حسن موسى في معرض "آفريكا ريميكس" بمتحف الفن الحديث

Forum Démocratique
- Democratic Forum
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

حسن موسى في معرض "آفريكا ريميكس" بمتحف الفن الحديث

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

.


حسن موسى في معرض "آفريكا ريميكس" بمتحف الفن الحديث بباريس


في عددها لشهر يونيو الجاري، خصصت مجلة لوموند2 صفحتها الخاصة بالفنون للحديث عن مشاركة الصديق حسن موسى في المعرض المقام بمتحف الفن الحديث بمركز جورج بومبيدو الثقافي، أحد المعالم الثقافية الهامة في العاصمة الفرنسية، وذلك في إطار معرض " أفريكا ريميكس، الفن المعاصر في القارة الأفريقية". تجدر الإشارة إلى أن لوموند 2 مجلة شهرية تصدرها صحيفة لوموند الفرنسية المعروفة.
يشارك في هذا المعرض 83 فناناً من القارة ومائتي عمل. من بين هذه الأعمال اختارت المجلة أن تعرض لوحة حسن موسى "Great American Nude" إحدى اللوحتين اللتين يشارك بهما في هذا المعرض.

أقدم إليكم هنا صورة للصفحتين وترجمة للنصوص الواردة فيهما (لمحة عن المعرض وتعريف سريع بحسن موسى وعمله، وتعليق يتكون من أربعة أجزاء على اللوحة وأجزائها والتقنيات المستخدمة فيها).


صورة


صورة



"أفريكا ريميكس"؟ وأخيراً بانوراما للفن المعاصر في قارة يجهلها العالم لكنها لا تجهل عن العالم شيئاً.
حسـن موسـى، أو ارتبــاك العــوالم
بقلم فيليب داجين

كان دور أفريقيا في تاريخ الفن في القرن العشرين دوراً أساسياً. هذه حقيقة يعلمها الجميع، لكن على الرغم من ذلك، لم تمنع هذه الحقيقة المؤكدة أن لا يجد الفنانون الأفارقة المعاصرون، باستثناء بعض النجوم ـ شيري سامبا أو عبد الله كوناتي ـ نفس الاعتراف الذي يجده معاصروهم الذين وُلدوا في قارات أكثر ازدهاراً. وبعد أن قدم عروضه في بدوسيلدورف ولندن، وصل لباريس ـ أخيراً! ـ معرض "أفريكا ريميكس"، ليقدم بانوراما للإبداع من المغرب إلى أفريقيا جنوب الصحراء من خلال 83 فناناً و200 عملاً (...) لهذا المعرض حسنة التذكير بأنه حتى لو كان عدد من الفنانين قد اختار المهجر في أوروبا والولايات المتحدة، إلا أن الإبداع الحي يحتل مكانه أيضاً في نيجيريا وفي بنين، في الكونغو وفي المغرب. وله حسنة التذكير أيضاً بأن فناني هذه البلدان لا يجهلون شيئاً عن العالم من حولهم. وُلد حسن موسى في السودان. وهو يعيش الآن ويعمل بفرنسا ـ مثل وضع الكثيرين غيره من المشاركين في معرض "أفريكا ريميكس". وهو بذلك شاهد شديد اليقظة تجاه تمازج الثقافات وتجاه الأشكال التي تنتجها الهجرة كما ينتجها نشر صور الأحداث الراهنة، على المستوى الكوني. وفي هذا السياق، لا حاجة لنا لأن نتساءل عما هو الأفريقي "أصالةً": فالعولمة والتثاقف يؤثران في الفن مثل تأثيرهما في بقية إنتاج البشر. إن لوحة حسن موسى Great American Nude (2002، تقنيات متنوعة على قماش، 204X357 سم) هي تعبير صارخ عن ذلك، ومزيج تتجاور فيه كل المرجعيات المأخوذة من مختلف المنابع. وصولاً إلى العنوان الساخر: مستلهمٌ من واحدٍ من أكثر رسامي الـ Pop art شهرةً في نيويورك خلال الستينيات، هو توم ويسيلمان.


معرض
"أفريكا ريميكس"، الفن المعاصر في القارة الأفريقية"،
مركز جورج بومبيدوـ باريس
.


.
آخر تعديل بواسطة نجاة محمد علي في الجمعة سبتمبر 23, 2005 5:42 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

.

صورة

حسن موسى
Great American Nude


.
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

.
تعليق المجلة على اللوحة:

الدراجات النارية. هذه هي الـ "american way of life"
كما يحلم بها أطفال البلدان الفقيرة: آلات بديعة للتنقل بها سريعاً
عبر الطرق السريعة. هذه الصورة الدعائية المصحوبة بالعلم الأمريكي
مرسوماً بشكلٍ مبسّط، كان من الممكن أن لا نرى فيها سوى مجرد
ديكور لولا أن حسن موسى قد ذهب بالسخرية إلى أقصاها لدرجة
طبعها على ذراع أسامة بن لادن كوشم. أهي مفارقة؟ ربما. لكن،
أليس المعنى الحقيقي للإرهاب هو أخذ تقنيات الصناعة الغربية
وتحويلها لخدمة حملاته المدمرة؟ مرةً أخرى، نجد أن الأمور
هي أبعد ما تكون عن البساطة والسهولة. فالعولمة أيضاً هي:
هذا التمازج المُـشوَّش بين الحضارات الذي يحمل البشاعات
بين طياته.

الخلفية الملونة. هذه ألعوبة مرجعية أخرى، مشحونة أيضاً بالالتباس:
إنها هذه القطع المنسوجة ذات الخطوط الملونة
والتي تحتل ثلاثة أرباع خلفية اللوحة. إن في وجودها هنا إشارة
إلى السرير في "صورة لويز أوميرفي"، لوحة فرانسوا بوشيه. لكن،
أليس لهذه القطع ملمح أفريقي بصورة أو بأخرى؟ أم أن فيها بالأحرى
إشارات لخطوط دانييل بيرن، أو إلى الـ patchworks التي
عُرف بها روبرت روشينبيرغ، أم إلى العلم الأمريكي،
الذي رسم عليه جاسبر جونز أشكالاً متنوعة خلال أيام الـ pop art ؟
إن هذا العمل لا يسمح للمرء باختيار أي واحدة من هذه
الفرضيات، لأنه يوحي بأعمق منها: ففيه تتولد هجنةٌ من تمازج
الحضارات والذكريات والحقب.

الظَهْرْ. تعتبر "صورة لويز أومورفي"، عارية مستلقية على بطنها،
واحدة من أشهر لوحات فرانسوا بوشيه، ورمزٌ لنوع من الرسم الفرنسي
في القرن الثامن عشر عُرف بالطلاقة والإثارة. وهي أيضاً من أكثر
اللوحات التي تمّ استنساخها بين لوحات بوشيه ولوحات متحف الرسم
بميونيخ الذي يحتفظ بها. إن حسن موسى بأخذه لهذه اللوحة سرعان
ما يغرس الارتباك في ذهن المشاهد: ليس صحيحاً أن الذي يشاهده
هو عارٍ أمريكي، لأنه مستلقٍ مثل عشيقة لويس الرابع عشر
وله نفس تقاطيعها. هذه اللوحة هي أبعد ما تكون من الرسم على
طريقة ويسيلمان، إنها مرسومة بأسلوب يقع في منتصف طرق بين بوشيه
وكوربيه، على الأقل حتى مستوى الكتفين، حيث يتحول كل شيء بعد ذلك
وبشكلٍ مفاجئ.

الوجه. على جسد الحسناء العارية، وضع حسن موسى كتفي أسامة بن لادن ورأسه.
هنا اللوحة تحرِّض المشاعر وتستفزها من نواحٍ متعددة. فهناك
الجانب الديني الذي يحرم تصوير الجسد، ويضرب الحجاب
على النساء، ويمنع العري، ويحكم بلا أخلاقية الغرب: هنا
يجد أكثر الإسلاميين ضراوةً صورته مرتبطة بصورة ينقصها
الاحتشام. أما من ناحية أمريكا: تحتل الأخلاق والطُهْر قمة السلطة
بفضل المحافظين المتطرفين، الذين لن يقبلوا بفكرة العاري الأمريكي
الأكبر ويعبِّرون عن استيائهم من الإباحية على الطريقة الفرنسية.
فتلتقي الديانات حول قضية مشتركة، بينما تلعن كل واحدة منها
الأخرى في الآن نفسه. فبين مللا متطرف وداعية، ما هو الفرق؟



.
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

.

صورة

هذه هي اللوحة الثانية التي يشارك بها حسن موسى في معرض "أفريكا ريميكس".


.
حافظ خير
مشاركات: 545
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:23 pm

إرتباك العوالم

مشاركة بواسطة حافظ خير »

نجاة...
لقد شاهدت لوحتي حسن موسى للمرة الأولى أثناء عملي على مونتاج تقرير مصور لبرنامجنا التلفزيوني الأسبوعي African Panorama وقد كانت الحلقة عن الفن والأدب الإفريقي.
لقد أثارت لوحة "Great American Nude" إنتباهي وجعلت منها المادة الأساسية للتقرير، ولم أكن أعرف إسم الفنان صاحب اللوحة الى أن إطلعت على الكتاب المصور للمعرض الأخير في لندن.
أعجبني تعبير الكاتب أعلاه في عنوان تقريره "حسن موسى وارتباك العوالم" فالإرتباك هو الشعور الذي يحدوك مباشرة وأنت تقابل لوحة حسن موسى المعنية،
وإرتباك العوالم هو الصفة التي تتسم بها "حالة العولمة" التي قد تبدأ من الإقتصاد لكنها لن تنتهي عنده.

لك الشكر على ترجمة القراءة السريعة الذكية لـGreat American Nude.
ح.خ
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

أبو الزفت ده الشغل :wink: بدأنا نتلمس فرقاً واضحاً يا نجاة بين هنا وهناك.لك التحيات.

جوده وحرفيه عاليه في الرسم والتلوين طبعا ده بدون شك هو (حسن موسي) , زايد الرؤيه الثاقبه والسيطره الكامله علي موضوعات العمل وعدم افلاتها رغم أحتمالات توسعها حسب الرؤي المتباينه للمشاهد الفرد بظروفه المختلفه,بالأضافه الي سيطرة روح الفنان الساخره وحضورها الطاغي في مختلف ألأجناس الفنيه, ياها ذاتها الشخصيه ونفس الحضور أن كان ذلك في الكتابه أو في التنظير الشفاهي أو حتي في الونسه دون أي تناقض او تحور.
لي بعض الأسئله تتمحور حول معني (الريمكس) هل المقصود منه هو أعادة انتاج الفنان لنفسه في المهجر وأهتمامه بموضوعات جديده لم تكن اصلاً موجوده لو لا توفر شرط الهجره وألأقامه ثم ألأندماج في مكان جديد وتورطه باهتمامات ذلك المكان ام هو قراءه جديده للفنان وفق التحولات الكونيه المتجاوزه لشرط المكان بمعناهو الضيق.أم الأمر برمته يعني بالذات ألأوروبيه التي توفر لها بفعل الهجره وجود عناصر من ثقافات لم تكن تعرفها لو لا شرط الهجره.بأختصار اين يكمن (الريمكس)الذي شكل المحور ألأساسي للمعرض الذي عرض فيه حسن موسي لوحته ومن المعني به هل هو الفنان المهاجر أم ألأوروبي المستقبل له أم الظروف الكونيه الجديده المتحوله.أم الكل معاً.

وليد يوسف
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

يعتبر الريمكس في مجال الموسيقي وخاصة الموسيقي المعبر عنها في سباقات الأغاني او الجارت عند الفرنجه الغربيين او المطروحه في سوق الكاسيت كما يحدث عندنا في السودان من الموضوعات ألأساسيه بل ويمثل السواد الأعظم في عملية ألأنتاج أن كانت الماده الموسيقيه المنتجه مستدعيه من الماضي كما هو الحال عندنا أو مستدعيه من الثقافات الموسيقيه ألأقل انتشاراً وهذا بالتحديد هو وجه المقارنه الذي اريد تحقيقه من خلال نموذج الموسيقي في مفهوم الريمكس.
مثلاً قام مغني موسيقي الراي االشهير (الشاب خالد) بانزال لحنه الشهير عائشه او اياشا في بواكير العام 1979 علي ما أعتقد وفيه لقي نجاح منقطع النظير بأحتلال اغنيته علي المرتبه أألأولي في سباق ألأغاني في كافة دول اوربا الغربيه لعدة اسابيع أنذاك. وبالطبع تعتبر موسيقي الراي والشاب خالد من أحد روادها من المزائج الموسيقيه الواضحه التي تحتوي علي مفهوم الريمكس لأحتوائها علي ثقافتين موسيقيتين او اكثر ويتتضح فيه تأثير الثقافه الموسيقيه الغربيه الحديثه بشك لا يحتاج الي كبير عنا, ولكن ايضاً بالطبع هنالك ظروف موضوعيه مسئوله من هذا التمازج او اعادة الصياغه اذا صح التعبير الا وهو الفرانكفونيه او الأستعمار ألأستيطاني الثقافي من فرنسا في شمال افريقا الشئ الذي يضعنا امام حوار ثقافي اكثر من حالة كونه اعادة صياغه حيث يقوم هنا عامل عضوي ووظيفي وتأريخي باداء دور لايمكن انكاره. لكن حين يقوم الفنان الشهير وقائد فريق بوليس سابقا( ستينغ) باعادة صياغة اغنيه( للشاب مامي) وهو من شمال افريقيا ايضاً والتي اطلق عليها اسم (زهرة الصحراء) اجد أن الأمر يتجاوز المزيج او الهجين الي ما هو اكثر حيث يتم اللقاء هنا وفق عناصر مختلفه ومعقده للغايه اراها كلآتي ثقافه موسيقيه انجزت مشروعها داخلياً واصابها الملل من كثرة الأستهلاك وأعادة الأكتشاف الداخلي وفقدت قدرتها ألأدهاشيه الخلابه وتريد أن تحافظ في نفس الوقت علي الحضور اليومي المفروض عليها او الذي اصبح سمتها ألأساسيه ولايمكن لها الفكاك منه حالها في ذلك حال بنيتها التحتيه الأقتصاديه التي باتت تدور في فلك ألأنتاج وألأستهلاك ألأ أن استنفدت ذلك في بنيتها الجغرافيه الديمقرافيه واصبح لزاماً عليها التوسع القلوبالي.للتجديد وتغيير الطعم والمزاق.الي هنا لايوجد اي اشكال كما نظن.ويبداء ألأشكال حين نتسأل هل يتم هذا ألأمر بين الثقافات المهيمنه والثقافات المستدعيه علي اساس علاقة التكأفو وألأحتياج ام يظل المسيطر مسيطراً ويستخدم هذه الثقافات الموسيقيه فقط في حدود ما يريد هو حيث أنني قد لاحظت ومن خلال نموذج تجربة الشاب مامي والمغني ستينغ وقوع ثقافة الشاب مامي في فخ اساسي الأوهو وضعها في اطار الخلفيه او الباك قراوند المؤثر وهذا يتضح ايضاً في تعامل فناني (الهيب هوب) في امريكا مع ثقافات موسيقيه عريقه مثل الثقافه الموسيقيه الهنديه في تجارب (ميسي اليوت) مثلاً او (بنجاب)في بريطانيا وغيرهم .ما اريد قوله من كل هذا هو ضرورة ألأنتباه الي مفهوم الريمكس بوصفه موضوعه للحوار الثقافي المفترض في المرحله القادمه وهو بالطبع يشمل كل ألأجناس الفكريه والثقافيه والفنيه حتي يتم حوار متكافئ يضيف الي كل العناصر المشاركه فيه ولا يغلب واحد علي ألاخر خاصة اذا كان هذا ألآخر علي هامش التأريخ أن كان ذلك في واقعه ألأجتماعي ألأصلي او ذلك البديل المهجري واعني هنا المجموعات الهائله من المهاجرين التي تحاول جاهده أن تمد ايديها الي العالم لتقول هذا أنا كما اريد وليس كما يراد لي أن اكون.
أرجو أن لا أكون قد ابتعدت كثيراً عن الموضوع فقط اردت أن أوسع الموضوع من زاوية الموسيقي لطبيعة التخصص.

وليد يوسف
السايقه واصله
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

مشاركة بواسطة حسن موسى »

.
ألف شكر لنجاة على تكرمها بترجمة نص فيليب داجان، ناقد" لوموند"،في موضوع صورتي المعروضة في معرض "أفريكا ريميكس" وألف شكر أخرى للصحاب حافظ خير و الوليد يوسف على مداخلاتهم الذكية كونها تهيء الفرصة للخوض في حديث التصاوير ضمن مشهد" الفنأفريقانية" السائدةفي رؤية الأوروبيين لفنون غيرهم.
و ما أدراك ما" الفنأفريقانية"؟
أعني بـ"الفنأفريقانية" ذلك الضرب من الفن الأفريقي المعاصر الذي ينتجه الفنانون الأفارقة لعناية الأوروبيين على زعم جمالي جائر فحواه وحدة وديمومة التكوين الثقافي و النفسي و الجمالي لأهل القارة مما يؤهلهم لانتاج تصانيف فنية منسجمة و متميّزة على غيرهابأفريقيتها.
و فوق ذلك فالفنأفريقانية هي أيضا مكيدة سياسية غرضها اقصاء غير الأوروبيين ، بما فيهم الأفارقة، من شراكة المنتفعين بنتاج الخيرات المادية و الروحية للعالم المعاصر.و ضمن" حرب الثقافات العرقية" المتنكرة وراء "حوار الثقافات" تصبح الفنأفريقانية من أكثر ألات الحرب كفاءة في يدالعنصريين القابضين على مقدّرات العباد. في هذا التعريف المختصر المبذول أعلاه أسوّغ لنفسي ادراج ممارسات من خارج اقليم التشكيل( من الأدب و الدراما و الموسيقى لغاية الفلسفة و الفكر السياسي)في خانة الفنأفريقانية.و أكتفي في هذه العجالة بهذا الجزء من تعريف الفنأفريقانية وأدعو الأخ وليد يوسف لمراجعة نصي المعنون " من اخترع الأفارقة؟" المنشور تحت ترويسة "فن تشكيلي" من موقع" سودان للجميع"و فيه محاولةـ لم تكتمل بعد ـ لتحليل مفهوم الفنأفريقانية من واقع الممارسات الراهنة في مشهد الفن المعاصر، و قبل أن أخوض في تفاصيل صورتي يهمني التذكير بأن الكلام في صدد التصاوير لا يكتل غزال كون التصاوير تبذل للبصر و تدرك بوسيلةالبصر. ومنفعة الأدب المبذول شفاهة أو كتابةعلى هامش التصاوير انماتكون في تهيئة البصائر وتأطيررالصور على طموح تجنيب الناظر مزالق سوء الفهم وأنواع الخروج على موضوع الصورة و هيهات هيهات ثم هيهات، و لا تنس اخواتهاو أخوانهاايهات و أيهان و هيهان، و" حوا والدة" شعوبا و قبائل من ابطال التخريم و الخروج و الدخول مجانافي مايعرفون و ما لا يعرفون.

أعود لموضوع "العارية الأمريكية الكبيرة"، صورتي التي تمثل أيقونة" بن لادن" على عارية"بوشيه" الشهيرة.أقول " العارية" بصيغة التأنيث لأن العنوان يرجع لسلسلةلوحات فنان البوب أرت الأمريكي" توم ويسيلمان "، و هي مجموعة تقارب المئة أو تزيد عليها، تمثل عاريات أمريكيات جلهن من اناث التصاوير الدعائية التجارية.و أقول " ايقونة بن لادن" لان مشروعي التشكيلي مشغول بتقصي تعبيرات الظاهرة الأيقونية في الثقافة المعاصرة.و هو مبحث كان لفناني حركة ال "بوب آرت" الأمريكية نصيب الأسد في تطويره بماأثّر في مشهد حركة الخلق التشكيلي بشكل جذري.و ستلزمني عودة لرهط فناني الـ " بوب أرت" في مقام غير هذا.و أستعير من مولانا "آندي وارهول"،" بابا" الفن المعاصر،مفهومه للأيقونة الذي شنقل ريكة التصاويرالبصرية و الأدبية الموروثة من القرن التاسع عشر
أعني بعبارة الأيقونة- على هدي" آندي وارهول"- كل صورة تمثل،على اطلاق فعل التمثيل،و تستغني بالتمثيل عن الأصل الذي كان مبرر وجودها.ذلك أن قدر كل صورة في التحليل النهائي هو تشق طريقهابعيدا عن أصلها لتصبح أصلا جديدا قمينا بالتمخض عن صورةجديدة أخرى.و في هذا المشهد سوغت لنفسي أن أعالج أيقونة بن لادن كما سوغت لها معالجة أيقونات تاريخ الفن الأوروبي التي استرعت انتباهي و أناأتأمل في صورةالوجود.
و ما أدراك ما صورةالوجود؟(مندري)أقول ان صورة الوجود غابة من التصاوير الجامحة العامرة بالاشتباهات مما جميعه.و في غابة التصاوير شرع واحد معروف هو"شرع الغاب"، و عليه تسعى الصور القوية لافتراس الصور الضعيفةكمسلك طبيعي كما تسعى الذئاب لافتراس النعاج والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.فيوم هجم الاستعمارعلينا في نهاية القرن التاسع عشرفهو لم يكفيه افتراس لحمناوشرب دمنابل أعمل فينا ألة التصاويرالرأسماليةالفتاكة فصادرت مناتصاوير ثقافة المجتمع قبل الرأسمالي و حظرت عليناالانتفاع بتصاوير ثقافة السوق الرأسمالي بذريعة جهنمية مضمونها أن " الشرق شرق و الغرب غرب "الخ ..و من يومهاو نحن عراة"امفكّو"نبحث عن طريق ثالث مستحيل بين الماضي و المضارع. في هذا المشهدأسعى لأخذ حقي في الميراث الانساني من تصاوير الوجود مثلماأسعـى لأخذ نصيبي من غنائم حرب التصاوير المعاصرة و مافي زول طالبني قرش.
قبل سنوات عرضت مجموعة من تصاويري تعتمد على ايقونات بعض القديسين النصارى كسان جورج و سان سباستيان و صلب المسيح. و قد أثار الأمر فضول صديق فرنس نصراني فسألني:
ـ مسيو موسى انت مسلم؟
فأجبته بـ " نعم"و لم يتمالك صاحبي فعاجلني بسؤال جديد:
ـو لماذا تهتم بتصاوير النصارى؟
فأجبته" و من قال لك ان هذه التصاوير هي ملك حكر للنصارى؟" فتعجب من ردي أشد العجب و لو شئت قلت:"فبهت الذي كفر"كونه من نسل قوم صورة الوجود في خاطرهم مازالت تقوم على تصانيف أسطوريةمن شاكلةالغرب و الشرق والشمال و الجنوب و المسلم و المسيحي الخ.
قالوا أن بعض أصدقاء الكاتب الجزائري الفرانكوفوني "كاتب ياسين" ،من الوطنيين الجزائريين، سألوه:
ـ لماذاتكتب في لغةالمستعمرين؟
فكان رد كاتب ياسين:
ـ اللغة الفرنسية غنيمة حرب.
هذه الفكرة الجبارة، فكرة اقتسام لغة المستعمر كغنيمة بين الغالب و المغلوب،تسلط الضوءعلى واقع ارتباك الحضارات و اشتباهات التداخل الثقافيي في مشهد الهيمنة الاستعمارية و تدحض مقولات متعهدي حرب الحضارات وعملاء الامبريالية من كبلنغ لهنتنتون.و لو اهتدينا بفكرة كاتب ياسين و تمادينا في منطقه ـ و أنا أتمادى ـ"و من تهادى تمادى و لو الحرب دائرة"،فيمكنني القول بأن مجمل التقليد الثقافي الأوروبي هو غنيمة حرب.و في هذا الافق أصبح أناسليل المستضعفين في الأرض شريك شرعي في مجمل ميراث الثقافة الانسانيةبما في ذلك أطرافه المتحققة خارج التقليد الثقافي الأوروبي.آقول هذا و أنا عارف أن مطالبتي التاريخيةانما تنطوي على مسؤولية كبيرة تقتضي مني انتباها نقديا لطبيعةما ينوبني من المادة الموروثة من الأسلاف المجاهيل ذوي البأس الذين لم يكن يخطر ببالهم أن الحفاة العراة من شاكلتي يمكن أن يكونوا يوما بين ورثتهم.و الانتباه النقدي لطبيعة الميراث أمر لا مناص منه في مواريث الانسانية التي يختلط فيها الطيب و الخبيث.ذلك أن ميراث الانسانية لا ينطوي على محصلات العلوم و الآداب و الفنون فحسب، ميراث الانسانية عامر بأنواع الاستعباد و الاستبعادو أنواع القهر و التقتيل التي لا تخطر الا على بال البشر.و كم الاشتباهات المركبة اللاحقة بميراث الانسانية بين الطيب و الخبيث يحفزني على التروي و التمحيص قبيل كل اختيار.و أظن أن مجمل حيل وجودي الواعي في العالم انما تتوجه نحو دعم خيارات الحياة ضد خيارات الموت و هيهات(تاني؟)، ذلك أن معاني الحياة و معاني الموت انما تقيم بين اشتباهات الطيب و الخبيث في مواريث "ود ابن آدم الغلّب الهدّاي"،و ضمن هذا الأفق أعتبر تصاويري كمحاولةنقدية شخصيةلتآسيس خيار حياة.و لو أخذت مثال صورة بن لادن فهذه الصورة" تأيقنت" بجاه البروباغاندا الامبريالية و استقلت عن وظيفتها الدلالية الأولى و انمسخت نوعا من وحش ايقوني كاسر يهجم علينا كلما أضأنا شاشة التليفزيون ليصادر منا حقنا في ميراث التقليد الثقافي الأوروبي مثلما يصادر تداخل الثقافات و اشتباهات العوالم، بل هو يصادر كل نسخة من الدين الاسلامي لا تطابق نسخته الشخصية، و قد يبالغ فيصادر مناحتى خطابناالتاريخي في نقد الامبريالية، هذا "البلاي بوي" المدهن الذي اكتشف أن اسرائيل صنيعة الامبريالية الأمريكية بعد أن أطلق أصدقاءه السابقين المارينز في أثره في افغانستان، ليس سوى فزاعة " همبول" في يد خبراء البروباغاندا الامبريالية المعاصرة، و بصفته الايقونية الراهنةفهو يتغول على كل فضاءاتي الحيوية العامة و الخاصة بحيث أراه حتى حين أغمض عيني لتجنبه,فما العمل؟لا عمل سوى أن أفتح عيني و امعن النظر في هذه الايقونة الفاضحة و اكشف فحش عريهاالامبريالي لكافة المتأذين من مشاهدتهاأينما كانوا.أذا كان سدنة راس المال المتعولم يتسلون برجمنا بايقونات البروباغاندا البائدة فاضعف الايملن هو أن نرداليهم بضاعتهم صورة بصورة و عينا بعين و سنا بسن.
الأعزاء نجاة و حافظ و الوليد، حديث ارتباك العوالم وايقونات الثقافة المعاصرة ذو شجون و لا بد أنناسنعود له بتأن لاحقا., يا وليد أنا جاييك تاني في معاني الـ " ريميكس" الافريقاني
فهذه فولة تشغلني منذ زمن.
مودتي
حسن موسى
إيمان أحمد
مشاركات: 774
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:27 pm

مشاركة بواسطة إيمان أحمد »

Dear Nagat
Thanks for posting these works. I saw the first one "Great American Nude" a while ago, and it fascinated me
I guess it was Ibrahim Grefawi or Fadlabi who posted it on Sudaneseonline
To me, it is the kind of work that needs real (reading), so it took me a while to do so.
Will be back for the second
Thanks to you and Hassan Moussa
Regards
Iman
صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »

العزيز حسن
التحايا وخالص الود
والحمد لله الجيتنا مارق، أو "نابل"، وما إلى ذلك، فقد أوشكت أن أكتب بوستا بعوان "البيت محروس وسِتُّو تكوس". وهذا فيما يخص قلة ظهورك أنت، وقلة ظهور بولا، وأنتما من أصحاب الدار. والشكر لنجاة لصمودها في صحن الدار، وفي أضابيرها، وفي عرصاتها، مع الزائرين، والعابرين، وأبناء السبيل.

أولا التهنئة على الإنجازات البصرية التي تثلج الصدر كما يجري التعبير الشائع. فوصول أعمالكم إلى مراكز العرض الكبيرة يحمل دلالات كبيرة. أقلها أن القائمين على أمر هرم التراتبية الثقافية قد أخذوا يسمعون، هونا ما، لغير الأصوات التي ظلت تصدر منهم وإليهم، منذ أن أمسكوا بأعنة الأمور، وظنوا أن لا مناص للعالم بكل تنوعه أن ينسى تواريخه وهوياته ورؤاه للكون والحياة ويدغم نفسه في منظومة حقبة الحداثة الغربية. المهم أنهم صاروا يسمعون، هونا ما، لغير صوتهم الذي ما التفتوا ليسمعوا غيره منذ زمان بعيد. ويبدو أن الطرق الدؤوب قد نجح في انتزاع بعض من الإنتباه، وبعض من الرد للحقوق الضائعة. يقول الأستاذ محمود محمد طه :"ما ضاع حقٌ ما نام عنه أهله".

أكبر فيك، ومن ينسجون على منوالك، المثابرة، والمصابرة، ، والمرابطة، والإصرار على أن تنقشع سحائب غفلات الفرنجة وقيل تغافلاتهم التي انداحت دوائرها اندياحا كبيرا مع ظهور آلة البخار والسلاح الناري وما تبع ذلك من أمور.

أرجو أن أتمكن من العودة للحديث عن "أيقونة بن لادن"، في الإطار الذي تناولته فيها أنت. وما قد يجره ذلك من ملامسة لأفق "فن الإعتراض" ، Protest Art وما يمكن أن يثيره كل ذلك في مسألة "رسالة الصورة"، أو "رسالة اللوحة"، أو "مضمون اللوحة".
((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

.
الأصدقاء الأعزاء والعزيزة إيمان أحمد،

لكم الشكر للمشاركة وإثراء الحديث.
في قسم "مقالات، دراسات، بحوث" بباب "فنون تشكيلية" بالموقع، تجدون مقالات حسن موسى التي أشار إليها في تعقيبه أعلاه على مداخلة وليد، والتي تحمل عنوان "من اخترع الأفارقة؟".


http://sudan-forall.org/plasticart_naqd.html

للجميع مودتي
نجاة


.
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

الفنان حسن موسي
قرأت الجزء ألأول من بحث( من اخترع الأفارقة؟) وأعترف بأني أن كنت قرأت هذا البحث قبل طرح مداخلتي المتواضعه لما فعلت.
سأعود لاحقاً بعد قرات ألجزاء الأخري.الظاهر أنو الواحد وقع في كنز.

مع فأئق احتراماتي
وليد يوسف
السايقه واصله
ياسر الشريف المليح
مشاركات: 1745
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:24 pm
مكان: ألمانيا
اتصال:

مشاركة بواسطة ياسر الشريف المليح »

الأخت العزيزة نجاة،
تحية لك وللأخ حسن موسى..

وشكرا على التقديم والمقال..

وكل فولة وليها كيّال...

وكل لوحة وليها رسّام..

ياسر
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

.

الأخ العزيز ياسر الشريف،

عاطر التحايا وشكراً على زيارة الخيط، وعلى التعليق اللطيف.

نجاة

.
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

.

الأصدقاء الأعزاء والصديقة إيمان،
ساعود لاحقاً للحديث عن هذا العمل المتقن والفكرة المجودة التي لم يفهم أصحاب
الأفكار الهزيلة المبتذلة مغزاها. ولعلكم شاهدتم في هذا الفضاء السايبيري عبثهم وتطاولهم على صاحب مساهمة سامقة مثل حسن موسى.

وحتى ذلك الحين، لكم خالص الود.
نجاة


.
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

آسف للإرسال مرتين ولم أكن أحسن الإرسال بعد
آخر تعديل بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد في الخميس يوليو 14, 2005 1:10 pm، تم التعديل مرة واحدة.
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

بلغة (أرقد فايق) و(سوق الطويشة) أو (فولة تاما)

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

عارف يا حسن يا كبير أنا من زمان مغرم بأعمالك منذ أن رأيتها في معرض إثر تخرجكم ( في ميدان أبو جنزير)
وظللت أتابع تصا,يرك ولا سيما ما طورت بالحبر وما زينت به بعض الكتب (أوضحت)

ولكن التصويرة الأخيرة دي (بتاعة أمريكا) ربطت راسي ربطة شديدة وقعدت يومين اتنين اشوف فيها

وفي اليوم التالت وجدت نفسي اتمم بلغة نهودية:

ود أم زقدة مشى يفترش الغول فافترشه

وقاعد في بكاني رسلتو وليدكم جاني

والطلوع قلقال والتدلي***

الشلاقة
شن وداك؟

تحسبو لعب!؟

ما قالوا ليك؟

تاني تجي؟


ولك ودي وشوق لمقابلتك وش لوش
آخر تعديل بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد في الخميس يوليو 14, 2005 1:06 pm، تم التعديل مرة واحدة.
الفاضل البشير
مشاركات: 435
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:56 pm

مشاركة بواسطة الفاضل البشير »

السلام علي الجميع والتحية للجميع

الأستاذة نجاة ربنا يقدرك وينصرك. و هاأنت تجدين وستجدين علي البر أعوانا. ونشكرك أيضا علي الترجمة.
وأرى فيما أرى أن حسن موسى لم يبرح مكانه, لم يبرح المكابدة وهو لا يفتر(ما شا الله).و احيي المجموعة معك المتحاورة أمام العارية الأمريكية الكبيرة.
وهنا لدي تعليق, أريد أن أشارك به حسن و المنفعلين معه قليلا من المكابدة.
وجدت الاستاذ النور حمد الي جانبي هذا مفرح جدا مع بقية المشاركين.

د.حسن موسى
استخلصت من توضيحك للوحة- لوحتك عري أمريكا الضخم ما يلي:
1- أن حرب الثقافات تتنكر وراء حوار الثقافات
2- أن الحاشية التوضيحية واسم اللوحة لا يعوق حقيقة أن هذا العمل هو عمل بصري غناه في حاسة البصر. (تبذل للبصر وتدرك بوسيلة البصر)

فيما يختص بالنقطة الأولى اسأل لو أن هذا التشكك وهذا المأخذ يواجه أي دعوة لحوار الثقافات؟

أما بالنسبة للنقطة الأخرى, أبدا أوضح أن لدي فرضية حول التجربة الجمالية. وهذه الفرضية تقترب من معالجة هذا الأشكال المتعلق باللوحة الفنية.
هي تتعارض مع المفهوم الذي أوردته.
ففي اعتقادي لا مناص من تلك الحاشية . فهذا التوضيح التصوري لازم لقيمة اللوحة سواء كان هذا التوضيح منك أو من اللوموند أو من ذاكرة ووعي المشاهد المتفاعل.
هذه المسالة ليست معيبة. ليست نقصا ينتقص قيمة هذا العمل الفني. لكن أيضا لم تعد اللوحة جمالية بصرية. جمالية بالمعني الذي أسسه بولا منذ زمن وثبته ودافع عنه صلاح حسن وفتحي محمد عثمان وغيرهم-وساهمت أنت في تأسيسه.وهو ما نجده عند كانت وعند كروشية القرن العشرين.
اللوحة امامنا ليست عملا اثيتيك جمالي لكنها فن ارت.
هذا يعني انني في الفرضية افصل الاثتيك الجمالي من الفن الارت.
ما هو الفن؟: الفن هو كل ما يقول مجتمع من المجتمعات انه الفن. إذا قال مجتمع ما هذا فن فهو إذن كذلك.
اما الاثتيك الجمالي فله صفة ينيفيرسال كلية. أي يمكن ان يكون له تعريف. يمكن ان يعالج بموديل انموزج فيكشفه ويحدده.
ربما يكون هذا جانبا من المسالة . لكن فلننظر أيضا هذا التقابل بين بيكاسو والانثربولوجي كلفورد قيتس:
قال بيكاسو: لماذا تسالونني عن معني اعمالي الفنية؟ اذهبوا و اسألوا الطيور المغردة.
لكن قيتس لم يكترث لبيكاسو ولم يذهب للطيور وعارضه. عارضه و أكد أن بحثه في الحقب الأوربية يوضح بجلاء أن الفن لم يقم إلا حاملا لمعني. بل هو لا يقبل أن يقال أن الفن هو توظيف لمركب كان جماليا بحتا.
أما أنا فلا أرى تعارضا بينهما. كل ما في الأمر انهما يتحدثان عن موضوعين مختلفين.
لاختبار رأي قيتس, اسمح لرهبة الكنيسة أن تدخل قلبك وانظر إلى المسيح في صليبه و تذوق المذاق المتخلف المختلف من ذلك. أو في محفل الزار,عندما يتمكن الطقس من نطاق الإيقاع لا شك إن الموسيقي تكون عندئذ هي توجهات الطقس بعينها.

لاختبار رأي بيكاسو انظر إلى أي من أعمال بيكاسو او أعمالك في السبعينيات. يمكن أيضا أن ننظر إلى أعمال السودانيين الذين كرسوا فرشاتهم لجماليات بحتة.


معالجتي للفرضية تقوم علي:
1-دراسة التجربة و الواقع الذي عاشه كانت ليصل إلى تحديدات اعتقد أنها لا تزال صحيحة حول الجمال.
لدي اعتقاد أن ما تم من تطبيق لنظرية كانت علي الأعمال الفنية عاق من عمق نظريته.كما إن التطبيق لم ينجل عن وضوح حول تلك الأعمال.
اقصد ان هناك واقعا وتجربة غير الأعمال الفنية المعروفة ,عاشها كانت وعايشها, هي التي مكنت من تماسك النظرية الكانتية. واري أن يكون المسعى لكشف هذا الواقع. نأخذ في الاعتبار أن الفلسفة المثالية تخفي الواقع الذي نشأت عنه.

2- اعتمدت نقدا لبنديتو كروشيه حاولت مدييته. يقال ان ماركس مديي أو أوقف هيجل علي قدميه.يعني حول منهجه من المثالية إلى المادية .هذا علي مقاس كبير. هنا لكن علي مقاس صغير أحاول أن اقلب منهج كروشيه الي قدميه. فتكون النتيجة هي القابلية للسير في الطرقات والزقاقات الضيقة. أي قابلية الممارسة بدلا من التحليق المثالي.

3-تتبعت ما أراه كظاهرات تائهة. وهي الظاهرات التي لا تنسب إلى أي من العلوم السائدة.الطب أو السيكولوجي أو علم الاجتماع ....الخ. مثلا المخدرات غير الاعتمادية (بدون إدمان)هي تعالج من قبل كل تلك النظم لكن لا تنتسب لأي واحد منها.
هذه التجربة المحددة (التعاطي غير الاعتمادي للمخدر)تتضمن الآتي:-تتضمن مكعبا- بناء ثلاثي الأبعاد من اللذة يستهدفه المعاقر. العامل الكيميائي هو الأزميل في هذا البناء. العامل الكيميائي يستقطب اهتمام النظم الأخرى أي الفسيولوجيا الطب الاجتماع الخ. لكن المكعب نفسه لا يمسه أي من هذه العلوم. هو إذن ملك حر للتجربة الجمالية يكشفه و يحدده علم الجمال.

كيف يرتبط هذا الإيجاز للفرضية مع بعضه بعضا ؟
إذا حرر الفن من معالجات علم الجمال استبانت المقومات العقلانية للعمل الفني بشكل أوضح. وبالمقابل لو تحرر علم الجمال من معالجة الفن يكون نافذا اكثر و يغطي مساحة واسعة من الموضوعات. موضوعات هي أصلا في نطاقه كمثال المخدر غير الاعتمادي.

إذا أردنا العودة إلى اللوحة العارية الأمريكية الكبيرة نري أنها عمل فني مدمج بالكامل في مغزاه وتصوره. بالتالي هذا العمل يحمل معني, وهو ذو قيمة بهذا. ولماذا لا يكون ذا قيمة؟ فهكذا هو قائم بذاته.
أوضحت أنت أن أيقونة بن لادن تكاد تكون هي المعني القاهر الذي تضعه الإمبريالية داخل صورة بن لادن. وانت ترد الصاع. إذن لابد ان يكون هذا الرد مغرضا أي ذا غرض (purposive).
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

الصدق عبد الماجد محمد عبد الماجد،

شكراً على حضورك. وأتمنى أن يسعف حسن الوقت ليرد على مداخلتك. أراه هذه الأيام مشغولاً بإعداد مشاركات قادمة، بعد أن انتهى من تعريب سلسلته "من اخترع الأفارقة"، والتي كانت قد كتبها في الأصل بالفرنسية ونشرتها مجلة "الأزمنة الحديثة"، التي أسسها جان بول سارتر.
تجدون هذه السلسلة في الرابط الموجود أعلاه، أو مباشرةً بقسم الدراسات والبحوث التابع لباب الفنون التشكيلية بالموقع.

مرة أخرى، لك خالص الود
نجاة

.
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

الصديق الفاضل البشير،

عاطر تحياتي

ولك الشكر على المشاركة وعلى المؤازرة والكلمات الطيبة. وكما قلت للأخ عبد الماجد، أتمنى أن يجد حسن موسى الوقت للعودة إلى هذا البوست، إذا ما وجد "فرقة"، وهو يعد لموضوع لإنزاله بالمنبر.

ولك خالص الود.
نجاة
أضف رد جديد