حكايات من الأدب الروسي

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ÍÓä ãÍãÏ ÓÚíÏ
مشاركات: 465
اشترك في: الاثنين أغسطس 08, 2005 2:58 pm

حكايات من الأدب الروسي

مشاركة بواسطة ÍÓä ãÍãÏ ÓÚíÏ »


المحـــار



لا أحتاج إلى كبير عناء لتذكر، وبكل التفاصيل، تلك الليلة الممطرة حينما وقفت مع أبي في إحدى الشوارع التي كنا نرتادها بين الحين والآخر، وشعرت فجأة بإعياء غريب يغمر جسمي، لم أشعر بأي ألم، ولكن اصاب رجلاي الضعف، وتوقفت حنجرتي عن الكلام ، ومال رأسي بضعف على كتفي. ... وقد بدأ لي اني سوف أقع في أي لحظة وافقد الوعي.

لو اخذوني الى المستشفى في تلك اللحظة ، فسوف يكتب الطبيب على سريري : مرض سوء تغذية وهو ليس من ضمن قائمة علاجهم.

بجانبي وعلى الرصيف يقف أبي برداء صيفي رث، وطاقية مخرومة، وينتعل حذاءأ كبيراً، هذا المخلوق البسيط و الفقير، الذي أحبه بحرارة بقدر اتساخ ملبسه، قد أتي الى هذه المدينة قبل خمسة أشهر بحثأ عن عمل ككاتب. وفي خلال هذه المدة تجول في شوارعها بحثاً عن العمل . ولكن فقط في ذلك اليوم قرر الذهاب الى الشارع للتسول.

أمامنا محل كبير يتكون من ثلاثة طوابق . مزين بلافتة ضوئية زرقاء مكتوب عليها مطعم .

ظللت أحدق في أعلى المبنى ، الى النوافذ المضيئة للمطعم. التي يظهر بها مرتادي المطعم وكنت أرى من خلالها أثنين من المصابيح المعلقة .. كنت أحدق في إحدى النوافذ ، رأيت رقعة مستطيلة بيضاء ثابتة، لها خلفية بنية أمعنت النظر إليها واستنتجت أنها أعلان أبيض اللون على الحائط، شيء مكتوب عليها لم استطع تبيانه، ظللت أحدق في ذلك الإعلان لمدة نصف ساعة، بياضه جذب عيوني فاصبحت في حالة شبيهة بالتنويم مغنيسي، حاولت قراءته لكن محاولاتي اصابها الفشل.
والعربات ذات اصوات كالرعد، في ذلك الشارع شممت الاف الروائح، مصابيح ولمبات المطعم شوشت على عيوني كفعل الصواعق، وحواسي الخمسة على أشدها ، و بدأت آرى ما لم أستطع رؤيته من قبل

محار .... استطعت قراءة الإعلان

كلمة غريبة ! لقد عشت في هذه الدنيا ثمانية سنين وثلاثة شهور، لكن لم ارى هذه الكلمة من قبل !. ماذا تعني ؟ من المؤكد انها ليست إسم صاحب المطعم. فاللافتات التي بها الأسماء توجد في العادة معلقة في الخارج ليست على الحوائط الداخلية.!
سألت أبي بصوت مبحوح : أبي ماذا يعني المحار؟ وبجهد ألتفت ناحية أبي، لم يسمعني أبي . كان يركز على حركة المارة، ويتبع بنظره كل شخص. من عيونه رأيت انه كان يريد ان يقول شيئاً للمارة . لكن الكلمة القاتلة ثبتت كعبء ثقيل في شفتاه المرتجفتان ، في إحدى المرات خطأ خطوات وراء أحدى المارة لمسه على كتفه. إستدار ذلك الرجل نحو أبي وقال معذرة . تلعثم أبي وتراجع إلى الوراء.

أبي ماذا يعني المحار ؟ أعدت السؤال له

حيوان .. يعيش في البحر

فجأة تصورت شكل هذا الحيوان البحري .. تخيلته كائن بين السمكة والسرطان البحري. بما انه بحري لابد انه بالطبع له شوربة محترمة مطعمة بالشطة و مكللة بخضار أو حساء بالخل أو لحم السمك المفروم والمحمر، أو يقدمونه بارد مع الفجل.. وبحيوية تخيلت انه تم احضاره من السوق، نظف بسرعة ، وبسرعة وضع على صحن ، بسرعة ، بسرعة، بسرعة لان الكل كان جوعاناً .. جوعاً شديداً ! من المطبخ ظهرت رائحة السمك الحار وشوربة السمك البحري.

شعرت بتلك الرائحة سكنت في حلقي ومناخيري، وتدريجياً استولت على كل جسمي، المطعم ، أبي ، اللوحة البيضاء ، أكمام قميصي ، كلهم تحولوا الى تلك الرائحة بدرجة قوية لدرجة انني بدأت في المضغ . حركت فكاي وكنت أبلع وكأن ذلك الكائن البحري في فمي فعلاً.


وتراخت رجلاي من ذلك الإحساس السعيد الذي كنت أحسه، وقبضت على يد أبي حتى لا أسقط, واتكأت عليه . كان أبي يرتجف من الجوع.

سألت أبي هل يشوون المحار؟

يأكلونه حياً .. رد أبي .. هو بداخل صدفة مثل السلاحف. لكنه له شقين .

فجأة توقف تأثير الرائحة الشهية علي. الآن فهمت كل شيء!

قذارة . قذارة همست قذارة!

هذا هو المحار ! تخيلت مخلوق شبيه بالضفدعة في داخل صدفة, تحدق بعيونها اللامعة، وتحرك فكاها المقرفان . تخيلت ذلك المخلوق داخل الصدفة تم إحضاره من السوق.

كل الأطفال سوف يهربوا عند رؤيته بينما ينظر إليه الطباخ بإشمئزاز ، سوف يأخذ هذا المخلوق من مخالبه ، يضعه على الصحن ، ويأخذه الى غرفة الطعام. بعض الرجال سوف يأخذونه ويأكلونه حياً ، بعيونه، بأسنانه و أرجله! بينما هو يصدر اصواتاً ويحاول عض شفاههم.

تكدر وجهي، ولكن .. لماذا تتحرك أسناني كأنها تمضغ؟ المخلوق قذر ، مقرف، رهيب ، لكني أكلته ، أكلته بشهية ، خائف من تمييز طعمه و رائحته، وحينما أكلت الاول ، رأيت عينا الأخر تلمعان ، الثالث ، أكلتهم كلهم .. في الاخر أكلت غطاء الطاولة ، الصحن ، حذا أبي ، اللوحة البيضاء.. أكلت كل شيء وقع عليه عيناي ، شعرت بان الاكل هو الشيء الوحيد الذي يبعد عني المرض. المحار له نظرة مخيفة في عيونه ومقرف. ارتجفت لمجرد التفكير به، لكني اريد أن أأكل.!

محار! اعطوني بعض المحار! كانت الصرخة التي انبعثت مني ومددت يدي.

ساعدونا ياناس! سمعت أبي في تلك اللحظة يصيح انا خجلان من السؤال ولكن ياربي ! لا استطيع تحمل أكثر من هذا!

ظللت أنا أصيح محار .. محار.... محار و ممسكاً بملابس أبي في نفس الوقت

انت قاصد انك تريد أكل المحار! سمعت ضحكاً قريباً مني.

وقف رجلان أمام وجهي وكانا يضحكان.

أتقول أنك تأكل المحار؟ شيء مضحك . كيف تأكلهم؟

اتذكر ان يداً قوية جذبتني داخل المطعم المضيء. وبعد دقيقة كان هناك تجمهر حولي ، ينظرون إلي بمتعة واندهاش. جلست على الطاولة وأكلت شيء صغير. مملح، بملمس لزج . أكلت بنهم بدون مضغ، بدون النظر ومحاولة اكتشاف ما أأكل . تخيلت انه بمجرد فتح عيوني ، سوف ارى عيوناً لامعة, مخالب، واسنان حادة.

وفجأة وجدت نفسي اعض شيئا صلباً، وكان هناك صوت قضم

ها ها! انه يأكل الصدف أيضاً ضحك المتجمهرين . صبي غبي تعتقد انك تستطيع أكل ذلك أيضاً . بعد ذلك شعرت بعطش شديد. كنت راقد في سريري ، ولم استطع النوم بسبب سخونة في المعدة وطعم غريب في فمي .

وقال ابي : اعتقد انني مصاب ببرد , لدي شعور ان هناك شخصاً يجلس على رأسي، هذا من عدم الاكل طوال اليوم، انا فعلاً رجل غريب وبليد. .. رأيت هؤلاء الاشخاص يدفعون عشرة جنيهات للمحار. لماذا لم احاول سؤالهم تسليفي شيئاً؟ كان يمكن أن يعطوني شيئاً .

عند الصبح ، نمت وحلمت بضفدع في صدف يحرك عيونه. وفي منتصف النهار صحيت بالعطش ، وبحثت عن أبي . مازال يمشي هنا وهناك ويحاول السؤال.

انطون تشيكوف
ترجمة حسن سعيد
صورة العضو الرمزية
ÍÓä ãÍãÏ ÓÚíÏ
مشاركات: 465
اشترك في: الاثنين أغسطس 08, 2005 2:58 pm

مشاركة بواسطة ÍÓä ãÍãÏ ÓÚíÏ »

من أشعار ألكساندر بوشكين
ترجمة حسن سعيد



كالضوء الساحر

عذوبة طلتك أمامي

يدنو طيفك امام عيوني

لكني تحت الحبس و الضجر القاهر

مرت تلك العاصفة الهوجاء

حاملة لنداوة صوتك

حلمت بطلعتك وانا ساهر

يمضي الوقت يغلي وجداني ثورة

و الحب تلاشى بفعل الريح الغادر

عذوبة صوتك انستني تلك العاصفة الهوجاء

وقداسة محياك الزاهر

حبيس في العتمة والوحدة تمضي أيامي قطرة قطرة

بلا إلهام

بلا حب ودمع نادر

وحين أتتني لحظة صحو

كنتي أمامي

هدير جداول

ومضة إشاع ساحر

مسلوب القدرة قلبي

أصبح بالخفق يجاهر

فاض وجداً وخشوعاً

غمرت عيناي بدمع وافر




بوشكين في المنفى (بلاد المسلمين في الجنوب)

على ضوء المغيب أو إطلالة الفجر

رذاذ أمواج تتحطم على الصخر

في شاطيء خاو

وفي أعلى السماء بادي التوهج ذلك القمر

والمسلم في حرمه يقضي أيامه مرحاً


تلك المنجمة باركتني

وبحميمية سلمتني

تعويذة وقالت لي

عافاك الله من أهوال الدهر

ورجتني

حافظ على هذا الحجاب

يحميك من الغدر

لا يحميك من موت

أوريح

لا إعصار ولا مرض

ولا يهبط عليك بفضله

مال من الشرق

ولا تنال به رضاء شيوخنا

ولا يفيدك في سرعة الترحال

من غربة الى وطن

من الجنوب الى الشمال

لتعانق الأحباب

ولكن عزيزي

كلما لاقيت عينا كلها مكر

تسدد إليك ذلك السحر

او في الظلام

حين ترى تلك الشفاة تتأمر

لتجود بالتقبيل

وليس فيها للحب من أثر

حتى لا تكون لهذا الذنب مغترف

وتنال جرحاً جديداً للقلب ليس مغتفر

من الخيانة والنسيان

تحميك تعويذتي ياإنسان!

مترجمة من النص الإنجليزي أدناه

Where the sea forever splashes
By a desolate rocky shore,
Where the moon more warmly glimmers
O'er the mellow twilight hours,
Where the Muslim in his harem
Spends his days in revelry,
There, a sorceress caressed me,
Handed me a talisman.

With caresses she implored me:
"Guard this talisman for me:
It contains mysterious power!
Love has given it to you.
It can spare your soul, my dear,
Not from illness nor the grave;
Not from hurricanes or tempests
Will it offer you protection.

It will not bestow on you
Riches from the Eastern world,
Nor will Islam's acolytes
Pledge themselves to you for it.
Home from melancholy foreign lands
From South to North
To the embrace of friends.
This my talisman won't rush you.

But whenever cunning eyes
Cast a sudden spell on you,
Or, in darkness lips conspire
To kiss you without any love,
Then, my dear, from such a crime -
From a fresh wound to the heart,
From betraying, from forgetting
My talisman will
أضف رد جديد