و رحل النهر... الفنان حسين شريف!

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ
مشاركات: 267
اشترك في: الأحد مايو 22, 2005 9:57 am
مكان: كندا

و رحل النهر... الفنان حسين شريف!

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ »

و رحل النهر...الفنان حسين شريف

منْ سينتزع كهرمان هذا الحزن المقيت
و يُعيد للنهارات تلك...
للمساءات تلك...
و لهذا الجسد الممدد فى أتون شتاته
بعضاً من ألق الدهشةِ
ووهمِ الانتماء
منْ؟ يا " قُفــــــــــــة!"

عندما قرأت فى الاخبار "الفنان حسين شريف الى الضفة الاخرى"‘ أحالتنى هذه الصياغة الخبرية الى الاعتقاد بأنه قد قرر أخيراً أن يهجر القاهرة- المدينة التى إتخذها "دِرعاً" ضد إبتزالية "المشروع الحضارى" الذى طفح كورم سرطانى فى الجسد السودانى‘ من ناحية‘ و ضد غوايات الدولار و اليورو‘ من الناحية الاخرى‘ ليعايشها (القاهرة) بنوباتها المجنونة لحظة بلحظة. كانت دهشتنا بالغة إزاء تمسكه غير "المزعزع" بالقاهرة و هى تعمهُ فى غيًها‘ دهشتها‘ غموضها‘ واقعيتها المفرطة‘ قهرها‘ حنيتها‘ ...الخ

سارعتُ بقراءة الخبر لمعرفة الجهة التى إختارها حسين شريف لتكون مقراً آخراً له‘ و كنت أُمنى النفس أن يكون قد اختار بلاداً تتيح لنا اللقاء من جديد (لقاء مستدام)! لكن خاب ظن.

كانت الدالة "الضفة الاخرى" ليست سوى محاولة يائسة لإخفاء مدلولها و من ثم مرجعها "الاصلى" بتوسلها مجاز النهر فضاءاً لها. كان ذاك المرجع فى واقع الامر ليس سواء هذا الرحيل الكبير‘ رحيل الفنان حسين شريف- ليس الى الضفة الاخرى- حيث لم تكن هناك ضفاف (ربما فقط يحزنون!) و لكن الى صحراء الموت بكل سطوته و غموضه و لينضاف فصل آخر فى كتاب الفقد و الحداد‘ كتابنا الازلى!
فقد رحل النهر بحق و حقيقة.

صُعقت!
بل صُدمت.
و الصدمة يا سادتى ليست سوى تلك الحالة الفريدة جداً التى بقوتها تتعرى "الذات" من وهم "الانا" و خرافة وحدة الكينونة‘(و هى حالة اشبه بالتشظى اللحظى خارج مملكة اللغة!) ذلك كله ربما لاننا نرى فى موت "الآخرين" موتنا المخبأ فى الخلايا (كما يقول جان بودريارد).

تولدتْ لدى طاقة رفض هائلة لمجرد فكرة رحيل الفنان حسين شريف و تحول ذلكم الرفض الى التعامل بلا مبالاة مع محاولات محبى الفنان فى نصب صيوانات "عزاء"/تابين تقديرية.

كيف يموت من كان ممتلئاً بالحياة و الحيوية الى ذلك الحد الخرافى؟
كيف يموت من كان يعطى الحياة والحيوية الى ذلك الحد الخرافى؟
كان محباً للحياة فى كافة تجلياتها و تمظهراتها. لكن حبه للحياة لم يكن متهافتاً أو مبتزلاً‘ بل كان مشبعاُ بحساسية و شاعرية و عطاء منقطعة النظير! و بل فى معيته تتوارى هواجس الموت و أطيافه لتبقى الحياة- و لا شئ سوى الحياة- سيدة المكان والزمان فتتمدد فى كل الاتجاهات و اللحظات!

كانت حياته أشبه بلوحة "كرستالية" إختطها بريشة استمدت شرعيتها لا بل مشروعيتها من هذا الاتساق المتناهى ما بين رؤيته/فلسفته للحياة فى الحياة و معايشته لها. عطاؤه المتدفق و انفتاحه غير المحدود على الآخر و صراحته المتناهية والمتزنة و بساطته الخلاقة صاغت منه "كاريزما جمالية" متفردة. وهى الكاريزما التى تجعل منه عالماً لا يمكن نسيانه أو تجاهله منذ الوحلة الاولى التى تتعرف فيها عليه.

كان نموجاً لفنان/انسان متكامل "عابد للفن و الجمال و الحب"! يتعشق الشعر و يحب قراءتها و الاستماع لقراءة الآخرين للشعر. يطرب للغناء و الموسيقى الى حد الجنون. يحب الرقص و كان يصل به حبه للرقص الى درجة القيام بحركات "بهلوانية" كنا نخاف ان يصيبه اذى من جرائها لكنه كان لا يحفل لمخاوفنا بل يستمر فى حواره مع الجسد على ذلك النحو الى ابعد الحدود! و على ذكر الشعر و الغناء كان يتحدث باستمرار عن أصدقاء التقاهم/عايشهم فى دروب الحياة المختلفة: الفنان عبد العزيز داؤود و على المك و على عبد القيوم‘...الخ كان يتحدث عن هؤلاء بحضور كثيف وحب كبير.

و على الرغم من انتقالاته المتكررة على جسد القاهرة: من المهندسين الى وسط البلد و من هناك الى العوامة ثم المهندسين...الخ‘ و هى الانتقالات التى تحكى فى جزئية منها قصة معانة الفنان الملتزم (فى مقابل "السياسى" المتهافت و المبتزل)‘ لم تكف ريشته عن النبض. كان حريصاً كل الحرص ان تتوفر بالاماكن التى يستقر بها مساحة مناسبة تصلح ك"مرسم"/معرض و منافذ لدخول كمية كافية من الاضاءة حيث كان يوالى أعماله الفنية تلك اهتماماُ و كأنها تجسيداُ أو امتدادات له. بالاضافة الى ذلك‘ فقد حرص على المشاركة فى العديد من المعارض فى صلات العرض المختلفة بالقاهرة.

السينما كانت احدى معشوقاته‘ بل قل هى معشوقته الكبرى. كان يرى فيها مكاناً محتملاً لاستيعاب مشروعه الفنى بالكامل! فكان لا يفتأ يتحدث عن فلميه (انتزاع الكهرمان و من مفكرة الهجرة) وعن مشاريع سينمائية اخرى كثيرة. أيضاً كان كثير التحدث عن فيلم لم يتمكن من اكمال تصويره (ليست مياه القمر؟) و الذى بدأه فى منطقة بجنوب السودان. سبب عدم اكمال التصوير على ما اذكر قيام انقلاب عسكرى أو وضعية عسكرية مشابهة. وهو الشئ الذى يجعل من ليست مياه القمر مجازاً (Metaphor) للمشروع السودانى المتخيل و هو يشق طريقه فى وهداء الغيب! ( تترصد ه الأبوات المتسخة!)

كان طباخا ماهراً خاصة فى استخدام البخار و المواد الفخارية كعناصر اساسية فى عملية الطبخ.

وعلى الرغم من الفترة الطويلة و الغنية التى قضاها بانجلترا الا انه كان قليل التحدث عن تلك التجربة و فى حدود ضيقة جداً‘ و حتى فى تلك الحالات كنت تلاحظ سحابات هى مزيج من الحزن و الفرح و الحسرة و الفقد‘ ...الخ تخيم على ملامحه! كنت أراه فى هذه الحالات أشبه بمصطفى سعيد ( فى رواية موسم الهجرة الى الشمال للروائى السودانى الطيب صالح) الذى قرر ان يقتطع جزيرة سرية بالبلد يدعها "أسراره" تلك الاسرار التى لم نتعرف إلا على القليل منها بعد تلاشى/موت صاحبها. لربما كانت له أسراره ايضاُ!

رحيل الفنان حسين شريف – النهر- لم يكن رحيلاً "عادياً" بل هو رحيل مشروع سودانى بمنجزاته و احلامه و خيباته و اوهامه و أماله‘ بنجاحاته و فشله. و هو المشروع الذى لم يحفل به "السياسى السودانى" و انما تعامل معه بتجاهل اقرب الى الاحتقار الشئ الذى لابد انه خلف آثاره السيئة فى كتاب السيرة الذاتية لهذا الفنان النهر. لا بل لربما ساهم فى موته ايضاُ. و هو(اى مشروع الفنان حسين شريف) فى رأيى اقرب الى مشروع الاستاذ محمود محمد طه فى سياق أخر.
وهو المشروع الذى يضعنا فى تحدى ضرورة قراءته بكل شجاعة و شفافية و الا نبخل عليه بصدق مشاعرنا كحد أدنى للاحتفالية و التحرر به.
نم فى سلام ايها النهر!

محمد عثمان دريج
ãÍãÏ ÇáÌÒæáí
مشاركات: 329
اشترك في: الأحد مايو 15, 2005 10:06 pm

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÇáÌÒæáí »

.. .. .. .. ..
أخى دريج ..

نعم رحل النهر ..و رحل فى صمت .. ذالك الصمت الذى الفه ..ذالك الصمت الذى احيا منه كمُ من الجمال .. كمُ من اللوحات .. كمُ من الأفلام .. كمُ من .... ومن ...
نعم ياصديقى رحل الفنان .. رحل الشيخ .. وحزننا فيه بقامة الجبال .. لكن عزاءنا فيه تلك المرافى التى تركها على شاطئيه ويالها من مرافى .. فلنستريح عليها ونستمتع بجمالها .. وهذا ماعاش من اجله .. وكانت حياته ( فكرة ) واى فكرة .. الجمال ياأخى محمد ..

وهاأنت تنثر علينا من سيرته العطرة .. وبدورنا ننثر على قبره الماء والورد ..
فليرحمه الله ويدثرهُ بالمغفره استاذنا وخليل الجميع ( حسين شريف ) ..
والشكر اجزله لك ..


.. .. .. .. ..
تخريمه ..
( الماعندو محبه ماعندو الحبه .. والعندو محبه ماخلى الحبه )
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ
مشاركات: 267
اشترك في: الأحد مايو 22, 2005 9:57 am
مكان: كندا

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ »

اخى العزيز محمد الجزولى
لك اجزل الشكر على هذه الاطلالة الطيبة.
كان الفنان حسين شريف دوحة ظللت الجميع!
فلتبقى ذكراه الى الابد

تخريمة:
التقينا فى القاهرة ( يوسف عباس‘ و على ما اعتقد كنت انت قادم من أسمره)!

محمد عثمان دريج
ãÍãÏ ÇáÌÒæáí
مشاركات: 329
اشترك في: الأحد مايو 15, 2005 10:06 pm

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÇáÌÒæáí »

صورة
.. .. .. .. ..
اخى العزيز دريج ..
اطيب التحايا لك ..
تجدنى مشدود بهذا ( البوست ) .. ففيه ذكرى عطره ( لعالم فذ ) احبه وافتقده ..
وستبغى ذكراه ابدا ( بكمُ ) الجمال الذى تركه ..
وشكرا مرة اخرى لك ياصديقى .. وشكرا ( لذاكرتك ) الحديدية .. نعم التقينا كما ذكرت .. وحتما سنلتقى مرة اخرى ..
فلك التوفيق فى كل مناحى حياتك ..



.. .. .. .. ..
تخريمه ..
( الماعندو محبه ماعندو الحبه .. والعندو محبه ماخلى الحبه )
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي دريج،
تحياتي وتقديري،
فرصة التعرف عليك في حد ذاتها مكسبٌ كبير. أعني فرصة التعرف على أي إنسان خيرٍ وذكي النفس مثلك. أما أن تقترن هذه الفرصة باكتشاف هذا القدر من الرؤية والطاقة الإبداعيتين فهذا منتهي السعادة.
قرأتُ بتركيزٍ شديدٍ مقالتك الممتازة عن أستاذنا حسين شريف. وظللتُ أتساءل في أثناء قراءتي لها، وبعد "فراغي" من قراءتها، "ماذا عساي أكتب عن حسين شريف بعد هذا؟" وكانت أسرته قد اتصلت بي من لندن لأشارك بكلمةٍ في حفل تأبينه في تلك المدينة التي قضى فيها شطراً من أخصب أيام شبابه. كان فيها نداً لأعظم رواد الحداثة التشكيلية والشعرية، أعطى فيها الكثير وصقل مواهبه السخية، التي ما انفك يصقلها ويجددها، ويسائلها، في أماكن وفضاءات أخرى، إلى أن "رحل".
لقد تشرفتُ بأنه "درسني" في السنتين الأولى والثانية في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية. إلا أن هذه قصةٌ أخرى ربما تحدثتُ عنها في فرصةٍ قادمة. ثم التقيته بعد ذلك بعشرين عااماً (في منتصف الثمانينيات). التقيته في فضاءاتٍ أكثر براحاً عرفتُ فيها كم أننا كدنا أن نفرط في هذا المبدع الكبير. على الرغم من أنني كنت من محبيه الحريصين على تتبع أخباره وأعماله في الصحف والمجلات والكتب والمعارض. إلا أن الالتقاء بحسين وجها لوجه والجلوس إلى حضرته شيءٌ آخر. وقد صورتَ أنت ذلك في مقالك بصدق وشفافيةٍ ووفاءٍ وبراعة لا معقب عليها. أو هو بالأحرى تصويرٌ يفتح، بإبداعيته العالية، باباً شيقاً ورحيباً للتعقيب.
شكراً لك على هذا المقال السخيُّ الثر.

ولي عودة
لك عامر مودتي

بــولا
الفاتح مبارك
مشاركات: 56
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:16 pm

Hussien Sharief: This is the way I do things

مشاركة بواسطة الفاتح مبارك »

Mohmed;

1- Thank you for the timely writing on Hussien Sharief.

2- No doubt Hussein Sharif, was one of Sudan's most influential film makers. But he was not just a great Sudanese artist, and an icon in our Sudanese diasporic culture but a way of seeing, a way of being in the world, a unique way of doing things, and above all a promise: a possibility of our Sudanese intellectual culture, of what it might have become. An authentic artist who lived his life the way he made art: crossing all boundaries and living poetically his possibilities.

3- His work and his life will continue to inspire our generations in their resistance to hold what left of the Sudanese Spirit. He will be missed.

Before he leaves us to our fate he reminds us of the way he does things, of the way we should do things:

"There is a definite analogy between my work as a painter and my work as film-maker, which I think is inevitable. My framing of the film is painterly. When it is in black and white the form of the frame becomes even more important. My attitude to colour on film is also painterly... This is the way I do things."
To read more follow the link:
https://weekly.ahram.org.eg/2000/484/cu3.htm

Salam
Elfatih Mobark Osman
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ
مشاركات: 267
اشترك في: الأحد مايو 22, 2005 9:57 am
مكان: كندا

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ »

الصديق العزيز محمد الجزولى
اشكرك مرة اخرى على هذه الاطلالة وعلى
مشاعرك الطيبة حيال راحلنا المبجل حسين شريف.
دريج
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ
مشاركات: 267
اشترك في: الأحد مايو 22, 2005 9:57 am
مكان: كندا

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ »

أستاذنا الجليل د. عبدالله بولا
سعدتُ كثيراً لتكبدكم مشاق الاطلاع على محاولتنا المتواضعة فى الكتابة عن قامة فى حجم الفنان/الانسان حسين شريف بعطائها غير المحدود. و لا اذيع عليكم سراً اذا قلتُ ان الكتابة عن هؤلاء القامات جد مرعبة و محفوفة بالكثير من المخاطر و المخاطرات و ليس ذلك بسبب ان الكتابة فى حقهم تظل "زعماً"‘ و لكن ايضاً بسبب ان هذا الزعم إنتقائى ب"طبعه" لانه يُسقط بوعى و غير وعى الكثير المهم بل و الاهم فى سيرة هولاء العظماء. و ربما لهذا كان ترددى الذى طال قبل "الشربكة" فى هذه المحاولة. لكن إطراءكم ‘ الذى نظن انه اكثر مما نستحق‘ شهادة فخر نعتز بها و حافز يدفعنا ربما "للتمادى" فى محاولات أخرى!

أما عن "مكسب التعرف" الذى جاء فى مداخلتكم الثرة أعتبره مكسب حقيقى بالنسبة لى خاصة و قد جرى تعرفى عليكم منذ زمان بعيد عن طريق نفرٍ كريم هم بمثابة مشاعل حقيقية فى دهماء هذا الشتات "الغشيم"‘ كان هؤلاء و لا يزالوا يتحدثون عنكم كثيراُ كلما لاحت فى الافق قضية فكرية‘ ثقافية‘ نقدية‘ ...الخ‘ و من هؤلاء الاصدقاء الفاتح مبارك‘ بهاء توفيق‘ عثمان عامر‘ .... بالاضافة الى ذلك ان تشرفتُ بالاطلاع على دراستكم "شجرة نسب الغول فى مشكل "الهوية الثقافية" و حقوق الانسان: اطروحة فى كون الغول لم يهبط علينا من السماء"‘ الطريق‘ العدد السابع والثامن مزدوج‘ اغسطس 1998: ص 23-51‘ التى شفت عن حساسية مغايرة و شفافية عالية فى مقاربتها لموضوعة فى تعقيد "الهوية" فى السياق السودانى. أقول تلك الحساسية و الشفافية فى حقيقة الامر تنقصان "الخطاب" السياسى و الفكرى "السائد" فى السودان. لذا جاءت رؤيتكم كإضافة حقيقية و بمثابة "اللبنه" الضرورية لاى عمل غايته التأسيس لسودان الحلم!
شكراً مرة أخرى
و لتدم المودة و التواصل

محمد عثمان دريج
آخر تعديل بواسطة ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ في الأحد يونيو 19, 2005 1:03 am، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ
مشاركات: 267
اشترك في: الأحد مايو 22, 2005 9:57 am
مكان: كندا

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ »

الفاتح

شكراً على الاضافة الثرة. فقد استمتعت بقراءة مقال محمد خالد فى ال Ahram weekly والذى كشف عن تلك الرؤية المتكاملة للفنان حسين شريف.

دريج
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ
مشاركات: 267
اشترك في: الأحد مايو 22, 2005 9:57 am
مكان: كندا

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ »

الطيب صالح (كاتب و روائى سودانى) يكتب عن الفنان الراحل حسين شريف
.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــ
مأتم بعد عرس
الطيب صالح

قبيل عيد الميلاد ونهاية العام في لندن‏,‏ كان حسين سعيدا جدا في تلك الليلة‏,‏ لا عجب فقد كان الحفل حفل زواج ابنته‏,‏ وصل من القاهرة في اليوم نفسه‏,‏ كان أنيقا يلبس بدلة كاملة‏,‏ أول مرة أراه في بدلة كاملة‏,‏ وله شارب أنيق أيضا مقصوص بعناية‏,‏ لم أر له شاربا من قبل‏.‏

كان حفلا بهيجا عامرا من آل المهدي وكثيرين ليسوا من آل المهدي‏,‏ الفنان العبقري إبراهيم الصلحي خرج من عزلته في اكسفورد‏,‏ والصحفي الكبير محمد الحسن أحمد‏,‏ والسياسي الجنوبي البارز بونا ملوال‏,‏ شيوخ وشباب ونساء وأطفال‏.‏

كانت زوجة حسين الفاضلة شامة المهدي‏,‏ ابنة خاله وأخت السيد الصادق المهدي تقف فخورة بجانبه في ثوب سوداني زاهي الألوان بوقارها المعهود وابنتاه العروس والثانية التي احتفلوا بزفافها في السودان منذ عام‏.‏

لم يمكث غير بضعة أيام في لندن‏,‏ تعجل العودة إلي القاهرة تواعدنا علي اللقاء في القاهرة ثم أثناء إقامتي القصيرة في البحرين‏,‏ وأنا أشاهد القناة الفضائية السودانية ثاني يوم أو ثالث يوم عيد الأضحي‏,‏ إذا بالمذيع يقول‏:‏السيد وزير الثقافة يحتسب إلي الله الفنان التشكيلي والمخرج السينمائي حسين مأمون حسين شريف‏...‏

إنا لله وإنا إليه راجعون‏,‏ بلي إن الموت حق‏,‏ وهو حقيقة تفرض نفسها صباح مساء في زحمة الحياة‏,‏ إنما كل مرة تبدو كأنها أول مرة‏,‏ ونأخذ وقتا قبل أن نعتاد قول يرحمه الله‏,‏ وقبل أن نتعود أنه هذه المرة غياب وأبدي‏,‏ وأن الخيوط التي كانت تربطنا بذلك الإنسان العزيز قد تقطعت إلي الأبد‏..‏ والحمد لله‏,‏ ولكن ما أقسي الأبد‏!.‏

كان حسين ـ رحمه الله ـ إنسانا عظيم التهذيب غامر الإنسانية متعدد المواهب‏,‏ وكان من أذكي السودانيين الذين عرفتهم‏,‏ وكان من أفصحهم في اللغة الإنجليزية‏,‏ عرفته أول مرة في لندن أوائل الخمسينيات حين كان يدرس في جامعة كيمبردج ثم توثقت الصلة بين عائلتينا في الخرطوم في الستينيات وكانت دارهم البسيطة الجميلة علي طريق المطار‏,‏ ملتقي السودانيين وغير السودانيين كانت الخرطوم جميلة حقا تلك الأيام‏,‏ وكانت دارهم من مراكز جاذبية الخرطوم‏.‏

أقام حسين معرضا للوحاته الفنية في لندن وهو دون الثلاثين من العمر‏,‏ وهو معرض لفت إليه أنظار النقاد الإنجليز‏,‏ ولو أراد لمضي في درب الفن التشكيلي ولأصبح فنانا كبيرا يقارب الفنان السوداني العبقري إبراهيم الصلحي‏.‏

ولو أراد لاستفاد من وضعه العائلي في أسرة المهدي‏,‏ ولعاش حياة مريحة في السلك الدبلوماسي أو غيره‏,‏ إنما حسين مأمون ـ رحمه الله ـ لم يأبه لأي من ذلك ولعله بأسلوبه الهادئ الودود كان متمردا علي وضعه العائلي‏.‏

لم يلبث أن ترك الفن التشكيلي بعد أن أحرز فيه نجاحا ليس قليلا في وقت مبكر‏,‏ اتجه إلي السينما ودخل معهد الفنون السينمائية الشهير في لندن‏,‏ وبعد تخرجه انصرف إلي إنتاج أفلام قليلة أنجزها علي فترات متباعدة لم يسع إلي ترويجها‏,‏ وكأنه لم يرد من ورائها إلا إرضاء نفسه وحسب‏.‏

في سنواته الأخيرة‏,‏ اتخذ القاهرة مقرا له‏,‏ وبدأ يتعاون مع المخرجة المصرية الموهوبة عطيات الأبنودي‏,‏ التي درست هي أيضا في معهد الفنون السينمائية في لندن وبدأ تعاونهما بفيلم تسجيلي هو يوميات المنفي‏.‏

كان بيني وبينه تقدير متبادل‏,‏ وود متبادل‏,‏ وكنت أرثي لحاله أحيانا‏.‏
كنت أحس أن جسمه النحيل ينوء بعبء مواهبه العديدة‏,‏ كأنه لا يدري ماذا يصنع بها‏,‏ وأي وجهة يتجه بها‏,‏ وكنت أحس أيضا أنه اعتبر كل ما أنجزه محض تجارب يستعد بها لإنجاز عمل كبير‏,‏ ربما في الفن التشكيلي وربما في السينما‏,‏ وفي السينما علي الأرجح‏.‏

رحمه الله رحمة واسعة‏,‏ وألهم ذويه وأصدقاءه الكثيرين الصبر الجميل علي فقده‏.‏
الروائي الكبير ـ السودان

المصــــــــــــــــــــــــــدر:
https://arabi.ahram.org.eg/arabi/ahram/2 ... /akhe0.htm
إيمان أحمد
مشاركات: 774
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:27 pm

مشاركة بواسطة إيمان أحمد »

شكرا يا محمد علي الكتابة
لست هنا لأقول شيئا عن الأستاذ حسين شريف، فتلك مهمة لا أقدر عليها، ولا أتجني.


فقط أقول: في تجوالي اليتيم بالجامعة الأمريكية في القاهرة -المدينة التي تعج بكل شيء- كنت أتآخي بلوحة كبيرة علي الجدار. كلما أتيت قبالتها شعرت بالأمان. نوع من الأمان لم أحسه في جل أوقاتي بالقاهرة! كانت اللوحة من إبداعه.

شكرا للفنان حسين شريف إذ عبَر العالم كنسمة
ولك تحياتي
إيمان
ÃãíÑÉ ÃÍãÏ
مشاركات: 111
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:31 am

مشاركة بواسطة ÃãíÑÉ ÃÍãÏ »

محمد ...

ما كتبته في هذا البوست هو من أروع ما قرأته عن المبدع حسين شريف، لقد وفقت في أن تلمس جوانب عديدة من حياته الثرة. جيث يتعذر على المرء وصف العظيم الراحل المقيم حسين شريف في إطار مجال ابداعي واحد. وهو من تعددت مواهبه وعطاءاته خلال مسيرة حافلة بالابداع الفني والثقافي تميزت خلالها أعماله بدرجة عالية من التفرد والخصوصية وكانت دوماً القاسم المشترك في كل ما أمتعنا به!

أنت أيضاً لم تغفل الجانب الشخصي لحسين شريف الإنسان "الظاهرة" والتي لا تقل تفردا عن أعماله ...

كان "جميلاً" في كل شئ ... وستظل ذكراه الحاضرة تترك وقعاً "جميلاً" في نفوسنا على الدوام،

شكراً لك مرة أخرى
صورة العضو الرمزية
طلال عفيفي
مشاركات: 124
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:19 pm

مشاركة بواسطة طلال عفيفي »

صورة

عزيزي محمد دريج ..

كم هي مسأله مُعجزه أن نكتب عن أبانا وأستاذنا الجميل حسين شريف ..
فقد كان الرجل كما قلت أنت , نموذجاً لفنان وإنسان متكامل ..

غادر حسين شريف .. وتركنا عبره لمن لا يعتبر : محزونين ومشتاقين ,
وفي القلب لوعه ..

نحاول قدر المستطاع أن نفي هذا الإنسان حقه ..
بالكتابة عنه والإشارة إليه ولعوالمه ( وهو ما ساهم فيه مقالك هذا بصوره
طيبه وخاصه .. ) .

دريج ..

بعد قيام ليلتين , إحداهما في الخرطوم والثانيه في القاهرة , ستنشط فعاليه أخرى
في لندن مساء العاشر من يوليو .. لتكون ختاماُ لثلاث ليالٍ إتفق أن تكون مُفتتحاُ
لتنشيط ومواصلة ما بدأه الأستاذ حسين شريف في السينما والتلوين والكتابه ..


صورة

في القاهرة قد تم الإتفاق على الخطوط العريضه لإنهاء فيلمه الأخير " التراب
والياقوت " الذي كان , حسين , قد وضع عليه لمساته الأخيره قبل نزوحه .
وسيشرف على هذا المسار الفنان حسان علي أحمد , الذي عمل مخرجاُ فنياُ للفيلم
طوال مدة التصوير التي إمتدت لما يقارب السبع سنوات ..

في السودان نشاط لإقامة عدد من المعارض للوحاته في بداية سبتمبر , بالمركزين
الفرنسي والألماني الثقافيين , وكلية الفنون ..

كما بدأنا في الإعداد لماده صالحه للنشر على هيئة كتاب يضم ما أمكن من أعماله
الفنيه وسيرته ومجموعة من الكتابات التي كتبها في الشعر والنثر والترجمه ..

إلى جانب ذلك , هناك مشروع الموقع الإلكتروني الخاص بالأستاذ حسين شريف
والذي نتمنى أن يخرج إلى النور في الوقت المناسب والشكل اللائق .

عزيزي محمد ..
مهماُ فعلنا , فلن نستطع تغطية هذا الغياب ..
لكنه الامل والمحاوله ..
وحب عميق لما تركه فينا حسين شريف من سيره إنسانيه وفن ..

أخي وصديقي محمد ..
أتمنى أن تواصل لنا الكتابه عن حبيبنا حسين شريف ..
فكتابتك عنه , كما قال إبراهيم الجريفاوي لي , قبل ليالي : كتابه رائعه ..

أما أنا , يا محمد , فليس لي إلا أن أشكرك لإيرادك بعضاُ من سيرة رجل
كبير أحببته , وفنان قضيت أجمل أيامي بين يدي أبوته الحانيه وإنسانيته
العميقه ..

فأرجو أن تقبل مني فائق حبي وتشرُفي بمعرفتك ..


...
طلال




__________________
الصوره الأولى :
حسين شريف في مرسم عصام عبد الحفيظ ,
ب " شمبات " , في زيارته للسودان .
إلتقط البسمه : عصام عبد الحفيظ .

الصوره الثانيه :
حسين شريف على يمينه حسان علي أحمد ,
قبل تصوير مشهد من " التراب والياقوت "
بجامع أحمد بن طولون , في مصر القديمه .
تصوير : كلود / Claude Stemmelin .
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ
مشاركات: 267
اشترك في: الأحد مايو 22, 2005 9:57 am
مكان: كندا

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ »

عزيزتى ايمان:

اجزلك الشكر على المداخلة.
نعم اذكر جيداً تلك اللوحة‘ فقبل ان "تنتقل" الى "ملكية" الجامعة الامريكية رأيتها و "شقيقتها" بالعوامة حيث اقام الفنان حيناً من الزمن. بعد ذلك عرضت اللوحة ضمن معرض ب"وسط البلد!" القاهرة.
كانت اللوحة الضخمة معروضة بالمكتبة الرئيسية للجامعة الامريكية‘ و كانت بحق مصدراً لدفئ خاص. و كان ذلك من عطاء فنانا الانسان حسين شريف.

دريج
آخر تعديل بواسطة ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ في الثلاثاء يونيو 28, 2005 5:26 am، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ
مشاركات: 267
اشترك في: الأحد مايو 22, 2005 9:57 am
مكان: كندا

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ »

اختى العزيزة اميرة احمد


كان"جميلاً" فى كل شئ

لقد ذكرتُ فى سياق مداخلة اخرى للاستاذ عبدلله بولا عن مخاطر و خطورة "مزاعم" الكتابة عن العظماء أمثال فنانا حسين شريف. و حسب اعتقادى فان مصدر تلك المخاطر لا تكمن فى ما تدعى الكتابة بتضمينه و لكن بما لا تتضمنه (تنفه) الكتابة!
لقد حاولت أن اتلمس القليل جداً مما بدا لى و جربته فى علاقتى بالفنان بالقاهرة (1991-1998). لكن اسعدنى كثيراً ان لاقى بعض مما كتبته عنه شيئاً فى نفسك.
فالشكر موصول لك و لكل محبى الفنان حسين شريف فى كل مكان و زمان.
ليدم التواصل و الود

دريج
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ
مشاركات: 267
اشترك في: الأحد مايو 22, 2005 9:57 am
مكان: كندا

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ »

العزيز طلال:

ارجو ان تقبل منى فائق حبى و تشرفى بمعرفتك

التعرف بك شرف لى.

لعل من اروع ما "حدث" لى بالقاهرة هو تعرفى و من ثم صحبتى للفنان الانسان حسين شريف. و فى حقيقة الامر‘ رأيت الفنان اول ما رأيته ضمن فعاليات الاعداد للمعرض الدولى للكتاب – دار جامعة الخرطوم للنشر (1989-1990؟).
أما فى القاهرة فقد تعرفت عليه بصورة شخصية‘ و كانت بداية لقائى به بواسطة صديقى اسامة... حيث كانا يقيمان معاً بشقة بضواحى المهندسين؟؟؟
ففى ذلك اللقاء الاول جذبتنى فى الفنان حسين شريف دفئه‘ بساطته‘ أناقته‘ صراحته‘ "كرزميته"‘...
كان ذلك خلال (1991-1998).
أستمرت تلك العلاقة و تعددت لقاءآتنا و تبادلنا الزيارات غير المنقطعة‘ و كان آخر لقاء "حى" لنا فى يونيو 1998 عندما اصر على الرغم من "توعك" حالته الصحية على المجئ الينا بالمقطم لوداعنا و البقاء فى معيتنا حتى آخر لحظة.

يستحق الفنان حسين شريف ان تكون لاعماله موقعاً الكترونياً
يستحق الفنان حسين شريف ان يكون له كتابا يحكى "قصته"
.......................................................................
............................
دريج
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ
مشاركات: 267
اشترك في: الأحد مايو 22, 2005 9:57 am
مكان: كندا

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ »

نعم...

[size=24]احتفاء بذكرى الفنان حسين شريف‘ التشكيلى و السينمائى و الشاعر:


https://sudan-for-all.org/forum/viewtopi ... highlight=
أضف رد جديد