شذرة من شذور رولان بارت(خطاب العاشق)

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
Abdelatif Elfaki
مشاركات: 90
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:49 pm

شذرة من شذور رولان بارت(خطاب العاشق)

مشاركة بواسطة Abdelatif Elfaki »

[color=brown] أما قبل :

أستميحكم عذراً أن أُقدِّمَ لكم شذرة من شذور رولان بارت في كتابه " خطاب عاشق " . و هو الكتاب الذي فرغت من ترجمته عن الإنجليزية و تحقيق مصطلحاته و أعلامه في عام 1995م . و لا يزال مخطوطاً خطَّ يَدٍ باللونين الأزرق و الأحمر . و هي طريقة ـ يبدو ـ أن فتنني بها الوالد رضي الله عنه و أنا صغير أنظر في مخطوطاته نقلاً عن السيد العجيمي . لزمني هذا الكتاب منذ عام 85 قُبَيْلَ الانتفاضة ؛ فأسرني و أُعْجِبْتُ به غير ما جميع كتبه التي قرأتها من قبل . و لا يشبهها في المضاهاه سوى كتابه : [sz] . اخترتُ لكم الآن (شذرة) بِحُكْمِ قِصرها ، نعم و كرامة . فأرجو أن ينال وقتكم منها ثمين وقتكم ... و دمتم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" أرني مَنْ ترغب ؟ "
التحبيب
حين يرغب شخص آخر أو أشخاص آخرون في المحبوب،
ترى الذات من خلال ذلك إنساناً تتوفر فيه الرغبة : فمهما
انساقت هذه الرغبة العشقية بصورةٍ خاصة فإنَّ الذي حثَّها
أولاً هو التحبيب .


1ـ قُبَيْلَ أنْ يشغف الحبُّ قلب فارتر قابل
خادماً شاباً أخبره عن وجده و تشببه بأرملة :
" فأخذتْ صورة ذلك الإخلاص ، ذلك العطف
تطاردني حيثما كنت . و حينما مسَّتْ تلك النار
روحي ضعفتُ و وهنتُ فراغاً " . و بعد ذلك
ذلك لم يبقَ لفارتر إلاَّ أن يعشق جارلوت
فالدورُ دَوْرُهُ . و جارلوت نفسها قد أُنْتِقِيَتْ له
قبل أن يراها . ففي العربة التي تَقلُّهُ مع صديقٍ
مخلص للمرقص أخبره ذلك الصديق كم هي
جميلة ! . الجسد الذي سيُعْشَقُ لاحقاً قد
اختارته العدسة اختياراً جميلاً ؛ بل كَبَّرَتْهُ
فتأثر متمغنطاً ، حتى أصبح قريباً فتستحث
الذات فتضغط أنفها على الزجاج : أليس هو
فرويد الموضوع الظريف المحبَّب التي جعلته يدٌ
بارعة يتلامع متوهجاً قبل أن أراه ؟ أليس هو
الذي سينوِّمني مغناطيسياً و يأسرني ؟ .
تتسرَّب هذه (العدوى المؤثرة) ، يتسرب ذلك
التحبيب انجذاباً من الاخرين ، و من اللغة ،
و من الكتب ، و من الأصدقاء : لا يوجد عشقٌ
لارشفوكوه بالأصالة .
(الثقافة السائدة ماكينة لتسييد الرغبة : إنها تقول
استندال هاهو ما يُشَوِّقُكْ لا محالة ؛ فكأنَّ الناس لا
يرغبون من ذوات أنفسهم ).

تتجلَّىْ صعوبةُ مشروع عشق في الآتي : " ما
عليك إلاَّ أن ترني مَنْ ترغبْ و بعد ذلك دبِّرْ
الأمر ! " . هناك مستحدثات مواقف لا تُحْصَىْ
و لا تُعَـدُّ ؛ في إحداهنَّ أعشق من عشقه أجمل
أصدقائي : كلُّ غريم هو في البداية هاديٌّ ، دليلٌ،
مُرَوِّجٌ ، وسيط .


2ـ من لوازم تحديد جهة رغبتك أن أُحجِّم
رغبتك قليلاً ( إنْ صَحَّ أنَّ الممنوع مرغوب ).
س. تريد أن أكون هناك بجانبها و لكن في الوقت
نفسه أن أتركها حرَّة قليلاً : نوعٌ من المرونة ؛ أن
تذهب بعيداً من وقتٍ لآخر ، لكن ليس بعيداً كل
البُعْد : فمن جهة يجب أن أكون حاضراً كممنوع
( و بدون هذا الممنوع لا توجد رغبة قويمة ) ،
و لكن يجب ـ من جهة أخرى ـ أن أكون بعيداً في
في اللحظة التي تتشكَّلُ فيها هذه الرغبة ،، فربما
فينيكوت أصادف طريقها : يجب عليَّ أن أكون الأم التي
تمنح حباً ( آمناً و عطوفاً ) و حولها يلعب الطفل
بينما هي ترتق الملابس أو تخيطها . يجب أن
تكون هذه هي بنية الارتباط " الناجح " : قليل من
الممنوع و مقدار طيب من المباح . و بهذه
تستطيع أن تُشَكِّلَ الرغبة لتنطلق قادرةً بنفسها مثل
أهل البلد الطيبين الذين يوصفون لك الجهة التي
تسألهم عنها و لا يصطحبونك إلحاحاً ، بل
يتساهلون و أنتَ على طريقك
.
[/color]
إيمان أحمد
مشاركات: 774
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:27 pm

مشاركة بواسطة إيمان أحمد »

(الثقافة السائدة ماكينة لتسييد الرغبة : إنها تقول
هاهو ما يُشَوِّقُكْ لا محالة ؛ فكأنَّ الناس لا
يرغبون من ذوات أنفسهم ).

!Very interesting
Thank you
آخر تعديل بواسطة إيمان أحمد في الاثنين يوليو 11, 2005 6:39 am، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
تماضر شيخ الدين
مشاركات: 356
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:14 pm
مكان: US

مشاركة بواسطة تماضر شيخ الدين »

" : قليل من
الممنوع و مقدار طيب من المباح . و بهذه
تستطيع أن تُشَكِّلَ الرغبة لتنطلق قادرةً بنفسها مثل
أهل البلد الطيبين الذين يوصفون لك الجهة التي
تسألهم عنها و لا يصطحبونك إلحاحاً ، بل
يتساهلون و أنتَ على طريقك



وانا اعجبنى هذا التشبيه يا ايمان احمد..

قطعه ملهمة لا قصى الحدود يا عبد اللطيف...وياريت تعرج على حب المرأة للرجل..ايضا عشان نجى.
عادل عثمان
مشاركات: 845
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:14 pm
مكان: المملكة المتحدة
اتصال:

مشاركة بواسطة عادل عثمان »

منذ تعلمت كيف انقل الصور الى هذا المنبر، حتى غدوت كالمأخوذ! أدخل كل بوست، وأقرر أن أنقل اليه صورة، أو لوحة. هكذا. هنا غلاف كتاب بارت باللغة الانقليزية
صورة
There are no people who are quite so vulgar as the over-refined.
Mark Twain
Abdelatif Elfaki
مشاركات: 90
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:49 pm

مشاركة بواسطة Abdelatif Elfaki »

" أرني مَنْ ترغب ؟ "

التحبيب

حين يرغب شخص آخر أو أشخاص آخرون في المحبوب، ترى الذات من خلال ذلك إنساناً تتوفر فيه الرغبة : فمهما انساقت هذه الرغبة العشقية بصورةٍ خاصة فإنَّ الذي حثَّها أولاً هو التحبيب .



قُبَيْلَ أنْ يشغف الحبُّ قلب فارتر قابل خادماً شاباً أخبره عن وجده و تشببه بأرملة :
" فأخذتْ صورة ذلك الإخلاص ، ذلك العطف تطاردني حيثما كنت . و حينما مسَّتْ تلك النار روحي ضعفتُ و وهنتُ فراغاً " . و بعد ذلك لم يبقَ لفارتر إلاَّ أن يعشق جارلوت فالدورُ دَوْرُهُ . و جارلوت نفسها قد أُنْتِقِيَتْ له قبل أن يراها . ففي العربة التي تَقلُّهُ مع صديقٍ مخلص للمرقص أخبره ذلك الصديق كم هي جميلة ! .

الجسد الذي سيُعْشَقُ لاحقاً قد اختارته العدسة اختياراً جميلاً ؛ بل كَبَّرَتْهُ فتأثر متمغنطاً، حتى أصبح قريباً فتستحث الذات فتضغط أنفها على الزجاج : أليس هو
الموضوع الظريف المحبَّب (1) الذي جعلته يدٌ بارعة يتلامع متوهجاً قبل أن أراه ؟ أليس هو الذي سينوِّمني مغناطيسياً و يأسرني ؟ .

تتسرَّب هذه (العدوى المؤثرة) ، يتسرب ذلك التحبيب انجذاباً من الاخرين ، و من اللغة ، و من الكتب ، و من الأصدقاء : لا يوجد عشق بالأصالة .(2)

(الثقافة السائدة ماكينة لتسييد الرغبة : إنها تقول هاهو ما يُشَوِّقُكْ لا محالة ؛ فكأنَّ الناس لا يرغبون من ذوات أنفسهم ).(3)

تتجلَّىْ صعوبةُ مشروع عشق في الآتي : " ما عليك إلاَّ أن ترني مَنْ ترغبْ و بعد ذلك دبِّرْ الأمر ! " .

هناك مستحدثات مواقف لا تُحْصَىْ و لا تُعَـدُّ ؛ في إحداهنَّ أعشق من عشقه أجمل
أصدقائي : كلُّ غريم هو في البداية هاديٌّ ، دليلٌ، مُرَوِّجٌ ، وسيط .


2ـ من لوازم تحديد جهة رغبتك أن أُحجِّم رغبتك قليلاً ( إنْ صَحَّ أنَّ الممنوع مرغوب ). س. تريد أن أكون هناك بجانبها و لكن في الوقت نفسه أن أتركها حرَّة قليلاً : نوعٌ من المرونة ؛ أن تذهب بعيداً من وقتٍ لآخر ، لكن ليس بعيداً كل البُعْد : فمن جهة يجب أن أكون حاضراً كممنوع ( و بدون هذا الممنوع لا توجد رغبة قويمة ) ، و لكن يجب ـ من جهة أخرى ـ أن أكون بعيداً في اللحظة التي تتشكَّلُ فيها هذه الرغبة ،، فربما أصادف طريقها : يجب عليَّ أن أكون الأم التي تمنح حباً ( آمناً و عطوفاً ) و حولها يلعب الطفل بينما هي ترتق الملابس أو تخيطها(4) .

يجب أن تكون هذه هي بنية الارتباط " الناجح " : قليل من الممنوع و مقدار طيب من المباح . و بهذه تستطيع أن تُشَكِّلَ الرغبة لتنطلق قادرةً بنفسها مثل أهل البلد الطيبين الذين يوصفون لك الجهة التي تسألهم عنها و لا يصطحبونك إلحاحاً ، بل يتساهلون و أنت على طريقك .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فرويد (2) لارشفوكوه (3) استندال (4) فينيكوت
Abdelatif Elfaki
مشاركات: 90
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:49 pm

مشاركة بواسطة Abdelatif Elfaki »

أعتذر للجميع من تلك الأخطاء التي ( شوَّشت ) كثيراً على متن النص . و كان رأس تلك الأخطاء هو التصميم الذي اختلط عند الإرسال فجاء غير ما وضعته . فدخلت أسماء الأعلام في المتن نفسه . فالقاريء يقرأ فيجد فجأة اعتراضاً اسم (فرويد) أو (استندال) أو (لارشفوكوه) الخ؛ داخل المتن نفسه . أضف لذلك أن (بونت) المتن نفسه حدث له تغيير ما انتبهت له . لهذا قمت بتعديل المتن أعلاه . فوضعت الأعلام هامشاً في نهاية المتن ؛ و هو وضع لا يرضاه بارت نفسه لأن له رؤية خاصة في هذا الكتاب عن الاقتباسات . يقول في المقدمة :

( تتجاور في متن هذا الكتاب عدة شواهد من مصادر مختلفة توخياً لتأليف هذه الذات العاشق . بعضٌ منها يأتي من قراءة عادية لرواية جوتة (فارتر) ، و أخرى آتية من قراءآت مستمرة لكلٍّ من : مأدبة أفلاطون ، و زن ، و التحليل النفسي ، و مقتطفات المذهب الصوفي، و نيتشة ، و الأغنيات الألمانية [الليدار] . و البعض من قراءآت متفرقة . و بعضهن من محادثات مع الأصدقاء . و فوق كل ذلك ثمـَّة بعضٌ يأتي من حياتي الخاصة .
إن المراجع التي نتزود منها بهذه الطريقة الجديدة لا تجيء في شكل سلطوي ؛ بل تجيء ودودةً : إذ إنني ، في هذه الحال ، لا أتوسل إلى المتن بالضمانات ؛ بل هو اقتباس مجرد دعوة كأنك تـُلْـقي نوعاً من تحية و أنت عابر . إنه اقتباس له سمة إغواء أو إقناع أو هو يعطي عند اللحظة إشراقة فهم ) أ.هـ .


و لهذا الاستدراك الذي عملته لـ(البوست) يجيء شكري لإيمان و تماضر و عادل مزيداً موصولاً لأنني أعرف تماماً كم كانت القراءة صعبة في المتن ا لمنشور أولاً . قرأته أنا فاستشكل عليَّ ... فأشكرهما و أشكره لهذا التذوق العالي ...

و لي عودة في لأرد مفصلاً .
الفاتح مبارك
مشاركات: 56
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:16 pm

مشاركة بواسطة الفاتح مبارك »

عبد الطيف،
سلام وود،

اشاطرك، كما تعلم ولعك واهتمامك برولان بارت. واذكر انني كنت في ملة من حظيوا بمطالعة ترجمتك " خطاب العاشق " في الثمانينات ،حين توليت تنبيهنا، بهمتك "الجرجانية المعروفة" باعمال بارت ومن لف لفة من عمالقة النقد الثقافي المعاصر. ورغم ان بارت قد صار من مدخلات اي مقاربة نقدية تتسحق لقبها، يظل "سياقنا" الثقافي غير متوفر علي الاساسي من اطروحاتة واقتراحاتة حول استراتيجيات القراءة والتقصي المعرفي.
ليتنا نواصل ما انقطع من نقاش حولة.

فيما يتعلق بخطاب العاشق فقد حفظت عن ظهر قلب "شذرتة" في "الانتظار". وهي شذرة تنفع العاشق و تنجية من (شر) ات النساء الماكرات. اتمني ان نقراء نصها المترجم.

ما يلي الفقرة السادسة من شذرة الانتظار لرولان بارت من كتابة " خطاب العاشق " في ترجمتة الانجليزية:

A mandarin fell in love with courtesan. "I shall be yours," she told him. "when you have spent a hundred nights waiting for me, sitting on a stool, in my garden, beneath my window." But on the ninety ninth night, the mandarin stood up, put up his stool under his arm, and went away.


مع الود
الفاتح مبارك عثمان
صورة العضو الرمزية
الحسن بكري
مشاركات: 605
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:51 pm

مشاركة بواسطة الحسن بكري »

أقتني كتابا يحتوي على مختارات من أعمال رولان بارت قامت بإختيارها أستاذة الفلسفة والسينمائية الأمريكية سوزان سونتاق. فونتانا برس،1982. يحتوي الكتاب على اقتباسات مطولة من "خطاب عاشق" _ A Lover's Discourse – ترجمة ريتشارد هوارد، وأظنني أقتني ترجمة عربية لعمل بارث هذا، لكن للأسف لم أستطع العثور عليها ولا زلت أسعى في طلبها.

سيكون متاحا إن تحصلت على الترجمة العربية، التي ستكون في الغالب عن الأصل الفرنسي، إجراء مقارنة بين ترجمة عبد اللطيف الفكي وهذه الترجمة العربية إن وجدت. هل يمكن إفادتنا إن كان الكتاب الذي صورعادل عبد الرحمن غلافه هنا هو كتاب السيد هوارد أم لا، وما إذا كنت، عبد اللطيف، قد قمت بالترجمة إلى العربية عن نفس كتاب عادل عبد الرحمن ام عن كتاب آخر لمترجم آخر؟ توجد إحتمالات عديدة جدا لقراءة النص واقتفاء مصيره عبر التحولات المختلفة التي تنقل خلالها، كما تلاحظون.

أعتقد أيضا أن ترجمة العنوان إلى العربية كما قام بها عبد اللطيف، بعكس ترجمة العنوان الإنجليزية، ملتبسة نوعأ ما، فهل الخطاب لعاشق أم أنه هو نفسه خطاب عاشق!!

مودتي
أسامة الخواض
مشاركات: 962
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:15 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة أسامة الخواض »

[size=18][size=24]عزيزي لطيف
كنت شاهدا على الطريقة التي عثرت بها على كتاب رولان بارت,
فقد كنا ذات نهار خرطومي نمارس عاداتنا اليومية في الطواف حول بائعي الكتب امام جامع الخرطوم,
وقد عثرت عليه هنالك,
وكنت تسألني :
من الذي اشترى هذا الكتاب؟

وقلت انه كان يظنه عن الحب ,ورسائل الغرام
وكان ذلك صيدا ثمينا ,اذ اننا كنا في اوج تلك المرحلة البنيوية في بحث عن التواصل مع المركز الغربي

كما كنت شاهدا على الجهد الضخم الذي كنت تبذله في ترجمته بشكل عميق
و للاسف ان الكتاب قد نشر بالعربية ,واظن ذلك كان في الكويت,
وهذا ليس مانعا لعدم نشره,
فهنالك تجارب كثيرة في الترجمات ,ليس هذا مجال ذكرها,
ولكن دعوني اذكر بمثال له علاقة برولان بارت
وهو عن درجة الصفر في الكتابة,
واخر الترجمات كما اعرف هي للروائي والناقد والمترجم المغربي:
محمد برادة
ويمكن لعبد اللطيف ان يضيئ ذلك

لفت انتباهي كلام عبد اللطيف عن الفترة التي انتهى فيها من الترجمة,
حين قال:

و هو الكتاب الذي فرغت من ترجمته عن الإنجليزية و تحقيق مصطلحاته و أعلامه في عام 1995م


وقد سبق لي في سودانييز اون لاين ان اشرت ,
بحكم صداقتي بعبد اللطيف,
الى انه قد قدم المخطوطة الى مركز الدراسات السودانية في القاهرة ,والذي كان يشرف عليه الدكتور :
حيدر ابراهيم علي

فارجو ان يحكي لنا لماذا لم يقم المركز بنشر الترجمة؟

وكان ذلك سيشكل سبقا للمركز وللحركة الثفافية السودانية

وأعود الى كلام الصديق الاسفيري الحسن بكري في حديثه عن العنوان:
في كلامه الاتي:

أعتقد أيضا أن ترجمة العنوان إلى العربية كما قام بها عبد اللطيف، بعكس ترجمة العنوان الإنجليزية، ملتبسة نوعأ ما، فهل الخطاب لعاشق أم أنه هو نفسه خطاب عاشق!!


ويبقى السؤال هل ان العنوان:
هل هو :
خطاب العاشق
كما تقول بذلك ترجمة عبد اللطيف ويوافقه فيه ,مثلا صبحي حديدي ,في كلام له عن فدوى طوقان في الموقع المعروف :
جهة الشعر,حين قال:

والموقف العاطفي الذي اتصفت به قصائد طوقان في المراحل الشعرية الأولى كان "خطاب العاشق في عزلته القصوى" على حدّ تعبير رولان بارت،


وفي نفس الموقع نجد ان علي بدر في جهات الشعر ايضا في حديث له عن الشاعر العراقي رعد عبدالقادر يتحدث عن "خطاب عاشق" وليس عن " خطاب العاشق : في قوله
... كما أدركها رولان بارت في كتابه " خطاب عاشق


وأرقدوا عافية

المشاء
Abdelatif Elfaki
مشاركات: 90
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:49 pm

مشاركة بواسطة Abdelatif Elfaki »

إيمان أحمد:
التحبيب هو الذي يجعل " الرغبة " أن تسود ؛ بالرغم من أن الإحساس الذي يدهمنا أول وهلة أن الرغبة شيء خاص فرد . و هو الإحساس الذي يود بارت أن يصرفه . فيشكرك النص ، عزيزتي إيمان ، على تذوق النص من هذه الكوَّة التي تفتح نحو تسييد الرغبة .

تماضر

كما ركزت إشارتك على " تشكيل الرغبة " أن تنطلق حرَّة ، تجابهنا حالتان : الحالة التي تؤسس [ تشكيل الرغبة ] ، و الحالة الأخرى التي تؤسس [ أن تكون الرغبة حرة ] بذلك التشكيل .
فمن يشكِّـل الرغبة و ما الشيء الذي يجعلها حرة ؟
الذاتان في العشق هما اللتان تشكِّـلان الرغبة نفسها من خلال الكثير المباح . و هذا الكثير المباح حين تنسجم الذاتان في تحقيق الرغبة الكامنة للذة . أما ما يجعلها حرةً فهو ذلك القليل من الممنوع المتمثل في أنني " أنا الذات العاشق " أنقطع في حياتي بلهب تلك الرغبة الكامنة التي وَصَفَتْ لي الطريق دون أن تتبعني لتدلني على ما وصَّـفت : مثل أهل البلد الطيبين الذين يوصفون لك الجهة التي تسألهم عنها
و لا يصطحبونك إلحاحاً .
(المباراة : بترقيق الراء و ليس بتفخيمها) التي تطمس لهب الرغبة ــــ ياتماضر ؛ هو هذا الممنوع القليل .

عادل عثمان

أشكرك على نقل الغلاف . و أُنَـبِّـه قراء و قارئات هذا البوست على أنني اعتمدت الترجمة الانجليزية الأولى التي قام بها ريتشارد هاوارد.

الفاتح مبارك

كنت دائماً أسال نفسي لماذا كان سقراط يحجم حين يستحثه فيدريس ليتكلم في " العشق " ؟.
و بعد أن فرغت من قراءة بارت تبيَّن لي إحجام سقراط ؛ رغم أن سقراط قد بدأ كلامه المقتضب عن العشق بربطه بالرغبة ثم أقلع عن ذلك رغم حث فيدريس . بارت نفسه يبدأ من الرغبة . هناك شيئآن خالف فيهما بارت سقراط و الجاحظ و السيوطي و ابن الدباغ و إخوان الصفا . [ تشريح الرغبة التي لا علاقة لها بالزواج ـــ بارت لا يتحدث عن الزواج ؛ و لا يعتبره امتداداً أو جزءاً منه ] .
و كذلك [ الذات العاشق هي ذات لا بالمؤنث و لا بالمذكر ـــ يعتمد هنا بارت على الإنسان الدائري الذي كان نصفه مؤنثاً و نصفه الآخر مذكراً ؛ قصة الإنسان الأندروجيني كما عند الدرامي العجيب أرسطوفان] .
و في النقطة الثانية هذه ساعدتني أن في اللغة العربية صفات محايدة من بينهن ( عاشق ) . فالمرأة عاشق ، و الرجل عاشق . لذلك يا عزيزي الفاتح رغم أن عبارة (ذات) مؤنثة مجازياً بيد أن عبارتي (الذات العاشق) تحمل في داخلها ذلك الإنسان الدائري [ الأندروجيني] . فالذات هي ذات العاشق التي يعلمنا إياها بارت في هذا المنحى ---> أندرو = هو الذكر ؛ و جين ---> = هي الأنثى . و كلتا الحالتين هما مزجاً هذه [الذات] .

الجاحظ مثل سقراط يعتبر الكلام عن العشق يتطلب دراية أيما دراية . و حين ألف رسالة النساء كان يفاخر ملَّة الكُـتَّـاب من منكم يستطيع أن يتناول عويص هذا الموضوع ؟ . شعر الجاحظ بصعوبة الموضوع لكنه ــ لسوء حظه ــ لم يتبين أسباب هذه الصعوبة . لماذا ? لأنه لم يحدد موضوع العشق الذي هو هذه [الذات : الأندروجينية] فسقط منذ عنوانه الذي يشير إلى (النساء) . كان السيوطي واضحاً لم يتكلم عن العشق ؛ و لكن حين أشار إلى صعوبة الموضوع سلك طريقاً أخرى هي طريق (الغنج) فكان عنوانه (شقائق الأترنج في الدلال و الغنج) . و الغنج لا ينتمي للعشق بل هو زغرودة الجنس . كانت عائشة بنت طلحة و هي امرأة متفقهة تأتي النساء إلى بيتها ليأخذن منها العلم . فكان بعض نسوة يجلسن معها فدخل زوجها و قابلته في الفناء و أنزلته من حصانه و دخلت به الغرفة الأخرى . فسمع النساء تغنجها . و بعد فترة دخلت عليهن فقالت لها إحداهن حتى أنت يا عائشة تتغنجين . فردت لها ( إن الحصين لا تشرب إلا بالصفير ) .. هل يمكن أن يدخل الغنج في موضوع العشق يا الفاتح ؟ بارت من جهته يتنبأ بعلم يقول يمكن أن نسميه (علم الهـنَّـات )
على قول الشاعر : إن البريء من الهنات لسعيد . فهل العشق هنة من الهنات ؟ .
سأواصل مع الفاتح حتى ألتقي بالآخرين الذين تكرموا بالردود ــــ فله و لهم التحية حتى اللقاء ..
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »


عبد اللطيف والجميع،
تحياتي


يثير ما قاله الصديق الحسن بكري عن ترجمة العنوان مسألة الاحتمالات اللغوية المتعددة الممكنة لترجمة نص واحد، لتفضي جميعها إلى المعنى نفسه، مثلما يثير حديثه أيضاً مسألة ترجمة النص نقلاً عن ترجمة له في لغة وسيطة، كما في حالة ترجمة عبد اللطيف لكتاب بارت.
اختار المترجم الإنجليزي أن يترجم عنوان هذا الكتاب بـ "خطاب العاشق" مع عنوانٍ فرعي هو "شذرات" (Fragments) وإذا ما أردت أن أترجم هذا العنوان من الأصل الفرنسي مباشرةً (Fragments d'un discours amoureux)، فإنني سأترجمه بـ: "شذرات من خطابٍ عاشق" (وربما "مقاطع من خطابٍ عاشق")، حيث أرى أنها صيغة تعادل العنوان الأصلي من ناحية المعنى، مثلما تقابله من ناحية المبنى. فالعاشق في العنوان الفرنسي هو الخطاب (أعني بذلك أن صفة العشق منسوبة للخطاب). لكن، هل تتعارض الترجمة الانجليزية، مع المعنى الذي أراده رولاند بارت؟ في اعتقادي أنها ترجمة معادلة في معناها لمعنى العنوان في الأصل، على الرغم من أنها حذفت منه كلمة أساسية هي "شذرات"، ووضعتها كجزءٍ تابع. لم يضر هذا "البتر" بالمعنى لأن الترجمة المعادلة للأصل هي التي يتقيد فيها المترجم بقواعد، واستخدامات، وأيضاً موسيقى اللغة المترجم إليها، والانجليزية لا تحتمل أن تُنْسَب صفة العشق للخطاب، لذلك اختار المترجم الإنجليزي أن ينسب هذه الصفة للعاشق، الذات أو الروح المركزي الذي يتلو هذه المقاطع أوالشذرات صانعاً منها خطاباً كاملاً.
خلاصة القول، أرى أن شذرات، شذور أو مقاطع من خطابٍ عاشق، مترجمةًعن الفرنسية إلى العربية، لا تتعارض مع "خطاب العاشق، شذور" (أو شذور من خطاب العاشق)، التي جاءت في النص الإنجليزي (ومن ثمّ في ترجمة عبد اللطيف). ففي الترجمتين تعبير عن صورة واحدة. صورة العاشق وهو يجمع مقاطع متناثرة لخطابٍ في العشق.

يقودنا الحديث عن هذه الترجمة إلى الحديث عن ترجمة النصوص، بصفةٍ عامة، نقلاً عن ترجمات. وقد يتساءل البعض، لماذا نترجم نصاً نقلاً عن ترجمة، إذا ما كان من الممكن ترجمته من اللغة الأصلية مباشرة. وهذا بدوره يقودنا إلى سؤال آخر: لماذا نترجم؟ نترجم للفائدة العامة، لمتعة النص ومتعة الترجمة نفسها. وطالما كانت الترجمة دقيقة ووافية وممتعة ووفية للأصل، فليس هناك ما يمنع ترجمتها للغة أخرى. وفي تاريخ الترجمة أمثلة بارزة عديدة لذلك. وفي هذا الخصوص، أذكر أن العديد من ترجمات قصص وروايات ماركيز التي تمت إلى العربية نقلاً عن الترجمات الفرنسية كانت سهلة وسلسة، بل أن ترجمة محمود وإنعام الجندي لمائة عام من العزلة، نقلاً عن ترجمة فرنسية، كانت في رأيي أفضل بكثير من ترجمات أخرى لنفس الرواية تمت مباشرةً عن الإسبانية.

أخيراً، أشكر عبد اللطيف لإمتاعنا بترجمته لهذه المقاطع، على أمل أن نرى الترجمة كاملة.

مودتي للجميع
نجاة
أضف رد جديد