ، وخريطة طريق تحكم العملية التفاوضية، عقدنا جلستين، لكن تعثرت هذه المفاوضات بسبب الاختلاف على نقاط جوهرية مع ان معظم النقاط كانت محل اتفاق». وبين أن «النقاط المختلف عليها تتعلق بقضية الدين والدولة العلمانية، الوفد الحكومي رفض النص حول علمانية الدولة في إعلان المبادئ، هم يرون أن هذه قضية لا يمكنهم اتخاذ القرار بشأنها، ويرون ضرورة إحالتها للمؤتمر الدستوري». وتابع: «نحن في الحركة الشعبية نرفض تأجيل واحدة من جذور الأزمة، ومشكلة جوهرية، مثل قضية علاقة الدين بالدولة، ونرفض معالجتها في المؤتمر الدستوري». واعتبر أن «فكرة المؤتمر الدستوري هي فكرة للحركة الشعبية منذ الثمانينات، ولكن الآن هناك أوضاع مختلفة وواقع جديد على الأرض، طوال الـ 30 سنة الماضية من عهد البشير البائد تم استنساخ أكثر من 150 حزبا وتنظيما ولديهم جميعاً مشتركات أيديولوجية، فهي من صنيعة نظام حزب المؤتمر الوطني المخلوع». وبخصوص مطالبتهم بحق تقرير المصير للمنطقتين جنوب كردفان والنيل الأزرق، قال: «حق تقرير المصير موقف تفاوضي، بالنسبة للحركة، اقترحنا علمانية الدولة كمبدأ، وهذا خط أحمر غير قابل للتنازل، أما حق تقرير المصير فجاء في سياق الشرط، بمعنى إذا رفض الطرف الآخر علمانية الدولة وبناء دولة قابلة للحياة تقف على مسافة واحدة من كل الأديان وتقوم الحقوق فيها على أساس المواطنة وتتمسك بقوانين الشريعة الإسلامية، ستتمسك الحركة بدورها بتقرير المصير».

الرأي الحكومي

لم تتبلور رؤية حكومية رسمية وواضحة حتى الآن حول موقفهم من علمانية الدولة التي تتمسك بها حركة عبدالعزيز الحلو وتضعها شرطاً جوهرياً لاتمام السلام، إلا أن رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك فور عودته إلى الخرطوم من مدينة كادوا (في جنوب كردفان، وهي معقل الحركة الشعبية)في يناير الماضي، كان قال أوضح بإن طرح "الحركة الشعبية ـ شمال ـ جناح عبد العزيز الحلو" ، للعلمانية هو أمر قديم ومطروح الآن في مفاوضات السلام في جوبا ، لافتا إلى أن الأمر قيد البحث والتفاوض. وأضاف حمدوك ، في تصريحات للصحفيين حين عودته الخرطوم ، أن كل شيئ مطروح للنقاش من أجل الوصول إلى السلام، مؤكدا على حق الحركات المسلحة في طرح أي موضوع يرونه. ودعا إلى ضرورة الاستفادة من الفرصة التاريخية المتاحة حاليا للوصول إلى السلام ، مشيرا إلى أن الحركات المسلحة شريكة في الثورة. وأعرب عن تفاؤله بالوصول إلى توافق حول كل الموضوعات، واحساسه برغبة صادقة في السلام ، خلال زيارته لكاودا ، مشيرا إلى أن الزيارة ستفتح المجال واسعا لتحقيق السلام في فترة وجيزة. وقال إن تلك الزيارة تمت تلبية لدعوة من عبد العزيز الحلو ، مشيدا بالاستقبال الذي حظى الوفد الحكومي به ، وأضاف "خلال الزيارة تلمست رغبة المواطنين في السلام، وتمت إدارة نقاش جاد في اجتماعات مغلقة ولقاءات مفتوحة، والبلاد الآن تمتلك فرصة تاريخية لتحقيق السلام". وفي لقائه بالأمس مع بعض رؤساء تحرير الصحف وقادة الرأي، أكد حمدوك بأن التواصل مستمر مع حركة عبدالعزيز الحلو وأن التشاور معهم مفتوح ويكاد لا ينقطع.

مواقف حزبية

أعلن حزب المؤتمر السوداني، الأسبوع الماضي وقوفه مع الحركة التي تشترط إقرار العلمانية في البلاد أو منح المنطقتين (شمال كردفان والنيل الأزرق) حق تقرير المصير، وذلك قبل البدء في العملية السلمية. وقال: "نؤكد على عدالة موقف الحركة الشعبية بضرورة معالجة قضية علاقة الدين بالدولة، بصورة تمايز بينهما بوضوح، كلازمة من لوازم بناء دولة المواطنة"، ودعا الحكومة الانتقالية لتبني هذا الموقف. أما الغريم الآخر، وهو الحركة الشعبية شمال جناح عقار، فهي تقر بأن العلمانية منهج استراتيجي تسعى له الحركة، ولكنها ترفض أن يتم رهن السلام بضرورة اعتماد العلمانية دستوراً يحكم البلاد قبل انتهاء الحرب، وترى أن العلمانية قضية مركزية يجب الفصل فيها عبر مؤتمر دستوري قومي يتيح الفرصة لمشاركة أوسع من كل أبناء وبنات الشعب السوداني. الحزب الشيوعي السوداني يتماهى كثيراً مع النظرة التي تدعو لفصل الدين عن مؤسسات الدولة ولكنه شحيح التصريحات حول هذا الموضوع، ويؤمن بأنها من القضايا الاستراتيجية التي يجب الفصل فيها عن طريق الآليات الديمقراطية المتمثلة في قيام مؤتمر دستوري قومي. أما الأحزاب الطائفية ذات المراجع الدينية، وأحزب الحركة الإسلامية السودانية ، جميعها يصطف ضد علمانية الدولة ويرى أن السودان دولة تتكون من أغلبية مسلمة، وينبغي أن يصبح الإسلام مهدداً أمنياً للتعايش السلمي أو المواطنة.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

زلة الكي بورد

مشاركة بواسطة حسن موسى »



".. أما الأحزاب الطائفية ذات المراجع الدينية، وأحزب الحركة الإسلامية السودانية ، جميعها يصطف ضد علمانية الدولة ويرى أن السودان دولة تتكون من أغلبية مسلمة، وينبغي أن يصبح الإسلام مهدداً أمنياً للتعايش السلمي أو المواطنة."


الإسلام كـ "مهدد أمني للتعايش السلمي أو المواطنة" زلة قلم جبارة تفصح عن المضمون الحقيقي للمنازعة حول سؤال العلمانية,و فعلا الإسلام في المشهد السوداني ظل يعمل كرافعة ابتزاز سياسي ذات كفاءة عالية و تكلفة رخيصة. و حتى يتجاوز السودانيون منازعة الدين و العلمانية فسنظل "نلكلكو في أم صميمة " دي و الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

ومن جانبي، لم أرغب في عمل التصحيح، الذي يناسب "السياق"، لكنه على الأرجح لا يناسب "الواقع" يا حسن. ففضلت "الأمانة"!
أضف رد جديد