أجهش معكم بضحك مرير...

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
تماضر شيخ الدين
مشاركات: 356
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:14 pm
مكان: US

أجهش معكم بضحك مرير...

مشاركة بواسطة تماضر شيخ الدين »

قال للمذيع فى تلك المقابلة التى اجراها معه عن سر اختياره للتمثيل وانتشاره وذيوع صيته، بعد ان ادار عينيه الكاميراتيتين:


اصلو ا انا أمى كانت بتدعينى لما كنت صغير بتقول لى : الله يفرج فيك خلقو .... اهو الناس كلها بقت تتفرج على...

عيناه تدوران دورة كاملة بعرض الصالة وعرض الشاشة ...لانه ممثل يعرف ما يريد ...... الانتباه كل الانتباه ثم تستقران على الضحية ـ القلب، بعدها يرسل قذيفة ..مفاعلة الضحك

مؤكد عليها انها "ستقطع امعاءهم" من فكاهتها ...ولن تنسى ...


تستدير عيون بت قضيم امرأة ثقافة المركز السودانى، وهى تجمع طرف ثوبها تحت ابطها وتتصنع الجهل بما تقول وطاااااخ استغفرتك يا مالك روحى ..ويكون نصف الجمهور قد وقع فى البعض وسال الدمع على الوجوه من شدة الضحك...لا تهتز هذه المرأة وبعض اسنانها نمفقودة لموت الجمهور من الضحك بل تمضى تصلح من احجبتها ومفاحضها ..ولا يجرؤ احد ان يراها غير امرأة ثقافة المركز المسنة ...ذات القضية الجريئة والحوار الداخلى الذى لا ينفض مع جنس الذكور ولا معقولية تركيبته العقلية....


العيون نفسها تستدير من ركن الصالة الايسر الى الايمن غاسلة غبار الانتباه وبعدها يقول العجب ...ابن المجتمع المدنى الذى يضيق واقعه بامكانياته ومهاراته ...ولا يخبو له أمل قط :

لودايرنى انت التجينى ....وأنا ارأسك وأرس العينك ....ياتافه..

وتتقطع مصارين كثيرة ...ويفتفت الغالبية فى كراسيهم او مضاجعهم اذا كانوا فى منازلهم ويخلد العجب ......او مواقفه من استدارة عيون ذكية ...لممثل يعرف ما يريد ....


وكرتوب عجوز ثقاافة المركز ...وأم سكاسك ...العجوز المتصابية ...كلهم يديرون عيونهم ويلقمون الجمهور قذائف فكاهية ويخلدون ...


فكيف لا تخلد انت يا مبدعهم ....ياوالج القلوب ...يا ثائر الفن ...يا من لم تتوقف عن ادائك ولا عن عروضك حتى بعد ان توقفت الخرطوم عن العطاء ..!!!
عندما جئنا الى المعهد العالى للموسيقى والمسرح وفى محاضرات المسرح السودانى ..او فى محاضرات التمثيل... وورد ذطر المسرح النمطى والشخصية النمطية ...بدأنا نظن انها حالة فاشلة من حالات الممثل...وكلمة " نمطى" نفسها تستبطن الفشل ....ولكن الامر معك كان مختلفا ..

فالحالة المبدعه هى ان يأنى الممثل بالشخصية من بين جدران النص ..ومن رموز الحوار..و ينفخ فيها الروح

التى تختلف عن حالة التشخيص النمطى ...فهناك شخصية سبق اعدادها ...تتوقف حيث تعبرها الاحداث والمواقف ...كالريح تعبر حقلا من السنابل تهدأ الريح وتعود السنابل الى سكونها ...

هذه الشخوص التى ابتدعتها ...لم تتوقف عن النمو والتطور ...ولم تتوقف عن الحياة ..فقد كانت كالسنابل التى تحاور الريح وتلاعب الهواء وتطرح الاريج وتعطى القمح وتهب .الحياة ...كل يوم والعجب فى شأن كل يوم وبت قضيم فى قرضمة جديدة وكرتوب على قلة طرقك له كل يوم هو فى " حجة " جديدة من حججه الملتوية واشتباكاته التى لا تحل له عقدة ....
شخوص من قلب المجتمع ...مرآة له ... ومواقف متعقدة بمثل ما تتعقد اسباب الحياة ....

لكن الاهم من ذلك انت الممثل الكاتب المخرج المنتج يا ....الفاضل سعيد ...كان هناك ريح لا يسكن اسمة "مسرح الفاضل سعيد...." ...متى سمع بك الناس انهمروا فى اتجاهك ....وازدحموا فى قبالتك طالبين الضحك غاسل القلوب بعد ان عرفت الحياة الضنكة والممارسات الحمقاء كيف تحول الجمهور الى مخلوقات بائسة ..قلوبها دفنت فى غبار كثيف من المأساة .......تستدير عيونك عرض الصالة وترسل قذائفك المزاحية العاصفة... ويعودون الى بيوتهم "الله يجازى محنك يالفاضل سعيد" ...

عندما ذهبت فى زيارة الى الوطن بعد غياب ...قبل ثلاث سنوات ...هرعت الى قبيلتى "قبيلة المسرح " اتحسس حالهم ...قال محدثى شيئا اعتبرته تدوينا للتاريخ ...قال ان المسرح خامد والممثلين يعانون من شطف العيش وملاحقة النظام او تدليسه لقضاياهم ...وان اغلب العاملين بحقل المسرح هجروه او يكابدون من اجله ...قال "الا الفاضل سعيد" بعدها اضاف ان جمال حسن سعيد مازال نشطا و ان فرقة الاصدقاء تحاول لتثبيت عروضها فى مسرح خاص بها ...

لكن اهم ما فى التدوين اليوم هو "كلام الاول ما بتحول" ......الا الفاضل سعيد ...يفتح خشبة كل مساء .....سلوكا حضاريا وثقافيا ....كل مساء ...للجيل الثالث او الرابع من جمهوره ...ويقدم .........

تستدير منه هذه العيون المدربة الذكية ...يلف هذا الجيل فى مصيدة الفرجة ويرسل قذيفة النكتة عابرة الازمان فيفتفت من يفتفت فى مقعده وييسيل دمع من يسيل دمعه وتتقطع مصارين كثيرة ......ويخلد.

نحن ندين لك يالفاضل سعيد ...بخلود الحركة المسرحية ....لهذا الجيل ..."جيل متفرجيك الرابع" ندين لك بقلب مفهوم النمطية ...وندين لك بغسل المأساة من قلوب ...ما تبقى من الشعب السودانى .. المتناول لثقافة المركز .... الذين لم تدركهم المأساة بالازالة من وجه المعمورة.


بموتك يتوقف مسرح الفاضل سعيد عن العروض وبموتك يموت جيل من عشاقك وعيونك لن تستدير



الا رحم الله رائد الشخصية النمطية ...فى ثقافة المركز فى السودان ...مضحك الاجيال وناق

الفاضل سعيد ..

فيا "خلق الله " الذين كان لهم نصيب جميل فى الفرجة على الفاضل سعيد مصداقا لدعوة امه له ...امهات وآباء ..اخوان واخوات ابناء وبنات ...شهدتهم ..فى حضرتك المدهشة ... يضحكون بملء الخواطر اعزيكم .واجهش معكم بضحك مرير .....


تماضر شيخ الدين .


"نشرت فى موقع سودانيز اون لاين بعنوان موت مسرح موت جيل وعيون لا تستدير"
صلاح شعيب
مشاركات: 121
اشترك في: الاثنين مايو 30, 2005 12:06 pm

مشاركة بواسطة صلاح شعيب »

الاستاذة تماضر

شكرا ً لهذا الوفاء, فموت الفاضل سعيد يوازي موت مسرح, وإذا كان الراحل الاستاذ يحيي الفضلي حاول عبر" كفاح جيل" ان ينعي ذاته والسودان بسبب ملابسات التآمر التاريخي علي الخريجين- فإن موت " كفاح الفاضل سعيد" هو بحق موت جيل عصامي ممن قامت عليه نهضة المسرح السوداني, ميسرة السراج, ياسين عبد القادر, حسن عبدالمجيد, ابراهيم ابو الروس, اسماعيل خورشيد,عثمان حميدة وغيرهم الذين حفروا بأظافرهم لإيجاد فضاء بالرتينة يسمي " مسرح".
ولعلك ياتماضر انت من ذاك الجيل وقد كنا نعلق عليك انتم "اولاد وبنات المعهد امالا ً عراض في البناء علي "مداميك" الرواد الذين وصفوا ب " الرانكرز".
لقد نجحتم هنا واخفقتم هناك, ولكم اجر الاجتهاد .. بيد انه وللاسف استهجن "بعضهم" خورشيد, واستنكف بعضهم ان يواصل الفاضل سعيد في "خطولاته" القضيمية, وذاك لعمري كانت إستكبارات اكاديمية جاهلة بطبيعة فكر الرواد. ويا اختي الموضوع طويل, ولكن يقتضي الدراسة, غير اني وجدت وفاء قلمك ل "العجب " الذي رحل سعيد اً , فاضلا ً, هو بعض كثير من اعتراف " المعهديين " تجاه رمز ما انفك ينتج الضحكة الصعبة, ويعبئ قلبنا بالمرح, ويرطب ثم يرتب ذهننا بالفكرة المسرحية في ظروف مملوءة ب "غايات " من التعب التعب مننا .

شكرا ً تماضر لهذه الاريحية ونأمل فتحكم لملفات عن المسرح السوداني نشارك فيها بأقلامنا" الجمهور" ويا حبذا لو اهتم الزملاء في المنبر بالمساهمة في هذا الملف حتي لا نخلق غيابا ً للمسرح في هذا الفضاء واعتقد ان للاستاذ يحيي فضل الله تجارب ثرة في التأريخ المسرحي ولمس بعض اوتار أزماته وكانت لنا مشاركتنا عبر " كتابات سودانية" اثمرت أكثر من عشرين صفحة عن المسرح السوداني, استضفت فيها يحيي واحمد البكري وصوصل والسماني لوال وغدير ميرغني.
المهم انتم اهل المسرح والجمرة لوحرقتكم ما ح".........." ابدأوا في الوفاء لاساتذتكم, واجترحوا مساحات للتأمل في مسرح هاشم صديق وذو الفقار حسن عدلان ومكي سنادة وسعد يوسف وتجارب السديم وكواتو وشوف وعبدالله علي ابراهيم وخالد المبارك وعبدالله الطيب" حكاية سمر".. ادرسوا نجاح المسرح الجامعي , و محمد شريف علي , وودابقبورة وعلي عبد القيوم, تأملوا الاغنية وكيف استفادت من المسرح الذي انتج " يامطر عزالحريق" و" كل البنات امونة ياخرطوم" وغيرها. ولا تنسوا التأمل في الدراما الاذاعية حيث خطاب وقرني وعبادي محجوب ومنير عبدالوهاب.. وهل ننسي العميري.

المهم سلام والرحمة علي قبر العجب الذي رحل فاضلا ً , سعيدا ً
صورة العضو الرمزية
تماضر شيخ الدين
مشاركات: 356
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:14 pm
مكان: US

مشاركة بواسطة تماضر شيخ الدين »

ولعلك ياتماضر انت من ذاك الجيل وقد كنا نعلق عليك انتم "اولاد وبنات المعهد امالا ً عراض في البناء علي "مداميك" الرواد الذين وصفوا ب " الرانكرز".


والله يا صلاح شعيب انا ما قدرهم ....


مش فى العمر بس ..حتى فى العطاء والاستماتة..

ياريت ..

شكرا على التعقيب ...والشكر اولا واخيرا لجيل الفاضل سعيد ..فموته على خشبة مسرح وحده موقف ..عالى القياس على المستويين الدرامى والحضارى ...له الرحمة.
صورة العضو الرمزية
åäÇÁ ÚÈíÏí
مشاركات: 50
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:47 pm

مشاركة بواسطة åäÇÁ ÚÈíÏí »

لكن اهم ما فى التدوين اليوم هو "كلام الاول ما بتحول" ......الا الفاضل سعيد ...يفتح خشبة كل مساء .....سلوكا حضاريا وثقافيا ....كل مساء ...للجيل الثالث او الرابع من جمهوره ...ويقدم [code]
الستاذه تماضر شيخ الدين اصدق التعاذي لك ولكل المسرحيين في وفاه الفنان العملاق الاستاذ الفاضل سعيد والذي كان رائدا من رواد الحركه المسرحيه السودانيه فهو كما قلتي الاول وكلام الاول ما بتحول
هناء عبيدي
صورة العضو الرمزية
الحسن بكري
مشاركات: 605
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:51 pm

مشاركة بواسطة الحسن بكري »

الأستاذة الفنانة تماضر،

أعتقد أن المساهمة الأساسية للرواد هي ابتكارهم فكرة المسرح نفسها. الهجمة الإستعمارية التي شقت طريقها بالمسكيم عبر فيافي السودان وصولاً إلى أم درمان، وضعت الناس وجها لوجه أمام شروط التحديث في سياقها الغربي، وإن يكن على نحو يضمن سيادة سلطان المستعمر السياسي والثقافي.
السودان كان لا يزال على عهد أولئك الرواد يعاني ارتكاسات الثورة المهدية التي أخرجت المستعمر الأجنبي بالباب وأدخلت الطائفية بالشباك بل وقفزت متقهقرة إلى الخلف لتبدأ من حيث انتهى مكوك الفونج فكرست قيم البداوة على بعد فركة كعب من مصر بدرايتها العملية النسبية بتقنيات التمدن منذ حملة نابليون.
مساهمة الفنانين الرواد، مسرحيين، شعراء، كتاب، مغنيين، هو تركيسهم لبني ثقافية مدينية في ظل واقع سياسي طائفي واجتماعي متخلف. الفاضل سعيد واحد من رواد قلائل حاولوا بجسارة وذكاء العبور بنا إلى تخوم حداثية كان دوننا ودونها عقبات كأداء مختلفة الأشكال والألوان.
أتمنى أن يكون بعض هذا الكلام الجميل والمنصف الذي أوردتيه هنا قد وصل الفاضل سعيد عندما كان بيننا غاديا رائحا، مستبشرا ومكتئبا – مثلما يحدث لكل فنان طائح بين يدي رهبة الإبداع بفتوحها المجيدة المشرقة وهزائمها المنكرة، المفزعة.
صورة العضو الرمزية
تماضر شيخ الدين
مشاركات: 356
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:14 pm
مكان: US

مشاركة بواسطة تماضر شيخ الدين »

هناء عبيدى:

....اهلا بك هنا ..فى مشهد وداع الفاضل سعيد وشكرا على كلماتك الحانية..

الحسن البكرى: قولك



اهمية الفنانين الرواد، مسرحيين، شعراء، كتاب، مغنيين، هو تكريسهم لبني ثقافية مدينية في ظل واقع سياسي طائفي واجتماعي متخلف. الفاضل سعيد واحد من رواد قلائل حاولوا بجسارة وذكاء العبور بنا إلى تخوم حداثية كان دوننا ودونها عقبات كأداء مختلفة الأشكال والألوان.
أتمنى أن يكون بعض هذا الكلام الجميل والمنصف الذي أوردتيه هنا قد وصل الفاضل سعيد عندما كان بيننا غاديا رائحا، مستبشرا ومكتئبا – مثلما يحدث لكل فنان طائح بين يدي رهبة الإبداع بفتوحها المجيدة المشرقة وهزائمها المنكرة، المفزعة


اعجبنى كثيرا....

تخيلت امدرمان تلك العاصمة المتربة المغبرة..فى زمانهم...مفاصلها تجف من الشمس والتعب ..تتوسد رضا السادة والخوف والجوع..وتنام فى كهوف الموت...الى ان يجىء من يقول لها: كونى ....فتكون..

ما اعظم رسالة الفن!

فمن مات فنانا او مثقفا مات شهيدا للامل...ونال ثواب تنشيط دماء الحياة فى االمدن اليائسة ..

شكرا لملاحظتك القيمة

ووقوفك فى مشهد الوداع..
أضف رد جديد