جَقــْـــــــــــــلا / نَشيدْ الرّملْ

Forum Démocratique
- Democratic Forum
صورة العضو الرمزية
íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí
مشاركات: 326
اشترك في: الاثنين يونيو 06, 2005 9:50 am
مكان: كندا =Winnipeg -MB

مشاركة بواسطة íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí »

الجميلة عالية
شكراً لمتابعتك للحردال .. ولك جقلا .. بس إحذري الملعون .
ولك هذا :

...----------

[size=18]وولدت الناقة توأمين ، الرّقيت ، وفريد .
تناسَل النّسل وأمتلأ الخلاء حيراناً دُرج ، وقسّم النبي المِرحات لابنائه وأحتفظ بها وحدها ، لكنها جقلا جَيّابة الشّرور ومعشوقة الملاعين جميعهم ، ذات يوم غفى نبيها فمدّت بإتجاه الصّعيد وأتيامَنت الجَبّال ، أثارَت غُبار الحِروب وطأت بخفّها زرائب الهواء ، وأكلت قناديل الدُّخن والماريق ، فعقروها ولم يأكل لحمها أحد ، سارت وأثرها مغسولاً بالدم .. قطعت الوديان وأتوَكّرت الغابات .
كان الجِد الخامس والحنين للحردال سائرا وعصاته على كَتفه ، فعثر على دربها دوائراً حمرا على طين غُربته فتبع الأثر ، حتى وجدها متشَبّحة شجر الجميز في وادي أمراحيك .
رمى عصاته وبادلها الخطى اينما سارت ، حتى وصلا معاً الى بير الدّيكْ ، ففتل حبلاً من لِيفْ المَغَد ، نَشَل الماء بالدّلوا وسقاها ، و تلك هي المرّة الاولى التي شربت فيها ماء الدِنيا ، فروته حليباً وأنْبَلّ حلقه بعد جفاف طويل ورمته في حبائل عشقها .
عشقها حارِق ، عشقها مراحيل طويلة ما أن تنتهي إلا لتبدأ من جديد .. عشقها وَرَم في القلب لا شفاء له .
تلمّس جرحها ووضع محاوِره على النار ، حتى حميت وكواها حيث عُقِرَوها .
وضع على وريدها الجَرّة فكانت جقلا المهريّة ، جَرّ العلامة على رقبتها فكانت المحموديّة ، وضع الدومات الثلاثة على عنقرتها فنسبها للرّمل والجبال ، شَخَط الدّامِع تحت عينها فكانت عريقيّة ، وعلى اوراكها جرّ السوط فكانت شطيّة ، دوّر الدّاغ على وجهها فكانت كاهليّة وعلى دائرة الدّاغ تقاطعت القبائل ، فكانت جقلا نورابية وشنبيليّة ، كبّاشية ومعلاويّة .
رَسَنها بالصّريمة فكانت بربريّة ، ووسمها بالعَرج فكانت دِقيَنية ومِرّاويّة ، وبديّيه ، وحين رَسَم النّهد على زراعها اليَسار كانت جَقلا الصالحيّه ذاتها ، تشابَك الوسم على جسدها وصارت قبائل ، وجوها سمرا وحمَرا ، جميعهم في سهول اللّه ينتسبون لها اولاً ولنبيهم صالح الرّاقد على حواف الرّمل ، هي جقلا ، جمّاعة شمل القبائل وملاّية سعون الدّم .. إقتتلوا فيها وعلى أثرها الدّامي سال النّشيد .[/

c]درب الصّعيد :

إستمر عام التّي ، لاجْ الحردال مع القُود والرّمل أعطَش من حَلق المُغني .. الدنيا كُلْها حَرْ ، وعندما أنتصف نهار المَحَل ، إكتملت شمس اليأس ، وجاء ابو الرّيلة الى الفلاة يتفقّد حال المُراح وحال سميعنّه ، والحال تَــيِّ ، جوع أبِل وجوع لِنقيب .
لابد من همسٍ بعيد عن أذنها ، نادى ابو الريلة على سميعنّه وقال له : يا ولدي الدنيا ظَلّمَت وبدونا خِرِب ، الأرض القبيل سقَتنا الحِنْ ضاقَت علينا ، لا ألمي ولا قَش ، والدْروب كلها ودَار في ودَار ..
في شوفي اللّه غِضِب علينا عشان هِنّا النّاقة ولزَمْناها في المَحَل ، صَحي اللّه زمان غِضِب من جـقلا ، لكن من يوم ما أدّاها للنبي صالِح ، أتبارَكت خطوتها ، ووصاة النبي ( الناقَة ما تلزموها في المَحَل ) أنحنا خالفناها .
كان سميعنّه يستمع بخشوع حردال ، فهذا حديث العَم ، وقراءة في سِفر النّبي الابّالي .
واصَل ابو الرّيلة : شيف الفلاة يا سميعنّه ، يابسه تقول لاحِسها كَلبْ ، لكن في فلوات خضرا ، والناقة كَن فكَّينا عقالها بتلحَقهِن .
- يين ؟ سأل سميعنّه بلهفَة لِنقيب .
- الصّعيد فوقَه بْحور وشَدَر طول الصيف أمخَضِّر ، عرديب وجميز ، وحتى الكداد مو زي كَدادنا ، سَنِة الجلاء أدّلينا الصعيد ، وَكِتها انا كُنت فرفور عمري اتناشَر سنه ، شِفْت مراعي الصّعيد ، غابات وألمي سايل ، شِفت قيزان فيهن شدَر ماهِن زي سافِلنا ألأغَبَش - هَا - واليوم إتّهْ عليك التّكَل ، أمرَاحَكْ القِدّامَك ها ، كَن لَزَمْتَه في القَرْدود اليابِس بِهَفى ، وقِدّامَك شَهَر ، بَعَدَه أبْلَك ما بِقطَعنْ فَرَقَه
أيقن سميعنّه أن ثمّة دِروب جديدة فَتّحهنْ المَحَل ، وهنالك مفازات بعيده عليه السّير فيهن .
وزاد ابو الريّلَه : إتّه يا سميعنّه ذراعي اليمين ، انا وأبوك أرضِعنا من ديد واحِد ، يوم أبوك مات خلاّك عمرك سنتين ، كان قِدّامي وَكِت أنضَرَب أنا جَريت عليه رَفَعتَه ، مَسَك إيدي وقال لي : سميعنّه !
قلت ليه : ما تخَاف عليه ، شَهْودتَّهْ وغطيت عينيه .. اللّه يِرحمه ، مات ، لكن خلاّك وَرَاهْ والخَلّف ما تَلّف .
سأل سميعنّه وألبِل ؟
- ألْبِل ، أنِحنا أنشغَلْنا بالموت ودَفْن الجنازات والحَرْبَه ساقَتِهن ، فَزَعْنا في دَربهِن لكن راح الدّرب في الكَرَبْ ، وقَبّلنا للفريق ، أخُفنا تَجي حَرْبَه تانيه كمان تسوق الباقيات أصِلها الدنيا حروبها كتيرة . بَعَد موت أبوك الدّار أبَت تِنقَعِد لَينا ، الرّمَمْ صباحْنا وريِحنا ، كانت دوسه كبيره ، وماتوا فوقَها ناس كتيرين ، من أرجالنا ومن الغايرين .
النِّسوان أتحَزّنن ، والباديه كلها حدّت ، وسِرنا مشينا الصّعيد . أوطينا دار الشديرة السّلْبا، قُلنا نتحاوى في ودِيانها ، لكن النّاقَه ملعونة ، مَحَلْ ما تْحُط أرجِلها توقِد نار !! فتَنتنا معاهم ، أدّاوَسْنا تماني سنوات ، كَتلنا مِنهم وكَتلوا مِنّا ، يا سميعنّه أنِحنا وآلَفْنا الموت ، حتى غِنينا بلا موت ما عِنْدَه طَعَم ))
سَكت ألعم مسافة لشُرب جرعة ماء من السِّعِن ، وعادت اليه ذاكِرِة الغناء .
عارِف شنو قال الغناي وَكِتها .
شنو ؟ رَدّ سميعنّه .
قال :


يِكافي شْرورها حنّانه
ويا أم زور كَتَرتي أعدانا
شيّبتينا في صبانا
صعيدنا ورِيحنا أعْدانا
وغير اللّه ياتو بِرضانا
بِدّوري شنو يالحنّانة ؟
بلا القُوز ابو ألبانَه
يا أم تاجراً من مصِر جانا
بْدُق وبْمَرِّك خصيانَه .



إنشَرَق العَم بالعَبرَه ، نظر الى جَدْب السّافِل ، وقال : ألبِل بشْتَنّنا ، سُقناهِن صَعيد أنشَبَكْنا مع كتير من الخلايِق ، ماتَن أبلنا وماتو أرْجالنا الغَوالي ، سُقناهِن رِيح ألمَطرَه أبت تْصُب ، أنسوّوا شنو ؟؟

يتبع---
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي يوسف،
تحياتي ومحبتي،
ظللتُ لعدة أيام أقرأ بصورةٍ مكثفة بعض مقاطع من نشيدك. بعضها فقط. لأكون فكرةً أولى عنها, استجابةً لدعوتك لإبداء الرأي فيها وفي لغتها. واستقر رأيي أن أقوم بنسخها على الطابعة لأقرأ النص كله قراءةً متفرغة تماماً من أي شوشرة جانبية. قراية زول راقد وقافل اللوضه عليه. فقد أخذتني المقاطع التي قرأتها أخذاً شديداً: جوها الروائي، "الأسطوري"، ولغتها، وترتيب سياقتها المحكم والطليق في آن معاً.
وأطربني عنوانها غاية الطرب: "جقلا/ نشيد الرمل". فتسميتك لهذا الحكي العذب ب"النشيد" إبداع محض، وخروجٌ جليلُ الرقةِ بالحكي من قوالب التصنيف الدارجة، الخانقة أحياناً.
ولي عودة، بل عودات طويلة إلى هذا المشهد الشجي.

مع عامر مودتي

بــولا
صورة العضو الرمزية
íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí
مشاركات: 326
اشترك في: الاثنين يونيو 06, 2005 9:50 am
مكان: كندا =Winnipeg -MB

مشاركة بواسطة íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí »

العزيز الدكتور عبد الله بولا
التحيات النواضر

وسط جو مشحون بالفقد الكبير لصديقي مرغني حمزة ، الشاب القارئ لكتاباتي والمناقش والصديق الحميم ، وسط هذا الجو اعطتني مداخلتك فرحة جميلة .
فهذا النص ترددت كثيراً في نشره لأني دائماً لا أشعر بأن هنالك قيمة لما اكتبه ، ولكني الآن وبعد حديثك هذا شعرت بسمؤلية خاصة تجاه كتاباتي وتجاه القارئ الذي لم أتخيله يوماً أن يكون عبد الله بــــــولا .
أغلق عليك اللّوضة ، والشبابيك ، واقرأ على راحتك ... وتعال فأنا في لهفة لعودتك الخضراء
خالص معزّتي
آخر تعديل بواسطة íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí في الجمعة سبتمبر 02, 2005 4:01 am، تم التعديل 3 مرات في المجمل.
صورة العضو الرمزية
íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí
مشاركات: 326
اشترك في: الاثنين يونيو 06, 2005 9:50 am
مكان: كندا =Winnipeg -MB

مشاركة بواسطة íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí »

أوطينا بيهن سنة الجلاء ، لكِن خُلقنا ضاقت من الحَرب ، ومن قَش الصّعيد اللِّويخيم ، ومع شَلْعِة البُرّاقَه عَقَدنا الرأي على النّشوق ، ومَدّينا من الرّهيد ، والرَصّاص أموَلِّع ، كُل دار نزلناها دفَنّا فيها غالي ، وعَمّك ابو أم فاقَه عَقيدنا .
قال غنّاينا :


مِن الرّهيد ومَدّن غَرْب
أبو أم فاقَه عَقِيد للحَرْب

مَرَقنا بيهِن مِن بينات الجَبّال ، قَطَعنا ملمات الوِديان ، وطلعنا القَوز .
حَلالــــــــي !!
بي دَمهِن ، وبنسوانْهِن اللّمحَزّنات وبكوارِيك فَزَعهِن ، مَرَقَن على قوز البَنَابِن ، وما لَزَمْهِن إلّي السَبْعَاني .
رَصّينا البيوت على سَدْر القوز ، وفَرّينا في الفلاة .
حول كامل والباديَه حَزنانه ، عُمْرَك وكِتها سَبعي سنين ، وفَكّينا بيك الحِزِن .
أول ما هَبّت ريح قَروة والقَش صَفّرْ ، سَافَرْنا انا وأمَّكْ لسوق الحَجَرْ ، جَلّبتْ معايي قِعْدانْ حَقايِق ، وأشتَريت غَلّه وشَغَلات أملاح وكساوي ليك ولأمك وللريّله وأمها ، الرّيله كان عُمُرْها سنتين ونُصْ .. ولِدوها لينا في الصّعيد .. وكِبرِت مع حِس البَنادِق .))
عندما كان العَم يَحكي ، تَشتّت المِراح في فضاء الجوع ، فلحقوا به ، وكان سميعِنّه صَامِت ، جلسوا تِحِت شجَرَة لَعوت ، وقال العَم :
طهورْتَك يا سميعنّه كانت كَسّارِة حِزِن سنين الجَلاء ، سِتّه سنين واضَانّا ما سِمعِت زغْراطْ ، سِته سنين وعَجاج الحَربْ بِلوي ، قْنِعْنَا مِن حاجه بقولوا ليها فَرَح .. لكِن وكِتْ حِس الرّصاص وَقَف ، وألْبِل شِبعَن أتفَكّرنا الحياة .. ياولدي حياة مع المَحَل مابتَبقى ، وحياة مع الحروب ما بتبقى ، الدّنيا بْعَمِرها الغِني .. أبوك وكِت أتفَكّرَه قَلبي بِتْلَفْ ودَمِعتي بتسيل ، بتفَكّر مَشيتَه ، وسلامَهْ الحنون لكن الحَمْد لله البَرَكَه فوقك بتَشبَهَهْ زي القِرش .
نادينا القبايل لطهورتَك ، كان الدّرَت سَمْحْ والبوادي شاتَن في السّافِل مافي أبّالي أدَلّى الوِديان ، وأهل الحَلاّل شِبعوا ليهم غَلّه ، المَرايس ما يدَنَّك الدّرب في سوق الحَجَر .
الدّنيا أرخِيِّه ْ ، جيهِة تتصَنّت تسمع صَفقَه ، إلّي بادْيِتنا الحِد سَكَن الخْيَام ، حتى العيَال خَلّوا اللّعِبْ والضِّحِك مَعَدوم ، كَن فَلَتَتْ مِنّك بَسيمه البادية كلها تْحَمّر ليك ، عِشنا سنين شينه ، سنين نَكَدْ شِفنا فيهِن الهوايل .
مرّة راكِب الجَمَل البشيري ووارِد البير ، وعارف البشيري ضَهَرَه بارِد ، رقّل بَي وضَرَبني نسّام النّم ْ وغنيت ، وَكِت أوصِلت السّرَف ألقِيت أمَّك بتملأ في راويتها ، وسمعتني بنوني .. ضِحْكِت وقالت : تاري الحي ما بْخَلّي حَياتَه !!
أتكلّمنا عن الدِنيا ، وأتفَكرنا ناسنا الماتو ، جدودنا وابّهاتنا ، رَفاقِِتنا العِشنا معاهُم ، كلهم رحلوا ، والحياة هي الباقية .
((الدنيا يا ولدي زي مسارنا في الغابات وفي الرّمل ، كل مرّة بدلّى زول وبركَب آخَر .. وألبِل سايرات من زمن نبينا صالِح وليوم باكِر .))
أمّك من موت ابوك ما فكّت الحِد ، وقالت إلّي تَبْقَى راجِل وتسعى ليك أبِل حتى تَمْشُط شعرها !
قُلت ليها : الحزن ما جاب ميّت ، الموت والحياة أولاد أعَم ، الحِد شَيّب جُهالنا وودّر جمال نِسوانا حوريات الرّمل ، نسوانا كَن شقيت القبايل من هِني لدار فيزان ما بْتَلقى أسْمَح مِنهن ، لكِن الحِزِن آزآهِن عَمّش عيونهِن ، ونضارهِن ظَلّم .
يا ولدي نِسوانا زي الدّهَب لازِم يِنقَلَن في حَرْ القوايل ، ويتجَمّرَن في نار الكاتِم . وإتّه النار الخلاها أبوك موقْده في قلوبنا .
في دَرب رَجْعِتنا من البير أتّفَقت معاها على طهورتك ، وقطَعنا الأجَل .
كلمنا الناس ، في البادي أتعَجّبوا ، الناس يا ولدي نِسوا الفَرَح وأتعوّدوا على الحِد ، والحِد موت البني آدم وهو حيّ .
لكني فكّرتهم بحياتنا القديمة ، بكل الماتوا وحدّينا عليهم سنين وتاني قَبّلنا أنغنوا ونفرحوا ، فكّرتهم بالحياة .
بَدَن النِسوان في التجهيز ، سَوّن العسليّة ، رَكّن الكَجانه ومشّطَن شعرهِن ، الصبيان قَرَنوا القِعدان ومشوا السوق ، باعوهِن وأشتروا المخالي والرّقبيات وأنكَسوا .. البنات أتجيّهَن ولِبْسَن عاجاتِهنْ ، كَن شِفت التحضير لَسبوعَك زي الزّرع البْجَودوا فوقَه والدِنيا أرشاشيّة . بدَت الحياة بتَنْبُت في قلوب الناس من جديد . يا ولدي الدنيا بْعَمِرها الفَرَح ، والفرَح زي المَطرة ما بتِصُب بلا سحاب ، والسحاب هو الأُهوليّة .
الحَرب رَمَت أجمَل عيالنا ، ما شِفْت التُهامي ولَد أنضَف من الإيد البِتْسَلِّم ، وما شِفت بعدَه الماتوا أمزَقّلين في الوديان ، عيالنا وعيال أهلنا ماتوا وكتلونا بالحِد . يا سميعنّه الحَرب دايما بِتَكتُل الرّاجِل الصِّلْ . وفي كل القبائل تَلْقى الميتين همّه أحْسَن النّاس ، مثل مبارك ولد صاحبي خاطِر عبد الرسول ، ولد كَن شِفْتَه تِتْمَنّاه ولَدَك ، مُتأدّب وخَدوم ، مات وفقدناه كُلنا . لكن الدنيا بْعَمِرها اللّيم ..وسبوعَك لملم جرّاحنا ، ليلة سهارَك في شهَر رَجب سنة الخَريف الزّين والدِّنيا مِري ..
كَجينا الكُجّارَه ، وخطينا لأي قبيله مُنزَلَهْ ، وأهَل الدّيم فَرّشنا ليهم رواكيب من قَش أم ريحان وخطينا ليهم فيها أَلمي ، ناس الدّيم بدوروا الرّاحات .
قال سميعنّة : والرواكيب يا عمي فيها راحَة ؟
فقال العَم : الرّواكيب يا ولدي أخير من خيامنا اللِّمشقّقَاتْ - ها - الزول وكِت يِغُز الرّاكوبة في الأرض ، بكون أنجَم من تعَب المسار ، الرّاكوبَة بتتحَول لدُرْدُر ، والدُردُر بِتحَوّل لطين والطين بِتحَوّل لديم كبير ومدارِس وإسبتاليِّاتْ . كل الدِنيا بَدَت من راكوبة وبِقِت ديُوم .
سكَت سميعنّه فالحديث عن حِكمَة الرّمل ، حديث من شقّ الارض شرقاً وغرباً ، حديث من نَبَتْ الشيَّب على رأس دروبه ، وكان العَم خبيراً بالعتامير وبالديوم البعيدة ، من الأربعين إلى دْراو والعودة بالنّهر قضى ابو الرّيلة نصف العمر مشياً وسباحَة في طريق القوافِل .
وكان حردال زمانه يقول :
رَكّبتيني يا جـقلا بنطون بَحَرْ أزرَق
مَرّاتْ أقول أمرُق وحَزّاً أقول بَغَرَقْ

ووُلِدت الحِكمة في راسه وتكونت على اللّسان .
قال سميعنّه : وبعدين ؟
[/color]
آخر تعديل بواسطة íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí في الأربعاء سبتمبر 07, 2005 4:01 am، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí
مشاركات: 326
اشترك في: الاثنين يونيو 06, 2005 9:50 am
مكان: كندا =Winnipeg -MB

مشاركة بواسطة íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí »

صورة
صورة العضو الرمزية
íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí
مشاركات: 326
اشترك في: الاثنين يونيو 06, 2005 9:50 am
مكان: كندا =Winnipeg -MB

مشاركة بواسطة íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí »

وبعدين !!
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »



الصديق الماهري
كيف أنت؟
أتمنى أن تكون قد تمكنت من التغلب ولو قليلاً على أحزانك.
أرتاد هذه البقعة، وأقرأ نشيد الرمل، وكثيراً ما أعافر لأتجاوز الصعوبات القاموسية.
أها دي تحلها كيف لمن لا يجيد لغة الحداة؟


سلامي
نجاة

صورة العضو الرمزية
íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí
مشاركات: 326
اشترك في: الاثنين يونيو 06, 2005 9:50 am
مكان: كندا =Winnipeg -MB

مشاركة بواسطة íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí »

بعدين :
الشّمش عصّرَت يا سميعنّه ، مرقنا علي الكُجارة وحَرَسنا القبايل ، أول ناس وصلونا المَهَاويِشْ ، سمِِعنا حِسْ بَنادِقهُم بِدِْوي من مسافِة سَهلَة وكان غنْايهُم أبو شريقَه ، اللّه يِرحَمَه ، حِسّه يِبَكّي الحْجَار الصُّمْ ، كَنْ غنّى في جقـلا زي البِقرِي من لَوح .
أتلقيناهُم ، هزّينا فوقهم وأتباشرنا ، وسمِعنا حِسْ الحامديّات ، جِن يا سميعنّه ، بْيَوهْجَن زي شمس عقابات السّنة ، زي غزلان السّافِل وحكّامتهِن حِسّها أحلى من آذان الصُبُح في دامرِة شَيخنا عبد الباقي !
وقفن وغَنّن :


جيـنا بِنعِزوك أمرُقْ لَنا بـرّه
أنحنا سلاح قِتال
الكيّة بالجَـرّة


قلبي ضَبّاني ، سقتك ومشيت هزّيت فوقهن ، وحرّقت قروش خُضر على روسيَهن ، هنّة بنات أعمّك وشيالات سمعتَك بين القبائل .
جونا العريقات ، زغراط نِسوانهم مارق من قلب الحَجر وبشروا فينا بسلاحهم ، أرجال زينين ونسوانهم سمحات ، وجوهن أمدورات ولونهن زي القمح الناجِض . والناس لمّوا في كُجّارتك ، من كل جيهة تسمع صوت الرصّاص والزغاريط ، والفرح زي السيّل الشايل الحَبيس ، دَفَقْ علينا يا سميعنّه ، الحمدانيّة وقفوا بينات البيوت - الخيام - وسالم جودة غنّايهُم ، اللّه يِسخَطَه ! بقايس الكلام تقول أملَجّى بيه .
وكانت جقـــلا في كلامَه ، مرات قيزان ومرات بحور .
نحاسَك دَقْ ، والزينات مَرقَن وسِرنا وراهِن .
دَجْ
دَجْ
دَجْ

وغنّن :

الزول المو مِنّا
لا يفتِل في حَبِلْنَا
حَبِلنْا جَـورَه قاسي
بأدِّبْ العَواصي !



وأتقارَنّا ودقينا السَكّه هكذا ، ونهض العَم وضرب الأرض برجله ، حتى طار الغبار على وجه سميعنّه ثم جَلس مثل لِنقيب صغير وقال : يآآآآآآآه ، واللّه يا سميعنّه أنحنا عِشنا شَبابنا وأكَلنا دَرتين !!
كان المكان مختلطاً بحمار شمش المغيب ، وجقلا على جفافه طلِّق رجليها ، وكأنها تعرِف إن سيل الحَكي سيكون خطوتها .
غاص ابو الرّيلة في الذاكرِه ، وكانت عيونه ترى في فيافيها الزّمن بكل مساراته ، ترى الخريف والصيف ، والفرح الذي غطى جلسته مع سميعنّه ، لو لم يكن نادر الحدوث لما سكَن الذاكـرة واللّسان معاً .
وسميعنّه بعد أن نفض الغبار من وجهه ، سأل عمّه ذات السؤال : وبعدين ؟

بَعَدينْ ، جونا أهَل الدَّيـم ْ ، عربيّتهم جفّلَت ألبِل والعيَال ، والكلاب دَقَشن الغَابَـة وكل زول عِندّه حزازَة مع الحكومة أتلبّد داخل البيوت ، ناس الديـم مصائبهم مصائب ، ببناطلينهم تلقى فوقهم اي زول ، الاستاذ والبوليس وحتى الحكومة ذاتها .. وفوقهم ناس زينين ، عيال صغار بس ما بجي مِنهم شَر .
نزلناهم الرواكيب وسقيناهُم الشاهي ، دفَّقْ بعضهم كَبابي شَاهِينا وشِربوا بيها العَرقي .. أدب بتعريفة ما عِندهم .
ليلة سهارَك الدنيا أنقَلبَت كـرير ، والناس سِكروا غناء ساكِت والكُجّارَه كِن ودّرت لسانك بتَلقَه واقِع ليه في غنيّه .
الأرض يا سميعنّه سمحه باللُمَّه .
الشمس غابت وعلى الأفق تساوت الظُّلمة مع الرّمل العِريان ، وصمت العَم ، داناهِن سميعنّه وعقَلهِن على دائرة جلسته واوقد النار . تأمّل العَم ضعفهن وغياب صوت الجِرّه ، وقال : (البِل بهينَنْ الرّاجِل البهينهِنْ )
حط سميعنّه الكفتيرة في النار ، وحلب النّاقَه المِريئ ، وحدها ظلت تتحدى الصّيف الماحِل باللّبن .. فقد غرَزَت درِّة الشّوايِل .
ودخََل حديث العَم غابة اللّحظـة ، والمَحَل يتراى حتى في حَطب النار ، رمى سميعنّه من كتفِه هشيمَة كَداد ليشعل بها نار الذّرى ، وحَطب من فروع السّرح وفي سرّه ردّد العَم : جات الهَبوب البِتْرَمّي الشّدَر .
ومسارات جقلا أنطلقت من عقالها ، مراحيل على دروب الرّيح وحروب في كل سَهل ، أرض جيفَة وسماء أنضيفه .
قدّم سميعنه عود النّار كاسِراً رماد الصّمت ، قال : أنا في حاجات بتفَكّرهِن من يوم سبوعي .
رفع العَم رأسه وخرج من همّه : شنو ؟
- فاكِر أم موسى جاتني في الكجّارة ، ليلة السِهار وقالت لي : يومَك التفَتّش لدّربّك ، تعال أنا بَقتَحَه ليك !
إنتفض ابو الرّيلة وغرز عينيه الإثنين على وجه سميعنّه ، كان يلمع في وجه النار ويتقاطع فيه الضوء مع الاسئلة .
- يا أبوي أنا دَربي وين ؟
لمسافة تمتد بين سؤال سميعنّه وألسِنة اللّهب ، كان العَم صامتاً ثم قال بعد أن كسر عوداً يابساً وبدأ ينقّر به الأرض : المرأة -ها - أخطاها ، ماليها شغلة غير لِقَّيط الخَرَز ، مَحَلْ ما تشيف ليها بوبايَة وشِقَف تَمشي تحَفّر ، أكيد يوم تعَضيها ليها عَقرب وتجيب أجلها .
مِن وِلدوك قالت أم موسى الحردال إنوَلَدْ . شافَت جَبهِتك وقالت : الولَد _ ها - دَربَهْ في بَكان تاني .
سمّاك ابوك سماعين ، وصغّرَتَك أمّك لإسم ( سميعنّه ) ، قطعوا صرّتك على البَكْرَه أم قُجّهْ وفي يومها التاني وقَعَت من الجُرف وماتت .
أتقَسّمناها كيمان وقلنا لأبوك : ( اللّه يخلِف بأبرَك منها ) . عوّضَك النّاقَة أم شَعَر وراحَت في أربعينَك ، قاطع الرَوّاغين الدروب وقَبّلوا بلاها وجات أم موسى وقالت النّاقَة طارت بجناحيك ْ ، ورَجت أبوك ما يسمي ليك ناقة غيرها .
زِعِل وقال ليها : انا سماعين ولدي البِكِر ودَفَعت ليه أمراحي كلَّهْ .
عضّت العجوز شلوفتها وقالت : أمانه ما ودّرتهِن !
تمينا حول وحصل الحصل .
يعني أنا سبب ودار ألبل وموت أبويّ ؟ سأله سميعنّه .
قال العَم : لا يا ولدي كل شيئ من اللّه .
- وليشنوه ما عندي أبِل ، ما تقول لي برضو من اللّه !
- وَي من اللّه ولكن أنت عِندَك أبِل ، الرّاقدات حواليك - ها - أبلَك ، شِد وأركَب ، وكَن صْرِمت بيع ،وهنّه ليك وللريلة انا ما عندي غير وَلَد ، يا سميعنّه الرّيلة أخير من تلاتة أولاد وبيك بِتِّم الاربعَة .
لبس الحديث ثوب النشيد ، وتململ الرّمل بالقلب وألسنة اللّهب لامست عود السؤال ، الريلة وابِلها أنا والعَدَم الأبدي .. معادلة يختل طرفاها كلما حاول سميعنّه حلها .
ووجه السؤال مباشرة لأبوا الريلة : أم موسى جابَت إسم الحردال من يين ؟

الحردال إسم أتوارثَنّهْ ألبل من جد لجد ، من ما مرّقت الناقة من الصّخرَة الثموديّة ، هنا التفت سميعنه فالرواية تقول إن الناقة جائت من السماء ، كما وردت في سفر جقــــلا الاول .. ومع لفتَتهْ بَرقت النّدوة فلمحها العَم وايقَن أنه هو ، عديمهن ونشيدهِن الغنّاي .
وقال قاطِعاً سيرة الحردال : حصَل يا سميعنّة شِفت ليك شوفه غريبة ؟
رد سميعنّه : وي ، أنا كل يوم بحلم ، مرات وانا ماشي بحلم ولما أنوم بشوف أبِل غريبات ، صوفهن زي صوف ابو أنشوك وسنونهن طوال ، أبِل كْبار ولونهن أخَرَشْ ، بشبهَن أبِل أولاد مبلول .
البارِح وأنا قاِعِد ، شفتني سارِح لي بناقَة كبيـرة وأطول من الليلة الما فيها عشاء واللّبن بنقِّط من دَرتها وبتأكل من شدر بلا ساق ، شدر أمعَلّق على السماء ، وحوارها خاِطف لونين بين أرغَن وغبْروني راقِد تِحِت ضل بلا شَدَرَه ، مشيت عليها ولمست دَرِتها ، شَمّتني وحَنّت ، غطاني ضُل وسمِعت صوت زي حفيف الطيور وضربت وجهي هبـوب بارده ، أستغفرت وقلت : هبوب اللّه الغرّارَة ما دايره تخليني أشرب لي لَبَن ووكِت صنقَعت للسماء ، شِفت أنجيمة الجِدي .
زمان أمي حجّتني وقالت : البشوف أنجيمة الجدي نهار بكون لاقى ليـلة القدر .
وسألتها : كَن لاقيت ليلة القدر بتَدِّيني شنو ؟
قالت لي : ليـلة القدر بتدّيك أبِل .
وأتأكّدت يا عمي أنا هادي ليلة القدر بنجمتها وناقتها اللّقوح .
من لَمستي لديد الناقَة ، سال اللّبَن على كاسي ، حلَبت وشرِبت وتاني حَلبت وشربت ، وقدر ما احلِب ما بروى ... قدر ما أزيد حَلقي بِعَطَش زياده ، سمِعت صوت بقول لي أشرب ، أشرب .. ووكِت اتلفَّت لجيهة الصوت قال لي حوارها : تاني ما بتروى من لَبنها والدنيا ظَلّمَت ، شِفت براريق وهبّت ريح أنا حسبتها ريح صَرصر وأختفت الناقة وشدَرها .
جريت وراها يا عمي ، جريت حتّى عثِرت لي في حجر وأنكفيت على وجهي ، فَتّحت عَرقان وحلقي ناشف . لعَنت الشَّطان ، شربت لي المي من السِّعن وحلبت الناقة المري وما أرويت .
العَطش كتلني يا عمي ! بَحِس بالنار بتوقِد في صدري ، وبتمشي على لساني زي المحاوِر ، من امس وأنا بدوّر مع البِل في الرّملة ، بتلفّت ما بلقى ورايي دَرب ونعالي تقول من هبوب . بخُط رجلي وبرفعها وما بتخلي اثَر وألبل وكِت يشيفَني بحِنّن زي حنين الناقَة الفي الحِلم ، ووكِت يمدّن قِدّامي قلبي ببقى زي البـوباية ، أنا مستاحِش ليهن .. ما ني عارف يا أبوييّ انا بكون ضَرَبني عارِض .




صورة العضو الرمزية
íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí
مشاركات: 326
اشترك في: الاثنين يونيو 06, 2005 9:50 am
مكان: كندا =Winnipeg -MB

مشاركة بواسطة íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí »

العزيزة الدكتـورة نجاة .
سلام

يبدو إن الحزن سيرافقني كما ترافق جـقلا حردالها ، وسيكون مرحالي في الحياة القادمة .. ولا أريد الخروج منه .
قرائتك للنشيد تفرحني ، ولكني أؤوكد لك حقيقة ، إنني لن استطيع حل مشكلة القارئ .. فواحدة من هموم سردي ، أن تكون اللغة كما هي .. ربما أنطقها في قراءة أحاول تسجيلها ، ولكني لن استطيع كتابة هامش للغة تسعى لخلع ثوب هامشيتها .
لك ودي العميق .. وقولي للدكتـور بـولا ... أطبع .. إقرأ .. وما توزع .
صورة العضو الرمزية
عبد العزيز عبد الماجد
مشاركات: 111
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:34 pm
مكان: الرياض - السعودية
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد العزيز عبد الماجد »

الّليل بوبا
والنّجم الكِبار أتمرّقْ
صباح الرّيد فوق النّوم بِقَتْ تتغَرّق
خَلّتْ قلبي كيف عُود الهَبوبْ العَلّقْ
وانا راجيها الأبَتْ تِتطلّق .

----------
عزيزي الماهري ..

جميل ما يحمله سردك هذا ..وهذه اللوحات الجميلة للبادية الغربية ..
فيها شيتن كتير وقع لي ..لاكين برضو ما بتختا الكلمات ذات الخصوصية لتلك الديار ..
والأجمل -كما قلت- ان تكون لغة سردك كما هي..
- عليه فلتعلم انني طالعت السرد ببعض ما اعرفه من قاموس البطانة ..
--------
سِيدْ البي فْنيجِيلَهْ
إنشاء الله الخَطوه عَدِيلَه
ديلْ أخيّانْ الرّيلَة
بزالو الصّيد في مَقيلَه

كثير من النم هنا ..ارجعني الى ملاحظة ان الدوبيت في تلك الديار له خصائصه ..



خالص التحايا ..

ولي عودة "لمراح جقـــلاَ "..
صورة العضو الرمزية
íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí
مشاركات: 326
اشترك في: الاثنين يونيو 06, 2005 9:50 am
مكان: كندا =Winnipeg -MB

مشاركة بواسطة íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí »

عزيزي عبد العزيز عبد الماجد .
سلامات

أولاً شكراً طويـلاً كمراحيل جقلا ، على قرائتك لهذا السرد وتعليقك عليه .
ثانياً : بما إنك تستخدم قاوس البطانة فلن تضيع في متاهة المحَل الذي يترائ بين حروفي .
المقطع الأخير :
سِيدْ البي فْنيجِيلَهْ
إنشاء الله الخَطوه عَدِيلَه
ديلْ أخيّانْ الرّيلَة
بزاولو الصّيد في مَقيلَه


هذا المقطع
غناء بنات


انا هنا أستخدم قاموس أم درمان في تصنيف الغناء لرجالي وحرّومي .. ولكن في مدانا ، الدوبيت لوحده ، وهذا اللحن ... يسمى الزّنق وهو يعطر جلسة البنات في جلسة الشاهي ، زي القِرفة والهبهان بالضبط .. وإذا لم يجري على اللسان سيكون للشاي مرارة غير محتملة .
وأرجوا أن تبحث داخل قاموس البطانة ، على اللّحن ، فاللحن وحده يصنف الدوبيت والزنق وأم رُدس ..

كما في المقطع الاخير :
الزول المو مِنـّا لا يفتل في حبلنا
حبلنا جــورَه قاسي
بأدِّب العواصي .

هذا لحن مختلف كلياً عن الدوبيت والزنق .. وهو يسمى أم رُدُس .

ربما بعد الإنتهاء من إنزال النشيد هنا ، سأقوم بتسمية الألحان الواردة في هذا النشيد كلها .. إلى أن يسمعها الناس ذات يوم عندما تخرج من صخرة ما . او عندما يأتي الناس إلينا في رملنا .

لك ودي العميق .
صورة العضو الرمزية
íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí
مشاركات: 326
اشترك في: الاثنين يونيو 06, 2005 9:50 am
مكان: كندا =Winnipeg -MB

مشاركة بواسطة íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí »

باغته العم بالسؤال : داير تجوَّز الريـلة يا سميعنّه ؟
رَفع الحردال رأسه وأنتبه للإجابة : الشورة شورتك يا عمي وعلى لسانه خضَّرَت كلمات ونمَت صمتاً .
قال العـم : زين ، الريـلة ما بتغلى عليك لكن بينك وبينها فَرَقَه مشيها صعيب .
فتّح سماعينّه أذنيه وقال : قول يا عَم ، انا الريـلة بفديها بدمي .
وأفصح أبـو الريلة عن شرط : باكِر من صُبح الرحمن تَحَزِم أبلَك وتدْلّى بيهن الصعيد ، كَن لاقيت بيهِن الخريف الجاي حيّات ، يبقى الدّرَت الجاي إنت عريس وبيتك دَومْ وكن ماتَن اقنع من الرِّيلـة , يا ولدي فقران مع فقران ما بِطلعـوا قيزان .
صَمت سميعنَه مسافة حنين ناقَة ودّرَت جناها ، ثم قال : شَرطَك مو قاسي بس الخريف بجي متين ؟؟
- : وكِت ما يِجي .
اي شرط هذا الذي لا تضمنه إلا الفلاة الجديبة ! وعلى رأس سميعنّه لعبت الكثير من الاسئلة لكنه أنتزع وعداً دارى به فقده :
- يا عمي توعدي إذا أتْقَدّم للريِّلة النبي صالح ما بتجوزها ليه ؟
رد العم : ما بجوزها ليه ، وكل منهم يدرك إن النبي صالِح إذا طلب يَد أم الريلة ذاتها سيتنازل له عنها ولكن المَحَل بلوي ضراع الراجِل .
قال سميعنّه منبهاً : أنا كَن جيت ولقيت الرِّيلة حصل ليها شيئ تاني داركوا - ها - مالي فيها قعاد .
- اللّه ما يجيب الجَفى يا ولدي ، لكن ألبِل شَنب الرّاجِل .. يوم طهورتَك كَنْ ما أبِلنا كانت البترقص ليك الرِّيلة حَيدها والبوادي يتشَمّتن علينا .
ألبِل جيابات الرِجل البعيدة .. الناس وكِت عِنوني كانت عينهم على اللّحَم وأمريسه وانا كَفّيتهم ، ذبحت ليهم تلاته ناقَة وجمَل خَصي .
الجَمل سَمّنتَه للجَلَبْ ولما شِفْت رَكِزتَك للموس ، عينك ما رمشت والبنات بغَنن ليك
:


ود الرَّجال
الموس شرار


شلت سكيني وعنيت الجَمل .. ذبَحته والقبايل أتخَطرَن دَمَّهْ ، أنشاء اللّه السوق يطير ... وغنّت ليك أمريسيله .

الغالـي دَم الجَوفْ
الدنيـا سَمَع وشوف


والناس لمَو تِحت الضُل واللّحَم بجقجق في المناصيص ، وسالم جودة رَمى التـويا .

شِيـل الصّبر يا قلبي روق
دايـماً علي المَريود شفوق


ورددوا ورآه السَّجالة وحتَّى النِسوان ، ياخي غنا سالم زي الرّاتِب وواللّه كَن الإمام ذاته قرأ الناس ما يتصنّتوا ليه زي سالِم .. الدنيا ما فيها شئ بدون ألبِل والبنات البـاقي عطش وجـوع ساكِت . خصوصاً نِسوانا ، أنا شَقيَّت أمدرامين وديار الرّيف وحتى ديار فيزان ما ألقيت أسْمَحَ منهن ! مَحلاهِن ، نافرات زي الصّيد وعويناتهِن بحَرقَن الحَشى يوم صُبحيتَك نَزلن مدى الكاتِم وكلما الحَر تحَمَى هِنّه بتوهَجَن ، غسَلن من قلوبنا الحزن ورَتقَنْ جَرّاحنا .
تذكر العِم طريق عـودته وقال لسميعنّة : انا أمقَبِّلْ الفْرِيقْ وصاتي ليك ألبِل ما تفرِّط فوقهِن ولا تآمِنْ حَد على مالك ولا عيالَك ، الطَمع في قلوب الناس والنـاقَة غَرّايه . وتاني بلا الناقَة وصيتي ليك ، النسوان ! أهلنا قالوا :

كَِنْ بْتَركَب ما تركب الكَدَرْ من جَم
وفي النسوان شيف نحايل الأَمْ .

قال سميعنّه : انا في النسوان مالـي تاني ووعدي ليك نتلاقى الخريف الجاي وصوفِهنْ ناير .
توادعوا تحت ظِل النّجمة ، وداعاً سمعته أشجار دار الرّيِح الجَافة وعزفته الرّيح على أوتارها ، صَفّر قلب الحردال وحت عليه صَفق الغن
اء :
ودعاً أبوكـي يا ريلة الفَيافي
معادنا الخَريف الجاي
وألبِل عـوافي .
صورة العضو الرمزية
ÓíÝ ÇáÏíä ÅÈÑÇåíã ãÍãæÏ
مشاركات: 481
اشترك في: الأربعاء مايو 25, 2005 3:38 pm
مكان: روما ـ إيطاليا

مشاركة بواسطة ÓíÝ ÇáÏíä ÅÈÑÇåíã ãÍãæÏ »

هذا من أروع ما قرأت !
الأستاذ الماهري
أطيب التحايا
أتابع بإهتمام ومتعة بالغين ، هذه اللوحة الثراثية ، الأدبية ، الرائعة ، التي تتخلخل تفاصيلها طياتنا حتي النخاع ، رغم نزوحنا ، دهراً ، إلي بلاد الصقيع والإسباقيتي وسيارات الفيراري .
لك الود .
ومزيداً من الإمتاع .
سيف
" جعلوني ناطورة الكروم .. وكرمي لم أنطره "
نشيد الأنشاد ، الذي لسليمان .
ÚÇÑÝ ÚÝÇä
مشاركات: 4
اشترك في: الاثنين يونيو 27, 2005 1:58 am

مشاركة بواسطة ÚÇÑÝ ÚÝÇä »

لماذا يا ماهري !

الا يكفيك اننا " اهل الديم .. أدب بتعريفة ما عندهم " وبعد أن تشتتنا كالمراح فى فضاء الجوع وقذفت بنا الدنيا لأرض أبعد من ديار " الفيزاني" يطاردنا ذات الجوع الغريب الما بيطرده أكل ، نلهث وباللسان "عطش ما يطرده شراب المي" ..حتى تجيئنا بمرسال يعري جهلنا ويقنعنا بأننا لاندري ...

قرات .. ثم طبعت .. ثم قرأت اكثر من مرة ..

وبعد كل قرأة تصفعني الحقيقة وصوت بداخلى يردد بأن ماساتنا تكمن فى حقيقة أننا قد ورثنا وطناً أكبر من قدراتنا ، مهما حاولنا أن نستمتع بتذوق ثقافاته يجئ من يكشف لنا بانه مازال يحمل بداخله الكثير من الدرر واننا لانزال جهلاء لاندري ولا نستطيع إحتوائه ، وبأن همنا ومناقشاتنا لا تزال تدور حول القشور لم نسبر اغوار اليسير منه بعد ..

لقد صفعني النشيد الرائع بحقيقة جهلي على خدي الايسر ، وهأنذا أصعر لك خدي الأخر فى إنتظار مواصلة الانشاد ف " الفصول جديبة أيها الممسوس بالعشق والعدم ........."

واصل فقد جعلتنا نعيش روعة البشر والابل والمكان ونتذوق الحزن وطعم الرمل على الشفاه ..
صورة العضو الرمزية
íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí
مشاركات: 326
اشترك في: الاثنين يونيو 06, 2005 9:50 am
مكان: كندا =Winnipeg -MB

مشاركة بواسطة íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí »

الدّا مـــرة :
وجه الشمس وحده المضيئ والخضرة في رؤوس الحراز العالية وعلى الارض اليباس ، الريلة بيدها ( كُنْجَارْ ) تحت ثمر الحراز للسُخلان وحين إلتفاته رأته قادماً على ظهر جمل يجر خطاه على رمل الوادي فأشعلت نار الشاي وأستقبلته بالماء ، جلس أبوها على فروته وأجاب سؤالها : ألبِل حالتهن شينة يالريلة وفلاتهن ما فيها قَشَّاية تنضف السنون وقدامهن شهر يا وصلن يا ماتن وسميعنّه معاهن .. والله معانا .
- معنى كلامك ، خليته يتوكّر بيهن حيدَه ؟
- ما عندي حَل تاني يالريلة ، خابرت كل البَوادي لكن الناس لسه عشمانين في الخريف حتى بعد ما النجمة غابت وعدت شهور المطر .
- الوحَده شينة يا أبوي وألبل جيابات للشرور .
- الحردال كَن ألبِل ماتن ما بعيش يالريلة .
- الحردال ياتـوه ؟
إرتبك ابو الريلة في إجابته وتلعثم ثم وجد مخرجاً بإرسال الريلة إلى طرف البيوت وصرف الحديث لشئون اخرى لا تبعد عن
هموم جقـلا فالبدوي مشغول بالريح والسهل وبين الإثنين تظل الحكاية تدور في دائرة عشقها .

البيوت - الخيام - على رمل الوادي غرزن جحوبتهن وسال السراب على كل شبر ، نسى الزرازير مواعيد عودة ألبل المسائية وحتى نشيدهم - بدي - واصبحت العيشة ضرّابة وبنضورة وأم الريلة خزّنت الكريب لعشاء النّسابة لكن الدوّارين سرّجوا جمالهم وهجّو وأخبارهم تأتي مع العابرين . كلما ورد غريب إلى بئر الدّمِر يضيفنّه النسوان بالأسئلة والإجابات شحيحة ( شفت أبِل فيهن وسمكوا .. مادّات صعيد ) او شِفت زول في سوق أم سفاتوا راكب جمل فوقَه وسمكوا . وهكذا يكون وجودهم نار على رقبَة جَمل في مكان ما مكان بعيد وبلا وصف ولا بريد سوى عابري دروب المَحل .

دَرب اللَّيـون :
تمغَّى ، يديه ممدودة على إتجاه الريح ثم فَكّ عقالهن ووقفن نحاف ولا نيرَة تهبهبها الرِّيح على سنامهِن وفحلهن لم يهدِر كَجّ الرّسن على رأس المردوخ ، حزمهِن ومَدْ . ودروب النشيد تتسع :


الليلة الصّعيد طلق الهبايب غادي
خلاص طرّاني للسهلة وخضار الوادي
انا الجنّتني أم رشوم ضمير الصادي
أم ديساً تِحت الفَنيد مُتسَادي
من الوِردَان طالِب مجاري الوادي


وطأ سميعنّه رِدْ الفلوات وعدّى قراديد غادرهن حتى الصّيد وبانن نقّاع ( وآنا ) حمراء كالمتاهة ، بيّت على حواف الجبل وتوالت الايام الجائعة حتى صعد إلى ( أووم ) ورتع بهن في عويش الحَجَر ،. وعلى الذاكرة تسكعت الريـلة وطفولتهم ، طفولة ولدت بين دخاخين الحروب ومشت على المراحيل ، نقّت عشقها من أشجار الحلم وكبرت على قلب النشيد .. كانت ترعى معك جمال القَيدْ وتجرى وراك عندما صرت لنقيب لمراحها .. آه يالريلة .. زفر سميعنّه حنينه وغاص في بداية الخُطى التي وصلت إلى هذا الجَدب .
كان يمسكها من يدها اليمين ويصعد بها الدَّبكَه .
أتشَرّفي يالريلة ... ويعود يسألها شفتي شنو ؟
- شِفت أنجيمات برَارَنْ وأبلنا فوق الحَدَب راتعات ، شِفت دْيـوم وطيارات في سماهِن .
- تاني شفتي شنو ؟
- شفتك إتّه يا ولَد أمّي ، لابس ليك خُلقان خُضُر وأمرَقّعات وطاوي ليك عمّه زَرقا لونها زي السّما وماشي ليك وسط ناس ما بشبهونا ، ناس ما عندهم لون ..
- ناس !
- وَي ناس وبس .
ويستنطقها ، أتشَرّفي زين يالريلة .
- تاني ما شِفت شيئ ...
وفي النزول من الدّبَكـة يحكي لها قصّة رَيلـو ..
البدايات مقرونة بدمعة المكان والسؤال يولد من رحم الهَم : ياربي نِحن سوَّينا ليـك شنو ؟ فَرزَعت بَدونا وشتتنا زي عيال الطقطاقة .. وما دارين اللُمَّه متين .
أنت قدرك أعوَج يا سميعنّه ، تتكئ على سنام الناقة يهَدّه المَحَل وتتدثر بمسائر الريلة فتنمو بينك وبينها الدروب ، كل عصى تسند عليها خطوتك تنكسر أو تغوص في رمل الطريق .
وألبِل شبعَن عويش وحنّن للمورد وتباريب ألمي هناك خلف كم جبل وجبل .
غاب الشهر وما زال المرحال عطشان وسميعنّه ينوم ويصحى على صمت جرّتهن ، متوحَّد والأنيس جقـلا ونشيدها وكان النهار الأخير غابة ليـــُّون فَرّن فيها القُـود وفرهَد الحلم ( يالريلة البل قَرَضن فروع خُضرومَرقن من المَحل )
وعلى وتَر الدوبيت جر الكلام أنامله :

اللّيلة الصعيد اصبَح بفِر في سنونَهْ
فُرعِهن دودل ، شَبك شدراً كتير ليُّونَهْ
قول لريلة البطاح بات الحليب في سعونَهْ
نحن خطرنا وفي القلوب أطرونا .


خضّرت الدروب وصوت الجرّة زي بندول ساعة ( siko)
كجِك
كِجِك

ورقص قلب الحردال ، نام متوسداً زمنها الجاي ببرق الوَعد .. وصيف الصّعيد اورِق أشجار ووسِم لقبائل لم يسمع بها سميعنّه وتقاطعت على فلاته الوجوه وعلى جلسات الضّحى غنى الرعاة بكل اللهجات ، وصيّة العَم في البال ( لا تآمِن حَد على مالك والنّاقَة غرّايَة ) وعينه على المراح وعلى النشيد أيضاً .
تبارى معهم في وصفها وكان صوته منفرداً ، ينحت غناها من الدروب ومن عيون الرّيلة ، كلمات لم تقرأ في كتاب جقلا من قبل ولم ينطقها حتى إبليس ، العاشق الأول والملعون في كل الكُتب . سكتت السنتهم لتنطق جقلا على لسان حردالها وسرى في قلوبهم عشقها .. وكلما استأنسوا نشيده فارقهم لجلسة أخرى .. وصعيد آخر حتى هبَط قوز ساسلقوا وأطلق النَمْ :


قـوز ساسلقوا المقاموا هَبيل
قلت أشقوا بجقلا السَّنامها عديـل
بيني وبينوا تاني مافي مقيل
أبيت واسرَّب للفي مشيها تميل


وغاص المربوع بهِن بين غابات الهَبيل وأشجار القَنا تتشابه كما الهموم كان يمسك بالعصى ويجرّها خلفه كي تترك أثر ، هذه قيزان لودارك يا حردال وانت لم تأتي إليها إلا لكي تعود ، طهَّق في الاشجار وأطلق عليها الاسماء من عنده لا أحد هنا غير الوَحده ولا اسماء إلا ما حفظته الذاكرة من شجر . صيف وشجر ماها زي دار الرّيح المحلانة يا الريلة وناقصني الأنيس وهي هناك في الدّمِر ومعها نجيمة الجدي التي حجبت الفروع رؤيتها والناقَة أم شوك تساور في الاحلام وفي الصّحو والمنام كوابيس ، رأى الريـلة تغرف في بحر أصفَر وعلى شواطئه سلعلع كان بحراً من سراب ورأى أم موسى تؤشر بيديها الإثنين وصرَخ مخنوقاً بالغناء وبالقلب طافت الوَحدة وحجَّت في دمع العين .
وين باديتنا يالريلة وين أولاد الأعَم وقعدتهم في نار العـَلالة ، دّهدهتيني يا ناقة في الفرقات وصيفِك طويـل .
كلواآه
كل شيئ يا حردال يمشى على خفها ، العشق في مناسمها وبيتك يبنى على صوت جرّتها ، وخريفها الذي يأتي بك من مجاهيل الوديان بعيد ولم تهِب رياحه .. وعلى لسانك فلتزهر القصائد حمراء كما جمرة الوحدة .



[/color]
صورة العضو الرمزية
íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí
مشاركات: 326
اشترك في: الاثنين يونيو 06, 2005 9:50 am
مكان: كندا =Winnipeg -MB

مشاركة بواسطة íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí »

عزيزي سيف
لك تحايا بلون حليبها .
يسعدني أن تقرأ نشيدي ، فليس للبدوي غير صرّة كلام حين يفرها يخاف أن تشيلها الريّح ، وها انت تصد ريح الصمم عن صوتي وتقرأني في بلاد الصقيع التي تقاسمتنا ، وسنتدفأ بنار النشيد .
لك ودي .

عارف عفان

يكفيني دخولك على بيت النشيد وأنت لست من أهل الديم ، لأنك لم تدلق كباية الشاي على الرّمل لتحولها لكأس .. أنت حردال تشرب الشاي على وهج النشيد ونلتقي في فضاء الحلم .

دخولك حميم على الاسئلة الحارقة ، لقد تحنّطنا في دائرة ضيقة ونعتقد إننا ننتج فعلاً بإمتداد السهول ، ففي هذه المليون ميل ألسنة كثيرة تحكي أساطيرها وغنائها يخترق الغابات والرّمل ولكن !! من يسمع ؟ فقد سرحنا في فلاة واحدة حتى لم يبقى فيها غير مرارة ، ولنذهب الآن للفلوات الهناك تلك التي لم تطأ حروفها مطبعة ولم تقرأ في مجالسنا ، وستكون مورقة في القلب واللسان .

غابة هذه البلاد اشجارها عاليه وتحتاج من يتسلقها .

أفرحتني مداخلتك لانها لامست وجع النشيد ولك كل الخطوات .. وحكي قادم لا لكي يصفعك في الخد ولكن لكي نصفع معاً خد غربتنا عنّا ..

ãÍãÏ ÃÍãÏ ÍãÏ(ÔÈÔÉ)
مشاركات: 6
اشترك في: السبت يونيو 11, 2005 10:11 pm

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÃÍãÏ ÍãÏ(ÔÈÔÉ) »

انتشاء حد الطرب هذا ما احسه كلما عرجت على النشيد , القراءة من الشاشة مرهقة جدا وبراك عارف عيونى كيف بس برجع ليك تانى يا ماهرى يا شفيف.
لن تنجو من نفسك ابدا
صورة العضو الرمزية
íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí
مشاركات: 326
اشترك في: الاثنين يونيو 06, 2005 9:50 am
مكان: كندا =Winnipeg -MB

مشاركة بواسطة íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí »

منذ آخر لحظة أعطى فيها وصاياه حتى الآن مرّ حول وشهرين من عمر الإنقطاع ، لا خبر لمسيعنّه ولا حتى وسمه وطَشاشْ الذي يأتي كان أسوأ من السؤال عنه ( سميعنّه أبْلَه ماتن وطَشْ مع الصَّيد ) وخبر آخر ( سميعنّه مات مقتول والسَّرارِيقْ ساقوا النَّاقَة ، او سميعنّه وأبْلَه جايين في دروب الريح وعلى نواصيهم النجمة وهذا تصدقه الرِّيـلَة وحدها ، وأبوها كذّب الخبر ألاخير الذي جاء به عابر حريق ومفاده ( سميعنّه أبله ماتَن وأنقلب سرّاق ) وقال للريلة في جلستهم السؤالية : يا عسَلي أخـوكي ما بِسرِق . أنا بعَرفه الحردال أبو نِدوة ، أصَدِّقْ يكاتِل فيهِن نَمَنْ يموتن أو ِيحيَن في النشيد ، لكن ينقلب سراق هادي ما بصدقها ، السراريق من طينية تاني ما رَكْوها في عجينة سميعنّه !
وهَـوَّم أبو الريلة في نجمَة بعيدة كان يرى بصيصها قبل وقت الزَوال بقليل ولكن تلك كانت نجمة بلا ناقة لقوح ، نجمة بِكر والعيون التي تعرِّس كمالها في رأس سميعنّه وليست في رأس أبو الريلة .
رفعت دهشتها وقالت : يا أبوِّي سمِعتك قلت الكلمة - ها مرتين - يوم حزمهن ومَد واليوم ، عَانِي بيها شنو ؟
- ياتو كلمة يالريلة ؟
- الحـردال ؟
- يالريلة أخوكي حردال ونَجِمْتَه عِند أم موسى مربوطة في حبل الخَرز وكَن حلت عقدتها بْطِير !!
وعلى ذهولها رأت الريلة سراب النّجم ، رأت الريح بيضاء وبيدها غربال تصَفِّي في ثياب سميعنّه المرقّعة وكجناح عابر سماء الصيف رأته الريلة جالساً على عرش من أوراق الخريف .. والعرش على ظهر ناقَة من صمغ ، رأت الريلة في بطن الناقَة الرّقيت وفريد ورأت مَرَاغَهْ وحيران كحبل طويل يمتد من صحراء إلى صحراء حيران ناشفَه ونَشقَت الريلة في سهوها .. وعَم السكوت .
ملكوتك يا سميعنّه تنزّل من فتحة بالقلب وليست بالعَين وجرّت الريلة كحل دمعتها عندما هزاها أبوها : يالريلة فوقي ! ورشّاها بماء الدنيا فتمتمت ( الناقَة طارت بجناحَك ولم تطير يالمربوع ، تربَّعت يا تَومي على عرش النجمة فقيراً ومتوسداً ضراع نشيد .)
وعلى باب أم موسى كان سؤال الريلة : وريني دروب الخرز بيين وانا بمشيهِن ؟ .
ردت العجوز من خباء خرزة ما : إنتِ يالريلة مشيتيهن زمان وكُنتِي حفيانه .. مافي دروب في الخَرز ما فتَّحهِن القلب وأنتِ قلبكي البوباية السَّكنوها الناس ورحلوا فيها ، قَلْبكي هو الأثر المشيول من وطايَة الحردال والظُل المفقود من جوفَهْ ، قلبكي يا ريلة هو الغربال الخلى الضؤ يتخلل وَريدَه وعينيكي أنجيمه بعيدة في سافل مو سافلنا ، عينيكني ثَمَدَة الجدي وألمِيها من بَحَرْ ثَمود ، شرب منها الحردال رَيـلّو وروى الناس بالنشيد ، أخوكي صالِح وناقَتة ما عقروها ، ناقته وَرَدَْت زَمان وغسلت دمومها وخطوتكي وسِمها ، قُومي جُرِّي النّهَد على الصالحيَّة وأمشي .
أمشى يالريلة أمشي !!
صمتت والخيام أمام عينيها تبدو كمنازل آلهه ، مكة هي بيت أم الريلة والأنبياء جميعهم كانوا في باديتها ثم من تكن هذه العجوز يا رسولي .؟
ومن يَكن سميعنّه ذاته ومن هي الريلة ؟ رأت هودجها على سطح القمر وكانت سائرة في إتجاه النجم ، رأتهم جميعهم على سروج المرحال وخلفها الأجراس غسلت المسار من صمته .. وغنت :


ماشي معَاك سوى
فَرَقْ مُرْحالي لَوى
يالمَربوع تعال ، الشوق عَوى


كان المسار في فلاة جقـلا الخصيبة على ظهر النجمة وشجر القُلـم ملتف بجذوع الاشجار جميعها إلا السَرْح ، كان عارياً لأنه مبتدأ الخطيئة وطُعم العاشق الأول ، وعلى عرشه كان سميعنّه بِحكي رَيلُّو لأطفال على أصابعهم بصمة السِِّقيط والنشيد على لسانهم يرن ، يرن ..
بدي
بدي
بدي يا بدونا

أطفال من جروف الوديان ومن هالة النّجم ، صافين زي اصابع الرّحمة وهبوبهم قَالبَه مع الرّيح . سَقَّاية يا سميعنّه ومرّاقة من محل المراحيل وعلى وجهها هبّت هبوب اللّه الغَرّاره ولمست الرّيلة طينتَه في قلبها .
إبتسمت أم موسى وسألتها : حَافْظي يالريـلة قصة ريلو ؟
_ فاكريها يا أم موسى هدهدني بيها وانا صغيري وكلما طلعنا دبكة بنزلني من عوالي الدروب بقصة ريلو وبقول لي أتشرَّفي ، قلت ليه ما شِفت شيئ ، قال لي تاني أتْشَرَّفي يالريلة .
حَمّرت على يميني شفت الديـوم بأنوارهِن وطيارات في السماء شفت كل شيئ ووكِت سألني قلت لَيهْ ما شفت ، يا أم موسى الحاجات الشفتهن ما بتوصفّن ولا بنحَكَن ، انا شفت سميعنّهْ من زمان في مكان بعيد وبينه والنجمة مافي فرقَه ولَبّسني سوار على إيدي اليسار ومسكني من اليمين وقعّدني جَمّه في العَرش .
فتحت أم موسى صرّه الخرزة ، وقالت للريلة : غمضي عينيكي .
وعندما فتَّحتهن كانت مبلولة بحُضن الحردال ورائحتها كالحياة .. لِمسِت جيدها وكانت آثار سميعنّة على دروبه .
عادت من طرف الفْريق وقال أبوها : أقعدي يالريلة جيدَنْ جيتي .
والكلام بدأ ينقِط من لسانها ، عَسل كطعم القُلمْ : ريلو يا أبوي .. ريلو !
فألتفت مبتسماً وعلى السماء بانَت النجمة وسميعنّة بين الديـوم .. يتقدل على ظهر جقـلا وكان سرجه خرز تها .
سير على مسارها ، النجمة لك ، سِلْ من صخرتها ناقتَك وأنحت نشيد الرمل من غربتك عنها ومن مشيك . وسير فالآن أنت على ظهر جقلا ولديك ميِّة ناقة ، وأنت الفحل اللِّمْخَصّبْ لرشاش الأرض وأنت الهَدّارْ .. زوومْ الحْكَار وشد خمام الريلّة في الخَويل ومِدْ جناحيك أقطَع حبل الخيس يالحردال .
سألها ابوها : رَيـلو مالها ؟
- انا سميعنّه حَجّاني بريـلو قبال طَهُورتَهْ بيوم وقال لي يالريلة فِرَّي مسايركي ، باكِر بَدُقْ أنحْاسِي وإنتِي ريلو .. ريلو !
- أخوكي حردال وأنْجَيِّم غِرقْ في بحر الناقة من زمان وأنحنا كنا غافلين .. أم موسى كانت عارفه بس كذبناها . و شفنا كلامها في الرَّمُل وفي حياتنا وكل القالَته صَدقْ ، يالريلة أم موسى ماها نَجّاميّة ، أم موسى خَرّازَةْ وسِرْهَا في البوباية وإنتِي بوباية الحردال ..ريلو وبلاكي ما بسير بين نجمتين وناقْتََه ما بتَبرُك عشان مَاهَا مأموره ، هو قاعِد في المدار والناقَة زمامها مقطوع ..
وصنقعوا للسماء المفتوحة ، كل شيئ غيوم والسَّوميج على دَورْ الخَلَقْ كان أنجيمات صغيرة وريلة البِطاح سائرة على مداراتهن . والناقَة تحِن وتدور في الهالة .
كلواآه
نشق المربوع في الدايرة ، حلَّق بْعِيد ومسايرِكي رَسَن الطريق ..
( ويا ليلى ليلك جن )
ويا حَرْ .. دَالِكْ وين ؟
فرّت الريلَة عويناتها وجفلت من المحَلْ .
سكَت أبوها عندما جاء صوت أم الريلة مَارِقْ من بين شقوق الخيمة ، وقالت :
أنا شِفت لَي شوفات في المرحوم ما بنساهِن ، سميعنّه ما عِندَه ضُلْ . زمان ناديتَه من طرف الفريق والحَر قايلَه وقلت ليه أَعَبِر طول ضُلك كَن بِقي تلاتَه وطَّايات الآذآن بأذِّن في دامـرة الشيخ عبد الباقي ؟
قال لي : انا ضُلي ما عِندَه طول .. ومرقت من الخيمه عشان أشِيفَهْ ، ألقيتَه واقف وبتلفت للشمس والشْعاعْ بِضُربَهْ من هـِنِي وبعَدّي بهناك وما بخلي ضُلْ .. أستَغرَبت لَعَنت الشّطان ، عَبرَت ضُلي وكان تلاتَه خطوات وأَصبعين وقلت ألحَق ليَ رَكعَه أخيرة مع سَيِّدنا عبد الباقي ، وشحدت اللّه يدي سميعنّه ضُل عشان يِعرِف يصلي .
المَرّة التانيه ، كانت بعَد موت المرحومة أم سماعين كان عُمرَه تماني سنين وأمّه ماتت وما مشطت شعرها ، كل ما أشيل مُنقاشي شان أمْشُطهَا بتقول لي كـَوْ سميعنّه ما سَعَى ناقَه كِكَيف أمْشُط شعري ..
قلت ليها : بِقي راجل أمُشْطي مسايركي القِدَّام ، وبعد ما يسعى ألْبِل كَمْلي الباقي .
أبَت وقالت لي : راجل بلا ناقَه مهانَهْ ساكِت والزَّي سميعنّه مافي شيئ بملأ جَوفَه بلا جَقـلا . وماتت خَلَّتَه لا أم لا أبو والناقَه غابَت بيه .
بعد فرتقنا خيمتها ، جِبْتَه رَقْدَّته جَمّي والليل هِدِي وعَتَمْنا ألْبِل ، قال لي : أديني لي فراش ، انا من اليوم بَكاني بَرَّهْ في حضن أمي الجِدي . غَطيتَه بالجَرْد وقريت عليه حِرزْ الناقَه .
قاطعها أبو الريـلَة : في آيتين في الحِرزْ ماكِي حافظيهِن يا فَطـوم ! وقرّبَت تولِّع دخاخين الغلاطْ ، لكن الريلة فضت المعركة بسؤال لأمها : إنتِي خلاص يا أَمِي سَويَّتي مرحوم ؟
قالت أمها : أنا اليوم داك يا أبو الريلة حِرز الناقَه في لساني زي ألمي .. بشيفه بضوي قِدامي في لوح شربت مِنه وعزَمت على سميعنّه وسقيته العَزيمه ، قال لي : ألمي -ها- انا شرِبتَه في الثمَدَة .. وحَسَبتْ المرحوم بِلعَب بي .
- تاني مَرحوم ؟ قالت الريلة وهي صارّه وجَهها المكحول بالرؤية وفي شْديقاتَها كانت ليَـلى وعلى النوبَة كانوا كلهَم بما فيهم الملوَّح ، وأبن عَربي والتَاوْ ، كل الملاعين في دروب جقـلا .. والحلاّج بِتشَمّت فيها ويردد ( لقد عَبَرْ سميعِنّه بحراً وقف الأنبياء على سواحِلِه ) .
ردَّت أم الريلة على غضبتها بلغَة أهل الرّمل : يالريلة سميعنّه كَن ْ حي كان مَرَق في وجه المطرَة ، الناس كُلهُم نَشقوا حتى الغَنَّامَهْ ، اخوكي ما بسقيهِن ضِميِ في رِد البَقَرْ .
قالت الريلة : سميعنّه ما بموت بلا سِمعَه ، لا بنْغَفل ولا بِنْخَتِل وأمْلَجَّى بحليب الناقَة أم شوك .
رد أبوها : الناقَة يا بِتي بتكتُل الرَّاجِل الصِلْ ، أنا سألت كل الناس النَّاشقين وقالو لا شافَوه ولا سِمعوا ليه خَبَر .
وقلبَّت الريله الأخبار في رأسها وأيقَنَت إنه حي في نجمته وبينه وبينها رِسِن جقـلا وخيوط من دروب الخَرَز ..وزْمَامْ غَبْرون .
قَلبْها فَرّاها وأتفَكّرَت وصيتَه المدسوسه في وريد النّشيد :


غزَال الشَرَّاكي
كَنْ قَليبكي فَرَّاكي أنا بَطْرَّاكي


فرّ القلب ليكون بوبايَة .. فتعالي يا أم موسى صُرِّي وحِلِّي !

( كَن دَايره تعَرفيني أنا يَينْ ، أتشرّفي لنجيمة الجِدي وكِت تبِقْ في القَوايِل ، كَن ضِحكِت معاكي أتيقَّني أنا طالِع في دَبَكَتها وبغني ليكي :


رَيلو يا أم شَعراً طَوطِيحْ
يا رَيـلُّو
وكِت تهِبَّهْ الرَّيح يا رَيـلُّو


وأبتسَمت الرَّيلة ورَمت تعَب سهرها كله في مخلايَة القصيدة .. وشافت :

ألبِل في مُرتَعهِن
المََربوعْ فَرزَعهِن
كَرَّب في أمنَعهِن
ومن جوع المَحَل طَلَّعهِن


ورأت على بصمتها جروف السِقْيَط وسمعَت دَويهُم .

بَدي
بَدي
بَدِي
يا بَـدونا .

















































ÚÇÑÝ ÚÝÇä
مشاركات: 4
اشترك في: الاثنين يونيو 27, 2005 1:58 am

مشاركة بواسطة ÚÇÑÝ ÚÝÇä »

أين أنت يا ماهري يا رائع ....
طالعتنا الخلأ ، وفكيتنا عكس الهواء !!!....
بدا الشتاء يتسلل لعظامنا .. وعند الشتاء يطيب الحنين للاهل والحكي ، ويطول ليل الحزن ...
في انتظارك ، وكباية شايك لا تزال كما هى علها لاتبرد عليك ..
صورة العضو الرمزية
íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí
مشاركات: 326
اشترك في: الاثنين يونيو 06, 2005 9:50 am
مكان: كندا =Winnipeg -MB

مشاركة بواسطة íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí »

العزيز شبشة

شكراً لتعريجك على النشيد ، وأعرف عيونك ، لكني أعرف أن لك رؤية بالقلب أوسع من نظاراتك الطبية = القلب بشوف = تعال ففي عودتك خريف ومسارات وحنين .

عزيزي عارف .
لن يطول إنتظارك .. فالمزيد الآن على أسنان الكي بورد .. وقبال شاهيك يبرُد ستقرأ الطامح .. ومروق الحردال الى مساره الابدي .
لك وداً عالياً كالنجمة .
أضف رد جديد