بت الحكيم . ذكري عام علي الرحيل

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
حامد بشرى
مشاركات: 137
اشترك في: الخميس يوليو 23, 2009 2:21 am

بت الحكيم . ذكري عام علي الرحيل

مشاركة بواسطة حامد بشرى »

بت الحكيم . ذكري عام علي الرحيل

وجدت صعوبة في الكتابة لاني لم أستعيد فكرة رحولها الأبدي رغم أنها هيئتنا لذلك أبان مرضها في الفترة الأخيرة الذي فقدت علي أثره الذاكرة . الوالده زينب النيل كان يُطلق عليها الوالد لقب بت الحكيم . و"الحكيم" هو والدها محمد النيل المولود في عام 1892 قبل سقوط الدولة المهدية بحوالي أربعة أعوام . عمل في بداية حياته مع دخول الأنجليز كأول مساعد حكيم في السودان وتنقل بين عدة مدن أبرزها الدويم وام روابة ، الي أن أستقر به المقام في الجزيرة أبا بطلب خاص من السيد عبدالرحمن المهدي لكي يتولي الأشراف علي تطبيب الأمام وكذلك مواطني أبا. يرجع نسب الوالدة من جهة أبيها وأمها الي موسي ود أدريس جد قمر بت الأمام المهدي . وفي الجزيرة أبا تم لقاء المرحوم الوالد بشري السيد حامد بوالد زوجته محمد النيل . عاشت الوالدة في بداية حياتها الزوجية مع زوجها بالجزيرة الي أن أنتقلت ثانية للعيش بأمدرمان حيث تولت رعاية والديها الي أن توفاهم الله . ترك الدكتور النيل كما كان يطلق عليه في ذلك الزمان بصمات لا تخطئها العين في تطوير الجزيرة أبا وفي التعليم خاصة . الدكتور النيل كان ليبرالياً رغم عقيدته الأنصارية حيث الحق جميع بناته بالمدارس الاولية ليتعلموا القرأة والكتابة والحساب وكانت الوالدة أكبرهم أما أصغرهم عائشة فقد وصلت مرحلة التعليم الجامعي والتحقت بجامعة الخرطوم في زمن كان عدد الطالبات يعد علي أصابع اليد . درست الوالدة في نفس المدرسة التي أنشأها السيد عبدالرحمن المهدي لتعليم بناته بحي العباسية بأمدرمان وكانت زميلاتها في الدراسة الخالات سعاد شنقيطي وسعاد شوقي وسعاد الطيب أضافة الي الأمهات بنات الأمام عبدالرحمن وحفيدات خليفة المهدي .

خريف عام 2018 كان خريفاً غير مسبوقاً علي مدينة أمدرمان . أنهارت البيوت الطينية ومعظم أحياء أمدرمان القديمة وتعثرت سبل المواصلات وعاني المواطنون البسطاء من أمكانية قضاء حوائجهم اليومية ، تعطلت الحياة وفقدت بعض الأسر الماؤي وبعضها فقد حتي من يعولهم . وجاء بيان حكومة السجم والرماد كالعادة مغتضباً في جملتين " فاجأنا الخريف " . أهمال الحكومة في المقام الأول تسبب في أنهيار البنية التحتية والسبب الثاني عدم مقدرة المواطنين الفقراء علي صيانة منازلهم حيثوا صاروا أمام معادلة يصعب حلها هل الأولوية للطعام والعلاج أم لترميم المنازل الطينية التي بني بعضها بعد سقوط الخرطوم وأنتهت فترة صلاحياتها . لهذه الأسباب أنهار المنزل الذي تقطنه الوالدة . وحمداً لله وأكراماً من الخالق تم نقلها من الغرفة التي تقطنها الي فضاء آخر قبل أن تنهار عليها . أذا هذا الوضع تم نقلها وهي علي كرسي متحرك الي الطابق الثاني بمنزل ابنتها "أصفي" زوجة الرجل الفحل أسامة أبولبدة رغم أن حالتها الصحية لم تكن تسمح بذلك . أنعم الله عليها ببناتها حيث قمن بكافة أحتياجات التمريض والعناية ، جزاءهم الله عنا خير الجزاء .

صبيحة يوم 22 فبراير أتاني خبر رحيلها الي الدار الآخرة وأنا أبعد منها آلاف الفراسخ . كانت أمنيتي التي لم تتحقق أن أشيعها واحمل جثمانها مشياً علي الأقدام بشوارع المدينة التي خبرتها عندما كانت تشارك القوم أفراحهم واتراحهم وأحفر مرقدها واوريها الثري بمقابر أحمد شرفي بالقرب من والديها وعشيرتها . في ذلك اليوم بكاها الجميع داخل وخارج السودان بكتها مدن وضواحي النيلين ، بكتها الخلاوي والجوامع والكنائس بكاها كل من التقي بها في هذه الدنيا الفانية . الجميع كلهم أصحاب وجعة . رحيلها أبكي حتي الشجر والطير والنيل . مدينتها أمدرمان لازالت في حالة حزن علي هذا الرحيل .

غادرت مكان أقامتي " أتاوا " الي "أم در" لكي أعزي المدينه في هذا الفقد الجلل . وصلتها مساء 24 فبراير وكان في أستقبالي الصديق الوفي عبدالله قطبي وبعد أن أبكاني وابكيته وعزاني في وفاة الفقيده توجهنا الي أمدرمان حيث كانت جموع المعزين في أنتظاري ، هذه هي اللحظة التي ينتابك فيها شعور برهبة الموت وحتمية الفراق الأبدي . علي الرغم من أيماننا الصادق بالقضاء والقدر ولكل أجل كتاب وأنك ميت وانهم ميتون الا أن فقد الوالدين والأبناء والبنون لا يضاهيه فقد.

الجميع كان يناديها بأمي زينب كانت أمراة مختلفة ومميزة أستحقت أن تكون أماً ومدرسة للجميع بجدارة . عطفها وحنانها لم يقتصر علي أبنائها وبناتها وأنما شمل الجيمع . كل من دخل هذا المنزل فهو آمنا تقابله بباششة وكرم فياض حيث لا تعلم شمالها بما تنفق يمينها. منزل والدها كان ملاذاً لنزلاء وأهل من قبائل وعشائر شتي منهم كنانة ، دغيم ، بني حسين ، بني عامر ، الصبحة ، المسيرية ، نزي ، رزيقات عمارنه وخلافهم . هذا المنزل بوتقة أنصهرت فيه قوميات السودان المختلفة وتعايش فيه القوم علي المساوة وحب الخير للجميع . تقوم بخدمتهم مع بقية أخواتها رحمة الله عليهم . في أثناء حياة والدها وحتي بعد مماته كان هذا المنزل ولا يزال أشبه بالداخلية . يرسل الاباء أبناءهم للدراسة بعاصمة البلاد لكي ينالوا حظهم من التعليم النظامي وياؤهم هذا الصرح حيث تقوم الوالدة زينب وأخواتها وبناتها بخدمتهم لا يريدون من ذلك جزاءً ولا شكوراً . في هذا الوسط ترباينا وعشنا الطفولة والشباب . غرست فينا جميعاً روح المحبة والأمانة والصدق والأخلاص . من الأشياء اليومية أن يعود ساكني المنزل من العمل او الدراسة ويجدون أشخاصاً لا يعرفونهم بداخل هذا المنزل أتوا الي أمدرمان لزيارة قبة الأمام المهدي وأهل بيته أو الي العلاج أو قضاء بعض المستلزمات ويمكثوا معنا أياماً وليالي . هذا المنزل بابه لا يغلق وفيه لا توجد ملكية خاصة كل الأشياء مباح أستعمالها للجميع بدءً من الأسّرة وأنتهاء بالملابس .
لا غرابة أن ينعيها عارفي فضلها وأقاربها وجيرانها.

عاشت الوالدة كغيرها من الأمهات معظم حياتها داخل المطبخ . مطبخها وطعامها كان له طعم ولون خاص ، حتي وضع الأواني علي صينية الطعام يتم بذوق فريد . وجبة الغداء من هذا المطبخ العتيق تخرج علي أدوار عدة تفوق أدوار السينما دور أول ودور تاني وحتي ثالث . أما في الأعياد فحدث ولا حرج من حلاوة الأطعمة البلدية التي يتم التحضير لها من قبل فترة ، العصيدة والنعيمية وملاح الروب . زوار المنزل أثناء ساعات النهار يجدونها بمطبخها الذي تم تحديثه بأضافة سرير بلدي له تجدها جالسة فيه بالزي الرسمي وهو عبارة عن فستان وثوب ملقي علي جانب السرير لارتدائه في حالة وصول زائر غريب . لم تك هنالك أي شعوذة أو أرهاب ديني او فتوي بعدم جواز لبس الفستان . ظهرت بدعة الطرحة مع نهاية الستينات وبداية سبعينات القرن الماضي مع ظهور البترول في السعودية وتوافد الحجاج علي الاراضي المقدسة حيث كانت تقدم كهدايا من الحجاج العائدين الي الوطن بدلاً من الثوب ذو التكلفة العالية نسبياً . وأذكر جيداً أثناء خروج الوالدة مع صاحباتها أو أخواتها مساءً ترتدي فستان المرقه وتزيد عليه بالمركوب الابيض ولا حديث عن الزي و عدم شرعيته حتي وجدنا أنفسنا علي حين غرة مواجهين ببدعة الحجاب و الخمار والنقاب وكأننا أصبحنا نشك في أسلام من أرضعونا .

الحديث عن المطبخ يقود الي أستعراض القهوة والشاي حيث يتم تناولهما بطقوس خاصة . قهوة الوالدة التي تتناولها بعد أن تنتهي من تحضير الوجبة الرئيسية تكون مسبوقة بحمام وتغير ملابس وحتي تصفيف للشعر . أما شاي بت النيل فلا مثيل له . لهذه العائلة علاقة خاصة مع الشاي يخرج في مواعيد محددة و اواني محددة ويتم سكبه بترتيب وبرتوكول محدد لا خروج عنه . في السابق قبل أن يأتي العسكر لسدة الحكم وحتي أبان الديكتاتورية الأولي كان الشاي المستعمل في هذا المنزل هو "ليبتون" الذي يتم أستيراده من أنجلترا وبعد أستيلاء جعفر ود زينب علي الحكم تغيير كل شيئ .

السوق والمطبخ والذهاب والأياب وتحضير الطعام خلق علاقة خاصة بين أمهاتنا . هنالك كانت تتم اللقاءت والترفيه وتبادل الافكار قبل أختراع وسائل الأتصالات الحديثة من تلفون وتلفون محمول وفيس وفيس تايم . علي الرغم من هذه الحياة الاجتماعية التي صنعها الطعام الأ أنه كبل حريتهن في المشاركة العملية في الحياة الأنتاجية . صحيح أن تربية الفرد العقلية والجسمانية هي أساس بناء المجتمع ، كانت ولا زالت تقع علي أكتافهن ومع هذا العبء يصعب التوفيق بين المهمتين المطبخ والتربية لذا نجد أساهم الأكبر في التنمية البشرية بتوفير العنصر الأساسي لها . في هذه السانحة أذكر حادثة مضي عليها ما يقارب الأربعين عاماً وأنا أقف امام المنزل رأيت صديقة للوالدة تحمل كيساً وهي في طريقها الي زنك الخضار فسألتها " علي وين يا حاجة " فكان ردها حاسماً " ماشه الشغل" .هذا الرد البسيط عكس حالتهن جميعاً. هذا التندر عكس معانتهن في صمتٍ . الحياة والممات داخل مؤسسة المطبخ . الوالدة كانت من المحظوظات حيث سمحت لها الظروف بزيارة العالم الخارجي حينما ناداها المنادي بأداء الفريضة كذلك زارة بعض دول الخليج ومصر ووصلت الي أمريكا وكندا .

علي الرغم من الظروف الأجتماعية التي عانين منها في التقسيم الغير عادل للعمل وفي محدودية التعليم كل ذلك لم يقف عائقاً أمام طرقهن لباب السياسة . الوالدة كانت تشارك في نقاش الهم العام حتي أنها تعلمت العمل السري وأصبحت تأمن الأجتماعات وتحفظ المحاضر والوثائق الحزبية التي تناهض الحكومات العسكرية.
كانت امرأة من طراز فريد.

اجتمعت فيها خصايل العطف و الرقة و الصبر و التواضع و الهمة والشجاعة و الاناقة و الهدوء و القدرة علي تجسير الهوة بين الكبار و الصغار و الذين انعم الله عليهم بعلم و من لم يحظون بشئ منه و أهل المدن و القري و محافظي الفكر و مجدديه في مزيج فريد . وكان لأصدقاء ابنائها و بناتها موضع رطب في القلب.
كانت أمدرمان تمشي علي قدمين.

برحول الوالدة الي دار الخلود أنطوي زمن جميل لحقت بصديقاتها أمهاتنا نفيسة محمد صالح ، آمنة حسن ، وفاطمة وحليمة وآمنة أحمد فضيل ، وفاطمة خالد شيخ الدين وبدور عبدالله الفاضل ومريم حسين شريف ، ومريم حسن وبنات السيد منصور الرضية وزينب وكلتوم محمد يحي وسعاد صديق وفاطنة بت شيخ أحمد وبنات المأذون وحبوبتنا بت أنس وبنات جدنا سعيد عبداللطيف وبنات جدنا عبدالقادر والخالة سعيدة والخالة زينب العدني وأمهاتنا نفيسة بت سعيد والجاز الزين وحليمة بت علي ومني بت السيد عبدالله وأخواتها أم سلمة وفاطمة وشامة وعشة .

يا حنان يا منان . يا حنان يا منان يا حنان يا منان . اللهم يا مذكوراَ بكل لسان ويا مقصوداَ في كل آن ِويا مبدئاً لكل شأن ِ ويا من بيده الأكوان ويا أول يا ظاهر يا باطن ويا مالكاً لكل جرم وعرض وزمان أسئلك بما توليت به الأولياء المقربين الذين لهم عندك شأن . سألتك يا رب يا الهي ويا مولاي ويا ملجائ ويا من قامت السموات والارض بأمره ويا من تقوم الاموات بدعوته ويا من ملكوت كل شيئ بيده ويا من أذا أراد شيئاً قال له كن فيكون . أسألك بحق المصطفي نبيك المؤتمن المأمون أن تدخل عبدك زينب النيل فسيح جناتك مع الشهداء والصديقيين وحسن أولئك رفيقا وأن تلهمنا من بعدها الصبر والسلوان أنك علي كل شيئ قدير وبالاجابة جدير.
نستودعك رب العرش العظيم الي أن نلقاك يوم الحشر سالمين وأنا لله وأنا اليه لراجعون .
أسرة السيد بشري السيد حامد
عنهم جميعاً أبنك حامد
21 يناير 2020







[font=Arial] [font=Arial] [font=Arial] [font=Arial] [font=Arial] [font=Arial] [font=Arial] [font=Arial] [font=Arial] [font=Arial] [font=Arial] [font=Arial] [font=Arial] [font=Arial]
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

أمهاتنا شجاعة

مشاركة بواسطة حسن موسى »

"..
الجميع كان يناديها بأمي زينب كانت أمراة مختلفة ومميزة أستحقت أن تكون أماً ومدرسة للجميع بجدارة . عطفها وحنانها لم يقتصر علي أبنائها وبناتها وأنما شمل الجيمع . كل من دخل هذا المنزل فهو آمنا تقابله بباششة وكرم فياض حيث لا تعلم شمالها بما تنفق يمينها. منزل والدها كان ملاذاً لنزلاء وأهل من قبائل وعشائر شتي منهم كنانة ، دغيم ، بني حسين ، بني عامر ، الصبحة ، المسيرية ، نزي ، رزيقات عمارنه وخلافهم . هذا المنزل بوتقة أنصهرت فيه قوميات السودان المختلفة وتعايش فيه القوم علي المساوة وحب الخير للجميع . تقوم بخدمتهم مع بقية أخواتها رحمة الله عليهم . في أثناء حياة والدها وحتي بعد مماته كان هذا المنزل ولا يزال أشبه بالداخلية . يرسل الاباء أبناءهم للدراسة بعاصمة البلاد لكي ينالوا حظهم من التعليم النظامي ويأويهم هذا الصرح حيث تقوم الوالدة زينب وأخواتها وبناتها بخدمتهم لا يريدون من ذلك جزاءً ولا شكوراً . في هذا الوسط تربينا وعشنا الطفولة والشباب . غرست فينا جميعاً روح المحبة والأمانة والصدق والأخلاص . من الأشياء اليومية أن يعود ساكني المنزل من العمل او الدراسة ويجدون أشخاصاً لا يعرفونهم بداخل هذا المنزل أتوا الي أمدرمان لزيارة قبة الأمام المهدي وأهل بيته أو الي العلاج أو قضاء بعض المستلزمات ويمكثوا معنا أياماً وليالي . هذا المنزل بابه لا يغلق وفيه لا توجد ملكية خاصة كل الأشياء مباح أستعمالها للجميع بدءً من الأسّرة وأنتهاء بالملابس .
لا غرابة أن ينعيها عارفي فضلها وأقاربها وجيرانها. ..
"


شكرا لـ" بت الحكيم" التي ألهمتك أن تقاسمنا هذه السيرة العطرة الفالتة من كتب التاريخ الرسمي.و "أدب الأمهات" يا حامد بشرى نوع رفيع مركب من خصوصية العلاقة مع الأم و عمومية التجربة الإنسانية، يستحق منا أن نتأنى عنده و نفرد له الصفحات التي تليق بمقامه العالي. شكري و عزائي و تضامني
حامد بشرى
مشاركات: 137
اشترك في: الخميس يوليو 23, 2009 2:21 am

مشاركة بواسطة حامد بشرى »

العزيز حسن
لك التشكرات علي هذه الكلمات الطيبات .
القلم واللسان يعجزوا عن وصف هؤلاء الامهات . بيغيابهم الأبدي انكسر المرق وأشتت الرصاص . بفقدهم أختلفت الأمكنة والعاطفة والحنية و رائحة الأجساد والثياب وحتي طعم الماء . يزيد الكارثة بلاءً وجودنا او يمكن أن تسميه هروبنا القسري في سنين الكربة حينما تركناهم يعانون لوحدهم .
نشكر لهم أنهم أرضعونا لبناً حلالاً وعلمونا حب الأوطان
[font=Arial]
صورة العضو الرمزية
Isam Ali
مشاركات: 230
اشترك في: الأحد مارس 04, 2007 11:37 pm

مشاركة بواسطة Isam Ali »


لقد نلت من فيضها يا حامد وكانه لحظة من وردة فى حال الاكتمال ، وقد ساقنى عبدالسلام الى هناك ، ولاقيتها.
وعندما شاهدت عبدالرحمن حضرت فى كرمه وطيب نفسه ، فنفسه من دثارها تماما كما هى نفسك وانفس بناتها واولادها.
لروحها العالية اكمل السلام ، ولروحك بعض من رضى ، صبر وجلد .
منصور المفتاح
مشاركات: 239
اشترك في: الأحد مايو 07, 2006 10:27 am

مشاركة بواسطة منصور المفتاح »

الأخ الأستاذ حامد بشرى ويا بشراك لبرك لبنت النيل زينب النيل التى جمعت سمح الخصال وسحر الوصال وعمق الأصاله التى بأنت فى ما أبنت من مناقبها،
واسعة القلب كريمة الأصل المضيافة البشوشة لكل من يأتيها فلا تبخل عليه بما عندها ولا تضن ولا تفرق بل كلهم سواء فى نيل الواجب فبذكرها رفعت ذكر
أمدرمان وذكر أهلها ومن ذكرتهن من النساء فهن شامات فيها وعلامات لا تغيب عن ذاكرة تلك المدينة الجمعيه رحم الله الوالده زينب بنت الحكيم وغفر لها ولطف
بها وعفى عنها وأكرمها بفضله ودرجها عند الصراط وتخطفها بطيور الرحمة إلى أعلى الفراديس وجعلكم وأهلكم خير خلف لخير سلف وغفر لنا ولكم ولها
وللمسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها أسأل الله أن لا يحرمنا ولا يحرمكم أجرها ولا يفتنا ولا يفتنكم من بعدها ولا حول ولا قوة إلا بالله و إنا لله وإنا إليه راجعون
ياخ كانت أم درمان حكايه! ولك السلام وكانت نفاجاتها رحمه وكان فى كل بيت جزءا للطلاب ويأتيك من يزمها بالمركز القابض وهى عين الهامش الخرافى.
ياسر الشريف المليح
مشاركات: 1745
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:24 pm
مكان: ألمانيا
اتصال:

مشاركة بواسطة ياسر الشريف المليح »

أخي الأستاذ حامد بشرى
تحية المودة والتقدير
قرأت كتابتك القلبية الآسرة فأسالت دموعي. تقبل تعازي المتأخرة في فقد الوالدة الحبيبة وجعل بركتها فيكم وفينا وأنزلها منازل الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. اقتباسك من كلمات الراتب أثار في ذكرى والدتي ووالدي فقد كانا من قرائه الراتبين، رحمة الله عليهما، "يا حنان يا منان يا متعطف يا رؤوف يا رحيم"

ياسر
أضف رد جديد