محنة وثلاثة وجوه. قضية الوحدة و الانفصال

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
الفاضل البشير
مشاركات: 435
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:56 pm

محنة وثلاثة وجوه. قضية الوحدة و الانفصال

مشاركة بواسطة الفاضل البشير »

محنة وثلاثة وجوه
السلام علي الجميع و التحية للجميع.
دعونا معا نستبشر بقدوم هذا الموقع الإلكتروني. واعتقد أن خصوبته رهن بحماس المشاركين فيه.
و أتكلم لكم الآن عن محنة وثلاثة وجوه.
1- الوجه الأول
لاحظ الأخ الحسن احمد صالح في نقاش معه, إن تكوين المشاركين في منبر السودان للجميع لا يفي ديباجة الموقع حقها. فهو حتى الآن ليس موقعا لجميع السودانيين.
وطبعا هذه محنة. غير أني فكرت لاحقا آن مسئوليته هذا السؤال تقع علي جميع المشاركين في المنبر. و حتى غير المشاركين. هذا السؤال جوهري فيما يتعلق بمعالجة علاقتنا مع المثقفين من الجنوب والجبال وغيرهم.
اعتقد إن مطابقة هذا الموقع مع ديباجته مهمة شاقة. ولكن لماذا لا يواجه الناس مهماتهم الشاقة؟
اقتراحي في هذا الصدد هو أن يتكلم المشاركون عن هذه المسالة. وسترون أن غموضا كثيفا سينجلي.
واضح أن اختيار الاسم لم يكن مصادفة .فنجاة وبولا وحسن صاغوا صياغة مدروسة باسم السودان للجميع. و وضعوها كالكي في موضع الألم. السودان للجميع اسم الموقع , لكنه متقاسم مع كل لواء يرفض التمزق والهزيمة.
فلن تحل الهزيمة.
هل تحل الهزيمة؟
هل هذا معقول؟
هل معقول أن تصبح نجاة وبولا وحسن والحسن أولاد عرب؟
و صالح كاكي هل يصبح عبد؟
صالح كاكي عالي الاستنارة في مشكلة جبال النوبة. وهو مدافع مؤسس عن المصالح و عن الثقافة والتاريخ الخاص لجبال النوبة. لكنه يدرك ميزات الوحدة ويدافع عن التعددية.-لحسن الحظ اسمه وارد ضمن المشاركين في المنبر.
طبعا ندرك التطابق في موقف صالح وموقف بولا - في الجانب الأخلاقي والاستراتيجي علي الأقل.
نأتي للفارق بينهما وهو أن صالح مستوفي للشرط العرقي. صالح يتكلم من الداخل.
اخبرنا الأخ صالح أن بولا تحدث في ندوة وقدم ورقة بعنوان العبد في الثقافة السودانية.
قال صالح إن الورق كانت صدمة للحاضرين فتحرجوا و نظروا طويلا إلى الأرض . هذا كلام صالح.
يتضح من هذا أن المبادرة أصلا تمت من قبل بولا . وسمعنا بلقاءات تمت بين الخاتم وعدد من المثقفين الجنوبيين. وطبعا هناك إسهامات أخرى.
السؤال هو كيف نجمع هذا الميراث القريب ليدفع بقوة ليحقق أهدافه.
كأننا نبتدر النقاش بهذا, لكن ليس من سقف لمشاركة المشاركين إلا الهدف النهائي نفسه.
الهدف النهائي هو كيف يكون-منبر السودان للجميع- منبرا لجميع السودانيين. سؤال موجه لكل المشاركين في المنبر و حتى غير المشاركين. كيف تتوازن في منبر السودان للجميع, أعداد المتحدثين من الداخل- من داخل الثقافات المتباينة؟


2-الوجه الثاني
كتبت مقالا بعنوان- الخرطوم عاصمة للثقافة العربية نداء للمثقفين العرب- أعلنت فيه انقلابا علي النداء الرسمي. أوضحت في المقال أن هناك أسبابا عديدة تجعلني اعتقد أن للمثقفين العرب دورا ومسئولية في دعم التعددية في السودان.
فهذا العام 2005 بالذات منذ السرمد , منذ الخلية الأولى وانحسار طوفان نوح ما كان له إلا أن يكون عاما لتكون فيه الخرطوم عاصمة للثقافات السودانية- وليست عاصمة للثقافة العربية. في هذا العام تم اتفاق لوقف الحرب, لكن الاتفاق أفضى إلى خطر عظيم علي وحدة البلاد.
وهنا يبدو للوهلة التقليدية الأولى أن المسالة هي إقصاء للمثقفين العرب والثقافة العربية و الإسلامية. ولكن العكس هو الصحيح. العكس هو الأكثر غني وثراء .
فللمثقفين العرب دور و مسئولية واضحة في دعم هذا الخيار. وذلك للأسباب الآتية.
أ- التعددية نفسها قيمة إنسانية أخلاقية عالية لا يمكن أن يكون موقف المثقفين العرب منها موقفا سلبيا.
ب- أصلا يواجه العرب هذا السؤال في علاقتهم مع الغرب و العالم.
ت- يوجد في السودان ثقافة عربية و إسلامية لا يمكن للعرب أن يتجاهلوا مصيرها.
ث- توجد مساحة واسعة من أمة العرب داخل إفريقيا تستسلم استسلاما واستعلاء وعجزا لقطيعة أبدية مع إفريقيا.
ج- تمكن المثقفون العرب من تطوير جملة من المفاهيم في تناولهم لعلاقتهم مع الغرب.وفي تناولهم للعولمة .هذه المعالجات تشكل أساسا جيدا يمكن أن تبني عليه معالجة أخرى تتلبس الحالة السودانية.

مثلا فقط مثلا لماذا لا يقترب الدكتور سمير أمين بنظرية الهامش والمركز لمعالجة السؤال السوداني.
و منتدى الفكر العربي الذي يرأسه السيد الأمير الحسن نحسب أن رسالته تضعه أيضا في المسئولية تجاه القضية السودانية الراهنة. و جامعة الدول العربية, واليونسكو العربي.
وكان اقتراحي أن ينشا المثقفون العرب أداة مشتركة ثابتة مع المثقفين في إفريقيا. تكون هي أداة حوار وتشكل دائرة محيطة تغذي الحوار الداخلي بين السودانيين. يعني أنها تغذي حوار التعددية بالداخل.
هكذا تكلمت. اعتقد إن أفكاري وجيهة أليس كذلك؟. ولكن ما الفائدة . إذا انتبهنا إلى دائرة الداخل فلن نجد لها وجودا . و لا يمكن بالتالي أن ينشط المثقفون العرب قبل وضوح مبادرتنا بالداخل. فلم انشر هذا النداء للاخوة المثقفين العرب.

3-الوجه الثالث
احتمالات الوحدة و الانفصال. هذا الكابوس.
وهنا مرة أخرى نعتقد أن ديباجة هذا المنبر الإلكتروني السودان للجميع في ظاهرها وباطنها تستفز المثقفين السودانيين لمعالجة تلك المحنة.
في هذا الصدد أعتقد –أيضا- أن علي القوي السياسية السودانية المعارضة أن تقترب من منابر المثقفين. من منبر السودان للجميع أو المنابر الأخرى.
في اعتقادي أن المسائل تعالج فكريا وبالتزامن يصنع منها صف وطني وحدوي متماسك. فالقوة هي الشرط اللازم لجدوى الأفكار. هكذا تقول اللحظة التاريخية فيما اعتقد.
في ندوة السيد الصادق المهدي في باريس جرى نموذج مصغر لهذا . كمشروع حوار تساءل د.بولا عن نضج التصورات حول التعددية في حزب الأمة. أوضح السيد الصادق الاجتهاد النظري للإحاطة بأسئلة التعددية والموقف من الآخر و من الثقافات الأخرى غير العربية والإسلامية-ذلك داخل حزب الأمة. الندوة تناولت تناقض حكومة الإنقاذ حول مبدا السيادة- فرطت في السيادة عندما تعلق الأمر بكل السودان. تباكت علي سيادة لم تكن موجودة عندما تعلق الأمر بخمسين شخصا. الندوة أصلا كانت عن تداعيات القرارات الدولية بخصوص الجرائم في دارفور.

في هذا الصدد-أي الوحدة و الانفصال- صرح ياسر عرمان مسئول الحركة- أن 90 بالمائة من عضوية الحركة انفصاليون.
طبعا هذا التصريح من قيادة الحركة هو تصريح شمولي. وضع حركة المثقفين الجنوبيين خلف ظهره,خلف ستار حديدي أو قل في منطقة مقفولة من جديد كما فعل الاستعمار سابقا. وبهذا تضاعفت صعوبات الاتصال بين المثقفين الشماليين و الجنوبيين في ميقات الحاجة الماسة لذلك التواصل.
المعوق إذن هو ان انتباه وأولوية و شهية الحركة أصبحت موجهة لتكريس السلطة والثروة. والنموذج الأمثل في هذا الذي تحتذي به الحركة هو-بالطبع الطرف المفاوض الآخر حكومة الإنقاذ.

السؤال-كيف يقاوم الانفصال؟ كيف يتوحد الوحدويون لمعالجة المحنة؟
المفتاح هو انتزاع حق الحوار بين القوي السودانية الشعبية المختلفة. هذا النطاق هو مسئولية القوي السياسية المعارضة .
ولكي نشتق من هذا اقتراحا يتناسب مع طبيعة موقع السودان للجميع,.نعود ونقترح أن يساهم المشاركون في دراسة وتحويل الموقع ليكون للسودانيين جميعهم.









المنهج المدرسي التعددي
الاقتراح هو أن تصوغ لنا الكفاءات العلمية في بلادنا منهجا مدرسيا تعدديا. يمكن أن يكون الشكل سمنارا أو مؤتمرا أو أي مبتدع آخر يصل إلى النهاية المرجوة . اعتقد-كتفصيل من هذا- أننا نحتاج أن نري رأي العين عشرين أو ثلاثين حصة مدرسية تعبر عن ذاك المغزى.
يبدو أن الترتيب الطبيعي للوصول لهذا المنهج التعددي يحتم أن يكون مسبوقا بشرطين. الأول هو إنجاز دستور تعددي. والثاني هو النهج الاقتصادي المتوافق مع ذلك الدستور.
لكن هذين الشرطين غير متوفرين الآن .لهذا أوضح فيما يلي المبرر لقبول انقلاب في ترتيب تلك الشروط.
1-أولا وأصلا القوة الوحدوية الوطنية تعمل في واقع صراع وتحتاج تفصيلا في برامجها بدلا من التعميم.
2-المنهج التعددي المدرسي هو الاختبار الحاسم والقاطع لكل أطروحة تتحدث عن الديمقراطية واحترام الهوية واحترام الآخر.
3-المنهج المدرسي هو أيضا اختبار للمكن وغير الممكن لدعوة التعددية في اصلها. ذلك بالنسبة لواقع السودان.
4- أيضا عندما ينجز المنهج المدرسي يكون سلاحا قوي التأثير في المعركة. نفس المعركة التي تقصد أن تصوغ دستورا تعدديا.
5- وبما يمكن إنجازه في هذا الصدد,نكتسب كلنا وضوحا حول وتيرة التطور و المستقبل والوحدة.
أضع هذا أيضا أمام المشاركين في منبر السودان للجميع, ومعهم كل الحريصون علي مبادئ الديمقراطية والحوار والوحدة.
أضف رد جديد