.. قادم من بصيرة للتاريخ لا تنام ..

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
ÇáåÇÏí ÇáãæÇÞ
مشاركات: 52
اشترك في: السبت يونيو 18, 2005 9:55 pm

.. قادم من بصيرة للتاريخ لا تنام ..

مشاركة بواسطة ÇáåÇÏí ÇáãæÇÞ »

سعادتى لا توصف وانا اجد امامى e-bola فكل شيىء قد صار هكذا ولا يبقى امامنا نحن جيل لوح الاردواز الذى تطور الى السبورة والبشاورة الا ان نعافر مع جيل ابنائنا الذين ندفع لهم من فرنكات او دريهمات ما نتقتلعه من ال 12 ساعة عمل يا صديقى يولا حتى يسعدنا تفوقهم علينا... وحتى يشيلونا.. وشكرأ ياصديقى بافراد مكان لى بينكم حتى قبل اتعرف اليكم.
وقادم انا الان ياصديقى العزيز عبدالله (بولا) وال e-اصدقاء الذين ارى بعض التساؤلات فى عيونهم تقول "دا منو دا" ؟ وارجو ان تجيب الايام اجابة فى صالحى. انا عمكم وانا قادم من هامة التاريخ ... ومن زمن مازالت جمراته تتقد فى دواخلنا وتمدنا بالاصرار على ان نكون ونتواصل مع شجون الوطن. وانا اصر يا اصدقائى على ازجاء حالص خالص الشكر لامريكا امبريالية كانت شيطانيأ كانت وهى كذلك اشكرها على هذه ال e-فقد ريحتنا تمامأ كم فعل الانجليز عندما فتحوا المدارس فى السودان حتى يكون لديهم خدامين متعلمين ونسوا ان التعليم ممكن اجيب ناس زى عبد الخالق محجوب او نقد او المحجوب ولكى لاننسى فالتعليم ايضأ بجيب خدامين وظرط من الخدامين واهو التكنولوجيا التى افرجت عنها امريكا كان المقصود منها السيطرة على المساكين من خلق الله خارج امريكا وهاهى ترتد اليهم وتسهل علينا ان نجتمع فى دار السودان للجميع !! فالمسألة الان قد "عارت" ولا تقدر امريكا ولا غيرها بالوقوف فى وجه التاريخ الجديد الكاسح فلم تعد اسار هذه ال e- ملكأ لامريكا لكن نحن ناس مجاملين ونقول ليها شكرأ.
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي الهادي،
كم من محبة!!!
ألف مرحب ياصديقي الدار نورت.
سعادتي لا توصف بوجودك بيننا. فهذه جرعةٌ أكبر مما كنتُ أطمع فيه وأحلم به بكثير من لطائف هذا المنبر. الهادي المواق حته واحدة!!!
عاد باكر امانه ما اجيك جيَّه لأقدمك لبناتنا وأولادنا من الأجيال الجديدة في هذا المنبر
أما القدامى والمخضرمين فالذين لا يعرفونك منهم ومنهن ليسوا/لسن كثيرين/ كثيرات (ياهادي بنات القرن العشرين وأولاده ما جننونا بالجندرة). ومع ذللك فسوف أقوم بواجبي إزاءهم على شرف الضيف الكبير: أستاذ أجيال المبدعين.
ألف شكر ياهادي الدار دارك. وإلى صباح الغد (مع إنو الساعة الآن عندنا الواحدة والنصف صباحاً.

بـــولا
صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »

أستاذنا الجليل الهادي المواق
لا أزال أذكرك منذ أيامنا في حنتوب الجميلة في نهايات الستينات. ألف مرحبا بك، وشرفت ونورت. ولعل دخولك الميمون هذا يفتح لنا نافذة نزور منها أيامنا النضرة في حنتوب. ألف مرحبا بك مرة أخرى.
((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
إيمان أحمد
مشاركات: 774
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:27 pm

مشاركة بواسطة إيمان أحمد »

الف مرحب بك يا أستاذ.
نحن الأسعد بأن يجمعنا المنبر مع أساتذة ودارسين من كل الأجيال.
خالص احترامي
إيمان
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي النور،
أحر تحياتي وعظيم محبتي،
حَدَسْتُ أن تكون أنت المتداخل الثاني في الترحيب بالصديق والزميل الأستاذ الهادي المواق، ولم تخيب حدسي.
أعتقد أن هذه مناسبة ممتازة لنقيم براحاً حنتوبياً لمواصلة زيارة أيامنا النضرة التي بدأناها في سانيز أون لاين. تلك الأيام التي اجتمع فيها نفرٌ فريدٌ من الأساتذة الحاملين رؤى الإستنارة، وتفتقت فيها فيوض الإبداع من قلوب وعقول فتيةٍ في غرارة الشباب.
وكان طائفاً من تلك الايام قد عاودني بالأمس، قبيل اتصالٍ إلكتروني من جانب الهادي الذي أسعدنا وشرفنا فيه بإعلانه عن رغبته في الانضمام لعضوية المنبر: طاف بذهني قبيل ذلك بسويعات، مقاطع من أشعارك في ذلك الزمان وأنتَ دون السابعة عشرة، وألح علي منها، بصفةٍ خاصة، مقطع "فطين بت ستنا المهبوشة":

منو الكان بفتكر ياناس فطين بت ستنا المهبوشة
تتنكر لود اب تشَّه والهُرُّب

وانتويتُ أن أطلب منك نشرها في المنبر. وها هو الهادي يكمل الناقصة ويفتتح البراح الحنتوبي. ونحن بالطبع لا نريد احتكار الهادي وحصره في الدائرة الحنتوبية وحدها. فللرجل مساهمات وقدرات تتجاوز ذلك بلا شك.

كل مودتي
بـولا
صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »

العزيز بولا
عاطر التحايا وعميق الود
أسعدني جدا كما أسعدك دخول أستاذي الجليل، الهادي المواق. وأنا رجل شديد الغرام بالتوأمتين حنتوب وخورطقت. ففي الأولى تعلمت وفي الثانية علمت. وقد أمضيت في الأولى أربعة أعوام وفي الثانية خمسة.

في حنتوب تعلمت على يدي شخصك الأجل، وعلى أيدي كل تلك الكوكبة من المعلمين المحنكين النابهين كأستاذي الهادي المواق، وأساتذتنا الأجلاء، السر مكي أبو زيد، ومحمد عبدالعال مراد، ومحمد بشير المر، وعبد العظيم خلف الله، والسر محجوب، وعمر إدريس رفاي والقائمة تطول. وهاهي دورة جديدة تنفتح كما أشرت. ويبدو أن ما انتوينا بدأه في سودانيزأونلاين قبل شهور عديدة قد آن أوانه هنا في هذا المنبر. وقريبا سوف نبدأ "القعدة" الحنتوبية التي طالب بها عثمان عووضة منذ تلكم الأيام.

سأكون في حالة سفر عبر الأسبوع المقبل. فقد انتهى العام الدراسي وفرغنا من تلتلة تدريس "عيال النصارى"، كما يقول حسن موسى. ولعلك لم تعلم بعد، أن أسماء، وأبناءنا محمود وآمنة، قد استقروا منذ شهور بدولة قطر. وسوف أكون في طريقي إليهم صباح الغد بعد زيارة قصيرة لواشنطن دي سي. وحين يستقر بي المقام في قطر، سوف أبدأ التأمل في التجربة الحنتوبية.

أراك لا تفتأ تذكر قصيدة "فطين بت ستنا المهبوشة". وكما أشرت، فهذا شعر قد جرت كتابته في سن السابعة عشر أو الثامنة عشر. لم أعد اذكر على وجه الدقة. وما بقي من هذا النص المبكر، قد بقي في الذاكرة، فأنا لم أحتفظ كتابةً بأي نص صغته، على الإطلاق. وعموما، سوف أحاول حين اشرع في تقليب الكتاب الحنتوبي من تذكر ما لا يزال عالقا بثنايا الذاكرة، من نصوصي الشعرية. هناك بعض النصوص الفصيحة التي كتبتها في حنتوب، التي لا يزال حفظي لها متماسكا، إذا ما قورن بالنصوص التي كتبتها بالعامية. وكما تعلم فأنا لم أستمر في كتابة الشعر. وقد كانت كتابة الشعر بالنسبة لي أشبه بالتمارين. يقول علماء التربية الفنية، إن الرسم بالنسبة للأطفال لا يتعلق بالنتيجة النهائية بقدر ما يتعلق بالسيرورة ذاتها وبالممارسة. وهذه واحدة من علل تباين اللغات حين يصبح نقل المفهوم من لغة إلى أخرى أمرا عسيرا. فما كتبته عاليه ربما حكى على نحو ما تراجم دار التقدم في موسكو. فالمفهوم بالإنجليزية بسيط وسهل الفهم. فهم يقولون:
Art making for children is about the process and not about the product
وحين يحاول المرء نقل هذه العبارة البسيطة من الإنجليزية إلى العربية لا يجد مناصا من الدخول في معاضلات، وربما إسهاب في الشرح.

وأخيرا، كما تعلم فإنني "ذرية متصوفة" وتتلمذت على مدى أربعة عشر عاما، على يد الصوفي الأعظم، الأستاذ محمود محمد طه. ولذلك، فرغم إدعائي التحرر والتفتح والعصرانية، فأنا لا أزال أحس بشيء من الخجل حين أنشر ما أكتبه في باب النسيب والتشبيب. ويشمل ذلك، حتى ذاك الذي جرت كتابته في بواكير فترة التفتح العاطفي والوجداني في فترة ما دون سن العشرين. وعموما فسوف أحاول التغلب على هذا النوع من التحفظ، ولعل الوقت قد أزف للتخلص منه. ولعله ـ أي هذا النوع من التحفظ ـ قد خدم غرضه حتى استنفده.

وإلى لقاء قريب في هذه الساحة. وحتى ذلك الموعد، دمت وديعة في حصن الله الذي لا يدخله شر ولا بلاء.



((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
صورة العضو الرمزية
مصطفى آدم
مشاركات: 1691
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 5:47 pm

مشاركة بواسطة مصطفى آدم »

أولاً نبدأ بالترحيب الحار باستاذ الأجيال الهادي ، وبالرغم من أنني قابلته للمرة الأولي والأخيرة مثل هذا الوقت من العام الماضي ، ولفترة إمتدت فقط بما يكفي لتوصيلي من صحار الي تقاطع الرستاق بسلطنة عمان ، حوالي نصف ساعة زمان ، إلآّ أن ما دار من حديث بيننا بمعية صديقي النادر المثال الإستاذ عثمان محجوب سيدأحمد ( الغندور) كان كافيا لمعرفة أي نوع من الرجال هو. مرحباً به ونطمح في أن يقدم لنا ثمرة خبرته الطويلة في مجال التربية والتعليم ,و خبرات متنوعة أخرى شديدة الأهمية لأبناء وبنات القرن الحالي ومن بينها كما أعرف عنه من روايات ، المقدرة الهائلة على الإنضباط والدقة في كل ما يعمل.
الأخ بولا ننتظر بفارغ الصبر الإنتهاء من الترحيب للدخول في المواضيع مع خالص مودتي وحبي لك وللبنات وأمهم ومن لف لفهم....ز
وأهلا بالصديق النور حمد وأ ستاذة أسماء قريباً منّا هنا.ويا النور من الشعر الصوفي أهديك هذا البيت ( من ترجمان الأشواق)الذي استلفه الإمام بن عربي من أعرابي أنشده صدفة امام الإمام فصاح فيه ياهذا هذا البيت لي وانشد قصيدته التي أحتوت هذا البيت كأنما قد خلق أصلا لذلك السياق الجديد:
كلُ من يرجو نَوالكَ أُمُطروا
ما كان بَرقُكَ خُلَّباً إلاِّ معي
مصطفى آدم
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

.

الأستاذ الهادي،

ألف مرحب بك بيننا.

التقيت بك بباريس، ربما في مطلع الثمانينيات. ولا زلت أذكر للآن فرحة بولا الغامرة بلقائك، والجو العامر بالود والحديث الشيق وسعادة الأصدقاء الذين شاركونا تلك اللقاءات. الآن، تغمر بولا نفس تلك الفرحة.

سأعود بلا شك لمشاركتكم أطراف الحديث.
وحتى ذلك الحين، لك خالص الود، وتحايا بنياتنا فاطمة وعزة ونوار.

نجاة


.
ÇáåÇÏí ÇáãæÇÞ
مشاركات: 52
اشترك في: السبت يونيو 18, 2005 9:55 pm

الرد الاول والثانى والثالث ... راحو.. انا غبى ولا شنو !!؟؟

مشاركة بواسطة ÇáåÇÏí ÇáãæÇÞ »

يا اعزائى بولا والنور حمد ومصطفى ادم ثلاثة محاولات للارسال هذا الصبح اضاعها على هذا الجهاز اللعين (التقول جبهجى) !! اختفت الاولى الطويلة من امامى بمجرد ان ضغطت على "قدم" كأنما تسلط عليها انقاذى, الثانية اختفت تحت اقدام ال pop-ups التى فشلت فى منعها. الثالثة والتى من الله على فيها بكلام مريح حول موضوع " هل من عودة هل ؟ " ظننت انها قد سافرت بواسطة هذه التكنولوجيا العجيبة الى "دار السودان للجميع" ولكن عندما اسرعت لارى ان كانت قد وصلت ام لا لم اعثر عليها. لذلك ومالم اتاكد ان كانت هذه الاخيرة سوف تذهب واراها فاننى متوقف حتى يرد بولا على ال e-mail الذى بعثته بهذا الخصوص
"يعنى بولا يعمل ليك شنو يا هادى المواق ؟؟ انت قايلة عشان قال مبسوط بلقاك كمان يقعد يورى فيك ترسل كيف ؟؟ " فى واحد حيقول كدا !!!
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

.

الأستاذ الهادي المواق،

تحية طيبة

يبدو أنك تجاوزت في تلك المحاولات الثلاث المدة التي يمكن لصفحة الإرسال أن تكون مفتوحة خلالها. لذلك من الأفضل أن تطبع مداخلاتك أولاً على صفحة ميكروسوفت وورد عادية، وتحفظها في جهازك. ثم تقوم بنقل الموضوع عن طريق النسخ واللصق. ثم تضغط على "قدِّم". فإذا ضاعت المداخلة، تعود لنقلها من جهازك.

لم يجد بولا وقتاً كافياً للرد على إيميلك قبل خروجه، فقد كان الكومبيوتر في يد ابنتنا الصغرى نوّار لكتابة موضوع مدرسي عاجل. ولهذه "المسخوتة" في الكومبيوتر مآرب أخرى من رسم وكتابة ومواضيع لموقعها الخاص، لذا تجد أنه كثيراً ما يصعب علينا منازعتها فيه.
لذلك كلفني بولا أن أعتذر لك لعدم تمكنه من الرد على إيميلك.

من مداخلتي السابقة أعلاه وهذه المداخلة، تجد إجابات أخرى على بعضٍ من أسئلتك التي تضمنتها رسالتك الإلكترونية :wink: .

خالص مودتي
نجاة

.
صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »

شكرا الصديق العزيز، مصطفى آدم
أتابع كتاباتك، وترجماتك، واستمتع بها.

لطيف هذا البيت الذي أوردته عن الشيخ الأكبر إبن عربي. وهذا مما يسميه المتصوفة "المشاهد". و"المشهد" هو الزاوية التي يرى منها الرائي النص. فللإعرابي رؤيته ولإبن عربي رؤيته. ولذلك فقد استعار الشيخ الأكبر بيت الإعرابي وأدغمه في السياق الخاص به، وذهب به في الوجهة التي تهمه، حتى أنه بلغ أن قال للإعرابي: "هذا البيت لي". وقد مارس المتصوفة التخميس أكثر من غيرهم. وكثير من شعر الشيخ عبد الغني النابلسي تخميس لأعمال غيره. وفي هذا مشاعية للملكية الفكرية. فالجميع إنما يبنون صرحا واحد.

أنا ممن ينظرون إلى قضايا الملكية الفكرية المعاصرة نظرة لا تخلو من شيء من الريبة. فالرأسمال قد ألحق الإنتاج الفكري بالبضاعة، حتى أصبح المفكر تاجرا مثل غيره من تجار السلع. ومن القصص الطريفة التي شهدتها في حضرة الأستاذ محمود محمد طه، قصة تتعلق بطباعة كتبه في بيروت. فقد عرضت إحدى الدور البيروتية رغبتها في طباعة كتب الأستاذ. وقد جرى الحديث حول ذلك العرض في مجلس كنت حاضرا فيه. قال أحد الحاضرين أن بعض الطابعين البيروتين يقولون لك: طبعنا ثلاثة آلاف من كتابك، ويحاسبونك على هذا الأساس من حيث حقك كمؤلف، في حين يطبعون عشرة آلاف أخرى ويوزعونها دون علمك. فقال الأستاذ محمود: ((ومالو؟ نحن ما تجار. نحن كل العاوزنو إنو كتبنا تصل للناس!!)).

هذه انعطافة جانبية جرها التخميس الذي سأفرد له بوستا قريبا إن شاء الله. كما جرها أيضا الحديث عن شؤون الملكية الفكرية.

وأعود لمشاهد الصوفية لأحكي قصة مشابهة لقصة إبن عربي مع الأعرابي. وهي قصة روي أنها حدثت بين الشيخ قريب الله أبو صالح، والفنان كرومة في أمدرمان ثلاثينات القرن الماضي.

حكى بعض كبار الجمهوريين أن الشيخ قريب الله أبو صالح كان يتهجد في الثلث الأخير من الليل، فوصل إلى سمعه صوت المغني كرومة وهو يتغنى في حفل عرس بأغنية ((يا ليل أبقالي شاهد على نار شوقي وجنوني)). فطلب الشيخ من أحد حيرانه أن يذهب إلى منزل العرس ويقول لكرومة إن الشيخ يريد أن يراه بعد أن يفرغ من حفله. وظن كرومة أن الشيخ يريد أن يعنفه على "الصياعة" التي كانت الصفة الشائعة للمغنين وقتها. فجاء كرومة مضطربا عقب نهاية الحفل إلى مسيد الشيخ. وكانت المفاجأة أن طلب الشيخ من كرومة أن يغينه تلك الأغنية مرة أخرى. فأطمأن كرومة وأدى الأغنية آداء رائعا في حضرة الشيخ، الأمر الذي أدخل الشيخ في حالة عالية من الوجد بلغت حد "الترجمة". و"الترجمة" في المصطلح الصوفي السوداني هي التلفظ بكلام غير مفهوم من شدة الوجد والطرب.

كما أحب أن أروى هنا ـ والشيء بالشيء يذكر ـ أنني شهدت الفنان، عبد الرحمن بلاص وهو يغني في حضرة الأستاذ محمود محمد طه ((الله أنا يا عيون الصيد، وا ناري، موقدة في قلبي حاره شديد، وا ناري)).

واهديك أخي مصطفى، في ختام هذه التحية، بعضا مما كتبه الشيخ قريب الله أبو صالح صاحب القبة القائمة شمالي الخور الفاصل بين القلعة وودنوباوي في أمدرمان.

سلامٌ سلامٌ أهيلَ المدامْ
خذوني إليكم فأنتم كرامْ
صلوا حبلنا كم وصلتم حبالْ
ألا فاشهدونا شهود الجمالْ
ألا آنسونا بذكرِ الجلالْ
إلى أن نرى حالة الإصطلامْ

وكم يشتكي نفسه، والهوى
وكم يشتكي علةً في الجوى
كسيرٌ كسيحْ
ماله من قوى
سوى أنه لائذٌ بالمقام.

وأرجو في الختام، أن يكون برقي معك، قد خرج من حالة "الخلب"، إلى حالة "الإمطار"
وشكرا
((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي الهادي،
كل التحايا والمودة،
آسف جداً للغياب وعد الوفاء بالوعود.
فقد وقعت علىَّ من حيث "لا" أحتسب قائمة مؤتمرات علىَّ حضورها وتلخيصها. ولعل هذه مناسبةٌ أوضح فيها لك وللأصدقاء والصديقات المشفقين عليَّ/ات، من أرهاق المؤتمرات، الذي مضى منها والذي ينتظر وماهو آت، إن فيها في حقيقة الأمر جانباً جاذباً لي، وإن كثُرت شكيتي منها. فهي تتناول موضوعات ذات ثقلٍ وخطر على المستويات المعرفية، والسياسية والتخطيطية والاستراتيجية والتقنية/التنفيذية إلخ. و قد تحولتُ بفعلها (سبع سنوات، بواقع ثلاثة أإو أربعة مؤتمرات في الأسبوع يتحدث فيها أساطين الفلسفة، والعلوم السياسية، والعلوم الاستراتيجية، والاجتماعية، والصحافة والإعلام، والتكنولوجيا إلخ إلخ)، إلى إنسان متعدد "التخصصات". وأنا لا أخلو من استشعار متعةٍ وسعادةٍ وفائدةٍ من ذلك. على الرغم من الإرهاق الشديد وقلة العائد الذي يسهل شروط الحركة والعمل. الله ينعل البيت الضيق والمواصلات اللئيمة. وكراتين الأوراق والكتب والمجلات التي "تزيد الضيق بله"، والجارة المزعجة التكركب طول الليل.
تقديمك داير مهلة. وفي الغالب ينتهي موسم المؤتمرات والندوات بنهاية هذا الأسبوع. وحينها أقعد ليك "قَعِدْةً مي مسخره". هذا بالطبع إذا تراجعت ضغوط المجادلة في البديهيات وابتذال معاني الديمقراطية.

التي نتعشم في أن تلعب في مكافحتها دوراً مرموقاً أنت أهلٌ له.

محبتي
بــولا
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي الهادي،
كل محبتي،

دعني أولاً أعترف بالتقصير في حقك، وأعتذر عنه لك، وللمتابعات والمتابعين.
وأسباب التقصير في وعدي بتقديمك يا سِيْدي تلاته: أولها وأهمها صعوبة الحديث عن أستاذٍ ومربٍ في قامتك. فمن أين لكلماتي الجرداء من الفطنة الارتفاع لعلو قدرك والإحاطة بسعة مساهمتك؟
وثانيها انشغالي بترتيب المكان وتنقية ساحة الحوار فيه من "مناهج" القول "الطافر" المتَقَحِّم الذي لا يليق بكوكبة المبدعين والمبدعات والقراء والقارءات، التي أضاءت هذا المنبر وشرفته، ويؤذيهن ويؤذيهم، مما هو شائعٌ في منابر أخرى.
ثالثها إنني وجدتُ أن أغلب المشاركين والمشاركات هنا يعرفنك ويعرفونك. فبارت بضاعتي في التعريف بك.

يا سِيْدي الدار دارك ومرحب بيك فيها ألف مرة. فامدد رجليك كما تشاء.
ولنشرع جميعاً، كما أوصانا الصديق البديع مصطفي آدم في موضوعات الحوار الرئيسية معك.

ولك أزهى مودتي
بــولا
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي الهادي،
أحر تحياتي ومودتي،

أرجو أن تسمح لي برفع هذا البوست لنواصل "تعريف" المتابعات والمتابعين، من "الأجيال" الجديدة، بأستاذ الأجيال الهادي المواق، كما عبر بحق أستاذ الأجيال الآخر الصديق مصطفى آدم، ممن حالت كوارث حقلنا التربوي والسياسي دون أن يتعرفوا به عن قرب. ودون أن يتعرفوا فيه ومنه على الدور السامق الذي لعبه ضمن كوكبةً من التربويين الأجلاء، في رفد حقل التربية، (وحقل المعرفة) في بلادنا على المستويين النظري والعملي، بمفاهيم وقيم ارتقت بمعاني التربية إلى قممٍ إنسانيةٍ خلاقةٍ عالية، أقل ما يمكن يقال عنها أنها تحفظ للمتعلم حقه في المشاركة بالنصيب الأكبر في تكوينه وخياراته المعرفية، ونأت بالتربية عن معاني القسر والعسف والاستبداد والتعذيب: "ليك اللحم ولينا العضم". وبالتالي رفدت معاني الحرية، ووعي الحرية، والديمقراطية، كضرورات حياتية (والأصح حيوية) أساسية على المستويين الفردي والجماعي، بعتادٍ مكين. كما أنها (اي المفاهيم والقيم التي ساهم في تأسيسها البروفيسور الهادي المواق، وتلك الكوكبة المشرقة، من رفاق "جيله" ودربه، واسمحوا لي أن أكني عنهم بالشهيد الأستاذ عبد المنعم سلمان)، تراثاً جليلاً من الثبات على مبادئ نشدان العدل والحق.
حين قرأت للصديق الهادي المواق عنوان بوسته "لا عفى الله عما سلف"، انطلق صوتي بصورةٍ تلقائية "عفارم عليك. أمانة ماك ضو".
حيوا معي مرةً أخرى هذا المربي، والمثقف، والمناضل الجليل. هذا "القادم من بصيرةٍ للتاريخ لا تنام".

ولي عودةٌ
بــولا
أضف رد جديد