حبوبة بخيتة بت علي ود رحمة.....العوض مصطفى

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

حبوبة بخيتة بت علي ود رحمة.....العوض مصطفى

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »

[3/18 9:06 ص] العوض مصطفى العوض:


حبوبة بخيتة بت علي ود رحمة..

هل لاحظتم الشبه بينها وجدنا بابكر بدري تزوجت من جدنا عطا الفضيل ن الصوفي بعد ان توفيت عنده ابنتا عمه آمنة وعاشة قبل ان تنجبا وحضر الى جدنا عثمان ابوحجل طالبا الزواج من الاسرة فاعتذر له جدنا عثمان انه لا توجد في الاسرة بنت في سن الزواج..ولما الح عليه قال له جدنا عثمان عندنا واحدة الآن في الجزاير في القش وبتجي المغرب شوفها كان نفعت معاك..حضرت هي المغرب تحمل راس القش بعد ان لفت ثوبها عمةعلى راسها كوقاية لحمل راس الفش وعند وصولها اخبروها ان خالها عثمان يريدها..لبست ثوبها بصورة عادية وذهبت له ووجدت عنده ضيفا..اشار له خالها عثمان (هذه هي)فرد الضيف قبلتها..اخبرتني هذه القصة بنفسها وعلقت(انت قايل اخدني سماحة؟بخت بس)بقي ان نعلم انها تزوجت الموظف الوحيد في المنطقة وكان عمرها حوالي الثلاثين عاما..وهذه نادرة في ذلك الزمان.. وعاشت معه وانجبت له آمنة وأحمد وعاشة وعبد الله..آمنة وعاشة اسماهما على زوجتيه المرحومتين وأحمد وعبدالله على أجداده أحمد وعبد الله..الحديث عنها يطول وستكون شهادات الكثيرين في حقها معينا لي على ابراز جوانب في شخصيتها تعمر دواخلنا..نفعنا الله بها وأثابها الخير العميم من فضله ..ذهبت معها للجزيرة شرنات بين السنة الاولى والسنة الثانية في المدرسة الصغرى..علمتني منذ الصغر ان اكون منضبطا في كل شيء..جلست مرة العب الكوتشينة مع الصغار الذين في عمري وكنت اعطي ظهري لباب (الكفّيق)بيت القش فالجزيرة يغمرها النيل في الفيضان فلم أشعر الا وعصا العشر على رأسي..التفت فوجدتها هي من فعل ذلك..استفزني هذا التصرف وقلت لها سأذهب إلى بيتنا في الباقير-غرب جزيرة شرنات-قالت لي يالحرف الواحد( طير انا جبتك اخربك؟)ذهبت مغاضبا الى راس الجزيرة لألاقي مركب الشرق لتأخذني لأهلي..جلست في رأس الجزيرة في انتظار المركب وبدأت أفكر في أنني إذا ذهبت عنها من سيقوم بمساعدتها وانها هي حبوبتي ولاتريد لي الا الخير..نهضت ونفضت عراقيّ من التراب وعدت اليها..وجدتها وقد وضعت حلتها على النار لتطبخ ملاح بامية..لم تنظر الي ولم تسألني لماذا رجعت حتى هذه اللحظة..تصبحون على خير
[3/18 9:09 ص] العوض مصطفى العوض: سلام يا كرام وشكرا على المرور الانيق..كما قلت لكم بالامس عن دقتها فقد كانت لها شنطة من الحديد تمثل مخزن مصغر..وهي كانت كلوحة مفاتيح الكمبيوتر لمن يجيدون الكتابة دون النظر الى الكيبورد..علم الله اني احضر الشيء منها وفي لمح البصر في جنح الليل وفي الظلام الدامس لان كل شيء ثابت في محله ولا يتغير ولا يتحرك قيد انملة ..حتى المنجل موضعه في (الكاسّقة) بمثابة موضع مفتاح الكهرباء يمين باب (الكفّيق)وعلى مسافة معلومة..قالت لي مرة(لا تكشت نعلاتك ارفع كراعك وختها)اشارة الى ان كشت الكرعين يعجل بنهاية النعال..كل هذا وهي لا تمل حتى تستقيم انت على ما تريد هي ان تطبعك عليه..تأتي الى البيت وجيوبها مليئة بكل انواع الحبوب التي صادفتها في طريقها..لكم السلام والجراب مليان من تجربة امرأة كان طبعها الجد.. بدأت حياتها به وعاشته حتى آخر اسبوع من حياتها..اما انا فإني مليء بها حتى المشاش وسأواصل في الكتابة عنها فإن في الكتابة عنها نفع للجميع ولمن شاء - من الناس- ان يجعل لحياته معنى

سلام يا كرام..قبل ان اسافر الى سلطنة عمان في العام 1995 كانت عندي في البيت14 من الاغنام بين غنماية وبهمة وعتود...بعت اغلبها مقابل ثمن التذكرة وبقيت واحدة اخبرت اختي سيدة انه سيأتي شخص لأخذها هدية مني له..سافرت الى السلطنة وقضى الله لي العودة بعد ثلاث سنوات وتسعة أشهر كنت اتقلب فيها بين الكفيل والآخر..عدت للسودان وقد كان علي واجب العزاء في الكثيرين الذين رحلوا في فترة غيابي ..وكان من ضمن هؤلاء قريب لذلك الشخص الذي أهديته الغنماية..ذهبت وكان العزاء بمنطقة مرزوق فوجدت ان الامطار فعلت بالمنطقة ما فعلت..تجولت في المنطقة ولم اهتد للببت فقررت الرجوع..وفي طريقي للمواصلات سمعت صوت غنمايتي في احد البيوت فتوجهت للباب وطرقته فخرج علي صاحب المنزل وبعد ان عزيته وعزيت ناس البيت سألني..كيف عرفت البيت؟فقلت له سمعت صوت عنزي( غنمايتي) فاستغرب وقال لي كيف تعرف صوت الغنماية فقلت له مثلما اعرف صوتك..فهل تعلمت ذلك من مقاعد الدرس..كلا وحاشا كل ذلك كان من تجربتي في كنف تلك المرأة التي تقدس العمل كما قال سلمان..وقد كانت تشارك بعض الناس في الغنم وهذا عرف سائد في المنطقة فكنت اذا مررت ب(مراح) اعرف ان لها شراكة مع صاحب هذا المراح لانها ما كانت تسعى البهائم (الشينات) اعلم انه سبكون هناك سؤال من البعض هل في بهائم شينات وبهائم سمحات واجيب بنعم..انا على المستوي الشخصي البهيمة الشينة ما بتصبح معاي..لكم السلام على أمل المواصلة
[3/18 9:12 ص] العوض مصطفى العوض: الطاحونة يا امال وما أدراك ما الطاحونة..لعل الفكرة قد جاءت من الزويرة لأنها كانت شراكة بين الحجولة وعمنا الحاج عوض الكريم (ود بن طيبة) عليه الف رحمة ونور وقد كان يملك طاحونة في الزويرة..وكان يشرف على طاحونة الزويرة عمنا عبدالرحمن (أبوالنور)والذي سمّي عليه لاحقا عبدالرحمن قسم السيد ..عمنا عبد الرحمن جاء (سوّاق لطاحونة الباقير) منقولا من الزويرة وهو يتميز بانه ميكانيكي فكانت الطاحونة كلما تعطلت قام باصلاحها خصوصا ان الوابور وقتها كان لستر اربعة بوصة..يفك عمنا ابوالنور معظم الاجزاء الداخلية للوابور ..يضعها في طشت به جازولين ينظفها ويصلح خرابها ثم يعيد كل جزء الى مكانه وكنت بقربه الاحظ فتعرفت على كثير من أجزاء الماكينة ودورة تشغيلها.. بالاضافة الى انه يقوم بنقر الحجر بعد كل فترة ليكون الطحين ناعما..كانت الطاحونة تعمل أيام الأسواق(السبت والثلاثاء) وكانت تكلفة طحن الربع قرشين..يبدأ العمل بالطاحونة في الصباح الباكر وتتوالى علينا اكياس العيش من الدمورية والقفاف وهذه للناس القريبين من الطاحونة والجربان من الجلد وهذه الأخيرة غالبا تكون للعرب (ناس،الخلاء) وحين اكون موجودا اقوم بكتابة الاسماء على (المواعين) بالتفتة حتى لا تختلط المواعين مع بعضها..وكنا نطحن العيش لوحده ثم اذا خلصنا منه دلفنا الى القمح حتى لا يختلط الطحين..وكانت فرصة لي للتعرف على جميع أهل المنطقة من بدو وحضر..التجربة لم تكن تخلو من بعض الاشكالات حيث انه وفي كثير من الاحيان يأخذ البعض طحين شخص اخر لا عن قصد وانما لتشابه (المواعين) وفي بعض الاحيان يكون سكن صاحب الطحين بعيدا بعض الشيء فكنا نتصرف معتذرين لمن هم قبله..كل هذا وحبوبة بخيتة تشرف على هذا العمل بكل الصرامة والدقة ..موقع الطاحونة كان شرق السوق بحوالي العشرين مترا..فكانت اذا ذهبت الى السوق توليت انا ادارة العمل بدلا عنها..كانت المواعين بالصف فلا ياخذ احد موقعا متقدما في الصف الا للضرورة وبعد الاستئذان ممن هم قبله..خرجت مرة للسوق وجاء من ورائها أحد المواطنين ووضع كيسه في موقع متقدم وكانت هي قد قابلته وهو في طريقه للطاحونة وعندما عادت امرته بارجاع الكيس الى آخر الصف فغالطها ان هذا هو موقع كيسه ووصل الامر الى ان قال لها(علي بالطلاق دا محل كيسي)،فردت عليه علي بالطلاق الطلاق الما طلاقك دا ما محله وحملت الكيس ووضعته في اخر الصف فلم يعترض بعدها..أمسك عن ذكر الاسماء في بعض الحالات منعا للحرج..كانت حصيلة اليوم لا تتعدي الجنيه..ولقروش الطاحونة موقع محدد في خزنتها حتى لاتختلط الأشياء..هذا ما عنّ لي في هذه السانحة وساتعرض لها ان شاء الله في القادم من كتاباتي عن تجربة امرأة عظيمة بسلوكها وتعليمها للناس(البيان بالعمل)'

كما ذكرت آنفا فالطاحونة تبعد عن السوق حوالي العشرين مترا..وكانت حبوبة بخيتة تتسوق بنفسها..فإذا ذهبت إلى الجزارة اختارت القطعة التي تريد فإذا اعترض الجزار أولته ظهرها.قائلة(أنا بشتري بي قروشي مابتديني انت) وكذلك إذا ذهبت الى صاحب الخضار...كانت النساء التي تأتي الى السوق في ذلك الزمن تحسب على أصابع اليد وكان الجميع يهابونها لا لشيء.إلا لجدها وصرامتها..كانت لا تخاف فكم من المرات أوصلتها الى جزيرة الحاج والوقت ليل..تواصل سيرها في الظلام عن طريق الكرد ثم مشرع الاديّة وتعبر الجزيرة قنديسي مرورا بغابة ودنتيش ثم مخادة بوجك مرورا بالمكياب فالرابعاب الى ان تصل الداقراج وهي رحلة في ذلك الوقت تتطلب الكثير من الصمامة..وكنت كثيرا ما أبقى بشرنات أشرف على العقاب حتى تحضر..يساعدني في ذلك بعض الكبار من القاطنين للجزيرة فهي محبوبة بينهم برغم شخصيتها الصارمة..اقتصادية لدرجة يظن معها الذي لا يعرفها أنها بخيلة..فإذا جاء الواجب انفقت انفاق من لا يخشى الفقر..كانت ميسورة فقد كانت تصرف معاش زوجها الراحل جدنا عطا الفضيل والذي كان وقتها أحد عشر جنيها ثم وصل الى ثلاثة عشر جنيها وهو مبلغ كبير بقياس ذلك الزمن..وهي رغم ذلك تشقي نفسها لان العمل عندها خط أحمر..كانت تكره الكسل..فإذا طويت أنا(العتنيبة)وحملتها بجانبي مع العنقريب انتهرتني ان دع الكسل واحمل كل واحدة لوحدها..وهو درس لا زلت أمارسه حتى اليوم..حضر إليها ذات يوم أحد سكان الجزيرة وقد وجدها تشرب في الجبنة فقالت له (أسويلك جبنة)فقال لها يكفي ان تعطيني من هذه التي أمامك..فأجابته بأن هذه لا تتجاوزني فقال لها انت ما بتعملي حساب للناس البجوك؟ فأجابته(انا ما بقلى للناس العند أهلن ) وبمناسبة الجزارة واللحمة كانت اذا باعت خروفا لأحد الجزارين لا تشتري في ذلك اليوم لحما من الجزار الذي باعت له الخروف حتى لا تاكل من بهيمة قامت بتربيتها ..الحكي عنها لا ينقضي وفي الكنانة الكثير ..أرجو الله ان يعينني على إبراز تلك الصور حتى تكون عونا لمن عساه يستفيد منها
[3/18 9:14 ص] العوض مصطفى العوض: سلام يا كرام..كانت الجزيرة شرنات جزيرة الحبويات بامتياز..حبوبة بت الحاج علي وحبوبة دقاوية وحبوبة بت مارية وحبوبة فاطنة بت ود الخزين وحبوية عابدة من الشناتير وتحل ضيفة بعض الأحيان على ناس عمنا عشرة عبد البين حبوبة بخت الرضا ومن الجيل الذي يلي خالتنا سكينة بت المدريس في الكرد والخالة زينب بت السمحة في الحجر الابيض وكل من ذكرت ومن لم أذكر لهم بحبوبة بخيتة علاقة خاصة ومحبة متبادلة ..خاصة أسرة الدقّاب والوالدة أم الحسين بت الصادق عليهم جميعا ألف رحمة ونور من رحل منهم ومن بقي على قيد الحياة..فشرنات ستبقى في حياتي شامة قضيت فيها انضر سني العمر ..ومن قصص حبوبة بخيتة مع حبوبة فاطنة بت ود الخزين أن الأخيرة كلّفت حبوبة بخيتة أن تحضر لها معها (توب زراق)بعد ان أعطتها ثمنه وأظنه لم يكن يتجاوز الثلاثين قرشا في ذلك الزمن..هذه كانت مناسبة لتشتري حبوبة بخيتة أيضا نفس العينة..عندما رجعت من السوق سلمت حبوبة فاطنة التوب واستعملت ثوبها هي متزامنا مع حبوبة فاطنة.. ولان حبوبة بخيتة كانت في حالة حركة وعمل كانت تلف ثوبها فوق رأسها حتى لا يعيق حركتها و بعد شهر أو يزيد قليلا لاحظت حبوبة بخيتة ان توب حبوبة فاطنة بدأ يتقطّع فسألتها (توبك دا القطّعه شنو يا فاطنة ؟ أنا توبي لي هسّع جديد)وكانت حبوبة فاطنة صاحبة ذكاء فطري فلم تمهلها وردّت عليها بسؤال لم يكن في حسبان حبوبة بخيتة قائلة:(يا بخيتة العِمّة بي تتقطّع؟) وكانت الخالة فطينة بت عبد الدافع وأبناؤها وبناتها ووالدهم عمّنا يس ود عيسى معها في الجزيرة وكانوا في عونها دائما ..حتى أننا حين سكننا في الجزيرة سورات ذهبت معنا الوالدة فطينة وأبناؤها عيسى وعبد الله وبناتها أم سور وعلوية وكانوا أطفالا وقتها..وسورات هذه كان آخر من سكنها في الأربعينات جدّي العوض وجئنا نحن بعده في العام 1966 لنقضي بها حوالى الشهر والنصف..الجزيرة أفرب للبر الشرقي فهي غرب جزيرة القربولية وهي وعرة والوصول إليها صعب لأن المنطقة منطقة شلالات ومقطوعة عن الحركة..ولكن طبيعة حبوبة المغامرة كانت إذا قرّرت فعلت..الجزيرة تتميز بهوائها الشرقي والذي يتركك في حالة جوع دائم..كنا في يوم من الأيام لا نملك غير الكسرة في الطبق ولم يكن هنالك ملاح..نزلت النيل من الناحية الغربية فلاحظت أن سمكة تتحرك قريب (الحجرة )وببطء فنزلت الى الماء وتركتها بيني وبين اليابسة وبحركة سريعة قذفتها الى البر وبنفس السرعة خرجت من الماء وأمسكت بها وذهبت بها للجماعة فلم يصدّقوا وتغدينا في ذلك اليوم بما لم نكن نحلم به(تقول لي الخوف من الرزق؟)..كنت إذا نزلت في الصباح لبلّ السعون وجدت مجموعة من التماسيح ترقد في الرملة وتنزل الى الماء بمجرد شعورها بحركتي والتمساح عادة يخرج أنفه خارج الماء للتنفس فإذا اختفى الأنف من سطح الماء فابتعد عن الماء لأنه وقتها ينوي شرا..ولكن ولله الحمد لم نتعرض وقتها لمشكلة في هذاالجانب..في ذلك الوقت كانت حبوبة أقرب للثمانين من العمر ولكنها كانت في كثير من الأحيان تقطع المسافة بين سورات وام دومة سباحة بعد ان تحكم لف ملابسها على رأسها وكنت في كثير من الأحيان أصحبها في هذه الرحلة..طبعا بيكون شطب راسكم العوم مع التماسيح..انا ذاتي الحكاية دي حتى الآن شاطبة راسي ولكني انقل واقعا فما كان لي ان أعيش في أذهان التاس فهذا ماكان حاصلا..توّرت نفسكم وانا ذاتي نفسي قام فإلى اللقاء في حلقة أخرى

سلام أخي عمر الماحي..ياخي حبوبة بخيتة الدرب ذاتو يخلي لها الدرب ..هذا جانب والجانب الآخر من حياتها انه يطيب لك المقيل في ظلها..فهي جادة حين يجد الجد وموطأة الأكناف حين تضع سيف المحارب وتلبس لبوس السلم..رأيتها تضحك دون قهقهة حتى تسيل دموعها ..ورأيتها تحنو على الأطفال وتنزعج لضيمهم حتى من أبويهم ..تقسّم عليهم القروش وتشتري لهم الحلوى لمجرد شعورها أن أهل هذا الطفل لا يستطيعون شرواها..كما ذكرت سابقا تنفق في الواجب ولاتلتفت وتمسك حين يكون العطاء(خمجاً) وكانت تعرف حاجتي دون أن أسألها..ذهبت مرّة إلى أبوهشيم-وكثيرا ما كانت تذهب-وكان عمنا أحمد عيد قد اسمى ابنه سلمان -على العمدة سلمان- وعمنا أحمد عيد رجل حاضر البديهة، فنادت هي سلمان وسألته عن اسمه .فقال لها:اسمي سلمان..فاعطته جنيها وكلنا يعرف ما ذا يعني جنيه في ذلك الزمن..أخذ سلمان الجنيه وذهب إلى بيته فسأله أبوه عن مصدر الجنيه لان الآباء في ذلك الزمن لا يتركون شيئا يمر دون تدقيق..فقال له ان حبوبة بخيتة اعطته الجنيه لأن اسمه سلمان..فما كان من عمنا احمد عيد الا ان قال له::(من اليوم دا انت اسمك بخيتة)..وعلى ذكر أبي هشيم فإن بنات الحسن بنات عمها ..وكانت هي واخواتها يقمن بزيارتهن وتبادلهن بنات الحسن زيارتهن في الباقير..غير ان زيارة بنات علي لأبي هشيم كانت أكثر..وقد قال الوالد عليه ألف رحمة ونور لأهلنا الهشامة(انتو ما بتجونا الا تضمنوا الشي البيرجعكم) وكان كثيرا ما يزورهم وله معهم قصص كثيرة ارجو ان أجد الوقت لإيرادها..ولحبوبة بخيتة قصص مع جدنا سلمان في خطابها الصارم كان يقابلها بابتسامته المعهوده فهو ابن خالها وزوج بنتها آمنة.. أمها آمنة بنت الملك وأبوه عثمان ود الملك..
[3/18 9:15 ص] العوض مصطفى العوض: سلام..علّق الوالد عليه ألف رحمة ونور قائلاً: (واللّه بدلتُه بدلة..البيت دا كان فيه ميّة عنقريب ما يقعد إلا جنبها) إشارة للعلاقة التي بيني وبين حبوبة بخيتة..وفي الحقيقة هي لم تبدلني وإنما كانت تملأ حياتي بقيم قلّ أن أجدها في غيرها فتعلقي بها كان تعلّقي بالقيمة والمثال..تعلّمت منها الكثير الذي جعلني أبدو أشتراً في كثير من الأحيان و(مضيّقها) أكثر مما يجب..لأني تعلمت بلّ السعون في الدغش ،قبل الشاي، والخروج للرعية في وقت محدد والرجوع كذلك والفطور المتأخّر بحساب البلد والعودة ظهرا للوردية الثانية ثم الحليب مع المغيب والذي يمتد لساعتين..كل ذلك في نسق ونظام لا يقدم ولا يؤخر..حتى أني كنت لا أذهب للمناسبات مع من هم في عمري لشعوري بأني إذا ذهبت سأتخلى عن واجب..كل ذلك وهي تنظر إلي ولا تتدخل إلا للضرورة،فهي قد علمتك كل شيء وعليك أن تعمل دون الحاجة لنوجيه جديد..وكنت ألقى الجزاء الأوفى..فقد أخذتني معها الى أم درمان حين زواج ابنها عبد الله في العام1958 وأخذتني في العام 1966لزيارة ابنها أحمد في كريمة وقد كانت الرحلتان على مستوى من الامتاع..كنت إذا حضرت في الإجازة من المدرسة أنزل معها أولا وبعد أيام أذهب للسلام على الوالد والوالدة وإخواني،ثم أعود للقيام بمساعدتها ،ثم إذا بقي من الإجازة يومان ذهبت لوداعهم وعدت للسفر من عندها..درجت على أن تعيّن لي حملا في بداية الإجازة فإذا جاءت نهاية الإجازة صار خروفا ،بعته واستفدت منه كمصاريف ..هذا كان في المرحلة الوسطى.أما قبلها في فترة العبيدية(رابعة راس) فكانت تعطيني (طرّادة) وكذلك الوالد ومن باقي أفراد الأسرة اتحصل على خمسة عشر قرشا وتكون الحصيلة خمسة وستون قرشا..كانت تكفيني فترة الشهور الأربعة قبل أن أعود في الإجازة وتزيد ..ويتكرر المشهد في الفترة الثانية..فالمدرسة في ذلك الوقت داخلية يصرف لنا حتى الصابون والظهرة ..وناكل ثلاث وجبات في اليوم فقد تعلمنا على نفقة الحكومة أو قل على نفقة محمد أحمد دافع الضرائب فنحن مدينون للشعب السوداني..
سلام..

.نوت حبوبة بخيتة السفر للحج عدة مرات ولكن لم يتم لها ذلك الا في العام1969..ذهبت بصحبة ابنها أحمد وعندما عادت كان نصيبي قماش جلابية تترون (بيج) ولأول مرة أرى التترون ..لا أذكر هل خاطها حبوب ودالحسن أو محمد عثمان بالشريك..المهم في الأمر أنها كانت بالنسبة لي فرحا لا ينقضي..حضرت بها زواج الأخ سلمان علي صالح بالكدّق ويالها من قشرة في ذلك اليوم..وأيضا أحضرت لي معها (جكّيته)كانت أطول مني ولكني أصررت على لبسها خصوصا في البرد وكنت وقتها طالبا بعطبرة الثانوية الحكومية..فتخيل منظر الجكيتة وقد خرجت منها أطراف أصابعي، وقد نزلت تحت الركبة ولكن ما كان يمكن أن أعطيها أحداً لأنها سوف تكون الأولى وامتد خيالي الى أنها ستكون الأخيرة..وقد كان الا ان تأتيني بدلة هدية في باقي عمري إذا مدّ الله في الأيام وسوف لن يكون لها طعم بدلة حبوبة بخيتة التي (بدلتني)حسب تعبير الوالد وأظنه كان يشير الى هدية حبوبة بخيتة ،(وتحت تحت بعد دا ناس جلاليب ساكت).. كان من ضمن ما ملّكتني له (ملكية ارتفاق) حمارة(الزّرقا) ومركب (خماسية) والمركب نذهب بها (الديس) وأوصلها بها للجزيرة قنديسي أو جزيرة الحاج للذهاب للأسواق بالباقير أو مشاويرها عند المناسبات..أما الحمارة فقد كانت من سلالة اهتمت بالمحافظة عليها، وكانت ترسل للعم والخال الطيب هاشم منها كلما حدث شيء لحماره السابق..وعودة الى السعون واللبن فقد كانت تحقن اللبن فيها قبل ذهابي للرعية وكانت ثلاثة سعون ،تعلق كل واحد منها في سيبة في ظل الضحى وتبدا (الخش) فإذا عدت أنا من الرعية حوالى الحادية عشرة صباحا وجدتها وقد وضعت جرادل الروب ،تلك التي تقصدها جريا بعض النعجات اللائي اعتدن على شراب الروب وكانت تقوم مرة تقريبا في الاسبوع بانضاج السمن الذي تضيفه للمخزون السابق والذي تكون منه عشرة جوالين جاهزة ترسل منها لأبنائها وتهدي منها وتبيع منها القليل..كانت تصف لي الجالون قيد الاستعمال وتقول (كب منه قدر ماك داير ما تفضّل لي نقطة في ماعون) فكانت تكره التبذير..كنا يوما مسافرين للمدارس وتأخر القطار وجعنا وحين تأكدنا من انه يمكننا الذهاب للجزيرة شرنات والعودة دون ان يفوتنا القطار،أخذت معي عدد من المسافرين وركبنا المركب من ندي الى شرنات فقامت بعمل القراصة(المبصّلة) وصبّت عليها من السمن وكأنها تصبّ ماء..أكلنا ماشاء الله لنا ان ناكل من ذلك الرزق الذي ما كان لنا ان نسافر قبل ان ندخله في جوفنا وهذه (حقيقةتوحيدية)عرفناها في الزمن..سلام الى ان نلتقي

سلام أخي عبدالله..لا أدري هل أرسلت لك هذا المكتوب من قبل أم لا..حبوبة بخيتة كانت تشبه جدنا بابكر بدري في الحس والمعنى .هو بمثابة خالها في الحسبة والنسب وقد عشت طفولتي أرعى لها الغنم وأخدمها مما ترك أثرا في حياتي لا ينمحي
آخر تعديل بواسطة عمر عبد الله محمد علي في الجمعة إبريل 24, 2020 5:55 pm، تم التعديل مرة واحدة.
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »

[3/27, 2:07 AM] Abdalla Osman: سلام أخي عبدالله..ليس بين ما امتلك من وسائل وسيلة تصلني بأخي حسن موسى فإن كان في مقدورك فافعل بإيصال سيرة حبوبة بخيته للأخ حسن ولك من الله الجزاء الأوفى فحسن من الذين يحتفلون بهذا النوع من الكتابة
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

بخيتة حبوبة العوض

مشاركة بواسطة حسن موسى »


سلام يا عمر
و الله لا تتصور مدى فرحتي بقراءة اسم العوض في عنوان خيطك، فالعوض عندي مثل مغارة الكنوز، كلما خطوت فيها خطوة وقعت فيها على كنز أجمل من سابقه. ثم أن فرحتي اتصلت بمتعة سرد العوض فكأنني اسمع صوته وراء السطور. و سماع صوت الكاتب وراء الكلمة المكتوبة حظوة لا تتاح إلا للكتاب من أهل الحضور الأدبي المميز..ثم من غير العوض يملك القدرة على التأني عند تفاصيل حيوات الناس المزعومين "عاديين"،بينما هم في الحقيقة اشخاص خارقون للعادة التي يتذرع بها ذلك النفر الذي لا يطيق مواجهة اسئلة الحياة[ و الموت].أقول هذا و في خاطري أكثر من مشروع مؤجل لسرد سيرة بعض أهلي الأميين الذين أثثوا وجداني ببلاغة حكمتهم و أدبهم العظيم.
كم هو بخيت هذا العوض الذي حبته العناية بهذه الحبوبة البخيتة، و بخيتين انحنا لأن العوض اكرمنا بهذه السيرة الجليلة.
فيا العوض ياخي اقعد و كمّل سيرة حبوبة بخيتة لأنني استشعرت من كلامك أنها ، لا بد ، تفيض عن سعة الصفحات المضغوطات في حيز بمثل هذا الضيق.شكرا لكما.

سأعود
ياسر الشريف المليح
مشاركات: 1745
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:24 pm
مكان: ألمانيا
اتصال:

مشاركة بواسطة ياسر الشريف المليح »

سلام الأعزاء عمر وحسن
والتحية لعزيزنا العوض مصطفى والشكر

قرأت الكتابة الممتعة في صالون الجمهوريين والشكر لعبد الله عثمان الذي جاء بها من نواحي الواتساب.

ياسر
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »


سلام ومعزة الفاضلان حسن وياسر.

تعرف يا حسن موضوع حبوبة بخيتة أرسله لي أخي العزيز عبد الله نيابة عن صديقك العوض.
وكان العوض قد قرأ خيطك عن الأمهات فأعجبه وأوصي بتتضمين موضوع حبوبة بخيتة في خيطك.
عندما قراته قلت ، هذا الكاتب نفسه محدثاه ..هذا الموضوع يستحق خيطا لوحده ؛ ففعلت.

لكما التقدير والمحبة..

عمر
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »


سلام ومعزة الفاضلان حسن وياسر.

تعرف يا حسن موضوع حبوبة بخيتة أرسله لي أخي العزيز عبد الله نيابة عن صديقك العوض.
وكان العوض قد قرأ خيطك عن الأمهات فأعجبه وأوصي بتتضمين موضوع حبوبة بخيتة في خيطك.
عندما قراته قلت ، هذا الكاتب نفسه محدثاه ..هذا الموضوع يستحق خيطا لوحده ؛ ففعلت.

لكما التقدير والمحبة..

عمر
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »


سلام ومعزة الفاضلان حسن وياسر.

تعرف يا حسن موضوع حبوبة بخيتة أرسله لي أخي العزيز عبد الله نيابة عن صديقك العوض.
وكان العوض قد قرأ خيطك عن الأمهات فأعجبه وأوصي بتتضمين موضوع حبوبة بخيتة في خيطك.
عندما قراته قلت ، هذا الكاتب نفسه محدثاه ..هذا الموضوع يستحق خيطا لوحده ؛ ففعلت.

لكما التقدير والمحبة..

عمر
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »


سلام ومعزة الفاضلان حسن وياسر.

تعرف يا حسن موضوع حبوبة بخيتة أرسله لي أخي العزيز عبد الله نيابة عن صديقك العوض.
وكان العوض قد قرأ خيطك عن الأمهات فأعجبه وأوصي بتتضمين موضوع حبوبة بخيتة في خيطك.
عندما قراته قلت ، هذا الكاتب نفسه محدثاه ..هذا الموضوع يستحق خيطا لوحده ؛ ففعلت.

لكما التقدير والمحبة..

عمر
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »



سلام ومعزة اختي العزيزة نجاة.

أرجو ان تكونوا جميعا بألف خير وعافية

أرجو المساعدة في حل هذه المشكلة .كلما حاولت انزل موضوع فينزل عدة مرات!.

تقديري

عمر
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

العوض بحر

مشاركة بواسطة حسن موسى »


سلام يا ياسر و يا عمر
يا عمر العوض ما بيابى الزيادة ، على وزن البحر ما بيابى إلخ
و أنت عارف إنو العوض بحر من الحب الذي لا ينفد
سأعود
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »

سلام يا كرام..في العام 1966 وبعد حضورها من زيارة الخال أحمد الصوفي رحلنا الى الباقير وتركنا معيشة الجزاير..نسيت أن أقول أن جزيرة شرنات كانت من الجزر التي يغمرها النيل في الفيضان فيتوجب علينا الخروج منها ويكون غالبا لبيئة أقرب فكنا نذهب للجزيرة قنديسي ونسكن في بيت الدقاب بالقرب من بيت الاعمام عمر حمزة وأخيه حبوب.. وفي شرنات كنا نسكن في بقعة أسمها (الدّبُّورة)إشارة لعلوّها عن باقي الجزيرة ولكن في واحدة من السنوات فاض النيل حتى غمر منطقة سكننا حتى ان حبوبة كانت قد عملت جبنة وبعدها بقليل أطفأ النيل النار..كنا نكون هناك حتى يصل النيل هذا الحد فننقل بعض متاعنا على (السيداب) ونأخذ المهم منه ..فالمركب معنا نضع فيها متاعنا وننطلق الى الغرب..وكان المزارعون بالجزيرة يقومون بحصاد الذرة بالمراكب.. فإذا انحسرت المياه عدنا للجزيرة لزراعة اللوبيا وعيش الربف الذي نستمنع به أيام الشتاء حيث كنا نقلبه على الجمر ..أظن كل من عاش تلك الفترة لا يزال يذكر طعمه ونكهته..آن لي أن أذكر سكان الجزيرة وعذرا لمن نسيته فهي أكثر من 53 سنة..أول ما يقابلك وانت قادم من رأس الجزيرة متجها جنوبا (كفيق)عمنا ميرغني الأمين وزوجته أم الحسين بت الصادق وأولادهم أحمد والعبد وحريقة وخرساني وبنتيهما حسوبة ومدينة..وكانت تسكن قربهم الوالدة السرة وبنتيها آمنة ومدينة بنات عمنا عثمان ودالامين وإذا اتجهت منهم الى الجنوب الغربي مررت على الوالد عطا المنان وزوجتة فاطنة بت موسى ،ثم يأتي كفيق حبوبة بخيتة وإذا اتجهت شرقا وجدت بيوت الدّقاب ..حبوبة بت الحاج علي وحفيدها من بنتها حوة الحاج الامين حاج احمد وبناتها خسيسة وبنتيها سكينة والامينة وابناءها السني والماحي أبناء عمنا علي دقاوي ووجدت بنتها عرفة وأبناءها عوض الكريم ومحمد الامين وبناتها بخيتة وزينب وسمية وكذلك وجدت بنتها فاطمة وابنها سلمان (الصياد) واخوانه الذين كانوا يحضرون للجزيرة في الاجازات..يقع جنوب الدّقاب كفيق حبوبة فاطنة بت ودالخزين وبنتها مكارم وحفيدتها ليلى أبناء فكي احمد ثم كفيق حبوبة دقاوية الذي إذا اتجهت منه غربا وجدت أسرة عمنا خليفة العوض وزوجته أمنة بت عبدالقادر وأبناءهم سليمان الذي توفى في عمر مبكّر ورزقهم الله بعد فترة بولد أسموه سليمان تيمنا وبناته سكينة وام شرا وزينب ورابعة نسيت اسمها الان ويقع شرقهم منزل العم عبد الحي البشير وزوجته آمنة بت فقلاوي وأبنائهم البشير وتاج السر وبنتهم خسيسة .فإذا اتجهت جنوبا وجدت منزل العم نبرة وأخيه عطا الفضيل ودنافع .ويقع في نفس المنطقة منزل أخينا خليفة التاي وكذلك منزل عمنا يس ود عيسى وأبنائه سلاطين والسيد وعيسى وعبدالله وبناتهم حاجة وام سور وعلوية وكانت تأتيهم أحيانا بنتهم مدينة من العشير

مواصلة لما انقطع من حديث عن سكان شرنات فيقع في جنوبها كفيق عمنا عشرة عبد البين وزوجته حليمة وأبنائهم ادريس والعطي وعبدالرؤوف وفضل الله وبناتهم سميرة وسعاد وكذلك كفيق شقيقه عبد الغني وزوجته حوة وابنهما أحمد وبنتيهما مريم ونعمات وفي آخر الجزيرة يقف كفيق العم عابدوي وابنه السيد..وفي جزيرة الكرد شرق شرنات تسكن الوالدة سكينة بت المدريس وكان يسكن معها من أبنائها عبدالعظيم ومفضل ويأتي محمد و المدريس وحمزة بعض الأحيان وفي الحجر الابيض الوالدة زينب بت السمحة وبنتها عاشة وابنها حيدر ويزورهم أحيانا لقضاء بعض الوقت ابنها حاج مراد ويكون معها في كثير من الاحيان أحفادها أولاد أحمد بابكر وأمهم..لم أشأ أن أترحّم على كل واحد منهم مع ذكر اسمه..فالرحمة الواسعة لمن عبروا الى الرحيم وطول العمر لمن لا يزالون على قيد الحياة

سلام يا كرام
انقطع هذا الخيط لفترة وفي النفس شيء من حتى.. فقد انتقل إلى رحمة مولاه جدي السجّاد شيخ محمد بالخميس1/11/1979 فذهبت رفقة العم الأستاذ سعد إبراهيم القاضي للعزاء بقرية الكربة بالأربعاء 7/11/1979 وفي يوم الخميس 8/11/1979 سافرت أنا بقطار الوحدة للباقير للسلام على الأهل..وحين دخلت بيتنا فوجئت بوجود عدد كبير من الناس، ووجدت حبوبة بخيتة في حالة غيبوبة قالت لي أمي أنها تخرج من هذه الغيبوبة الفينة بعد الفينة فتخبرهم أنها ترى شجراً أخضر..أفاقت من غيبوبتها بعد دخولي بقليل فقالت لها أمي (يمه ود اب سن جا) نظرت إلي. وتبسّمت ولسان حالها أن الحمد لله الذي جعل لقاءنا ممكناً...استقسرت أمي عن ماذا حدث لها فقالت إن حبوبة كانت بطاحونتها يوم الثلاثاء فشعرت بألم في بطنها عادت بعده إلى البيت وتدهورت حالتها كما رأيت وفي الجانب الآخر أخبرتني الوالدة بأن مضوي قد طلب يد شقيفتنا سعاد فانتحيت بسعاد جانباً وفصّلت لها رأيي في الأمر ..وكان لا بد لي من الرجوع إلى الخرطوم بقطار الوحدة الذي أقلّني بالأمس.. كان ذلك لسببين أولهما أنني كنت قد استأذنت من رئيسي في العمل الأستاذ إبراهيم العوّام لمدة يومين ولم أشأ أن أحرجه بغيابي وهو التزام أخلاقي كان لزاماً عليّ وفاؤه ..والسبب الثاني أن ابنها خالي عبدالله الصوفي لم يكن يعلم بمرضها..عدت للخرطوم ووصلت صباح السبت 10/11/1979 فذهبت إلى عملي بقصر الشباب والأطفال ومن القصر إلى خالي عبدالله بالشعبية بحري وأخبرته بحال حبوبة بخيتة فسافر صبيحة الأحد 11/11/1979 وجاءنا الخبر يوم الثلاثاء 13/12/1979 أنها قد انتقلت إلى رحمة ربها فطوت بذلك صفحة ملؤها العبر والحكم ،ثم أني لا أذكر أني حزنت في حياتي كحزني على انتقالها فقد فقدت برحيلها كوناً من القيم كانت تقسّمها في كل خطوة تخطوها حتى أنها قبل أسبوع واحد من رحيلها وقد بلغت التسعين كانت تعمل بالطاحونة فهي ممن يحملون فسيلة بيدهم يغرسونها حتى آخر اللحظات من عمرهم.. سأعود لهذه السيرة العطرة أسرد علاقتها بأمي بصورة خاصة وعلاقتها بالآخرين لا لشيء إلا لأدلل على أنها ما كانت تفعل شيئا أو تتركه إلا لقيمة تعلمها هي والتزاما بواجبها نحو القيم الصحاح
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »

سلام أخي عبدالله اسم خسيسة موجود عندنا بكثرة قبل ان تظهر الاسماء الحديثة وقد حاولت أن أكتبه كما هو وأظن أنه يعني خصيصة ولكن أمانة الكتابة تفرض علي أن أكتب الاسم كما هو..انا شخصيا لم أفكر للاسم إلا في السنوات الأخيرة فهو اسم شائع عندنا..الكفّيق يا صاحبي الغرفة من القش وهو غالبا يكون عندنا في الجزائر من نبات الحلفا

.....................................


كانت حبوبة بخيتة تساعد أكثر ما تساعد أمّي عاشة (بت نفورة) لأنها وبالحساب البسيط كانت أضعف الحلقات في أبنائها..وكان والدي مزارعا بسيطا كسائر المزارعين في البلد، الذين يتقاسمون المحصول مع صاحب المشروع الزراعي..وقد كانت له وظيفة أخري هي شيخ البلد وهي وظيفة لا تكسب صاحبها أكثر من الذي تأخذه منه.. ثم إنه عمل بالتجارة أخيرا حيث كان له دكان في السوق يجتمع إليه فيه أصحابه وكان دخل الدكان لا يتعدى بكثير ما يرتبه على صاحبه من واجب كل سوداني في استقبال الناس وإكرامهم ..وقد عبّرت أنا عن ذلك في أبيات كتبتها في فترة الدراسة:
ستعرفونني ببشرتي السمراء
أتيت من مزارعٍ
لفحه السموم في العراء
صبغه وضيّع المعالم
أحمد فيه أنّه برغمها الظروف الصعبة
برغم ساقيه الكليلة المتعبة
أرسلني إلى المدارس
وكنت كلما أتيت من سفر
يضمّني
تضمّني أمّي الحنون والشجر
.وقريتي تضمّني لأنني غداً أقول إنها مهدي الحنون يا بشر

كانت حبوبة إذا انتقلت إلى الباقير في فترة الفيضان - وحين عادت أخيرا- قضت هذه الفترة في بيتها الذي كنا نسكن فيه قبل أن يكون لنا بيت وقد كانت أمّي تقوم بخدمتها وهي من جانبها لم تكن تقصّر فقد كانت إذا جاء يوم السوق أرسلت ما أرسلت من الخضار واللحم تدعم به ما يرسله الوالد من جانبه.. وقد كان بيتها مكونا من غرفتين وبرندة بينهما..تكون حبوبة في الغرفة الشمالية المظلمة حيث أن بها بابا يفتح ناحية الجنوب في البرندة و(طاقة) من الناحية الشمالية تضع فيها مخدة في فترة الشتاء تقيها البرد..وقد كانت هذه الطاقة هي المنفذ الذي يصلنا بحبوبة حوّة وأبنائها ..وعلى ذكر حبوبة حوّة فقد نادت هي الوالدة يوما من أيام رمضان وأخبرتها في أسى أنها قد نامت دون أن تتناول سحورها..فوعدتها الوالدة أنها ستنبهها حين حضورنا من السوق وكنا وقتها نقضي الوقت في السوق نتسامر ونشرب شاي اللبن في المقاهي لنعود بعد منتصف الليل..وحين عدنا نادت الوالدة حبوبة حوّة ونبهتها إلى أنّ وقت السحور قد حلّ، فانبعث صوت حبوبة حوّة من الجانب الآخر :(لا لا يا عاشة سحوري أكلته من عشيّة).. ولها أيضاً قصة أحكيها للناس ليروا يقين البسطاء ..فقد مرض إبنها عبد الباسط مرضا شديدا وقد كان طفلا قاده المرض لحافة الهلاك تلفّت الناس حولهم ولم يجدوا حبوبة حوّة ولأن ضجيج الناس بالغرفة كان عاليا بعض الشيء لم يسمعوا صوت حبوبة حوّة فقد اكتشفوا أنها تحت السرير الذي يرقد عليه طفلها المريض تتضرّع إلى الله قائلة:(يا الله عبد الباسط إنت تسوي به شنو ..عبدالباسط محتاجة له أنا )واستمرّت في تضرّعها فاستجاب لها الله وقد تجاوز عبد الباسط الآن الثمانين.. ولنا مع حبوبة حوّة وأبنائها من بعدها ودٌّ قديم نحفظه ويحفظونه لا تزيده السنين إلا تعتيقا..
كنت يوما قد حضرت من السفر بعد منصف الليل، دخلت على أمي التي اعتادت أن لا تطفئ الفانوس ،بل تنزل شريطه إلى الحد الذي يجعله محافظا على ناره..رفعت الوالدة شريط الفانوس وذهبت بي إلى حبوبة بخيتة وأيقظتها من النوم وقالت لها ؛(يمّه ود اب سن جا) فنهضت من نومها فرحة ولا أنسى عبارتها التي كانت تريد بها أن تتأكد من أني قد حضرت فعلا(وحات سيدي علي؟) فقد كانت ختميّة وقد حضرت هي وشقيقتاها إلى الخرطوم حين انتقل السيد علي إلى رحمة مولاه..
تركتكم في عافية إلى أن نلتقي
عمر عبد الله محمد علي
مشاركات: 514
اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am

مشاركة بواسطة عمر عبد الله محمد علي »

[size=24]سافرت حبوبة بخيتة مرة إلى الخرطوم -ولحبوبة مسلكها في السفر الذي تخلع عنده النعلان، تلبس فيه من حياء العذراء في خدرها ما تلبس، وتضع الخمسة فوق الاثنين، لا تنبث ببنت شفة إلا للضرورة القصوى وكذلك في الأكل..سافرت لزيارة ابنها عبدالله الصوفي وأسرته، ولم تشأ أن تترك أمّي للعوز والفاقة فأعطتها مفتاح الخزنة حتى إذا احتاجت أخذت منها حاجتها..وحينما عادت بعد شهر ونصف وجدت الخزنة قاعا صفصفا ، فقد أنفقت المبروكة كل ما في الخزنة على الفقراء والمعسرين..لم تزد حبوبة على أن قالت لها :(تحرق حشاي على أحمد وعبدالله عاشة إنت حوض رملة بس) ..هو قلب الوالد لم تشأ أن تعنّفها وهي تعلم قبل كل الناس ماهي المصارف التي أنفقت فيها أمّي مال حبوبة..وقد كانت أمّي فعلا حوض رملة فكنت إذا أعطيتها مالا قلّ أو كثر، فكأنما قد دلقت في كفّها جمراً ..تنفقه قبل أن تكتحل عيناها به..فقد كنا في الغربة:أنا في سلطنة عمان وسعاد في السعودية وأحمد(الصوفي )،وسيدة في أمريكا نرسل لهم مصاريفهم لايمر على ذلك طويل وقت حتى ترسل لنا ثانية رسالة مصحوبة بعبارتها الشهيرة(نكد في ركبينا) وما كنا في مضمار أن نبقى بينها و(كد الركب) إلا خيلاً تكبو الكبوة تلو الكبوة..
كدت انزلق ، ولعلي قد انزلقت فعلا في سيرة امرأة أخرى كنت أشبهها شكلاً وتبعد عني الفراسخ فطرةً سليمةً وسيرةً عطرةً (ويداً مقدودةً)..

ضُلالة المساكين من هاجرة ومطر
العرب الهنا ووين والناس البحر
الحلب..
التّكارين..
والفي الضّيق مساجين..
محزون يا ام نظر

ذكر الابن سلمان عمر أبوشورة وهو من أحفاد حبوبة بخيتة في أحد تعليقاته أنها كانت تعطيهم الريال وهم صغار..وظني أنه لم يكن يعلم وقتها أن كباراً يتلقون عطاءها وهي تصحبهم لمشرع المركب في طريقهم للعودة من الإجازة..
كنت عندما توظفت بالتربية والتعليم أرسل لها جنيهين مع مصاريف الوالد..علمت من الوالدة لاحقا أن حبوبة كانت تجمعها وتضعها في صندوق في خزنتها وقد ذكرت لي الوالدة أن حبوبة قالت لها سأجمعها لعرسه ..قلت للوالدة خذيها وقلت لنفسي كيف أنها لو حضرت عرسي ستقلب الدنيا فرحا لا يدانيه فرح..
حضرت لحبوبة بخيتة مشادّة كان طرفها الآخر العمة عاشة بت موسى وقد كانت بينهما شراكة في بهائم..وحين اشتد الكلام خاطبت العمة عاشة بت موسى حبوبة قائلة:(يا بخيتة إنت كا نبتخوّفي الناس كلهم قايلة بتخوفيني أنا؟) فما كان من حبوبة إلا وقد جردت حسابها بسرعة وأيقنت أنها خاسرة في هذه القضية حيث أنها حملت على العمة عاشة أكثر مما يجب..فتراجعت عن موقفها..

العافية تبراكم حتى أعود بإذن الله
أضف رد جديد