الأمم المتحدة بين الأمل في الإصلاح والدعوة للحل

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ÓíÝ ÇáÏíä ÅÈÑÇåíã ãÍãæÏ
مشاركات: 481
اشترك في: الأربعاء مايو 25, 2005 3:38 pm
مكان: روما ـ إيطاليا

الأمم المتحدة بين الأمل في الإصلاح والدعوة للحل

مشاركة بواسطة ÓíÝ ÇáÏíä ÅÈÑÇåíã ãÍãæÏ »

من المقرر أن يكون هذا العام ، 2005 ، عام الإصلاح للمنظمة العالمية .وهي إصلاحات لاتقتصر فقط علي مجلس الأمن بتوسيع عضويته ليضم 9 دول أخري ، وإنما تمتد لتشمل عدة مناحي من مؤسسات وأنشطة الأمم المتحدة لتواكب سير وتطورات الأحداث العالمية . وهاهو العام قد إنتصف ولاتبدو في الأفق بوادر الإصلاح التي نادي بها أمين عام المنظمة ، كوفي عنان ، في مارس الماضي . ففي سبتمبر القادم سيعقد إجتماع الجمعية العمومية للمنظمة بحضور أكثر من 150 رئيس دولة وحكومة لنقاش مشكلة الفقر وكيفية دعم قرارت مؤتمر الدول الصناعية الكبري ( الثمانية العظام ) حول إغاثة أفريقيا المثقلة بالأمراض والديون الخارجية . وبالنظر لجدول الأعمال لايتوقع ، علي أحسن الفروض ، سوي تخصيص نذر يسير من الوقت للنظر في أمر الإصلاح الشامل للمنظمة ، الأمر الذي قد لايسعد الأمين العام ومن حوله ممن لايزالون يعتقدون في جدوي وأهمية الإصلاح . فمن المؤكد أن المنظمة التي تمثل في الخيال الجمعي صورة مصغرة للحكومة العالمية المرتقبة ، قد أصبحت في أزمة . وهي أزمة قد تجلت بصورة سافرة عند خروج الولايات المتحدة علي الشرعية الدولية بغزو العراق ، وتجلت - قبل ذلك - في عجز المنظمة عن ممارسة القدرة الفعلية في تطبيق قرارت مجلس الأمن حول الشرق الأوسط ، بل وفي عجزها حتي عن إرسال قوات طوارئ دولية لحفظ السلام ومراقبة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة . وقد بلغ حجم الأزمة قدراً يبعث علي التساؤل عن إمكانية إصلاح المنظمة ، ومن ثم إنقاذها ، أو حلها وإغلاق مكاتبها ووكالاتها المتخصصة .
صدر مؤخراً في إيطاليا كتابان ، في هذا الصدد ، يتناولان الموضوع من وجهتي نظر مختلفتين تماماً. الأول بعنوان " مرآة العالم " - "Lo specchio del Mondo " لكاتبه باولو ماستروليللي ، والذي يستشف من عنوانه ضرورة الحفاظ علي مركزية المنظمة العالمية ، والثاني بعنوان " ضد منظمة الأمم المتحدة " - " Contro l'Onu لكاتبه كريستيان روكا ، الذي يقرر فشل المنظمة ويدعو لحلها .
يعمل ماستروليللي مراسلاً من نيويورك لصحيفة وراديو الفاتيكان ، ولايخفي إعجابه بالمنظمة التي ظل يؤرخ لها منذ نشأتها في سان فرانشسكو في يونيو عام 1945 ، وحتي ذلك المشهد الفريد لنيكيتا خروتشوف وهو يقرع المنضدة بحذائه في الجمعية العمومية عام 1960 ، ومنذ فضيحة النفط مقابل الغذاء في برنامج العون لعراق صدام حسين ، إلي المعارك التي تخوضها إيطاليا - منذ عدة سنين - لمنع التوسع غير المتكافئ لعضوية مجلس الأمن . يشير ماستروليللي في كتابه إلي العديد من أوجه القصور في أداء المنظمة ، كالبيروقراطية ، والفضائح المتنوعة . ولكنه يعبر عن قناعة ملحوظة بأن هناك جوانب إيجابية تبرر وجود المنظمة . فهي - كا يري - علي أية حال ، ثمثل المنبر الوحيد الذي تلتقي عنده كل الدول بأنظمتها المتباينة من ديموقراطية وديكتاتورية وليبرالية وإستبدادية ، لإبداء الرأي والحوار . إضافة إلي أن منظمة الأمم المتحدة ، بوكالاتها المختلفة ، تلعب دوراً هاماً في لفت نظر واضعي أجندة السياسة الدولية إلي مشاكل تحظي عادة بإهتمام ثانوي ، كمشاكل الفقر والجوع في أفريقيا ، أو خطر الأمراض الوبائية علي النطاق العالمي . ويبدو واضحاً للكاتب ماستروليللي أن المنظمة لاتزال تحظي بقيمة - ولو نسبية - تدعو للحفاظ عليها ، والسعي لإصلاح أوجه القصور فيها .
أما الكاتب والصحافي ، كريستيان روكا ، فقد نحا للشجب والتعبير عن وجهة نظر راديكالية بشأن " فشل " المنظمة العالمية خلال 60 عام من تاريخها في مواجهة كثير من القضايا . يبدأ روكا بالإشارة إلي عجز مجلس الأمن والجمعية العمومية - شبه التام - عن حفظ الأمن العالمي بإستثناء الحرب الكورية في أوائل الخمسينيات . ويشير إلي "خيانة " روح الميثاق الذي أنشات بموجبه المنظمة العالمية ، عندما أمر " يو ثانت "- الأمين العام للمنظمة العالمية في عام 1967- بسحب قوات حفظ السلام العالمية من صحراء سيناء بناءاً علي طلب الرئيس جمال عبد النصر ، وفتح بذلك أبواب حرب " الأيام الستة " بين إسرائيل والدول العربية المجاورة .
يتحدث الكاتب هنا عن عجز الأمم المتحدة عن حماية إسرائيل ، وفقاً لتصرف الأمين العام في عام 1967 ، ثم عن الإعتراف " الضمني " بحق بعض الشعوب في الإرهاب
( يقصد المقاومة الفلسطينية دون أن يسميها ) . ويذكر ان الأمم المتحدة دمغت الصهيونية بالعنصرية ، ثم عملت علي تغطية الماضي النازي للأمين العام كورت فالدهايم في أعوام السبعينيات . ومع ذلك ، ذهب الكاتب روكا ليقرر أن بعض وكالات الأمم المتحدة تعمل بصورة مقبولة ، وينبغي دعمها ، كوكالة غوث الللآجئين ، وبرنامج الغذاء العالمي ، ومنظمة الصحة العالمية . إلا أن المنظمة بحد ذاتها _ كما يري- تمثل فشلاً، ضاراً في بعض الأحيان ، يفيد الأنظمة الديكتاتورية أكثر مما يفيد
الأنظمة الديموقراطية . ويري أيضاً أن الإصلاحات التي يقترحها الأمين العام لن تقود إلي شئ ، شأنها شأن المقترحات العديدة الأخري التي ذهبت أدراج الرياح . ويقترح الكاتب - عوضاُ عن ذلك - إنشاء منظمة بديلة ، أو تحالف بين الدول الديموقراطية ، ولايسمح بالعضوية فيه إلا للدول التي تلتزم بمعايير ديموقراطية محددة ونموذجية . يشير الكاتب ، في هذا السياق ، لتجربة الولايات المتحدة في التحالف الفعلي مع بعض الدول لمواجهة " طوارئ محددة " ، ومكافحة الأنظمة الديكتاتورية حتي بالوسائل العسكرية .
يبدو هذا الطرح واضح الإتفاق مع الطرح الأيديولوجي لمن يسمون بالمحافظين الجدد في الإدارة الأمريكية الحالية التي تسعي لفرض نظام عالمي جديد ، لاتحظي الأمم المتحدة فيه بدور رائد وفعال . فهل ياتري قد غربت شمس المنظمة العالمية إلي غير رجعة ؟[color=blue]
[/color]
أضف رد جديد