أحوال الماء عند عبد القادر حسن المبارك

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »

العزيز سيف إبراهيم

أعود لتساؤلاتك لأدلي فيها بدلوي. فحين تحدثت عن تعرفي على قيمة التدبير في الغرب، كنت أفكر بشكل أكبر في الكيفية التي كنت أقابل بها الطقس في السودان، والتي وجدت أنه لا مناص لي من تغييرها حين عشت في الغرب. فالبيئة الطبيعية في المنطقة المدارية بيئة رفيقة بالبشر الذين يعيشون فيها. فتقلبات الطقس فيها لا تتأرجح بين نقيضين متباعدين تباعدا شديدا. ففي المناطق الإستوائية، والمناطق المدارية بشكل عام، تظل درجات الحرارة متقاربة أغلب أوقات السنة. والتأرجح الذي يجري بين طرفي البرودة والحرارة، ليس كبيرا جدا، وهذا يتيح فرصة لتفعيل ماكنيزمات الصبر والإحتمال. أما شمال الكرة الأرضية فالحرارة تبلغ فيه في الصيف، كما في بعض جهات الولايات المتحدة، الأربعين درجة مئوية، ثم تنخفض لتصل في الشتاء إلى ما دون الصفر بعديد الدرجات. مثل هذه البيئة تعلم التدبير، في الملبس والمأكل والمسكن، وتعلم الإقتصاد، والتخزين، والاحتياط، والحرص بشكل عام. في حين أنه في بلاد مثل السودان مثلا، يمكن للمرء أن ينام في العراء معظم أيام السنة من غير أن يحتاج لدثار، في حين لا يستطيع إنسان شمال الكرة الأرضية أن يفعل نفس الشيء.

أيضا للثقافة السائدة دور كبير في درجة قوة أو ضعف النزعة الفردانية، والحرص على الذات. يقول الكاتب هادي العلوي إن الشرق عموما لقاحي وجماعي. أي أن روح الشرق بشكل عام، روح تميل نحو الاشتراكية. أما روح الغرب فهي روح فردانية. وبطبيعة الحال فإن للتجارب القاسية مع عنف الطبيعة ومع المجاعات والمساغب المختلفة مضافا إليها تطور بنية الوعي الرأسمالي قد جعلت الإنسان في الغرب أكثر عملية، ومن ثم أكثر حرصا، وأكثر عناية بحسابات الدخل والمنصرف. وحتى يومنا هذا لا يزال التكافل الإجتماعي في بلدان الشرق جزء من حياتنا، ولا تزال الأسرة الممتدة جزء من تكويننا. كما لا تزال الحياة الجماعية والارتباطات الجماعية عنصرا فاعلا في خياراتنا، وقيمنا الخلقية، وتواصلنا مع المحيط الإجتماعي. الخوف على الرزق لدينا ـ أعنى حين نكون في بيئتنا الطبيعية التي نشأنا فيها وتطور فيها وعينا ـ أقل من الخوف على الرزق عند الإنسان الغربي. ولسنا بطبيعة الحال محصنين ضد التحورات التي حدثت للغربيين. فلو تطورت العلاقات الإقتصادية لدينا، وأنشبت فينا الرأسمالية أنيابها بأكثر مما هي فاعلة الآن فليس هناك ما يحول بيننا وبين التأقلم مع القوى الضاغطة الجديدة. فمثلا، إذا تأخر المرء من دفع إيجار الشقة في الولايات المتحدة لفترة أقلقت المالك، يصبح المستأجر عرضة للطرد بواسطة شريف المدينة. وكم عاد أفراد وعوائل ليجدوا متعلقاتهم الشخصية قد أخرجت من الشقة، وتم تغيير القفل! مثل هذا لا يحدث كثيرا في المجتمعات التقليدية، على الأقل حتى الآن.

من ناحية أخرى، كنت أتأمل طفولتنا حيث كنا نستقبل البرد بالجلابيب فقط. فثقافتنا لا تهتم بالتدبير بقدر ما تقوم بتفعيل طاقاتها في الصبر والاحتمال. نحن نتصالح مع النقص، ومع المشاكل، والغربيون لا يتصالحون، وإنما يسعون إلى التغيير. وأذكر أنني حين ذهبت إلى أمريكا أول مرة، والتحقت بالجامعة هناك، كنت الوحيد الذي يأتي إلى حجرة الدراسة مبتلا!! فأنا لم أعتد في حياتي السابقة على مظلة المطر. أيضا، لا أحرص على سماع نشرات الأرصاد كل يوم قبل الخروج. ورويدا رويدا تعودنا وبدأنا نأخذ بالانضباط الغربي والتحوط الغربي والحسابات الغربية الدقيقة، التي لا تترك شيئا للمصادفة. الأمر في جملته باعث على التأمل في الكيفية التي تشكل بها البيئة الطبيعية وعي الإنسان، وخياراته، وطرائق عيشه، ومسلكه، وأيضا الكيفية التي يؤثر بها الإنسان في البيئة التي تضمه.

أما جزئية سؤالك المتعلقة بـ "التوحيد" بمعنى نهج التوكل على الله، الذي ينتهجه المتصوفةعبر تاريخ التصوف، فأعتقد أنه لا يتم بمعزل عن حقيقة رفق البيئة المدارية والمتوسطية وحنوها النسبي على قاطنيها. ولا أظن أن نهج التصوف الذي اجترحه المتصوفة في السودان أو العراق أو المغرب كان من الممكن أن تتم ممارسته على نفس الصورة في بيئات شديدة البرودة. فالتوحيد والتوكل، ورب التوحيد والتوكل، هم هم. فهذه لا يغيرها المكان، على الأقل من الزاوية النظرية. غير أن الإطار التاريخي للجهة الجغرافية، والإطار الثقافي لها، تخلق فرقا. والله أعلم كما يقول الفقهاء.
((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
صورة العضو الرمزية
ÓíÝ ÇáÏíä ÅÈÑÇåíã ãÍãæÏ
مشاركات: 481
اشترك في: الأربعاء مايو 25, 2005 3:38 pm
مكان: روما ـ إيطاليا

مشاركة بواسطة ÓíÝ ÇáÏíä ÅÈÑÇåíã ãÍãæÏ »

عزيزي د . النور
أتفق معك في مجمل ما ذهبت إليه .
ولكن لي ملاحظتان :-
أما جزئية سؤالك المتعلقة بـ "التوحيد" بمعنى نهج التوكل على الله، الذي ينتهجه المتصوفةعبر تاريخ التصوف، فأعتقد أنه لا يتم بمعزل عن حقيقة رفق البيئة المدارية والمتوسطية وحنوها النسبي على قاطنيها. ولا أظن أن نهج التصوف الذي اجترحه المتصوفة في السودان أو العراق أو المغرب كان من الممكن أن تتم ممارسته على نفس الصورة في بيئات شديدة البرودة. فالتوحيد والتوكل، ورب التوحيد والتوكل، هم هم. فهذه لا يغيرها المكان، على الأقل من الزاوية النظرية. غير أن الإطار التاريخي للجهة الجغرافية، والإطار الثقافي لها، تخلق فرقا. والله أعلم كما يقول الفقهاء.

قد يحتاج هذا الطرح ، مع صحته ، إلي مزيد من البحث والتدقيق . ولكن المقام غير المقام ( والبال أيضاً غير البال حالياُ ) .

من ناحية أخرى، كنت أتأمل طفولتنا حيث كنا نستقبل البرد بالجلابيب فقط. فثقافتنا لا تهتم بالتدبير بقدر ما تقوم بتفعيل طاقاتها في الصبر والاحتمال. نحن نتصالح مع النقص، ومع المشاكل، والغربيون لا يتصالحون، وإنما يسعون إلى التغيير

مع الجلاليب ، ماتنسي ايضاً السمن وعصيدة الدخن ! ( وجه ضاحك ) .
ولكني أفضل ، ياعزيزي ، فكرة أننا نتصالح مع بيئتنا ، وليس مع النقص والمشاكل ، بينما يسعي الغربيون بالفعل للتغيير ، بل والتمادي فيه ، مما يؤدي أيضاً إلي كوارث بيئية ، وليس بدافع من غريزة حب البقاء فقط .أنظر ما تفعله ، مثلاً ، رؤوس الأموال الإستثمارية الضخمة في صناعة الأخشاب ، من مجازر بقطع الأشجار في غابات حوض الأمازون . الإنسان في نصف الكرة الشمالي صاحب ذكاء ( عقلاني ) قد يعجل بحتفه في مسيرة التطور ، بينما الإنسان في نصف الكرة الجنوبي صاحب ذكاء ( وجداني) ، أدعي للمصالحة والتواؤم مع البيئة . وكلاهما ، بالطبع ، مشتق من " العقل الكلي القديم " ( بتعبير الأستاذ محمود محمد طه ) الذي يوجه الحياة في مختلف صورها ودروبها .
ولأعد للجلوس في مقاعد الإستماع ، والإستمتاع ، بأحوال الماء.
مع وافر مودتي وأشواقي .
سيف
" جعلوني ناطورة الكروم .. وكرمي لم أنطره "
نشيد الأنشاد ، الذي لسليمان .
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

و ما الغرب؟

مشاركة بواسطة حسن موسى »

و ما الغرب؟
صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »

الغرب في التعريف المبتسر الذي يمكن أن يجترحه العبد المفتقر إلى مولاه في هذه العجالة، يا حسن موسى، هو أن "الغرب" كمفهوم وممارسة يمثل جماع الرؤية للعالم world-view التي سادت في القرون الأربعة الماضية، وأنشأت مركزا للمعارف العلمية التطبيقية، وللمعارف الإنسانية، وللثروة وللسلاح، لم يعرف له التاريخ مثيلا. وقد أخذ ذلك المركز يستتبع قسرا كل ما هو خارج عن إطار بنيته المعرفية والإقتصادية.

"الغرب" هو منظومة التصورات التي بدأت بفلسفة التنوير، مرورا بالثورة الصناعية وعلائق انتاجها، وانتهاء بالرأسمالية المتوحشة التي تريد أن تجعل كل سكان الكوكب أقنانا في اقطاعية لم يعرف التاريخ مثلها ضخامة. وهي اقطاعية تملكها قلة قليلة، ترى أن الإنسان الجدير بالبقاء وبالحياة الأفضل، لهو ذلك الإنسان القادر على تنمية المال، ثم بقدر أقل، الإنسان المنصاع لقوى السوق، القادر على الاستهلاك.

"الغرب" فكرة عن صلة الإنسان بالكون، وعن صلة الإنسان بأخيه الإنسان، وهو بهذا المعنى فكرة، ومكان جغرافي، في آن معا. في تلك الفكرة، وتلك الجهة، أخذت علائق الإنسان بذاته وبمحيطه وبغيره من بني البشر منحى جديدا سمته امتلاك القدرة على السيطرة وعلى التحكم في وعي ومسلك وخيارات الناس بشكل غير مسبوق. باختصار "الغرب" هو ما يسمى في أدبيات ما بعد الحداثة بالـ "الموديرنست بارادايم" Modernist Paradigm الذي انبنى على تصور أن الوعي منفصل عن بنية الكون، وأن الذات تقف في مواجهة الكون ومواجهة الآخر باستقلال عن القوى "الماورائية" التي تعمل في بنية الكون، والذات، والآخر، في منظومة كلية موحدة.

هل أنا ممن يرون أن الغرب غرب، والشرق شرق، ولن يلتقيا كما قال كيبلينغ؟ لا!! فأنا أرى أن في داخل بنية الغرب قوى "شرقية" وفي بنية "الشرق" قوى "غربية". ولابد لهذه القوى أن تتكامل لتنتج مدنية جديدة تحل محل ما هو سائد اليوم.

أكتفي بهذا التعريف المبتسر، وانتظر عودتك لنقلب وجوه الرأي في هذه المسألة.
((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »


العزيز عبد الماجد

أولا أعتذر عن التأخير في الرد عليك، فقد أخذت الأمور برقاب بعضها بعضا وصرفتني عن ما انتويت. ولقد كانت النية قائمة باستمرار في الرد على كلماتك الرقيقة، منذ أن قرأتها. أشكرك على ما تفضلت به في حقي وحق زملائي ممن زاملونا في ذلك الزمان الرائق. كثيرون يقولون مثل ما قلت به عن تلك الدفعات من طلاب كلية الفنون. أيضا أحب أن اقول لك أن الأستاذ محمود محمد طه كان شديد الإعجاب بطلاب كلية الفنون. وكان يقول لنا ((طلاب كلية الفنون بالحيل عجيبين)). وقد كان يسألنا عن ما ندرس وعن الكيفية التي ندرس بها. وأذكر أننا كنا في السنة الثانية، وهي أولى سنوات التخصص وكان أن سألني في ذلك العام عن الكيفية التي يتم امتحاننا بها. قلت له يطلبون منا في بداية العام عددا من اللوحات: ثلاث لوحات طبيعة صامتة، وثلاث بورتريهات، وثلاث مناظر طبيعية landscapes، وملف رسم portfolio، نقدم كل هذه الأشياء للتقييم عند نهاية العام. فقال لي: هذا أفضل أنواع التعليم. وعلق قائلا إن نظام الإمتحانات التي يؤديها الدارس عند نهاية دراسته نظام عقيم. وزاد على ذلك قائلا: كان حكماء الصينيين القدامي حين يودون اجازة أحد التلاميذ يجلسونه في حجرة ويقولون له: أكتب كل ما تعرف!! كان الأستاذ محمود مغرما بالحرية وكان يرى في نظام التعليم في كلية الفنون مقارنة بغيره نظاما أفضل فهو يتيح حرية كبيرة للمتعلم ليعلم نفسه بنفسه ولينشء علاقة شخصية بالتعلم وخلق دافعية للتعلم نابعة من الذات وليست مفروضة من الخارج. وعموما هذا حديث "شرحه في الكتاب مما يطول" كما قال السهروردي المقتول.

قال السهروردي المقتول:

فنزلنا على منازلٍ قومٍ، صرعتهم قبل المذاقِ الشَّمُولُ
ولكلٍ رأيت منهم مقاماً، شرحه في الكتاب مما يطولُ

حديثك عن ضوروة رصد سيرة الأستاذ محمود محمد طه حديث في محله ووقته تماما. والكتابة عن سيرة الأستاذ محمود محمد طه مسؤولية جسيمة تقع على رقاب من عايشوه، وأنا واحد من أولئك الذين عايشوه. وهذا ألأمر ظل يؤرقني لفترة طويلة، ويبدو أن الوقت قد أزف، ولابد من عمل شيء في هذه الوجهة، وإن قل، وإن جاء أقل مما يطمح المرء فيه.

لاتزال هناك بقية في قصة رحلات الماء في كلية الفنون، أرجو أن أتمكن من كتابته قريبا، كما أرجو أن تجد فيه ما تهفو إليه نفسك.

وقبل أن أزايل مقامي هذا اثبت مائية رسمتها لمطعمي الأثير بمدينة سبوكان في ولاية واشنطن. واللوحة احتفال بتأثيرات الضوء، ومحاولة لتجميد حالة انفعال بذلك الأصيل. فقد ذهبنا بعيدا عن شؤون الماء وكان لابد من استراحة مائية.



صورة
((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

مشاركة بواسطة حسن موسى »

.
صورة
رحلة كلية الفنون لجبل مرة



صورة
رحلة سواكن

.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

رحلات الماء

مشاركة بواسطة حسن موسى »

يا أهل الماء
سلام
يا النور
نبشت اضابيري فعثرت على تصاوير فتوغرافية قديمة بكاميرا الصديق الفنان عبدالله عابدين ( أين عبد الله عابدين اليوم؟) في منتصف السبعينات.الصورة الفوق منظر من رحلة جبل مرة ( قلول 1974 غالبا) و التانية من رحلة سواكن عام 1972 (ضريح الشريفة الميرغنية او جامع تاج السر ، لا أذكر).منظر قلول تم تنفيذه على ورق "كارتريدج" ثقيل و مشهد سواكن على ورق " وطمان". لا أدري اين توجد أصول هذه المائيات اليوم، و أظن ان بعض الصحاب، في البلد الحار الجاف ، يستعين بها على كفاح الغبار فهنيئا.
صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »

حسن موسى!!
أمانة ما جبت خبر!!
تصور! كنت سوف أسألك أن تنزل صورة جبل مرة التي أنزلتها عاليه، وذلك بعد أن أنزل المداخلة التي أعدها عن الجزء الثاني من رحلة جبل مرة. وها أنت تنزلها قبل أن أسألك وهذه "كرامة" بمصطلح أهل التصوف!! وفي مضمار تفكيري في طلب انزال تلك اللوحة كان الغالب في ظني أن تلك اللوحة لن تكون بحوزتك بأي شكل من الأشكال، بعد كل هذه السنون.
لقد ظلت تلك الصورة منطبعة في ذاكرتي ولم أنس تفاصيلها أبدا. ويخيل لي أن التصوير جعلها مصفرة بعض الشيء. فقد كان فيها قدرا أكبر من الخضرة فيما أذكر.

المهم يا زول سعدت بتلك الصورة سعادة كبيرة.

الصورة الأخرى من سواكن رسمناها معا وفي وقت واحد ذات أصيل بديع. وهي لقبة ومسجد السيد تاج السر الميرغني في سواكن. ولقد كانت أخر مرة رأيت فيها صورتي تلك التي رسمتها معك، حين كانت معلقة في منزل شقيقي مضوي وهي في برواز أنيق في بيته بمدينة جدة في السعودية في عام 1985. ولا أدري أين ذهبت من هناك!

أما عبد الله عابدين فعهدي به ربما يكون مثل عهدك به. فأنا لم أره منذ السبعينات حين كان يعمل في "سوداناو"
مائيتك من جبل مرة أنعشت ذاكرتي ولسوف أعود قريبا بشيء عن سحر جبل مرة وسحر تلك التجربة الفريدة
((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

سلام أهل الماء

شكرا لكم فقد أمتعتمونا وأفدتمونا ولولاكم لظللنا ضائعين. إنتو تاريكم مولودين جوّة الموية ؟! الحق إني ألتفت للماء فقط بعد افتتاح هذا البوست. لم أتعلم السباحة بعد ولعلي لن أتعلمها أبداَ ولكن الدرس كان مهما جدا. بدا لي أن القصة كلها (في ابتسار شديد) تكمن في أن معادلة الوصول لنتائج جيدة في مجال التلوين عموما تكمن في صراع ومجابدة بين واحدٍ من جهة وثلاثة من الجهة الأخرى: الذي يحاول الإبداع في مواجهة الأسطح والخامات وأدوات استخدامها. يعني ما لم يمتلك التقنية لا يمكن له أن يبدع ولو أودعت فيه الطبيعة موهبة كبيرة ووجهته البيئة والذائقة لهذا المعترك. إن التشكيل لمركب عسر ويحتاج لهمة عالية (وحرة قلب).
شكرا عبدالقادر حسن
شكرا النور حمد
شكرا خلف الله عبود
شكرا (مٌدَبّلا) حسن موسى وبقية المتداخلات والمتداخلين.
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

أهل الماء

مشاركة بواسطة حسن موسى »

عبد الماجد
سلام جاك
شكرا لك على إنتباهك النقدي المضيئ. و أنا ما زلت" ألكلك" في تركيب الكلام عند مقام التداخل بين الكتابة و الرسم بصدد ملاحظاتك الأولى في خصوص مائيات أخونا عبد القادر. شفت مائياتك في البوست التاني بتاع الكمبيوتر
و يا حبذا لو نقلتها لنا هنا حيث المقام يناسبها اكثر.و اعتذر عن تسويفي الجائر لكني مزنوق هذه الأيام في أكثر من شأن أجارك الله.
النور
سلام و كلام كتير مؤجل..
فعلا مائية منظر " قلول" ادركها الإصفرار ربما بفعل الزمن فالصورة الفتوغرافية مستنسخة عن شريحة شفافة عمرها يتجاوز الثلاثين( ياخي خليك من مائية قلول التي هي ماء و لون على الورق، شوف قلول ذاتها و أهلها الأماجد بقوا في تولا بفضل نظام إنقاذ البشيرة أم حمد ).لكن إنمساخ التصاوير في مستنسخات التكنولوجيا باب واسع للريح لا بد اننا سنفتح مصاريعه في مقام مستقل على هدي مولانا والتر بنيامين كرم الله وجهه.
صورة العضو الرمزية
مصطفى آدم
مشاركات: 1691
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 5:47 pm

مشاركة بواسطة مصطفى آدم »

[color=green]يا أهل الماء سلام!
و شكراً كثير
للمولانات من عند عبد القادر " ود المويه"
النور حمد و قدلات ضوء العصرية
(يبدو أن العصريات تلخيص يراجع خبرات اليوم المتلاشي
و لذلك يسطع الضوء ( و ربما الأنوار) من الداخل ، فترى ما لا تراه العين آناء النهار.
و أخونا الكبير ( مما جميعو) عبد الماجد
و لوحة قلول التي إصفرّت من وجع طال الأخضر فينا
و في البلد " الحار الجاف المتلاف" أو كما قال مولانا حسن موسى
طبعاً مع تام الاحترام لأهل الماء المولانات من النصارى حتى مجنون هيلقا.
و هاؤكم ما قال شيخ التشكيل السوداني:
مولانا إبراهيم الصلحي في حوار مع الرأي العام
https://www.rayaam.sd/News_view.aspx?pid=108&id=7183[/color
]
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »


الأصدقاء الأعزاء
خالص التحايا لكم جميعاً

تلقينا رسالة من الفنان الأستاذ عبد القادر المبارك يحييكم فيها، ويقول أنه بعد أن بدأ في كتابة رد قبل يومين أو ثلاثة، انشغل قليلاً عن الكتابة وحين عاد للمواصلة وجد أن النص قد اختفى، وهو الآن بصدد كتابة رد آخر. وهذه مشكلة يواجهها عادة الكثيرون منا لدى كتاباتهم الأولى بالمنبر.
وقد أشاد الأستاذ عبد القادر "بالمستوى الراقي جداً للمداخلات والطروحات".

أتوجه بخالص الشكر للأستاذ عبد القادر لرسالته الطيبة. وأنتظر معكم دخوله في هذا النقاش الثر الذي انطلق من الحديث عن تجربته الخلاقة ليتشعب بهذا الشكل الذي نتابعه بمتعة واهتمام.

عامر مودتي للأستاذ عبد القادر ولكم جميعاً.

نجاة

صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »

في طريقنا إلى نيالا، أمضينا في القاطرة العجوز ما يزيد عن الثلاثة أيام. استطالت تلك الأيام الثلاث فأصبحت دهرا من الرهق والملل. لم يفد الغناء الذي بدأ بحماس في بداية الرحلة ثم خبا دفعه ودفقه فتقطع وأصبح مجرد تعبير تعب عن رهق الانتظار، وعن الصبر والملل والضيق بطول الحبس. مكثنا في ذلك القطار ثلاثة أيام حسوم بلياليها حتى لصقت بأبداننا وملابسنا رائحة القطار. وما أدراك ما رائحة القطار!!

من المدن الكبيرة والمتوسطة الحال، مررنا بمدني، فسنار، فكوستي، فتندلتي، فأمروابة، فالرهد، فأبو زبد، فبابنوسة، فالضعين، فنيالا. أما المحطات الصغيرة فحدث ولا حرج. عشرات المحطات، وعشرات الأسماء التي ما أنزل الله بها من سلطان. عبرنا سهل الجزيرة الطيني، وحين مررنا من فوق كبري كوستى العجوز الشائخ، وتوغلنا منه في جهة الغرب انطوى بساط الطين وطالعنا جمال وبهاء بساط الكثبان الرملية. انتهي إقليم الطين، وبدأ إقليم القش. انتهت المربعات والدوانيب الطينية وبدأت القطاطي المخروطية والصرائف. وكان كل ذلك بالنسبة إلى أبناء السهول الطينية المنبسطة، ممن هم على شاكلتي، مثل سير في حلم بديع. تغير مرأى الأشجار وتبدلت هيئتها. فهذا هو إقليم الهشاب. هنا يشتغل الناس بـ "الطق" وهو جرح لحا شجرة الهشاب ليسيل منها "كعكول" الصمغ. وبعد مسيرة بضع يوم، طالعنا التبلدي الذي "يعزه" الفنان عبدالرحمن عبدالله. وسرعان ما أفضى بنا المسير بعد يوم آخر إلى رحاب السافنا الغنية.

احتللنا عربة القطار المتهالكة احتلالا تاما، ومنعنا الركاب من الدخول إلى عربتنا بذريعة "محجوزة". بعد النشاط والغناء والصياح ليوم كامل تعبت الحناجر، وذبلت جذوة النشاط، وأخلدنا للنوم المتقطع، وأحيانا للتناوم. البعض يلعب الكوتشينة والبعض يرسم سكتشات، والبعض يدخل في مماحكات ومزاح يخشوشن من حين لآخر. وقد مثل كل أولئك شحنا نفسيا وروحيا واستاطيقيا لتجارب الماء القادمة.

في تلك الرحلة حدثت فتوحات مائية للجميع تفاوتت في درجاتها: حسن موسى، محمود عمر محمود، محمد مختار، عثمان حامد الفكي، ومحمد شداد، وشخصي. وهؤلاء هم طلاب قسم التلوين. وشملت الفتوحات البقية وأذكر منهم محمد إدريس، آدم الصافي، محمد علي الزبير تمام، مصطفى الصادق، العوض مصطفى العوض، الشيخ الشريف نور الله. ولا أنس الجنس الآخر: نائلة الطيب طه، والشفاء محمد علي، وصفية إبراهيم. وأظن أن آمنة النوحي، وزينب الزبير الطيب تخلفتا عن تلك الرحلة. وحين أعود سوف أحكي عن نيالا وبص إبراهيم بخيت.
((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »


للذاكرة ثقوب منها تسقط المعلومات. فبعد أن ختمت مداخلتي الأخيرة تذكرت من حُجَّاجِ طقس الماء السنوي: محمد الحسن العربي، وإسماعيل عباس حمودي، وفضل السيد نعيم، الذي عرفنا فيه في تلك الرحلة مغنيا لا يشق له غبار. ثم برير، وبدرالدين حامد، وعلي أحمد سعيد، وبالطبع هناك آخرون أيضا، ممن أسقطتهم الثقوب التي تتسع مع تقدم العمر وتعاقب السنون، والعافية درجات. وعموما لم يكن كل من في الدفعة يذهبون إلى تلك الرحلات. فالبعض يعتذر عنها، والبعض الآخر ينضم إلى رحلة لدفعة أخرى متجهة جهة أخرى.

أدهشتنا حالة العمار التي طالعتنا بها مدينة نيالا. فقبل أن تطأ اقدامنا أرضها، لم تكن نيالا سوى دائرة صغيرة في الأطلس ينتهي عندها خط السكة الحديد. وحين وصلناها أدهشنا عمارها وحيويتها. نزلنا في تلك المحطة التي ينتهي عندها الخط الحديدي شرقي المدينة، وذهبنا إلى الاستراحة الجميلة ذات الأشجار الوريفة الواقعة عند حافة الخور الرملي الجاف. وفي الطريق إلى تلك الإستراحة عبرنا بالسوق العامر المحتشد بالحركة. مثل تلك المدن تمثل موانيء للبضائع الأجنبية الشرعية والمهربة سواء بسواء. وكنا تواقين لرؤية سوق "أم دفسو" الشهير الذي سبقته شهرته إلينا.

وضعنا أمتعتنا في تلك الاستراحة ونحن نحلم بالانتقال إلى جبل مرة. ولما كنا في عجلة من أمرنا لارتياد السوق، فقد عدنا راجلين نحو السوق. في تلك المسيرة الراجلة التي ضمتني مع حسن موسى، ومحمود عمر، وآدم الصافي، والعوض مصطفى، وربما آخرين، مر بجانبنا رجل راكب على حمارة. وبعد أن تعدانا ببضعة أمتار مرت بقربنا جحشته التي جاءت تركض وراء أمها. وحين أصبحت الجحشة الشكسة بمحازاتنا، ارتكزت على قوائمها الأمامية ورفعت جذعها الخلفي كله في الهواء ورفست محمود عمر برجيلها الخلفيتين وهن مجتمعتين بـ "جوز"! وكان محمود يسير في طرف المجموعة. وانفجر الجميع ضاحكين، رغم الرفسة المؤلمة التي تلقاها محمود. ومنذ تلك اللحظة بدأنا نرصد حوادث سوء الطالع التي بدأ يتعرض لها محمود عمر في تلك الرحلة. وقد اشتهر محمود عمر في مجموعتنا تلك بالحوادث الطريفة.

كانت الحادثة الثانية التي تعرض لها محمود هو يوم أن غسل ملابسه على حافة السرف الرقراق الذي يمر بجانب الاستراحة في قلول في أعالي جبل مرة. فرغ محمود عمر من غسيل ملابسه التي أمضى سحابة النهار في غسيلها، ثم قام بنشرها إلى جانب ذلك السرف. غير أن بعض الزملاء الذين كانوا يقومون بالتحضير للغداء أتوا بدجاجات من القرية وشرعوا في ذبحها. ويبدو أن واحدة من الدجاجات لم يتم ذبحها بشكل تام. وما أن رفع منها ذابحها السكين، حتى نهضت جارية والدم يتطاير من رقبتها. وفي جولتها تلك، قبل أن تخر صريعة، مرت بجانب ملابس أخينا محمود ورشتها بالدم!! وكان على أخينا محمود أن يعيد كرة الغسيل مرة أخرى!!

في نيالا تعرفنا على إبراهيم بخيت، وهو سائق البص الذي استأجرناه ليأخذنا في رحلة الجبل من مبتدئها وحتى منتهاها. إبراهيم بخيث سائق قديم مشهور في مدينة نيالا. وهو ممن يعرفون دروب الجبل، منذ أن كانت السيارات التي تتجه نحو أعالي الجبل نادرة. ويبدو أن إبراهيم بخيت حين تعب من قيادة اللواري، اشترى ذلك البص ذي القفص الحديدي، وأصبح يأخذ طالبي الرحلات إلى أعالي الجبل. فرح إبراهيم بخيت فرحا شديدا بمجموعتنا تلك، وظل يمضي معنا وقتا أطول مما يقتضيه عمله معنا. ويبدو أن فضولا في التعرف عن كثب على أولئك الأولاد القادمين من جهة العاصمة قد تملكه. كان إبراهيم بخيت شخصا ثرثارا، ولكن ثرثرته كانت ثرثرة محببة. فهو قاص ممتاز وهو فوق ذلك صاحب تجارب واسعة وحياة خصبة كانت ترفد حكاويه بالمثير الممتع.

أيضا كان إبراهيم بخيت صبورا، ممهولا، ولا يستعجل أمرا. كان يعيش لحظتة ويتملاها ويتأملها ويعبرها بمهل وتؤدة، وكأن لا شيء قبلها ولا شيء بعدها. وقد كان إبراهيم بخيت تجسيدا تلقائيا للصوفي وللفنان. في خدمته لنا كان إبراهيم بخيت كمن يمارس هواية وليس كمن يؤدي عملا. أعجبتني شخصيته وعوالمه التي ظل يحكي عنها بلا انقطاع. وقد دفعني كل ذلك لكي أقوم برسم بصه بألوان الماء، واهديته الرسم، وفرح بذلك فرحا عظيما. وبص إبراهيم بخيت ليس سوى لوري أوستن BMC حول الحدادون السودانيون الحاذقون من أمثال كباشي عيسى ورجب مرسال صندوقه الخلفي إلى بص للركاب!!
وحين أعود سأتامل قلول بـ "أثر رجعي" كما يقول محاسبو السودان.
((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »

ابتعدنا هونا ما من الماء وكان لابد منة استراحة مائية قصيرة مع مولاتنا جورجيا أوكيف التي سكنت في نهايات حياتها في المناطق الجافة من ولاية نيومكسيكو في عزلة صوفية ترهبنت فيها لفنها، ولا شيء غير فنها.

قالت جورجيا أوكيف مرة لمحدثها وهي تشير بيدها نحو الفضاء القفر الذي يفصل بين دارها وبعض الجبال البعيدة: أنظر إلى تلك الجبال، إنها حديقتي الخلفية.


صورة


صورة
((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
صورة العضو الرمزية
ÚÈÏ ÇáÛäí ßÑã Çááå
مشاركات: 269
اشترك في: السبت فبراير 03, 2007 10:38 am

مشاركة بواسطة ÚÈÏ ÇáÛäí ßÑã Çááå »

والرسم بالكلمات، أبهى، أيضاً:

كان إبراهيم بخيت صبورا، ممهولا، ولا يستعجل أمرا. كان يعيش لحظتة ويتملاها ويتأملها ويعبرها بمهل وتؤدة، وكأن لا شيء قبلها ولا شيء بعدها. وقد كان إبراهيم بخيت تجسيدا تلقائيا للصوفي وللفنان. في خدمته لنا كان إبراهيم بخيت كمن يمارس هواية وليس كمن يؤدي عملا. ( بريشة : النور حمد)
صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »

ولاية إيداهو الأمريكية تشتهر بزراعة البطاطس، كما تشتهر بالمتطرفين البيض الذين يؤمنون إيمان العجائز بتفوق الجنس الأبيض، وبعض هؤلاء مسلحون ومستعدون لمحاربة الحكومة الفيدرالية. ولكن ايضا بولاية إيداهو، مثل كل الولايات الأمريكية جميعيات للرسم بالألوان المائية. وفي إيداهو جمعية مرموقة. أثبت هنا بعضا من أعمال مولاناتها رضي الله عنهم وأرضاهم.
]
URL=https://up3.m5zn.com/showimage-3-2008-1wg18qqesbd.jpg]صورة[/URL



صورة


[URL=https://up3.m5zn.com/showimage-3-2008-pfxmrd0kq2z.jpg]صورة[/URL
((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
صورة العضو الرمزية
ÎáÝ Çááå ÚÈæÏ
مشاركات: 487
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:26 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة ÎáÝ Çááå ÚÈæÏ »

الأساتذة الكرام
إستمتعنا تماما بألوا ن الماء فى رحلات النور وحسن ، وللمولانات الخواجات ، أيضا ...
وللمشاركة ، هذه بعضا من مائياتى فى بداية التسعينات .. وسوف تتبعها سباحة جديدة فى الماء ...

صورة
آخر تعديل بواسطة ÎáÝ Çááå ÚÈæÏ في الجمعة مارس 28, 2008 9:06 pm، تم التعديل مرتين في المجمل.
الحرية لنا ولسوانا
صورة العضو الرمزية
ÎáÝ Çááå ÚÈæÏ
مشاركات: 487
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:26 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة ÎáÝ Çááå ÚÈæÏ »

الصورة السابقة من الثورة ( السودان ) ... اما هذه فمن سلطنة عمان ... وللأسف ، تصويرها ، ثم مسحها ، لم يتم بالدقة المطلوبة ...

صورة
الحرية لنا ولسوانا
صورة العضو الرمزية
ÚÈÏ ÇáÛäí ßÑã Çááå
مشاركات: 269
اشترك في: السبت فبراير 03, 2007 10:38 am

مشاركة بواسطة ÚÈÏ ÇáÛäí ßÑã Çááå »



أعمق المحبة، استاذ خلف الله عبود..
لأحوال الماء عندكمو..

فالحمار،والكارو، والبرميل، تومض ببريقها في الذاكرة وقائع لا تحصى، وباب الزنكي.."الموارب".. ولا أحد في البيت المتآكل، كأنهم في قيلولة، تشبه قيلولات فان جوخ، حيث الاجساد مرتخية على ظهرها.. وانطرحت في الحقول، بسلطان التعب المبارك، ومعطرين بالعرق، وبقايا نبات، وتراب تحول لطين على ظهورهم بسبب (ماء العرق).... كم اغبط الماء لتحولاته، فهو سحاب، وهو لبن، وهو نهر، وهو بول، وهو غيم.... واتخذ شكل (السيولة)، هوية له...

في زيارة خاطفة، ومؤثرة لمدينة رفاعة، وقد انحنت الحافلة في الشاطي، وكأنها تسجد لروعة مدينة غريبة الأطوار، دخلنا البنطون، وسرني (مع اشياء أخر)، طريقة النهر في هز الناس، كان البنطون يهتز بصورة أغرب للهدهده، قد تهتز العربية، قد تهتز الطائرة، ولقد (هدهده الماء السائل، لها سحر، كأنها تذكر بأجواء الرحم، والتي غابت بداء النسيان الموقت، سنذكر في يوم ما، ما كان، وما سيكون)... كان البنطون يهتز برفق، بشاعرية، ... كم اغبط الماء.. وحاليا، حين اتسطع في شوارع الخليج الفارسي، أرى قوراب الصيادين الهنود، السمر، مربوطة في الشائ، كسلى، متعبة من يوم طويل، وهي تهتز مع الموجه، بصورة .اااااااااه، شاعرية، هذا ما اقدر عليه، وكم أحس بحسرة اللغة، وبارك الله في جدي النفري، فقد قال (ربما خاطب المنظر، الناظر، بمالا يقال، ولن ينقال)...

وهنا الكبد، في (لن ينقال)...

سرحت بي صورة الكارو، وللحق كتبت قصة، في مجموعة آلام ظهر حادة، بطلها حمار (حمار الواعظ)، علاقتني بالحمير، أكثر من توفيق الحكيم ذاتو، فذاك كتب عنها من برجه العاجي، وأخوك كتب من ظهرها، ورفسها، وروثها، ونهيقها (كم صحونا منزعجين منه)، كم وكم..

والحمار الذي اعطانا ظهره، أو مؤخرته، وذنبه، كم احب حركة الذنب...أحس به كائن قائم بذاته، في زيارة لدكتور احمد المطصفى حسين، حين كان معنا بالدوحة (ولا يزال معنا، فالقلب وسيع، ولو كان الكون وعشرة امثاله في ركن من اركان قلب المحب لما احس به، هكذا يقول ابويزيد البسطامي)، كانت في البيت (زرافة)، مصنوعة من خشب، ولها ذيل قصير..

فسألني محمود الصغيرة: ده شنو..
قلت له.. ضنب..

بعملوا بيهو شنو، فكرت قليلا، قلت له: تحرس به نفسها، وتطرد الذباب..
بس؟
قلت له تخفي عورتها (كشئ غريزي، أو قل جمالي)..

بس؟
لم اجد غيث أكثر...

والطفل ذكي، وخاصة محمود، أشار إلى بقعة في بطن الزرافة، لو كان الضبانة هنا، الضنب يصل ليها كيف..

وللحق الضنب قصير، ولكن يصل للضبانة...
قلت له، هل بمقدورك ان تحك ظهرك، واختر موضع صعب..

قال : لا..

الحمار الواقف، أحسست به، بمعاناته، كأنه يتعجب من مصيره..
والباب الموارب.. البسيط... والشباك المعتم، لا نور، داخل البيت، أو نار..

أعمق المحبة، لأحوال الماء..
وهل من مزيد؟...

صباح الاربع، ...
أضف رد جديد