كنت منذ سنين عددا أتوق الى لقاء عدد كبير من الشخصيات المهمة التي أثرت في تاريخنا (السوداني) والتي إكن لها كبير إحترام ومودة، جزء منهم/ن.. قدر لي القدر الا ألقاهم فغيبهم بالموت، وجزء منهم لقيتهم بين هنا وهناك، وجزء آخر لازال ينتظر وأنتظر.. ومن الذين أسعدني القدر برؤيته والجلوس معه وتبادل الأفكار وتدارسها وأفادني الزمان أيما إفادة بلقاءهم الأستاذ عبد الله بولا... والأستاذة الغالية نجاة..
لقد كان لقائي مع بولا على ثلاث مرات بالقاهرة أقام خلالها ندوتين وشارك بالحوار في أكثر من واحدة وشاركني على هامش الحوار في عدة ندوات.. وفي أول ليلة عرفت فيها بولا (تحولت دفعة واحدة من الفكر القومي العربي) قد لا يعرف هو هذا حتى الآن ولكن كانت لتلك الليلة أثر جم في حياتي فخلفت الفكر (الناصري) ورائي ونبذت القومية العربية خلف ظهري وخرجت حاملا عصاي على كتفي أبحث عن هذا وأترك هذا ..
والأستاذة نجاة كانت أيضا مشاركة في نقاشات عدة ومضيفة جيدة وكريمة بمنزلها المؤجر في مدينة نصر بالقاهرة ..
هذه أسرة أكن لها كبير إحترام وإعزاز ويربطني بها كل تقدير وود..
وأنا بالطبع أقدر هذا البورد أيما تقدير وأرجو أن يتقدم الى الأمام ، وأظن أن أي خلاف حول قواعده أو قوانينه يمكن أن تغير بالحوار في المستقبل ولن يضر الحوار البورد ما حيينا ...
هذه إفادة قدمتها لسبب مهم وهو أنني صاحب رأي في (النت) والتواصل (عبر الكتابة)
وأعتقد أن جل مشاكل المنابر الأخرى (إضافة الى الغرض المبيت وفقدان الأخلاق من البعض) هي في فهم ما يكتبه الأخرون... وغالبا ما تكون تلك المشكلة من الطرفين معا.. تجد أحدهم يكتب كلاما فيرد الآخر على كلام لا هو في العير ولا في النفير..
يمدح زيد عبيد فيرد عليه عبيد بشتيمة (لظنن خاطئ أن زيد يريد شتمه لا مدحه)، والأمثلة كثيرة جدا ولقد كدت أموت ضحكا (ومن شر البلية ما يضحك) في إحدى الليالي وأنا ارى كيف أن شخص قد كتب يمدح شخصا فرد عليه الآخر بكيل من السباب (واللباب) والهلم جرا.....
نحن لا نقرأ ما يكتب ، وإذا قرأناه كانت هناك إشكالية إما في تأويل مصطلحات لا يجب تأويلها أو في فهم تلك المصطلحات من أساسه.. وهذا عندي مفهوم ومقدر:
أولا: نحن مجموعة كبيرة تضم عددا كبيرا لا يمكن أن يجتمع في أعتى مظاهرة..
ثانيا: هنالك فوارق كبيرة (أكاديمية ، ثقافية، عمرية، الخ..)
ثالثا: هنالك عامل المكان فهناك من غاب عن السودان لسنين وهناك من غاب عنه لعقود عدة ..
ورابعا وخامسا وعاشرا .. لكل ما قيل وما لم يقل ولهذه الأسباب قد لا يقدر البعض ما يكتبه البعض ولا يرى البعض ما يراه البعض وقد يرفض البعض ما يقبله البعض ومن هذه المشاكل تجلت إشكالية كبرى وقع فيها أستاذين جليلين أكن لهما الإحترام والتقدير الاولى وقعت فيها الاستاذة نجاة والثانية وقع فيها الأستاذ حسن..
إن الكلمة الأساسية التي رأت الاستاذة نجاة ان الجزولي قد اساء فيها هي الكلمة التي ظل الجميع يطعن في الظل وهي ماثلة تقول أنا انا وهي عبارة ود الجزولي (عب كبير) وكلمة (عب) هذه ظنت الاستاذة نجاة أنها (سب) وتمييز عرقي وقع فيه ود الجزولي .. ولكن هذا غير صحيح فالكلمة لها مدلول الان في وسط المجتمع السوداني بين كل أجناسه وتقال لكل شخص في (نص الونسه) فلان داك بقى عب كبير.. أي مسئول كبير وما شابه...
وثاني خطأ هو (روح المرح ) التي كتب بها (ود الجولي ) مساهمته.. فهو لكل قارئ لم يكتبها كرأي أكثر من كتابتها كطرفة ولهذا لم يذكر أسماء فعمم كلامه وصار لا يدل على شخص بعينه .. أم تراه كان يقصد كل الذين لم يشاركوا!!! كيف وهو من أخذ يرسل (التحيات) للاستاذ بولا ويسأل عنه الغاشي والماشي، وعندما إعتذر بولا بعذره المقبول قبله وشكره .. لا أظن أن مدلولات ود الجزولي تحمل أكثر مما حملت (مساهمة لطيفة، بسيطة)..
ولا أعتقد أن فيها شئ من التجاوز لأسس المنبر (في إعتقادي الشخصي)..
ولقد كانت رسالة الأستاذ حسن موسى مرسلة كالآتي:
الى أنور وآخرين
وأعتقد أنني من الآخرين لعدة أسباب وأهمها قول الأستاذ حسن":
و بعدين يا جماعة منو القال ليكم انو" البساط أحمدي" في الموقع دا؟أرجعوا اقروا التعريف بالموقع تاني و حتعرفوا انوغرضه الأساسي توفيرمساحة للمفاكرة و تبادل الرأي بين الديموقراطيين.أكرر: " بين الديموقراطيين ، بين الديموقراطيين ، بين الديموقراطيين ثم بين الديموقراطيين.. و لو في زول- زيأو زي عمر ادريس- داير يقعد يحاور محمد جمعة أونافع نافع أو علي عثمان أوعمر البشير أحسن يمشي يسوي ليه موقع تاني لمحاورتهم.كود: تحديد الكل
قصي مجدي سليم
وانا أختلف مع الاستاذ حسن موسى في أن أذهب وأبحث عن موقع آخر للحوار مع (علي ، ونافع، ومن شابههم) وأقبله فقط من باب (الطرد) من المنبر، ولكن نقاش نقاش ، لا أرى أن هناك أي تناقض بين أن يكون هذا الموقع لتبادل الرأي بين الديمقراطيين وبين أن يدخل أي إسم الى هذا الموقع .. فمثلا أنا لا أعتقد أن المؤمن بالماركسية اللينينية (ديمقارطي) ويحق له أن يتكلم مع الديمقراطيين وأعتقد أن الماركسية تزييف للديمقراطية فهل هذا يعني أنني لو صنعت منبر ديمقراطي أن أحاكم الناس بهذا المعيار وأرفض الؤمنين بالماركسية؟؟ لا أعتقد .. كما انني لا أعتقد أن لفظهم بحجة أنهم (قد مارسوا عمليات تعذيب وانتهاك) قد تكون وافية فمن الطبيعي لأي متهم أن يقدم دفوعه وأن يقدم مرافعته عن نفسه وأي محكمة لن تحكم على أي متهم الا اذا توفر له دفاع وأول قاعدة تعلمانها في القانون هي :
المتهم بريئ حتى تثبت إدانته..
فإذا كنا حقا مهتمين بسيادة القانون فيجب علينا أن لا نلفظ أي شخص لمجرد إنتمائه الفكري أو السياسي أو لتاريخه.. فهذا خطأ لا يقره القانون ولا تقره الأخلاق ، وهو في البداية محاولة لخلق (وحش) من (مجرم) فيصير العقاب إنتقاما لا تهذيبا وتربية.
وانا تماما كما قلت في مساهمتي تلك (ولمن شاء الإطلاع عليها كاملة في موقعها في بوست الأخ أنور" مشكلة عويصة تواجهني"):
لا احد يحب أن يتواجد في مكان واحد مع إرهابي أو وقح أو قليل الأدب، أو مهرج سفسطائي، أو متبجح وقح، أو مغرور متكبر، أو باطش وظالم، أو أو أو ، لا أحد يحب هذا ولا أحد يريده ولكنه مع كل هذا فهو موجود .. هنا .. الآن .. معي في هذه الغرفة الضيقة ، وفي مقهى النترنت وفي هذا الشارع وقرب الجامعة وداخلها وخارجها وفي القاعات والأسواق والمستشفيات والمصانع والمعمل والافران والمركبات العامة.. هنا معي أين ما كنت وأين ما حللت .. فكيف أتعامل معه ..؟؟ هل أتركه وأذهب؟ هل أتظاهر بأنه غير موجود وأدفن رأسي في الرمل؟ هل أصرخ ؟؟ هل أجن ؟ هل هل هل هل؟؟ ماذا أفعل ...
أعتقد أنني لن أفعل شئ أكثر من الذي أفعله الآن... أن أجلس .. وأتكلم.. وأقل ما اشاء.. وإذا أراد حواري ، حاورته، أراد جدالي ، جادلته، أراد قتلي، قاومته.. ولكني لن أموت دون أن أقول لنفسي (على الأقل .. لقد حاولت)....
وانا بالطبع (اذا لم يكن مفهوما من اني ايضا ضمن مقولة لا احد) لا أحب أن أكون مع علي او نافع او أيا كان وأعيش الان في واقع بائس أكرهه ولا أحبه ولا اطيقه واكثر من هم قربي يخنقوني بعمالتهم وسطحيتهم وبؤسهم .. ولكن ماذا أفعل .. هل أنتحر .. هل أهرب.. لا سبيل الا هذين أو العمل معهم لنقلهم مما هم فيه .. في رأيي أن المنتحر لظرف كهذا (رحمه الله ) قد عرف قدر نفسه فهرب وانا أعذره ..ولكن الأفضل بالطبع هو الصبر والمواجهة..المواجهة التي تعني في نظري أكثر ما تعني أن نفضح أمثال اولائك عن طريق جرهم للمنابر العامة وفضحهم من خلال كلامهم لا عن طريق نبذهم وإقصائهم ..
إن مشاركتي تلك .. في بوست أنور كانت عبارة عن نقل مشاعر لا أكثر ولا أقل
لم أكن أريدها أن تفهم أكثر من هذا .. ولقد كان واضحا ما ذهبت اليه عندما إعتذرت عن خوضي في ذلك الموضوع في البدء..
لحديثي هذا بقية ولكني مضطر للذهاب الان لظروف طارئة وسأعود مكملا