لا تدسُّوا المحافير من فضلكم.. النور حمد

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
ياسر الشريف المليح
مشاركات: 1745
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:24 pm
مكان: ألمانيا
اتصال:

لا تدسُّوا المحافير من فضلكم.. النور حمد

مشاركة بواسطة ياسر الشريف المليح »

لا تدسُّوا المحافير من فضلكم

النور حمد

صحيفة التيار 26 يونيو 2020

تداعى العالم بأسره مساء أمس الخميس 26 يونيو 2020، في مؤتمرٍ غير مسبوقٍ لدعم الفترة الانتقالية ومواجهة تحدياتها الاقتصادية الضاغطة، ومن ثم، إنجاح عملية التحول الديموقراطي المرتقبة في السودان. أشاد عددٌ من المتحدثين بثورة السودان مبدين إعجابهم الكبير بشجاعة الشباب السوداني، ووقوفه بصلابة، وبسلمية، في وجه نظامٍ ديكتاتوريٍ باطشٍ متجبِّر. لقد أعاد شباب وشابات احترام الأسرة الدولية للسودان، من جديد، بعد أن فقده لعقود. وقد كان باديًا في حديث جميع المتحدثين الصدق والجدية والحرص على أن يعبر السودان من مربع اللااستقرار والفقر والعزلة الذي طال مكوثه فيه، إلى مربع الاستقرار والتنمية والازدهار. شاركت في هذا المؤتمر، أكثر من أربعين جهة؛ مثلت بلدانًاٍ، واتحادات بلدان، ومؤسسات مالية وتنموية مختلفة. وقد قدمت أرقامًا مالية محددة.

إن أول انطباع يمكن أن يخرج به المرء من هذا المؤتمر التاريخي، هو أن اختيار الدكتور عبد الله حمدوك لرئاسة وزارة الفترة الانتقالية، قد كان موفَّقًا، بكل المقاييس. فلقد تجلَّت خبرته المهنية ومعرفته اللصيقة ببيئة العلاقات الدولية، والاحترام الدولي الذي يتمتع به، في فكرة عقد هذا المؤتمر وفي نجاحه اللافت. ولو تركنا العون الاقتصادي الذي أسفر عنه هذا المؤتمر، جانبًا، فإن الدعم المعنوي الذي جلبه للسودان، لا يقل أهمية. ولو أضفنا، إلى هذا المؤتمر، الاختراق الكبير المتمثل في استقدام البعثة الأممية (يونيتامس)، والموافقة على نقل السودان من الفصل السابع الذي ورط فيه حكم الانقاذ البلاد، إلى الفصل السادس، ثم العون الأممي المتنوع الذي سيصاحب عمل البعثة، فإن انجازات حمدوك النوعية، تصبح واضحةً وضوح الشمس. أيضًا، ترددت أنباءٌ قبيل انعقاد هذا المؤتمر، منسوبةٌ إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قال فيها إن الأسابيع القادمة ربما تشهد رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وقد كان لافتًا للنظر في أحاديث الذين شاركوا في هذا المؤتمر، خاصة الغربيين، إشاراتهم المتكررة إلى ضرورة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وإعادة دمجه في المجتمع الدولي.

أما الخلاصة الأهم في تقديري، فهي أن هذا المؤتمر، وغيره من الاختراقات الأخرى التي أشرت إليها، قد قلبت الطاولة على كل الحالمين بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، من كارهي الثورة، وفلول النظام المدحور؛ من مدنيين وعسكريين. لقد أصبحت الفترة الانتقالية الآن مراقبةً بعيون المجتمع الدولي. وأصبحت بالإضافة إلى حراسة الشارع السوداني الواقف على أمشاط أصابع قدميه لها، محروسة، أيضًا، بهذا الاهتمام الدولي الواسع، المتنوع. لقد عزف المجتمع الدولي نغمةً أساسيةً لن تملك القوى الإقليمية خيارًا سوى العزف على إيقاعها وسلمها.

لكن، مع كل ما تقدم، لابد من القول إن المكون الرئيس لحل مشاكل السودان يأتي من داخل السودان، وليس من خارجه. ما ظل يجري في جوبا من مباحثات سلحفائية، لا تصلنا منها سوى روائح المحاصصات الكريهة، نغمةٌ نشازٌ، غير متوافقة مع لحن التغيير. و"ورجغة" كارهي الثورة، في الصحف المأجورة، وفي وسائط التواصل الاجتماعي، نغمةٌ نشازٌ هي الأخرى. وتعطيل المرافق واختلاق الأزمات، نغمةٌ ثالثةٌ نشاز. واشرئباب عنق المكون العسكري، ليطغى على المكون المدني في الصورة، نغمةٌ رابعةٌ نشازٌ. فيا هؤلاء، وأولئك، لقد جاء العالم ليعيننا على دفن جثة فشلنا المُزمن النتنة، فلا تدسوا المحافير من فضلكم.
ياسر الشريف المليح
مشاركات: 1745
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:24 pm
مكان: ألمانيا
اتصال:

مشاركة بواسطة ياسر الشريف المليح »

الخميس 25 يونيو يوم تاريخي يمكن مشاهدة المؤتمر كاملا هنا:

https://www.youtube.com/v/tz7B7rMMLf4
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »


سلام دكتور ياسر ومثله للأخ النور وللجميع

أرى في عبارات مثل "تداعى العالم بأسره" و"في مؤتمرٍ غير مسبوقٍ" مبالغة. فالعالم بأسره لم يعر اهتماماً لهذا المؤتمر. وكنت قد بحثت في المواقع الإخبارية العالمية لأعرف ردود الفعل وأجد المزيد من الأخبار عن هذا المؤتمر، فلم أعثر سوى على القليل. يجب أن لا تأخذنا الهاشمية فنبصر بقلوبنا ما لم تره عيوننا.

صحيح أن شعب السودان، في مقدمته شبابه، جذب إعجاب العالم وتقديره لثورة فريدة ببسالتها وسلميتها. لكن ما الذي فعله العالم ليؤكد به على هذا الإعجاب؟ لا زالت بلادنا بعد أكثر من سنة ونصف من الثورة، وعام كامل على بداية الفترة الانتقالية، مصنفة ضمن الدول الراعية للإرهاب. لو كان هناك تقدير بالفعل لثورتنا لضغطوا على الأمريكان لرفع اسم بلادنا من قائمة الدول الراعية للإرهاب منذ انتصار الثورة والإطاحة بالنظام الراعي للإرهاب. لكن الأسرة الدولية لا زالت تستكثر علينا أن نكون دولة كاملة الانتماء لها. وليس هذا سوى إمعانٍ في الإذلال لا يمكن أن نسميه اعترافاً. ولا يمكن لهذه الدول أن تتذرع بالعقوبات التي فرضتها واحدة منها. فقد كان لها جميعها علاقات مع نظام الإنقاذ، اقتصادية وتجارية ودبلوماسية. فما الذي يمنعها من أن تواصل هذه العلاقات وأن ترتقي بها في انتظار أن تلزم الولايات المتحدة الجابرة وتفهم أن هذا الشعب الذي قاد ثورة سلمية سحرت العالم لا يمكن أن يكون راعياً للإرهاب.

ولا زالت الديون المتراكمة منذ العهد "البائت" (وهو بالفعل لا يزال بائتاً بين ظهرانينا) ترهق كاهل اقتصادنا الهزيل تحت سمع وبصر هذه الأسرة الدولية التي لم تكلف دولها الغنية نفسها بإلغاء هذه الديون ولا حتى بمناسبة مؤتمر "الشراكة" هذا. ولو كان في "حديث" هؤلاء "الشركاء" "جديةً" لبادروا بالتعبير عن "حرصهم وصدقهم" بإلغائها تعبيراً عن تقدير فعلي لشعبنا وثورته. لكن الكلام ما بقروش.
شاركت في هذا المؤتمر دول من بين أغنى أعضاء صندوق الدولي، ومؤسسات مالية وتنموية مختلفة. وما يجمع بينها هو وجودها ومصالحها المشتركة في فضاء العولمة الليبرالية التي تكتنز المال ولا تستحي من استخلاصه من على ظهور الدول اليتيمة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. ولنا في نادي باريس دليل على هذا النهم البشع. نادي إعادة جدولة الديون للدول الفقيرة التي لا تستطيع سداد ما عليها من متأخرات وبأسعار فائدة أكبر دون رحمة أو تضامن. ومن لا يستطيع الوفاء بالديون المعادة جدولتها، لن يمدد يده لجيبه الخالي بالطبع، وإنما سيسدد الدين في شكل محاصيل زراعية وثروات معدنية...إلخ ونتكلم عن المجاعات في هذا العالم البائس؟ ولنضرب مثالاً لهذا التعامل المجحف، تقدم لنا فرنسا نموذجاً واضحا في هذا المؤتمر. إذ أن المائة مليون التي ستقدمها للسودان ستذهب أربعين مليوناً منها مباشرةً لصندوق النقد الدولي للمساهمة في تسديد متأخراتنا من ديون "واجبة" للصندوق.
لم يسفر هذا المؤتمر عن عون اقتصادي، وإنما عن ديون ستدفع عن طريق البنك الدولي الذي سيقدمها وفق شروطه ولتمويل برامج اقتصادية يتم الاتفاق عليها معه. أي في وصاية تامة. أما الدعم المعنوي، فهو أيضاً صفقة رنانة لا تسمن ولا تغني من جوع. بهرجة في صالة افتراضية جمعت كل هذه الدول والمؤسسات التي ما كان من الممكن لها أن تجتمع معاً على أرض الواقع في اللحظة نفسها من أجل عيوننا. اجتماع تمَّ في توقيت لم يجئ مصادفة، قبل أيام من مليونية الثلاثين من يونيو، لامتصاص غضب الشارع، كما لاحظت أيضاً إذاعة فرنسا العالمية على موقعها في الانترنت.

تكلم النور في ختام كلامه عن "الحالمين بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، من كارهي الثورة، وفلول النظام المدحور؛ من مدنيين وعسكريين"، لكنه لم يضع مكاناً للحريصين على مكانة الوطن وعلى ثورته وعلى ازدهاره، المتفقين معه في أن "حل مشاكل السودان يأتي من داخل السودان، وليس من خارجه". الذين يرون أن حل مشاكلنا يكمن في تشغيل عجلة الإنتاج بمقدراتنا، وبالتضامن والدعم القائم على الندية، لا بالديون القائمة على الوصاية، المحافير التي تحفر حفرة الديون القادمة التي سنقع فيها لا محالة.

وأخيراً، "ما يجري في جوبا من مباحثات سلحفائية" تتحمل الحكومة جزءاً كبيراً من وزره، لنقص تحليها بالحزم والصرامة وضعفها البائن أمام المكون العسكري وعدم قدرتها على المبادرة وعلى إدارة التفاوض.


لكما عامر الود

نجاة


ياسر الشريف المليح
مشاركات: 1745
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:24 pm
مكان: ألمانيا
اتصال:

مشاركة بواسطة ياسر الشريف المليح »

سلام يا أستاذة نجاة وشكرا لك

مداخلتك مهمة جدا وهي مفهومة بالنسبة لي. وقد قرأت قبل أيام مقال الأخ الدكتور معتصم الأقرع حول الموضوع، ووضعته هنا في المنبر وهو طبعا سار في اتجاه كلامك هنا.

https://www.sudan-forall.org/forum/viewt ... 0f556017e7

نتابع تطور الأمور ونرى

ياسر
أضف رد جديد