دوائر

[ÚãÑ ÚÈÏ ÇáÚÒíÒ]

دوائر

الدائرة بالمعنى الهندسي ليست الا صفرا تكابر فاعتمر بفراخ المحيط الداخلي للدائرة ، واذا ماعادت العملية مجددا الى التصاغر فان الدائرة تتحول الى أصلها الاول ، اي الى " صفر" ، وينطبق الحال على الخط المستقيم الذي يسميه علماء الهندسة المستوية " محلا هندسيا لنقطة في مسارها المعلوم " ، فالخط ايضا نقطة ، منه بدأ واليه يرجع ، واذا كان الامر كذلك بالنسبة للخطين المستقيم وغير المستقيم " في حالة الاقواس والدوائر " ، فان كل الأشكال الهندسية تبدأ من الصفر واليه تعود .
اعتنى علماء الهيئة بهذه البديهيات حتى يصلوا الى تفسير ظواهر الوجود الصادرة من اصل واحد ، فالحق جل وعلا خلق الخلائق كلها ، ووضع فيها سر الواحدية والمنشأ الاول ، فكان السديم الاول الذي استوى عليه الرحمن وهو دخان البداية في ظهورالموجودات . ذلك ان السديم او " العماء " كما يقول الأقدمون دبت فيه الحياة بأمر من الله فسرت فيه قوتين ميكانيكية وكهربائية ، وكانت القوة الميكانيكية موازية للدوران والذي منه نشأت الاكوان ، والقوة الهرومغناطيسية موازية للطرد والجذب الفاعلين في ميزان تلك الأكوان الناظمة لصيرورتها وتطورها .
من هنا يمكننا معرفة مفهوم " الرتق " و الفتق " الواردين في القرآن الكريم " سورةالجاثية " ، فقد كان العالم في حالة " رتق " : أي اتصال تام مداه الدخان ، فلما جاء الأمر الالهي " كُن " تحول الرتق الى فتق ،
: اي حالة " انفصال واتصال " .. انفصال حكمته القوة الميكانيكية للحركة ، واتصال ضبطته القوة الكهرومغناطيسية الموازية لقوتي الجذب والطرد .
تلك الدوائر الهندسية ليست حكرا على الشكل ، بل على المفهوم ايضا ، ومنه نصل الى قناعة بان الوجود الذي جاء بأمر من الحق له مغزاه ومآله ، واننا لسنا هنا عبثا ولا تنتهي حياتنا بالموت ، بل ان السر الاكبر في وجودنا يتصل بتلك الحقائق التي متى عرفناها كنا اقرب الى الله ، ومتى ابتعدنا عنها تُهنا في ظلمات الغفلة والجهالة .