اللغة النوبية والحضارات القديمة

Forum Démocratique
- Democratic Forum
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

أسبقية الحضارة السودانية للحضارة المصرية

من الحقائق التاريخية الثابتة بأن السودان من مناطق الإشعاع الحضاري في العالم، كما يوكد ثابت حسن ثابت ومدرسة الآثار الألمانية وشيخ أنتا ديوب ، بأسبقية الحضارة السودانية للحضارة المصرية
لإثبات تلك الأسبقية بشكل علمي ، يستند ذلك على علم الآثار الذي بامكانه إثبات ونفى تلك الأسبقية ، لكن المشكلة الحقيقية لتاريخ السودان القديم ، انه لم يكتب حتى ألان بشكل علمي دقيق ، بسب غياب تنقيب الاثارى المنظم الذي يهدف لكتابته بصورة علمية ، حتى إذ أسفر تنقيب عن كشف اثارى هام يتم تغيبه لماذا ؟ نموذج لذلك اكتشاف طفل محنط يرجع تاريخه 12000 ق.م ، ما يرتبط بذلك تحنيط من عبادة وتقاليد وتطور لمجتمع من حيث الاستقرار والتمدن ، هو موجود في متحف الخرطوم ، يعنى هذا إن الحضارة في السودان بدأت قبل 12000 ق.م
بنما يؤرخ للحضارة الإنسانية 5000 ق.م ، كما بدا تحنيط في مصر 3100 ق.م ، يتميز التاريخ القديم بأنه يرتعش ، على حافة أي اكتشاف اثرى هام قد يقلبه رأسا على عقب ، استنادا على ذلك يكون السودان هو اصل الحضارة الإنسانية ،بتالي أسبقتها للحضارة المصرية ، المكتشف بصورة علمية دقيقة لذلك يورخ بها لحضارة الإنسانية ،أقدم أثار لها ترجع 4300 ق.م ، بينما في الحضارة السودانية قد تم اكتشاف أثار ترجع لعصر الحجري القديم ،يرى علماء الآثار ومعهم الجيولوجيون انه استمر من 700،000 . 14،000 ق.م ، في ثلاث مراحل هي الأسفل والأوسط والأعلى ،في 1966 م عثرت بعثة جامعة كلورادو الأمريكية في خور ابوعنجة على أدوات ترجع لعصر الحجري القديم ، كما عثر فيه على أثار ترجع 12،000 ق.م ، كذلك عثر في وأدى عفو على أثار ترجع للعصر الحجري القديم ، وكذلك في الفاشر هي موجودة في متحف أكسفورد ، خور الهودى على بعد 3كلم من التقاء الخور مع نهر عطبرة ، وفى سنة 1924 م عثر على جمجمة لإنسان في مدنية سنجة ترجع للعصر الحجري القديم بذلك تكون الحضارة السودانية مهمة لمعرفة اصل الإنسان .
أما في العصر الحجري الوسيط
نجد حضارة الخرطوم القديمة 7،000 .4000 ق.م ، على أثارها اقيمت مستشفى الخرطوم ، هي أنتجت للعالم أول اوانى فخارية ، و إنسانها يشبه إنسان القبائل النيلية في جنوب السودان .
أما في العصر الحجري الحديث
نجد حضارة الشهنيات غربي النيل على بعد 48 كلم شمالي امدرمان ، غيرها من المواقع الاثارية ، التي جعلت من السودان الدولة الوحيدة التي يوجد بها أثار لكل عصور الحضارة الإنسانية ،ويرجح كثيرون من علماء الاثار إن أجمل ما خلفه العالم القديم من أثار يوجد تحت باطن الأرض السودانية فقط على رغم من ذلك ينظر للحضارة السودانية ، على أنها نسخة كربونية من الحضارة المصرية ، لتفنيد ذلك واثبات أسبقية الحضارة السودانية للحضارة المصرية ، استند على أثار الحضارة المصرية لأنها مكتشفه بشكل علمي ، بنما أثار السودان ألمكتشفه يتم تغيبها وتخربيها وسرقتها ؟
فيما يتعلق بأصل المصريين تدل أثارهم على أنهم نوبيون
إذ نجد في اللوحة رقم 48 ، لتصنيف الأجناس البشرية كما صورها المصريون القدماء ، بمقبرة رمسيس الثالث <1198. 1168 ق.م ، التي توضح صلات القربى بين المصري والنوبي باعتبارهم خير البشر
نعر مر (اومينا ) نموذج للنوبي الأصيل هو يمثل أول فرعون مصري وحد الصعيد والوجه البحري لأول مرة في تاريخ مصر خفرع فرعون من الأسرة الرابعة الدولة القديمة بنى هرم الجيزة الثاني نوبي أصيل، كذلك منتوحتب مؤسس الأسرة الحادية عشرة الدولة الوسطي
تحتمس الثالث مؤسس الأسرة الثامنة عشرة نوبي أصيل ، كذلك توت عنج آمون الأسرة الثامنة عشرة هجرة الشعوب الباحثة عن مستقر كانت تتم بالانحدار مع النهر المصريون أنفسهم يعترفون بالاصولهم النوبية اى أنهم جاءوا من بلاد الإمام التي تعنى سلف الإمام هي الارضيى النوبية اى أسلفهم . خلاصة القول فيما يتعلق بأصل المصريين أنهم نوبة ،فزيارة لمتحف المصري تويد ذلك
ما فيما يتعلق بالعبادات
كافة أدوات العبادة المصرية أصلها نوبي ،لذلك يفترض (كايوه )إن جذور الحضارة المصرية في النوبة السودان )
كان المصريون القدماء يخرجون كل عام اله آمون تجاه النوبة لانها موطن الالهه الاصلى يشترط في اختيار كاهنة آمون في طيبة ،الموقع الأعلى في مصر أن تكون نوبية تمثال الإله اوزيرس ، معظم تمثال المصرية المكسورة الأنف تبين أنها نوبية بتلك الأدلة الاثارية والمنطقية التي توضح بما لا يدع مجال لشك أسبقية الحضارة النوبية للضارة المصرية ،التي تعتبر اصل الحضارة الإنسانية ،بذلك يكون السودان اصل الحضارة الإنسانية في الوقت الذي يفسر فيه تأثير الحضارة السودانية بحضارات أحدث واقل شان منها كالحضارة المصرية واليونانية والرومانية ،لكن استفراغ الحضارة السودانية من أصلها لم يقف عند ذلك الابتذال ،فاخترعوا أسطورة الرجل الحكيم الذي جاء من الصحراء في القرن 16م ليؤسس الحضارة والدولة في السودان
خلاصة القول أن ائ انتماء في السودان لا يستند على حقائق تاريخية واجتماعية وثقافية بشكل علمي دقيق يكون مجرد وهم ينتج أشباح ملتحية تغيب التاريخ وتذبح الوطن على مذبح الصراع الدموي بين الثقافة العربية الإسلامية والثقافة الأفريقية في السودان ، الذي لا يوجد به الا ثقافة السودنة ، كذلك لاعرب ولا أفارقة بل سودانيين من حضارة تشكل اصل الحضارة الإنسانية
مراجع
¨ الأصول الزنجية للحضارة المصرية / الشيخ انتا ديوب
¨ تاريخ السودان القديم / محمد إبراهيم بكر
¨ السودان و الافريقانية / عبد الهادي صديق


https://amirelbasher.maktoobblog.com/309 ... 9%8A%D8%A9
Muhammad Jalaal Haashim
مشاركات: 131
اشترك في: الخميس سبتمبر 08, 2005 6:06 am

مشاركة بواسطة Muhammad Jalaal Haashim »

[align=justify]


الخير فيك الخير! لك التّحيّة يا صديقي.

أراك تتهرّب يا صديقي، ولات حين تهرّب!

إذن فقد كابدتَ نفسَك حتّى تطايرت شَعاعاً أو كادت لتأتي لنا بمثل هذا الرّدّ الذي لا أرى له وجهاً:

لا تعليق000لأنك ضحكتني لمن وقعت على ضهري، والأوراق طارت000

كذا إذن!

فما الذي أضحكك فيما سقناه لك يا صديقي حتّى انقلبت على قفاك وتطايرت منك أوراقُ روعِك شَعاعاً؟ يا صديقي ما كنتُ لآبه بما تسلح به على رؤوسنا لو أنّك فعلت هذا في أحد المواقع النّوبيّة التي قام البعضُ بتصميمها لمثل هذه التّرّهات. فالمشكلة أنّ اختيارَك وقع على أحد المواقع التي نّعدّها لملمّات الأيّام وليالي الجهل الحوالك عسى أن تُبدّد عنّا ظلام الجهل. فهذا أحد أكثر المواقع السّودانيّة احتراماً من حيث توخّيه روح العلميّة فيما يصدر من كتابات.

أفلا تخشى ما سيقوله عنك النّاس إذا ما قرأوا ردودَك على تعليقاتي، وهي تعليقات إنسان متخصّص؟ ولا يحتاج كلامي لنُلحق به صفة التّخصّصيّة، إذ يكفي ما يحتويه كلامي من منطق وقوّة عارضة وحجّة. بينما يكفي كلامُك لإسقاط المرء من حالقٍ حتّى لو كان قد جاء من رجل تُدبّج صدرَه نياشين العلم ويجلس في أكبر دكّة للعلم.

فلننظر يا سادتي لهذا القول النُّكْر:

نعم00لم تجد اللغة النوبية ولا اللغات الافريقة الاهتمام المطلوب من العلماء والدارسين ن وذلك لأن العنصر الابيض حكم مسبقاً على الثقافات المحلية بعدم جدواها وفرض ثقافته الخاصة على البلاد مما جعل من الافارقة وللأسف الصفوة منهم –امثال حضرتك يقرؤون ما يكتب لهم ويحاربون كل ما هو افريقي واصيل 0 وبحمد الله تعالى لم ينجح هذا المستعمر الابيض في غرس ثقافته على العامة وذلك بالرغم من اقتلاعهم الثقافة المحلية مما جعل الصراع بين العامة والصفوة حتى اليوم000كل من يمجد الاصول والجذور فهو متخلف جاهل ،أما من ياتينا بافكارهم ويتعالى على ما كل ما هو محلي فهو الباسل الخطر0

هل فعلاً كنّا نتناقش حول ما إذا كانت اللغات الأفريقيّة قد نالت حظّها من الدّراسة أم لا؟ لماذا تفترع الرّدود على المواضيع التي لم نتطرّق لها؟ لماذا كلّ هذا التهرّب يا صديقي الذي يريد أن يشرح لنا تاريخ الكون دون أن يملك الشّجاعة لشرح منهجه الذي يستخدمه في مسعاه الخائب هذا؟

ثمّ من قال لك بأنّ اللغات الأفريقيّة لم تجد حظّها من الدّراسة والاهتمام المطلوب من العلماء؟ من قال لك هذا؟ وماذا تقول في كتاب:

Greenberg, Joseph. 1963. The Languages of Africa. Indiana University, Bloomington: Mouton & Co., The Hague

هذا الكتاب، ولتلاحظ أنّه صدر قبل أكثر من نصف قرن، قد قام بإجراء تصنيف لجميع لغات أفريقيا. وبالطّبع لا يمكن أن يكون مثل هذا التّصنيف قد تمّ دون أن تكون قد سبقته العديد من الدّراسات. وكنت قد ذكرتُ لك بأنّ الأب كارادوني قد جمع قاموساً للغة الدّنقلاويّة قبل ما يزيد عن 400 سنة. ثمّ هل تعرف معهد اللغات الصّيفي (Summer Institute of Linguistics- SIL)؟ وهل تعرف شيئاً عمّا قام به من جهود مقدّرة في دراسة اللغات الأفريقيّة. تأسّس هذا المعهد بدوافع تبشيريّة وبغرض ترجمة الإنجيل للغات غير المكتوبة. ولكن تورّطه في مجال اللسانيّات طغى وطغى على مرّ السّنين والعقود حتّى كاد أن يُغطّي على رسالته الأساسيّة. ولدي مقال في هذا الموقع بمجلّة احترام فيه استعراض لجميع اللغات بالسّودان. التّصنيف الوارد في مقالي إيّاه استقيته مباشرةً من موقع SIL مباشرةً.

فماذا تقول في كلّ هذا يا صديقي؟ هل لا تزال تُصرّ على أنّ اللغات الأفريقيّة لم تنل حظّها من الدّراسة والاهتمام؟ إذن عليك بالدّليل؟

وطبعاً لا أريد أن أردّ على ما أثرته من كلام حول تحامل الأوربّيّين البيض ضدّ الأفارقة السّود. فهذا القول أنت تسمع به من قبيل أن تسمع بالمعيدي دون أن تراه. ولكنّي يا صديقي اصطدمتُ بهذه المركزيّة الأوربيّة البيضاء، وعانيتُ منها وربّما لا أزال أعاني بوصفي أفريقيّاً أسود يعمل في مجال دراسة التّاريخ واللغات الأفريقيّة. ولتعلم بأنّني اعتذرتُ عن العمل بجامعة بإنكلترا مفضّلاً العودة إلى بلادي التي أعيش فيها الآن عاطلاً عن العمل. فيا صديقي ها أنت مجدّداً تتكلّم فيما ليس لك به علم ولا تجربة. وربّما يُقيّض الله لك قريباً الحصول على معلومة بسيطة بخصوص المعركة التي أخوضها ضدّ المركزيّة الأوربيّة في مجال كتابة اللغات الأفريقيّة، وذلك إذا ما صدر كتاب لي جديد في هذا المجال من مركز الدّراسات والتّوثيق النّوبي. عندها قد تعلم شيئاً مفيداً بخصوص النّضال ضدّ المركزيّة الأوربيّة دون أن يعني مثل هذا النّضال الانصراف عن مشارع العلم الوهيطة، أجاءت من تلقاء أوربّا أم من أفريقيا أو خلافه.

ثمّ أراك يا صديقي تستعجب قولي لك بأنّه لا اللغات النّوبيّة ولا اللغة المرويّة قبلها، ولا لغة أهل حضارة كرمة قبلهم جميعاً (والتي لا نعلم عنها حرفاً واحداً) مستوفية للشّروط التي وضعتَها أنت بنفسك الأمّارة للسّوء مقياساً للغة الإنسان الأوّل وصولاً إلى لغة الأنبياء ـ وهي اللغة التي ذهبت جميع كتاباتك إلى أنّها هي نفسها اللغة النّوبيّة الدّنقلاويّة التي تتكلّم بها الآن. وقد سبّبتُ قولي هذا بالعميق من المحاجّاة، فإذا بردِّك يأتي أقرب للاستهزاء:

أما قولك : أن اللغة النوبية لا تستوفي الشروط فيذكرني بمقولة لمصطفى محمود: سأل الانسان :لما ذا خلق الله الذبابة ؟ وسألت الذبابة : لما ذا خلق الله الانسان؟؟

فإذا كان اسم إقليم "سكّوت" بأدنى إقليم المحس يُنطق قبل ما يزيد على ألف عام بقليل على النّحو التّالي: ساكلودا (بمعنى "الحكّام السّبعة")، عليه لا يبقى أماك أيّ سبيل للزّعم بأنّ النّطق الحالي "سكّوت" يعود إلى عهد كتابة التّوراة التي تُشير إلى اسم مكان بنفس النّطق. وعليه، لا يمكن الزّعم بأنّ اللغة التي عبرها تكلّم أهل ذلك الإقليم التّوراتي المسمّى "سكّوت" هي نفسها اللغة النّوبيّة. هذا ما أزعم به؛ فهل لك اعتراض عليه؟ أرجوك أن تقوم بتفصيل اعتراضك بنفس الاسلوب الذي نُحاجِّك به، لا بأسلوب الاستهزاء الذي هو في الواقع تغطية لتهرّبك من الإجابة.


ثمّ أراك تقول:

لم أدخل في المقارنة بين اللغات المحلية من حيث الاقدمية ولكني أثق تماماً بأن ما اقوم به سيقودنا في نهاية المطاف الى أن اللغة الوسيطة لاستكشاف مجاهل التاريخ هي لغة افريقية0

ما هذا الكلام الفارغ يا صديقي؟ فمجرّد الزّعم بأنّ اللغة النّوبيّة هي لغة الإنسان القديم قدم أنبياء الله على الأرض من قبيل آدم ونوح وإبراهيم ـ مجرّد أن تقول مثل هذا الكلام تكون قد وقعت في الحمى وفي الحرام. فهذا الكلام يفترض بالبداهة أنّ اللغة النّوبيّة هي أقدم لغة على الأرض. وكلُّ ما سعيتُ إليه حتّى الآن هو نقض هذه القناعة غير العلميّة التي تلبّستك كما يتلبّسُك الشّيطان. فمختصر قولي يا صديقي أنّ اللغات النّوبيّة ليست عتيقة بهذا المستوى حسبما وصل إلينا من وثائق بشأنها. وحتّى إذا ما سايرناك في قولك أعلاه، يبقى قولي بأنّ هذه اللغة الأفريقيّة التي تبحث عنها لن تكون النّوبيّة بأيّ حال من الأحوال، ما لم تتكشّق وثائق جديدة لم نقع عليها بعد.

يا صديقي الخير، فيك الخير، الكلام الذي سلحتَ به على رؤوسنا يمكن أن نستمرّ في التّعليق عليه إلى ما شاء الله؛ يعني لغاية يوم القيامة، دون أن يكون في مقدورك (حسبما رأينا من ردود حتّى الآن) تقديم أيّ ردّ عليه. ويمكننا أن نسكت عليك عند هذا الحدّ، كما سكتنا عليك طيلة الشّهور الماضية حتّى قمت بنشر واحدة من هذه السّلحات في مجلّة احترام، وهو شيء يمكن أن يفقدها احترامها إذا ما واصلت على هذا المنوال. كلّ هذا في مقدورنا؛ لكن ما ليس في مقدورنا أن نسكت عليه هو الحقّ. ولهذا قمنا بتحرير هذه المداخلات التي كلّفتنا الكثير من وقت السّودان الضّائع (وأراك حتّى الآن لم تفهم ما نعنيه بمسألة وقت السّودان الضّائع، فمعليش). فبالله فارفق بنفسك يا صديقي من هذا الهوان. إذ أيسر من كلّ هذا، بما عندك من روح مثابرة مشهودة، أن تقوم بتحصيل العلم من مظانّه والتّسلّح به عند القول. وصدّقني ربّما لا يأخذ منك هذا الأمر أكثر من عامين أو ثلاثة، فإذا أنت أحد الأعلام التي يُشار إليها بالبنان عند الاختصام. عندها ربّما لا تحتاج إلى أيّ شهادة، دنيا أو عليا، ولنا في العقّاد أسوة حسنة. فلماذا يا صديقي تستبدل فرصة أن تكون سُلْطة Authority في هذا المجال مفضّلاً أن تكون من زمرة الجهلة الذين زادوا على جهلهم بأن اتّخذوا الجهل مذهباً لهم في الحياة، والعياذ بالله ؛؛؛؛

ودمتم جميعاً ؛؛؛

محمّد جلال أحمد هاشم
MJH
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »


الصديق محمد جلال هاشم

يا عزيزي، وبصراحة، صُدمت حقيقة منذ أن قرأت أول مداخلة لك في هذا الخيط. وذلك أولاً للغة العنيفة وغير اللائقة ـ وأنا جد آسفة لأن أجد نفسي مضطرة لمخاطبتك بهذه الصورة ولوصف لغتك بأنها غير لائقة، ولكن هذا هو ما حدث للأسف ـ التي استخدمتها في حديثك الموجه للأستاذ الخير، والتي كانت أقرب إلى لغة أستاذ قاسٍ يوبخ تلميذاً. مع أنه لا يحق للأستاذ توبيخ تلاميذه أو استخدام أيٍ من أساليب العنف معهم. كما لا يحق لأيٍ منا مخاطبة الآخر بمثل هذه اللغة.

حينما كتب الأستاذ الخير موضوعه في احتـرام، قال في استهلاله أنه يبتغي الوصول للصلة "المحتملة والمباشرة بين اسماء الأنبياء...والأعلام والمواقع والأحداث مع اللغة النوبية". فينبغي عليك، وأنت الباحث المدقق، أن لا تغفل هذا التنويه الذي حدد به الأستاذ الخير مقصده: "ابتغاء الوصول إلى صلة محتملة". وقد دعم في كل ورقته هذه "الاحتمالات" بالمراجع، وبملاحظاته، وبمعرفته باللغة النوبية. وهذا هو على وجه التحديد دور جامع المعلومات، الذي يمكن للباحثين والمختصين أن "يغربلوا" ويصنفوا المعلومات التي يقدمها لتوظيفها في البحوث المتعمقة. وهذا جهد يشكر الأستاذ الخير عليه لا أن يواجه بمثل هذا العنف الذي لا يليق صدوره من شريك حوار، ومن باحث رصين مثلك، وقبل كل شيء عن مدافع عن حرية التعبير.

يا عزيزي، بل يشرف احتـرام أن تفسح صفحاتها لغير المتخصصين لإبداء رأيهم وتقديم معلوماتهم وملاحظاتهم التي يمكن الاستفادة منها في طرق قضايانا المتعلقة بتعددنا الثقافي والإعلاء من شأنه. خاصة وأن هناك بالفعل من "ينتابهم الشعور بالقلق كلما أثير الحديث عن اللغات الإفريقية ودورها في الحضارة الإنسانية"، كما ذكر الأستاذ الخير في مستهل مقاله.

هذا، وأرجو منك أن تراجع كلامك الموجه للأستاذ الخير، وسيزيد من قدرك العالي علواً أن تعتذر عن ما بدر منك من كلام أقرب للإساءة، إليه وللمتابعين ولشركاء الحوار في هذا المنبر.

وتقبل صادق معزتي واحترامي اللذين تعرفهما.

نجاة

Muhammad Jalaal Haashim
مشاركات: 131
اشترك في: الخميس سبتمبر 08, 2005 6:06 am

مشاركة بواسطة Muhammad Jalaal Haashim »

[align=justify]

الأخ الخير؛ فيك الخير يا صديقي. أراك لم تعلّق، فلعلّ المانع خير (اسم على مسمّى). وما أخشى ما أخشاه أن يكون المانع تهرّباً من مواجهة عجزك المعرفي الماحق.

يا صديقي بالأمس فقط، عندما انتهيت من تحميل مداخلتي الأخيرة، علمت بأنّ مجمل موضوع البوست الذي قمتَ بافتراعه ما هو إلاّ المقال الذي نشرته لك مجلّة احترام. والله هانت الزّلابية! فلا أحتاج إلى تنبيه هيئة تحريرالمجلّة إلى أنّهم يتحمّلون المسئوليّة الأخلاقيّة والعلميّة لما يُنشر بمجلّتهم. في هذه الحالة سأقوم بالتّعليق على بعض الشّطحات التي ما أنزل الله بها من سلطان، عسى ولعلّ يفتح الله عليك أو عليهم بكلمة.

1. الشّطحة الأولى: ورد في مقالك ما يلي في تفسير اسم الفرعون إخناتون:

أخناتون : يوجد اسمان في النوبية أقرب إلى أخناتون ، 1/ أقِن-Agin : جالس أو باق، تنى-Tennei : على الدوام ، والمعنى العام جالس على الدوام0 2/آنجن:حي 0أما المقطع الثاني فهو نفس المعنى السابق : على الدوام0والمعنى العام: حي على الدوام0 حرف الخاء غير موجود في اللغة النوبية وهو دئماَ يأتي بدلاَ عن حرف نوبي ينتج بنطق النون مع الجيم كحرف واحد وهو أقرب إلى نطق ch في كلمة chair الإنجليزية 0ورد نفس الحرف في اسم توت عنخ أمون كما ذكرت ذلك في البحث ، قلت أن حرف الخاء لا يوجد في اللغة النوبية وكلمة(عنخ) أصلها( أنجي)وتعني الحياة، توت: الإبن ،آمون أو أمنق:الماء بالمحسية0 ويمكن قراءة الإسم بطريقتين ليكون المعنى العام : ( إبن ماء الحياة) ، أمنق آنجي تود ، أو توت آنجي أمنقندي0لاحظ أداة الإضافة (ندي) ، وكلتا العبارتين تعني : ابن ماء الحياة0

1.1. التّعليق:

يرد اسم إخناتون على النّحو التّالي في:
Budge, E.A. Wallis. 1920. An Egyptian Hieroglyphic Dictionary. New York:Frederick Ungar Publisjing Co. P. 933
Aakhu-en-Aten
ونجد شرح الكلمات التي يتكوّن منها هذا الاسم في نفس المرجع في الصّفحات 24 للكلمة: Aakhu التي تعني (روح)، وفي الصّفحة 98 للكلمة: Aten التي تعني (قرص الشّمس. أمّا الواسطة: -en- فتعني ما يوازي معنى of بالإنكليزيّة. عليه يكون معنى الاسم إخناتون حسبما يرد في اللغة التي كان يتكلّم بها إخناتون (دقّقوا معي في هذه النّقطة) يكون على النّحو التّالي: روح الشّمس، أو روح أتون.

ويمكن مراجعة معنى هذا الاسم في أحد أحدث المراجع ذائعة الصّيت الصّادرة ضمن قائمة مطبوعات المتحف البريطاني مؤخّراً والتي كُتبت للعامّة من غير المتخصّصين الذي يريدون أن يتعلّموا المصريّة القديمة، ألا وهو الكتاب الذي حقّق مبيعات عالية كأحد أكثر الكتب توزيعاً:

Collier, M. & Bill, M. 2006. How to read Egyptian (International Best Seller). The British Museum: London. PP. 28-29

إذن يا سادتي، نعلم من هذا أنّ اللغة التي كان يتكلّم بها إخناتون ليست هي اللغة النّوبيّة بأيّ حال من الأحوال. عليه لا مجال لأخينا الخير أن يذهب هذا المذهب لمجرّد أن تقطيع هذا الاسم بهذه الطّريقة غير الممنهجة يصادف بعض معاني باللغة النّوبيّة الدّنقلاويّة. وهي مصادفة مدبّرة في الكثير من الاعتساف. كما نلاحظ أنّ هذا الاسم لا يشتمل لا من قريب ولا من بعيد على أيّ علاقة بلفظة Ankh التي تعني (الحياة). كما لا علاقة له لا بالحلوس ولا بالوقوف.

المشكلة يا سادتي أنّنا بإزاء تفكير معوّج وملتوي اصاب الله به النّوبيّين خاصّة وعامّة، والله يبتلي من عباده من يشاء. هذه مشكلة أولى، أمّا المشكلة التي تعنينا هنا في هذا المقام، أنّ هذا النّمط من التّفكير الذي يفتقد إلى الفكر السّليم قد تمكّن من اختراق هذا الموقع في لحظة غفلة غير مغفورة، فقام بنشر هذه التّرّهات في هذا الموقع عبر أحد أرصن وسائطه العلميّة، ألا وهو مجلّة احترام.

أنظروا إلى هذا القول النُّكر في تفسير اسم الفرعون تو عنخ آمون Tutankamen:

تود عنخ آمون:الإسم يتكون من ثلاثة مقاطع ، تود أوتوت : تعني الإبن ،ونجدها في أحمنتود: إبن أحمد – أمبابتود: إبن أبينا-شمنتود: إبن شمد، وهكذا00 كلها أسماء نوبية 0 عنخ: أصلها (آنج-Anch )وتعني الحياة، ويوجد نفس المقطع في الإنجيل كما بينا ذلك في الحلقات الماضية 0 أمون: تعني الماء وهي مرادفة لكلمة (أسي) والمعنى الكلي :إبن ماء الحياة0 ويوجد نفس المقطع في المدينة السودانية (أمون تقو)الإسم القديم لدنقلا العجوز وتعني :وادي أمون0

فآمون هو نفسه الإله آمون Amen or Amun؛ وعنخ Ankh، يمكن أن تعني الحياة، ولكنّها هنا تحديداً تعني "الحيّ" living. أمّا "توت" Tut، فلا علاقة لها بكلمة "ابن" في النّوبيّة tood أو toot، وذلك حسب اللغة التي كان يتكلّم بها سيد الاسم نفسه الفرعون توت عنخ آمون. "توت" تعني "الصّورة" Image أو الأيقونة. عليه يكون معن اسم توت عنخ آمون هو "صورة آمون الحيّ".

الآن تعالوا معي يا سادتي نقوم باستعراض سريع لبعض التّخريجات التي صدع بها أخونا الخير ضربة لازب، دون أن يخالجه أيّ شكّ في أنّه يخوض في بحور لا قبل له بأمواجها، وقد تلبّسته حالة شيطانيّة ظنّ بها أنّه يصدع بالعلم، وما درى أنّه لإنّما يسلح على رؤوس القوم، والوقمُ في المحفل، فتصوّروا!

*اسوان: تتكون من مقطعين (أسي)تعني الماء( وان)صفة للإندفاع المياه بممر ضيق كما في الشلالات مثلاً0

الحقيقة أنّ النّطق الحالي لاسم هذا المكان المشهور ليس هو نفسه النّطق القديم للكلمة ولا حتّى النّطق الحالي لها في اللغة النّوبيّة الحالية. فالاسم يرد في اللغة النّوبيّة وفي العديد من المصادر على أنّه شيء أقرب إلى Suen. وفي هذا نكتة من نوع تخريجات صديقنا الخير حبق بها في وجهنا أحد النّوبيّين في معرض تخريج لاسم "أسوان". قال ذلك الرّجل انطلاقاً من واقع أنّ أسوان الآن تحبس أمواهاً ضخمة تمتدّ مدى النّظر والبصر: تتكوّن من Essi بمعنى "الماء" + waanj بمعنى"الواسع والممتدّ"؛ وبذلك يعني اسم "أسوان" "بحيرة الماء". وطبعاً فات عليه في استغلاقه المعرفي المنيع أن يلاحظ حقيقة أنّ أسوان أصبحت تضمّ إحدى أكبر البحيرات الصّناعيّة قبل سنوات قليلة وذلك بعيد إنشاء السّدّ العالي. وهذا ممّا يسلح به أخونا الخير. ألا أثاب الله أستاذنا الواثق إذ قال: وحَبْقةُ العلم دون الأنف مشمومة.

ثمّ يقول صديقنا الخير (فيهو الخير):

كربة: أصلها : كرب : وتعني العنكبوت ، أما تاء التأنيث فهي لاحقة عربية للتصغير.

وواضح أنّه لم يقم بزيارة ميدانيّة للمنطقة يسأل فيها أهلها عن معنى ذهذه الكلمة، وذلك من قبيل توسّم المعلومة الإثنوغرافيّة في مظانِّها. فلو فعل ذلك لعلم أنّ بعض دلالات هذا الاسم عند أهله يُشير إلى الحجارة البركانيّة السّوداء التي تستخدمها النّساء في تنظيف أقدامهنّ حكّاً لها حين غسلها بالماء. ولعلم أنّ هذا المعنى نفسه يستخدمه بعض النّوبيّين في الإشارة لنفس الحجر. أمّا من هو الأصل، ومن هو الذي أخذ من الآخر، فهو ما لا نعلم به، ويحتمل الحالتين. ولحسم مثل هذا التّساؤل يلزمنا الكثير من العمل الحقلي واستعراض الأدبيّات التي كتبت بشأن اللغتين النّوبيّة (بلغاتها العديدة) والعربيّة العامّيّة. وهو جهد ما أحوجنا إليه فيما هو ضروري. إذ لا يُشكّل حسم هذا السّرال أيّ مفاصلة معرفيّة قائمة حتّى الآن. ثمّ إنّنا لسنا في معرض تجميع قاموس لغوي مقارن بين النّوبيّة من جهة والعربيّة العامّيّة من جهة أخرى.

ولتنظروا معي إلى هذه الحبقة التي يُشتمُّ زخمُها من المكان البعيد، وربّما عكس الرّيح:

كوستي : كو :يعني الأسد ، أتي : قرب أو بجانب ، وعندما تقول (كوسنتي) تعني قرب الأسود ، أي بجوار الأسود. أما الجزيرة فتسمى بالنوبية : آرتي كما في حسينارتي ، بنقنارتي= جزيرة الجراد.

فلو اختنق أخونا شلقامي بالمغصة القلبيّة (وهذا نوع أفظع من الذّبحة الصّدريّة) لكان له حقّ، ولتغمّده الرّمنُ بواسع رحمته. فهذا الشّخص (الخير) لا يقوم بأيّ واجب منزلي Homework من قبيل التّنقيب في الكتب رصداً لأدبيّات الموضوع الذي يريد الكتابة فيه لعلّه يقع منها على كسبٍ ثمين. أفلا يعلم بأمر الأقصوصة التي تذهب إلى أنّ الاسم "كوستي" يعود لخواجة عاش بتلك النّاحية، وذلك قبل عقود قليلة؟ هل فعلاً لم يسمع بكتاب اسمه كوستي: القصّة والتّاريخ قام بنشره شلقامي قبل سنوات، وقد نفد فأعيد نشره مرّة أخرى قبل عامين تقلّ أو تزيد قليلاً؟ وطبعاً لا نريد أن نُماحك فنسأل عن علاقة الجزيرة باسم كوستي، ممّا سلح به أخونا الخير.

والآن أدعوكم إلى أن تنظروا كيف يبتلي اللهُ عباده الصّالحين والطّيّبين، فإذا بهم في سورة فَكَران (وهذه لغة خاصّة بنا في "فكر" ويمكن أن تُقرأ "فَقَران" وهي أيضاً لغة خاصّة بنا في "فقر") بائس يتبنّون آراء ما أنزل الله بها من سلطان دون أن يكلّف الذين يصدعون بها أنفسهم بتقديم أيّ برهان عليها. هذا من قبيل:

أما عن أصل : شندي ، دنقلا ، الجعليين :
فقد ذكر المرحوم الاستاذ/ عبد المنعم حاج الأمين في بحث له عن التاريخ النوبي ما يلي :-
أ-دنقلا : أصلها دِبْ قيلي ، ومعناه : القلعة الحمراء0
ب-شندي : أصلها : شوندي-Shondi وتعني الفعل ينفض بالعامية السودانية ، سميت بذلك عندما نفض بعانخي ابنيه أسكنهما هناك وقسم لهما أراضي المنطقة الى قسمين متساويين ( مروي) أصلها (مر أوي) أي : قطعتان0
ج- جعلي : أصله : جولي ويطلق بالنوبية على الانسان الذي يسير ماشياً باستمرار 0 ويقول الاستاذ / عبد المنعم : أن الجعليين هم نوبيون ولكنهم هاجروا الى جزيرة العرب ضمن اتفاقية البقط التي تمت بين ملك النوبة وخليفة المسلمين ( 360 شخص سنوياً ) واستمر الحال عدة سنوات إلى أن قامت الدولة العباسية ، وبعد مفاوضات بين ملك النوبة والخليفة العباسي تم إعادتهم مرة أخرى ، وجاؤوا بنسائهم وابنائهم وكامل عتادهم الحربي. وخشي ملك النوبة من شرهم وأمرهم بالاقامة عند البوابة الجنوبية للمملكة وهي منطقة كبوشية وتعني الأبواب بالنوبية0 اما العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم فله من الأبناء : عبدالله ، محمد ، الفضل ، ذرية عبد الله ومحمد0 معروفة في كتب انساب العرب ، أما الفضل الذي الذي يزعم أنه جد الجعليين فلم ينجب أبداً ، فهم ينتمون الى الدولة العباسية لا عباس عم النبي(انتهى المصدر)



تُرى من هو هذا العبد المنعم حاج الأمين، وما هو بحثة الموسوم (تُقرأ "المزعوم) عن التّاريخ النّوبي، ثمّ ما هو الاقتباس كما ورد في البحث المزعوم، ثمّ ما هو وجه الاستشهاد والاحتجاج به. فقد يكون الباحث جيّداً ومجيداً، دون أن يكون بحثه المعني هنا بنفس قدر الجودة؛ وقد يكون الباحث والبحث جيّدين معاً، دون أن يكون الجزء المراد اقتباسه جيّداً دون باقي البحث؛ وقد يكون جميع ذلك جيّداً، دون أن يكون وجه الاحتجاج والاستشهاد بالنّقطة المعنيّة في البحث إيّاه في محلّها، وذلك من قبيل أن يقرأ المرء دون أن يعي ما قرأ. وهل البحث هو أن نقوم بتبنّي آراء الآخرين دون بسطها للقرّاء حتّى يقوموا بمشاركتنا في تقييمها ومن ثمّ تبنّيها معنا، أو الاختلاف معنا في ذلك ورفضها بالتّالي؟

أرأيتم يا سادتي مثل هذا الضّعف والتّضعضع المنهجي فيما يسلح به علينا أخونا الخير؟

ولكن لا بأس من أن نقوم باستعراض بعض جوانب الفقر المنهجي وسوء التّغذية العلميّة، فضلاً عن عسر هضم وإمساك معرفي. ولنبدأ باسم الكلاكلة، ففيها نشأت، وعنها كتبت. قد اعتمدت كتابتي عن الكلاكلة (في كتابي: جزيرة صاي: قصّة الحضارة: صراع الثّقافات وقضايا التّنمية والتّهميش في بلاد النّوبة ـ تحت الطّبع) على العديد من الرّوايات الشّفاهيّة التي وقعتُ عليها مي مسيرة حياتي بالكلاكلة، فضلاً عن السّفر الهام الذي ألّفه ابن الكلاكلات الأستاذ سعد الدّين محمّد أحمد:

* سعد الدّين محمّد أحمد. 2004. حصاد القرون في تاريخ الكلاكلة والفتّاياب وأصهارهم القدماء من السّلطنة الزّرقاء 954 هـ وحتّى 2000م. الجزء الأوّل. الخرطوم.

جاء في كتابي عن الكلاكلة وعنى الاسم، وذلك في معرض توثيقي لدور النّوبيّين في تطوير منطقة الكلاكلات ما يلي:


فقد جاء في الأثر أنّ هناك 13 كلاكلة على أقلّ تقدير هي جماع مضارب ومساكن إخوة كانت أمهم تُدعى "كُلْكُلة"، وقد كانت امرأةً فارسة قبل زواجها تقطع الطّريق على المسافرين في هذه المنطقة التي كانت خلاءً حتّى قال عنها النّاس: "كُلْكُلة الرّبّاطة .. الشّايلة عصاتا في أباطا". وقد عاثت في الأرض فساداً حتّى تصدّى لها فارس صنديد، هزمها ونزع اللثام عنها فلمّا وجدها فتاةً تزوّجها فأنجبت له 13 ابناً ربّما عاثوا بدورهم في الأرض فساداً، أو ساحوا فيها فروسيّةً ورجولةً (كيفما كان) حتّى قبضهم إليه ربّ العالمين.
وفي الحقيقة خبرُ الكلاكلة أجلُّ وأكبر من ذلك الذي شاع عنها بين من هاجروا إليها من نوبٍ وخلافهم منتصف القرن العشرين فما بعده. والفارسة التي كانت تستعرض النّاسَ وتقطع عليهم الطّريق اسمها "فاطنة" بنت المك حسب الله الفونجاوي الذي كان يُقيم في مكانٍ يُقال له "ألمي ضحّي" بأعلى بلاد الجمّوعيّة إزاء الكلاكلات من جهة غرب النّيل، وهو المكان الذي يُقال له الآن "فتّاشة" والذي يُستخدم من قبل الجيش في تدريبات إطلاق النّار بالذّخيرة الحيّة [سعد الدّين محمّد أحمد، 2004، ج 1: 48]. هناك كانت فاطنة الفونجاويّة تستعرض للنّاس فتقطع عليهم الطّريق، وليس في منطقة الكلاكلة الحاليّة. وهناك صادفها الفارس حمد العوضي ومعه مجموعة من أبناء عمومته، وهم من قبيلة "الصُّفر" الجعليّين، وكانوا في طريقهم إلى بلدتهم المسمّاة بالجوير غرب شندي. فلمّا اعترضتهم وهي بلباس الفرسان، هزمها وعرف حقيقة أنّها امرأة، فأخذها معه لتقوم بتدريب أبنائه على الفروسيّة، ففعلت على أحسن وجه. وكانت تقول لهم أثناء التّدريب: "كلكلوا الخيل"، أي أهمزوها بالمهماز، فينقبض جسمها إلى مقدّم صدرها، فيكون ذلك أدعى إلى أن تجمح وتُسرع [المرجع السّابق: 48-49]. ولا أعتقد أنّ الإشارة في مقولة "كلكلوا الخيل" تعود إلى الكلمة العامّيّة "الكلْكلة" بمعنى الدّغدغة؛ فالمعني هنا بكلمة "الكلكل" وهو "الصّدر"، وذلك في معنى الإشارة إلى ما يترتّب من إعمال المهماز في هيئة الخيل. وفي هذا أنظر قول علقمة الفحل:
إلى الحارث الوهّاب أعملتُ ناقتي *** بكَلْـكَلِها فالقُصْرَيَيـْنِ وجيـبُ

وأوّل من قدم إلى المنطقة المسمّاة اليوم باسم الكلاكلة من الجعليّين العوضاب هو حمد (حمدت الله)، وجاءها من منطقة المنجرة (مقرن النّيلين حاليّاً)، فأطلق عليها اسم "الكلاكلة"، وذلك أواخر عهد دولة الفونج [المرجع نفسه: 46]. والكلاكلة بلدةٌ طيّبة، بركاتُها واصلة، عمّرها أشياخٌ بلغوا حدّ الولاية، وتبعوا بعضهم بعضاً كابراً عن كابر وما بدّلوا تبديلا [لمزيدٍ من التّفاصيل، يُرجى مراجعة المرجع السّابق بجزئيه].


هذا ما قلناه عن اسم الكلاكلة، لا ما قمنا بتخريجه صادعين بالقول ضربة لازب دون علم ودون حذر. وقد توخّينا الحذر فيما ذهبنا له، فاتحين الباب على مصراعيه لأيّ رأيٍ آخر قد يختلف معنا. كما لم تأخذنا أيّ عصبيّة لرأي بعينه إزاء رأي آخر. وقد تحرّينا المراجع السّلطويّة Authoroitative في هذا المجال، ضاربين صفحاً عن الصّحف السّيّارة أو المجلاّت غير المتخصّصة، إلاّ إذا كان المراد خبراً سائراً، لا معلومة علميّة أو رأياً علميّاً. في المقابل، فلتنظروا إلى المراجع المرجوعة التي يستشهد بها أخونا الخير، أو إلى صيغ الجزم والتّأكيد التي يصدع بها أخونا أبو الخيرات من قبيل: دنقلا : أصلها دِبْ قيلي ، ومعناه : القلعة الحمراء. فالرّجل يأخذ النّطق الحالي على أنّه النّطق الأصلي، هذا بينما تتابعت إفادات الرّحّالة منذ قرون وإفادات العلماء حول أنّ النّطق النّوبي لاسم دنقلا العجوز هو: تُقُل Tugul، وتُنقُل Tungul، وجاء في النّوبيّة القديمة اسم المكان Tugguli، ,وأكّدت مسوحنا الإثنوغرافيّة بالمنطقة أن هذا هو واقع الحال إلى الآن. ولكن يأتي رجل دون أن يكلّف نفسه أيّ جهد، فيقوم بترفيه نفسه بالعديد من التّخريجات، من ثبيل ما أتى به الدّكتور جعفر ميرغني من قبل في مجلّة حروف (1990 العدد الثّاني والثّالث مزدوج) حول اسم دنقلا على أنّه يعني "مقرّ الكبير، أي الملك": Duwi-in-gool. وقد كان ذلك تخريجاً من "راسو لا من كرّاسو"، إذ اعتمد على النّطق الحالي بوصفه النّطق الأصلي، مثلما يفعل الآن أخونا الخير.

أمّ عن تخريجات الأخ الخير فيما يتعلّق بشندي والجعليّين، استناداً على بحث عبد المنعم حاج الأمين المزعوم، فلا أعرف له وجهاً من علم التّاريخ أو الآثار؛ غذ ربّما كان لهم شيطان يأتيهم من وادي خرّج يُخرّج فهو مخرّج يحكي لهم أساطير الأوّلين. أنظروا إليه كيف يحكي لنا عن القوم الأوّلين كما لو كان لا يزال يعيش بين ظهرانيهم. فهل علم أنّ اسم "مروي" الذي وقع عليه العلماء في ذلك الزّمان كان يُنطق: Berewi أو Bedewi؟

ثمّ يتساءل أناس: من أين جاء هؤلاء؟

يا سادتي جاؤوا من بنية الجهل وتحامي العلم التي أسقطتنا من حالق الحضارة إلى قاع التّخلّف، ثمّ زادوا على ذلك بالتّنطّع.

لك الله يا وطني!

ودمتم جميعاً.

محمّد جلال أحمد هاشم
MJH
Muhammad Jalaal Haashim
مشاركات: 131
اشترك في: الخميس سبتمبر 08, 2005 6:06 am

مشاركة بواسطة Muhammad Jalaal Haashim »


[align=justify]
الأخت نجاة، كنت أكتب مداخلتي أثناء إنزالك لمداخلتك، فلم أرها إلاّ بعد أن أنزلت مداخلتي. يا صديقتي وفّري نصائحك هذه لهيئة مجلّة احترام، وذلك لنشرها كلاماً أرى أنّه "خارم بارم".

فهل هذا ما تسعى إليه مجلّة نالت احترام القرّاء في فترة وجيزة؟ وقد نالت هذه السّمعة جرّاء سياساتها التّحريريّة الرّصينة، فضلاً عن سمعة عن القائمين بأرها سبقتها قبل ذلك.

الموضوع لا علاقة له بالتّخصّصيّة أو عدمها، بل بالعلميّة، ولهذا ضربنا له مثلاً بالعقّاد. فهل المجلّة منصّة لإطلاق صواريخ الكملام المتطايرة والمتناثرة في أيّ اتّجاه دون ضابط لها؟ هل هي منصّة لإطلاق القول على عواهنه؟


ولعلمك، كلامي للأخ الخير، وأنا لا أعرفه ولم أقابله أبداً، هو امتداد لمعركة أخوضها لسنين وسنين بين أهلي النّوبيّين وخلافهم، الذي بلغت بهم قلّة الحيلة الحضاريّة ومخايل الانهزام الذّاتي إزاء آليّات التّمركز والتّهميش درجة شرعوا معها في تخدير أنفسهم بأضغاث الأحلام التي تصوّرها لهم أنفسهم المنهارة على أنّها حقيقة لا يتطرّق لها الشّكّ من أمامها ولا من خلفها.

صدّقيني ستفقد مجلّتكم وموقعكم هذه المكانة التي أشرت لها إذا ما واظبتم على نشر مثل هذا الكلام الفارغ.

ودعك من أسلوبي، فهو موزونٌ موزون، و بدرجة تقلّ كثيراً عن فداحة ما صدع به أخونا الخير، ودونك تحليلي لما قال به. فإذا أغلظنا له القول، فهذا ما نقصد، ولا اعتبار لما إذا كان هذا قد جاء من موقع الاستاذيّة أو التّلمذة، بل المهمّ إذا ما كان هذا صحيحاً أم لا. إذ لا يقف الموضوع ي في حدّ مفارقة العلميّة فيما قال به الخير فحسب، بل لأنّ مثل هذه الكتابات التي ليس فقط لا تعرف للعلميّة من سبيل، بل وتتحامى العلم، فضلاً عن أنّها تقوم بتزييف العلم والتّاريخ، قد أصبحت ظاهرة. وأخشى أنّ الظّاهرة قد استقوت حتّى شملت موقعاً رصيناً مثل سودان فور أوول. فنحن لسنا بإزاء مقال غير موفّق قام به شخص حاول أن يُحسن دون أن يحسن؛ يا صديقتي نحن بإزاء ظاهرة تقوم بتزييف التّاريخ بعد اطّراح العلم جانباً، وذلك بعد أن عجزت عن أن تصنع التّاريخ.

الآن دعينا من كلّ هذا، وحاولي أن تكوّني فكرة عمليّة لمجمل المعلومات غير الصّحيحة التي اشتمل عليها المقال المنشور في مجلّة احترام للأخ الخير. ودونك كلّ وسائل وآليّات التّحكيم. قومي بأخذ مقاطع ممّا صدع به أخونا الخير، واذهبي بها إلى الصّديق كلود ريللي، دون أن تقولي له بأنّ هذا ما ننشره في مجلّتنا. فمثل هذا الاعتراف قد يفق مجلّتكم كلّ احترام علمي.

فهل هذا ما خطّطتم له عندما أسميتم المجلّة باسم احترام؟

وهل مربط الأزمة الآن غلظة قولي للأخ الخير؟ أم مخاطر الانزلاق في هاوية اللاعلميّة التي تتعرّض لها المجلّة؟

على أيّ حال، أنا في انتظار ردّك، وسأعود لاحقاً لمزيدٍ من التّعليق على ترّهات الأخ الخير ؛؛؛؛

ومتم جميعاً؛؛؛؛؛؛

محمّد جلال أحمد هاشم
MJH
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

ومتم جميعاً؛؛؛؛؛؛


يا محمد جلال كمان جابت ليها دعوات بالموت الجماعي ؟ :lol: :lol: :lol: :lol:

ومتم جميعاً بالضحك

وليد يوسف
السايقه واصله
Muhammad Jalaal Haashim
مشاركات: 131
اشترك في: الخميس سبتمبر 08, 2005 6:06 am

مشاركة بواسطة Muhammad Jalaal Haashim »



الأخ الوليد وباقي الإخوة؛ لكم جميعاً التّحيّة. الحقيقة يا وليد بقدر ما عاودت قراءة مداخلتك بقدر ما عجزت عن إدراك مغزى كلامك. ولكن اليوم اتّصل بي الأخ مامون التّلب وقام بمشاغلتي بنفس الموضوع ومسألة أنّي تمنّيت الموت للجميع. وعندما وجد أنّني لم أفهم، ضحك وشرح لي اللبس. طبعاً هو كان فاهم إنّو المسألة عبارة عن خطأ فنّي إملائي، وهو ما أظّنّ أنّك أيضاً تفهمه على هذا النّحو وجميع الإخوة. فوالله كلّي أسف على هذا الخطأ وإنشاء الله ما تشوفو عوجة طول عمركم ـ وربّنا يطوّل عمر الجميع بالخير والبركة والصّحة والعافية.

ودمتم جميعاً؛؛؛

محمّد جلال أحمد هاشم
MJH
Muhammad Jalaal Haashim
مشاركات: 131
اشترك في: الخميس سبتمبر 08, 2005 6:06 am

مشاركة بواسطة Muhammad Jalaal Haashim »




طلبت منّى الأخت العزيزة نجاة الاعتذار عن لهجتي التي وصفتها بأنّها غير لا ئقة (دون أن يفوت عليها الاعتذار عن استخدام هذه الصّيغة). واليوم قرأت زوجتي الحبيبة هالة مجمل مداخلاتي؛ وبقدر ما ارتاعت لفظاعة التّخريجات التي صدع بها أخونا الخير، راعتها الفظاظة التي اشتملت عليها مجمل تعليقاتي، مثنية على كلام الأخت نجاة، بل ومصدرة أوامرها بالاعتذار ـ وفوراً!

صحيح أنّنا نحن النّوبيّين نؤمن بالمثل الذي يقول: "الرّاجل اللي ما بخاف من مرتو ما راجل"؛ إلاّ أنّ اعتذاري الذي سأرفقه بعد قولي هذا يأتي اعتماداً لنصيحة الأخت العزيزة نجاة، وليس لأوامر هالة (هل يمكن أن أوفّق بينهما بأن أقول: "نجالة" أو "هجاة"؟).

إذن فلتسمحوا لي جميعاً بأن أعتذر عن مجمل ما جاء في مداخلاتي من كلام رأيتموه فظّاً، عنيفاً، متخطّياً حدود اللياقة واحترام الآخرين، ولا أقبل أن أتعذّر بفائق غضبي واستهجاني لمجمل الأخطاء التي أزعم بأنّ الأخ الخير قد ارتكبها؛ فالخطأ لا يُقارع بالخطأ.

كما أتوجّه إلى الأخ الخير الذي، مع كامل إيماني أنّه ارتكب أخطاء لا يمكن ولا يجوز السّكوت عليها، أعتقد أنّه شخص مجتهد ومثابر، ويستحقّ الإشادة عن ذلك، كما يستحقّ النّقد البنّاء لا النّقد الهدّام ممّا رأى البعض أنّني أتيت به. والحال كهذا فإنّي أتوجّه إليه كيما يقبل اعتذاري عن مجمل الفظاظة في أسلوب تناولي لآرائه.

أقول قولي هذا، دون أن أسحب أيّ نقطة موضوعيّة دفعتُ بها في وجه آراء الأخ الخير، ودون أن أتراجع عن مطالبتي له بالإجابة عن التّساؤلات التي رفعتُها في وجه ما قدح به، ودون أن أتراجع عن مطالبتي لهيئة تحرير مجلّة احترام بإعادة النّظر في معايير التّحكيم التي يتّبعونها لدى نشر بحوث الكتّاب وآرائهم.

ثمّ أختم مرّة أخرى بتكرار اعتذاري العميم عمّا يكون قد لحق أخي الخير من فظاظة غير لائقة في مجمل مداخلاتي ؛؛؛؛

ودمتم جميعاً ؛؛؛؛؛

محمّد جلال أحمد هاشم
MJH
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

الاخوات/نجاة وهالة أشكركما على التوجيهات الصادقة، وكما اشكر الأخ العزيز /محمد هاشم على تقديره لآراء الاخوات سائلا الله ان يؤلف بين قلوبنا جميعاً لنعيش أخوة متحابين في احترام ومودة0
مع تحياتي،،،
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

العزيز محمد جلال...... سلام وتحياتنا للأسرة الصغيره

كنت قايلك بتفهمها وهي طايره او هكذا عهدناك في الأرض ساخراً لماحاً ومَنْ لا يعرفك من الممكن أن يقول عليك غليظاً وفظاً وحاشاك أن تكون كذلك.لكن الظاهر أنو فاتت عليك المره دي معليش خيرا في غيرا.
فرحت كتير لي هبشة الرأس وزي ما بيقول المثل ( أتنين لو قالوا ليك راسك مافي أهبشو ) وأي أتنين ؟ او بالعربي الفصيح مسألة أعطاء الأعتبار اللازم للرؤي الخارجه عن الذات وأعتمادها كوسيط مفهومي ٌيَمكِن بل يساعد علي تكبير او تصغير عدسة الموضوعيه التي ربما تحجب وتشوش بفعل الذات والنفس الأماره او المستثاره والحقوق محفوظه لي حسن موسي مع أنو "المستثاره" الأخيره دي مني . خاصة أن كانت مصادر هذه الرؤي من المقربين والمحببين والموثوق فيهم. عارفك طبعاً حتقول لي زي كلام (أمفريب) الله يطراهو "بالخير" لكن ما مشكله.
المهم أرجو أن نتابع معكم أنت والخير محمد حسين ما يفيد العلم والمعرفه والثقافه النوبيه وغير النوبيه علي هذا النحو الأطلاقي الخالي من المؤثرات الصوتيه والبلاغيه التي تفسد أجواء المعني وتربك الخواطر، لننعم بخطاب علمي علي درجة من الدقة والصدق المفهومي الكفيل بالمحافظة علي أرضية الحوار وتداول وجهات النظر وادارة الخلاف.بالنسبة لي أنتما الأثنين علي درجة من الأهمية مع الأحتفاظ لكلاكما بقدره وبمكانته وخصوصيته ومجال عمله وعلمه وأهتماماته .دون الأنتقاص من ذلك في شئ.

ومتم جميعاً حباً ومودةً وأحتراماً

وليد يوسف
السايقه واصله
Muhammad Jalaal Haashim
مشاركات: 131
اشترك في: الخميس سبتمبر 08, 2005 6:06 am

مشاركة بواسطة Muhammad Jalaal Haashim »




لأخ الخير (فيك الخير كلّ الخير)، لك التّحيّة يا صديقي، أرفق معها اعتذاري مكرّراً لما بدر منّي من قول غير لائق (باستخدام ألفاظ الأخت نجاة) بحقّك. لكنّي يا صديقي لم أعتذر عن وجهات النّظر التي التي رفعتُها لك بخصوص تحليلاتك اللغويّة المستندة على اللغة النّوبيّة.

وحتّى لا تتوه بنا مشارع الأسئلة دعني ألخّص لك وجهة نظري في عدد بسيط من الأسئلة الأساسيّة بإجابتها يمكن أن ينطلق الحوار في سلاسة ويسر.

والسّؤال الأوّل هو:

السّؤال: ما هو الزّمن الذي يمكن تقديره للفترة التي عاش فيها الأنبياء من قبيل آدم ونوح وإبراهيم وموسى؟
وللمعلوميّة يمكن أن أمدّك ببعض الإفادات التي صدع بها بعض علماء الآثار التّوراتيّين بهذا الشّأن ـ هذا بالرّغم من عدم اقتناعي بخلط العلم بمسائل الإيمان والعقيدة.


السّؤال الثّاني: ما هي الفترة الزّمنيّة التي يمكن أن تقدّمها لتاريخ ظهور اللغات النّوبيّة إلى الوجود وفق صوتيّاتها وصرفها وقواعدها ودلالاتها الحاليّة، بما في ذلك اللغة النّوبيّة القديمة؟


هذه بداية للأسئلة التي أرى أنّها يمكن أن تساعد في دفع عجلة النّقاش إلى الأمام؛؛؛؛

ودمتم (هذه المرّة "دمتم" يا وليد) جميعاً ؛؛؛؛؛

محمّد جلال أحمد هاشم
MJH
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

الأخ العزيز/ الوليد يوسف
صباح الخير والمحبة0
لك جزيل الشكر على اهتمامك ورأيك السديد 00فالكلمات النوبية ( الدنقلاوية) التي قمت بجمعها –مع علاقاتها المحتملة والمباشرة- أرى أنها تحفزني وتزيدني إصراراً لأتخذ منها مدخلاً لمزيد من البحث لاعن علاقة اللغة النوبية بالاحداث والمعالم والأنبياء فحسب ، بل باللغات الافريقية الأخرى0 لذلك أجد نفسي في بداية مشوار طويل حافل بالعقبات والعثرات ، زادي فيه : إيماني القاطع بأنه سيأتي اليوم الذي يجد فيه الباحث الحاذق ضالته في هذا الجهد المتواضع لتظهر الحقيقة الغائبة للعيان0
مع خاص ودي،،،
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

كلمات ميدوبية ------------- ما يقابلها بالدنقلاوية

كوسو:الفعل يفتح------------- كوس : يفتح
كوسني :يخمر -------------- كوس: يخمر
دِيَر :الموت --------------- دِيَر : الموت
دَسْ :الدهن---------------- دَسْ : الدهن
أدي :السوط--------------- أدي : يوجع/ مريض
واندي :الجمل--------------- واندي: يظهر /يبان
كسفريت : الكبريت------------ كسفريت: الكبريت
كوسِرتي : المفتاح------------ كوشَر : المفتاح
كََشي : العشب الجاف---------- كَشي : العشب الجاف

مع تحياتي،،،
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

بعض ما جاء في مجلة المجلة ترجمة لما أوردته مجلة National Geographic-مارس/2008 تحت عنوان : الفراعنة السود0


النوبة ومصير أتلانتس
وثمة تهديد تواجهه آثار الفراعنة النوبيين ويعيد الغموض ليسيطر على مصيرها. ويتمثل هذا التهديد في اتجاه الحكومة السودانية لإقامة سد ضخم على النيل يبعد 600 ميل عن السد العالي في أسوان والذي تسبب إنشاؤه في الستينيات في إغراق العديد من القرى النوبية تحت مياه بحيرة ناصر (التي تسمى في الجنوب ببحيرة النوبة). وبنهاية عام 2009 سيتم الانتهاء من بناء سد ميرو, ومن المتوقع أن تكون أول نتائج إنشائه أن تقوم البحيرة بامتداد 106 أميال بغمر آثار قائمة إضافة لآلاف الأماكن التي لم تكتشف بعد. وخلال السنوات التسع الماضية نشط علماء الآثار في رحلاتهم الاستكشافية في تلك المنطقة ولم يخفوا الغصة التي يشعرون بها من أن هذه الأرض التي شهدت فترة تاريخية غاية في الأهمية ستلقى نفس مصير أتلانتس. إلا أنهم يشيرون إلى أن أتلانتس لم يتأكد بعد مدى واقعيتها بعكس النوبة التي سيتم إغراقها للمرة الثانية خلال أقل من نصف قرن حضارة عاشت على أرض الواقع ولا تزال شواهدها تؤكد للعالم بأسره مدى الازدهار الذي وصلت إليه.

أصل الفراعنة
لم تكن مسألة اللون أو العرق لتشغل البال وقت قيام الغزو التاريخي لأرض مصر على يد ملك النوبة (بيا) الذي يطلق عليه (بعنخي) و (منخبر رع). ففي التاريخ القديم كان فنانو مصر واليونان والرومان يبدون اهتماماً واضحاً بكل تفاصيل الجسد لاسيما تلك التي تميز عرقاً عن الآخر, وكذلك بلون البشرة. ولكن لا يوجد دليل على أن لون البشرة الأسود كان يضع صاحبه في مرتبة أدنى إذ أن مسألة اللون لم تكن ذات أهمية إلا أن هذا تغير منذ احتلال القوات البريطانية قارة أفريقيا في القرن التاسع عشر حين بدأت الدراسات تبدي اهتماماً أكبر بمسألة لون بشرة النوبيين.
وقد قام المستكشفون بإعلان اكتشاف معابد وأهرامات بديعة التصميم من حطام حضارة قديمة اسمها (كوش). وعمل بعضهم على تدمير تلك الآثار بحثاً عن الكنوز كما فعل الإيطالي جسيبو فرليني الذي نسف قمم بضعة أهرامات نوبية بل إنه دعا الآخرين أن يحذوا حذوه0
تجاهل تاريخ قارة
ويبدو تجاهل فترة حكم النوبيين مصر في عدم تعرض المؤرخين لهذه المرحلة المهمة من التاريخ القديم ففي كتاب "عندما حكمت مصر المشرق" الذي قام بتأليفه عدد من علماء المصريات الأوربيين 1942 لم يتم التعرض للأسرة النوبية التي حكمت مصر ولا لمؤسسها (بيا) إلا بثلاث جمل فحسب تخلص إلى أن تأثيرها تلاشى سريعاً.
وقد تسبب هذا التجاهل في جهل العالم بحقبة مهمة من التاريخ إضافة إلى الجهل بحضارة قارة كاملة ظلت لقرون في دائرة النسيان حتى أن العالم السويسري الشهير تشارلز بونيه يقول إنه تعرض للاتهام بالجنون عندما أعلن أنه سيدرس حضارة النوبة. ولم تتغير تلك النظرة إلا منذ حوالي أقل من خمسين عاماً في إطار الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة قبيل إنشاء السد العالي وذلك بالاكتشافات المتعاقبة لقطع تنتمي لحضارة النوبة القديمة, ومن هنا بدأ اهتمام المستكشفين بتلك البقعة الثرية.
وتمضي السنوات ليأتي بونيه في 2003 بعد أن أمضى أربعة عقود من الأبحاث ليعلن الكشف عن سبعة تماثيل حجرية لفراعنة نوبيين بعد عشرات السنين من التنقيب أسفرت عن التوصل للعديد من الحقائق عن أصحاب تلك الحضارة. ومن ذلك أنها كانت تعتبر مركزاً زراعياً مهماً بما فيها من حقول غنية وإنتاج حيواني. كما أن أهل النوبة كانوا في قمة الثراء نتيجة تجارتهم في الذهب والأبنوس والعاج. ويخلص بونيه إلى أن تلك المملكة كانت بمعزل عن مصر وأن لها طابعا مميزاً إضافة لاختلاف الطقوس الجنائزية. ويؤكد أن هذه الحضارة كانت في أوجها عندما انتهت المملكة الوسطى في مصر بين عامي 1785 – 1500 ق.م
Now our understanding of this civilization is once again threatened with obscurity. The Sudanese government is building a hydroelectric dam along the Nile, 600 miles upstream from the Aswan High Dam, which Egypt constructed in the 1960s, consigning much of lower Nubia to the bottom of Lake Nasser (called Lake Nubia in Sudan). By 2009, the massive Merowe Dam should be complete, and a 106-mile-long lake will flood the terrain abutting the Nile’s Fourth Cataract, or rapid, including thousands of unexplored sites. For the past nine years, archaeologists have flocked to the region, furiously digging before another repository of Nubian history goes the way of Atlantis.

The neglect of Nubian history reflected not only the bigoted worldview of the times, but also a cult-like fascination with Egypt’s achievements—and a complete ignorance of Africa’s past. “The first time I came to Sudan,” recalls Swiss archaeologist Charles Bonnet, “people said: ‘You’re mad! There’s no history there! It’s all in
Egypt!

https://www.sudan-forall.org/forum/viewt ... 9b5773333e

مع تحياتي،،،
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

أثري مصري: (رمسيس الثاني) هو فرعون موسى
جريدة الجزيرة السعودية 28 ربيع الأول 1429 العدد 12973
Al Jazirah NewsPaper Saturday
05/04/2008 12973

القاهرة - طه محمد

رجح الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر أن يكون (رمسيس الثاني) هو فرعون الخروج، في إشارة إلى خروج بني إسرائيل مع نبي الله موسى من مصر (على الرغم مما لم تؤكد الاكتشافات والشواهد الأثرية بشكل قاطع حتى الآن).

وجاء ذلك الإعلان في لقاء له بالصالون الثقافي بدار الأوبرا المصرية مساء الأربعاء لتكون المرة الأولى التي يبوح فيها مسؤول أثري بهذه الخلفية التاريخية ولو على سبيل الترجيح بعد أن كان يتجنب مسؤولو الآثار الحديث حول فرعون الخروج لعدم تشويه المصريين القدماء.

وقال: إنه حتى الآن لم يظهر ما يثبت للأثريين بشكل قاطع هوية هذا الفرعون وأنه يمكن من خلال الاكتشافات المقبلة، أن تبرز علاقة القدماء بأنبيائهم (خصوصاً أن 70% من الآثار المصرية لم يتم اكتشافها حتى الآن).
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

دلائل من القران ان رمسيس الثاني هو فرعون موسى

**من موقعDVD4ARAB

اولا جاءت بعض ايات القران الكريم في وصف فرعون موسى واولى تلك الايات
(ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون)
(وفرعون ذي الاوتاد)
وناتي على تفسير الابه الاولى لوجدنا انا معظم اثار رمسيس الثاني قد حاق بها الدمار ولم نجد منها الا قطع من الاحجار عليها اسم رمسيس الثاني ولم تتبقى الا عدد قليل من التماثيل لندرك عظمة الفرعون وقوة الذي شيدها ولو جئنا على اثار رمسيس الثاني ونراها
1_اثار مدينة بررعمسيس وكانت العاصمة الجديدة للدولة في عهد رمسيس الثاني لوجدنا كل معابدها تهدمت واعمدة محطمة ومسلات مكسرة وكانت 24 مسلة لم تتبقى منها واحدة سليمة
2_بقايا معبد حتحور في منف
3_بقايا معبد الاله بتاح
4-تمثال مريت امون ابنه رمسيس الثاني وزوجته وتقد سقط على وجهه وتحطم تماما
5-قاعة العرش في معبد الرمسيوم وقد تحطمت ولم تبقى منها الا قواعد الاعمدة فقط
ثانيا (وفرعون ذي الاوتاد)
الوتد في المعجم وهو ما رز في الارض او الحائط من خشب والوتد كما هو معروف قطعة من الخشب يبلغ طولها 50 سم وعرضها عند القاعدة من 5 الى 7 سم ويقل هذا العرض تدريجيا الى ان يصل الى 3الى 4 سم عند القمة
ثانيا
ولو نظرنا لوجدنا وجه الشبه الكبير بين الوتد وبين المسلات وقادنا ذلك الشبه الى ان نرى ان رمسيس الثاني وهو اقوى المرشحين لكي يكون فرعون موسى لوجدناه قد بنى اكبر عدد من المسلات في العهد الفرعوني كله بل ونجد ان عدد المسلات التي بنيت في عهده تفوق عدد المسلات التي بناها الفراعنة الاخرين مجتمعين وهذه احصائية لعدد المسلات وبناتها
سنوسرت الاول 2مسلة
حتشبسوت 6 مسلات
تحتمس الاول 2 مسلة
تحتمس التالت 9 مسلات
امنحتب التالت 2 مسلة
سيتي الاول 2 مسلة ولو جمعناها لوجدنا عددها 23 مسلة بينما عدد المسلات التي بناها رمسيس التاني 35 مسلة
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

00000
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

المساهمة التالية وصلتني عبر البريد من الأخ/محمد نور عثمان وهو من أبناء النوبة المهتمين بالتراث النوبي




الاستاذ/الخير
السلام عليكم و رحمة الله
و كل عام و انتم بخير و ان شاء الله تكون في نعمة و عافية
و عسى ان تكون اخبار الدكتور و الاولاد طيبة
ارجو ان تكون مواصلا اهتماماتك و جهودك النوبية و التي نرجو الله ان
تسفرعن نتائج طيبة
مرفق لك ملف فيهااشارات ذات صلة بدراساتك
آمل ان تجد وقتا للاطلاع عليه
الاخوان هنا عموما بخير
و دمتم في حفظ الله
أخوك/محمد نور عثمان

دراسة تاريخ العقائد الكتابية بين الموضوعية والهوى (1/2)
د. خالد محمد فرح [email protected]

استوقفني وشد انتباهي بقوة وأنا اتفحص عناوين الكتب المعروضة للبيع بالواجهة الزجاجية لإحدى المكتبات بالخرطوم مؤخراً ، كتاب بعنوان: " السودان وطن الأنبياء " ، فما ترددت في شرائه لحظة ، على الرغم من " بنود الصرف " الأخرى الكثيرة وذات الأولوية التي باتت تزاحم شراء الكتب واقتناءها الذي صار ترفاً ، أوكالترف في أيامنا هذه.
صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب الذي يقع في 485 صفحة من القطع المتوسط ، عن شركة " القناة " للطباعة والتجارة المحدودة بالخرطوم في العام الماضي 2007 م ، ومؤلفه هوالأستاذ/ مختار عبد السلام مختار. وقد جاء في النبذة التعريفية للمؤلف المنشورة على الصفحةالخلفية لغلاف هذا الكتاب أنه من مواليد جزيرة " مساوي " بشمال السودان في عام 1944 ، وأنه تلقى تعليمه الأولي والمتوسط والثانوي بمدينتي عطبرة وبورتسودان على التوالي ، وأنه عمل معلماً بالمرحلة المتوسطة وتدرج في سلك مهنة التدريس حتى وصل إلى وظيفة كبير موجهي مرحلة الأساس بولاية البحر الأحمر ، إلى أن تقاعد للمعاش في مطلع العام 2004 م.
وما من شك في أنّ عنوان هذا الكتاب " السودان وطن الأنبياء " ،عنوان جاذب ومثير للنهم والفضول المعرفي ، وهو قمين بأن يستثير شهية العلماء والباحثين والطلاب في مجالات التاريخ ، واللغات ، والآثار ، والدراسات التوراتية Biblical studies ،وتفسير القرآن ، وعلم المقابلة بين الأديان ، فضلاً عن سائرصنوف القراء بمختلف مشاربهم وطبقاتهم.
وملخص فرضية الأستاذ مختار عبد السلام في هذا الكتاب هي أنّ البيئة التاريخية للعبرانيين هي كوش ، أي شمال السودان الحالي ، وأن عبور البحر كان فيه ، وهو بالنسبة للمؤلف كان عبورا للنيل بمنطقة " أرتولي " شمال نهر عطبرة بالتحديد ، وأن التيه كان في صحراء السودان الشرقية وليس في جزيرة سيناء ، وأن جبل " حوريب " المذكور في التوراة على أنه الجبل الذي كلم الله تعالى فيه موسى ، هو جبل " التاكا " الكائن بالقرب من مدينة كسلا بشرق السودان.وبالجملة فإن المؤلف يجعل كثيراًمن الوقائع والمسميات التوراتية في شمال السودان وشرقه. وفيما يلي طرفاً من هذه الفرضية كما عبر عنها الكاتب في الفقرةالتالية المقتطفة من الصفحتين 290 و291 من الكتاب المذكور:
".. إنّ البيئة التاريخية للعبريين هي كوش. والتيه كان في قفر السودان الشرقي ،ومنه انتقلوا إلى شمال إريتريا حيث استقروا فيه لفترة ما كتجمع عشائري وليس مملكة قادهم فيها لبضع سنوات داؤود وسليمان عليهما السلام... وانتقلت خلالها بعض عشائرهم إلى غرب جزيرة العرب ،وانتقل أكثرهم إليها بعد السبي إلى بابل العراقية.وقد توجدوا في مصر من قبل عهد الخليل. فبعد خروج بعضهم من مصر بقيادة موسى عليه السلام ساروا إلى منطقة السكوت النوبية ، ومن السكوت اتجهوا جنوباً وليس شمالاً إلى سيناء ، فليست سيناء متاهة... ومن منطقة أرتولي شمال نهر الأتبرة منالنيل عبروا شرقاً حيث تاهوا في مثلث ( توقرين – شدياب – أروما ) ". أ.هـ
وتشبه الدعوى العريضة التي يطرحها هذا الكتاب في تقديري ، طائفة من المقاربات الأخرى التي عرضت من قبل لبعض الروايات والوقائع وسير الشخصيات ذات الصلة بالعقائد الدينية الكتابية ، أوما تعرف بالأديان السماوية ، وذلك على اختلاف وتفاوت في حظوظ تلك الدعاوى والافتراضات من إصابة الحقيقة.
فمن ذلك على سبيل المثال كتاب عالم النفس السويدي الشهير:" سيقموند فرويد " الموسوم ب " موسى والتوحيد " ،الذي زعم فيه أن موسى كان أميراً مصرياً ،ولم يكن عبرانياً من بني إسرائيل وفقاً لم جاء في التوراة والإنجيل والقرآن أيضا ، وذلك بقرينةاسمه المصري الأصل كما قال: موس/ميس الذي يوجد في أسماء مثل تحوتموس ، ورمسيس الخ. وقد راقت هذا الفرضية لنفر من الباحثين من العرب والأوروبيين وغيرهم على حد سواء ، مثل ما راقت الفرضية الأخرى القائلة ضمناً بأنّ موسى قد تعلم عقيدة التوحيد من الفرعون المصري امنحوتب الرابع المعروف بأخناتون الذي عاش في القرن الرابع عشر قبل الميلاد. هذا مع العلم بأن إخناتون لم يقل إن ربه هو الله سبحانه وتعالى ،وإنما كان من أمره أنه استبدل عبادة الإله الوثني أمون الخروف ، بالإله الوثني آتون قرص الشمس ، فضلاً عن أنه لم يؤثر عنه أنه ذكر أنبياء التوحيد الذين سبقوه تاريخيا مثل: إبراهيم وإسحق ويعقوب ، ومن قبلهم نوح وإدريس وغيرهم.
ومن بين تلك المقاربات أيضاً ، المحاولات التي ظل يبذلها علماء التاريخ والآثار ومفسري التوراة والقرآن الكريم في الشرق والغرب ،من أجل تعيين زمان ومكان خروج بني إسرائيل من مصر ، فضلاً عن تحديد اسم فرعون موسى. ولعلنا لا نعدو الحقيقة إذا ما قررنا أن البحث في تلك الأمور كان من أهم الدوافع والبواعث على التطور المذهل الذي ظل يشهده علم الآثار Archeology من حيث هو منذ القرن التاسع عشر ، بل إن كثيرا من رواد علم الآثار إنما كانوا من رجال اللاهوت في الأساس مثل الأمريكي وليام أولبرايت وغيره.
ولعل من آخر المصنفات في هذا الشأن ، وأجدرها بالنظر والمراجعة كتاب الطبيب الفرنسي المسلم الدكتور " موريس بوكاي " بعنوان " موسى وفرعون " ،الذي رجح من خلاله أن يكون الفرعون رمسيس الثاني هو فرعون الاضطهاد ، وان يكون الفرعون " مرنبتاح " ابنه هوفرعون الخروج الذي هلك غرقاً في اليم ،وذلك في مقاربة منه توفِّق بين الروايتين التوراتية التي تقول بوجود فرعونين معاصرين لموسى ،والقرآنية التي يدل ظاهر سياقها على وجود فرعون واحد فقط . على أنه لا يمتنع من سياق الرواية القرآنية في تقديرنا أن يكون موسى عليه السلام قد عاصر فرعونين بالفعل. ذلك بأنّ قوله تعالى على لسان فرعون مخاطباً موسى " ألم نربك فينا وليدا " الآية ، كأنه يشي بذلك ، والله تعالى أعلم. ثمّ إن القرآن لم يذكر اسم أي فرعون وإنما أشار إليه بلقبه الذي ثبت الآن من واقع فك شفرة اللغة المصرية القديمة أن حقيقته هو " برعو" و معناه: " البيت الكبير" ، يعني " ساكن البيت الكبير " ،وهو تعبير مماثل لتسمية رعايا الامبراطورية العثمانية للسلطان العثماني ب " الباب العالي ".
ولما كان القرآن الكريم يفسر بعضه بعضا من شتى الوجوه ، فإنّ بوسعنا ان نذكر في هذا المقام مثلاً ، أن الله سبحانه وتعالى قد ذكر عزيزيْن في سورة يوسف هما: العزيز الذي اشترى يوسف وكادت له امرأته الكيد المعروف ، ويوسف الصديق نفسه الذي صار عزيزاً من دون أن يذكر لنا القرآن شيئاً عن ملابسات صيرورته تلك وتفاصيلها ، وإنما يخبرنا بها مباشرة في مثل قوله تعالى:" يا أيها العزيزإن له أباً شيخاً كبيرا " الآية. ولذلك ربما كان من الجائز كما يرجح الدكتور بوكاي رحمه الله ، أن يكون رمسيس الثاني الذي حكم 67 عاما هو فرعون ميلاد موسى واضطهاد قومه ، وان يكون ابنه الفرعون "مرنبتاح " الذي مات في العام العاشر من حكمه هوفرعون الخروج.
وكان الراحل الدكتور بوكاي قد أجرى تشريحا لمومياء مرنبتاح المحفوظة بالمتحف المصري بالقاهرة ، بعد أن أخذ إذناً بذلك من الرئيس السادات في عام 1974 م، ثبت له من خلاله أن مرنبتاح قد مات ميتة عنيفة مفاجئة ،نسبة لما وجده في جثته من رضوض وكسور مركبة عديدة ، وتهتكات وفقدان لبعض الأعضاء ، هذا إلى جانب بعض البينات التاريخية والآثارية والظرفية الأخرى التي عرض لها الدكتور بوكاي في كتابه. ( انظر كتابه بالفرنسية Dr. Maurice Bucaille, Moise et Pharaon, Editions Seghers, Paris, 1995.
على أنّ كتاب اللبناني الدكتور كمال الصليبي الموسوم ب " التوراة جاءت من جزيرة العرب " الذي صدرت الترجمة العربية له في حوالي منتصف ثمانينيات القرن الماضي ، يظل أبرز تلك الدعاوى العريضة التي تلبس لبوس العلم والبحث العلمي الحديث ،وأكثرها غرابة وجرأة في تناول الروايات التوراتية والأخبار الدينية على وجه العموم. وأذكر بهذه المناسبة ، أنّ تلك الطبعة قد خرجت بعد تخرجنا بوقت قصير في جامعة الخرطوم ،فاستهوت مادة الكتاب وجراءة طرحه زميلنا طالب الدراسات العليا آنذاك ، والدكتور الآن: محمد جلال هاشم ، الناشط المدني ، والأمين العام لاتحاد الكتاب السودانيين ، فتحمّس لذلك الكتاب حماسة ملحوظة ، لدرجة أنه نظّم ذات مساء ، حلقة مدارسة حوله بقاعة البروفيسور مكي شبيكة بكلية الآداب بجامعة الخرطوم ، أمّها عدد من الأسلاتذة والطلاب وغيرهم من المهتمين من داخل الجامعة ومن خارجها.
وفحوى كتاب الصليبي المومى إليه ، أنّ الجغرافيا التاريخية للتوراة لم تكن ساحتها أرض فلسطين وما اتصل بها وجاورها من بلدان مثل الشام والعراق ومصر وكوش التي هي بلادنا السودان هذا كما هومشهور ، وإنما وقعت أحداثها برأيه في جنوب غربي الجزيرة العربية ، أو بلاد " السراة " تحديداً ، أي تلك السلسلة الجبلية الواقعة على محاذاة الساحل الشرقي للبحر الأحمر ،ابتداءً من جنوب بلاد الحجاز ،وحتى التخوم الشمالية لأرض اليمن حيث نواحي: نجران ، وجيزان ، وعسير .. الخ. وزعم الصليبي أنه قد استند في إثبات تلك الفرضية على أدلة اكتشفها في مجالي اللغة والآثار ، مقابلاً ما بين تلك الأدلة والمألوف السائد في الجغرافيا التاريخية.
والحق أنّ أدلة الصليبي المزعومة ليس فيها من الآثار أو التاريخ أوالروايات الشفاهية ، أو التواتر المعرفي الذي ينتج عادة عن التراكم الثقافي ، والتواصل والاستمرار الحضاري شئ يعتدّ به ، وإنما كانت جل بيناته بينات لغوية فقط Linguistic evidence ، تستند إلى محض التشابه اللفظي ، أومجرد التوهم لتشابه لفظي بين ما يعتقد أنها مسميات لأعلام معاصرة بعينها موجودة إلى الآن في جنوب غربي الجزيرة العربية ، ومسميات أخرى ورد ذكرها في كتاب العهد القديم من الكتاب المقدس. وهو يصدر في كل ذلك عن محض مقاربات انطباعية متعسفة ، تقرب من العبث والاستخفاف بالعقول في كثير من الأحيان. فتراه يعمد مثلاً إلى اسم القرية أو "االديرة " أو العشيرة من عشائر تلك المنطقة التي زعم أنها كانت مسرحاً لأحداث التوراة ،لا يتعدى عمرها المائتي عام على سبيل المثال ، فيربط بينها وبين مسمى آخر من مسميات التوراة يكون قد مضى على ظهوره آلاف السنين. وعلى الرغم من أن الصليبي قد تجمّل عرضاً بذكر أسماء بعض العلماء الأثبات في مجال تاريخ الجزيرة العربية وجغرافيتها ،مثل العلاّمة الشيخ حمد الجاسر رحمه الله ، إلاّ أنني أشك في أن يكون الصليبي قد جالس الجاسر وراجع معه تاريخية بمعنى " كرونولوجيا " تلك المسميات المعاصرة في المنطقة المعنية.
ثم إنّ الصليبي لا يستقيم على حال واحدة ،بمعنى أنه لا يتبع منهجاً متساوقاً ومضطرداً في التخريج ، فتراه يجعل المسمى الواحد صالحاً لأن يكون هو ذاته: إلهاً وثنياً ، وطوطماً ، وعشيرة ، وجبلاً ، ووادياً ، وقبيلة ،وقريةً في آنٍ واحد.
وفيما يلي مثالاً على ذلك التمحُّل ، وتشقيق الشّعَر ، وإبعاد النجعة التي ألزم بها الصليبي نفسه في غير ما طائل في هذه الفقرة المقتطفة من صفحة 247 من كتابه آنف الذكر ، والتي ، يزعم المؤلف من خلالها أنه قد تعرّف على أسماء الأعلام المذكورين في التوراة على أنهم حام بن نوح عليه السلام وذريته ،من خلال جغرافيا غرب شبه الجزيرة العربية:
حام (حم): ربما كانت الحمّ في منطقة القنفذة ، أو الحمّ ،في منطقة قنا والبحر.
"كوش " (كوش): الكوثة في جوار خميس مشيط .. ( وفي الهامش بأسفل الصفحة ): يمكن للاسم كوش أن يتمثل أيضاً ب " كيسة " (كيس)، وكوس (كوس) في منطقة جيزان ، وب "كواث" (كوث بلا تصويت) قرب غُميْقة ،في منطقة الليث.
"مصرايم"(مصريم): ربما كانت هنا مضروم (مضروم) في سراة غامد. والمرجّح أنها المصرمة في جوار أبها ، أو مصر في وادي بيشة ، أو آل مصري (ءل مصري ، نسبة إلى مصر) في منطقة الطائف. أ. هـ
فهولا يرضى كما ترى أن تكون البلاد المعنية بالذكر في التوراة هي مصر المعروفة لكل الناس بمختلف أجيالهم منذ آلاف السنين ، ويقترح هو أربعة مواضع مغمورة وخاملة الذكر ، لا على سبيل الترجيح الناتج عن التمحيص وإرجاع النظر والدرس العميق ، فما إلى هذا ندب نفسه فيما يبدو ، وإنماهكذا: " خبط لزق " كما يقولون. أما بخصوص " كوش " ، فقد لاحظت أن الصليبي قد تجنب الحديث في كتابه عن أسماء بعض الأعلام المذكورة في التوراة مرتبطة ب " كوش " التي هي بلاد السودان الحالي ، على الرغم من أنّ وجودها التاريخي قد بات مقطوعاً به بصورةلا يتطرق إليها الشك ، من مصادر وضعية مستقلة عن الكتاب المقدس ، مثل: " ترهاقا " ملك كوش ، ثالث فراعنة ما يسمى بالأسرة الفرعونية الخامسة والعشرين الكوشية ،والمدفون داخل هرمه الكائن إلى الآن بالقرب من جبل البركل بشمال السودان.
وبالجملة فإنّ كتاب كمال الصليبي المذكور ، لم يكن في تقديري سوى تشويش وشغب معرفي ، ربما كان مقصوداً لذاته لأسباب لا نعلمها ، بل هو في الحقيقة محض هراء لا غَناء فيه لا للمتدين ، ولا للملحد ،ولا لطالب الحقيقة المجردة. ونواصل..




Last Update
دراسة تاريخ العقائد الكتابية بين الموضوعية والهوى 2/2
د. خالد محمد فرح [email protected]

لعلَّ أكبر ما يمكن أن يؤخذ على الدكتور كمال الصليبي من وجهة النظر " العلمية الحديثة " ، هو كأن الصليبي يعتقد في صدقية veracity الوقائع التاريخية الواردة في التوراة جميعها اعتقاداً مطلقاً لا يتطرق إليه الشك ، في الوقت الذي يكذب فيه جغرافيتها جميعها تكذيباً مطلقاً ، لا يترك معه أدنى احتمال لصدق الرواية التوراتية التي يصفها بالتقليدية ،أي على النحو الذي ظلت تفهمه بها ملايين البشر من المؤمنين وغيرهم عبر الحقب المتعاقبة ، ولا حتى في جزئية صغيرة منها ، وهذا محال ، كما أنّ فيه تناقضاً وفصاماً بيِّنا. فهو في التاريخ ، مؤمن إيماناً حرفيا لاهوتياً كإيمان العجائز ، وهو في الجغرافيا متسائل ، ومتشكِّك ديكارتي " على طريقة طه حسين " ، وتابع مخلص للمنهج الوضعي لعلماء الأنثروبولوجيا الثقافية في تناولهم للأساطير والأديان بصفة عامة.
فجلُّ هؤلاء – أي علماء الأنثروبولوجيا – كما هو معلوم ، يعتبرون سائر الأديان سماويةً كانت أو غير ذلك ، يعتبرونها مجرد أنساق من النظم والاعتقادات والممارسات الاجتماعية والثقافية والروحية التعبدية النابعة في الأساس من بنية المجتمع وواقعه المادي المحض بخصائصه الاقتصادية و الاجتماعية المميزة ، والتي تكمن أهميتها و صدقيتها أيضاً ، في " وظيفتها " داخل المجتمع المعني ،ولا تتعداه بالضرورة إلى خارج نطاق دائرة معتنقيها لكي تلامس آفاق الحقائق المجردة والمطلقة. وهذا هو بالضبط رأيهم في الأساطير التي يتحمسون لها ويناصرونها ، مناصرةً أكاديمية باردة ومتعالية ،ومشوبة بغير قليل من السخرية والمداهنة أحيانا. فهم يتحمسون للأساطير ويعنوْن بها ليس من حيث أنها تنطوي على حقائق مطلقة يمكن الاستيثاق من صدقيتها أو عكس ذلك عن طريق مناهج الاستقصاء والبحث العلمي المعروفة ، ولكن من حيث أنها تؤدي وظائف وتشبع حاجات ثقافية واجتماعية وروحية في مجتمع معين ،ولا يبالون بعد ذلك إن كانت تنطوي على حقائق مجردة ، أوأكاذيب ملفقّة تخالف واقع الحال. فهم يزعمون أنه لا ينبغي أن تحاكم الأساطير محاكمة أخلاقية ، أو أن تطلق عليها الحكم القيمية. فهي هي نفسها معيار صدقها وقيمتها.
ونحسب أنّ الدكتور محمدأحمد خلف الله رحمه الله ، وقد قيل إنه مصري من أصول سودانية ، قد تأثّر بهذا النهج " الأنثروبولوجي " في تناوله للقصص القرآني في كتاب له مشهور في هذا الباب ، زعم فيه أنّ القصص القرآني لا يعبِّرعن حقائق تاريخية محددة حدثت بالفعل ، وإنما المقصود منه محض الوعظ والإرشاد عن طريق السرد وضرب المثل الخ . فكأن القصص القرآني كان في نظره عملاً أدبياً ذا " وظيفة " تربوية وإرشادية وتعليمية. وهو لعمري ذات المنهج الذي أغوى أستاذه الدكتور طه حسين ليقول قبله في كتابه: " في الشعر الجاهلي ": " للتوراة والقرآن أن يخبرانا عن إبراهيم وإسماعيل ،غير أنّ ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يقف دليلاًعلى وجودهما التاريخي ".
بيد أنّ من الملاحظ بصفة عامة ، أنّ المقاربات البحثية المعاصرة لقصص الأنبياء وتاريخ العقائد الدينية عموماً ،على ضوء مناهج البحث العلمي المعاصر ، والاستعانة بالمعارف والعلوم المستحدثة ، قد جعل كثيراً منها ينحونحو الذاتية والشوفينية في كلا حالي الإنكار والإيمان. فمن الأمثلة على الضرب الأول: الزعم بالأصل المصري لموسى ، وحكاية توحيد اخناتون اللتين مر ذكرهما ، فضلاًعن الادعاء بأن قصص طوفان نوح وما إليها من القصص الديني ، مستقاة من تراث الأكاديين والبابليين والأشوريين الخ. أما مقاربات بعض المؤمنين بالعقائد الدينية والمعتقدين في صدق الوقائع الواردة في الكتب السماوية ، فهي أيضا لا تخلومن ذاتية وشوفينية على نحوما ، بمعنى انها تسعى إلى تعزيزالزهو الوطني national pride ، أو إلى التماس البركة " الوطنية " ،عن طريق محاولة إثبات الصلة بين بلد ما ، ووقائع ورموزحدث ديني بعينه في الزمان السابق ،كما أنّ هذه المسائل قد ارتبطت في الآونة الأخيرة أيضاً ، بمحض الرغبة والسعي معاَ إلى الترويج و الدعاية لما يسمى بالسياحة الدينية أو الروحية ،وماتدره تلك التجارة الرائجة من أموال طائلة.
هذا ، ولأهل السودان نصيب لا بأس به من الروايات الشفاهية المتداولة والمتواترة من قديم الزمان فيما يبدو ، حول صلة أرض السودان بقصص الأنبياء ،ووببعض مرويات الكتب السماوية عموما. فمن ذلك على سبيل المثال: الرواية الشعبية التي تربط بين مدينة وميناء سواكن السوداني على البحر الأحمر ، وسليمان بن داؤود عليهما السلام ، وكيف أنّ اسمها الأصلي هو " سواجن" ، لأنّ سليمان عليه السلام كان يسجن فيها مردة الجن. ومن ذلك زعم السودانيين أنّ سحرة فرعون الذين استجلبهم لتحدي موسى عليه السلام كانوا من جزيرة " ناوا " بشمال السودان. ومنه ما ينسب لبعض أهل الكشف والصلاح في السودان من أنّ " مجمع البحرين " ، حيث التقى موسى عليه السلام بالعبد الصالح " الخضر " ،هوملتقى النيلين الأزرق والأبيض في الخرطوم عند جزيرة توتي. ومن ذلك أيضاً خبر قرأه كاتب هذه السطور في كتيب صغير من تأليف العلامة عبد الله الطيب ، صدرباللغة الإنجليزية قبل سنوات عنوانه: " Heroes of Arabia " ، ومضمونه ذاك الخبرهوأنّ فصيل ناقة صالح عليه السلام قد فرّ لاجئاً إلى فيافي السودان بعد أن عقر قدار والملأ من ثمود أمه ، فهو ما يزال يرعي بنواحي " وادي الهوّاد " شرق كبوشية ،وقدعزا عبدالله الطيب إلى السيد الحسن المرغني رحمه الله.
وكان عبد الله الطيب من المؤمنين ب " بركة " السودان في هذا الجانب ، وله فرضية مشهورة طرحها من خلال محاضرة قدمها في السعودية في سنة 1982 بعنوان:" هجرة الحبشة وما وراءها من نبأ " ، رجح فيها أن تكون الحبشة المعنية في خبر هجرة المسلمين الأوائل هي جزء من بلاد السودان الحالي ، وليست الحبشة التي هي اثيوبيا الحالية . وقد سار المرحوم بروفيسور حسن الفاتح قريب الله على نهجه ، ونسج على منواله ، وأصدر كتاباً بعد ذلك أسماه " السودان أرض الهجرتين " . وكنا نتسامر ذات ليلة في " البركس " ، فقلت لمن كانوا في المجلس إن عبد الله الطيب يعتقد أن لقمان الحكيم كان من شمال السودان ، فقال أخونا محمد القاسم بحماسة على الفور: " أيوة .. بديري دهمشي !! " ، فضحكنا من الطرفة المنطوية على ما يسمى بالمفارقة التاريخية أو ال Anachronism .
وكذلك كان الجمهوريون ،وما يزالون يعتقدون في " بركة " أرض السودان وتميزها الروحي ،ومما يؤثر عن زعيمهم الأستاذ محمود محمد طه أنه كان يشبه شكل خريطة السودان بالقلب ،وربما استشهدوا أيضا للتدليل على ذلك التميزالروحي للسودان ، ببعض ما جاء عن بلاد كوش في أسفار الكتاب المقدس.
وفي السنوات الأخيرة نشر الدكتورجعفر مرغني مديرمعهد حضارة السودان عدداً من المقالات والأبحاث المحكمة ،والمتصفة بقدر كبير من العمق و الموضوعية حول صلة بلاد السودان بأدبيات التوحيد وبقصص الأنبياء بصفة عامة ، لعل من أبرزها ترجيحه للرواية التي سبق أن ذكرها الحبر اليهودي والمواطن الروماني " جوزيفوس فلافيوس " Josephus Flavius ،الذي عاش في القرن الميلادي الأول ،في كتابه " تاريخ اليهود " The Jewish Antiquities من أنّ ملكة سبأ المذكورة في القرآن وفي الإنجيل ،والمعاصرة لسليمان عليه السلام ، إنما كانت ملكة كوشية ،أي سودانية ( راجع مقاله بعنوان: من أدبيات التخوم السودانية المصرية ،بمجلة "حروف " ، دار جامعة الخرطوم للنشر ، سنة 1991 م ). وكان الدكتور جعفر مرغني – حسب علمي – أول باحث ربط بين اسم الملك المروي الفيلسوف " أركماني " الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد ، وبين اسم " لقمان الحكيم " الذي يجمع مفسرو القرآن الكريم على أنه كان " نوبيا ".
وقد أورد الدكتورجعفر في أبحاثه تلك ، جملة من الحجج والأدلة التاريخية والجغرافية واللغوية ، والحضارية ، فضلاً عن بعض البينات الظرفية التي لا يملك القارئ إلا أن يتوقف عندها ويتأملها مليّاً على أقل تقدير ، وذلك نسبة لما تنطوي عليه من قدر كبير من الموثوقية والقابلية للتصديق Plausibility .
وتجدر بنا الأشارة أيضاً إلى سلسلة المقالات التي كان ينشرها الأستاذ أحمد سليمان المحامي بالصحف السودانية خلال السنوات التسعين من القرن المنصرم حول علاقة إبراهيم وموسى عليهما السلام بأرض السودان ،كما نود أن نشير أيضاً إلى الاهتمام الملحوظ الذي ظل يبديه الباحث والأستاذ الجامعي ،بروفيسور حسن مكي منذ بضعة أعوام بما يسميه " الدائرة الإبراهيمية " أو" الملة الإبراهيمية " ، والصلات التاريخية القائمة بين مكوناتها ، ودور السودان فيها ، وذلك من خلال زوجتي إبراهيم عليه السلام السيديتين السودانيتين: " هاجر " و " قطورة " ، ثم السيدة " صفورة " الكوشية زوجة موسى عليه السلام ،التي ما يزال اسمها متداولا كاسم علم على النساء في السودان ، وخصوصاً بين الحلفاويين إلى يوم الناس هذا ، وانتهاءً بخبر الكنداكة ملكة " مروي " التي ذهب وزير خزانتها الذي كان يشدو – فيما يبدو – شيئاً من عقيدة التوحيد الموسوية ، قبل أن يتم تعميده مسيحياً على يد الشمّاس " فيلبوس " في مدينة القدس في ثلاثينيات القرن الميلادي الأول.
ولا يقتصر " الزهو الوطني " المتولد عن حقائق أو أوهام الصلة بين السودان وتاريخ ومرويات ورموز العقائد التوحيدية على المسلمين فحسب بطبيعة الحال ، بل يشاركهم وربما يتفوق عليهم أخوانهم ومواطنوهم المسيحيون في ذلك للاعتبارت الدينية المعروفة. ومما يذكر في هذا الباب أن الكنيسة السودانية قد أصدرت كتيباً صغيراً قبل بضعة أعوام بعنوان: " السودان في الكتاب المقدس " ، أوردت فيه جميع الإشارات إلى السودان بمسمياته التوراتية القديمة " كوش/إثيوبيا " ، وماتنطوي عليه تلك الإشارات من دلالات البركة والصفات الحميدة والبشارات الطيبة لكوش ولأهل كوش.
والحق الذي لا مراء فيه أنّ أرض السودان الحالي بمختلف المسميات التي أطلقت عليها عبرالحقب المختلفة: " كوش ، اثيوبيا ، مروي ، النوبة الخ " ، قد كانت وثيقة الصلة بالأرض المقدسة في فلسطين ، وبما كان يمور بداخلها من وقائع وأحداث. يدلك على ذلك كثرة الإشارات إليها ،وقد أحصى كتيب الكنيسة المشار إليه ثلاثين موضعاً في الكتاب المقدس ذكرت فيها بلاد السودان. فليس السودان أرضاً مجهولة أو Terra Incognita ولم يكن كذلك في يوم من الأيام ، كما يصفه بعض المؤلفين الأوربيين المعاصرين لأسباب تخصهم ، وذلك على الرغم من علمهم بتلك الإشارات التوراتية للسودان ،فضلاً عن ورود اسم اثيوبيا/السودان في إلياذة هوميروس التي يعتقد انها قد ألفت في القرن التاسع قبل الميلاد ، بالإضافة إلى ذكر اثيوبيا ومروي في مؤلفات الكتاب الكلاسيكيين من لدن هيردوتس وحتى استرابو وبليني وغيرهم.
فلقد شرّق الباحثون وغرّبوا على سبيل المثال ، وخصوصاً الغربيين منهم ، في محاولات مضنية من أجل تحديد موضع " أوفير " المذكور في التوراة على أنه الموضع الذي كانت تذهب إليه أساطيل وقوافل سيدنا سليمان عليه السلام لاستجلاب الذهب والنحاس وغيرهما من المعادن والحجارة الكريمة ، ومضوا في فرضياتهم إلى أماكن بعيدة مثل الهند ، والصومال ، وزمبابوي ،ومدغشقر وغيرها ، ولم يشاءوا ان يفترضوا أن تكون أوفير المذكورة موجودة في بلاد البجة من شرق السودان. فهذه المنطقة قريبة جغرافياً من فلسطين ،وهي منطقة مشهورة بتعدين الذهب والحجارةالكريمة وخصوصاً الزمرد منذ عصر الأسرات الفرعونية الأولى ، ثم إن الاسم " أوفير " هو الأقرب فيلولوجياً للغة البجة إلى يوم الناس هذا من أية لغة أخرى. ذلك بأنّ السابقة " أو " في كلام البجاة تعادل أداة التعريف . فالبجة يقولون في " الشيخ .. أوشيك " ،وفي " الحاج .. أوهاج " ، كما أنّ من أقدم المراسي على البحر الأحمر في بلاد البجة ميناء " أوسيف". وعليه يرجح كاتب هذه السطور افتراضاً وليس قطعاً، أن تكون " أوفير " التوراتية مطمورة في مكان ما في شرق السودان ،وذلك في انتظار المزيد من البينات الآثارية والخطية. ولا ينبغي أن يكون ذلك مستبعداً من الناحية التاريخية ، ذلك بأن مؤرخاً وعالم مصريات فرنسياً مرموقاً هو البروفيسور " جان يويوت "، بات يرجح ان تكون " بلاد بونت " الوارد ذكرها في النصوص المصرية القديمة ، هي منطقة حوض نهر القاش بشرق السودان ، وليست الصومال البعيدة كما هو شائع. ولذلك فإن أسطورة سواكن السودانية وربطها بسليمان عليه السلام ، تنطلق في تقديرنا من عناصر تاريخية وجغرافية واقعية ومنطقية ،وغير مستبعدة البتة.
ومن المرجح أيضاً أن أرض السودان قد عرفت التوحيد والديانات التوحيدية منذ قديم الزمان ،وقد مضى خبر وزير كنداكة الذي جاء عنه في سفر أعمال الرسل أنه كان يعرف سفر أشعياء قبل أن يتحول إلى المسيحية ،ومن قبله لقمان الحكيم الذي يقول المفسرون أنه كان معاصراً لداؤود عليه السلام ، أي في حوالي القرن العاشر قبل الميلاد.
ويعتقد الأستاذ مختار عبد السلام في كتابه الذي عليه مدار حديثنا هذا ، يعتقد أيضاً أنّ التدين التوحيدي في السودان قديم جدا ، وأنه أعرق من أي تدين آخر في كل الأرض على حدزعمه. ويوضح هذه الفكرة على نحو ما يجئ في الفقرة التالية من صفحتي 340 و341 من الكتاب ، والتي استقى بعض نصوصها من كتاب القس الإيطالي الأب جيوفاني بعنوان " الممالك النوبية المسيحية ":
" يقول ديو روس المؤرخ الإغريقي الذي عاش في القرن الأول قبل الميلاد عن أهل كوش (أنهم أول الخلق على ظهر الأرض ، وأنهم أول من تدين وقرب القرابين). كما أنّ علماء الآثار يؤكدون أنّ أهل كوش كانوا يعتقدون في حياة بعد الموت.وهذا يعني طوراً من التدين قد يكون فطرياً بسيطاً أحياناً ،وقد يسمو إلى ذرى التوحيد فترات.. وقد سبق أن طرحنا أنّ أولي العزم من الرسل ومعهم موحدون آخرون كانوا هنا بشروا بعقيدة التوحيد... ويستلفت النظر هذا النص الذي أورده الهمداني (أنّ النوبة المسيحيين كانوا يختتنون ،ولا يقربون النساء في أيام الحيض ، ولا يغتسلون من الجنابة .. وهذا يشير إلى أنهم رغم مسيحيتهم يحافظون على بعض شريعة إبراهيم (الختان) ،وبعض شريعة موسى (الحيض)..كما أنّ الدعاء الذي كان يكتب على بعض شواهد القبور في النوبة المسيحية ( يا الله يا خالق الأرواح وربها ارحم المدفون وأسكنه في مقر النور والسعادة والسلام في حضن إبراهيم وإسحاق ويعقوب ) ،يؤكد توحيدهم وارتباطهم برسالة سماوية هي الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام ، رغم الشقة الزمنية الواسعة بين عهدهم بالخليل وتمسّحهم. " أ.هـ
وفي مقال له بعنوان: " ديانة بني إسرائيل منذ البدايات وحتى السبي البابلي " نشر ضمن الجزء الأول من كتاب: " تاريخ الأديان " Histoire des religions من إصدارات دار نشر غاليمار Galimmard الفرنسية ، يذكر الأستاذ أندريه كاكو Andre` Caquot أنّ أول ذكر على الإطلاق ل " يهوه " ، وهو اسم الله تعالى عند اليهود ، قد عثر عليه في نقش بع بمعبد امنحوتب الثالث بموقع " صولب " الأثري بشمال السودان. وأوضح ان ذلك النقش يتحدث عن " بدو الشاسو " ،الذين وصفهم النقش ب " بدو ياهو ". وذكر البروفيسور كاكو أنّ تاريخ ذلك النقش يعود إلى أوائل القرن الرابع عشر قبل الميلاد ، أي قبل بعثة موسى عليه السلام نفسه ، ونزول التوراة عليه ، فتأمّل.
وبالجملة فإنّ كتاب الأستاذ مختار عبد السلام مختار وأطروحته ، يندرجان في إطار هذا الجو العام المفعم بالإحساس العميق لدى سائر السودانيين بأن بلادهم ، بلاد طيبة ومباركة ، وقديمة الصلة بالتدين من حيث هو ، وبعقيدة التوحيد تحديداً ، وهومن بعد رجاء صادق ،وأمنية طيبة pious wish من قبل المؤلف ، أراد من خلالها ، أن يثبت لبلاده ولقومه حضوراً بهيّاً ، ومشاركة فاعلة في أنضر فصول تاريخ العقائد الكتابية ، وتلك لعمري هي قمة الوطنية ، وغاية حب الوطن.
آخر تعديل بواسطة الخير محمد حسين في الخميس ديسمبر 18, 2008 2:38 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

جزيت خيراً

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »

الأخ الأستاذ حسين محمد الخير
هذا بحث هام ومتفرد ويستحق أن يفرد له العمر كله.
ولقد طالعت فيه ما قادنى فى سهولة ويسر عبر تسلسل منطقى يسد الكثير من الفجوات التاريخية. وربما تعلم يا أخى أنها فجوات تم افراغها مما كان يفترض أن يكون مبذولاً فيها. وأن ذلك قد تم بفعل فاعل.
حقاً لقد بلغت بى حالة من الإثارة مداها أن أطالع فرضيتك التى تقول أن الطوفان العظيم كان قد حدث فى نهر النيل وليس البحر. إذ لا توجد شواهد لطوفانات بحرية. فتلك فرية تاريخية تشابه الفرية الأوروبية الكبير ة عن قارة (اطلانطس) المفترضة كأصل للحضارة المصرية . فتلك فرضية لم يأت عليها ويجتثها الباحثون والعلماء الآثاريون السويدون من خلال عملهم التنقيبى وحسب، بل وتمكن منها قبل ذلك ومن خلال استخدام منهج التحليل الوصفى التاريخى فى إعادة قراءة المفردات التاريخية بواسطة الباحث السنغالى (الشيخ انتا ديوب). و لم يتمكن من ذلك إلا بسبب فرط سذاجة فرضيات المؤرخين الأوروبيين عن الحضارة المصرية.
وتلك يأخى هى نفسها السذاجة فى تقرير أن اللغة المصرية القديمة هى من اللغات الآسيوية السامية. فالأخ محمد جلال هاشم لا يفهم أن ما يراه ثوابت فى علوم التاريخ مما خطه المؤرخون الأوربيون منذ حملة نابليون على مصر ، فذلك هو اكثر ما يحتاج للمراجعة العلمية الدقيقة ، ثابت على أيامنا هذا وبفعل فواعل أوروبية ناقدة لتك الرؤى أنها مليئة بالروح (الكولينيالية)غير العلمية ، فترى أنها فى غالبها مختلقة بقصد وعنية. ولو أراد الأستاذ محمد جلال هاشم جدلاً وثائقياً وتاريخياً لإثبات أن كل ما هو ثابت عنده من الدراسات النوبية والمصرية والمروية هى بالفعل دراسات مختلقة ومخترقة فأنا على اتم الإستعداد لذلك.
ويقينى أن محاولاتك الربط بين النصوص التنزيلية ومضاهاتها بما هو حيى من اللغات، فذلك يحتوى على عبقرية تاريخية حقيقية من ناحية، ومحاولة لإعادة تركيب منهج القراءة والتنقيب اللغوى من ناحية أخرى. فالنصوص التنزيلية هى الأقدم فى تسجيل الوقائع التاريخية، ولكثير من هذه الوقائع حضور فى ذاكرة الشعوب كما ذكرت من تطابق الروى و المسميات حول أسطورةالطوفان الهندية. فإذا ما كانت الأسطورة حاضرة، فما يمنع جدلاً أن تعيش مفردات ومقاطع بل وقصص بكاملها فتسافر عبر التاريخ لمئات القرون.
وليس بمقدور نقد شكلانى كالذى دفع به محمد جلال هاشم بكل تكاسل مباحثى أن يقرر حقيقة فى أهمية أن اللغات المعاصرة لا يمكن أن يتم استعمالها للبحث والتنقيب فى التاريخ. فهذا تقرير مزاجى لا يشفعه تثبت تحليلى كاف.
لك الشكر والتقدير، ونرجو أن يعينك الله مواصلة الجهد.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


الأخ الأستاذ الخير محمد حسين
هذا بحث هام ومتفرد ويستحق أن يفرد له العمر كله.
ولقد طالعت فيه ما قادنى فى سهولة ويسر عبر تسلسل منطقى يسد الكثير من الفجوات التاريخية. وربما تعلم يا أخى أنها فجوات تم افراغها مما كان يفترض أن يكون مبذولاً فيها. وأن ذلك قد تم بفعل فاعل.
حقاً لقد بلغت بى حالة من الإثارة مداها أن أطالع فرضيتك التى تقول أن الطوفان العظيم كان قد حدث فى نهر النيل وليس البحر. إذ لا توجد شواهد لطوفانات بحرية. فتلك فرية تاريخية تشابه الفرية الأوروبية الكبير ة عن قارة (اطلانطس) المفترضة كأصل للحضارة المصرية . فتلك فرضية لم يأت عليها ويجتثها الباحثون والعلماء الآثاريون السويدون من خلال عملهم التنقيبى وحسب، بل وتمكن منها قبل ذلك ومن خلال استخدام منهج التحليل الوصفى التاريخى فى إعادة قراءة المفردات التاريخية بواسطة الباحث السنغالى (الشيخ انتا ديوب). و لم يتمكن من ذلك إلا بسبب فرط سذاجة فرضيات المؤرخين الأوروبيين عن الحضارة المصرية.
وتلك يأخى هى نفسها السذاجة فى تقرير أن اللغة المصرية القديمة هى من اللغات الآسيوية السامية. فالأخ محمد جلال هاشم لا يفهم أن ما يراه ثوابت فى علوم التاريخ مما خطه المؤرخون الأوربيون منذ حملة نابليون على مصر ، فذلك هو اكثر ما يحتاج للمراجعة العلمية الدقيقة ، ثابت على أيامنا هذا وبفعل فواعل أوروبية ناقدة لتك الرؤى أنها مليئة بالروح (الكولينيالية)غير العلمية ، فترى أنها فى غالبها مختلقة بقصد وعنية. ولو أراد الأستاذ محمد جلال هاشم جدلاً وثائقياً وتاريخياً لإثبات أن كل ما هو ثابت عنده من الدراسات النوبية والمصرية والمروية هى بالفعل دراسات مختلقة ومخترقة فأنا على اتم الإستعداد لذلك.
ويقينى أن محاولاتك الربط بين النصوص التنزيلية ومضاهاتها بما هو حيى من اللغات، فذلك يحتوى على عبقرية تاريخية حقيقية من ناحية، ومحاولة لإعادة تركيب منهج القراءة والتنقيب اللغوى من ناحية أخرى. فالنصوص التنزيلية هى الأقدم فى تسجيل الوقائع التاريخية، ولكثير من هذه الوقائع حضور فى ذاكرة الشعوب كما ذكرت من تطابق الروى و المسميات حول أسطورةالطوفان الهندية. فإذا ما كانت الأسطورة حاضرة، فما يمنع جدلاً أن تعيش مفردات ومقاطع بل وقصص بكاملها فتسافر عبر التاريخ لمئات القرون.
وليس بمقدور نقد شكلانى كالذى دفع به محمد جلال هاشم بكل تكاسل مباحثى أن يقرر حقيقة فى أهمية أن اللغات المعاصرة لا يمكن أن يتم استعمالها للبحث والتنقيب فى التاريخ. فهذا تقرير مزاجى لا يشفعه تثبت تحليلى كاف.
أضف رد جديد