"تبيتيفيالقسم"

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

"تبيتيفيالقسم"

مشاركة بواسطة حسن موسى »




تبيتي في القسم


استضافت قناة الهلال الفضائية أول أيام العيد الفنانة المعروفة إنصاف مدني في سهرة لطيفة قدمت من خلالها الفنانة الملقبة بملكة الدلوكة عدد من الأغنيات وكشفت فيها بعض الأسرار.

وبحسب ما شاهد محرر أخبار الخليج 365 فقد طرحت المذيعة تريزا شاكر مقدمة السهرة عدد من الأسئلة على ملكة الدلوكة منها “اتهامها بأنها فنانة النظام البائد” لترد عليها إنصاف بعفويتها المعروفة والتي اشتهرت بها (تبيتي في القسم).
هذه الجملة التي أطلقتها إنصاف مدني كانت كفيلة بتصدر قائمة الفيديوهات الأكثر تداولاً ومتابعة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وعليها عدد من التعليقات كان أبرزها (انصاف مدني تدخل المذيعة في فتيل).(..)
ونفت إنصاف مدني في بقية حديثها علاقتها بالنظام البائد وقالت أنها غنت للرئيس السابق عمر البشير أغنية واحدة وبسبب ظروف خاصة, لكنها نادمة على تقديمها.


الرابط

https://gulf365.co/sudan-news-today/780 ... لهواء.html



سأعود
عادل عثمان
مشاركات: 845
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:14 pm
مكان: المملكة المتحدة
اتصال:

مشاركة بواسطة عادل عثمان »

المذيعة قالت النظام البايت بالتشديد على التاء وحدث ما حدث من انصاف مدني :!:
There are no people who are quite so vulgar as the over-refined.
Mark Twain
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

إعلام الجنبري البايت

مشاركة بواسطة حسن موسى »




"تبيتي في القسم"
عبارة إنصاف مدني القصيرة القاطعة تنتمي لنوع "السهل الممتنع" الذي سيحتل مقامه المستحق في صدارة تقليد الأدب الشفاهي المعاصر. ولا بد أن ركبان الرواة سيسيرون بالعبارة في شعاب الونسات المتواترات في الأسافير.و لا استغرب ان ينشط صناع الأغاني الشعبية في استثمار طاقة العبارة الادبية التي لا بد انها ستفتح أمامهم ابواب الرزق المادي و المعنوي و الأجر على الله.
غير أن ما اثار اهتمامي في هذه السيرة هو موقف الفنانة الشعبية التي تقف في مواجهة الآلة الأعلامية لتدفع الأذى عن نفسها و عن جملة أهل "حزب الفن" ببديهة الشاعرة الخلاقة، و لا عجب ، فليس هناك سلاح أشد فتكا من سلاح البديهة الشاعرة.و سؤال المذيعة ينطوي على نية استعداء جمهور المشاهدين على الفنانة الشعبية بتقديمها ككبش فداء سهل بذريعة أنها غنت لرئيس البلاد مرة قبل حوالي عقد من الزمان ،و بالتالي فهي تتحمل طرفا في مسؤلية بقاء " النظام البائد"،(و هي تنطق "البائت » كما لاحظ عادل عثمان)..ترى هل كان بوسع أي من الإعلاميين السودانيين أن يسائل إنصاف مدني عن غنائها لعمر البشير في 2012 ؟ حاشا و كلا، لأن كل جهاز الإعلام السوداني كان يغني لعمر البشير ليل نهار[ راجع سيرة "مؤتمر إعلاميي الجمبري" 2009 تلقى العجب في الخيط المعنون « معنى ان تكون رفيقا للبطل » على الرابط
https://www.sudan-forall.org/forum/viewt ... 5499c0c80d

]. ـ
طبعا ما خطر ببال المذيعة الهميمة أن تسأل "إعلاميي الجنبري" إياهم عن دورهم في دعم "النظام البائت" و عن مسؤوليتهم في تهيئة المسار امام جمهور غفير من أهل العمل العام (و بينهم الفنانين و الفنانات الشعبيات )،للإنبطاح أما السلطان الجائر و تسويغ " معط العدّاد" من براثن مؤسسات الإسلاميين المتحكمين في فضاء العمل العام، ذلك لأن نفر من هؤلاء الإعلاميين المثقفين ما زال حاضرا في فضاء العمل الإعلامي في السودان.
التيريزا الهميمة مستعجلة على تكفين إنصاف مدني و دفنها بليل و كراعها برة، لكن الفنانة القديرة نجت من الجائحةبفضل العناية التي ألهمتها حضور البديهة في هذه العبارة السحرية : « "تبيتي في القسم". و قوة العبارة تكمن، من جهة ، في عنصر المباغتة ، لأن المشاهدين الـ" كرام" عادة لا يتوقعون من ضيوف البرنامج مهاجمة مستضيفيهم، و من الجهة الأخرى فالعبارة تكتسب كفاءتها الأدبية من شحنة العنف المبطن ـ بالكاد ـ في مضمونها الإجتماعي.لأن من يبيت في القسم عادة ينتمي لفئة المستضعفين الذين يعبرون دروب الحياة بدون "ضهر" يقيهم عوارض الدنيا. و هو في الحقيقة علامة فرز طبقي ترسم حدود البرزخ الإجتماعي بين " الناس أولاد الناس" و "الناس الساكت"، إقرأ » الفقراء ».المبيت في القسم هو قدرالاشخاص الذين لا ينتمون لفئة "أولاد الناس" و "بنات الناس" الناجين من تجربةالمبيت في القسم لأن أهاليهم و معارفهم يهبون لنجدتهم و ضمانهم فيجنبونهم رفقة الرجرجة و المقاطيع الأشقياء. و حين "تدعّي" الفنانة مستضيفتها بـ المبيت في القسم فهي ترد لها صاعها المسموم كونها عرّضتها ، بغير سبب ـ بخلاف سبب التأجيج الإعلامي المجاني ـ لإستقبال لعنات جمهور ما بعد عهد عمر البشير. و التعريض بـ "الخونة" و " الفلول" و " العملاء" المنسوبين للنظام "البائت" مكسب سهل يداهن العواطف" الثورية" لجمهور ما بعد نظام البشير. لكنه، على سهولته، ينطوي ـ في حالة الفنانين ـ على مخاطرة دفن المولود مع "التبيعة"). ذلك لأن دفن الفنانين في حفرة الغوغائية السياسية يزوغ بالبصر النقـّاد عن رؤية الواقع المزري للفنانين السودانيين اليتامى المضطرين للبقاء بين ضغط الحاجة المادية و غوايات الإمتثال السياسي المنافق.و قد قالتها إنصاف مدني ببساطة و بصراحة : أنا غنيت الغنية دي عشان القى من وراها قروش، حكمة الله و لا قرش ما لقيته، اريتني كا ما غنيتها..
أنا ما عندي أي نظام في حياتي و لا عندي أي ميول سياسية و لا بفهم في السياسة دي أصلا".
طبعا كلام إنصاف مدني يردنا للجماعة الطيبين من الأدباء والفنانين الكبار ، أهل المواقف السياسية و الذين يفهمنون السياسة عَدَلَة و قـَلـَبـَة.ناس محمدوردي و محمدالأمين و محمدالكابلي اللعمى البقولولو ود البادية و جملة المحمدين الذين ساهموا ، بطريقة أو بأخرى ، في إثراء وجدان الشعب ، قبل ان يساهموا ،بطريقة أو بأخرى، في تشليع البناء الوجداني للسودانيين بمخازيهم السياسية المشهودة. ماذا نصنع بكل "هؤلاء الناس"؟ مندري؟

سأعود
أضف رد جديد