أسامة عبد الرحيم، فراشة الوعي التي..

Forum Démocratique
- Democratic Forum
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

أسامة عبد الرحيم، فراشة الوعي التي..

مشاركة بواسطة حسن موسى »

أســامة عبد الرحيم

"فراشة الوعي التي.."
.......

فراشة الوعي
التي تخالط أشعة الشمس

حبيبتي التاسعة بعد المئة
تذكّري فراشة الوعي التي تلازم المتعة
هذا خطابي الأخير..
إنني أذكر
لقد تململت تململا خجولا
و ابتلعت ريقك مرتين ـ ربما ثلاثة ـ عندما تدفّق الوهل
بين ساقيك..
الحب ليس مصلا للحقيقة
الحب زهرة برّية، حائرة بين جمالها الموحش
و إلفة المدينة ـ المدينة التي أقصد تقع ، بعد تحديد شديد،
في الجزء الغربي من صحراء ظهرها اليانعة ـ
حينما يضمّك ليل الحب تغتالين بخيالك ألف مشهد و تذبحين
ألف قديس، تسيرين خلف الجناز، تنتحبين
ثم تصادفين نهارك ـ نهارك حيث تضيع غلالة النوم
بين أشعة الشمس ـ تصابين بالدوارن، تنزعين
غلالة عقلك الرقيقة
و تسيرين عارية تنهشك فراشة الوعي و أشعة الشمس،
تهربين بقدميك خارج الرعب، ترحلين خارج الدائرة
عبر الخطوط المتوازية لمسافات زمننا..
الحب ليس مصلا للحقيقة
( لم يكن أبدا و لا أمل له في المستقبل)
تذكّري فراشات الصباح..

الفراشات التي تأكل لحمك و تقتات
أليافك العصبية، تمتص الدماء من خلف العظام،
تذكري فراشات الصباح التي تخالط الرموش و قذارة عينيك،
الفراشات الجهنمية التي تذوب ، تتسلّل خلال مسامك و تنساب خلف ظهرك، تتابع الشريط الضيّق الذي يصل رأسك ببحر الظلمة، قعر ظلمتك اليانع حيث تبحر مراكب السعيد و يرقص الناس تحت الضوء الذهبي لقمر الصباح
هناك حيث تتراكم المعرفة منذ ولادتك ، تنتظر معول التاريخ الذي
سيتسلل و يخرق الظن ..
خصلات شعرك القذرة التي صفّفتُها يوما
(و تحسست أسفل الذقن)، صدقيني ، لا أحن إليها
ـ فلأصابعي الخمس خمس فراشات تحمل إحداهن الموت و الأخريات
يقمن بالدفن ـ صدقيني لا أحن إليها و لكن الفراشات التي تذوب ستتخلل شعرك عبر الماء و الصابون، تذوّبك ، تحرقك، تدير رأسك
حيث تتركك كتلة أصيلة من اللحم الذي لا يدري
مسافات يومه و لا إيقاع زمنه ذي الرائحة الخضراء..
صدقيني، توجد رائحة خضراء،
رائحة انبهارك بفراشة الوعي التي
تخالط أشعة الشمس.
حبيبتي التاسعة بعد المئة:
تذكري فراشة الوعي التي تلازم المتعة
هذا خطابي الأخير.
الخرطوم يونيو 1975

حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

مشاركة بواسطة حسن موسى »

.

صورة

.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

مشاركة بواسطة حسن موسى »

.

صورة

.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

مشاركة بواسطة حسن موسى »

.

صورة

.
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


الآن ظهر مُحيَّاكَ الذي افتقدنا زماناً ... يا حسن(1)


أ هذا الضخم أسامة !!
أ هذا النعيم المترهل هو الذي تعني ؟
رد هاشم محمد محمد صالح :
ـ إنه هو .

لبس أشرعة فضفاضة من العُنق إلى الوسط ، ومن الوسط إلى القدمين لباس فضفاض أيضاً .
لا ينتعلْ بل يلبس زحافاً ومن خلف خطوه غُبار .
هذا عندما رأيته أول مرة في العام 1975 م

اللوحة التي يرسمها بمساحة رُبع أي حائط يدور بذهنكَ .
ألوانه الزيتية زعانف من إستبرق ورياحين الدهشة تضرب خدك وأنت ساهٍ في كون صنعه" أسامة " .
كل بوصة مربعة جلست عنده بحساب .
الكون مضطرب حوله من كل جانب
والفوضى لافتة كُبرى صُلِب عليها فنان تشكيلي تآمرت كل خيوط الكون لتغتاله في ميعة صباه .


مصطفى مدثر
مشاركات: 935
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 10:26 pm
مكان: هاملتون-كندا

مشاركة بواسطة مصطفى مدثر »

إلتفاتة بارعة يا حسن.
أسامة من القلائل الذين أندهش
كلما تذكرت أنهم عبروا.
وبمثلما إستهجنت الطريقة التي
نقل لي بها خبر وفاة والدته،
أستهجنت خبر موته.
لقد كان على مودة غريبة مع فكرة
الموت ولم يبد عابئاٌ بها ككارثة،
بل كان مشغولا بأن يعبر عن نفسه
فكتب الكثير من الاغنيات ولحنها
على الجيتار.
ولطخ نفسه وأوراقه ومن كان قربه بالالوان
وهو يتأمل أظافره المتسخة
تتعود على كورد إكتشفه. لقد كان
يكتشف الكوردات أو يتوصل إليها بمنطق
حسه التعبيري الموسيقي.
ويضحك بصدق وبطريقة تؤكد معنى
الضحك.
سأعود ببعض ذكريات هذا الملون
الفذ صاحب الريشة المستهترة
والصديق الذي أحبني كثيراٌ.
شكراٌ يا أبو على على تذكره
عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

النسر القدير ....

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

انت يا حسن اسامة دا خريج جديد ؟!!!!!!!!
( ... )
في احد ايام عام 1977 وكنت طالبا بالسنة الاولي بكلية الفنون ، توجهت بعد يوم دراسي حافل ، الي داخليات ال (S.T.S) حيث نقيم ، فوجدت شخصا سمينا يرقد علي فراشي الخاص ، وما ان شعر بقدومي بداْ يتحرك مغادرا الفراش ..فاستبقيته مجاملا فلم يمانع. وبعد قليل طلب مني ورقة وقلم رصاص ليرسم لي ( بورتريه ) فاحضرت له ما اراد وبداْ يرسم ، وحقا كان رسما متفردا تفرد صاحبه ومازلت احتفظ بذلك البورتريه ولكنه للاسف ليس في حوزتي الان . انه اسامة . كان من اشهر واخطر خريجي كلية الفنون في ذلك الوقت ولشهرته كنا نعرفه باسامة فقط .
و بالرغم ان اسامة كان قد تخرج قبل دخولنا للكلية بعام كامل ، الا انه كان مقيما بالكلية وداخلياتها بصورة عادية ، يشاركه في ذلك العديد من الخريجين امثال : الدرديري / شيطان مكة / ربيع / صالح التوم / الدوش .. وغيرهم ، فقد كانت كلية الفنون هي امهم الرؤوم وملاذهم الامن و لا يستطيعون منها فكاكا ! وكانت الوفود تتقاطر من خارج كلية الفنون لمجرد مشاهدة اسامة ورفاقه من غلاة الاصوليين التشكيليين وهم يمارسون حياتهم العادية !!
واسامة مشهود له بالتفرد والخطورة والابداع ولكن للاسف ضاعت معظم اعمالة ( واعمال غيره كذلك ) التي كانت بحوزة كلية الفنون = مخزن العم بابكر دينق تحديدا = في فيضان عام 1988 الشهير ، وبالمناسبة ، فقد زرت العم دينق قبل حوالي شهرين وهو بخير و يعمل الان بما يسمي بالمشاهرة ، ولكن مخزنه الشهير صار صحراء بلقعا تسفيه الريح !
اخر اعمال اسامة الماثلة للعيان موجودة الان في فندق البحر الاحمر بمدينة بورتسودان ، نفذها في اواخر ايامه سنة 1991 قبل ان يمضي بسلام في نفس العام . بسلام ،،، ولكن قبل الاوان ، اثناء نومه ، في احد ميزات المعلمين ببورتسودان .R.I.P ايها النسر القدير....
مصطفى مدثر
مشاركات: 935
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 10:26 pm
مكان: هاملتون-كندا

مشاركة بواسطة مصطفى مدثر »

قبل أن نواصل في تذكر هذا الشخص الأسطوري
دعونا نسأل عن أعماله.أنا شخصياٌ مهتم
بمعرفة أعماله الموسيقية رغم أن ذلك أمر
صعب لأن أسامة لم يكن له الصبر على التنويت
رغم أنه لدهشتي تعلمه وين ما عارف.
ذهبنا مرة في النصف الأول من السبعينات
إلى معهد الله جابو الخاص لتعليم الموسيقى
في مكان ما قرب حديقة أو ميدان عبدالمنعم
"هو مين عبدالمنعم دا؟"
فقال اسامة للراجل الله جابو نفسه:
نحن عايزين نتعلم جيتار. الراجل قال ليهو
لازم في الأول تتعلموا النوتة وكدا فأصر أسامة
على أن نبدأ بمسك الآلة نفسها من البداية وبعد
داك الباقي ح نعرفوا. المهم طبعاٌ خرجنا من
هنال ونحن نناقش لماذا لا يدعونك تمسك الآلة منذ
البداية وفي الحقيقة إلى الآن لا أعرف ما المانع
في أن تبدأ تعلم الموسيقى من خشم الآلة نفسها
التي تحبها، يعني ح تزعج المدرس ولا شنو؟
بعد سنوات زرته في داخلية غريبة كدا
في المقرن ووجدته ماسك جيتار وفاتح نوتة.
لكنني آثرت أناقش معه البنطلون الكان لابسو
أكثر من أناقش معاهو ما كان يعزف فقال لي:
ياخ الشغل دا، يقصد الموسيقى، كاتبو أنا
قلت ليهو أها والبنطلون؟ فضحك نفس تلك
الضحكة التي يمكن أن تعقّد من لا يعرفه.
سأعود بحكايات عن أسامة. الشخص الذي لا أمل
الحديث معه وعنه.
دمعة في ذكراه يا عالمين
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

محيّاي الذي ظهر فجأة

مشاركة بواسطة حسن موسى »

مصطفى و عادل
شكرا على حكايات أسامة و هي كل مابقي في يدنا و قيل هي " آخر إيدنا " من سيرة هذا الفنان المدهش الذي عبر الوجود كما الشهاب...
قالوا : تفنى الجسوم و تبقى الرسوم ، لكن أسامة ـ على غزارة انتاجه ـ تشتّتت رسومه في نواحي البلد المحزون المتلاف المترامي الأطراف.أما عن موسيقاه فحدّث.
عبدالله بيكاسو
كتبت:" الآن ظهر محيّاك الذي افتقدنا زمنا .. يا حسن"
تأملت في هذا العنوان و قلت لابد ان صديقي بيكاسوا قد صبر علي طويلا على محيّاي الما كويّس و الذي يطالعه مضطرا على صفحات هذا المنبر.فما العمل؟(و الحقوق محفوظة لسيدنا فلاديمير إليتش)
غايتو ،الله يسامحك على محيّاي الكويّس الذي ظهر لك فجأة بعد أن افتقدته زمانا.لكن يا بيكاسو"محيّاياتي" التانيات الإنت مابيهم ديك ضروريات لرد الأذى الذي يدركني من طرف الجماعة الطيبين الإنت شايفهم و قاعد ساكت تراعي في محيّاياتهم المرذولة ..و الله أنا كنت قايلك بتراجع كلامك قبل ما تنزلو .
و زي ما قال مصطفى المتدثر: مودتي " و بس".
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

Re: محيّاي الذي ظهر فجأة

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

حسن موسى كتب:
عبدالله بيكاسو
كتبت:" الآن ظهر محيّاك الذي افتقدنا زمنا .. يا حسن"
تأملت في هذا العنوان و قلت لابد ان صديقي بيكاسوا قد صبر علي طويلا على محيّاي الما كويّس و الذي يطالعه مضطرا على صفحات هذا المنبر.فما العمل؟(و الحقوق محفوظة لسيدنا فلاديمير إليتش)
غايتو ،الله يسامحك على محيّاي الكويّس الذي ظهر لك فجأة بعد أن افتقدته زمانا.لكن يا بيكاسو"محيّاياتي" التانيات الإنت مابيهم ديك ضروريات لرد الأذى الذي يدركني من طرف الجماعة الطيبين الإنت شايفهم و قاعد ساكت تراعي في محيّاياتهم المرذولة ..و الله أنا كنت قايلك بتراجع كلامك قبل ما تنزلو .
و زي ما قال مصطفى المتدثر: مودتي " و بس".



الصديق حسن محمد موسى
تحية طيبة لك

نعم افتقدنا هذا الوجه كثيراً ،
استدرجناك للحديث عن اكليل الشيخ
ثم وعدت و وعد الصديق بولا ...

ثم جاء وجه الوفاء عندك اليوم لأسامة :


( الآن ظهر مُحيَّاكَ الذي افتقدنا زماناً ... يا حسن )
أنا أكتب وأصحح ما أكتُب... وحين أفرغ أكون قد تخيرت كل شيء .
كتبت رؤاي حول ما دار في الزمان القديم ، والذي وهو مدون ، فيه موضوع حول الخلاف ... لم يعلق عليه أحد من الذين يهمهم الأمر ، وفيه مداخلة أخرى كذلك في ذكرى موقع سودان فور أول بعد عامين ..

أتذكر موضوعاً لك كتبته في السبعينات عندما التقينا المعماري :
محمد محمود حمدي ، أحد أساتذتنا في تاريخ العمارة ...
كيف صغت أنت اللقاء نصاً ورسماً ، وكيف كانت الخُطى بين فن النحت وفن العمارة ، وكيف أن المعماري الفنان يصنع تمثالاً ليحيا في داخله الإنسان ..
هذا هو وجه من مُحياكَ الذي افتقدنا زماناً .


ونقُل : أما ( الأمثال ) .. فتحتاج لزمان لنقُل مشاركتنا فيها.

الرأي :

1/
أنا لست مع إدارة الصراع بمثل ما تم ، وأنا أعتقد أن الرأي الصادم منهاج قد يفجر القوة الإبداعية الكامنة في المتصارعين وقد يدمرهم ، وأقله يزيحهم إلى الخيار الأسهل .
2/
ربما ترى أيها الصديق أن ردك المُكثف يفتح صراعاً ثرياً بيننا ، ولكنني أراه يتعجلني في الرد ، وأنا أنظر للأشياء من بعد مرور زمان طويل ، فالتفكير فيما يحدث يولد فينا الكثير من الصراع المُبدع ، كما يلفنا بثوب من الكآبة لا منجى منه . إنها حجارة في مياه بعضها راكد والبعض الآخر راكض . ولم نزل نشهد( التسونامي ) وأثره على الجميع ، و تفاكرنا على التلفنة مع كثير من الأصدقاء وبالساعات ، ولم ينتج ذلك إلى الآن ما يستحق الكتابة (التي تُفيد ) . وقد اضطررت أن أكتب شيئاً في منتدى سودانيات ، ولكنه وجه من فهمنا للصراع
الخاص بالأمثلة ، وهو مبذول للقراءة .
3/
لست بعيداً عما يحدث ، كما أنني لست مع النقد الصادم ، ولست مع الرسم الذي يبث الرؤى هُلامية الملامح : تقبل الرأي ونقيضه .
4/
لست مع طرائق إدارة الصراع هنا ، ويمكننا أن نقول الرأي بأكثر من لغة ، وأنا أدعم بُهار الألقاب فهي تٌقرب البعيد ، وتُجلس من تريد إلى المائدة التي ترغب . وهذا موضوع يطول ويحتاج الكثير الذي يتعين أن نتحراه ونحن نبذل الجهد أن يكون هذا الصرع بما يليق .
5/
لستُ في حاجة لكتابة ما هو معلوم ولكنني أثبت :
إن اللغة كائن حي وليست وسيلة في يد من أراد أن يكتُب . وقد خرجت اللغة من ( رسن ) الانقياد إلى رحاب أنها تأخذ بيد من يكتُبها إلى عوالم أكثر عمقاً ، ولا أحسب نفسي أُجدفُ هُنا .
6/
عندما أكتب في الشكل غير الموصوف من أنواع الكتابة أتقمص الأبطال ، حتى أنكَ لا تبين من رؤاي إلا القليل ، إلا أن تنظر من مرصدٍ صافي المرايا .
7/
رأيي أن الصراع ينهض من الضيق ويصعد إلى الانـزعاج ثم يصعد إلى الغضب ثم إلى العنف .
إن الصراع عالم أكبر من مقولة ( مسك العصا من النصف أو الطرف أو ترك العصا ) ! ، وأن التوسط علم وفن والتحكيم علم وإدارة الصراع علم وفن . هذا حديث أنت تعلمه وحاجتنا لتكراره هو حاجتنا ألا ننسى في الزحام أن مفهوم ( الحوار سهل ) غير مجدٍ في كثير من الأحايين .

هذا ما رأيناه وكما قال مغني من الزمن الغابر (....و كنتُ على عجل )

تقبل المحبة ، والتحية لبولا أن يشتم العافية التي ضنَّت عليه كثيراً في وقت نحن أحوج لمقعده بيننا .

وسأعود بوصلات ساهمنا فيها برؤانا لاحقاً .




وإلى لقاء

( بيكاسو )
عبدالله محمد إبراهيم الشقليني
19/06/2007 م

آخر تعديل بواسطة عبد الله الشقليني في الأربعاء يونيو 20, 2007 12:30 am، تم التعديل 3 مرات في المجمل.
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


( الآن ظهر مُحيَّاكَ الذي افتقدنا زماناً ... يا حسن )

إلى الصديق حسن محمد موسى في ربوة العتاب (1)


سنضطر للاعتذار للإنسان الباهر ( أسامة ) إذ أننا في حضرته ، نُكمل ما انقطع من رؤانا التي يتعين توضيحها حتى لا يكون هنالك لبس .


كتبت في 14/11/2006 م موضوعاً كاملاً حول الرأي في الصراعات التي تدور :

نحو ترقية الحوار ولُغته

الملاحظات :

تلاحظ في الكتابات الخاصة بالحوار على الانترنيت ، وطبيعة المُداخلات ، والنقاشات المُتبادلة ، والحوارات أو ما يُطلق عليه البعض الصراع المفتوح بلغة خالية من الضبط ، أنها على جانب كبير من التعقيد . هي أقرب للبرامج التلفزيونية من شاكلة ( الرأي والرأي الآخر ) أو ( الاتجاه المُعاكس ) وما شابه من برامج تختلف فيه رؤى المُتحاورين وتختلف المُنطلقات والمناهج التي ينظر بها الجميع للموضوعات المطروحة ، ينتج عنه حفز الغرائز العدائية والتي أراها صورة من صور جذب المشاهدين إعلامياً فيصاب الحوار في مُحصلته النهائية بضمور الجدوى بسبب كل ما ذكرنا إضافة إلى جريرة الالتفاف على رؤى الآخر ، ومُحاصرة السرد بابتسار القطوف من الكتابات ، و دائرية الحوار ، وخلط الرؤى بشخصية صاحبها و الغلظة في الردود ثم الانتهاء بقمة العدائية وهي الشتم مما يقود لهدم الحوار الذي يهدف ترقية المُتحاورين وترقية القراءة والانسان .
بعض أسباب هدم أهداف الحوار :

أرى هدم أهداف الحوار بأسباب كثيرة منها على سبيل المثال :
1 ـ
تشتُت الرؤى ، والخلط الواضح في المقدمات و صُلب الموضوع و النتائج .
2 ـ
عدم الاتفاق المُسبق على تعريف المُصطلحات .
3 ـ
الانـزلاق لموضوعات مُتعددة تنشر التمدد الأفقي على حساب الرأسي ويتسبب في تشتيت التركيز وتحويل الحوار المتطور من اختلاف الرؤى وصراعاتها المشروعة إلى خصومة وحرب واستخدام كافة وسائل ولغة الحروب لقهر الطرف الآخر وإذلاله بالأوصاف المُبطنة أو الواضحة الدلالة .
4 ـ
بتر القطوف والعمل على تفكيك النصوص ، وهدم الفكرة الرئيسة للكاتب المنقول عنه بإحلال فكرة جديدة مكان الأخرى ، واستعمالها بمكر السوء ضد المُحاور بديلاً عن تقديم الأسانيد التي تدعم رأيه وتعميم روح الشراكة في الحوار .
5 ـ
عدم طرح المناهج مُسبقاً قبل الحوار .
6 ـ
المُراهنة على هزيمة الآخر ، ونقل الحوار من مرحلة رصف البيانات وتحليلها و من ثم الوصول للنتائج ، إلى تخيُّر مناطق ضعف المحاور بُغية هزيمته ، وغض الطرف عن إيجابياته دون لفت نظره إلى قراءات مُقارنة قد تُفيد في بلورة رؤى المُخالفة ودفع المُتحاورين لبعضهم في الاستنارة بكتابات وأسفار أخرى مُقارنة للإطلاع والإفادة في تطوير رؤى الأطراف جميعاً كي تترقى المعرفة من خلال الحوار .
7 ـ
إطلاق الأوصاف النمطية للمحاور والخروج من طور تقييم الرؤى إلى تقييم صاحب الرؤى رغم أننا نعلم تداخلهما وتعقيد ذلك ، ولكن تطوير الحوار لا يكون بإبانة الثغرات في بيانات أو تحليل أو ضعف منهج المُحاور ورؤاه دون بيان إيجابياته ، أي موضوعية التناول.
8 ـ
التقليل من شأن المحاور بتعبير مُختلط أو بجُمل غامضة أو بالتصنيف ثم تقليل الشأن ثم إلى الشتم في نهاية الأمر .
مدخل للحلول :
1/
نثر طيب الحديث عند كل مُداخلة فهي تُغري الطرف الآخر بالحوار وتقبُل الرأي المُختلف عن طيب خاطر ، والاقتراح عليه أن يتم الاتفاق على منهج للحوار ، وذلك مما تعودناه من ضعف الخبرات وعدم تعود البعض على الحوار الديمقراطي والنقد الواضح .
2/
تفكيك محاور الموضوع إلى وحدات ، ومُشاورة الطرف الآخر بصحة هذا التفكيك ومن ثم استبعاد المُتفق عليه من المُختَلف عليه ، حتى يتم حصر الخلاف .
3/
إيراد البيانات من قطوف تتم بصورة علمية أو ذكر المصادر ثم إيراد الرأي مع بيان الاختلاف مع المحاور بنقاط مُحددة دون التعميم ، و ذلك بذكر الإيجاب والسلب من وجهة النظر في مقابل وجهة النظر الأخرى مع التحديد المُفصل .
4/
هنالك الكثير من سلبيات السلوك الموروث من الكُتاب الذين يُنتظر تجاوزهم للضيق من النقد والتبرُم من الوضوح ، مما يضطر المرء في كثير من الأحايين أن يلتف على الحديث بتخير الألفاظ الأكثر لُطفاً ورقة لإشعار الآخر بضعف رؤاه أو ضعف بينته دون هدم ما اصطُلِح على تسميته ( كبرياء الهزيمة ) الناتجة من الخلفية الثقافية الاجتماعية والسيكولوجية للأفراد ، وما تترتب عليه من نقائص التمسُك بالرأي رغم وضوح ضعف الحُجة وعدم تقبل الضعف في الرؤى في المُحصِلة النهائية للحوار .
5/
هنالك ضعف في التربية على الحوار من خلال عدم توفر الإرث والثقافة الديمقراطية ، إذ أن الحوار يدفع بالفكر للنضوج فيتنازل المُحاور عن بعض الآراء عند تبيُن ضعفها وللبينة أن تنجلي وللمنهج أن يتلألأ وللرؤى أن تستبين طريقها للتطوير .
6/
هنالك الكثير من الرواسب في العقول الباطنة ، منها ما ورثه المُتحاورون منذ الطفولة أو سن المراهقة ، ومنه عدم التعود على توقير الاختلاف أو احتقار المُحاور المختلف جندرياً أو عرقياً أو مناطقياً أو ثقافياً أو لٌغوياً ...الخ ، والتي تحتاج منا الوقوف كثيراً في حواراتنا مع الذين يُرجى تطورهم إذ أن كتاباتهم في مجالات أخرى مُتميزة ومبدعة ودعمهم الاجتماعي والسيكولوجي هام للتخلص من عيوب السلوك الرعوي الموروث .
7/
سيادة القراءة الانتقائية التي توضح ضعف الإطلاع على الموضوعات المُقارنة وعدم المواكبة لتيارات ثقافية بعينها فترتد رؤى بعض المتحاورين مما يُظهر التفاوت المعرفي بينهم ويختل توازن الحوار ويراوح مكانه . تلك الحالة تتطلب من المحاور المُقتدر أن يتجاوز الفروق بدعوة المحاور للإطلاع على بعض الكتابات ذات الصلة لتطوير الحوار ومراعاة التدرُج في الألفاظ التي لا تُثير السلوك الرعوي القابع في الذاكرة القديمة لديه .
8/
إني أرى بعض المُشتركين في سودان فور أول ، ومن رحلوا عنها نماذج تتطلب الصبر عليها بتخير ما يُطلق عليه ( طُولة البال والصعود خطوة فأخرى ) . والإفادة بمناهج العمل العام وقُدرته على تجاوز الضيق بالرأي الآخر .
9/
عدم استعجال الوصول للنتائج من الحوار .
10/
الكتابة على ( ويرد ) و تجنُب الأخطاء وتشكيل الأحرف العربية ، مما يترك النص واضح الدلالة دون التباس .
11/
تجنُب المكر السيئ وذلك باستخدام تعديل النص من قبل صاحبه دون لفت نظر المُحاور ، ومحاولة الخداع للخروج من حرج ضعف النصوص إلى تكذيب المُحاور في النقل ، وذلك بالاستغلال السيئ ، وتحويل المقدرة التقنية على التعديل في الانترنيت إلى وسيلة حرب ، بخلاف ما نعرفه من النصوص الورقية في الأسفار التي لا تقبل التصحيح إلا في نسخ لاحقة .
12/
استخدام وسائل علوم النفس الإعلامية لتوسيع المُشاهدة ، وترفيع الحوار شكلاً ومضموناً مع تكثيفه ، وإغراء الكثير من الأقلام التي تقرأ دون أن تُشارك ، وهؤلاء يملئون أركان الدنيا ، ولديهم الكثير من المآخذ على ما يُكتب هُنا أو هناك من عُنف في الردود أو الشتم بأنواعه أو الردود التي تستمرئ الغزل دون تقديم حوار جديد أو المداخلة برؤى تُفيد ، وذلك معروف لدى معظم المنتديات السودانية أو منتديات أصحاب الأصول السودانية .

حول ضعف المشاركة في الحوار :
1/
هنالك أزمة حقيقية في ضعف المشاركات في الحوار في معظم المواضيع مع كثرة القُراء و تلك مسألة تتطلب دراسة و مُعالجة .
2/

لديَّ رأي من أن بعض الموضوعات المُصنفة ( بالموضوعات البايتة ) في المنتديات الأخرى لديها عيوب التكرار ، فقد تبرم البعض من تكرار الموضوعات ، في حين أن البعض لا يطلع إلا على بعض المنتديات ولا سيما منتديات الحوار ، وحتى الإطلاع يكون انتقائياً . بعض المُتحاورين ليس لديهم الوقت للقراءة المُتأنية . في حين توجد مواضيع كُتبت في مُنتديات أخرى ولم تلقَ نصيبها الحقيقي في المُداخلة ، وبعض المُتداخلين يُحجم من التداخل بخلفية أن المنتدى تغلُب عليه الردود الرصينة التي تُضيف رؤى جديدة وتحتاج القارئ مزيد من الوقت للتحضير مع تعقيد زمنه المٌتاح . و المرغوب لتطوير النقاش والرؤى و دراسة للحلول المُمكنة لدفع القُراء المشتركين لكتابة المُداخلات دون ضعفها والعمل الجاد لاستقطاب الأقلام المُتميزة .
3/

الإفادة من العلاقات الإنسانية لتطوير العمل الثقافي ، وألا يتمدد الود وتطييب الخواطر ليصبح هو كل الزاد كما يحدث في كثير من منتديات الحوار السودانية في الانترنيت .


عبد الله الشقليني
14‏‏/‏11‏‏/‏06‏

هُنا الوصال :

https://sudan-forall.org/forum/viewtopic ... 5677748661
آخر تعديل بواسطة عبد الله الشقليني في الأربعاء يونيو 20, 2007 5:02 am، تم التعديل مرتين في المجمل.
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


( الآن ظهر مُحيَّاكَ الذي افتقدنا زماناً ... يا حسن )

إلى الصديق حسن محمد موسى في ربوة العتاب (2)

كتبنا في 27/05/2007 م الآتي :

سِفر عامين من العمل في الواحة الثقافية .
الأحباء جميعاً
تحية واحتراماً

لعل الشاعر المسكون بالجمال حين قال :

عن حبيبتي أنا بحكي ليكُم
ضُل ضَفايرا مُلتقانا
شِدو أوتار الضُلوع
أنا بحكي ليكم عن هَوانا


لقد كانت سودان فور أول ، ولكن ليست بلا مُنازع !

أغراني بأن أكتُب أن المحبة يتعين أن تُسبق كل شيء ، فمنها يمكننا أن نُحاور بعضنا ، ونلتقط جرحى النفوس في الصراع المكتوب . نترفق ببعضنا ونكون أكثر قُدرة لأن نحتمي بالمَسكن ليس بقوة القانون وحرفية تنفيذه لبقاء البيت نقيا من سقطات المُنتديات ، بل لأننا نقول :

في البدء كانت المحبة ، تُجاور في البدء كانت الكلمة .
ثم الحوار الخلاق ، تُجاور .. احترام المُتحاورين بعضهم البعض .

حدثني الصديق الكاتب : عثمان حامد سليمان ، كثيراً عن محبته للوجه الجديد الجاد لمنتدى سودان فور أول ، وهو قارئ يتابع كل ما يُكتب لأن جزء من همومه العمل العام والأنشطة الثقافية التي تنهض بالإنسان وتُشيع الديمقراطية الحقيقية التي نحلُم بها ، لا تلك التي يتحدث الكثيرون عنها ، ويُمارسون غلظتهم البدوية في بيئة أسرهم في البيوت التي يتعين أن تكون وطناً أنموذجاً لكيف نُحب بعضنا ، ونُمارس قدراً عسيراً بخلع جلد الحية الرقطاء من تاريخ البدواة ، ونُكسب حياتنا الثقافية وجهاً جديداً ، يكون الصراع فيه خلاقاً .

من هُنا ورغم تقديري لكل الذي يتم هُنا ، وعلمي أن الذي يحدث هنا هو حمل ثقيل على أكتاف البعض ، وعلى الآخرين حضورهم الدوري أو ما يندر ربما لا يكون بقدر التحدي أن نخلق وطناً افتراضياً أكثر جمالاً مما نراه في وطن الواقع .
لست في معرض الكتابة فيما نعرف ، بل الكتابة فيما لم يسعنا أن نتحدث فيه كثيراً .

ربما نسأل أنفسنا من غادر المنتدى ؟
أكلهم رُكام لا يُرجى منه ، أم أن لغة الحوار قد استنفدت القواميس ؟
كتبت قبل قليل عن الصراع وإدارته ولا بأس أن نُعيده :

ـــــــــــــــــــــــــــــ
الأحباء هنا
تحية واحتراماً
عن الصراع نكتُب :


تحدث ماكس ايه . إيجرت وويندي فالزون ، في سفره عن تسوية الصراعات وقسم الشخصية منها إلى بعض الأسباب منها :
1/ الصدامات الإيديولوجية : التحيز للرجال في مقابل فكرة المساواة بين الجنسين .
2/ الصدامات المتعلقة بالنـزعة : المغالاة في مقابل الاعتدال .
3/ الصدامات العُمرية : الشباب في مقابل الكبار .
4/ الصدامات القيمية : المحافظة في مقابل التحررية .
5/ التواصل السيئ : تفاوت قدرة الأطراف في التعبير عن أنفسهم ، وعدم القدرة على عرض أنفسهم بشكل مناسب وإعطاء حجج منطقية والقراءة أو الإصغاء بفعالية وصبر .
6/ التصور عن الاختلافات بين الأجناس والديانات والأنظمة السياسية والطائفية
7/ الصراع أمر طبيعي وصحي والبقاء للأصلح .

...........

انتهى المُقتطف من الأفكار .
ــــــــــــــــــــــــــــ
الرأي :

إنني أرى أن الصراع ضروري للتطوير ، على أن يكسب احترام القُراء بكتابة الرأي بأسانيده مع قليل من بُهار التقدير للمتحاورين لطرح الأفكار مع حفظ الود ، على أنه ليس بالضرورة أن نُقنِع بعضنا ، بل أن نُعرض أفكارنا بأكثر الطرق موضوعية وتطوراً لكي يفكر الطرف الآخر في خيارات بعضنا بقبول الاختلاف كواقع ونحترمه وليس بالضرورة الاتفاق معه ، بل للتعامل معه كواقع لعالم مُتعدد الرؤى .
الخلاصة :


ربما يختلف معي الكثيرون هنا أن من غادروا منتدى سودان فور أول ولهم من الإسهامات ما يؤهلهم على البقاء ( لو لا الصراع ) وإدارة الصراع .. ، ونستثني السرقة المفضوحة فهي ليست ضمن ما أحسب ، ولست أيضاً بصدد بدء سلسلة من الدفوع ، وتُقابلني سلسلة من اتهامات من غادروا المنتدى .

ليس من مهابة الحوار أو من معالجة كل حالة بمفردها ، ولكن هدفت النظر في الأمر بعين فاحصة ، فهنالك أقلام هجرت المنتدى وكان لها أن تُقيم وتُصارع وتُغير وتتغير .

هل من السهل أن نقول لبعضنا (وداعاً ) ومن العسير علينا أن نبقيهم ؟؟؟؟؟

ليس عسيراً أن نفتح بوابة يطول فيها الحديث ، ولكن المختصر المفيد :

1/ من الخير لنا أن نعرف كيف نُنقي بعضنا من شوائبهم دون أن نخسرهم ، ويذهبوا عنا إلى عوالم نحن نعرفها .

2/ من الخير أن نسمِح بمزيد من الصبر على الآخر والتنبيه بلُطف ودماثة خُلق .

3/ من الخير لنا أن نُميز بين اختلافاتنا الثانوية وبين من يتعين أن نكون بجانبهم لنتطور جميعاً بقليل من الصبر على رؤى الغير ، ونحن نعرف الذواكر المملوءة بكثير من عدم الرفقة ، واستلال سيوف العداء عند كل منعطف .

4/ اللغة كائن خلاق ، يمكننا تطويعه ، ولكنه سيف بتار يمكنه أن يترك في النفوس أثر السيوف الحقيقية على الرقاب .

ليتقبل الجميع محبتي :
قُراء ، وشُركاء ، وأهل المنتدى والإدارة .

عبدالله الشقليني
27/05/2007 م

هنا الوصال :

https://sudan-forall.org/forum/viewtopic ... 5677748661
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


( الآن ظهر مُحيَّاكَ الذي افتقدنا زماناً ... يا حسن )

إلى الصديق حسن محمد موسى في ربوة العتاب (3)


العزيز حسن :

قد يتبادر لذهن من يقرأ أنني قد تخيرت من الحديث العام بلا تفصيل ، أو أنني ركبت موجة مواعظ ( صلاة الجمعة ) ، لكنني اخترت ثوباً هجرنا فيه اللغة التقريرية التي نحاول وسعنا تجنبها احتراماً لمن يقرأ . إذ أننا نتوسم ثقلاً من الفهم لو أفرطنا في التفصيل فكأننا قد سببنا قُراءنا !! .

نضرب مثلاً عن مردود المِهماز العاطفي الذي اتبعناه في إثارة كاتب مثل الدكتور النور ، وكيف سكب دمه المُبدع مدراراً وهو يتجول بنا بين الرعيل الأول من أهل الفنون التشكيلية منذ صيف 1970 م وإلى تواريخ رحيلهم المهيب .
قارن عزيزي كل ما كتب الدكتور النور في ( بوست ) في ذكرى إكليل الشيخ و بين ما كتبه هو في صراعه معك الذي تم هنا : رسماً وكتابة .

ستجد عزيزي حسن أن الفارق أكبر ، وأن صراع شحذ الهمم غير صراع التدمير . تعجل هو الرد حتى نسي من فرط العجلة ( ترتيب الأصابع ) في القدم !!!!!! .

يا ترى : أ هذا هو المرتجى ؟


وكما قال الشاعر توفيق :

اسقني من الصبوح يا بهجة الروح
تُرحني إن كان في الكأس باقٍ



رفع الشاعر ( كسلاً ) من الثرى إلى الثُريا ...
ثم أعادها الراحل اللواء معاش محمد عبد القادر إلى أول من طبقت (الشريعة )
مطلع الثمانينات .....
أيصدق عليها المثل : ( مَرمي الله ما بترَفِعْ ) !


نعم لم يزل في الكأس باقٍ .

عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


( الآن ظهر مُحيَّاكَ الذي افتقدنا زماناً ... يا حسن )

إلى الصديق حسن محمد موسى في ربوة العتاب (4)


هذا ما كتبنا في ردنا على الجيلي في منتدى الحوار في سودانيات ، وأول ما كتبته كان هُنا في منتدى الحوار بسودان فور اول ثم كتبته بعد ذلك في سودانيزأونلاين ، و( اختفي ) من هُنا وفق قانون المنبر :


عزيزنا الجيلي (1)

تحية طيبة لك
وأنت تتوسم الخير وتختارنا .
كل ما كتبت أنا خلال الأزمة الآتي :


ماذا يجرى تحت قُبة السماء ؟

نجَّمتُ قليلاً ، وقلت ربما هو الصيف .
(25) مايو ذات صيف ، و (30) يونيو ذات صيف . تجد أصحاب المكر دوماً تتفتت قرائحهم في الصيف .
ربما هي سحابة صيف . تجمد البنان الذي به نكتُب عندما لفحتنا رياح ( تسونامي ) عالي الموج ، ضرب من المُحيط إلى المَخيط ، وكشفت الأنفس قناديل واستوت على سوقها تُعجب الناظرين !.

أي مارد من مردة الخروج عن المألوف قد أغوى ، فتذوق الجميع من فاكهة غريبة الطعم .ترغب أنت أن تدور حول الكون في نـزهة ، فتجد أنكَ تشتطُ فتخرج عن الكون ونواميسه . تبدأ السوءة من الرواية الدينية القديمة ..وطفق الجميع يخصفون على أنفسهم من ورق الجحيم للاحتماء بنيرانه من زمهرير أن تكون حوتاً في بطن الجليد : حيث الصمت ! .

أعلم أن الصمت حديثٌ مبهمٌ لكن الأحداث تتلاحق بسرعة العصر . كنتُ في ذعر حقيقي :
ماذا جرى ولِمَ الصراع يتصاعد إلى عُروش العُنف و الكره المُر بين المبدعين ؟

قلت لنفسي : كنتُ آمل في المنتديات أن تستبصر بالفِكَر ، وتستعين بما يسرته لنا دُنيانا أن نصنع به الخير حتى لو كان بالتمني وأن تنفتح الأبواب لعرض النصوص التي يكتبها الأحباء هُنا أو هناك ، ويتقدم صاحب كل نص ليفتح بيته لرؤى الآخرين !. نعرف الصراع الذي يُنتج إبداعاً ، لا الصراع المُدمر . لا حاجة لنا لانطباع كسول ينـزلق بلا صبر .

تلك مما أراه المنهاج الذي يتعين أن يتبعه المُبدعون

كنتُ دون مشقة أجد نفسي أذكر الكاتب المُبدع الطيب صالح عندما أجاب الراحلة ( ليلى المغربي ) في لقاء إذاعي في أواخر السبعينات ،وهو يذكر بالخير كل رفقة أصدقائه الذين يلتقي بهم كل أسبوع . يطرحون على بعضهم نصوصهم الإبداعية للقراءة وبث الرؤى حولها أو ما يشبه النقد ، فقفز النثر الشاعر عنده ، وظهرت وفق ما نرى حرفته كحاذق في معمارية البناء اللغوي وزُخرُف اللغة . وكيف يُمسك بمفاصل النص و يتحكم في أمواج القص .
تحدث الطيب صالح وأبان أن تلك الرؤى أحدثت الخطوة المُتسعة التي يرى القُراء أنه قد خطاها في دُنيا الرواية وهم يقرءون ما يكتُب منذ الستينات . مِن هؤلاء الأصدقاء : الفنان التشكيلي والشاعر والمُعلق الرياضي ومنهم الصحافي والقاص ... و شرح الكاتب الكبير كيف تيسر له رؤية دُنيا القص بعيون أصحاب المواهب الذين يتطور الإبداع بعيونهم المُبصرة .

ثم نصمت ...

إن في الصمت كلام ... مُبهمٌ وسباحته في بحرٍ ماؤه مُظلمٌ .
وليس الصمت يحفُر كالصوت وكالكتابة ، فقد كتب أبو حيان التوحيدي منذ زمان :

كتبتُ لكَ والربيعُ مُطل
والزمان ضاحك
والأرض عروس
والسماء زاهر
والأغصان لدنه
والأشجار وريقه
والجنان مُلتفَّة
والثمار مُتهدلة ،
والأودية مُطردة

عبد الله الشقليني
06/06/2007 م
هنا الوصال :

https://sudaniyat.net/vb/showthread.php?t=5840

عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

الاخ مصطفي ، سلام و1000 تحية ..
(1) اوافقك باْن طريقة ابلاغ الاخ المرحوم اسامة بوفاة المرحومة والدته كانت غير لائقة علي الاطلاق ، واقل مايمكن توصف به ، هي انها طريقة Brutal وربما كان لذلك اثر صحي ونفسي عليه فيما بعد ، فقد كان ليس له غيرها وهي كذلك .
(2) ..... ميدان عبدالمنعم ) .... هو عبدالمنعم ابوالعلا . الم تسمع الشاعر محمد المهدي المجذوب يقول في مقطع من قصيدة المولد :
و زها ميدان عبدالمنعم ...
ذلك المحسن حياه الغمام
وجموع تلتقي في موسم
والخيام
قد تبرجن واعلن الهيام
...الخ
فقد كانت تقام فيه ليالي المولد النبوي.
( 3 ) .... زرته في داخلية غريبة كدا في المقرن ) .... تقصد ميز المقرن الشهير( ميز هباني ) المطل علي شارع الغابة ، وهو منزل ضخم مكون من ثلاثة طوابق اضافة الي السطوح ، اْجرته ادارة كلية الفنون خصيصا لسكن الطلاب ، طيب ياخي ، كان مفروض نتقابل !! ولو كان تم ذلك ، كنا طلعناك معانا السطوح ، واكرمناك غاية الكرم !! وبالمناسبة ، زارنا فيه بولا سنة 1980 ونحن علي اعتاب التخرج .
سلام ، نرجو ان تواصل مع ذكريات الراحل الفذ اسامة عبدالرحيم .
آخر تعديل بواسطة عادل السنوسي في الخميس يونيو 21, 2007 7:09 am، تم التعديل مرتين في المجمل.
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



لأسامة سلام في مقامه السرمدي فينا ،
و نأمل من يصور لنا أنموذجاً من ألوانه المرسومة إن أفسح
التوثيق دون الإخلال بحقوق الراحل .
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


أسامة نبيٌ .. في غير زمانه

أ هو المصير الذي ينتظرنا حين نكون متصالحين مع أنفسنا ؟
هكذا كان أسامة : هو جسد وذهن باهرٌ وكما قال أحد الأصدقاء:
هو وإكليل الشيخ من أجناس أقرب لسكان استراليا المنقرضين .
وجهه من الأوجه التي تقول ما تؤمن به ، وتثور ثورة ضد كل العسف الذي يلتف من حولنا .
لقد كان الراحل غصناً يانعاً في شجرة الإبداع ،
صوته وصورته الخادعة تقول لك أنه دعيّ في مراهقة الفتنة ،
ولكن عمله التشكيلي ورؤاه أبلغ من كل المُدونات .

كنتُ ولم أزل أرى أن حياته التي يُطلق عليها البعض : بوهيمية الملامح ،
هي من حياة المُبدعين الذين يتعين على كثير من طلاب الدراسات العُليا في الفنون التشكيلية ،
أن يتخذونها هدفاً أكاديمياً لمباحث نيل الماجستير أو الدكتوراه ،
فهو على صفحة أراها مثل صفحة الفنان (غوغان ) الذي قطع أذنه ليهديه أو يُحرق مرسمه بما فيه .

أسامة لا يقل عن ( غوغان ) حياة وعملاً ونزقاً وانفلاتاً في مجتمع لا يعرف كيف يستسقي من نبع المُبدعين ....
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


أسامة زنبقة في بستان الفنون التشكيلية في السودان

لا شيء يعدِل أن يغلق المرء الغرفة على نفسه وحيداً ،
ويبكي ( دَمع الدم ) :
بكاءً مُراً في ذكري هذا الإنسان عظيم الشأن الذي لم تستطع دٌُنياه غير المُبالية أن تُعيده لدنيانا الرحيبة ، وللإنسانية التي تترفق بعامة الناس وتنسى المُبدعين :
أن تنتبِه أن الموت فقد أعظم من كل الخسائر .

عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


أسامة صوت من الماضي يُناديني

صوته لا يُقل عن حضوره الباهر بيننا .

وقف إسلاميٌ قُح له ذقن كذقن ( تيس ) أمام لوحة في المعرض
وقال : ده شنو ؟
فرد أسامة مُمسكاً ذقنه يُحاكي ذِقن السائل :
ـ ودي شنو ؟
صورة من حُجة من يتعامل مع الفنون المرئية من أبجدية غيرها فصعقه
الرد البليغ من رجل نذر نفسه لحراسة معرض الفنون التشكيلية من مكر المتأسلمين الذين خرجوا من بوابة التاريخ بإرثه وبعظيم غلوائه منذ زمان قديم .

كان ذلك أيام معرضنا الذي أقمناه في كافتيريا كلية الهندسة
بجامعة الخرطوم في العام 1975 م
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


غِفارة معرض الفنون التشكيلية
جامعة الخرطوم ـ 1975 م


سهر الراحل أسامة وبعض الأصدقاء على غِفارة معرض الفنون التشكيلية في صالة كافتريا كلية الهندسة جامعة الخرطوم ( 1975 م ) . ومعه من الرفاق : هاشم محمد صالح ، وعلاء الدين الجزولي ولفيف من البلابل الملونة بالحديث ، والمُغردة بأصباغ تصنع الأعاجيب في خامة الأقمشة المحلية الصُنع .

لقد أحس الجميع بأن هجمة تتار القرون الشرعية المُثقلة بالعنف على وشك النية بالتخريب . إذ كانت العروض الفخمة للفنانين التشكيليين من أضخم المعارض التي أُقيمت في تلك الأيام . ضمت لفيف من رواد مدرسة الخرطوم ، ومن الذين وقفوا ضد رسالتها ومؤسسيها بالنقد البناء ، ولم تزل في الذاكرة آثار الصراع الذي حسمته السلطة الأكاديمية في كلية الفنون بالفصل النهائي للطلاب المُبدعين وقصمت ظهور من كان يُرجى من إبداعهم الكثير ، وتم نقل عبد الله بشير بولا من هيئتها الأكاديمية إلى مدرساً للفنون بالثانويات !!كانت تلك الأيام خصبة بالصراع الفكري ، وأسهم أسامة ومن معه في تجديد الدم الناقد لكثير منا .

وقفت جمهرة الديمقراطيين في جامعة الخرطوم مع العرض ، وكنت حينها سكرتير جمعية الفنون بالجامعة ، وكان صلاح محمد حسن (بروفيسور صلاح محمد حسن ـ الآن ) رئيس تلك الجمعية . أسهمنا ضمن آخرين وكان لي عمل ( كولاج ) جلست عليه جلوس العابد ، وانتقيت خامته من قصاصات أقمشة متنوعة الملمس والألوان و في طرائق نسج خيوطها ، وكان عملاً استدعي منهاج وفكر المدرسة الفنية التي نشأت من مخاض الحرب العالمية الثانية ، وأثارت العديد من محاور النقاش الثري. لكن ومن بعد انتقال المعرض لكافتريا كلية الطب ... سُرقت ( وحيدتي ) التي اشتركت بها وإلى الأبد .

كانت لوحات أسامة عبد الرحيم مميزة بألوانها وضخامتها ، تتلمس في كل لمحة أو تفصيل أن مُبدعها قد صبر على التفاصيل صبر الفنان ( جورج ادوارد ) على التفاصيل . كان الأخير واحداً من الذين اشتركوا في ذلك العرض ، وقد اشترك لفيف من الفنانين التشكيليين منهم أحمد سيد أحمد وعبد الله بشير بولا وحسن محمد موسى و عبد الله محمد الطيب وباردوس ، وكوثر .... الخ

من يحتطب معنا شجرة الأمس ؟
أضف رد جديد