حول إكتشاف أن الأسرائيلي هو الصديق وقت الضيق

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
ماجد السناري
مشاركات: 13
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:26 pm

حول إكتشاف أن الأسرائيلي هو الصديق وقت الضيق

مشاركة بواسطة ماجد السناري »


يا لبراعة الإكتشاف عندما يكتشف البعض علي درب تطوره الفكري والنضالي حقيقة أن الإسرائيلي ماهو إلايهودي طيب ابن طيب وأخ في التوحيد بل أكثر من ذلك شريك غيبناه معمّيين عن النضال المشترك من أجل الحرية والديمقراطية و حقوق الأقليات صفاً واحداً متحداً ضد العنصرية والطغيان كم.. آه من إنبلاج الحقيقة فقد بان أن ما يجمعنا به أكثر مما فرقنا ... يا لبساطة المفارقة وسهولة الإختيار

كما تفشل آلاف المحاولات تنجح عفواً إسرائيل في ممارسة التضليل بما يعمي عن جلاء حقيقتها وهي تسوق نفسها هنا وهناك. كانت الدولة الصهيونية كذلك علي قناعة دوماً بوجود إنتهازيين في قصر قامة سعد حداد الذي لم يتردد في بيع الوطن باسم الدين، ففي عام 1954 حين كان الرائد سعد حداد لا يزال طفلا ولم يصبح بعد الدمية الدموية في يد بيغن ، وضع موشيه دايان مخططه كما يعرضه موشيه شاريت رئيس وزراء إسرائيل الاسبق في يومياته(16يونيو1955ص997). كان في رأي دايان ان الامر الضروري الوحيد كان إيجاد أحد الضباط ويكفي أن يكون مقدما-فإما أن نتوصل إلي إقناعه- وإما أن نشتريه بالمال ليوافق علي إعلان نفسه حليفاً للشعب الإسرائيلي الطيب ومنقذا للمسيحيين الموارنة بعد توهانهم سنين عدداً ينافحون عن مصالح ليست مصالحهم وأجندة هي أجندة العرب المسلمين الذين إستمرأوا بيع القضايا ، مضي أكثر من ذلك بإعلانه خلاص الطائفة علي يد الجيش الاسرائيلي الصديق الذي لا بد له أن يدخل إلي لبنان لاقامة نظاما مسيحيا يكون حليفا للصهاينة وينضم بالاراضي الواقعة جنوب الليطاني بأكملها لاسرائيل...
بالطبع إن مشروعا بهذا الاتساع مع الدعم اللامحدود وغير المشروط الذي تقدمه اميركا كان قد يؤدي لتلاطما لا مفر منه بين مجموعة دول العالم الثالث مما قد يؤدي إلي تشابك مرعب يهدد العالم ولكن لم تنجح الخطة كما خطط لها رغم وجود شخص في إنتهازية سعد حداد أوغيره في الخط الجاهز للصفقة . الصفقة تحت أي شعارفإذا سعي حداد باسم الدين ليغتال الوطن ،فإن عناصر المقايضة لا تقتصر علي قيمة محددة فالعرق أو الأرض قيم أخري في سوق التقايض السياسي لمن يسعي دون وعي أو ربما بوعي لإدراك النتيجة نفسها. في سوق التداول النضالي تتوفر الصفقات لفركشة المناضلين وفتق الأحزاب وهو أسهل معبر لتخريب القضايا وهدر النضال.. .في زمن القطب الواحد تتقدم الثقافة الإمبريالية في إختراقاتها إلي الحد البعيد لايكفيها قطع مسارات التطور الطبيعي علي مجتمعاتنا وإلحاقنا ببنية شائهة تدور في حلقات مفرغة فلا تثمر تناقضاتها المتكررة غير الفقر والحرب والموت بل تتمادي في تمييع صراعاتنا من أجل الحق في الحرية والديمقراطية والتخلص من حلقات الدوران المفرغة عبر توظيف كل الوسائل في دعم الأوضاع القائمة علي سؤءها ما دامت توفر أي حد من الإرتهان ثم تسعي لتخريب المناضلين ووصلهم بالأجهزة والمؤسسات المشبوهة فينفتح لها باب التبعية السهلة للمصالح المتواطئة لصالح الهيمنة الخارجية . قد يسعي البعض لتسويق كذبة أن اسرائيل مستقلة عن الحركة الإمبريالية متعامياً عن العلاقة العضوية والإستراتيجية والتي تفرد المساحات للرأسمالية اليهودية المشاركة في الهيمنة علي الإحتكارات المالية علي مستوي العالم داعمة للكيان قليل العدد عظيم العدة في تكريس مصالحه التوسعية النهمة . هل لايدري البعض حقاً أن الإسرائيلي الذي يتركالغرب برفاهه ليلتحق ويلتحف بأرض الميعاد لا يختلف عن بن لادن في الإيمان بإيدلوجية تدفعه لترك الرفاه نفسه ملتحقاً بالكهف لتحقيق الدين أو تفجير الدين. إنها أرض الميعاد وإنه شعب الله المختار. الشعب الأول والأولي علي ما عداه.. كيف نتوه عن ذلك ونظن أننا يمكن أن نخدع الآخرين أيضاً كي يؤاخي كلانا الشعب المختار علي أحلام حسن الجوار ونحن لحظتئذٍ نتشدق بالنضالات الأعلي صوتاً . إن مما يطمين أن الشعوب محصنة ضد هذا وإذا أردت ان تختبر الحقيقة ما عليك إلا أن تنظر في تجارب من سبق أو أن تجري تجربة صغيرة مثل أن تكتب علي بضاعتك صنع في إسرائيل ثم تنتظر حظك في السوق .
لا ينتبه كثيرون إلي أن أهم أهداف وخطط الصهاينة اليوم بعد سلب الفلسطينيين وقمعهم هو تفكيك المنظومة الداعمة لهم خاصة بعد أن فقدت قواعدها في إيران وبدعم مالي و فني مباشر من اميركا فشلت خلاله في تنفيذ الخطة في لبنان ووصم المتعاونين معها بالخونة والمنبوذين ولكن إسرائيل وبتسهيل إمريكي لا تزال تترصد بؤر الصراعات ومواطن الاقليات لفتح ثغرات تتمكن معها من التخطيط لموطئ رجل مستقبلا ، وقد لفقت إسرائيل لحدودها في المراجع التوراتية في التكوين العدد(34،5،5) لتصبح من نهر الفرات الكبير إلي نهر النيل .نحن لا ننطلق من موقع ديني أو عرقي شيفوني حين ندفع بأن مشكلتنا مع إسرائيل هي مشكلة أي مثقف حر مع كل كيان إستعماري توسعي تتناقض إبجديات وجوده ووجودنا علي المصالح أجمعين.

إن الإنهزام النفسي ليس مبرراً للإلتحام بالبنية الإمبريالية الصهيوية أمل الإنتصار بها. لا تسمح بذلك أي من حجج النضال قومية كانت دينية كانت وطنية كانت حتي لو كانت تناقض في شعاراتها وسلوكها شعارات وسلوك التداعي الإمبريالي الصهيوني لأنها عملياً تتلاقي وتتناسق معه . أن الثقافة الإمبريالية الصهيونية كانت دوماً ثقافة القمع والقهر والتسلط ، ثقافة الإبتذال والتعتيم والتسطيح ثقافة العنصرية والطائفية والتضليل. إن الفكر الصهيوني فكر يترصد بأي نزعة للتحرر الوطني والأجتماعي ولا يؤمن بالتآخي أو السلام. فكر يسعي للفتنة والمؤامرات وتأجيج الحروب وتخريب الضمائر. أقنعت واشنطن من قبل خليفة القائد الإشتراكي جمال عبدالناصر المنظور الرئيس أنورالسادات بطلاق الشعارات المجانية والإندياح في فلكها لأجل التطور الحقيقي واللحاق بالعالم المتقدم. قبل السادات وشبك مؤسساته في المنظومة الجديدة وحول المنابر وجهز الأجهزة لتجهز الجماهير للثقافة الجديدة ثقافة الغزوة الإمبريالية الصهيونية، ثقافة إختراق الضمائر الوطنية الحرة لتهيئة مصر لإستقبال الثقافة الصهيونية المتدثرة بثوب الأخوة وحسن الجوارفحلت الفتنة والتردي ليس في مصر وحدها بل في المنطقة أجمعين . بلل الريس مثله مثل غيره جمر المصالح التاريخية بندي التآخي الثقافي بعد تجهيز الوعي الجمعي لإستيعاب الغزوة.. وصرح بأن الخلاف بيننا وإسرائيل لا يتعدي الخلاف السيكلوجي (وبعده صرح وزير خارجيته سراً :هو إحنا حنفضل طول عمرنا نحارب من أجل العرب آن الأوان نشوف مصالح مصر) وبالفعل بدأت خطوات إستزراع وإستحصاد فإستبلاع الصهاينة فكراً ومؤسسات وعلائق في التربة المصرية. وما كان من هذا الشعب الحر إلا أن يتقيأ ما زرعوه مع دجاجهم الفاسد . عزل الشعب الأعزل دلالي الصفقة الرخيصة ولم يبقي لهم غير السفارة جديدة. كان للمثقفين المصريين سوي قلة علي رأسهم عصبة كوبنهاجن موقف أشرف به من موقف دليّ ما بقي من ستر علي عورة مصر الساداتية.

نعم في هذا العصر الإمريكي الجميل تسعي مركزيتها المتفاقمة لتكييف العالم كله علي الترتيبات الجديدة ، والهويات الجديدة ، والجيوبوليتك الجديد بمنظماتها الجديدة ، وشركاتها الدولية الجديدة ، والتجمعات والروابط الطوعية الجديدة ، المختلفة عن الحركات الإجتماعية التحررية والمكبوحة بمركزية الأمن في إهتمامات دولنا المتبعة لأمد طال.

إن من أسوأ ما نجم من تحولات في أعقاب زوال الحرب الباردة هو الإضطراب الحالك في المصطلح إبتداءاً من تعابير حياتنا اليومية وإمتداداً للمصطلح الثقافي الأجتماعي السياسي الرابض في حضن معارك الإنعتاق البطئ من ربقة النموذج الغربي.. الآن تتداول مصطلحات علي نسق الأخوة في الجنس البشري الواحد والتعاون الإنساني لأهداف سامية وعون المتضررين في ظل الحروب والأنظمة الفاشية. أي السعي لمصالحات تاريخية ضمن صراعات هي في أصلها صراعات وجود وبقاء ، صراعات علي أراض ومياه وثروات..حاول مفكرون غربيون حفر اللغة وردم الوعي تكريساً لإستيعاب مشاريع الأمبراطورية الجديدة و ترسيم جيوبوليتك لا يزال معلقاً في الهواء فوصف هنتجتون وجود الأحتلال الصهيوني بالمولود المتشرعن الذي لا تهدده سوي التباينات الثقافية الحضارية مع جيرانه والذين لا مناص لهم من التعايش معاً في ظل المصالحة الدائمة لا المصالح التاريخية. أننا عندما نتحدث عن مصالح تاريخية نتحدث عن ما هو أسبق من و محتوي في الوقت عينه للأنظمة القائمة فالتحديد المؤدلج للهوية لا يرتبط كثيرا بمتغيرات المجتمع والتاريخ . إنه لمن المهم جداً أن نفهم موقعنا من هذه المصالح وموقعها منا. نعم الأخوة الإنسانية عميقة عمق الحضارات وكانت دوماً هي حافز التعايش بين الناس بمختلف أديانهم وألوانهم ولا زال بعض اليهود يتمسكون بمواطنتهم في دول تحارب الدولة الصهيونية وبالأمس فازت يهودية بحرينية بأصوات البحرينيين المسلمين في البرلمان الجديد.لقد كان هنالك دوماً التزواج والتجانس والتداين . نعم للخوة مع الإنسان ولكن أيّ خوة مع المستعمر ؟؟ منذ أن أتي اليهود للمنطقة بالوجه الصهيوني ، يقتطعوا منها ويتوسعوا فيها صارت حدود التواصل حدوداً دموية ولم يكن للتواصل قبل ذلك أي حدود دموية ، فالحدود الدموية نشأت مع من إقتطع الارض وحجب الماء فتعمقت فجوة المصالح. ولذلك يجدر أن نؤكد علي تمييزنا الدقيق هنا بين الحركة الصهيونية واليهود والذين بعضهم مضطهدين اليوم حتي داخل الدولة المحتلة . رغم محاولات الصهيونية إدخال نزعة في فكرناالسياسي بأن الصهيوني مرادف لليهودي وهو غير سليم والمشروع الصهيوني لم يبني أساسا علي أوصافا يهودية بقدر ما بني علي أوصاف مسيحية بريطانية وبعضها سمي المسيحية الصهيونية ، و مع بروز المشروع الصهيوني حاول إلحاق كل اليهود وتهجيرهم إلي أرض الميعاد وبناء هذي الجدار الكثيف من المصالح المتعارضة تعارضا دمويا
أن صراع الوطنيين ليس فقط ضد الأنظمة العميلة الجاثمة علي صدر الوطن بل قبل ذلك ضد الحركة الإمبريالية الصهيونية . وهو ليس عداوة عابرة يزال إلتباسها أويتم تجاوزها عبر عون إنساني أو جمعية صداقة أوغيرها من فلكلور النوايا الحسنة هنا أو هناك تسعي لإقصاء العامل الاجتماعي المشخص للصراع التاريخي بين عالمين (إمبريالي وتابع له) وبين هويتين كي تفضي في النهاية إلي مصالحة تاريخية .
بعدما تنزع الحوامل التاريخية من هوياتها .إن الخطاب الثقافي الساعي لتسويق المساعي الإمبريالية الصهيونية في بؤر الصراعات ذات السمة الاثنية مستبلهاً جمهوره بحالة العنت( الحرب والجوع والقمع السياسي) التي يفترض عندها إدارة حوار مفتوح حتي مع الشيطان وإزالة كل إلتباسات القطيعة السابقة البسيطة والثانوية.إنها كانت فقط عقداً نفسية وما علينا الآن إلا أن نكتشف كيف نتآخي .

هل حقيقةّ القضية الفلسطينية هي قضية العرب وحدهم . لماذا وقف شومسكي الإمريكي ذو الأصل اليهودي يدافع عن مانديلا ويفاطع العالم جله الأبارتيت. هل ننفي أي حامل إجتماعي في المكان والزمان . في التاريخ ، و في الثقافة لمعاني النضال والمقاومة ضد الإختراق الصهيوني؟ وهل كان الايرانيون والباكستانيون والنيجيريون عرب حتي يفهموا موقعهم كعدوا إستراتيجي لهذه الظاهرة الاستعمارية التوسعية ؟ أما أن فهم المصالح يقتضي إنحسارا داخل هوية ما كان موقفنا منهاإلا إلتباسا ثقافيا قد نتجاوزه بحوار أوتحالف بعد تنظيف الذاكرة من مصطلحات الكراهية وزيف حكايات الإستعمار . كيف ذلك و حكاية التغول الإمبريالي الصهيوني علي أوطاننا ووعيننا هي حكاية القرن العشرين كله الممتدة حتي يومنا هذا. قامت لصهيونية علي أسس سياسية وأكتشفت فيما بعد خارج الحقل اليهودي وعبر مجموعة من منظريها أن الطريق التوراتي يمكن أن يمثل ركيزة لها ، حيث أن في العهد القديم هنالك الكثير مما يمكن أن يمثل مقدمات لهذا المشروع الصهيوني، لكن المشروع الصهيوني بالاصل ليس مشروعا توراتيا ، بل إكتشف التوراة لاحقا ، بل أن مؤسسه هرتزل لم يكن قد قرأ العهد القديم ولا مرة واحدة قبل إنشاء مشروعه ،لأنه كان علمانيا ولم يكن يعرف العبرية ، إذن من هنا يمكن نفهم ضرورة التقريق بين الثقافي والايديولوجي ، القضية هي الصراع المصيري بين إسرائيل والعالم الحر. إن طبيعة ومنطق أي عمل وطني إنه عمل غير إنتهازي تبريري ومهما طوقته الأزمة لا يطرح ولا يلتزم غير الصفة الوطنية .لكن عندما تتقطع به السبل وا يصبح الحافز الإمبريالي أشهي عنده من حافز الصمود يصبح عنده ترس في طاحونة العدو ويصبح جزء أصيل في أي هزيمة أكانت هزيمة الذات أو الوطن أو العدو.. والعدو الأكبر هنا هو الأمبريالية الصهيونية بمصالحها الشرهة وآلتها القمعية . كيف تحارب الأصولية بفكر إصولي والفاشية بفكر فاشي والقهر بفكر قهري مستبد. إن من يحاول زراعة إسرائيل في وطنه لن يجد تربة صالحة لنموها ولا حتي ماء يسقي نبتة شعب الله المختار.
أضف رد جديد